بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تذكير القائمين على شبكة سحاب بكبر خطر إيواء أصحاب الفتن والحزبيين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
- قال الله عز وجل: (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )) آل عمران
- وقال الله تعالى: (( َيا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )) لقمان
- وعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
- وقال صلى الله عليه وسلم " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" الترمذي.
- و قال صلى الله عليه وسلم " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يمس ويصبح ناصحاً لله ورسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم" صحيح
فديننا يأمرنا بالنصيحة وبيان الحق والدفاع عنه حفظاً للدين وعبادةً له سبحانه ويأمرنا بنصرة أهل الحق والذب عنهم فقد قال رسول اله صلى الله عليه وسلم (( من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار )) صححه الألباني والتحذير من المنكرات التي شاعت بين الناس ببيان أدلتها من الكتاب والسنة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله "من بنى الكلام في العلم الأصول والفروع على الكتاب والسنة و الآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة" مجمع الفتاوى
حتى تقام الحجة على من بلغته هذه الأدلة وحتى نبرا إلى الله عز وجل من هذه المنكرات.
مقدمة:
إنا لما رأينا من تغيرات ظهرت على شبكة سحاب وهذا التغير غلب عليهم فاستحسنوه، فحرف سلفيتهم، وميعوا أصولهم، وأنساهم مبادئهم، فتهاون مع المخالفين، ومالوا إلى الحزبيين، فترى اللين منهم عليهم، وترى الشدة منهم على غيرهم،-من أهل الحق - فآووهم، وأبقوهم، ونصروهم، وألفوهم، وبغضوا أهل الحق وحاربوهم، فإن قيل كيف؟ قلنا بصمتكم ورضاكم أنتم تحاربون، وغير ذالك مما صار معلوم، حتى صار ذلك سبباً لفرقتهم، وأفعالاً تدعو لنفرقهم، والترفع عنهم، والزهد فيهم، لأنهم فتحوا أبوابهم للحزبيين، والتلفيين، والمخالفين، ونبذوا السلفية وراء ظهورهم، واحتجوا بأسخف الاحتجاجات عند طردهم للسلفيين، فأثروا بذلك أهوائهم، وتباهى الزائغون المجهولون الحزبيون بلبسهم حلة سحاب قلنا أبشرنا هي بلبسكن إياها ليست بحلة، فالآن نكشف عنكم الغطاء، ونخلع عنكم الرداء،فلا جماعة ولا ائتلاف، بل فرقة واختلاف، ما دمتم على ما أنتم عليه ماضون، وللحق أنتم تاركون، وللباطل انتم مائلون، وللأهواء أنتم مؤثرون، وللحزبية أنتم ناصرون، ولشوكتهم أنتم مقوون، ولأعلامهم أنتم رافعون، وعن باطلهم أنتم ساكتون،ولهم مروجون،ولمنهج الإخوان أنتم بهذا مشابهون، وإلى سبيلهم أنتم صائرون ... فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فالحق الحق نحن لسنا بكاتمون، ومن الحزبية نحن محذرون، أفتروننا عن واجبنا نحن معرضون فنأثم إن كنا له تاركون، ولتلبيساتهم إنا لكاشفون، والإخوة والحمد لله بهم مطيحون. وإنا لكم لسنا مجاملون، وعليكم لسنا بساكتون، وللنصح لكم دافعون، ولأخطائكم مبينون، فإن كنتم غافلون فإنا لكم مذكرون، وإن كنتم متهاونون، فإنا عما أنتم عليه لكم جازرون، وإن كنتم معاندون، وهم لكم أدلاء مدللون، فمن يكن الغراب له دليل، يمر به علي جيف الكلاب.
وبأساً إن كانوا عندكم أعزاء موقرون، فأنتم على هدم الإسلام مقدمون، فكيف هذا؟ وأنتم إلى السلفية تنسبون! وعليها تحسبون ألكم منها الاسم والتسمي دون المبادئ والأصول، أيكون ولاء بلا براء، أم هو يا ترى منهج واسع يسع الجميع. أفإن استل سلفي سيفه لنحر حزبي قلتم مشوشون، ولصفو الجو معكرون، وكنتم له طاردون، فأعيدوا النظر وكرروا هل أنتم بهذه الطوام سلفيون، أم فقط تتمسلفون.ولا نقول أنكم بفعلكم للدين تاركون، أو عن جملة المسلمين بخارجون، ولكنكم أتيتم عظيماً، وبقيتم عليه طويلاً، واسترسلتم فيه كثيراً. فإنا لحالكم مبينون، وإن كان فيما سبق منا لكم ناصحون، فهذا حقكم علينا، وبه لنا تدينون. أما بعد:
* وقفة: مشابهة الحزبية الجديدة لجنكيز خان :
قال شيخ الإسلام رحمه الله " وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي العداوة بينهم وليس لأحد منهم أن يأخذا عهدا بموافقته على كل ما يريده وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه بل من فعل هذا كان من جنس جنكز خان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقاً وليًا ومن خالفهم عدواً باغياً ..." المخرج.
والآن أذكر بعض المؤاخذات والمفاسد والأخطار التي نتجت وتنتج من إبقاء أصحاب الفتن والحزبيين في شبكة سحاب:
1- تعرضكم للعنة الله واللاعنين والملائكة والناس أجمعين :
لقوله صلى الله عليه وسلم "من أحدث حدثاً و أوى محدثا فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً"
فقالوا للحسن: ما الحدث؟
فقال: أصحاب الفتن كلهم محدثون وأهل الأهواء كلهم مُحدَثُون. بواسطة الإبانة الصغرى لأبن بطة.
- وقال صلى الله عليه وسلم : "لعن الله من آوى محدثاً" رواه مسلم.
2- عدم إنكاركم على الحزبيين والإنكار على من قام بالإنكار عليهم والتستر عنهم وعدم بيان حالهم:
قال صلى لله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم (( إن الناس إذا راؤا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه )) صحيح الجامع للألباني
و قال لعاصم الأحول لقتادة" ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض؟ فقال يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعةً ينبغي لها أن تذكر حتى تحذر" أصول أهل السنة للالكائي
قال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله :" إذا كان هناك أسماء بادية ومعروفة تدعو إلى الضلال وإلى الحزبيات فيجب وجوباً أن يسميهم حتى يحذرهم الناس النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه أنه كان يقول: ما بال أقوام: ولا يقول فلان ستراً عليه لكن مثل هؤلاء الدعاة الذين يزعمون أنهم دعاةٌ وهم يثبطون عن المنهج السلفي ويدعون إلى الحزبيات هؤلاء يجب ذكرهم لأن الناس يغترون بهم" الفتوى الجلية.
قال الشيخ فوزان :"أما التستر على أهل الباطل وأهل الضلال فهذا من الغش للأمة لا بد من البيان رضي من رضي وسخط من سخط" شريط أسئلة مهمة في الدعوة إلى الله.
3- توقيرهم وتعزيزهم والثناء عليهم و في ذلك إعانةً على هدم الإسلام:
قال الفضيل ابن عياض: "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام".
يقول أهل العلم: "ولقلة العلم وغلبة الجهل هانت بعض البدع والأهواء في قلوب بعض منه عنده علم بل وقلت الغيرة على السنة إلا عند من شاء الله وقليلٌ ما هم".
ورضي الله عن عمر عندما قال: "إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر وقد كنا نعدها كأمثال الجبال" ا.
4- ذكر الحزبيون بحسناتهم وعدم بيان حالهم ولا الإنكار عليهم:
سبحان الله رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث ثوبان في مسند الإمام أحمد: "إنما أخاف على أمتى الأئمة المضلين"، وأنتم أيها القائمون و المشرفون تتركون ما يأتي به أتباعهم وأشياعهم من مواضيع تذكر فيها حسناتهم وتلفق لهم حسنات وصفات حميدة.
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : "إذا ذكرت محاسنهم فمعناه أنك دعوت لإتباعهم فلا تذكر محاسنهم" الأجوبة المفيدة.
وقال الشيخ صالح السحيمي حفظه ورعاه: "ذكر الحسنات ليس وارداً في مسألة بيان الأخطاء ومن قيد ذلك بذكر الحسنات فإنه يحتاج إلى دليل الرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ينكر أمرا وقع فيه الناس سواء ما أنكره بالتصريح أو بالتلميح لم يقل أنت يا فلان الذي فعلت وفعلت وفعلت من الخيرات كذا وكذا لكن فقط ما عندك إلا كذا أعتقد أن هذا المنهج غير وارد وليس من منهج النبوة" انتهى شريط السلفية ليست بدعة.
فيا جماعة لا يلبس عليكم الأمر فالحزبي كما قال الشيخ مقبل رحمه الله: "الحزبي مستعد أن يكون له خمسة أوجه... أما السني فإنه متمسك بدينه سواء رضي فلان أم لم يرضَ، بخلاف الحزبيين فإنهم قد أصبحت عندهم فيما يزعمون سياسةً فتراه يتكلم معك ويحلف، ويقول والله ما أنا في جمعية الحكمة: فلما قيل له: يا فلان اتق الله أنت تذهب معهم وأنت في جمعية الحكمة. فقال نعم أنا حلفت أنني هنا في المسجد ولست في جمعية لحكمة..." تحفة المجيب.
5- التقريب بين الحزبيين والسلفيين: الذي يؤدي إلى إغراقهم في ضلالتهم والتلبيس عليهم والانخداع بهم وإلقاء حب الحزبيين في قلوبهم وألفتهم وفي ذلك خطر كبير على منهج أعضاء شبكة سباب وفساد لزوارها.
قل ابن بطة: "اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواماً من السنة والجماعة وأضطرهم إلى البدعة والشناعة وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم فوجدت ذلك من وجهين:
_ أحدهما: البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يعني ولا يضر العاقل جهله ولا ينفع المؤمن فهمه.
_ والآخر: مجالسة من لا تؤمن فتنته وتفسد القلوب صحبته" الإبانة.
6- الترويج للحزبيين والسماح بنشر أشرطتهم وكتاباتهم ومقالاتهم وما شابها ذالك :
قال الشيخ مقبل رحمه الله : "أنا لا أنصح بالحضور عند الحزبيين ولو كانوا يعلمون قرآنا" شريط الجامعة بواسطة شرح هذه دعوتنا وعقيدتنا.
وقال الشيخ ربيع حفظه الله في جوابه عن سؤال:
س: هل يجوز أن نسمع أشرطة بعض الحزبيين ونستفيد منها؟
ج: لا لا تستمع لأشرطة الحزبين فضررها أكبر من نفعها أستفد من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن كتب وأشرطة علماء السنة لأن أهل الأهواء يدسون سمومهم بحيث لا ينتبه لها إلا الفطناء وأما المساكين من طلاب العلم الصغار ومن العوام فإن هذه السموم المدسوسة تسري في عقولهم وفي كيانهم من حيث لا يشعرون فالحذر الحذر من السماع لأهل البدع ومن السماع لأهل الأحزاب المنحرفة عن منهج الله الحق وهم يحذرون من كتب الحق ومن كتب السنة فكيف ندعوا إلى كتبهم وإلى أشرطتهم".
-شريط تقوى الله والصدق من كتب فتاوى الشيخ ربيع للأخ أبو عبد المحسن الجزائري.
7- طرد الإخوة السلفيين لإنكارهم على الحزبيين:
وهذا لظلم كبير وفساد عظيم يؤدي إلى ما يؤدي له من كتم للعلم وتأخير البيان.
فساد الشبكة بحيث تتحول إلى شبكة للحزبيين فيها الألفة والتقارب بينهم وذلك لخلوها من السلفيين أو من كان قد بقي فيها فإنه يخاف الطرد إن ذكر ما في هذا أو بين حال هذا أو أنكر على هذا.
أقل إن كانت الثانية فلا كرمة لك في البقاء فيها
ترجوا السلامة ولم تسلك مسالكها """ إن السفينة لا تمش على اليبس
قال الأخ محمد العمودي: "تجد هؤلاء الدعاة الأدعياء عند أهل الباطل هينين لينين وعند أهل الحق قساةً جفاةً " ملزمة الوسائل الخلفية لتمييع الدعوة السلفية
نقول كما قال الشيخ أحمد النجمي:
أيغيظكم أن يبين الحق؟
" أقصروا أيها القوم وتوبوا إلى الله من نصرة الباطل أيغيظكم أن بين الحق للناس ويزعجكم أن ينبري بعض إخوانكم لتوضيح العقيدة الصحيحة بالأدلة من الكتاب والسنة فإن كان عندكم حجة في رد ما نقول من القدح في هذه المناهج فهاتوا حجتكم التي تدحض حجتنا وأدلتكم التي تبطل أدلتنا وإلا فاعلموا أنكم تدفعون الحق نهاراً وتدافعون عن الباطل جهاراً شئتم أم أبيتم رضيتم أم سخطتم وإني أخاف عليكم من تكونوا قد دخلتم في عداد الصادين عن سبيل الله الذين يبغونها عوجاً والذين قال عنهم الله عز وجل " قلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ً".
بل ولله دره حين قال رحمه الله وجعل الجنة مثواه واسكنه الفردوس الأعلى عند ربه ومولاه، قال: "وإن الحزبيين أخذوا طريقتهم فمن كان معهم رفعوه إلى عنان السماء ومن كان مخالفاً رموه بكل فاقرة ولم يرقبوا فيه إلا ولا ذمة" الفتاوى الجلية.
فإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل من سوء صنائعهم و قبيح فعائلهم والبغض كل البغض للحزبيين والتقرب إلى بذلك.
8- عدم القبول والعمل والإعراض والتشكيك في قواعد الجرح والتعديل:-وترك هذه القواعد والإعراض عن تطبيقها فيه:
- دفاع عن أهل الضلال والمخالفات والحزبيين.
- تمييع الحق والإعراض عنه وإخفائه.
- الطعن في أهل العلم كما قال أهل العلم (( رد كلام المعدل لا يلزم من الطعن فيه لأن المعدل يخبر عما بلغه علمه أما المجرح الجارح فرد كلامه المفسر طعن في عدالته في صدقه وفي دينه ))
- ظلم السلفيين ومصادقة الحزبيين والتستر عنهم والدفاع عليهم بالإعراض عن مثل هذه القواعد وعدم العمل بها..
وفي هذا إقرار للمنكر ورفع لأهله.
- قال الأخ محمد العمودي: "هذه القواعد السلفية ... يجعلونها وراءهم ظهرياً ولا يرفعون لها رأسا ويردونها بحجج أو هي من بيوت العنكبوت مما يدلك على عدم رسوخهم في السنة ومنهج السلف الصالح رحمة الله عليهم ولهذا تجد صغار طلبة العلم يردون على هؤلاء الدعاة الأدعياء بكل راحة وبساطة فينهزمون أمام صغار طلبة العلم" المصدر السابق.
وهنا أرديكم بكلام الشيخ ربيع حفظه الله حيث قال:
" إذا جرح العالم الناقد من يستحق الجرح ببدعة وحذر من بدعته فهذا من أهل العدل والنصح للإسلام و المسلمين وليس بظالم بل هو مؤد لواجب فإن سكت عمن يستحق الجرح والتحذير منه فإنه يكون خائناً غاشاً لدين الله وللمسلمين فإن ذهب ذاهب إلى أبعد عن السكوت من الذب والمحامات عن البدع وأهلها فقد أهلك نفسه وجر من يسمع له إلى هوة سحيقة وأمكن بهم في نصرة الباطل ورد الحق وهذه من خصائص وأخلاق اليهود الذين يصدون عن سبيل الله وهم يعلمون " انتهى بواسطة صيانة سلفي.
قلت: فمن يا ترى ذهب إلى أبعد من السكوت؟!!!
9- الورع البارد الذي يتصف به القائمون على شبكة سحاب:
-يقال ضيع الحق وميعوه فالمقصود بكلمة التمييع كما قال الشيخ ربيع بن هادي: "أن أناساً يأتون إلى أصول الإسلام ويميعونها ويرققونها ويهونون من شأنها بل يحاربونها" بواسطة صيانة السلفي.
قال الأخ محمد العمودي في الوسائل الخلفية:-
" تجد دعاة التمييع يتورعون عن الكلام في المبطل بحجة أنهم لم يتبين لهم حاله فتجدهم يقربون منه ويثنون عليه ويشيدون به فيحصل من ذلك إغترار الناس بفعلهم هذا الشيء العظيم وإن ورعهم هذا ليذكرني بورع نساء الجاهلية حيث كن يطفن وهن عراة وليس عليهم سوى خرقة تغطي فرجهن ويقلن:
اليوم يبدوا كله أو بعضه: وما بدا منه فلا أحله.
وكم وكم وكم ضل أناس كثيرون وذهبت استقامتهم على السنة بسبب هذا الورع البارد.
كيف يتورعون من أن يكون هذا المخالف خصماً لهم ولا يتورعون أن يكون آلاف الناس خصماؤهم عند الله تعالى يوم القيامة بسبب تمييعهم" انتهى.
*يقال لكم كما قال الأوزاعي : "من ستر عنا بدعته لم تخف علينا الفتنة".
قال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله في الفتاوى الجلية:
يعني الجماعة الذين يألفهم ما يخفون عنا وإذا كان يذهب ويجيء مع الحزبيين إذن فهو حزبي مثلهم ولهذا يقول الشاعر:
يقاس المرء بالمرء 888 إذا ماهو ماشاة
قياس النعل بالنعل888 إذا ما هو حاذاه.
وللشيء على الشيء888 مقاييسٌ وأشياه
وللقلب على القلب 888 دليلٌ حين يلقاه
10- مشابهتكم الإخوان بفعلكم أيها القائمين على شبكة سحاب:
وذلك بعدم الإنكار على المخالفين فقد قمتم بتحويل الشبكة وكأنكم تريدون الجمع بين السلفيين والحزبيين فشابهتم الإخوان في قولهم نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه إلا أنكم زدتم وننبذ من يعكر صفو اتفاقنا وتعذرنا على بعضنا البعض"
فقمتم بطرد كل من ينكر على الحزبيين بحجة أنه مثير للفتنة.
11- فإن قلتم متوقفين ولهذا نحن عن ذكر الحق معرضين و بذلك نكون معذورين:
قلت قد قيلت قبلكم من أشباهكم في فتنة البكرى والمأربي وغيرهما وسبحان الله فهل لكم إمام بهي تقتدون أو أحد السلف أنتم له متبعون؟ويحكم ما أنتم إلا لأهوائكم متبعون وبين أهل الحق والباطل مساوون فهل هذا قولٌ مبنيٌ على الكتاب والسنة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "من بنى الكلام في العلم الأصول والفروع على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة" بل ما هي إلا محض آراء أنتم لها مؤثرون فأي طريق يا ترى أنتم مصيبون؟متوقفين بأساً لهكذا قول يرد به الحق ويراد به الباطل ونصرته.
فأقول مجيباً "يعقوب ابن شيبة السدوسي أحد أئمة الحديث لما توقف في محنة القرآن قل من روى عنه وقال عنه الإمام أحمد لما سئل عنه مبتدع صاحب هوى قال الذهبي:قال الخطيب وصفه أحمد بذلك لأجل الوقف" النبلاء.
وقال فضيلة الشيخ صالح الفوزان: "الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه بل يجب أن يكشف أمره ويفضح خزيه حتى يحذره الناس" إتحاف القارئ.
فقولكم قولٌ باطل قد بني على خيوط القمر فأصبح أوهى من بيت العنكبوت وقد ابتلينا بأناس يربطون الحق بالأشخاص فيتخذون نصيحة الشيخ ربيع نهجاً ويتبنونها ويقولون : "أنا متوقف أخذ بنصيحة الشيخ ربيع" عجباً كيف يكون متوقف وهو آخذ بكلام الشيخ ربيع حفظه الله أين تقديم الجرح المفسر على التعديل سبحان الله أنت مكلف يا أخي كيف يكون هذا؟ فالتوقف لا يجوز.
-اللهم إلا إن كان توقف حيرة وارتباك كما قال الشيخ النجمي رحمه الله فهذا يعلم ويبين له أو في الفتن المدلهمة التي لا يعرف وجهها و لا يعرف الحق فيها من الباطل فهذه تعتزل و يفر منها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .
12-فإن قلتم دعونا من ذكرهم لا تذكروهم:
وهذا القول يظهره فعلكم فقد أتت به القرائن ودلت عليه الإشارات ليس فقط عن الحزبيين بل فسروا قيامكم بحذف كلام الشيخ بازمول حفظه الله في ألإخواني المدعو الصادق الغرياني في ليبيا.
-عن عقبة ابن علقمة قال: كنت عند أرطأة ابن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم؟قال أرطأة: هو منهم لا لبس عليكم أمره قال فأنكرت ذلك من قول أرطأة! قال : فقدمت على الأوزاعي وكان كشافاً لهذه الأشياء إذا بلغته فقال صدق أرطأة والقول ما قال هذا ينهى عن ذكرهم ومتى يحذروا إذا لم يُشاء يذكرهم" أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- إن لم يكن وفاق على الحق ففراق:
لأن من أسباب التباعد والاختلاف إتباعكم للأهواء ونصرتكم للباطل.
قال تعالى :" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ".
وكم قال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله : "إن تفريق الكلمة وتشتيت الشمل هو في الدعواة الحزبية" الفتوى الجلية.
ومن تلك الأسباب تخاذلكم عن نصرة الحق قال الأخ محمد العمودي حفظه الله "إن من أبرز سمات هؤلاء الدعاة هو تخاذلهم عن نصرة الحق وتخاذلهم عن مناصرة أهله فهم لا يزيدون أهل الحق إلا خبالا ولو كانوا معهم لا يناصروهم إلا قليلا ويخذلون غيرهم ومن جالسهم صار مخذراً" المصدر السابق.
13 ـ وطامة الطوام وفاقرة الفواقر أن القائمين على شبكة سحاب مجهولين العين والحال:
فتجد أسماء مثل القيم السلفي والمراقب السلفي والنائب وما أدرى كيف لا يعرف الشخص هل هم أهل سنة أم روافض رجال أم نساء سلفيين أو تلفيين عوام أم مستقيمين أهل علم دنيوي أم شرعي أنس أم شياطين لما جاء عن عبد الله ابن مسعود "إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم : سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث " رواه مسلم في مقدمته.
عجباً هل يستحيون من ذكر أسمائهم الحقيقية حياءً من أنفسهم لأسباب أم وراء الأكمة ما وراءها فهؤلاء كائنات مجهولة غير معروفة وزد على هذا أنهم لا يريدون التعريف بأنفسهم ويتخفون وراء ألكني السخيفة قال أبن سيرين: "إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه".
فالحاصل أن هذه الكائنات مجهولة لا تقوم بهم قائمة ولا يقبل لهم قول ولا تقوم بهم حجة ولا يعول عليهم بتاتاً بل الواجب تركهم وتجنبهم والأدلة على ذلك كثيرة أورد منها:
-قال ابن حزم "ليس في العالم إلا عدل أو فاسق فحرم تعالى علينا قبول خبر الفاسق فلم يبق إلا خبر العدل وصح أنه هو المأمور بقبول نذارته وأما المجهول فلسنا على ثقة من أنه على الصفة التي أمر الله تعالى معها بقبول نذارته وهي التفقه في الدين فلا يحل لنا قبوله حتى يصح عندنا فقهه في الدين وحفظه لما ضبط عنه ذلك وبراءته من الفسق وبالله تعالى التوفيق" المحلي.
- وقال الشيخ أحمد النجمي في رده على فرية أبي الحسن المأربي أن الشيخ النجمي يعتمد على كلام الشيخ ربيع حفظه الله في جرحه: قال" أخذت مادتي عنه على فرض أنه ثقة ولا يمكن أن يدعي عليك شيئاً لم تقله أو تكتبه ولسنا على منهج أهل الباطل في رد أخبار الثقات وقبول أخبار الكذابين والمجهولين" الفتاوى الجلية.
فمن المنهج الباطل الرضا بهكذا قائمين مجاهيل.
هذا وقد أنكر الشيخ ربيع في عدة مواضع إنكارا شديداً على المجاهيل مما تجدونه مبسوطا في موضوع على شبكة العلوم بعنوان "جمع كلام وأقوال الشيخ ربيع".
وقد أجاد وأفاد الأخ أحمد الوحيشي في ملزمته "الرد الألمعي على الجويهل عبد الرحمن اليافعي" فقد أطاح به ونقل إجماع العلماء على عدم قبول خبر المجهول وهي ملزمة قد استفدت منها وأحيل الإخوة إليها.
*رسالة:
نحن نقولها بصراحة كما قال الشيخ الألباني رحمه الله أيضا "نحن نقوله بصراحة: إننا نحارب الحزبية لأن التحزبات هذه ينطبق عليها قول الله تبارك وتعالى "كل حزب بما لديهم فرحون" ولأن التحزب فعلا قد فرق شمل المسلمين وأضعفهم على ما هم عليه من ضعف فازدادوا ضعفاً على ضعف" الأسئلة الشامية جمع الحلبي.
قال الشيخ ربيع حفظه الله :" اعلموا أن للسنة رجالاً يحمونها من ترهات وغوائل أهل الباطل ويكشفون أهل الباطل ويكشفون عوار المبطلين الأدعياء وإن أسرفوا في الدعاوي وفي الالتصاق بأهل السنة" في رده على السبيق الأثري.
إنتهى..
وختاماً نقول للمشرفين على شبكة سحاب اتقوا الله وعليكم بكتاب الله وسنة رسوله وارجعوا إلى الصواب وأصلحوا وبينوا فإن هذه الفتن حدثت بسبب ذنوبنا لقوله تعالى: " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ " والتوبة التوبة يا عباد الله " فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " فاتقوا الله علام الغيوب واستروا تلك العيوب
واستغفروا الله مما كان من زلل طوبى لمن كف عما يكره الله
طوبى لمن حسنت فيه سريرته طوبى لمن ينتهي هما نهى الله
هذا وقد اختصرت وأوجزت ولم أطل الكلام فيما عمدت إليه وأحس أني قد أمللتكم وإلا فمجال القول ذو سعة والكلام في شأنهم يطول من أنحاء شتى أوقن أني عاجز عن الإحاطة بها وباستيعابها وحسبي أن أقصر قولي على النحو الذي أرجو أن يكون لي به علم والذي أظن أنه لي به علم وحسبي أن قد تفضلتم بالإصغاء إلي وأنا على ثقة من إغضائكم عن قصوري وتقصيري عفواً منكم وفضلاً وأستغفر الله لي ولكم ... من كلام العلامة أحمد شاكر بتصرف
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله............
كتبه أبوسيف إبراهيم البوسيفي
تذكير القائمين على شبكة سحاب بكبر خطر إيواء أصحاب الفتن والحزبيين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
- قال الله عز وجل: (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )) آل عمران
- وقال الله تعالى: (( َيا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )) لقمان
- وعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
- وقال صلى الله عليه وسلم " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" الترمذي.
- و قال صلى الله عليه وسلم " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يمس ويصبح ناصحاً لله ورسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم" صحيح
فديننا يأمرنا بالنصيحة وبيان الحق والدفاع عنه حفظاً للدين وعبادةً له سبحانه ويأمرنا بنصرة أهل الحق والذب عنهم فقد قال رسول اله صلى الله عليه وسلم (( من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار )) صححه الألباني والتحذير من المنكرات التي شاعت بين الناس ببيان أدلتها من الكتاب والسنة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله "من بنى الكلام في العلم الأصول والفروع على الكتاب والسنة و الآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة" مجمع الفتاوى
حتى تقام الحجة على من بلغته هذه الأدلة وحتى نبرا إلى الله عز وجل من هذه المنكرات.
مقدمة:
إنا لما رأينا من تغيرات ظهرت على شبكة سحاب وهذا التغير غلب عليهم فاستحسنوه، فحرف سلفيتهم، وميعوا أصولهم، وأنساهم مبادئهم، فتهاون مع المخالفين، ومالوا إلى الحزبيين، فترى اللين منهم عليهم، وترى الشدة منهم على غيرهم،-من أهل الحق - فآووهم، وأبقوهم، ونصروهم، وألفوهم، وبغضوا أهل الحق وحاربوهم، فإن قيل كيف؟ قلنا بصمتكم ورضاكم أنتم تحاربون، وغير ذالك مما صار معلوم، حتى صار ذلك سبباً لفرقتهم، وأفعالاً تدعو لنفرقهم، والترفع عنهم، والزهد فيهم، لأنهم فتحوا أبوابهم للحزبيين، والتلفيين، والمخالفين، ونبذوا السلفية وراء ظهورهم، واحتجوا بأسخف الاحتجاجات عند طردهم للسلفيين، فأثروا بذلك أهوائهم، وتباهى الزائغون المجهولون الحزبيون بلبسهم حلة سحاب قلنا أبشرنا هي بلبسكن إياها ليست بحلة، فالآن نكشف عنكم الغطاء، ونخلع عنكم الرداء،فلا جماعة ولا ائتلاف، بل فرقة واختلاف، ما دمتم على ما أنتم عليه ماضون، وللحق أنتم تاركون، وللباطل انتم مائلون، وللأهواء أنتم مؤثرون، وللحزبية أنتم ناصرون، ولشوكتهم أنتم مقوون، ولأعلامهم أنتم رافعون، وعن باطلهم أنتم ساكتون،ولهم مروجون،ولمنهج الإخوان أنتم بهذا مشابهون، وإلى سبيلهم أنتم صائرون ... فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فالحق الحق نحن لسنا بكاتمون، ومن الحزبية نحن محذرون، أفتروننا عن واجبنا نحن معرضون فنأثم إن كنا له تاركون، ولتلبيساتهم إنا لكاشفون، والإخوة والحمد لله بهم مطيحون. وإنا لكم لسنا مجاملون، وعليكم لسنا بساكتون، وللنصح لكم دافعون، ولأخطائكم مبينون، فإن كنتم غافلون فإنا لكم مذكرون، وإن كنتم متهاونون، فإنا عما أنتم عليه لكم جازرون، وإن كنتم معاندون، وهم لكم أدلاء مدللون، فمن يكن الغراب له دليل، يمر به علي جيف الكلاب.
وبأساً إن كانوا عندكم أعزاء موقرون، فأنتم على هدم الإسلام مقدمون، فكيف هذا؟ وأنتم إلى السلفية تنسبون! وعليها تحسبون ألكم منها الاسم والتسمي دون المبادئ والأصول، أيكون ولاء بلا براء، أم هو يا ترى منهج واسع يسع الجميع. أفإن استل سلفي سيفه لنحر حزبي قلتم مشوشون، ولصفو الجو معكرون، وكنتم له طاردون، فأعيدوا النظر وكرروا هل أنتم بهذه الطوام سلفيون، أم فقط تتمسلفون.ولا نقول أنكم بفعلكم للدين تاركون، أو عن جملة المسلمين بخارجون، ولكنكم أتيتم عظيماً، وبقيتم عليه طويلاً، واسترسلتم فيه كثيراً. فإنا لحالكم مبينون، وإن كان فيما سبق منا لكم ناصحون، فهذا حقكم علينا، وبه لنا تدينون. أما بعد:
* وقفة: مشابهة الحزبية الجديدة لجنكيز خان :
قال شيخ الإسلام رحمه الله " وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي العداوة بينهم وليس لأحد منهم أن يأخذا عهدا بموافقته على كل ما يريده وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه بل من فعل هذا كان من جنس جنكز خان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقاً وليًا ومن خالفهم عدواً باغياً ..." المخرج.
والآن أذكر بعض المؤاخذات والمفاسد والأخطار التي نتجت وتنتج من إبقاء أصحاب الفتن والحزبيين في شبكة سحاب:
1- تعرضكم للعنة الله واللاعنين والملائكة والناس أجمعين :
لقوله صلى الله عليه وسلم "من أحدث حدثاً و أوى محدثا فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً"
فقالوا للحسن: ما الحدث؟
فقال: أصحاب الفتن كلهم محدثون وأهل الأهواء كلهم مُحدَثُون. بواسطة الإبانة الصغرى لأبن بطة.
- وقال صلى الله عليه وسلم : "لعن الله من آوى محدثاً" رواه مسلم.
2- عدم إنكاركم على الحزبيين والإنكار على من قام بالإنكار عليهم والتستر عنهم وعدم بيان حالهم:
قال صلى لله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم (( إن الناس إذا راؤا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه )) صحيح الجامع للألباني
و قال لعاصم الأحول لقتادة" ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض؟ فقال يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعةً ينبغي لها أن تذكر حتى تحذر" أصول أهل السنة للالكائي
قال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله :" إذا كان هناك أسماء بادية ومعروفة تدعو إلى الضلال وإلى الحزبيات فيجب وجوباً أن يسميهم حتى يحذرهم الناس النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه أنه كان يقول: ما بال أقوام: ولا يقول فلان ستراً عليه لكن مثل هؤلاء الدعاة الذين يزعمون أنهم دعاةٌ وهم يثبطون عن المنهج السلفي ويدعون إلى الحزبيات هؤلاء يجب ذكرهم لأن الناس يغترون بهم" الفتوى الجلية.
قال الشيخ فوزان :"أما التستر على أهل الباطل وأهل الضلال فهذا من الغش للأمة لا بد من البيان رضي من رضي وسخط من سخط" شريط أسئلة مهمة في الدعوة إلى الله.
3- توقيرهم وتعزيزهم والثناء عليهم و في ذلك إعانةً على هدم الإسلام:
قال الفضيل ابن عياض: "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام".
يقول أهل العلم: "ولقلة العلم وغلبة الجهل هانت بعض البدع والأهواء في قلوب بعض منه عنده علم بل وقلت الغيرة على السنة إلا عند من شاء الله وقليلٌ ما هم".
ورضي الله عن عمر عندما قال: "إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر وقد كنا نعدها كأمثال الجبال" ا.
4- ذكر الحزبيون بحسناتهم وعدم بيان حالهم ولا الإنكار عليهم:
سبحان الله رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث ثوبان في مسند الإمام أحمد: "إنما أخاف على أمتى الأئمة المضلين"، وأنتم أيها القائمون و المشرفون تتركون ما يأتي به أتباعهم وأشياعهم من مواضيع تذكر فيها حسناتهم وتلفق لهم حسنات وصفات حميدة.
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : "إذا ذكرت محاسنهم فمعناه أنك دعوت لإتباعهم فلا تذكر محاسنهم" الأجوبة المفيدة.
وقال الشيخ صالح السحيمي حفظه ورعاه: "ذكر الحسنات ليس وارداً في مسألة بيان الأخطاء ومن قيد ذلك بذكر الحسنات فإنه يحتاج إلى دليل الرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ينكر أمرا وقع فيه الناس سواء ما أنكره بالتصريح أو بالتلميح لم يقل أنت يا فلان الذي فعلت وفعلت وفعلت من الخيرات كذا وكذا لكن فقط ما عندك إلا كذا أعتقد أن هذا المنهج غير وارد وليس من منهج النبوة" انتهى شريط السلفية ليست بدعة.
فيا جماعة لا يلبس عليكم الأمر فالحزبي كما قال الشيخ مقبل رحمه الله: "الحزبي مستعد أن يكون له خمسة أوجه... أما السني فإنه متمسك بدينه سواء رضي فلان أم لم يرضَ، بخلاف الحزبيين فإنهم قد أصبحت عندهم فيما يزعمون سياسةً فتراه يتكلم معك ويحلف، ويقول والله ما أنا في جمعية الحكمة: فلما قيل له: يا فلان اتق الله أنت تذهب معهم وأنت في جمعية الحكمة. فقال نعم أنا حلفت أنني هنا في المسجد ولست في جمعية لحكمة..." تحفة المجيب.
5- التقريب بين الحزبيين والسلفيين: الذي يؤدي إلى إغراقهم في ضلالتهم والتلبيس عليهم والانخداع بهم وإلقاء حب الحزبيين في قلوبهم وألفتهم وفي ذلك خطر كبير على منهج أعضاء شبكة سباب وفساد لزوارها.
قل ابن بطة: "اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواماً من السنة والجماعة وأضطرهم إلى البدعة والشناعة وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم فوجدت ذلك من وجهين:
_ أحدهما: البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يعني ولا يضر العاقل جهله ولا ينفع المؤمن فهمه.
_ والآخر: مجالسة من لا تؤمن فتنته وتفسد القلوب صحبته" الإبانة.
6- الترويج للحزبيين والسماح بنشر أشرطتهم وكتاباتهم ومقالاتهم وما شابها ذالك :
قال الشيخ مقبل رحمه الله : "أنا لا أنصح بالحضور عند الحزبيين ولو كانوا يعلمون قرآنا" شريط الجامعة بواسطة شرح هذه دعوتنا وعقيدتنا.
وقال الشيخ ربيع حفظه الله في جوابه عن سؤال:
س: هل يجوز أن نسمع أشرطة بعض الحزبيين ونستفيد منها؟
ج: لا لا تستمع لأشرطة الحزبين فضررها أكبر من نفعها أستفد من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن كتب وأشرطة علماء السنة لأن أهل الأهواء يدسون سمومهم بحيث لا ينتبه لها إلا الفطناء وأما المساكين من طلاب العلم الصغار ومن العوام فإن هذه السموم المدسوسة تسري في عقولهم وفي كيانهم من حيث لا يشعرون فالحذر الحذر من السماع لأهل البدع ومن السماع لأهل الأحزاب المنحرفة عن منهج الله الحق وهم يحذرون من كتب الحق ومن كتب السنة فكيف ندعوا إلى كتبهم وإلى أشرطتهم".
-شريط تقوى الله والصدق من كتب فتاوى الشيخ ربيع للأخ أبو عبد المحسن الجزائري.
7- طرد الإخوة السلفيين لإنكارهم على الحزبيين:
وهذا لظلم كبير وفساد عظيم يؤدي إلى ما يؤدي له من كتم للعلم وتأخير البيان.
فساد الشبكة بحيث تتحول إلى شبكة للحزبيين فيها الألفة والتقارب بينهم وذلك لخلوها من السلفيين أو من كان قد بقي فيها فإنه يخاف الطرد إن ذكر ما في هذا أو بين حال هذا أو أنكر على هذا.
أقل إن كانت الثانية فلا كرمة لك في البقاء فيها
ترجوا السلامة ولم تسلك مسالكها """ إن السفينة لا تمش على اليبس
قال الأخ محمد العمودي: "تجد هؤلاء الدعاة الأدعياء عند أهل الباطل هينين لينين وعند أهل الحق قساةً جفاةً " ملزمة الوسائل الخلفية لتمييع الدعوة السلفية
نقول كما قال الشيخ أحمد النجمي:
أيغيظكم أن يبين الحق؟
" أقصروا أيها القوم وتوبوا إلى الله من نصرة الباطل أيغيظكم أن بين الحق للناس ويزعجكم أن ينبري بعض إخوانكم لتوضيح العقيدة الصحيحة بالأدلة من الكتاب والسنة فإن كان عندكم حجة في رد ما نقول من القدح في هذه المناهج فهاتوا حجتكم التي تدحض حجتنا وأدلتكم التي تبطل أدلتنا وإلا فاعلموا أنكم تدفعون الحق نهاراً وتدافعون عن الباطل جهاراً شئتم أم أبيتم رضيتم أم سخطتم وإني أخاف عليكم من تكونوا قد دخلتم في عداد الصادين عن سبيل الله الذين يبغونها عوجاً والذين قال عنهم الله عز وجل " قلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ً".
بل ولله دره حين قال رحمه الله وجعل الجنة مثواه واسكنه الفردوس الأعلى عند ربه ومولاه، قال: "وإن الحزبيين أخذوا طريقتهم فمن كان معهم رفعوه إلى عنان السماء ومن كان مخالفاً رموه بكل فاقرة ولم يرقبوا فيه إلا ولا ذمة" الفتاوى الجلية.
فإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل من سوء صنائعهم و قبيح فعائلهم والبغض كل البغض للحزبيين والتقرب إلى بذلك.
8- عدم القبول والعمل والإعراض والتشكيك في قواعد الجرح والتعديل:-وترك هذه القواعد والإعراض عن تطبيقها فيه:
- دفاع عن أهل الضلال والمخالفات والحزبيين.
- تمييع الحق والإعراض عنه وإخفائه.
- الطعن في أهل العلم كما قال أهل العلم (( رد كلام المعدل لا يلزم من الطعن فيه لأن المعدل يخبر عما بلغه علمه أما المجرح الجارح فرد كلامه المفسر طعن في عدالته في صدقه وفي دينه ))
- ظلم السلفيين ومصادقة الحزبيين والتستر عنهم والدفاع عليهم بالإعراض عن مثل هذه القواعد وعدم العمل بها..
وفي هذا إقرار للمنكر ورفع لأهله.
- قال الأخ محمد العمودي: "هذه القواعد السلفية ... يجعلونها وراءهم ظهرياً ولا يرفعون لها رأسا ويردونها بحجج أو هي من بيوت العنكبوت مما يدلك على عدم رسوخهم في السنة ومنهج السلف الصالح رحمة الله عليهم ولهذا تجد صغار طلبة العلم يردون على هؤلاء الدعاة الأدعياء بكل راحة وبساطة فينهزمون أمام صغار طلبة العلم" المصدر السابق.
وهنا أرديكم بكلام الشيخ ربيع حفظه الله حيث قال:
" إذا جرح العالم الناقد من يستحق الجرح ببدعة وحذر من بدعته فهذا من أهل العدل والنصح للإسلام و المسلمين وليس بظالم بل هو مؤد لواجب فإن سكت عمن يستحق الجرح والتحذير منه فإنه يكون خائناً غاشاً لدين الله وللمسلمين فإن ذهب ذاهب إلى أبعد عن السكوت من الذب والمحامات عن البدع وأهلها فقد أهلك نفسه وجر من يسمع له إلى هوة سحيقة وأمكن بهم في نصرة الباطل ورد الحق وهذه من خصائص وأخلاق اليهود الذين يصدون عن سبيل الله وهم يعلمون " انتهى بواسطة صيانة سلفي.
قلت: فمن يا ترى ذهب إلى أبعد من السكوت؟!!!
9- الورع البارد الذي يتصف به القائمون على شبكة سحاب:
-يقال ضيع الحق وميعوه فالمقصود بكلمة التمييع كما قال الشيخ ربيع بن هادي: "أن أناساً يأتون إلى أصول الإسلام ويميعونها ويرققونها ويهونون من شأنها بل يحاربونها" بواسطة صيانة السلفي.
قال الأخ محمد العمودي في الوسائل الخلفية:-
" تجد دعاة التمييع يتورعون عن الكلام في المبطل بحجة أنهم لم يتبين لهم حاله فتجدهم يقربون منه ويثنون عليه ويشيدون به فيحصل من ذلك إغترار الناس بفعلهم هذا الشيء العظيم وإن ورعهم هذا ليذكرني بورع نساء الجاهلية حيث كن يطفن وهن عراة وليس عليهم سوى خرقة تغطي فرجهن ويقلن:
اليوم يبدوا كله أو بعضه: وما بدا منه فلا أحله.
وكم وكم وكم ضل أناس كثيرون وذهبت استقامتهم على السنة بسبب هذا الورع البارد.
كيف يتورعون من أن يكون هذا المخالف خصماً لهم ولا يتورعون أن يكون آلاف الناس خصماؤهم عند الله تعالى يوم القيامة بسبب تمييعهم" انتهى.
*يقال لكم كما قال الأوزاعي : "من ستر عنا بدعته لم تخف علينا الفتنة".
قال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله في الفتاوى الجلية:
يعني الجماعة الذين يألفهم ما يخفون عنا وإذا كان يذهب ويجيء مع الحزبيين إذن فهو حزبي مثلهم ولهذا يقول الشاعر:
يقاس المرء بالمرء 888 إذا ماهو ماشاة
قياس النعل بالنعل888 إذا ما هو حاذاه.
وللشيء على الشيء888 مقاييسٌ وأشياه
وللقلب على القلب 888 دليلٌ حين يلقاه
10- مشابهتكم الإخوان بفعلكم أيها القائمين على شبكة سحاب:
وذلك بعدم الإنكار على المخالفين فقد قمتم بتحويل الشبكة وكأنكم تريدون الجمع بين السلفيين والحزبيين فشابهتم الإخوان في قولهم نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه إلا أنكم زدتم وننبذ من يعكر صفو اتفاقنا وتعذرنا على بعضنا البعض"
فقمتم بطرد كل من ينكر على الحزبيين بحجة أنه مثير للفتنة.
11- فإن قلتم متوقفين ولهذا نحن عن ذكر الحق معرضين و بذلك نكون معذورين:
قلت قد قيلت قبلكم من أشباهكم في فتنة البكرى والمأربي وغيرهما وسبحان الله فهل لكم إمام بهي تقتدون أو أحد السلف أنتم له متبعون؟ويحكم ما أنتم إلا لأهوائكم متبعون وبين أهل الحق والباطل مساوون فهل هذا قولٌ مبنيٌ على الكتاب والسنة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "من بنى الكلام في العلم الأصول والفروع على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة" بل ما هي إلا محض آراء أنتم لها مؤثرون فأي طريق يا ترى أنتم مصيبون؟متوقفين بأساً لهكذا قول يرد به الحق ويراد به الباطل ونصرته.
فأقول مجيباً "يعقوب ابن شيبة السدوسي أحد أئمة الحديث لما توقف في محنة القرآن قل من روى عنه وقال عنه الإمام أحمد لما سئل عنه مبتدع صاحب هوى قال الذهبي:قال الخطيب وصفه أحمد بذلك لأجل الوقف" النبلاء.
وقال فضيلة الشيخ صالح الفوزان: "الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه بل يجب أن يكشف أمره ويفضح خزيه حتى يحذره الناس" إتحاف القارئ.
فقولكم قولٌ باطل قد بني على خيوط القمر فأصبح أوهى من بيت العنكبوت وقد ابتلينا بأناس يربطون الحق بالأشخاص فيتخذون نصيحة الشيخ ربيع نهجاً ويتبنونها ويقولون : "أنا متوقف أخذ بنصيحة الشيخ ربيع" عجباً كيف يكون متوقف وهو آخذ بكلام الشيخ ربيع حفظه الله أين تقديم الجرح المفسر على التعديل سبحان الله أنت مكلف يا أخي كيف يكون هذا؟ فالتوقف لا يجوز.
-اللهم إلا إن كان توقف حيرة وارتباك كما قال الشيخ النجمي رحمه الله فهذا يعلم ويبين له أو في الفتن المدلهمة التي لا يعرف وجهها و لا يعرف الحق فيها من الباطل فهذه تعتزل و يفر منها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .
12-فإن قلتم دعونا من ذكرهم لا تذكروهم:
وهذا القول يظهره فعلكم فقد أتت به القرائن ودلت عليه الإشارات ليس فقط عن الحزبيين بل فسروا قيامكم بحذف كلام الشيخ بازمول حفظه الله في ألإخواني المدعو الصادق الغرياني في ليبيا.
-عن عقبة ابن علقمة قال: كنت عند أرطأة ابن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم؟قال أرطأة: هو منهم لا لبس عليكم أمره قال فأنكرت ذلك من قول أرطأة! قال : فقدمت على الأوزاعي وكان كشافاً لهذه الأشياء إذا بلغته فقال صدق أرطأة والقول ما قال هذا ينهى عن ذكرهم ومتى يحذروا إذا لم يُشاء يذكرهم" أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- إن لم يكن وفاق على الحق ففراق:
لأن من أسباب التباعد والاختلاف إتباعكم للأهواء ونصرتكم للباطل.
قال تعالى :" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ".
وكم قال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله : "إن تفريق الكلمة وتشتيت الشمل هو في الدعواة الحزبية" الفتوى الجلية.
ومن تلك الأسباب تخاذلكم عن نصرة الحق قال الأخ محمد العمودي حفظه الله "إن من أبرز سمات هؤلاء الدعاة هو تخاذلهم عن نصرة الحق وتخاذلهم عن مناصرة أهله فهم لا يزيدون أهل الحق إلا خبالا ولو كانوا معهم لا يناصروهم إلا قليلا ويخذلون غيرهم ومن جالسهم صار مخذراً" المصدر السابق.
13 ـ وطامة الطوام وفاقرة الفواقر أن القائمين على شبكة سحاب مجهولين العين والحال:
فتجد أسماء مثل القيم السلفي والمراقب السلفي والنائب وما أدرى كيف لا يعرف الشخص هل هم أهل سنة أم روافض رجال أم نساء سلفيين أو تلفيين عوام أم مستقيمين أهل علم دنيوي أم شرعي أنس أم شياطين لما جاء عن عبد الله ابن مسعود "إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم : سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث " رواه مسلم في مقدمته.
عجباً هل يستحيون من ذكر أسمائهم الحقيقية حياءً من أنفسهم لأسباب أم وراء الأكمة ما وراءها فهؤلاء كائنات مجهولة غير معروفة وزد على هذا أنهم لا يريدون التعريف بأنفسهم ويتخفون وراء ألكني السخيفة قال أبن سيرين: "إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه".
فالحاصل أن هذه الكائنات مجهولة لا تقوم بهم قائمة ولا يقبل لهم قول ولا تقوم بهم حجة ولا يعول عليهم بتاتاً بل الواجب تركهم وتجنبهم والأدلة على ذلك كثيرة أورد منها:
-قال ابن حزم "ليس في العالم إلا عدل أو فاسق فحرم تعالى علينا قبول خبر الفاسق فلم يبق إلا خبر العدل وصح أنه هو المأمور بقبول نذارته وأما المجهول فلسنا على ثقة من أنه على الصفة التي أمر الله تعالى معها بقبول نذارته وهي التفقه في الدين فلا يحل لنا قبوله حتى يصح عندنا فقهه في الدين وحفظه لما ضبط عنه ذلك وبراءته من الفسق وبالله تعالى التوفيق" المحلي.
- وقال الشيخ أحمد النجمي في رده على فرية أبي الحسن المأربي أن الشيخ النجمي يعتمد على كلام الشيخ ربيع حفظه الله في جرحه: قال" أخذت مادتي عنه على فرض أنه ثقة ولا يمكن أن يدعي عليك شيئاً لم تقله أو تكتبه ولسنا على منهج أهل الباطل في رد أخبار الثقات وقبول أخبار الكذابين والمجهولين" الفتاوى الجلية.
فمن المنهج الباطل الرضا بهكذا قائمين مجاهيل.
هذا وقد أنكر الشيخ ربيع في عدة مواضع إنكارا شديداً على المجاهيل مما تجدونه مبسوطا في موضوع على شبكة العلوم بعنوان "جمع كلام وأقوال الشيخ ربيع".
وقد أجاد وأفاد الأخ أحمد الوحيشي في ملزمته "الرد الألمعي على الجويهل عبد الرحمن اليافعي" فقد أطاح به ونقل إجماع العلماء على عدم قبول خبر المجهول وهي ملزمة قد استفدت منها وأحيل الإخوة إليها.
*رسالة:
نحن نقولها بصراحة كما قال الشيخ الألباني رحمه الله أيضا "نحن نقوله بصراحة: إننا نحارب الحزبية لأن التحزبات هذه ينطبق عليها قول الله تبارك وتعالى "كل حزب بما لديهم فرحون" ولأن التحزب فعلا قد فرق شمل المسلمين وأضعفهم على ما هم عليه من ضعف فازدادوا ضعفاً على ضعف" الأسئلة الشامية جمع الحلبي.
قال الشيخ ربيع حفظه الله :" اعلموا أن للسنة رجالاً يحمونها من ترهات وغوائل أهل الباطل ويكشفون أهل الباطل ويكشفون عوار المبطلين الأدعياء وإن أسرفوا في الدعاوي وفي الالتصاق بأهل السنة" في رده على السبيق الأثري.
إنتهى..
وختاماً نقول للمشرفين على شبكة سحاب اتقوا الله وعليكم بكتاب الله وسنة رسوله وارجعوا إلى الصواب وأصلحوا وبينوا فإن هذه الفتن حدثت بسبب ذنوبنا لقوله تعالى: " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ " والتوبة التوبة يا عباد الله " فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " فاتقوا الله علام الغيوب واستروا تلك العيوب
واستغفروا الله مما كان من زلل طوبى لمن كف عما يكره الله
طوبى لمن حسنت فيه سريرته طوبى لمن ينتهي هما نهى الله
هذا وقد اختصرت وأوجزت ولم أطل الكلام فيما عمدت إليه وأحس أني قد أمللتكم وإلا فمجال القول ذو سعة والكلام في شأنهم يطول من أنحاء شتى أوقن أني عاجز عن الإحاطة بها وباستيعابها وحسبي أن أقصر قولي على النحو الذي أرجو أن يكون لي به علم والذي أظن أنه لي به علم وحسبي أن قد تفضلتم بالإصغاء إلي وأنا على ثقة من إغضائكم عن قصوري وتقصيري عفواً منكم وفضلاً وأستغفر الله لي ولكم ... من كلام العلامة أحمد شاكر بتصرف
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله............
كتبه أبوسيف إبراهيم البوسيفي
تعليق