س: يذهب بعض الدعاة عندنا إلى سؤال الجان الذين هم في بعض المرضى عن بعض الأمراض، ويسأل الجان عن رجل مريض أو غائب؛ مستدلًا على ذلك بأن شيخ الإسلام جوّز الاستعانة بالجن، ما رأيكم في هذا الصنيع وفي أصحابه؟
الجواب:
ج:هذا الرجل هداه الله يصدق الكذابين، أين برهانه على عدالة ذلك الجني الذي يسأله ويصدقه؟! فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال عن الشيطان: «صدقك وهو كذوب»، فالأصل في الجن الكذب: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:1-6]، الاستعاذة من شرهم ومن كذبهم واستعاذ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من نفخ الشيطان ونفثه وهمزه[i].وقال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ [المؤمنون:97-98]، وقد يكون ذلك الجنيّ كاهنًا، وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد» جاء هذا من حديث أبي هريرة، وله طرق يثبت بها، فإتيان الكهان من جن أو إنس وتصديقهم كفر[ii]. [i] أخرجه أبو داود رقم (674)، والترمذي رقم (242)، وابن ماجة رقم (807)، عن أبي سعيد. [ii] الجواب عن حكم الاستغاثة بالجن سيأتي في باب الاستعانة بالجن في التداوي.. ونحوه.
تعليق