هل يصحّ أن يُقال : إن بعض الكبائر أشد إثماً من بعض البدع ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد :
فالذي يظهر لي في تصنيف المعاصي هو ما يلي :
أولاً : الكفر الأكبر والشرك الأكبر والنفاق الاعتقادي والإلحاد المخرج من الملّلة وهذه أعظم الذنوب على الإطلاق التي توجب الخلود في النار لمن مات على شيء منها .
ثانياً : الشرك الأصغر والكفر العملي والواقع في بعضهما ومات بدون توبة فهو تحت المشيئة والمجازاة بالحسنات والسيئات .
ثالثاً : البدع وما أدراك ما البدع إنها ذنوب خطيرة ويلزم المبتدع لوازم خطيرة وإن لم يفقها أذكر منها ما يلي :
أ / يلزمه أن الدين الإسلامي لم يكمل فهو يستحسن أقوالاً أو أفعالاً أو معتقدات يراها حسنة ليس لها أصل في دين الإسلام ولو تأمل قول الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وهو طالب للحق ومحبٌّ للعمل به لما أقدم على استحسان شيء ليس له أصل في الدين .
ب / يلزم المبتدع اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يبلغ الدين كاملاً وحاشاه من القصور صلى الله عليه وسلم بل بلّغ الدين كاملاً كتاباً وسنة امتثالا لأمر ربه ( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) وقال عز وجل ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ) وقال صلى الله عليه وسلم : \" تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ، كتاب الله ، وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض \" وقوله صلى الله عليه وسلم : \" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ \" رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم \" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ \" ، وقوله عليه الصلاة والسلام :\" من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة \" وقوله صلى الله عليه وسلم : \" تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك \" فهذه النصوص من الكتاب والسنة صريحة في الرد على كل مبتدع يريد أن يستحسن بعقله عبادة قولية أو فعلية ظاهرة أو باطنة كما ترشد إلى الاعتصام بالكتاب والسنة وفهم نصوصهما على طريقة السلف الصالح والعمل بمقتضى ذلك ظاهراً وباطناً بدون قبول زيادة من يستحسن فيزيد في الدين ما ليس منه .
ت / كما يلزم المبتدع اتهام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التبليغ لما تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً وسنة وحاشاهم بل بإجماع أمة الإسلام أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم تلقوا الكتاب والسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الكمال والتمام وكان الوحيان محفوظين عند جميعهم لم يُفقد من القرآن ولا من السنة حرف واحد وأخذ بعضهم عن بعض وبلّغوا ذلك من أتى بعدهم من التابعين الكرام فأخذوا عنهم ما عندهم من العلم الذي تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التمام وفُتح باب التدوين للعلوم علوم الكتاب والسنة كما هو موضح في دواووين الإسلام التي حفظها الله لنا بتلك الأسباب التي هي عناية الصحابة الكرام أولا ومن بعدهم من التابعين وهكذا أخذ هذا الميراث الغالي الثمين اللاحق عن السابق والخلف عن السلف ولا زال محفوظاً في الأئمة إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله له أن يبقى وقد دلّ على ذلك قول الله عز وجلّ ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) والذكر يتناول الكتاب والسنة وما استمد من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ومن سلك طريقهم وسار في دربهم .
رابعاً : كبائر الذنوب عموماً التي دون الشرك .
خامساً : صغائر الذنوب .
إذا فُهم هذا فإن البدع ليست في منزلة واحدة بل بعضها أشد إثماً من بعض وكذلك كبائر الذنوب وسؤالك أيها السائل هل يصحّ أن يُقال : إن بعض الكبائر أشد إثماً من بعض البدع ؟ والجواب نعم فقتل النفس المؤمنة أشد إثماً من الذكر الجماعي المبتدع لقول الله عز وجل ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما ) ولم يأت مثل هذا الوعيد لأهل الذكر الجماعي المبتدع وإن كانوا لا يسلمون من الإثم لابتداعهم وقد تكون البدعة أشد إثماً من بعض الكبائر كبدعة الجهمية الذين نفوا عن الله تبارك وتعالى أسماءه الحسنى وصفاته العلى فحكم كثير من السلف رضي الله عنهم بكفر هذه الفرقة الهالكة ، وكبدعة المعتزلة الذين نفوا أموراً من أمور الإسلام معلومة صحتها من الدين بالضرورة كنفيهم الشفاعة في عصاة الموحدين ، ونفيهم رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة بالإضافة إلى قولهم بخلق القرآن الكريم وفي قولهم هذا تكذيب للقرآن وإن كان غير مقصود له بدليل قول الله تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) وقوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) فقد دلّ النصان على أن القرآن الكريم من فاتحته إلى خاتمته منزل من عند الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ، وبدع كثيرة إثم أصحابها كهاتين الفرقتين كغلاة المرجئة والخوارج . والمقصود كما أسلفت أن البدع ليست في منزلة واحدة بل هي متفاوتة في الإثم والعقوبة ، وأن الكبائر ليست في منزلة واحدة بل هي متفاوتة في الإثم والعقوبة وهذا يعرفه طلاب العلم الأذكياء بالتتبع والإستقراء من نصوص الكتاب والسنة وما استمد منهما من كتب العلم الشرعي بالفهم الصحيح وإن كان البدعة أحب إلى إبليس من المعصية كما قال ذلك بعض السلف معللاً ذلك أن المعصية يتوب صاحبها منها غالباً بينما البدعة لا يتوب صاحبها منها غالباً لأنه يعتبرها ديناً وقربات يتقرب بها إلى الله جهلاً منه وسفهاً بسبب إعراضه عن أخذ العلم عن أهله ولقد ورد في النصوص أن المبتدع حُجبت عنه التوبة لحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : : إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة \" والمعنى أن صاحب البدعة غالباً لا يتوب لأنه اتخذها ديناً وقربة .والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المفتي:الشيخ زيد بن هادي المدخلي
المرجع
http://www.njza.net/web/fatwa.php?fatwa_id=5749
فالذي يظهر لي في تصنيف المعاصي هو ما يلي :
أولاً : الكفر الأكبر والشرك الأكبر والنفاق الاعتقادي والإلحاد المخرج من الملّلة وهذه أعظم الذنوب على الإطلاق التي توجب الخلود في النار لمن مات على شيء منها .
ثانياً : الشرك الأصغر والكفر العملي والواقع في بعضهما ومات بدون توبة فهو تحت المشيئة والمجازاة بالحسنات والسيئات .
ثالثاً : البدع وما أدراك ما البدع إنها ذنوب خطيرة ويلزم المبتدع لوازم خطيرة وإن لم يفقها أذكر منها ما يلي :
أ / يلزمه أن الدين الإسلامي لم يكمل فهو يستحسن أقوالاً أو أفعالاً أو معتقدات يراها حسنة ليس لها أصل في دين الإسلام ولو تأمل قول الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وهو طالب للحق ومحبٌّ للعمل به لما أقدم على استحسان شيء ليس له أصل في الدين .
ب / يلزم المبتدع اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يبلغ الدين كاملاً وحاشاه من القصور صلى الله عليه وسلم بل بلّغ الدين كاملاً كتاباً وسنة امتثالا لأمر ربه ( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) وقال عز وجل ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ) وقال صلى الله عليه وسلم : \" تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ، كتاب الله ، وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض \" وقوله صلى الله عليه وسلم : \" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ \" رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم \" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ \" ، وقوله عليه الصلاة والسلام :\" من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة \" وقوله صلى الله عليه وسلم : \" تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك \" فهذه النصوص من الكتاب والسنة صريحة في الرد على كل مبتدع يريد أن يستحسن بعقله عبادة قولية أو فعلية ظاهرة أو باطنة كما ترشد إلى الاعتصام بالكتاب والسنة وفهم نصوصهما على طريقة السلف الصالح والعمل بمقتضى ذلك ظاهراً وباطناً بدون قبول زيادة من يستحسن فيزيد في الدين ما ليس منه .
ت / كما يلزم المبتدع اتهام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التبليغ لما تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً وسنة وحاشاهم بل بإجماع أمة الإسلام أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم تلقوا الكتاب والسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الكمال والتمام وكان الوحيان محفوظين عند جميعهم لم يُفقد من القرآن ولا من السنة حرف واحد وأخذ بعضهم عن بعض وبلّغوا ذلك من أتى بعدهم من التابعين الكرام فأخذوا عنهم ما عندهم من العلم الذي تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التمام وفُتح باب التدوين للعلوم علوم الكتاب والسنة كما هو موضح في دواووين الإسلام التي حفظها الله لنا بتلك الأسباب التي هي عناية الصحابة الكرام أولا ومن بعدهم من التابعين وهكذا أخذ هذا الميراث الغالي الثمين اللاحق عن السابق والخلف عن السلف ولا زال محفوظاً في الأئمة إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله له أن يبقى وقد دلّ على ذلك قول الله عز وجلّ ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) والذكر يتناول الكتاب والسنة وما استمد من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ومن سلك طريقهم وسار في دربهم .
رابعاً : كبائر الذنوب عموماً التي دون الشرك .
خامساً : صغائر الذنوب .
إذا فُهم هذا فإن البدع ليست في منزلة واحدة بل بعضها أشد إثماً من بعض وكذلك كبائر الذنوب وسؤالك أيها السائل هل يصحّ أن يُقال : إن بعض الكبائر أشد إثماً من بعض البدع ؟ والجواب نعم فقتل النفس المؤمنة أشد إثماً من الذكر الجماعي المبتدع لقول الله عز وجل ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما ) ولم يأت مثل هذا الوعيد لأهل الذكر الجماعي المبتدع وإن كانوا لا يسلمون من الإثم لابتداعهم وقد تكون البدعة أشد إثماً من بعض الكبائر كبدعة الجهمية الذين نفوا عن الله تبارك وتعالى أسماءه الحسنى وصفاته العلى فحكم كثير من السلف رضي الله عنهم بكفر هذه الفرقة الهالكة ، وكبدعة المعتزلة الذين نفوا أموراً من أمور الإسلام معلومة صحتها من الدين بالضرورة كنفيهم الشفاعة في عصاة الموحدين ، ونفيهم رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة بالإضافة إلى قولهم بخلق القرآن الكريم وفي قولهم هذا تكذيب للقرآن وإن كان غير مقصود له بدليل قول الله تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) وقوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) فقد دلّ النصان على أن القرآن الكريم من فاتحته إلى خاتمته منزل من عند الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ، وبدع كثيرة إثم أصحابها كهاتين الفرقتين كغلاة المرجئة والخوارج . والمقصود كما أسلفت أن البدع ليست في منزلة واحدة بل هي متفاوتة في الإثم والعقوبة ، وأن الكبائر ليست في منزلة واحدة بل هي متفاوتة في الإثم والعقوبة وهذا يعرفه طلاب العلم الأذكياء بالتتبع والإستقراء من نصوص الكتاب والسنة وما استمد منهما من كتب العلم الشرعي بالفهم الصحيح وإن كان البدعة أحب إلى إبليس من المعصية كما قال ذلك بعض السلف معللاً ذلك أن المعصية يتوب صاحبها منها غالباً بينما البدعة لا يتوب صاحبها منها غالباً لأنه يعتبرها ديناً وقربات يتقرب بها إلى الله جهلاً منه وسفهاً بسبب إعراضه عن أخذ العلم عن أهله ولقد ورد في النصوص أن المبتدع حُجبت عنه التوبة لحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : : إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة \" والمعنى أن صاحب البدعة غالباً لا يتوب لأنه اتخذها ديناً وقربة .والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المفتي:الشيخ زيد بن هادي المدخلي
المرجع
http://www.njza.net/web/fatwa.php?fatwa_id=5749
تعليق