قال الإمام ابنالقيم: وإيجاب الشارع صلى الله عليه وعلى آله وسلم الغسل من المني دون البول فهذا منأعظم محاسن الشريعة، وما اشتملت عليه من الرحمة والحكمة والمصلحة، فإن المنى يخرج منجميع البدن، ولهذا سماه الله سبحانه وتعالى سلالة؛ لأنه يسيل من جميع البدن، وأما البولفإنما هو فضلة الطعام والشراب المستحيلة في المعدة والمثانة.فتأثر البدن بخروجالمنى أعظم من تأثره بخروج البول، وأيضًا فإن الاغتسال من خروج المنى من أنفع شيء للبدنوالقلب والروح، بل جميع الأرواح القائمة بالبدن فإنها تقوى بالاغتسال، والغسل يخلفعليه ما تحلل منه بخروج المنى، وهذا أمر يعرف بالحس، وأيضًا فإن الجنابة توجب ثقلاًوكسلاً والغسل يحدث له نشاطًا وخفة ولهذا قال أبو ذر لما اغتسل من الجنابة كأنما ألقيتعني حملا وبالجملة فهذا أمر يدركه كل ذي حس سليم وفطرة صحيحة ويعلم أن الاغتسال منالجنابة يجري مجرى المصالح التي تلحق بالضروريات للبدن والقلب مع ما تحدثه الجنابةمن بعد القلب والروح عن الأرواح الطيبة فإذا اغتسل زال ذلك البعد ولهذا قال غير واحدمن الصحابة إن العبد إذا نام عرجت روحه فإن كان طاهرا أذن لها بالسجود وإن كان جنبالم يؤذن لها ولهذا أمر النبي ص - الجنب إذا نام أن يتوضأ وقد صرح أفاضل الأطباء بأنالاغتسال بعد الجماع يعيد إلى البدن قوته ويخلف عليه ما تحلل منه وإنه من أنفع شيءللبدن والروح وتركه مضر ويكفي شهادة العقل والفطرة بحسنه وبالله التوفيق . اهـ «إعلامالموقعين» (2/58).
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الحكمة في الاغتسال من خروج المني دون البول
تقليص
X
-
جزاك الله خيراً أخانا أبامحمد
ومن باب اتمام الفائدة :
قال العلامة المجدد الشيخ عبدالعزيز بن باز : (( والواجب على المسلم أن يتقبَّل أوامر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم ويعمل بها ، وإن لم يَعرف عين الحكمة ، كما أن عليه أن ينتهي عما نهى الله عنه ورسوله , وإن لم يَعرف عين الحكمة ، لأنه عبدٌ مأمور بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، مخلوق لذلك ، فعليه الامتثال والتسليم ، مع الإيمان بأن الله حكيم عليم ، ومتى عَرف الحكمة فذلك خير إلى خير " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (10/157) .
وقال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : (( وسواء كانت هذه هي الحكمة أم لا ، فإِن الحكمة هي أمر النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم ، لكن إِن علمنا الحكمة فهذا فَضْلٌ من الله وزيادة علم ، وإن لم نعلم فعلينا التَّسليم والانقياد " الشرح الممتع .
-
جزاك الله خيرا أبا عبدالرحمن
إنما يكون ذكر االحكمة في الأحكام كما قال العلامة الفوزان: المؤمن لا يتوقف فعلةللأوامر واجتنابه للمناهي على معرفة الحكمة في ذلك لكن إذا أمكن معرفتها كان في ذلكزيادة إطمئنان للنفوس وقد نص الله على الحكمة في كثير من الأحكام الشرعية
كتاب الأطعمة [ص 267]
وقالت اللجنة الدائمة: والواجب على المسلم أن يعمل بالأحكام الشرعيةعلم الحكمة أو لم يعلمها، مع الإيمان بأن الله سبحانه حكيم في كل ما شرعه وقدره، لكنمن يسر الله له معرفة الحكمة فذلك نور على
نور، وخير إلى خير. وبالله التوفيق، وصلىالله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
فتاوىاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء [20 /490]التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد عبدالكريم الحسني; الساعة 11-07-2012, 12:24 PM.
تعليق
-
جزاك الله خيرا أبا عبدالرحمن
إنما يكون ذكر الحكمة في الأحكام كما قال العلامة الفوزان: المؤمن لا يتوقف فعلةللأوامر واجتنابه للمناهي على معرفة الحكمة في ذلك لكن إذا أمكن معرفتها كان في ذلكزيادة إطمئنان للنفوس وقد نص الله على الحكمة في كثير من الأحكام الشرعية
كتاب الأطعمة [ص 267]
وقالت اللجنة الدائمة: والواجب على المسلم أن يعمل بالأحكام الشرعيةعلم الحكمة أو لم يعلمها، مع الإيمان بأن الله سبحانه حكيم في كل ما شرعه وقدره، لكنمن يسر الله له معرفة الحكمة فذلك نور على
نور، وخير إلى خير. وبالله التوفيق، وصلىالله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
فتاوىاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء [20 /490]
التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد عبدالكريم الحسني; الساعة 11-07-2012, 12:25 PM.
تعليق
-
شكرًا لطلبة العلم
بارك الله فيكم جميعًا ولا يخفاكم أن الحكمة غير العلة، فالعلة : وصف ظاهر منضبط يقتضي لوجوده وجود الحكم ولعدمه عدم الحكم، مثل علة الإسكار في تحريم الخمر، أما الحكمة فشيئ يدركه العاقل بالحس كإباحة البيع لسد حاجات الناس من غير اختلاف، فالحكمة أمر يدرك بالحس من غير نص ولا يعلق عليه الحكم، وأما العلة وصف يعلق عليه الحكم ويكون بالنص، أما العلة المستنبطة فلا تنضبط ومن ثم اختلف فيها الأصوليون من حيث التقرير والفقهاء من حيث الإعمال، وإما ذكرت ذلك لوجهين: الأول: جاء في عبارة أحد الأخوة الأفاضل ذكر كلمة العلل في معرض نقله عن العلامة الفوزان مع أن العلامة لم يذكر العلل بل ذكر الحكمة، الثاني: لبيان الفرق بينهما زيادة للفائدة لمن يقرأ من خارج أفراد الشبكة المباركة ( المشرف العام، والمشرفون، والإداريون، وطلبة العلم الفُضَّلُ، وسائر الأفاضل ) بارك الله فيكم والحمد لله رب العالمين
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد عبدالكريم الحسني مشاهدة المشاركةجزاك الله خيرا فالفرق واضح بين العبارتي وإنما حصل سهو ومن باب الفائدة:
ينظر أصول فخر الإسلام [11 /46] و قواطع الأدلة / للسمعانى [3 /143]
تعليق
تعليق