لماذا الخيانةُ والبَغي يا عَبْدَ اللّطيف الكُردي؟!
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أمّا بعد :
فإنَّ الغيرة على المنهج أمر مرتبط بإيمان العبد قوّة وضعفاً فإذا قوي الإيمان اشتدّت الغيرة وإذا ضعف ضعفت وفي هذه الأيّام يشن عبد اللطيف الكردي حملة ما يسمّى بـ " الردود المنهجيّة " ليقوم بواجب الفرض الكفائي في بيان حال المدعو : " حمدي السلفي " ولعلّ الناظر إلى هذه الردود يرى أنّها كأي ردود تهدف إلى الدفاع عن السّنُّة وتنقيتها من الدنس والرذائل والبدع إلا أنَّ الأمر مختلف تماماً فقبل أيّام كان عبد اللطيف يتبجّح بأنه أخذ إجازة كذا وكذا ممّن لا يرى تبديع "سيد قطب والبنا "! أعني حمدي السلفي - أصلحه الله – ولكن هل تعلمون أيها الناس لماذا ردّ عبد اللطيف على حمدي؟َ!
لأنه تكلم في شخصه الكريم !
فعبد اللطيف يعلم بهذه البوائق التي عند حمدي ولكنه لا يبينها لأتباعه المقلدة الذين يتلقون توجيهاته تلقياً عجيباً لا نظير له إلا عند أذناب المتصوّفة وغيرهم من الضلال !
والله تعالى يقول : {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }آل عمران187
وقال تعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة146
وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة174
لقد شابه عبد اللطيف من ذكروا في الآيات الآنفة الذكر من حيث كتمانهم للحق الأبلج وإلا كيف يغش أتباعه كل هذه الفترة وحمدي عنده كل هذه البوائق وحينما تعلقت القضية بالطعن به سارع للكشف عن زيفه والذود عن حياض السُّنَّة المزعوم !!.
ولعل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تضرب لنا أروع الأمثلة في عدم الانتصار للنفس وبينت أنَّ الانتصار إنما يكون لدين الله تبارك وتعالى لأنَّ الله ينصر من نصر دينه ويخذل من عاداه ولست بصدد سردها .
وأمرٌ آخر وهو قبل فترةٍ جمع عبد اللطيف تواقيع جماعة من أئمّة المساجد والدُّعاة من أجل تبديع المدعو " بهمن الكلاري " فقرر هو وهذه الحشود تبديعه علماً بأننا لا نعلم حال هذا المذكور ولا شخصه وهنا مسألة :
لا شكّ أنَّ التبديع بحق هو من العبادات المأمور بها من لدن الشارع الحكيم فهل كان السلف إذا أرادوا تبديع واحد جمعوا تواقيع دعاة منطقته كما يفعل عبد اللطيف – أصلحه الله - ؟! إنني لا أعرف هذا المنهج إلا عند الحلبي الذي يشترط الإجماع في جرح أهل البدع ولعلَّ عبد اللطيف قد تأثر به في الوقت الذي يظهر أنه عدوّه اللدود !!غير أنَّ عبد اللطيف وبعد هذا التبديع أخرج ورقة نشرها في سحاب – أصلحها الله – حول صلحه مع "بهمن الكلاري " في منزل الشيخ ربيع – وفقه الله – ولم يبرز هذا المسكين – أعني عبد اللطيف – الأمور التي خالف فيها بهمن المنهج الحق ولم يدرج في المقابل تراجعه عنها وتقرير مذهب السلف بل لم يذكر إلا أنَّ بهمناً تراجع عن بعضها ودافع عن البعض الآخر ولا ندري ما هو موقف أولئك الذين أخذ تواقيعهم عند حاجته إليها واليوم نبذهم خلف ظهره واصطلح مع بهمن ولم يراعي مشاعر حتى من نصره على ذلك المبتدع بالأمس على لسان لطيف السلفي اليوم على لسان لطيف أعني به " بهمن الكلاري "
بهذا وغيره يتجلى لكل ذي عينين يبصر بهما جيداً أنَّ هذا الرجل يتلاعب بالشباب المساكين الذين اغتروا بتزكية الشيخ ربيع بن هادي له المبنية على الظاهر فعلى الشاب السلفي أن لا يكون إمّعة لا شخصيّة له وأن ينظر إلى الدلائل لا إلى الأشخاص وأن ينتبه إلى أصحاب الأغراض الذين يسيّرون الدين خلف مصالحهم وآرائهم وأن يعرف الشاب أن الأصول السلفيّة ثابتة لا تتغيّر وأنها تتناول المخالفين لها على اختلاف أشكالهم ومشاربهم ووجهاتهم فلا تتناول أشخاصاً دون آخرين وليست هناك عصمة إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام هذا وأسأل الله أن يبصّر المسلمين بالحق إنّه بكل جميلٍ كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وصلى الله وسلّم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
وسبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وكتب
أنمار ليث صالح الجميلي
23 رمضان 1432 هـ الثلاثاء
تعليق