إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(متجدد) من فقه الإمام الوادعي رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :
    من آتاه الله مالا فلير أثر نعمة الله عليه

    وأورد تحت هذا الباب حديث مالك بن نضلة رضي الله عنه عند أبي داود رحمه الله (11ص112) قال حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبٍ دُونٍ، فَقَالَ: «أَلَكَ مَالٌ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟» قَالَ: قَدْ آتَانِي اللَّهُ مِنَ الإِبِلِ، وَالْغَنَمِ، وَالْخَيْلِ، وَالرَّقِيقِ، قَالَ: «فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ، وَكَرَامَتِهِ»
    والترمذي (ج6ص143) والنسائي(ج8ص181) وأحمد (ج4ص137) و(ج3ص473) قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مَالٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: «نَعَمْ» قَالَ: «مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟» قَالَ: قُلْتُ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ مِنَ الْإِبِلِ وَالرَّقِيقِ وَالْخَيْلِ وَالْغَنَمِ، فَقَالَ: «إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ» ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تُنْتِجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحَاحًا آذَانُهَا، فَتَعْمَدُ إِلَى مُوسَى فَتَقْطَعُ آذَانَهَا، فَتَقُولُ: هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقُّهَا، أَوْ تَشُقُّ جُلُودَهَا، وَتَقُولُ: هَذِهِ صُرُمٌ وَتُحَرِّمُهَا عَلَيْكَ، وَعَلَى أَهْلِكَ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَإِنَّ مَا آتَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ، وَسَاعِدُ اللَّهِ أَشَدُّ، وَمُوسَى اللَّهِ أَحَدُّ - وَرُبَّمَا قَالَ: سَاعِدُ اللَّهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ، وَمُوسَى اللَّهِ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ - " قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا نَزَلْتُ بِهِ، فَلَمْ يُكْرِمْنِي، وَلَمْ يَقْرِنِي، ثُمَّ نَزَلَ بِي أَجْزِيهِ بِمَا صَنَعَ، أَمْ أَقْرِيهِ؟ قَالَ: «اقْرِهِ»
    وحديث عمران بن حصين رضي الله عنه عند الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص438) قال حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ فَضَالَةَ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَعَلَيْهِ مِطْرَفٌ مِنْ خَزٍّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ وَلَا بَعْدَهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى خَلْقِهِ»
    قَالَ رَوْحٌ بِبَغْدَادَ: يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ

    قال شيخنا يحيى حفظه الله في شرحه على هذا الحديث: قال النبي صلى الله عليه وسلم فلير أثر نعمة الله
    عليك أي أنك منعم عليك من الله ومكرم فلاينبغي لمن هذا حاله أنه فقير مدقع ولكن ترى عليه نعمة الله وليحسن كما أحسن الله إليه.
    فهذا الباب والذي قبله فيه رد على المفرطين والمفرّطين بما في ذلك من الحديثين فمن الناس من أفرط في حب المال وجعلوه هو الحسب وقدسوه وهؤلاء عبيد له عبيد المال «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ» الذين قدسو المال وجعلوا المال هو المقصود باقوالهم و أفعالهم وديدنهم هؤلاء عبيد للدرهم للدينار للدنيا .
    وآخرون في الجانب الآخر أعطاهم الله من فضله ولم يفخروا بذلك المال بل ربما لايزال في حالة رثة كحالة الفقير فهذا ينبغي أن يحسن من حاله ويعرف نعمة الله عليه ولايجوز له أن يبخل به على نفسه ولاعلى غيره .

    قلت : فلما ذكر شيخنا مقبل رحمه الله المفرطون في المال والتفاخر به في الدنيا وجعله ديدنهم وقدسوه ، ذكر بعده في هذا الباب المفرّطون الذين أنعم الله عليهم وأكرمهم بالمال ولم ير أثر نعمة الله عليهم.

    تعليق


    • #17
      قال شيخنا العلّامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
      الإقبال على المال وترك الجهاد هلكة

      قال أبو داود رحمه الله (ج7ص188) : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح , أخبرنا ابن وهب ، أخبرني حيوة بن شريح ,وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أسلم أبي عمران ، قال : غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة ، فحمل رجل على العدو ، فقال الناس : مه مه لا إله إلا الله يلقي بيديه إلى التهلكة . فقال أبو أيوب : « إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار ، لما نصر الله نبيه ، وأظهر الإسلام ، قلنا لهم : نقيم في أموالنا ، ونصلحها ، فأنزل الله عز وجل ( وأنفقوا في سبيل الله ، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ، فالإلقاء بأيدينا إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها ، وندع الجهاد » قال أبو عمران : فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية.
      هذا حديث صحيح.
      الحديث رواه الترمذي (ج8ص311) وقال : هذا حديث غريب صحيح.
      قال شيخنا يحيى حفظه الله في شرحه على هذا الحديث :
      قد تقدم هذا الحديث في كتاب الزهد تحت باب(19) باب التحذير من الإخلاد إلى الدنيا ،
      وفي هذا الباب أن التهلكة عدم الغزو في سبيل الله.
      وفي صحيح البخاري رحمه الله حديث حذيفة رضي الله عنه في سبب نزول الآية( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قال نزلت في النفقة، وأن عدم النفقة هي التهلكة، فلامانع أن يكون عدم النفقة هي التهلكة وعدم الغزو في سبيل الله بحيث إن الإنسان يبقى في مزارعه ويشغل عن الغزو في سبيل الله أيضا تهلكة ، ففيه سبب من وجهين ، في أول الآية سبب وفي آخرها سبب، في أولها (وأنفقوا في سبيل الله) النفقة أمر مطلوب وترك النفقة تهلكة ،كما في حديث حذيفة عند البخاري .وفي آخر الآية سبب (ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة) عدم الغزو هو التهلكة .
      البخل بالنفقة ولاسيما الواجبة تهلكة وعدم الغزو تهلكة ، ولامانع أن يكون أكثر من سبب في نزول الآية كما ذكر الشيخ في كتابه الصحيح المسند من أسباب النزول عند ذكر سبب نزول هذه الآية .


      تعليق


      • #18
        قال شيخنا مقبل رحمه الله :
        المال يتخلى عن صاحبه إذا مات
        قال الحاكم رحمه الله (ج1ص74) : أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا حماد ، عن سماك ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « مثل المؤمن ومثل الأجل مثل رجل له ثلاثة أخلاء قال له ماله : أنا مالك خذ مني ما شئت ودع ما شئت ، وقال الآخر : أنا معك أحملك وأضعك فإذا مت تركتك ، قال : هذا عشيرته ، وقال الثالث : أنا معك أدخل معك وأخرج معك مت أو حييت ، قال : هذا عمله ».
        قال أبو عبدالرحمن: هذا حديث حسن.
        قال شيخنا يحيى حفظه الله :
        وأصح من هذا حديث أنس رضي الله عنه المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ» ونظير ذلك مافي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ "
        وقد شرح هذا الحديث وبالأخص حديث أنس وماكان من بابه الإمام ابن رجب رحمه الله في جزء مستقل شرحا جميلا وافيا.
        واشتمل هذا الحديث على فضل العمل الصالح فمهما كان الأخلاء فإنهم تاركوك يوما من الدهر قربوا أو بعدوا
        (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) تاركوك أيضا يوم القيامة (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)
        (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ. وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ. لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
        فالعناية بالعمل الصالح أهم من العناية والإنشغال بالمال والمأكل والمشرب والولد والأهل والعشيرة لأن هذا كله زآل ومفارق أما العمل فملازم لك أينما كنت وفيه سعادتك أو شقاوتك في الدنيا والآخرة على ضوء ذلك العمل
        (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

        التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 19-03-2012, 05:17 PM.

        تعليق


        • #19

          بارك الله فيك يا أبا عثمان ونحن ننقل عنك على توتير:


          https://twitter.com/#!/Alijahef

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة علي بن إبراهيم جحاف مشاهدة المشاركة

            بارك الله فيك يا أبا عثمان ونحن ننقل عنك على توتير:


            https://twitter.com/#!/Alijahef
            آمين
            وجزاك الله خيرا ياأبا حمزة وبارك فيك

            تعليق


            • #21
              قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :
              البُعْدُ عَمَّا يَكُونُ سَبَبًا لِنَحْسِ الْمَالِ لايُخِلُّ بِالعَقِيْدَةِ
              قال أبوداود (ج10ص208): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
              قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي دَارٍ كَثِيرٌ فِيهَا عَدَدُنَا وَكَثِيرٌ فِيهَا أَمْوَالُنَا فَتَحَوَّلْنَا إِلَى دَارٍ أُخْرَى فَقَلَّ فِيهَا عَدَدُنَا وَقَلَّتْ فِيهَا أَمْوَالُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَرُوهَا ذَمِيمَةً.
              الحديث أخرجه البخاري رحمه الله في الأدب المفرد(ص 316 ) فقال:حدثنا عبيد الله بن سعيد يعني أبا قدامة قال حدثنا بشر بن عمر الزهراني.
              ثم قال البخاري: في إسناده نظر،ولعله عكرمة بن عمار،فالظاهر أنه حسن الحديث إلا إذا روى عن يحيى بن أبي كثير؛فإنه يضطرب كما في تقريب التهذيب.

              قال شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله :
              فيكون معنى ذلك أن من شعر أن هذه الدار حصل له شر فيها وأحب أن يتحول لا يخل ذلك بعقيدتة ،بل الخير له أن يتحول إذا شعر بشر فيها حتى لا يشغل باله بأن هذه الدار فيها سوء وفيها كذا وفيها كذا تطمينا لنفسه ، ولا يكن ذلك البقاء فيها عبارة عن تطير، إما أن يبقى على توكل على الله عز وجل وإما أن ينتقل منها إذا رأى منها سوء، وقد يكون السوء فيها على واحد ولا يكن على آخر ،بسبب عين من العيون في بنائها حصل له، أو أصيب بشيء من ذلك فيها هو دون غيره، فلربما إن تحول وسكنها غيره لم يحصل للآخر ضرر ،هذا إن لم تكن مسكونة بالجن أو تكون على قبور أو تكون على مخالفات شرعية، فإذا كانت على قبور لا لهذا ولا لهذا، وإن كان قد سكنها الجن ربما من سكنها تأذى ،يحصل له شيء من الأذى وقد يتفاوت الناس في ذلك حسب إيمانه من قوته وضعفه .
              الشاهد من هذا أنه لو تحول لا يخل ذلك بعقيدته ما دام معتمدا على الله سبحانه وتعالى ، سواء باع مزرعة ماأعجبته أو باع دارا ما أعجبته أو باع فرسا ما أعجبه أو ما إلى ذلك ما أعجبه ، ما رأى فيه ما يناسبه .

              تعليق


              • #22
                قال شيخنا مقبل رحمه الله:
                إِمْسَاكُ شَيْءٍ مِنَ الْمَالِ لِلنَّوَائِبِ وَغَيْرِهَا
                قال أبو داود رحمه الله (ج8ص248):
                حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ آدَمَ، حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
                نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: فَكَانَ النِّصْفُ سِهَامَ الْمُسْلِمِينَ، وَسَهْمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَزَلَ النِّصْفَ لِلْمُسْلِمِينَ لِمَا يَنُوبُهُ مِنَ الْأُمُورِ وَالنَّوَائِبِ.
                حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، مَوْلَى الْأَنْصَارِ،
                عَنْ رِجَالٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ، قَسَمَهَا عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا، جَمَعَ كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ سَهْمٍ، فَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِلْمُسْلِمِينَ النِّصْفُ مِنْ ذَلِكَ، وَعَزَلَ النِّصْفَ الْبَاقِيَ لِمَنْ نَزَلَ بِهِ مِنَ الْوُفُودِ، وَالْأُمُورِ، وَنَوَائِبِ النَّاسِ».
                هذا حديث صحيح(1) ولايضر إبهام الصحابة.
                وقد رواه بشير بن يسار مرسلا، كما في السنن ، ولايضر فالراجح الوصل والله أعلم.
                قال أبو داود رحمه الله (ج8ص244):
                حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ،
                عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: «قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ نِصْفَيْنِ، نِصْفًا لِنَوَائِبِهِ وَحَاجَتِهِ، وَنِصْفًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، قَسَمَهَا بَيْنَهُمْ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا».
                هذا حديث صحيح.
                قال أبوداود رحمه الله (ج8ص196): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:
                جَاءَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَةً فَهِيَ لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ))

                هذا حديث حسن ، و الوليد بن جميع هو الوليد بن عبد الله بن جميع .

                قال شيخنا يحيى حفظه الله :
                وحتى الذي هو لنوائبه جعله لمصالح المسلمين ،لإكرام الضيف وإعطاء السائل الملح وغير ذلك.
                وأن اتخاذ شيء مما يصلح للناس لايعتبر ضعفا في التوكل ، كونه يدخر شيء للضيف ولبعض النوائب الملحة هذا ليس ضعفا في التوكل ، وهذا الحال ليس أغلب حال النبي صلى الله عليه وسلم ،فأغلب أحواله أنه يأتيه الشيء فينفقه على مستحقيه كما جاء في قصة بلال رضي الله عنه أنه كان إذا أسلم رجلا أمره أن يستلف له ثم يكسيه.
                وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لو كان لي مثل أحد ذهبا ماأحببت أن تمضي عليه ثالثة وعندي منه درهم
                إلا درهم أرصده لدين ،
                وهو يؤيد في آخره هذا الحديث أنه قد يبقي شيء للدين وقد يبقي شيء للنوائب المهمة .


                (1) قال شيخنا مقبل رحمه الله كما في الحاشية : بل ضعيف ، لأن الحسين بن علي بن الأسود قال ابن عدي : يسرق الحديث ، وأحاديثه لايتابع عليها .

                تعليق


                • #23
                  قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:
                  التخاصم على المال بالحق لايخل بالدين

                  قال أبوداودرحمه الله (ج10ص69): حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ حَدَّثَهُمْ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي طُوَالَةَ وَعَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ
                  ا
                  خْتَصَمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فِي حَرِيمِ نَخْلَةٍ فِي حَدِيثِ أَحَدِهِمَا فَأَمَرَ بِهَا فَذُرِعَتْ فَوُجِدَتْ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ وَفِي حَدِيثِ الْآخَرِ فَوُجِدَتْ خَمْسَةَ أَذْرُعٍ فَقَضَى بِذَلِكَ
                  قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ فَأَمَرَ بِجَرِيدَةٍ مِنْ جَرِيدِهَا فَذُرِعَتْ.
                  هذا حديث حسن
                  قال أبوداود رحمه الله ( ج9 ص471 ): حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن حبيب يعني ابن أبي ثابت عن حميد الأعرج عن طارق المكي عن جابر بن عبد الله قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة من الأنصار أعطاها ابنها حديقة من نخل فماتت فقال ابنها إنما أعطيتها حياتها وله إخوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي لها حياتها وموتها قال كنت تصدقت بها عليها قال ذلك أبعد لك .

                  هذا حديث حسن على شرط مسلم.
                  ذمُّ الجمَّاع للمال
                  قال الإمام أحمد رحمه الله (6580): حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى يعني بن علي سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عند ذكر أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع .
                  هذا حديث صحيح .ورجاله رجال الصحيح.
                  وأبوعبدالرحمن هو: عبدالله بن يزيد المقرئ.
                  قال الإمام أحمد رحمه الله (7010): حدثنا على بن إسحاق أخبرنا عبد الله أنا موسى بن علي بن رباح سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال صلى الله عليه وسلم ان أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون .
                  علي بن إسحاق هو المروزي ،قال ابن معين : ثقة صدوق. وقال ابن سعد كان معروفا بصحبة عبدالله ، وكان ثقة . وقال النسائي : ثقة .وعبدالله هو ابن المبارك.
                  المكثرون هم الأسفلون
                  قال الإمام محمد بن حبان رحمه الله كما في الإحسان(ج8ص11) : أخبرنا الفريابي قال : حدثنا علي بن حجر السعدي قال : حدثنا علي بن مسهر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم ( نحن الآخرون والأولون يوم القيامةوإن الأكثرين هم الأسفلون إلا من قال هكذا وهكذا عن يمينه وعن يساره ومن خلفه وبين يديه ويحثي بثوبه ) .
                  هذا حديث صحيح .
                  الفريابي هو جعفر بن محمد الحافظ، وأبوإسحاق هو عمرو بن عبدالله السبيعي،وأبو الأحوص هو عوف بن مالك
                  التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 09-04-2012, 10:24 PM.

                  تعليق


                  • #24
                    قال شيخنا مقبل بن هادي رحمه الله
                    جواز تمني المال


                    قال الإمام عبد بن حميد رحمه الله في المنتخب (ج3ص228): أخبرنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمنى أحدكم فليستكثر، فإنما يسأل ربه عز و جل .
                    هذا حديث صحيح.
                    قال شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله :
                    ولاشك أن الذي يكدح ويتعب في تحصيل المال فإنه يتمنى حصوله وليس أحد يشتغل إما في زراعة أو في صناعة أو في تجارة أو غير ذلك
                    من الأعمال الشرعية وهو لايريد المال، فما من عامل يعمل في عمل من تلك الأعمال إلا ويطلب المال ،ويتمنى حصوله سواء بلسان حاله أو مقاله وقد يجتمع الأمران يحرث ويبذر ويدعو الله أن يتمه ويتمنى أن زراعته تأتي بالحب الكثير وكذا التجار وكذا الصناع وغير هؤلاء ، فتمني المال بلسان المقال أو الحال غير محظور ،لاسيما المال الحلال ، وفي حديث أبي كبشة الأنماري (إنما الدنيا لأربعة) وذكر منهم من يقول
                    لو أن لي مالا لفعلت كذا وكذا ، أي في وجوه الخير ، فهو في ذلك مأجور ، إضافة إلى حديث إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى وغير ذلك من الأدلة في أن النية قد يؤجر عليها صاحبها ، وقوله فليستكثر أي يسأل الله من فضله وفضل الله واسع قال الله تعالى(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) وفي الحديث القدسي (يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ) وفضل الله واسع ،فإذا سأل الإنسان ربه يسأله من فضله،ولايستكثر شيئا على الله سبحانه وتعالى وإذا دعا يعزم المسألة ويحسن الرغبة فإن الله لايتعاظمه شيء ، فإن الله لامستكره له ، (وترزق من تشاء بغير حساب ).
                    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 11-04-2012, 06:50 AM.

                    تعليق


                    • #25
                      اقتناء الجمال والخيل والبغال والحمير
                      وأورد شيخنا مقبل رحمه الله تحت هذا الباب عدة أحاديث تدل على قوة فقهه وقوة استنباطه لما بوب عليه فقال :
                      قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص241): حدثنا أحمد بن يونس أخبرنا ابن أبي ذئب عن نافع بن أبي نافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سبق إلا في خف أو في حافر أو نصل.
                      هذا حديث صحيح ، رواته رواة الصحيح ، إلا نافع بن أبي نافع ، وقد وثقه ابن معين.
                      الحديث أخرجه الترمذي (ج5ص352) ، والنسائي (ج6ص226)، وابن ماجه (ج2ص960).
                      قال أبو داود رحمه الله (ج7 ص219) : حدثنا يحيى بن معين أخبرنا حسين بن محمد عن شيبان عن عيسى بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال
                      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
                      يمن الخيل في شقرها .
                      هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح ، إلا عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس ، وقد قال ابن معين : لم يكن به بأس.
                      والحديث له علة غير قادحة ، انظر العلل لابن أبي حاتم (ج1ص 328) .
                      الحديث أخرجه الترمذي (ج5ص346) وقال : هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان.
                      قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص 223) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
                      مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلَّا يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ كُلِّ سَحَرٍ بِدَعْوَتَيْنِ: اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ وَجَعَلْتَنِي لَهُ، فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ «أَوْ» مِنْ أَحَبِّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيْهِ "
                      هذا حديث حسن.
                      قال أبو داود رحمه الله (ج7 ص178) : حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد يعني ابن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني السلولي أبو كبشة أنه حدثه سهل ابن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كانت عشية فحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
                      فجاء رجل فارس فقال يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله ثم قال من يحرسنا الليلة قال أنس بن أبي مرثد الغنوي أنا يا رسول الله قال فاركب فركب فرسا له فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال هل أحسستم فارسكم قالوا يا رسول الله ما أحسسناه فثوب بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى صلاته وسلم قال أبشروا فقد جاءكم فارسكم فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم فقال إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبحت اطلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نزلت الليلة قال لا إلا مصليا أو قاضيا حاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها .
                      هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
                      قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص69) : حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة قال حدثنا الركين بن الربيع بن عميلة عن أبي عمرو الشيباني عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ا
                      لخيل ثلاثة فرس يربطه الرجل في سبيل الله عز و جل فثمنه أجر وركوبه أجر وعاريته أجر وعلفه أجر وفرس يغالق عليه الرجل ويراهن فثمنه وزر وعلفه وزر وفرس للبطنة فعسى ان يكون سدادا من الفقر ان شاء الله تعالى .
                      هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
                      قال الإمام النسائي رحمه الله ج6ص217: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ
                      لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ النِّسَاءِ
                      مِنْ الْخَيْلِ.
                      هذا حديث حسن.
                      وأخرجه أيضآ (ج7ص62) بهذا السند.
                      قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص446) : حدثنا وكيع عن محمد بن شريك قال ثنا عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه وسلم
                      نعم الإبل الثلاثون يحمل على نجيبها وتعير أداتها وتمنح غزيرتها ويجبيها يوم وردها في أعطانها .
                      هذا حديث صحيح ، رجاله رجال الصحيح ، إلا محمد بن شريك وقد وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة ، كما في تهذيب التهذيب.
                      والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (ج7 ص 32 ) فقال رحمه الله : حدثنا وكيع ..... به.
                      قال أبو داود (ج3 ص24) حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن موسى بن سالم حدثنا عبد الله بن عبيد الله قال دخلت على ابن عباس في شباب من بني هاشم فقلنا لشاب منا سل ابن عباس أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر فقال لا لا فقيل له فلعله كان يقرأ في نفسه فقال خمشا هذه شر من الأولى كان عبدا مأمورا بلغ ما أرسل به وما اختصنا دون الناس بشيء إلا بثلاث خصال أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
                      وأن لا ننزي الحمار على الفرس.
                      هذا حديث صحيح ورجاله ثقات.
                      الحديث أخرجه النسائي (ج 6 ص 224 ) ، والترمذي (ج5 ص 356 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح .
                      قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 233 ) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ ابْنِ زُرَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
                      أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةٌ فَرَكِبَهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَوْ حَمَلْنَا الْحَمِيرَ عَلَى الْخَيْلِ فَكَانَتْ لَنَا مِثْلُ هَذِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»
                      هذا حديث صحيح ، ورجاله رجال الصحيح ، إلا عبدالله بن زرير الغافقي المصري ، وقد وثقه ابن سعد.
                      الحديث أخرجه النسائي (ج 6 ص 224 ).

                      تعليق


                      • #26
                        قال شيخنا مقبل رحمه الله :
                        الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا
                        قال ابن عاصم في الآحاد والمثاني:حَدَّثَنَا، أَبُو بَكْرٍ، نا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ، الشَّعْبِيِّ، عَنْ، عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا»
                        هذا حديث صحيح
                        قال شيخنا يحيى حفظه الله :
                        والغنم فيها السكينة ولذا تجد السكينة في أهلها.
                        وبركة الغنم محسوسة ملموسة ، فرب شخص له عشر من الغنم هذه تحمل وهذه تلد فيبيع منها ويأكل منها ويحتلب منها ،خاصة إذا كانت مرعاها حسن ، أما إذا جاعت فلو كثرت ماتكون فيها كبير نفع ، وإنما تكثر بركتها وتزداد بركتها بشبعها وبراحتها ، بركة عظيمة.
                        حتى من الناس
                        من كان يسمي الغنم مثل زبيب الجيب ،يقول زبيب الجيب متى جعت تناولت وأكلت منه بعض الحبوب بالقرب منك فكذلك الغنم في أي وقت تحتاج تتناول منها وتبيع وتتناول منها وتأكل وتكرم ضيفك وهكذا مايأتي من حليبها خير كثير فيها .
                        فإذا بلغت النصاب فما فوق صاحبها صار غنيا بها ، لحديث تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، والغني في هذا الشأن من ملك النصاب من الغنم، الأبل قد لايأتي البيع فيها إلا بعد حين ، وإن كان يحصل منها مال لكن الغنم سريعة الانتفاع ،
                        وكل المواشي تعتبر عزا لصاحبها من حيث سداد فقره وكفافه في العيش وستر حاله وفي حديث الفرس قال وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ
                        .
                        فالمواشي الذي يعتني بها ويرعاها يستتر بها حاله بإذن الله عز وجل.
                        التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 19-04-2012, 02:49 PM.

                        تعليق


                        • #27
                          قال شيخنا العلّامة الفقيه المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:
                          الركوب على الدابة
                          قال الامام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" ( ج2 ص420 ): حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن معمر ، قالا : ثنا عاصم ، عن ابن جريج ، قال أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابرا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل ". واللفظ لفظ ابن معمر .
                          هذا حديث حسن .
                          وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص(447)
                          .

                          قلت : وهذا من استدلال شيخنا العلّامة الفهّامة المحدث الفقية على جواز اقتناء الدابة ومشروعية الركوب عليها وأن الغالب في لفظ الحديث يسلم الراكب على الماشي هو الراكب على الدابة والله أعلم.
                          التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 04-11-2012, 12:39 AM.

                          تعليق


                          • #28
                            مقدمة الشيخ مقبل رحمه الله على الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين

                            قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            المقدمة
                            الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
                            أما بعد:
                            فإني أحمد الله الذي يسّر لي سبل العلم ، وحبَّب إليّ كتب السنة المطهرة التي مَن تمسك بها نجا، ومّن أعرض عنها تخبَّط وغوى.
                            وإني أحمد الله سبحانه وتعالى على مايسَّر لي من الدعوة إلى السنة النبوية بالقلم واللسان ، في زمن تكالب المبتدعة وأعداءُ الإسلام على أهل السنة ورمَوهم عن قوس واحد ،
                            فحفظهم الله من كيد الأعداء ،وجعل لهم فرجّا ومخرجّا ،ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا.
                            وإن دعوة أهل السنة باليمن تعتبر آيةُ من آيات الله ،إذ ليس لها نصير ولامعين إلا الله سبحانه وتعالى.
                            في ذلك الجو المظلم المملوء بالأحزان والمكدرات والقلاقل والزلازل والمحن والفتن، يسَّر الله ولله الحمد تأليف مجموعة مِن الكتب الطيبة ، أرجو أن ينفع الله بها الإسلام والمسلمين.
                            وإني أحمد الله ، فقد رأيت نفْع ماخرج منها ، وهذا هو الذي يهوِّن علينا المصائب، بل يجعلنا لانأبه لها، ولانستكين لها ، وكان من بين هذه الكتب ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) ، وقد أرسل للطبع والحمدلله ، وبعد أن أرسل للطبع
                            رأيت أن أخرجه على الأبواب الفقهية ، فربما لايستفيد من ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) إلا المتخصصون في علم الحديث ، واماالمرتب الذي هو على الأبواب الفقهية ، فيستفيد منه إن شاء الله المتخصص في علم الحديث وغيره ،
                            وأبتدأته : بكتاب العلم ، اقتداءً بالقرآن الكريم ، فإن أول مانزل منه
                            (إقرأ باسم ربك الذي خلق).
                            هذا وقد اقتديت في التراجم بإمام هذه الصنعة ، وهو الإمام البخاري ، فربما أطلق الترجمة ، والحديث الذي بين يدي خاص ، وربما أخصص الحديث العام بترجمة خاصة ، وذلك في الحالتين إشارة إلى أدلة أخرى ، ليست على شرط الكتاب ، إما آية قرآنية ، أو حديث نبوي في (الصحيحين )، أو أحدهما ،أو حديث حسن لغيره .
                            وكذا كررت الحديث ماوجدت إلى ذلك سبيلا، اقتداءً بإمام الصنعة الإمام البخاري رحمه الله ، وإن كان رحمه الله لايكرر في الغالب إلا لنكتة إسنادية ، أو متنية، وقد كنت وعدت في مقدمة (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) أني سأحلي الكتاب ببعض الآيات القرآنية ، ثم عزمت على وضع كتاب للتفسير ، فأرجو أن يكون مغنيا عن هذا ، والله المستعان.
                            هذا وقد ذكرت بعض اصطلاحاتي في مقدمة (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين )فرأيت الاكتفاء بما ذكرت هنالك خشيت التكرار والإطالة، فمن أحب الوقوف عليها ، وقف عليها هنالك.
                            هذا وإني أرجو الله أن يوفق إخواني الباحثين بموافاتي بما وقع في هذا المؤلف من أخطاء سواء استدركت حديثا وهو في الصحيحين ، أم ذكرت حديثا وهو معل أو شاذ ، أم تركت حديثا صحيحا كان
                            يلزمني إخراجه.
                            وقد ذكرت بعض أعذاري في ذلك في مقدمة (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) .
                            (على أنني لاأزال إن شاء الله مستمرا في هذا البحث القيم إلى أن يتوافاني الله ، وبعد ذلك من أحب أن يستدرك فليفعل ، وجزاه الله خيرا..................)
                            انظر مقدمة شيخنا مقبل رحمه الله على الجامع الصحيح في المجلد الأول من الطبعة الجديد للجامع الصحيح

                            تعليق


                            • #29
                              جزاك الله خيرا أبا عثمان

                              تعليق

                              يعمل...
                              X