بسم الله الرحمن الرحيم
((السؤال رقم 254))
ما رأيكم في صلاة الجنازة على الرجل والمرأة, على أي موضع, هل الرجل على رأسه أو على وسطه, بينوا لنا ذلك جزاكم الله خيرًا؟ وهل التكبير أربع أم أكثر؟
ما رأيكم في صلاة الجنازة على الرجل والمرأة, على أي موضع, هل الرجل على رأسه أو على وسطه, بينوا لنا ذلك جزاكم الله خيرًا؟ وهل التكبير أربع أم أكثر؟
((الإجابة ))
((الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
الكلام على صلاة الجنازة وصلاة الجنازة بها أجر عظيم. فقد جاء في((الصحيح)) أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال : ((من تبع الجنازة حتى يصلى عليها كتب له قيراط, ومن تبعها حتى تدفن كتب له قيراطان, والقيراطان مثل الجبلين العظيمين)) أو بهذا المعنى, وبها أيضًا منفعة للميت.
ينبغي أن يحرص على الصلاة وعلى تكثير المصلين ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال :((ما من مسلم يصلي عليه أمة من الناس لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه))فينبغي أن يحرص على تكثير المصلين.
ثم بعد ذالكم الصلاة, الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلى على امرأة فقام وسطها, هذا أمر جائز وهو الأولى, والرجل يقوم قريب صدره وأمام رأسه ولا عليك فعلت هذا أم هذا الأمر جائز, أما عدد التكبيرات وكيفية صلاة الجنازة, فإن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يقرأ بفاتحة الكتاب وقرأ ابن عباس ورفع صوته فقيل له في ذالك فقال: لتعلموا أنها سنة, فإذا قرأت بفاتحة الكتاب وأردت أن تزيد فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقرأ سورة أيضًا مع فاتحة الكتاب, بعد فاتحة الكتاب تصلي على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ((اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)).
بعد أن تصلي على النبي صلى الله عليه وعل اله وسلم تدعو للميت وتكثر له من الدعاء, حتى وأن كنت تعلم عليه معاصي لا تبلغ الكفر تخلص له الدعاء, أما إذا كان قاطع صلاة فلا يصلى عليه؛ لأنه يعتبر كافرًا, والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول((ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا الصلاة)), ويقول :((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))إذا كان يرتكب بعض المعاصي وأنت رجل يقتدى بك, مثلاً قتل نفسه هذا الرجل, فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم دعي إلى رجل ليصلى عليه وقد قتل نفسه, النبي صلى الله عليه على اله وسلم أبى أن يصلي عليه, الصلاة عليه جائزة لكن من أجل أن يبغض إلى الناس فعل الميت ويحذرهم من أن يقتل الرجل نفسه؛ لأن النبي صلى الله عليه وعل اله وسلم يقول : ((من قتل نفسه بحديده لم يزل يطعن نفسه إلى أن تقوم الساعة))وفي رواية:((في النار خالدًا مخلدًا ومن تحسى سما ــ أي : شرب سمًا ليقتل نفسه ــ لم يزل يتحساه خالدًا مخلدًا ــ أي: حتى وهو في النار ــ ومن تردى من على جبل لم يزل يتردى خالدًا مخلدًا)) فالنبي صلى الله عليه وعل اله وسلم أبى أن يصلي على قاتل نفسه. كما أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم أبى في أول الأمر أن يصلي على من مات وعليه دين, تقدم النبي صلى الله عيه وعلى اله وسلم ليصلي فقال:((هل عليه دين؟)) قالوا: نعم. قال:((صلوا على صاحبكم)) فقام علي بن أبي طالب وفي رواية أبو قتادة وقال: يا رسول الله, حق الغريب علي, فتقدم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وصلى على ذلك الميت.
فلما أن فتح الله على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الفتوحات كان إذا وجد ميتًا وعليه دين يقضيه من بيت مال المسلمين ويصلي عليه, فلو علمت أن الشخص قد أرتكب بعض الذنوب تصلي وتشفع له, وأنت لن ينقصك من الجنة التي أعدها لك شيًا, ما ينقصك شيًا من فضل الله , تقول: علمنا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن نقول:((اللهم أغفر لحينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا, اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام, ومن توفيته فتوفه على الإيمان)).
وثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم علم بعض الصحابة أن يقول: ((اللهم أغفر له وارحمه وعافه واعف عنه)), ما معنى يعافيه؟ بعض إخواننا القبائل يقول: مات كيف يعافيه؟ يعافيه الله من عذاب القبر, يعافيه الله من أهوال يوم القيامة, يعافيه الله من النار التي وقودها الناس والحجارة, ينبغي أن نسأل.((وعافه واعف عنه, وأكرم نزله, ووسع مدخله, واغسله بالماء والثلج والبرد, اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره, وأهلاً خيرًا من أهله)) فهذا بعد التكبيرة الثالثة.
أما بعد التكبيرة الرابعة, فأنك إن أحببت تسلم وإن أحببت تدعو, وأصح ما وارد في هذا هو أربع تكبيرات, ثم بعد ذلك لا عليك أكبرت أربعًا, أو ستًا, أو أكثر فقد كبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه على سهل ببن حنيف ستًا, وقال: إنه شهدا بدرًا, ينبغي أن نعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, ففي الأمر سعة, حتى ما نختلف ويضحك علينا الشيوعيون والبعثيون والناصريون, يعجبهم أن نتخاصم وأن نتضارب يا أهل اللحى, يشتمون بنا, يحبون أن يضربوا القبيلة بالقبيلة, والشيخ بالشيخ, ويضربوا الجماعة بالجماعة, نعم ويضربوا الدولة بالدولة, فنحن مسلمون جميعًا لا يجوز لنا أن نختلف, وكل يعمل بما يرى أنه يقربه إلى الله سبحانه وتعالى, والحكم هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, ومما ينبغي التنبيه عليه : أنه إذا وضع في قبره ينبغي أن تقول : بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
الأذان ليس بمشروع.
التلقين حتى في مكة التي هي مهبط الوحي يُدخل الرجل في قبره ــ ما هو كل الناس بل بعضهم ــ ويقال له: يا فلان إذا جاءك الملكان وسألاك من ربك؟ فقل: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم حديث التلقين حديث ضعيف, النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عند أن وُضع الميت في قبره قال ــ بعدما دفن ــ:((اسألوا لأخيكم التثبت فإنه الآن يُسأل)).
وبأي شيء يبدأ؟ أتبدأ بـختمة الدفن أو تبدأ بقضاء دينه إذا عليه دين؟ أو تبدأ بالصوم إذا مات وعليه صوم ولم يصم؟ أو تبدأ بالحج إذا مات وعليه حج؟ يجب أن تبدأ بقضاء الدين, الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول:((نفس المؤمن معلقة بدينه))وسئُل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: أيُغْفر للشهيد كل شيء؟ قال:((نعم, أخبرني جبريل قال: يغفر له كل شيء إلا الدين)) لكن أخي في الله, هو الدين الذي أخذته من الناس وتريد ضياعه وفرطت فيه.
أم إذا أخذت دينًا وأنت مهتم بقضائه اهتمامًا شديدًا, فأبشرك ببشارة, أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول كما في((الصحيح)) : ((من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه, ومن أخذ أمول الناس يريد إتلافها أتلفه الله)) فهذه بشارة عظيمة, إذا أخذت أموال الناس وأنت تريد أن تردها ولم تستطع الله يؤدي عنك, بشارة كبيرة ورحمه من الله سبحانه وتعالى, ثم بعد ذلك ماذا؟ الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول:((من مات وعليه صوم صام عنه وليه)) إذا مات وعليه صوم, كيف وعليه صوم: جاءه المرض ثم بعد ذلك شفاه الله وما تمكن من القضاء ثم مرض ومات, أو جاء المرض في رمضان ثم بعد ذلك توفي فأنت ولده.أو أبوه أو أخوه أو امرأته أو بنته تقضي عنه, ثم بعد ذلك أيضًا الحج.
وثم في كلامي ليست للترتيب هاهنا, جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, وفي رواية جاء رجل فقال: إن أبي مات ولم يوص أفأحج عنه؟ قال:((أفرأيت لو كان على أبيك دين أكنت نقضيه؟))قال نعم.قال:((فاقضوا الله, فدين الله أحق أن يقضى)) ومن هو الذي يحج إخواني في الله؟ الأفضل أن يحج عنه ولده أو أخوه أو امرأته ــ إذا كان لها محرم, القريب أفضل, سمع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم رجلاً يقول: لبيك عن شُبْرُمَة, قال: ((من شُبرمة؟)) قال:أخ لي أو قريب لي. قال:((هل حججت عن نفسك؟)) قال: لا. قال:((حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة)) ثم بعد ذلك لا ينبغي أن تكون هذه الحجج تجارة, أصبحت تجارة وأصبحت بيعًا وشراءً.
إذا أصبحت تجارة فلا أجر لك ولا للميت, تحج لله عز وجل, وتنوي أن الله يثبت الميت, أما إذا أصبحت تجارة يقول الله سبحانه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ}[البينة : 5]شاهدنا من الآية قوله تعالى:{مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}ويقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات))إذا كانت نيتك من أجل الدراهم فلا أنت تثاب ولا الميت يثاب, فينبغي أن تنظر الرجل الصالح المقتدي برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وأن تعطيه ما تعطيه بطيبة نفس وهو ينبغي أن يقنع, إذا أصبحت تجارة فلا هو يثاب ولا الميت يثاب, مثل القراءة على الميت, اسمعوا ــ بارك الله فيكم ــ: أنت أعطيتني ألف ريـال من أجل أن أقرأ على الميت, ذهبت أهينم, وأهز رأسي وما قرأت إلا من أجل الألف ريـال, أنا أسألك: هل لي ثواب بهذا أم لا؟ أخليك أنت المفتي أن قرأت ما قرأت إلا من أجل الفلوس, ليس لي ثواب أيضًا فلا أنا أثاب ولا الميت, فكيف تعمل؟ إذا أردت أن تتصدق على ميتك جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ــ أي: أتاها الموت بغتة ــ فهل ينفعها إذا تصدقت عليها؟ قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم :((نعم)).
فينبغي أن تتصدق على ميتك, ولمن تكون الصدقة؟
إذا كان للميت أقرباء محتاجون فهم أحق الناس بها وهي صدقة وصلة, وإن لم يكن له أقرباء محتاجون نظرت إلى الرجل المتعفف, الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول:((ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان الذي يطوف على الناس, ولكن المسكين الذي لا يفطن له فيعطى ولا يسأل)) أو بهذا المعنى, وأنت ينبغي أن تتحرى أقرباء الميت إذا كان هناك أخته أو أخوه محتاجين تبدأ بأقرباء الميت فإنها صدقة وصلة, أسأل الله العظيم أن يثبتنا وإياكم, وأن يتوفانا مسلمين, وأن يرحم موتانا.))
((الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
الكلام على صلاة الجنازة وصلاة الجنازة بها أجر عظيم. فقد جاء في((الصحيح)) أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال : ((من تبع الجنازة حتى يصلى عليها كتب له قيراط, ومن تبعها حتى تدفن كتب له قيراطان, والقيراطان مثل الجبلين العظيمين)) أو بهذا المعنى, وبها أيضًا منفعة للميت.
ينبغي أن يحرص على الصلاة وعلى تكثير المصلين ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال :((ما من مسلم يصلي عليه أمة من الناس لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه))فينبغي أن يحرص على تكثير المصلين.
ثم بعد ذالكم الصلاة, الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلى على امرأة فقام وسطها, هذا أمر جائز وهو الأولى, والرجل يقوم قريب صدره وأمام رأسه ولا عليك فعلت هذا أم هذا الأمر جائز, أما عدد التكبيرات وكيفية صلاة الجنازة, فإن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يقرأ بفاتحة الكتاب وقرأ ابن عباس ورفع صوته فقيل له في ذالك فقال: لتعلموا أنها سنة, فإذا قرأت بفاتحة الكتاب وأردت أن تزيد فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقرأ سورة أيضًا مع فاتحة الكتاب, بعد فاتحة الكتاب تصلي على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ((اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)).
بعد أن تصلي على النبي صلى الله عليه وعل اله وسلم تدعو للميت وتكثر له من الدعاء, حتى وأن كنت تعلم عليه معاصي لا تبلغ الكفر تخلص له الدعاء, أما إذا كان قاطع صلاة فلا يصلى عليه؛ لأنه يعتبر كافرًا, والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول((ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا الصلاة)), ويقول :((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))إذا كان يرتكب بعض المعاصي وأنت رجل يقتدى بك, مثلاً قتل نفسه هذا الرجل, فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم دعي إلى رجل ليصلى عليه وقد قتل نفسه, النبي صلى الله عليه على اله وسلم أبى أن يصلي عليه, الصلاة عليه جائزة لكن من أجل أن يبغض إلى الناس فعل الميت ويحذرهم من أن يقتل الرجل نفسه؛ لأن النبي صلى الله عليه وعل اله وسلم يقول : ((من قتل نفسه بحديده لم يزل يطعن نفسه إلى أن تقوم الساعة))وفي رواية:((في النار خالدًا مخلدًا ومن تحسى سما ــ أي : شرب سمًا ليقتل نفسه ــ لم يزل يتحساه خالدًا مخلدًا ــ أي: حتى وهو في النار ــ ومن تردى من على جبل لم يزل يتردى خالدًا مخلدًا)) فالنبي صلى الله عليه وعل اله وسلم أبى أن يصلي على قاتل نفسه. كما أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم أبى في أول الأمر أن يصلي على من مات وعليه دين, تقدم النبي صلى الله عيه وعلى اله وسلم ليصلي فقال:((هل عليه دين؟)) قالوا: نعم. قال:((صلوا على صاحبكم)) فقام علي بن أبي طالب وفي رواية أبو قتادة وقال: يا رسول الله, حق الغريب علي, فتقدم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وصلى على ذلك الميت.
فلما أن فتح الله على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الفتوحات كان إذا وجد ميتًا وعليه دين يقضيه من بيت مال المسلمين ويصلي عليه, فلو علمت أن الشخص قد أرتكب بعض الذنوب تصلي وتشفع له, وأنت لن ينقصك من الجنة التي أعدها لك شيًا, ما ينقصك شيًا من فضل الله , تقول: علمنا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن نقول:((اللهم أغفر لحينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا, اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام, ومن توفيته فتوفه على الإيمان)).
وثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم علم بعض الصحابة أن يقول: ((اللهم أغفر له وارحمه وعافه واعف عنه)), ما معنى يعافيه؟ بعض إخواننا القبائل يقول: مات كيف يعافيه؟ يعافيه الله من عذاب القبر, يعافيه الله من أهوال يوم القيامة, يعافيه الله من النار التي وقودها الناس والحجارة, ينبغي أن نسأل.((وعافه واعف عنه, وأكرم نزله, ووسع مدخله, واغسله بالماء والثلج والبرد, اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره, وأهلاً خيرًا من أهله)) فهذا بعد التكبيرة الثالثة.
أما بعد التكبيرة الرابعة, فأنك إن أحببت تسلم وإن أحببت تدعو, وأصح ما وارد في هذا هو أربع تكبيرات, ثم بعد ذلك لا عليك أكبرت أربعًا, أو ستًا, أو أكثر فقد كبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه على سهل ببن حنيف ستًا, وقال: إنه شهدا بدرًا, ينبغي أن نعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, ففي الأمر سعة, حتى ما نختلف ويضحك علينا الشيوعيون والبعثيون والناصريون, يعجبهم أن نتخاصم وأن نتضارب يا أهل اللحى, يشتمون بنا, يحبون أن يضربوا القبيلة بالقبيلة, والشيخ بالشيخ, ويضربوا الجماعة بالجماعة, نعم ويضربوا الدولة بالدولة, فنحن مسلمون جميعًا لا يجوز لنا أن نختلف, وكل يعمل بما يرى أنه يقربه إلى الله سبحانه وتعالى, والحكم هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, ومما ينبغي التنبيه عليه : أنه إذا وضع في قبره ينبغي أن تقول : بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
الأذان ليس بمشروع.
التلقين حتى في مكة التي هي مهبط الوحي يُدخل الرجل في قبره ــ ما هو كل الناس بل بعضهم ــ ويقال له: يا فلان إذا جاءك الملكان وسألاك من ربك؟ فقل: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم حديث التلقين حديث ضعيف, النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عند أن وُضع الميت في قبره قال ــ بعدما دفن ــ:((اسألوا لأخيكم التثبت فإنه الآن يُسأل)).
وبأي شيء يبدأ؟ أتبدأ بـختمة الدفن أو تبدأ بقضاء دينه إذا عليه دين؟ أو تبدأ بالصوم إذا مات وعليه صوم ولم يصم؟ أو تبدأ بالحج إذا مات وعليه حج؟ يجب أن تبدأ بقضاء الدين, الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول:((نفس المؤمن معلقة بدينه))وسئُل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: أيُغْفر للشهيد كل شيء؟ قال:((نعم, أخبرني جبريل قال: يغفر له كل شيء إلا الدين)) لكن أخي في الله, هو الدين الذي أخذته من الناس وتريد ضياعه وفرطت فيه.
أم إذا أخذت دينًا وأنت مهتم بقضائه اهتمامًا شديدًا, فأبشرك ببشارة, أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول كما في((الصحيح)) : ((من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه, ومن أخذ أمول الناس يريد إتلافها أتلفه الله)) فهذه بشارة عظيمة, إذا أخذت أموال الناس وأنت تريد أن تردها ولم تستطع الله يؤدي عنك, بشارة كبيرة ورحمه من الله سبحانه وتعالى, ثم بعد ذلك ماذا؟ الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول:((من مات وعليه صوم صام عنه وليه)) إذا مات وعليه صوم, كيف وعليه صوم: جاءه المرض ثم بعد ذلك شفاه الله وما تمكن من القضاء ثم مرض ومات, أو جاء المرض في رمضان ثم بعد ذلك توفي فأنت ولده.أو أبوه أو أخوه أو امرأته أو بنته تقضي عنه, ثم بعد ذلك أيضًا الحج.
وثم في كلامي ليست للترتيب هاهنا, جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, وفي رواية جاء رجل فقال: إن أبي مات ولم يوص أفأحج عنه؟ قال:((أفرأيت لو كان على أبيك دين أكنت نقضيه؟))قال نعم.قال:((فاقضوا الله, فدين الله أحق أن يقضى)) ومن هو الذي يحج إخواني في الله؟ الأفضل أن يحج عنه ولده أو أخوه أو امرأته ــ إذا كان لها محرم, القريب أفضل, سمع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم رجلاً يقول: لبيك عن شُبْرُمَة, قال: ((من شُبرمة؟)) قال:أخ لي أو قريب لي. قال:((هل حججت عن نفسك؟)) قال: لا. قال:((حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة)) ثم بعد ذلك لا ينبغي أن تكون هذه الحجج تجارة, أصبحت تجارة وأصبحت بيعًا وشراءً.
إذا أصبحت تجارة فلا أجر لك ولا للميت, تحج لله عز وجل, وتنوي أن الله يثبت الميت, أما إذا أصبحت تجارة يقول الله سبحانه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ}[البينة : 5]شاهدنا من الآية قوله تعالى:{مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}ويقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات))إذا كانت نيتك من أجل الدراهم فلا أنت تثاب ولا الميت يثاب, فينبغي أن تنظر الرجل الصالح المقتدي برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وأن تعطيه ما تعطيه بطيبة نفس وهو ينبغي أن يقنع, إذا أصبحت تجارة فلا هو يثاب ولا الميت يثاب, مثل القراءة على الميت, اسمعوا ــ بارك الله فيكم ــ: أنت أعطيتني ألف ريـال من أجل أن أقرأ على الميت, ذهبت أهينم, وأهز رأسي وما قرأت إلا من أجل الألف ريـال, أنا أسألك: هل لي ثواب بهذا أم لا؟ أخليك أنت المفتي أن قرأت ما قرأت إلا من أجل الفلوس, ليس لي ثواب أيضًا فلا أنا أثاب ولا الميت, فكيف تعمل؟ إذا أردت أن تتصدق على ميتك جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ــ أي: أتاها الموت بغتة ــ فهل ينفعها إذا تصدقت عليها؟ قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم :((نعم)).
فينبغي أن تتصدق على ميتك, ولمن تكون الصدقة؟
إذا كان للميت أقرباء محتاجون فهم أحق الناس بها وهي صدقة وصلة, وإن لم يكن له أقرباء محتاجون نظرت إلى الرجل المتعفف, الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول:((ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان الذي يطوف على الناس, ولكن المسكين الذي لا يفطن له فيعطى ولا يسأل)) أو بهذا المعنى, وأنت ينبغي أن تتحرى أقرباء الميت إذا كان هناك أخته أو أخوه محتاجين تبدأ بأقرباء الميت فإنها صدقة وصلة, أسأل الله العظيم أن يثبتنا وإياكم, وأن يتوفانا مسلمين, وأن يرحم موتانا.))
كتبه: أبو بكر عبد الله بن خالد الغرباني
نقلاً من كتاب ((إجابة السائل على أهم المسائل))
للشيخ العلامة محدث الديار اليمنية : أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي
صفحات : { 383 – 384 – 385 – 386- 387 }
{سؤال رقم : 254 }
نقلاً من كتاب ((إجابة السائل على أهم المسائل))
للشيخ العلامة محدث الديار اليمنية : أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي
صفحات : { 383 – 384 – 385 – 386- 387 }
{سؤال رقم : 254 }
نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين
حمل السؤال منظم ومرتب من المرفقات
تعليق