الحكمة من الاضطجاع في النوم على الشق الأيمن؟

[أبو محمد عبدالكريم الحسني]

قال ابن القيم: وفي اضطجاعه على شقه الأيمن سر: وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر فإذا نام الرجل على الجنب الأيسر استثقل نوما؛ لأنه يكون في دعة واستراحة فيثقل نومه فإذا نام على شقه الأيمن فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم لقلقالقلب وطلبه مستقره وميله إليه ولهذا استحب الأطباء النوم على الجانب الأيسر لكمال الراحة وطيب المنام, وصاحب الشرع يستحب النوم على الجانب الأيمن لئلا يثقل نومه فينام عن قيام الليل فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب وعلى الجانب الأيسر أنفعللبدن والله أعلم.اهـ «زاد المعاد» (1/321) و«الفتح» (1160)

[أبو عبدالله مجدي سلطان]

وصال خير

وصدق ابن القيم لله دره إمامًا حقًا
فإن المؤمن لا يبحث عن راحة البدن الذي سيبلى عما قليل، ويأنف هذه الراحة التي ينبني عليها خسران مبين ومتاع قليل، بل يؤثر ما في ظاهره التعب الذي يعقبه فوز وراحة، وقد قيل: إذا أردت ألا تتعب فاتعب لكي لا تتعب، فالمؤمن يؤثر نفع قلبه على نفع بدنه، فبنفع القلب يحصل صلاح الجسد، وكلما زاد إيمان العبد حسن إدراكه، ومن ثَم تجد المؤمن إذا ما نام لا ينام ثقيلا بل ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) والهجعة: الرقدة الخفيفة، فسبحان من أعطاهم البصيرة أن هداهم إلى أن الرقدة الخفيفة تكون سببًا للقيام من النوم للمسارعة في الخيرات يحذرون الآخرة ويرجون رحمة ربهم.