بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيراً طيباً مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ... أما بعد :
صلاة الجماعة في المسجد واجبة ... إلا لعذرٍ شرعي كمرضٍ أو خوفٍ أو مطرٍ أو سفرٍ أو نوم ٍ( بدون تعمد مع العمل بالسبب) أو نسيانٍ وغيرها من الأعذار الشرعية .
والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة - منها :
قال الله تعالى : (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )) [البقرة:43] والشاهد قوله تعالى : (واركعوا مع الراكعين – يعني مع الجماعة ).
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعمى البصر ، فقال : يا رسول الله ليس لي قائدٌ يقودوني إلى المسجد ( وفي رواية في صحيح البخاري : ليس لي قائدٌ يلائمني ) فسأل رسول الله أن يرخص له فيصلي في بيته ؛ فرخصَّ له فلما ولى دعاه فقال له : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال : نعم ، قال : فأجب . رواه مسلم .
- حديث أبي هريرة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطبٍ فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن بها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجالٍ فأحرق عليهم بيوتهم ) متفق عليه .
- حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سمع النداء فلم يجب ، فلا صلاة له إلا من عذر ) . سنن أبي داود وصححه الحاكم .
- أثر الصحابي الجليل عبدالله ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : ولقد رأيتنا – يعني معشر الصحابة – وما يتخلف عن صلاة الجماعة إلا منافق معلومٌ نفاقه . رواه مسلم .
- حديث ابْنِ أم مكتوم ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ الْمَدِينَةَ كَثِيرَةُ الْهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ ، قَالَ : " أَتَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَحَيَّ هَلا " . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، إِنْ كَانَ ابْنُ عَابِسٍ سَمِعَ مِنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .
- أثر الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه - قال : لئن تملأ أذن ابن آدم رصاصاً مذاباً خيرٌ له من أن يسمع (حي على الصلاة.. حي على الفلاح ).. ثم لا يجيب في المسجد!!..؟
- حديث سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلاً نشد في المسجد فقال : من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له) . قلت : وهذا مصداق لقول الله عز وجل : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .
ومن هنا :
تعليق