إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم حلق اللحية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم حلق اللحية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
    قال تعالى :{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[ سورة النور 63 ]، وقال تعالى :{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا }[الفرقان : 27] قال ابن كثير رحمه الله تعالى :" يخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول وما جاء به من عند الله من الحق المبين، الذي لا مرْية فيه، وسلك طريقا أخرى غير سبيل الرسول، فإذا كان يوم القيامة نَدمَ حيثُ لا ينفعه النَدَمُ، وعضّ على يديه حسرةً وأسفاً"
    فمن هذا المنطلق سوف نبين في هذه المطوية (خطورة حلق اللحية) والذي هو من اتخاذ سبيل غير سبيل النبي  ، والله المستعان ، فنقول وبالله نقول :
    الأدلة على وجوب إعفاء اللحية :
    روى البخاري في صحيحه (5554) عن ابن عمر رضي الله عنهما قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنهكوا الشوارب وأعفوا اللحى ". وفي رواية (5553): " خالفوا المشركين ، احفوا الشوارب وأوفوا اللحى " . وفي رواية مسلم (626): " جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس " . وروى مسلم في صحيحه (627)عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" عشر من الفطرة : قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، ..."
    هذا من قول النبي  ، وأما فعله فقد روى مسلم (6230)عن جابر رضي الله عنه قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر اللحية » ، وفي(صحيح النسائي5232)عن البراء: « كث اللحية» ، وفي(صحيح الجامع 8951): « عظيم اللحية » وفي (صحيح الجامع 8956): « كثير شعر اللحية، » .
    وأما الحديث الذي رواه الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها فهو حديث باطل عند أهل العلم؛ لأن في إسناده رجل يدعى عمر بن هارون البلخي، وهو متهم بالكذب، وقد انفرد بهذا الحديث دون غيره من رواة الأخبار، مع مخالفته للأحاديث الصحيحة فعلم بذلك أنه باطل لا يجوز التعويل عليه، ولا الاحتجاج به في مخالفة السنة الصحيحة، والله المستعان.
    قال في تحفة الأحوذي (8 / 39):"وأما قول من قال إنه إذا زاد على القبضة يؤخذ الزائد واستدل بآثار ابن عمر وعمر وأبي هريرة رضي الله عنهم فهو ضعيف (أي هذا القول ) لأن أحاديث الإعفاء المرفوعة الصحيحة تنفي هذه الآثار فهذه الآثار لا تصلح للاستدلال بها مع وجود هذه الأحاديث المرفوعة الصحيحة فأسلم الأقوال هو قول من قال بظاهر أحاديث الإعفاء وكره أن يؤخذ شيء من طول اللحية وعرضها والله تعالى أعلم "
    ومن مخالفات حلق اللحية في الشرع ما يلي :
    1- أنها تغيير لخلق الله ، قال الله تعالى عن إبليس: { وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ } [ النساء 119 ]، فهذه الآية نص صريح في أن تغيير خلق الله بدون إذن منه تعالى ، تكون طاعة لأمر الشيطان وعصيانا لأمر الرحمن .
    2- أن حلق اللحية فيه رغبة عن سنة النبي  وسنة الخلفاء - رضي الله عنهم - وتشبه بأهل الكفر : قال تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ النور 63 ]. وقال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [ الأحزاب 21 ] . وقال - صلى الله عليه وسلم- : " من رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه . كما أنه لا يشك عاقل في أن إعفاء اللحية من سمات الصالحين كما قال الله تعالى محدثاً عن هارون عليه السلام عندما خاطب أخاه موسى عليه السلام حيث قال : { قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } [ طه94 ] .
    3- حلق اللحية تشبه بالنساء :قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في آداب الزفاف ص139 : "ولا يخفى أن في حلق الرجل لحيته التي ميزه الله بها على المرأة - أكبر تشبه بها ".
    4- حلق اللحية تشبه بالكفار : حيث قال النبي  (خالفوا المشركين) ، (خالفوا المجوس) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم ص219-221: فمخالفتهم أمر مقصود للشارع، والمشابهة في الظاهر تورث مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة، قال: ومشابهتهم فيما ليس من شرعنا يبلغ التحريم في بعضه إلى أن يكون من الكبائر، وقد يصير كفرا بحسب الأدلة الشرعية، وقال: وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار والنهي عن مشابهتهم في الجملة .
    وقد اتفقت المذاهب الأربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها:
    - مذهب الحنفية . قال في الدر المختار (6/407): ويُحرم على الرجل قطع لحيته –وقال في(2/418)-... وأخذ كلها فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم.
    -مذهب المالكية : قال في مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل(1 / 313) : وحلق اللحية لا يجوز وكذلك الشارب وهو مثلة وبدعة ويؤدب من حلق لحيته أو شاربه. ( المثلة بمعنى التشويه )
    - مذهب الشافعية : جاء في حاشية إعانة الطالبين للبكري (ت 1302هـ) (2 / 386): قال الشيخان: يكره حلق اللحية ، واعترضه ابن الرفعة في حاشية الكافية بأن الشافعي رضي الله عنه نص في الام على التحريم ، وقال الاذرعي كما في حاشية الشرواني (9 / 376):الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة بها، كما يفعله القلندرية.اهـ. وقال النووي رحمه الله في شرح مسلم (3/151) ما نصه:والمختار ترك اللحية على حالها وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلا أ هـ المراد.
    - مذهب الحنابلة : قال في الإنصاف - (1 / 96):ويعفى لحيته ويحرم حلقها ذكره الشيخ تقي الدين .
    - ابن حزم – رحمه الله تعالى - في مراتب الإجماع ص 157 : واتفقوا أن حلق اللحية مثلة لا تجوز. أ هـ ( المثلة بمعنى التشويه ) .
    - قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – (الفتاوى الكبرى(5/302)): ويحرم حلق اللحية للأحاديث الصحيحة ولم يبحه أحد . وقال – رحمه الله - في (شرح العمدة 1/236): فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها فأشد، لأنه من المثلة المنهي عنها.
    - قال الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى - : وهكذا حلق اللحية وتقصيرها من جملة الذنوب والمعاصي التي تنقص الإيمان وتضعفه ويخشى منها حلول غضب الله ونقمته.(مجموع فتاوى ابن باز 10/66)
    - وما أجمل ما قاله الإمام ولي الله الدهلوي
    (ت 1174 هـ) في كتابه ( حجة الله البالغة 1/182 ) : واللحية هي الفارقة الصغير والكبير وهي جمال الفحول وتمام هيأتهم فلا بد من إعفائها ، وقصها سنة المجوس ، وفيه تغيير خلق الله ، ولحوق أهل السؤدد والكبرياء بالرعاع ، ومن طالت شواربه تعلق الطعام والشراب بها ، واجتمع فيها الأوساخ وهو من سنه المجوس ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ' خالفوا المشركين قصوا الشوارب واعفوا اللحى 'اهـ
    ومما تقدم تعلم أن حرمة حلق اللحية هي دين الله وشرعه الذي لم يُشَرِّع لخلقه سواه ، وأن العمل على غير ذلك سفه وضلالة أو فسق وجهالة أو غفلة عن هدي سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }[يونس : 32]
    والحمد لله رب العالمين

  • #2
    جزاك الله خيرًا يا عبد الرحمن
    وهذه فتوى لعلامة اليمن الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري وفقه الله
    حكم من يبيح حلق اللحية بل قد يوجبها

    السؤال: كيف الرد على من يقول: إن حلق اللحية قد يكون واجبًا؛ كي لا تخلو المعسكرات من الصالحين؟
    الإجابة:
    حلق اللحية محرم، ففي الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اعفوا اللحى». وقال: «وفروا اللحى»، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي قحافة: «غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد»(2).
    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أناس يصبغون لحاهم كحواصل الحمام لا يدخلون الجنة ولا يريحون ريحها»(3) ثبت من حديث عن ابن عباس رضي الله عنه، ففي هذا نهي عن صبغ اللحية بالسواد، وإنما يشرع تغييره بغير السواد، وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يعرفون قراءته في الصلاة باضطراب لحيته، هذه الأدلة تدل على وجوب إطلاق اللحى، وأما القول بوجوب حلقها فهو قول باطل ليس لقائله مستند شرعي، فهو قول صادر عن جهل محض أو هوى .. ونسأل الله أن يمنّ على المسلمين بالفقه في الدين.
    والعسكري عندنا -إن شاء الله- مسلم، والمسئول مسلم، وهكذا أيضًا المزارع مسلم في بلدنا هذا بحمد الله، الأصل الإسلام، والتاجر مسلم .. وهكذا، فكلنا مخاطبون بإعفاء اللحية قريبًا كان أو بعيدًا، فيجب على كل مسلم أن يطلق لحيته، ولا يجوز له أن يتشبه بالنساء، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال» ولا يجوز التشبه بالكافرين، قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابن عمر: «بعثت بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم».

    المصدر : الكنز الثمين

    تعليق


    • #3
      وهذا الموضوع على شكل مطوية لمن أراد أن ينشره بين أوساط المسلمين
      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا يا أخانا عبد الرحمن
        جهد طيب أسأل الله أن ينفع به

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيراً

          تعليق

          يعمل...
          X