(سلسلة ): من أحكام الزكاة.

[محمد علي الكثيري]

حكم مانع الزكاة بخلاً

قيه قولان:-

• جمهور العلماء على انه يعد فاسقاً مرتكباً لكبيرة من الكبائر واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صُفحت له صفائح من نار فأٌحمي عليها في نار جهنم ، فيُكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أٌعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله ، إما إلى الجنة، وإما إلى النار) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.

• ذهب بعض أهل العلم إلى تكفيره. نقله ابن رجب في جامع العلوم والحكم عن سعيد بن جبير ونافع والحكم وهي رواية عن احمد. واستدلوا بقول الله عزوجل ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وفي الآية الأخرى ( فاخوانكم في الدين). وأجاب الجمهور أن حديث أبي هريرة دل على أن مانع الزكاة تحت المشيئة قالوا وتحمل الآية على أن المقصود به تمام الأخوة وكمالها بإيتاء الزكاة.
وقول الجمهور هو الصواب والله اعلم.

بتصرف من شرح كتاب الزكاة من بلوغ المرام للشيخ محمد بن حزام

[محمد علي الكثيري]

من أحكام الزكاة.

ماذا يصنع الإمام بمن منع الزكاة بخلا؟

فيه أقوال:

• بعض أهل العلم على انه يأخذها منه قهرا.
• الجمهور على انه يعزره على منعها.
• ذهب إسحاق وابوبكر بن عبد العزيز إلى انه يأخذها وشطر ماله واستدلوا بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ( من أعطاها مؤتجرا بها فله أجره ومن منعها فانا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا لا يحل لآل محمد منها شيء). وأجاب الجمهور بأجوبة: منها – وهو جواب بعضهم – أن الحديث لا يثبت فقد قال ابن حبان - منكرا له - قال في بهز بن حكيم ( لو لا حديثه فانا آخذوها وشطر ماله لأدخلته في الثقات). وأشار الشافعي إلى عدم ثبوته.
وأجاب جمع من العلماء على الحديث بأنه منسوخ, ويؤيد ذلك عدم عمل الصحابة به , فقد منع طائفة الزكاة في عهد أبي بكر ولم يرد أن الصحابة اخذوا منهم نصف أموالهم. وقول الجمهور هو الصواب بان الإمام يعزره ويعاقبه ولا يأخذ شطر ماله والله اعلم.


أما إن كان الذي منعها طائفة لهم شوكة ومنعة فيقاتلهم الإمام حتى يؤدوها كما فعل ابوبكر والصحابة معه في الذين منعوا الزكاة, وهذا عليه إجماع الصحابة ويدل عليه قول الله عزوجل (فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله).

بتصرف من شرح كتاب الزكاة من بلوغ المرام للشيخ محمد بن حزام

[أبو إبراهيم علي مثنى]

جزاك الله خيرا أبا عبد الله على اتحافنا بهذه الفوائد من شروح الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام رفع الله قدره

ونحن بانتظار المزيد من الفوائد

[محمد علي الكثيري]

هل تجب الزكاة في مال الصبي والمجنون؟

فيه أقوال:

• الجمهور على وجوبها في مال الصبي والمجنون.
• لا زكاة في مال الصبي, قال به أبو وائل وسعيد بن جبير والحسن البصري والنخعي.
• لا يزكي حتى يصلي ويصوم رمضان, قاله سعيد بن المسيب.
• في ماله الزكاة (الصبي) لكن لا يخرجها الولي بل يحصيها فإذا بلغ اعلمه فيزكي عن نفسه, قاله الاوزاعي وسعيد بن عبدالعزيز.
• لا زكاة في ماله الا عشر المعشرات, قاله ابو حنيفة.

استدل القائلون بعدم وجوب الزكاة في مال الصبي والمجنون بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ, وعن المجنون حتى يفيق).

الصواب والله اعلم قول الجمهور لحديث ابن عباس لما بعث معاذ إلى اليمن فقال له ( فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)
وهذا صريح إن هذا واجب وحق في المال من كل مال غني سواء كان صبيا أو كبيرا أو مجنونا أو ذكرا أو أنثى.

المرجع السابق بتصرف