• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصائح للشيخ عبيد الجابري - وفقه الله - من إخوانه السلفيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصائح للشيخ عبيد الجابري - وفقه الله - من إخوانه السلفيين

    الدعوة السلفية في اليمن مقبرة الحزبيين فليُعلَمن
    وهي عبارة عن نصائح وتوجيهات ووصايا للشيخ عبيد (السَّبْت) الجابري وفقه الله وسدد في الخير خطاه.



    كتبها بفضل الله ومنته/
    أبو حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي نسبًا العدني منزلاً.





    قرأها وإذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم المُكَرَّم والدنا الناصح الأمين العلامة المحدث الفقيه أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه وشكر له.



    حمل الرسالة من
    الخزانة العلمية
    لشبكة العلوم السلفية



    """""


    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 13-10-2010, 04:29 PM.

  • #2
    الدعوة السلفية في اليمن مقبرة الحزبيين فليُعلَمن
    وهي عبارة عن نصائح وتوجيهات ووصايا للشيخ عبيد (السبت) الجابري وفقه الله وسدد في الخير خطاه.

    كتبها بفضل الله ومنته/
    أبو حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي نسبًا العدني منزلاً.



    قرأها وإذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم المُكَرَّم والدنا الناصح الأمين العلامة المحدث الفقيه أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه وشكر له.










    الحمد لله رب العالمين, مجري السحاب, وهازم الأحزاب.
    الحمد لله رب العالمين. ناصر عباده أهل السنة أولي التقى والنهى والألباب والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. القائل: «وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري- ومن تشبه بقوم فهو منهم».
    أما بعد:
    يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [القمر/45].
    ويقول جل في علاه: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)﴾ [الفيل/1-5].
    عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَقٌّ عَلَى الله أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ» رواه البخاري.
    وبعد:
    من محمد العمودي إلى الشيخ عبيد الجابري وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, فهذه بعض الوصايا أحب أن أذكرها لعل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بها إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    فأوصي نفسي وإياك أيها الشيخ بتقوى الله تعالى. وهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين, يقول الله تعالى: ﴿وَلله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا الله وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ الله غَنِيًّا حَمِيدًا﴾ [النساء/131].
    وتقوى الله سبحانه وتعالى أيها الشيخ تعتبر سببًا لمعرفة الحق من الباطل، يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال/29].
    وتقوى الله تعالى أيها الشيخ تعتبر سببًا لتعظيم شعائر الله تعالى. قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج/32]. وربنا سبحانه وتعالى يعطي عبده المتقي علمًا وهدىً ونورًا يمشي به في ظلمات الجهل ( ), والبدع, والتحزب ويوفقه لمعرفة الحق من الباطل, والصواب من الخطأ, والرشاد من الغي. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الحديد/28].
    وأوصيك أيها الشيخ بالقول الحسن. فإن الله تعالى أمر عباده بذلك, يقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة/83].
    وسوء القول وفحشه يعتبر سببًا لنزغ الشيطان بين الأحبة, يقول تعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ [الإسراء/53].
    والقول السديد الحسن الرشيد يعتبر أيها الشيخ سببًا لصلاح الأعمال, وغفران الذنوب. يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب/70، 71].
    - وعليك بملازمة العدل في الأقوال والأحكام. يقول تعالى: ﴿إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ [النحل/90].
    ويقول الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لله وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَالله أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء/135], ويقول تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ المائدة/8.
    ويقول تعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾ [الأنعام/152].
    وإياك والفجور في الخصومة واللدود فيها فإن ذلك من صفات المنافقين أعاذك الله من التشبه بهم. يقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَالله لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [البقرة/204-206].
    روى الشيخان عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا, وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ, كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا» وذكر منها «وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ».
    - قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في «جامع العلوم والحكم» (ص/522): ويعني بالفجور أنْ يخرج عن الحقِّ عمداً حتى يصير الحقُّ باطلاً والباطلُ حقاً، وهذا مما يدعو إليه الكذبُ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : «إيَّاكم والكَذِبَ، فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفُجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النارِ».
    وفي «الصحيحين» عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : «إنَّ أبغضَ الرجال إلى الله الألدُّ( ) الخَصِمُ».
    وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : «إنَّكم لتَختَصمون إليَّ, ولعلَّ بعضَكُم أنْ يكونَ ألحنَ بحُجَّته من بعض، وإنَّما أقضي على نحو مما أَسْمَعُ، فمن قضيتُ له بشيءٍ من حقِّ أخيه، فلا يأْخُذْهُ، فإنَّما أقطع له قِطعةً مِنَ النَّار».
    وقال - صلى الله عليه وسلم - : «إنَّ مِنَ البيانِ سِحراً».
    فإذا كان الرجلُ ذا قدرةٍ عند الخصومة - سواء كانت خصومتُه في الدِّين أو في الدنيا - على أنْ ينتصر للباطل، ويُخيل للسَّامع أنَّه حقٌّ، ويوهن الحقَّ، ويخرجه في صورة الباطل، كان ذلك مِنْ أقبحِ المحرَّمات، ومن أخبث خصال النفاق، وفي «سنن أبي داود »( ) عن ابن عمر، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : «مَنْ خَاصَمَ في باطلٍ وهو يعلَمُهُ, لم يَزَلْ في سَخَطِ الله حتى يَنزِعَ». اﻫ المراد مختصرًا.
    وعليك بإخلاص الولاء لأهل السنة؛ الذين صحت عقيدتهم، وسلمت طريقتهم من الزيغ والضلال، والتحزب والهوى.
    يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة/55، 56].
    وقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ ِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة/71].
    وإياك والركون إلى أهل البدع والتحزب، والأهواء؛ فإن ذلك من أسباب عذاب الله تعالى، ومن أسباب رفع ولاية الله عنك، وتأييده ونصره.
    يقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [هود/113].
    وقال تعالى:﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا﴾ [الإسراء/73-75].
    - وإياك أن تجعل أهل البدع، والتحزُّب والأهواء أعوانًا لك ومعاضدين. يقول الله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ [الكهف/51].
    - وإياك أن تجعل مودتك للمحادين لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أهل البدع والتحزب، والأهواء. يقول الله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ الله أَلَا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة/22] وعليك بالإعراض عن أهل البدع، والتحزب والأهواء، وترك مجالستهم، والتحدث معهم، والإصغاء إليهم. فإن المرء على دين خليله. يقول الله تعالى:﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ الله يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ الله جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء/140]. ويقول تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام/68]. ويقول تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف/199].
    وقال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان/63].وقال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان/72]. وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ [القصص/55].
    وقال تعالى: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى﴾ [النجم/29، 30] والآيات في هذا الباب كثيرة.
    - وإياك أن تكون لأهل البدع والتحزب، والأهواء مخاصمًا ومجادلاً. يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا*وَاسْتَغْفِرِ الله إِنَّ الله كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفسَهُمْ إِنَّ الله لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ الله وَهُوَ مَعَهمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ الله عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾ [النساء/105-109]. وقال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَالله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران/65، 66].
    - وإياك أن تتخاذل عن الحق وتخذِّل عنه فإن هذا من صفات المنافقين أعاذك الله من التشبه بهم. يقول تعالى: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة/47].
    - وإياك وإدخال الشك والريب بين صفوف أهل السنة فيما يعتقدونه ويسيرون عليه من دينهم الحق فإن ذلك من صفات اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة، أعاذك الله من التشبه بهم.
    يقول تعالى: ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى الله أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران/72، 73].
    -وعليك أن تعظِّم ما عظَّمَ الله تعالى؛ فإن ذلك من تقوى الله تعالى. يقول الله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج/32].
    - وإياك أن تحقِّر ما عظَّمَ الله تعالى؛ فإن ذلك من صفات اليهود والمشركين والمنافقين عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم الدين، وأُعيذك بالله أن تتشبه بهم.
    يقول تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا﴾ [النساء/51]. وقال تعالى عن فرعون عليه لعنة الله: ﴿ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ﴾ [الزخرف/52] وقال تعالى عن عبدالله بن أُبـَيْ بن سلول عليه لعنة الله: ﴿يَقُولونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلله الْعِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلْمؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [المنافقون/8] إلى غير ذلك من الآيات الكريمات البيِّنات الواضحات.
    - وإياك أن تُلْبِسَ الحق بالباطل؛ فإن ذلك من صفات أهل الكتاب عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم الدين، وأُعيذك بالله من أن تتشبه بهم.
    يقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُموا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون﴾ [البقرة/42]. وقال تعالى:﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران/71].
    - وإياك أن تنعش أهل البدع والتحزب، والأهواء وتُهيِّجهم على أهل االسنة. فإن ذلك من صفات الشياطين،أُعيذك بالله من أن تتشبَّه بهم.
    يقول تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ [مريم/83].
    قال العلَّامة الشوكاني رحمة الله عليه في «تفسيره» (3/350): فإن الأزّ والهزّ والاستفزاز معناها : التحريك والتهييج والإزعاج ، فأخبر الله سبحانه أن الشياطين تحرّك الكافرين وتهيجهم وتغويهم ، وذلك هو التسليط لها عليهم ، وقيل : معنى الأزّ : الاستعجال ، وهو مقارب لما ذكرنا لأن الاستعجال تحريك وتهييج واستفزاز وإزعاج. اﻫ المراد.
    وقال تعالى: ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾ [الأعراف/202].
    قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (2/268): وقال ابن كثير الـمُدُّ: الزيادة، يعني يزيدونهم في الغي، يعني الجهل والسفه. اﻫ.
    قال العلَّامةُ الشوكاني رحمة الله عليه في «تفسيره» (2/280): الإقصار: الإنتهاء عن الشيء، أي لا تقصر الشياطين في مدّ الكفار في الغي.
    قال العلَّامةُ السعدي رحمة الله عليه في «تفسيره» (ص/291): وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم، فإنهم إذا وقعوا في الذنوب، لا يزالون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب، ولا يقصرون عن ذلك، فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء، لأنها طمعت فيهم، حين رأتهم سلسي القياد لها، وهم لا يقصرون عن فعل الشر. اﻫ.
    وفي الأخير يعجبني ما عَنْوَنَ به شيخنا رعاه الله وزاده من فضله في ردِّهِ العلمي المتين، النزيه النظيف الرصين على الشيخ عبيد الجابري، فقال شيخنا رفع الله قدره، وأعلى جاهه وسلطانه: (إعلام الشيخ عبيد على أنَّ نَعْشَهُ للحزبيين على الدعوة السلفية في اليمن ودفاعه عنهم ليس علينا بمضر، وليس له بمفيد).
    وإلى هنا والحمد لله رب العالمين.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    وسبحانك وبحمدك أشهد أن لا إله إلَّا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

    محمد العمودي
    كان الله له في الدارين.
    دماج دار الحديث والسنة العامرة. رحم الله مؤسسها، وحفظ الله خليفته القائم عليها من بعده، ومتَّع به أهل السنة، ودفع عنه كيد الكائدين، وشر الحاقدين الحاسدين، وجعله ذخرًا ودرعًا للسنة وأهلها.
    إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
    19/جمادى الآخر/1429ﻫ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 13-10-2010, 02:05 PM.

    تعليق


    • #3


      للرفع ....

      رفع الله قدر الكاتب والناقل


      تعليق

      يعمل...
      X