إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاحتجاج بما عليه الأكثر دون النظر إلى مستنده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاحتجاج بما عليه الأكثر دون النظر إلى مستنده

    الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
    اما بعد:

    من مسائل الجاهلية: أنهم يستدلون بالأكثرين على الحق،ويستدلون بالأقلين على غير الحق،فما كان عليه الأكثر عندهم فهو الحق وماكان عليه الأقل فهو غير حق، هذا هو الميزان عندهم في معرفة الحق من الباطل، وهذا خطأ؛ لأن الله جل وعلا يقول: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) ويقول سبحانه وتعالى:(ولكن أكثر الناس لا يعلمون) الأعراف 187،
    ويقول سبحانه وتعالى( وما جدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين)الاعراف، إلى غير ذلك.
    فالميزان ليس هو الكثرة والقلة؛ بل الميزان هو الحق، فمن كان على الحق وإن واحدا فإنه هو المصيب، وهو الذي يجب الاقتداء به، وإذا كانت الكثرة على باطل فإنه يجب رفضها وعدم الاغترار بها، فالعبرة بالحق،
    ولذلك يقول العلماء: الحق لايعرف بالرجال،وإنما يعرف الرجال بالحق.
    فمن كان على الحق فهو الذي يجب الاقتداء به. والله جل وعلا فيما قص عن الأمم،أخبر أن القلة قد يكونون على الحق،كما قال تعالى:( وما آمن معه إلا قليل).
    وفي الحديث الذي عرضت فيه الأمم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان،والنبي وليس معه أحد،فليست العبرة بكثرة الأتباع على المذهب أو على القول، وإنما العبرة بكونه حقا أو باطلا،فما كان حقا وإن كان عليه أقل الناس،أو إذا لم يكن عليه أحد،ما دام أنه حق يتمسك به فإنه هو النجاة.
    والباطل لا يؤيده كثرة الناس أبدا،هذا ميزان يجب أن يتخذه المسلم دائما معه.والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ).أخرجه مسلم(146).
    وذلك حين يكثر الشر والفتن والضلال، فلا يبقى على الحق إلا غرباء من الناس ونزاع من القبائل ،يصبحون غرباء في المجتمع البشري،والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث والعالم كله يموج في الكفر والضلال،ودعا الناس،فستجاب له الرجل والرجلان إلى أن تكاثروا.
    وكانت قريش وكانت الجزيرة كلها،وكان العالم كله على الضلال.
    والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحده يدعو الناس والذين اتبعوه قليل بالنسبة للعالم.
    فالعبرة ليست بالكثرة العبرة بالصواب وإصابة الحق،نعم إذا كانت الكثرة على الصواب فهذا طيب،ولكن سنة الله جل وعلا أن الكثرة تكون على الباطل( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) يوسف103،(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الانعام ،
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم آجمعين

    شرح مسائل الجاهلية للشيخ صالح الفوازن حفظه الله

  • #2
    جزاك الله خيرًا وبارك فيك

    تعليق


    • #3
      وفيك بارك الله ابو المنذر

      تعليق

      يعمل...
      X