سُئل الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-: هل يصلي الإنسان في المسجد الحرام لمضاعفة الثواب، أم يصلي في المنزل لموافقة السنة ؟ فأجاب: المحافظة على السنة أولى من فعل غير السنة، وقد ثبت عن النبي أنه قال: ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ولم يحفظ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يصلي النوافل في المسجد إلا النوافل الخاصة بالمسجد ... فالأفضل المحافظة على السنة، وأن يصلي الإنسان الرواتب في بيته ؛ لأن الذي قال: ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) هو الذي قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام ). فأثبت الخيرية في مسجده، وبين أن الأفضل أن تصلى غير المكتوبة في البيت " فتاوى ابن عثيمين(1)(1) (14/289).
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
أيهما أفضل صلاة النافلة في البيت أم في المسجد الحرام!!!العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
تقليص
X
-
جزاك الله خيرا أخي الكريم , وهذه مشاركة لي سابقة على أحد المواضيع أنقلها هنا لعلها تفيد شيئا
قلت فيها :
جزاك الله خيرا أيها الكريم على هذا النقل المبارك , وشكر الله سعيك وجعله في ميزان حسناتك
لكن أيها الأخ الفاضل القول الآخر له أدلته القوية التي تجعل منه قولا راجحا بإذن الله نذكرها ملخصة
فأقول مستعينا بالله :
أولا : ذكر الامام الحافظ ابن عبد البر في المصدر الذي ذكرته أولا ما يلي : " قال أبو عمر- أي بن عبد البر- القيام في رمضان نافلة ولا مكتوبة إلا الخمس وما زاد عليها فتطوع بدليل حديث طلحة هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوعوقال عليه السلام صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة فإذا كانت النافلة في البيت أفضل منها في مسجد النبي عليه السلام والصلاة فيه بألف صلاة فأي فضل أبين من هذا ولهذا كان مالك والشافعي ومن سلك سبيلهما يرون الانفراد في البيت أفضل في كل نافلة فإذا قامت الصلاة في المساجد في رمضان ولو بأقل عدد فالصلاة حينئذ في البيت أفضل وقد زدنا هذه المسألة بيانا في التمهيد والحمد لله "" اه من الاستذكار .
ثانيا : قلت أيها الأخ المبارك بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم" مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ (حُسِبَ) لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ "
ومثل هذا الأجر –أجر قيام ليلة كاملة– لا يحصل للمرء في بيته سواء صلى منفرداً أو حتى صلَّى بأهله إلا بدليل شرعي .
فأقول أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن صلاة الرجل في بيته أفضل من الصلاة في مسجده . والمقصود هو الترغيب في القيام وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من صلى العشاء في جماعة كأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة كأنما قام الليل كله فلا تعارض هنا وفقنا الله وإياكم لكل خير .
ثالثا : ذكرت أيها الأخ الفاضل حديث زيد بن ثابت المتفق عليه وهو أقوى دليل على أن صلاة القيام في البيت أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم فضَّلها على الجماعة وأمرهم بالصلاة في البيت , فلو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال صلوا في بيوتكم فإني خشيت أن تفرض عليكم فقط لكان نعم , ولكنه زاد صلى الله عليه وسلم أفضلية الصلاة في البيت على المسجد .
رابعا : أخي الحبيب إن كلام الحافظ الذي ذكرت حول عدم قيام عمر مع الجماعة لهو دليل قوي أيضا على أن صلاة القيام في البيت أفضل والحديث المذكور نأخذ منه أن صلاة القيام في المسجد جماعة أفضل من الصلاة فرادى , فهاك دليلا آخر وهو صلاة الخلفاء الراشدين للتروايح في بيوتهم .
خامسا : أحلت أيها الأخ الفاضل على كتاب قيام الليل للمروزي رحمه الله , وقد أفرد بابا لمن لم يكن يصلي القيام في رمضان جماعة من الصحابة والتابعين فبدأ بحديث زيد بن ثابت ثم أعقبه ما يلي : "وقال الليث رحمه الله : « ما بلغنا أن عمر رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه كانا يقومان في رمضان مع الناس في المسجد » وقال مالك رحمه الله : « كان ابن هرمز من القراء ينصرف فيقوم بأهله في بيته ، وكان ربيعة ينصرف ، وكان القاسم رحمه الله ، وسالم رحمه الله ينصرفان لا يقومان مع الناس ، وقد رأيت يحيي بن سعيد مع الناس ، وأنا لا أقوم مع الناس ، لا أشك أن قيام الرجل في بيته أفضل من القيام مع الناس إذا قوي على ذلك وما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في بيته » مجاهد رحمه الله : عن ابن عمر رضي الله عنه : « تنصت خلفه كأنك حمار صل في بيتك » وعن نافع رحمه الله : كان ابن عمر رضي الله عنه يصلي العشاء في المسجد في رمضان ثم ينصرف ، ونصلي نحن القيام ، فإذا انصرفنا أتيته فأيقظته فقضى وضوءه وتسحيره ثم يدخل المسجد فكان فيه حتى يصبح « عبيد الله بن عمر : أنه كان يرى مشيختهم القاسم وسالما ونافعا ينصرفون ولا يقومون مع الناس » أبو الأسود رحمه الله : أن عروة بن الزبير رضي الله عنه كان يصلى العشاء الآخرة مع الناس في رمضان ثم ينصرف إلى منزله ولا يقوم مع الناس « صالح المري رحمه الله : سأل رجل الحسن رحمه الله : يا أبا سعيد ، هذا رمضان أظلني وقد قرأت القرآن فأين تأمرني أن أقوم ، وحدي أم أنضم إلى جماعة المسلمين فأقوم معهم ؟ فقال له : إنما أنت عبد مرتاد لنفسك فانظر أي الموطنين كان أوجل لقلبك وأحسن لتيقظك فعليك به » قال الحسن رحمه الله : « من استطاع أن يصلي مع الإمام ثم يصلي إذا روح الإمام بما معه من القرآن فذلك أفضل ، وإلا فليصل وحده إن كان معه قرآن حتى لا ينسى ما معه » شعبة عن أشعث بن سليم رحمه الله : « أدركت أهل مسجدنا يصلي بهم إمام في رمضان ويصلون خلفه ويصلي ناس في نواحي المسجد فرادى ، ورأيتهم يفعلون ذلك في عهد ابن الزبير رضي الله عنه في مسجد المدينة » شعبة عن إسحاق بن سويد : « كان صف القراء في بني عدي في رمضان ، الإمام يصلي بالناس وهم يصلون على حدة » وكان سعيد بن جبير : « يصلي لنفسه في المسجد والإمام يصلي بالناس » وكان ابن أبي مليكة رحمه الله يصلي في رمضان خلف المقام والناس بعد في سائر المسجد من مصلى وطائف بالبيت « وكان يحيى بن وثاب : » يصلي بالناس في رمضان وكانوا يصلون لأنفسهم وحدانا في ناحية المسجد « وعن إبراهيم رحمه الله : » كان المجتهدون يصلون في جانب المسجد والإمام يصلي بالناس في رمضان « وكان ابن محيريز رحمه الله يصلي في رمضان في مؤخر المسجد والناس يصلون في مقدمه للقيام » وعن مجاهد رحمه الله : « إذا كان مع الرجل عشر سور فليرددها ولا يقوم في رمضان خلف الإمام » يحيى بن أيوب رحمه الله : رأيت يحيي بن سعيد رحمه الله يصلي العشاء بالمدينة في المسجد مع الإمام في رمضان ثم ينصرف فسألته عن ذلك قال : « كنت أقوم ثم تركت ذلك فإن استطعت أن أقوم لنفسي أحب إلي » قال مالك : كان عمر بن حسين رحمه الله من أهل الفضل والفقه وكان عابدا ولقد أخبرني رجل أنه كان يسمعه في رمضان يبتدي القرآن في كل يوم ، قيل له كأنه يختم ، قال : نعم ، وكان في رمضان إذا صلى العشاء انصرف فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين قامها مع الناس ولم يكن يقوم معهم غيرها ، فقيل له : يا أبا عبد الله فالرجل يختم القرآن في كل ليلة قال : ما أجود ذلك ، إن القرآن إمام كل خير ، أو أمام كل خير "" اه المراد من كلامه .
أيها الأخ الفاضل النبي صلى الله عليه وسلم خرج في الليلة الرابعة إلى الناس وقال لهم أن صلاتهم في بيوتهم من غير الفريضة أفضل من الصلاة في المسجد جماعة
وأي جماعة ؟, وراء أفضل إمام , وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أفضل المساجد وفي أفضل جماعة من الصحابة فهلا أعدت النظر من جديد !!
وقد نقل الإمام الطحاوي في معاني الآثار كثيرا من النقولات فلعلها تراجع بإذن الله .
وهنا تنبيه مهم : أن هناك من أضاف قولا ثالثا وهو أن المسألة فيها تفصيل مع الإقرار بأفضلية الصلاة في البيوت
إذا توفرت بعض الشروط
قالابن حجر في فتح الباري : (وعند الشافعية في أصل المسألة ثلاثة أوجه : ثالثهما من كان يحفظ القرآن ولا يخاف الكسل ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلفه فصلاته في الجماعة والبيت سواء فمن فقد بعض ذلك فصلاته في الجماعة أفضل) اه
,وقد نقل ابن عبد البر عن الإمام الليث بن سعد في التمهيد أنه قال :"" لو أن الناس قاموا في رمضان لأنفسهم وأهليهم كلهم حتى يترك المسجد لا يقوم فيه أحد لكان ينبغي أن يخرجوا من بيوتهم إلى المسجد حتى يقوموا فيه ، لأن قيام الناس في شهر رمضان من الذي لا ينبغي تركه وهو مما بين عمر بن الخطاب للمسلمين وجمعهم عليه...
قال الليث : فأما إذا كانت الجماعة فلا بأس أن يقوم الرجل نفسه في بيته ولأهل بيته.. )) اه
فإذا كانت ستترتب مفسدة بترك الصلاة في الجماعة فالأولى والأحوط تفادي ذلك والله أعلم .
هذا بعجالة مما استفدته من بعض البحوث والمرجو من إخواننا إثراء الموضوع والتوجيه والنصح , والله سبحانه تعالى أعلى وأعلموالحمد لله رب العالمين
كتبه أبو عبد الرحمن يونس خاوا
غفر الله له ولوالديه
تعليق