تويت
[إن هي إلا أسماء فرقت فدعوها] لأبي عبد الرحمن محمد بن فضل المولى بن عثمان الأثري (تقديم الشيخ محمد بن حزام)
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .
أما بعد
فهذ بحث قيم كتبه أخونا الفاضل الداعي إلى الله عز و جل أبو عبد الرحمن محمد بن فضل المولى -حفظه الله ووفقه -
و اترككم مع مقدمة البحث و قائمة بمحتوياته ، و باقي البحث في المرفقات او على الرابط اسفل الموضوع .
مقدمــــــة البحث :
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران : 102] { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء : 1] { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب : 70 ، 71].
أما بعد ..
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هد ي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل
ضلالة في النار.
فإن من نعمة الله على عباده أن أمرهم بالاجتماع على الحق ونهاهم عن التفرق عنه وحث على ذلك فقال (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا ......)(آل عمران: من الآية103)قال الحافظ ابن كثير عليه رحمه الله [أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة]أهـ تفسير القرآن العظيم [1/511] ,
فهذا الدليل القاطع والبرهان الساطع يدل على أن التفرق في الدين منهي عنه في شريعة الله وقد جاءت القواعد الشرعية التي تبين أن الأمر إذا
حرمه الله عز وجل حرم الوسائل التي تؤدي إليه ولما كانت هذه المسميات التي صارت شعاراًََََََََََََََََََ لكثير من جماعات المسلمين وقد شغلت حيزاًًََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ كبيراً من
الساحة الدعوية وكانت سبباً في فرقة المسلمين وانحرافهم عن جادة السبيل مما يشكل خطورة كبيرة على المحبين للخير و الذين ويريدون
للإسلام عزته ورفعته لذا كانت هذه النصيحة بياناً للحق و إرشاداً للخلق على نهج سلفي وتأصيل علمي.
أقول و بالله استعين إن مما دفعني لكتابة هذا البحث :
أولاً.... ما جلبته هذه المسميات من العداوة و البغضاء و التصارع والشحناء بين المسلمين وذلك بانتماء كل طائفة لمسماها وكل فرد لطائفته و هذا
الذي أحدث التعصب البغيض والتحزب المقيت لهؤلاء المنتسبين للأحزاب والجماعات , مخالفين في ذلك رب الأرض والسموات , مجانبين لمنهاج
الرسالات , سالكين غير سبيل الأئمة الثقات وقديماً قال شيخ الإسلام رحمه الله [كل ما أوجب فتنة وفرقة فليس من الدين سواء كان قولاً أو فعلاً]( ).
ثانياً.... كثرة الأحزاب والنحل والطرق والملل من أسباب الخذلان ومما زاد البلاء بلاءً أن كل جماعة ترفع شعاراً تريد أن يحمله الناس معها وكل فئة
تخط لنفسها خطة تأبى على غيرها أن تنازعها إياها ، فكل عشرة مثلاً التقوا على فكرة ما ، لهم خطةٌ وشعار فاحتار الشباب أيُ شعار يتبعون ؟!و
إلى أي اسم ينتمون ؟! و تحت أي جماعة ينضوون ؟! ومع من يذهبون . تساؤلات لابد لها من إجابات!!!
ثالثاً.... أصبحت هذه الأسماء والشعارات عند أصحاب الجماعات والأحزاب والجمعيات حقاً وديناً و صراطاً مستقيماً, فعليها يعادون وعليها يوالون
فأصبحت عندهم الضابط والمقاس وعليها يقوم البناء و الأساس , خداعاً ًوتلبيساً على الناس وهم في ذلك مخالفين لصريح النبراس (وَلا تَكُونُوا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) (الروم: :32,31)
رابعاً.... إن بعض من انتسب إلى الدعوة الإسلامية يُبيحون الأحزاب والانتماء إليها والتسمي بشعاراتها ويقولون هذه ظاهرة صحية!! وكل يعمل في
موقعه !!! وكلٌ يكمل بعضه البعض!! إلي غير ذلك من الأقول الباطلة فنقول لهم :
أوردها سعد وسعد مشتمل*****ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل
وما شأنكم في هذا إلا كما قال القائل : فـداوني بالتي كــــــانـت هــــــــــي الــــــــــــــداء .
فإن الفرقة لا تصبح وحدة
والتنازع لا يحقق نصرة
والتشتتُ لا يجمع امة
فإن قال قائل : لا يرد على الدعاة إلا من كان من أمثالهم ولا ينبه على الخطأ إلا من كان في عدادهم فنقول لهم : هذا هضم للحق وغش للخلق
ألم تعلموا أنه قد نصح يهودي كافر النبي صلى الله عليه و سلم فقال له إنكم تشركون إنكم تنددون ، تقولون "ما شاء الله وشاء محمد " وتقولون و "الكعبة" ( ) فما قال
له صلى الله عليه وسلم أنت كافر؟!! لا أسمع لك نصحاً ولا أقيم لكلامك وزناً فإنه لا اعتبار له أصلا . بل كان بأبي وأمي - عليه الصلاة و السلام- خير الناس في قبول
الحق و معاملة الخلق .
قال ابن القيم رحمه الله [لولا أن الحق لله ورسوله وأن ماعدا لله ورسوله فمأخوذ من قوله ومتروك وهو عرضة للوهم والخطأ ، لما اعترضنا على
من لا نسوى غبارهم و لا نجري في مضمارهم ] وفي الختام أود أن أشير إلي أمرين اثنين :
الأول ..... أنني لا أقصد بهذه الكلمات منع أسماء الشركات التجارية ولا المؤسسات الحكومية ولا الأسماء الشخصية و إنما أعني الأحزاب الدعوية
( ) والجماعات الحركية( ) والجمعيات الحزبية( ) لأن الأولى من قبيل الأمور الدنيوية والثانية من قبيل الأمور التعبدية و الفرق ظاهر بين الأمر الدنيوي
والتعبدي فإن الأول لا يسأل صاحبه عن الدليل بعكس الثاني .
الثاني ..... قد يقول قائل من أنت حتى تكتب في مثل هذه المسائل فإننا لا نقبل منك و لا من أمثالك!!؟!! فنقول هذا خطأ فإن الحق يقبل بالدليل
والبرهان مع من كان وممن جاء به قال عبد الله بن مسعود رضي لله عنه [من جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً بغيضاً ومن جاءك بالباطل فاردد
عليه وإن كان حبيباً قريبا]( )
قال ابن القيم رحمه الله "فمن هداه الله إلي الأخذ بالحق حيث كان ولو كان مع من يبغضه
ويعاديه ورد الباطل ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدي لما أختلف فيه من الحق"( )قال إبن رجب رحمه الله (ولهذا كان أئمة السلف المجمع
على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرا ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في قول غيرهم)( ) , وما أنا
إلا ناقل لكلام أهل العلم وعلى الله قصد السبيل .
وأخيراً.. لتعلم أخي على منهاج النبوة أن الإنصاف والعدل من خصال أهل الإيمان قال تعالى (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(المائدة: من الآية8) .
فأعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال و إياك والتعصب،فيدفعك ذلك إلي رد الحق ومخاصمة أهله ومن جاء به . والله أسال التوفيق والسداد والحق والصواب.
**وجمعه**
أبو عبد الرحمن محمد بن فضل المولى بن عثمان الأثري
الســـودان
رجب / 1431
محتويات البحث
تقديم الشيخ : محمد بن علي بن حزام
المقدمة
الفصل الأول : توطئة و بيان
*أهل السنة و الجماعة
*السلف و السلفية
*أهل الحديث
*أهل الأثر
*الطائفة المنصورة
*الفرقة الناجية
*جماعة المسلمين
الفصل الثاني: الأحزاب والجماعات تخالف ما دلت عليه الآيات وما سمانا به رب الأرض والسموات
الفصل الثالث:آثار سلفية في إبطال مسميات الفرق الحزبية
*القاعدة الجلية في هدم بنيات الحزبية
الفصل الرابع: إعتزال الفرق واجب
الفصل الخامس: إعلام البرية بشرعية الإنتساب إلى السلفية
أما بعد
فهذ بحث قيم كتبه أخونا الفاضل الداعي إلى الله عز و جل أبو عبد الرحمن محمد بن فضل المولى -حفظه الله ووفقه -
و اترككم مع مقدمة البحث و قائمة بمحتوياته ، و باقي البحث في المرفقات او على الرابط اسفل الموضوع .
مقدمــــــة البحث :
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران : 102] { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء : 1] { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب : 70 ، 71].
أما بعد ..
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هد ي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل
ضلالة في النار.
فإن من نعمة الله على عباده أن أمرهم بالاجتماع على الحق ونهاهم عن التفرق عنه وحث على ذلك فقال (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا ......)(آل عمران: من الآية103)قال الحافظ ابن كثير عليه رحمه الله [أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة]أهـ تفسير القرآن العظيم [1/511] ,
فهذا الدليل القاطع والبرهان الساطع يدل على أن التفرق في الدين منهي عنه في شريعة الله وقد جاءت القواعد الشرعية التي تبين أن الأمر إذا
حرمه الله عز وجل حرم الوسائل التي تؤدي إليه ولما كانت هذه المسميات التي صارت شعاراًََََََََََََََََََ لكثير من جماعات المسلمين وقد شغلت حيزاًًََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ كبيراً من
الساحة الدعوية وكانت سبباً في فرقة المسلمين وانحرافهم عن جادة السبيل مما يشكل خطورة كبيرة على المحبين للخير و الذين ويريدون
للإسلام عزته ورفعته لذا كانت هذه النصيحة بياناً للحق و إرشاداً للخلق على نهج سلفي وتأصيل علمي.
أقول و بالله استعين إن مما دفعني لكتابة هذا البحث :
أولاً.... ما جلبته هذه المسميات من العداوة و البغضاء و التصارع والشحناء بين المسلمين وذلك بانتماء كل طائفة لمسماها وكل فرد لطائفته و هذا
الذي أحدث التعصب البغيض والتحزب المقيت لهؤلاء المنتسبين للأحزاب والجماعات , مخالفين في ذلك رب الأرض والسموات , مجانبين لمنهاج
الرسالات , سالكين غير سبيل الأئمة الثقات وقديماً قال شيخ الإسلام رحمه الله [كل ما أوجب فتنة وفرقة فليس من الدين سواء كان قولاً أو فعلاً]( ).
ثانياً.... كثرة الأحزاب والنحل والطرق والملل من أسباب الخذلان ومما زاد البلاء بلاءً أن كل جماعة ترفع شعاراً تريد أن يحمله الناس معها وكل فئة
تخط لنفسها خطة تأبى على غيرها أن تنازعها إياها ، فكل عشرة مثلاً التقوا على فكرة ما ، لهم خطةٌ وشعار فاحتار الشباب أيُ شعار يتبعون ؟!و
إلى أي اسم ينتمون ؟! و تحت أي جماعة ينضوون ؟! ومع من يذهبون . تساؤلات لابد لها من إجابات!!!
ثالثاً.... أصبحت هذه الأسماء والشعارات عند أصحاب الجماعات والأحزاب والجمعيات حقاً وديناً و صراطاً مستقيماً, فعليها يعادون وعليها يوالون
فأصبحت عندهم الضابط والمقاس وعليها يقوم البناء و الأساس , خداعاً ًوتلبيساً على الناس وهم في ذلك مخالفين لصريح النبراس (وَلا تَكُونُوا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) (الروم: :32,31)
رابعاً.... إن بعض من انتسب إلى الدعوة الإسلامية يُبيحون الأحزاب والانتماء إليها والتسمي بشعاراتها ويقولون هذه ظاهرة صحية!! وكل يعمل في
موقعه !!! وكلٌ يكمل بعضه البعض!! إلي غير ذلك من الأقول الباطلة فنقول لهم :
أوردها سعد وسعد مشتمل*****ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل
وما شأنكم في هذا إلا كما قال القائل : فـداوني بالتي كــــــانـت هــــــــــي الــــــــــــــداء .
فإن الفرقة لا تصبح وحدة
والتنازع لا يحقق نصرة
والتشتتُ لا يجمع امة
فإن قال قائل : لا يرد على الدعاة إلا من كان من أمثالهم ولا ينبه على الخطأ إلا من كان في عدادهم فنقول لهم : هذا هضم للحق وغش للخلق
ألم تعلموا أنه قد نصح يهودي كافر النبي صلى الله عليه و سلم فقال له إنكم تشركون إنكم تنددون ، تقولون "ما شاء الله وشاء محمد " وتقولون و "الكعبة" ( ) فما قال
له صلى الله عليه وسلم أنت كافر؟!! لا أسمع لك نصحاً ولا أقيم لكلامك وزناً فإنه لا اعتبار له أصلا . بل كان بأبي وأمي - عليه الصلاة و السلام- خير الناس في قبول
الحق و معاملة الخلق .
قال ابن القيم رحمه الله [لولا أن الحق لله ورسوله وأن ماعدا لله ورسوله فمأخوذ من قوله ومتروك وهو عرضة للوهم والخطأ ، لما اعترضنا على
من لا نسوى غبارهم و لا نجري في مضمارهم ] وفي الختام أود أن أشير إلي أمرين اثنين :
الأول ..... أنني لا أقصد بهذه الكلمات منع أسماء الشركات التجارية ولا المؤسسات الحكومية ولا الأسماء الشخصية و إنما أعني الأحزاب الدعوية
( ) والجماعات الحركية( ) والجمعيات الحزبية( ) لأن الأولى من قبيل الأمور الدنيوية والثانية من قبيل الأمور التعبدية و الفرق ظاهر بين الأمر الدنيوي
والتعبدي فإن الأول لا يسأل صاحبه عن الدليل بعكس الثاني .
الثاني ..... قد يقول قائل من أنت حتى تكتب في مثل هذه المسائل فإننا لا نقبل منك و لا من أمثالك!!؟!! فنقول هذا خطأ فإن الحق يقبل بالدليل
والبرهان مع من كان وممن جاء به قال عبد الله بن مسعود رضي لله عنه [من جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً بغيضاً ومن جاءك بالباطل فاردد
عليه وإن كان حبيباً قريبا]( )
قال ابن القيم رحمه الله "فمن هداه الله إلي الأخذ بالحق حيث كان ولو كان مع من يبغضه
ويعاديه ورد الباطل ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدي لما أختلف فيه من الحق"( )قال إبن رجب رحمه الله (ولهذا كان أئمة السلف المجمع
على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرا ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في قول غيرهم)( ) , وما أنا
إلا ناقل لكلام أهل العلم وعلى الله قصد السبيل .
وأخيراً.. لتعلم أخي على منهاج النبوة أن الإنصاف والعدل من خصال أهل الإيمان قال تعالى (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(المائدة: من الآية8) .
فأعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال و إياك والتعصب،فيدفعك ذلك إلي رد الحق ومخاصمة أهله ومن جاء به . والله أسال التوفيق والسداد والحق والصواب.
**وجمعه**
أبو عبد الرحمن محمد بن فضل المولى بن عثمان الأثري
الســـودان
رجب / 1431
محتويات البحث
تقديم الشيخ : محمد بن علي بن حزام
المقدمة
الفصل الأول : توطئة و بيان
*أهل السنة و الجماعة
*السلف و السلفية
*أهل الحديث
*أهل الأثر
*الطائفة المنصورة
*الفرقة الناجية
*جماعة المسلمين
الفصل الثاني: الأحزاب والجماعات تخالف ما دلت عليه الآيات وما سمانا به رب الأرض والسموات
الفصل الثالث:آثار سلفية في إبطال مسميات الفرق الحزبية
*القاعدة الجلية في هدم بنيات الحزبية
الفصل الرابع: إعتزال الفرق واجب
الفصل الخامس: إعلام البرية بشرعية الإنتساب إلى السلفية
تعليق