هل لبس النبي صلى الله عليه وآله وسلم السراويل؟ :
اختلف أهل العلم في ذلك :
قال ابن حجر : وما كان ليشتريه عبثا وإن كان غالب لبسه الإزار[1] .
قال المناوي : قالوا ولم يثبت أن نبيا لبسها – أي السراويل - لكن روى أحمد والأربعة أنه اشتراها وقول ابن القيم الظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها وهم فقد يكون اشتراها لبعض نسائه وقول ابن حجر في شرائه لغيره مرضي إذ لا استبعاد في شرائه لعياله وما رواه أبو يعلى وغيره أنه أخبر عن نفسه بأنه لبسه فسيجيء أنه موضوع فلا يتجه القول بندب لبس السراويل حينئذ لأنه حكم شرعي لا يثبت إلا بحديث صحيح أو حسن ومن وهم أن في خبر لا يلبس المحرم السراويل دليل لسن لبسه للرجل فقد وهم إذ لا يلزم من نهي المحرم عن لبسه لكونه مخيطا ندب لبسه لغيره [2] .
وقال ابن القيم في الهدي اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل والظاهر أنه إنما اشتراه ليلبسه ثم قال وروى في حديث أنه لبس السراويل وكانوا يلبسونه في زمانه وبإذنه [3].
قال السيوطي ذكر بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى السراويلولم يلبسها .
وفي الهدى لابن القيم الجوزية أنه لبسها فقيل إنه سبق قلم لكن في مسند أبي يعلى والمعجم الأوسط للطبراني بسند ضعيف عن أبي هريرة قال دخلت يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البزازين فاشترى سراويلبأربعة دراهم قلت يارسول الله وإنك لتلبس السروايل فقال أجل في السفر والحضر والليل والنهار فإني أمرت بالستر فلم أجد شيئا أستر منه كذا في فتح الودود قال المنذري وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حسن صحيح[4].
فال المناوى : وقد اشترى سراويل من رجل يزن بالأجر أي في السوق والأمر محتمل للإباحة . وفي أوسط الطبراني أن الثمن كان أربعة دراهم وفيه صحة هبة المجهول المشاع لأن الرجحان هبة معلوم القدر وثبوت شراء السراويللا أنه لبسها وقول الهدي الظاهر أنه إنما اشتراها ظاهر فقد يكون اشتراها لبعض عياله ومن عزي إلى الهدي الجزم بلبسها كالحجازي في حاشية الشفاء ثم رده بأنه سبق قلم لم يصب إذ الموجود فيه ما ذكرته نعم جاء في رواية لأبي يعلى شديدة الضعف عن أبي هريرة اشترى سراويل من سوق البزازين بأربعة دراهم وأنه قال له يا رسول الله وإنك تلبس السراويل قال أجل في السفر والحضر وبالليل وبالنهار فإني أمرت بالستر فلم أجد أستر منه تنبيه قال ابن القيم قد باع النبي واشترى وشراؤه أكثر وآجر واستأجر وإيجاره أكثر وضارب وشارك ووكل وتوكل وتوكيله أكثر وأهدى وأهدي له ووهب واتهب واستدان واستعار وضمن عاما وخاصا ووقف وشفع فقبل تارة ورد أخرى فلم يغضب ولا عتب وصله واستحلف ومضى في يمينه تارة وكفر اخرى ومازح وورى ولم يقل إلا حقا وهو القدوة والأسوة حم ك حب وكذا البخاري في تاريخه عن سويد بالتصغير ابن قيس العبدي [5] .
قال الشوكاني : وقد صرح كثير من الأئمة بثبوت شرائه صلى الله عليه وسلم للسراويل قال في الهدى فصل واشترى صلى الله عليه وسلم سراويلوالظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها .
قال في المواهب اللدنية للقسطلاني : وأما السراويلفاختلف هل لبسها النبي صلى الله عليه وسلم أم لا فجزم بعض العلماء بأنه صلى الله عليه وسلم لم يلبسه ويستأنس له بما جزم به النووي في ترجمة عثمان رضي الله عنه من كتاب تهذيب الأسماء واللغات أنه لم يلبس السراويل في جاهلية ولا إسلام إلى يوم قتله فإنهم كانوا أحرص شيء على اتباعه .
لكن قد صح شراء النبي صلى الله عليه وسلم للسراويل وأما اللبس فلم يأت من طريق صحيحة ولهذا قال أبو عبد الله الحجازي في حاشيته على الشفاء ما لفظه وما قاله في الهدى من أنه صلى الله عليه وسلم لبس السراويل سبق قلم والله اعلم[6].
---------------------------
[1] - فتح الباري 10/272
[2] - فيض القدير – 1/-109-110
[3] - الفتح10/273 .
[4] - عون المعبود 9/133 .
[5] - فيض القدير – 4/65
[6] - نيل الأوطار 2/ 102- 103 .
قال ابن حجر : وما كان ليشتريه عبثا وإن كان غالب لبسه الإزار[1] .
قال المناوي : قالوا ولم يثبت أن نبيا لبسها – أي السراويل - لكن روى أحمد والأربعة أنه اشتراها وقول ابن القيم الظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها وهم فقد يكون اشتراها لبعض نسائه وقول ابن حجر في شرائه لغيره مرضي إذ لا استبعاد في شرائه لعياله وما رواه أبو يعلى وغيره أنه أخبر عن نفسه بأنه لبسه فسيجيء أنه موضوع فلا يتجه القول بندب لبس السراويل حينئذ لأنه حكم شرعي لا يثبت إلا بحديث صحيح أو حسن ومن وهم أن في خبر لا يلبس المحرم السراويل دليل لسن لبسه للرجل فقد وهم إذ لا يلزم من نهي المحرم عن لبسه لكونه مخيطا ندب لبسه لغيره [2] .
وقال ابن القيم في الهدي اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل والظاهر أنه إنما اشتراه ليلبسه ثم قال وروى في حديث أنه لبس السراويل وكانوا يلبسونه في زمانه وبإذنه [3].
قال السيوطي ذكر بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى السراويلولم يلبسها .
وفي الهدى لابن القيم الجوزية أنه لبسها فقيل إنه سبق قلم لكن في مسند أبي يعلى والمعجم الأوسط للطبراني بسند ضعيف عن أبي هريرة قال دخلت يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البزازين فاشترى سراويلبأربعة دراهم قلت يارسول الله وإنك لتلبس السروايل فقال أجل في السفر والحضر والليل والنهار فإني أمرت بالستر فلم أجد شيئا أستر منه كذا في فتح الودود قال المنذري وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حسن صحيح[4].
فال المناوى : وقد اشترى سراويل من رجل يزن بالأجر أي في السوق والأمر محتمل للإباحة . وفي أوسط الطبراني أن الثمن كان أربعة دراهم وفيه صحة هبة المجهول المشاع لأن الرجحان هبة معلوم القدر وثبوت شراء السراويللا أنه لبسها وقول الهدي الظاهر أنه إنما اشتراها ظاهر فقد يكون اشتراها لبعض عياله ومن عزي إلى الهدي الجزم بلبسها كالحجازي في حاشية الشفاء ثم رده بأنه سبق قلم لم يصب إذ الموجود فيه ما ذكرته نعم جاء في رواية لأبي يعلى شديدة الضعف عن أبي هريرة اشترى سراويل من سوق البزازين بأربعة دراهم وأنه قال له يا رسول الله وإنك تلبس السراويل قال أجل في السفر والحضر وبالليل وبالنهار فإني أمرت بالستر فلم أجد أستر منه تنبيه قال ابن القيم قد باع النبي واشترى وشراؤه أكثر وآجر واستأجر وإيجاره أكثر وضارب وشارك ووكل وتوكل وتوكيله أكثر وأهدى وأهدي له ووهب واتهب واستدان واستعار وضمن عاما وخاصا ووقف وشفع فقبل تارة ورد أخرى فلم يغضب ولا عتب وصله واستحلف ومضى في يمينه تارة وكفر اخرى ومازح وورى ولم يقل إلا حقا وهو القدوة والأسوة حم ك حب وكذا البخاري في تاريخه عن سويد بالتصغير ابن قيس العبدي [5] .
قال الشوكاني : وقد صرح كثير من الأئمة بثبوت شرائه صلى الله عليه وسلم للسراويل قال في الهدى فصل واشترى صلى الله عليه وسلم سراويلوالظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها .
قال في المواهب اللدنية للقسطلاني : وأما السراويلفاختلف هل لبسها النبي صلى الله عليه وسلم أم لا فجزم بعض العلماء بأنه صلى الله عليه وسلم لم يلبسه ويستأنس له بما جزم به النووي في ترجمة عثمان رضي الله عنه من كتاب تهذيب الأسماء واللغات أنه لم يلبس السراويل في جاهلية ولا إسلام إلى يوم قتله فإنهم كانوا أحرص شيء على اتباعه .
لكن قد صح شراء النبي صلى الله عليه وسلم للسراويل وأما اللبس فلم يأت من طريق صحيحة ولهذا قال أبو عبد الله الحجازي في حاشيته على الشفاء ما لفظه وما قاله في الهدى من أنه صلى الله عليه وسلم لبس السراويل سبق قلم والله اعلم[6].
---------------------------
[1] - فتح الباري 10/272
[2] - فيض القدير – 1/-109-110
[3] - الفتح10/273 .
[4] - عون المعبود 9/133 .
[5] - فيض القدير – 4/65
[6] - نيل الأوطار 2/ 102- 103 .