إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((ثبوت العجب بذكر مخالفات وبدع شهر رجب)) كتبه: الشيخ الفاضل أبو عبدالله محمد باجمال

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((ثبوت العجب بذكر مخالفات وبدع شهر رجب)) كتبه: الشيخ الفاضل أبو عبدالله محمد باجمال

    ثبوت العجب بذكر مخالفات وبدع شهر رجب


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

    فإن الله عز وجل أرسل رسولًا ليُتبع، وأنزل عليه كتابًا ليُقتدى به لا بالأهواء والبدع، قال تعالى:
    ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُون، وقال: ﴿فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾، والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة.

    ألا وإن من المواطن التي صارت مرتعًا للمخالفات والبدع عند الصوفية وأتباعهم من العامة:
    (شهر رجب)، الذي أوردوا له من الأحاديث المكذوبة القاضية بتفضيله على غيره، مع أنه لم تثبت له فضيلة إلا أنه من الأشهر الحرم لا غيركما في حديث أبي بكرة في الصحيحين.

    وقد اختلف في الأشهر الحرم أيها أفضل؟
    فقيل: رجب قاله بعض الشافعية وضعفه النووي وغيره. وقيل: المحرم، قاله الحسن، ورجحه النووي. وقيل: ذو الحجة، روي عن سعيد بن جبير وغيره وهو أظهر، قاله ابن رجب في لطائف المعارف (ص113).
    وسمي رجب بهذا الاسم قالوا: لأنه يرجب أي يعظم، ولتعظيمه تعددت أسماؤه حتى أوصلها ابن دحية إلى ثمانية عشر اسمًا في كتابه (أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب).
    والله عز وجل يقول في الأشهر الحرم:﴿فلا تظلموا فيهن أنفسكم،
    ومن ظلم النفس فيها: الوقوع في المعاصي والذنوب، وما يفسد القلوب، ومن شر ذلك: البدع والمخالفات التي يتقرب بها إلى الله جلَّ وعلا في شهر رجب على وجه التخصيص والتقصد.
    والتي منها ما هو مطلق في سائر الشهر بلا قيد، ومنها ما هو مقيد بيوم أو ليلة، أو وقت معين.

    أما المخالفات المطلقة في هذا الشهر من غير قيد:

    1- إشاعة الصوفية للأحاديث الموضوعة، والآثار المصنوعة، في فضل رجب، في خطبهم، وفي مجالسهم، وفي منشوراتهم.

    2- اتخاذ شهر رجب موسمًا للصيام، إما يصومه كله أو أيامًا منه على أن له فضيلة وأجرًا خاصًّا به، وكل ما ورد فيه موضوع واهٍ.
    وقد صح عن أمير المؤمنين عمر –رضي الله عنه- أنه كان يضْرب أيدي الرجَال في رجَب إذا رفعُوا عن طعامه حتى يضعوا فيه ويقول: إنما هو شهْرٌ كان أهل الجاهلية يعظمونه، (أداء ما وجب لابن دحية) و(مجموع الفتاوى 25/290) و (تبيين العجب لابن حجر).

    3- سرد صيام رجب وشعبان ورمضان من غير فصل، ولا دليل عليه من السنة الثابتة، بل هو مخالف لهدي رسول الله ﷺ، وذلك أنه لم يستكمل صيام شهر قط إلا رمضان، (زاد المعاد 2/64).

    4- تقصد العمرة في شهر رجب بأن لها فضيلة دون غيره من الشهور، وهذا أنكره الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعزاه إلى العلماء كما في فتاواه (4/160) (6/115)، وما ذُكر عن بعض الصحابة –رضي الله عنهم- في اعتمارهم في رجب فهو محمول على الموافقة لا التقصد.

    5- الاجتهاد في العبادة، والإقبال على الطاعة في هذا الشهر دون غيره، عملًا بالأحاديث المكذوبة على النبي ﷺ في ذلك، فترى فئامًا من الناس لا يعبد ربه إلا في رجب!!!.

    6- تحري إخراج الزكاة أو الصدقات في رجب باعتقاد فضيلته ومزيته، ولا أصل له في السنة، ولا أثر له عن أحد من السلف، (لطائف المعارف ص120).

    7- الإكثار من الدعاء في رجب على أنه مستجاب، اعتمادًا على ما لا يصح من الحديث والأثر.

    8- إقامة الموالد أو الأذكار والأوراد، أو تلاوة القرآن في المساجد أو البيوت في شهر رجب صباحًا ومساءً، سواء للرجال أو النساء، وهي بدعة على بدعة.

    9- زيارة قبر النبي ﷺ أو القبور فيه على وجه التخصيص، (فتاوى آل الشيخ 6/114).

    10- قراءة صحيح البخاري في أيام رجب قراءة سريعة، بلا تدبر ولا تمعن، ولا عمل بما فيه، ويكفي مثالًا على ذلك حديث أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» الذي هو قاعدة في إبطال كل المخترعات والمحدثات في الدين.

    11- اعتقاد أن شهر رجب شهر معظم على سائر الشهور، وهو السبب في إحداث هذه البدع.

    أما المخالفات المقيدة بيوم أو ليلة أو وقت:

    1- اعتقاد أن النبي ﷺ ولد في أول ليلة من رجب، ولا دليل عليه (لطائف المعارف ص121).

    2- تسمية أول يوم من رجب بيوم السلامة أو عيد السلامة تشاؤمًا منهم بشَهْرَيْ ربيع وشَهْرَيْ جمادى، واتخاذه عيدًا وهذا لا أصل له في الشريعة، (لطائف المعارف ص118).

    3- التهنئة بدخول شهر رجب، بناءً على تعظيمه فوق منزلته.

    4- التقرب إلى الله بالذبح في أول يوم منه أو لأول نتاج إبله وبقره وغنمه قصدًا لرجب، وهو ما يسمى بالعتيرة، أو الرجبية، وقد أبطلها الإسلام وعليه جماهير العلماء خلافًا لابن سيرين ومن تبعه من الشافعية، (لطائف المعارف ص117).

    5- صيام أول خميس من شهر رجب، وهو يوم لم تعظمه الشريعة أصلًا، ولا ذِكْرَ له عند السلف، ولم يَجْرِ ما يوجب تعظيمه، (اقتضاء الصراط المستقيم ص283و293).

    6- قيام أول ليلة جمعة بعد ذلك الخميس ما بين مغرب وعشاء بصلاة يسمونها صلاة الرغائب لها كيفية خاصة غريبة، وهي أنها اثنتا عشرة ركعة، يُقرأ في كل ركعة الفاتحة، ثم سورة القدر ثلاث مرات، وسورة الإخلاص اثني عشرة مرة، وبعد أن تنتهي من كل ركعتين تصلي على النبي ﷺ سبعين مرة، وحديثها موضوع بإجماع أهل العلم، وهو في الموضوعات لابن الجوزي (2/124)، وأول ما أُحدثت في القرن الرابع كما في اقتضاء الصراط المستقيم ص288و293. قال النووي في شرح مسلم (1144) عند حديث: «لا تخصوا يوم الجمعة بصيام ولا ليلها بقيام» مبينًا مخالفة صلاة الرغائب لهذا الحديث: قاتل الله واضعها ومخترعها، فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة، وفيها منكرات ظاهرة. اهـ

    7- التوسيع في النفقة والأطعمة في هذا اليوم.

    8- التزين في هذا اليوم. انظر لهاتين المخالفتين: (اقتضاء الصراط المستقيم ص283و293).

    9- صيام العشر الأُول من رجب كما يفعله كثير من العامة اعتمادًا على أحاديث موضوعة ترغب في صيامها، بأجور عظيمة، يقطع القارئ لها بأنها مكذوبة.

    10- إحداث صلاة في وسط رجب تسمى بصلاة أم داود، (اقتضاء الصراط المستقيم ص293 والموضوعات لا بن الجوزي 2/126).

    11- اعتقاد أن إسراء النبي ﷺ وعروجه كان ليلة السابع والعشرين من رجب، وهذا عين الكذب قاله ابن دحية، وقد اختلف المؤرخون هل هو في محرم، أو رجب، أو رمضان، ولو كانت معرفة تحديده له فضيلة لبينه النبي ﷺ، (لطائف المعارف ص121).

    12- صيام يوم الخامس والسادس والسابع والعشرين من رجب، وهو من البدع المحدثة.

    13- الاحتفال بيوم السابع والعشرين من رجب في المساجد مع وجود الاختلاط بين الرجال والنساء، ويترتب عليه أنواع من الفساد، ولو كان السلف يحتفلون به لَنُقِلَ، (الإبداع في مضار الابتداع ص252).

    14- قراءة قصة الإسراء والمعراج المنسوبة إلى ابن عباس، ولا تصح عنه وفيها نكارة ظاهرة.

    15- التقرب إلى الله بالذبائح في السابع والعشرين من رجب (فتاوى آل الشيخ 3/86).

    16- اعتقاد أنه بُعث في الخامس والعشرين أو السابع والعشرين من رجب، اعتمادًا على بعض ما روي في ذلك ولا يصح منه شيء، (لطائف المعارف ص121).

    17- الاستغفار بين الأذان والإقامة، وبعد الصلاة، اعتمادًا على حديث موضوع بخصوص رجب يقول بعضهم بعده: اللهم وصلِّ على النبي العربي فارج الهم ومجلي الكرب. وهو شرك أكبر.

    والمقصود: الإشارة لما وقفنا عليه من بدع ومخالفات شهر رجب بوجيز العبارة، وإلا فهي كثيرة مختلفة باختلاف البلدان والأمصار، على مختلف الأزمان والأعصار.

    كتبه: أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
    ليلة الجمعة 7 من شهر رجب عام 1434هـ

    رابط تحميل المادة بصيغة بي دي أف (على شكل منشور)

  • #2

    تعليق


    • #3
      للرفع و التذكير

      تعليق


      • #4
        للرفع والتذكير

        تعليق

        يعمل...
        X