بسم الله الرحمن الرحيم
(كيفية الوضوء)
السؤال: ما هي كيفية الوضوء وماذا يقال فيه؟ وهل قول بعض الناس: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه، وقولهم: اللهم اعطني كتابي بيميني فرحاً مسروراً إلى غير ذلك ثابت أم غير ثابت؟
الجواب:بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: فكيفية الوضوء تؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال الله -سبحانه وتعالى-: {يا أيها الذي آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}، وفي الصحيح من حديث عبد الله بن زيد، ومن حديث عثمان –رضي الله عنهما- والمعنى متقارب، أن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عند أن توضأ كفأ في الإناء على كفيه فغسلهما ثلاثاً، وعند الإبتداء تقول: بسم الله، فقد ثبت عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال:((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه))، ثم تعمل ما سمعت، وهو تكفأ من الإناء على يديك ثلاث مرات وتغسلها ثلاث مرات، وبعدها تتمضمض وتستنشق، فالنبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تمضمض واستنشق، وقال للقيط بن صبرة:((وبالغ في الإستنشاق إلا أن تكون صائماً))، وتغسل وجهك ثلاث مرات، وحده من منابت الشعر واللحية أيضاً تتخلل، فقد جاء عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه كان يخلل لحيته، وإن كان الإمام أحمد بن حنبل يقول: لم يثبت في اللحية شي، فلعله عني لم يثبت شيء بمفرده، ولا يمنع أن الأحاديث بمجموع طرقها صالحة للحجية، وبعد غسل الوجه تغسل يديك إلى المرفقين، والمرفقان تغسلهما أيضاً لأنه جاء عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- غسل يديه حتى شرع في العضد، ثم تغسلهما ثلاثاً وهو أكمل، وإن اكتفيت بواحدة فهو جائز، ثم بعد هذا تمسح رأسك، وتفعل ما جاء في حديث عبد الله بن زيد-رضي الله تعالى عنه- أن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بدأ بمقدم رأسه أي وضع يديه على مقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى القفا، ثم ردهما إلى الموضع الذي بدأ منه، وأيضاً تمسح أذنيك، فالنبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((الأذنان من الرأس))، وهو بمجموع طرقه صالح للحجية، ومسح الأذنين أن تمر الإبهامين من على الأذنين ثم تدخل أصبعيك في الأذنين، الأذنان من الرأس، وبعد هذا تغسل قدميك إلى الكعبين، تغسلهما، وتسبغ الغسل في جميع الوضوء.
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عمر-رضي الله تعالى عنه- عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:((من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))، والوضوء يعتبر نعمة من الله عز وجل أنعم بها على عبده، فإنه يعتبر مطهراً للذنوب.
فقد ثبت في الصحيح أن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:((إن العبد إذا غسل وجهه خرجت خطاياه من عينيه أو من أشفار عينيه، وإذا غسل يديه خرجت خطاياه من أنامله، وإذا غسل رجليه خرجت خطاياه حتى تغفر-أو بهذا المعنى- خطاياه)).
وثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال:((إسباغ الوضوء على المكاره وكثر الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة))، أو بهذا المعنى، وثبت أيضاً في الصحيحين من حديث أبي هريرة –رضي الله تعالى عنه- أن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:((إذا توضأ العبد المسلم فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لا ينزهه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا دخل المسجد، لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه أي تقول الملائكة هذا ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة))، أما الأذكار التي كنا نقولها، وهي عند غسل الوجه، اللهم بيض وجهي يوم تبيض الوجوه ولا تسود وجهي يوم تسود الوجوه، وعند غسل اليمين، اللهم أعطني كتابي بيميني فرحاً مسروراً ولا تعطني كتابي بشمالي فرحاً مغروراً، وعند أيضاً مسح الرأس، أيضاً نقول ذكراً لا أذكره، وهكذا مسح الرقبة اللهم أمن رقبتي من الغل إلى آخره، وعند القدمين اللهم ثبت قدمي وقدم والدي على صراطك المستقيم، هذا لم يثبت على النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وقد ذكر ذلك علامة اليمن محمد بن إسماعيل الأمير في كتابه سبل السلام، وذكره أيضاً النووي-رحمه الله تعالى- وله أسانيد باطلة، كما ذكرها الحافظ في تخريجه الأذكار للنووي، وله أسانيد كثيرة ولكنها باطلة لا تثبت عن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فهذه كيفية وضوء رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بحسب ما أستحضره، وأنصح الأخ السائل أن يقتني بلوغ المرام ويقتني أيضاً سبل السلام للصنعاني ويقتني أيضاً نيل الأوطار للشوكاني فهذه الكتب بحمد الله أتت بصفة وضوء النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على التمام، والحمد لله.
أما الرقبة فلم يثبت فيها شيء عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما الشوكاني في نيل الأوطار، فبعد أن بين أن الحديث ضعيف في غاية ضعف قال: ولا بأس من العمل به، هذا لا يثبت، فمسح الرقبة ليس ثابتا عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
أما مسح الرأس واحدة كما شرحنا، وهو أن يبدأ بمقدم رأسه ثم يذهب بها إلى القفاثم يردها إلى المكان الذي بدأ منه وله كيفية أخرى، وهي مسح الناصية والإكمال على العمامة كما في صحيح مسلم والأخرى وهي المسح على العمامة كما في زاد المعاد.اهـ
المرجع كتاب إجابة السائل على أهم المسائل صـ(28-31).
تعليق