علاقة الإخوان ـ حزب الإصلاح ـ مع عُبَّاد الأوثان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعز الإسلام وأهله وأذل الباطل وحزبه والصلاة والسلام على من بعثه الله محذراً البشر من اليهود والنصارى وكل من كفر ومن سلك طريقه عليه الصلاة والسلام يسعد يوم المفر
أما بعد:فإنه مما يؤسف ويدهش أن يوجد في المسلمين بل وممن يدعي العلم والصلاح من يدافع عن أعداء الدين ومن أولئك كثير من زعماء الإخوان المسلمين فأحببنا في هذا البحث المختصر ذكر بعضه والكلام على هذا يطول ونقل كلام العلماء عليه كثير ونحن أردنا الاختصار مع أن نقل هذا الكلام كافٍ لقبحه وسفهه
قال حسن البنا:أقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية؛لأن القرآن حضَّ على مصافاتهم ومصادقتهم,والإسلامُ شريعةٌ إنسانيةٌ قبل أن يكون شريعةً قوميةً,وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً...(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ)"(1/410)
وقال القرضاوي وقال: إنَّ العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط لا من أجل الدين . وقال:إنَّ مودَّة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها وقال: المعركة بيننا وبين اليهود ليست معركة من أجل العقيدة بل من أجل الأرض. وقال:لا نُقاتل الكفار لأنهم كفار,وإنما نُقاتلهم لأنهم اغتصبوا أرضنا وديارنا وأخذوها بغير حقٍّ. (نظرات في كتابات القرضاوي)
وقال:جهادنا مع اليهود ليس لأنَّهم يهود، ولا نرى هذا نحن لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة؛ إنما نقاتلهم من أجل الأرض، ولا نقاتل الكفار لأنهم كفار؛وإنما لأنهم اغتصبوا أرضنا وديارنا، وأخذوها بغير حق. (رسالة أخوية)
وقال عمرو خالد:(ليست مشكلتنا مع الديانة اليهودية الديانة اليهودية مثل بقية الديانات بل هي ديانة ثانوية نحن نحترمهم مشكاتنا أنهم أخذوا أرضنا اخذوا مقدساتناذبحوا إخواننا...(مسجل بصوته) قلت :انظر أخا الإسلام إلى هذه العبارات والكلمات مسقاها واحد وهو الود للأعداء والمحبة لهم إذا كان هؤلاء الشيوخ فكيف ينشأ الطلاب، وحسبنا الله ونعم الوكيل
سئل سماحة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله عن هذا الكلام:ما حكم الشرع فيمن يقول : إن خصومتنا مع اليهود ليست دينية،وقد حث القرآن على مصافاتهم ومصادقتهم ،وجعل بيننا وبينهم اتفاقا...ماحكم الشرع في هذه المقولة يا شيخنا؟
فأجاب رحمه الله :(هذه مقالة باطلة خبيثة، اليهود من أعدى الناس للمؤمنين ، هم من أشر الناس ، بل هم أشد الناس عداوة للمؤمنين مع الكفار،كما قال تعالي:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ َأشْرَكُوا}،فاليهود والوثنيون هم أشد الناس عداوة للمؤمنين وهذه المقالة مقالة خاطئة، ظالمة، قبيحة، منكرة . . والدعوة إلى الله بالحسنى ليست خاصة باليهود ولا بغيرهم ، بل الدعوة إلى الله مع اليهود ومع الوثنيين ومع الشيوعيين ومع غيرهم،يقول الله جل وعلا{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَِ الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}،هذا عام للكفار ولغير الكفار قال تعالى:{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}،ليس خاصا بهم،ولكن من باب التنبيه على أنهم وإن كانوا يهودا أو نصارى فإنهم يجادلون بالتي هي أحسن ، لأن هذا أقرب إلى دخولهم في الإسلام وإلى قبولهم الحق،إلا إذا ظلموا...{إلا من ظلم}،الظالم له ما يستحق من الجزاء فالحاصل :أن الدعوة بالتي هي أحسن عامة لجميع الكفار ولجميع المسلمين،الدعوة بالتي هي أحسن ليست خاصة باليهود ولا بالنصارى ولا بغيرهم فهذا الكلام الذي نقلته عن هذا الشخص، هذا غلط نسأل الله للجميع الهداية.
وسئل العلامة الفوزان عن هذا فقال: هذا الكلام فيه خلط وتضليل، اليهود كفار،وقد كفَّرهم الله تعالى ولعنهم، وكفّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعنهم، قال تعالى :{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيل }
وقال صلى الله عليه وسلم:(لعنة الله على اليهود والنصارى )وقال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }
وقال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } فعداوتنا لهم دينية ولا يجوز لنا مصادقتهم،ولا محبتهم؛لأن القرآن نهانا عن ذلك،كما في الآية التي سبق ذكرها (الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجَْدِيدَة)
وقال القرضاوي:أنا أقول إخواننا المسيحيين, البعض ينكر عليَّ هذا، كيف اقول (إخواننا)؟! (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجهٍ آخر
وقال:من هنا نقول : إنه لا ضرورة للتمسك بلفظ "الجزية" الذي يأنف منه إخواننا النصارى في مصر وأمثالهم في البلاد العربية والإسلامية، والذين امتزجوا بالمسلمين.
وقال: ليست عبارة "أهل الذمة" عبارة ذم أو تنقيص،بل هي عبارة توحي بوجوب الرعاية والوفاء، تدينًا وامتثالا لشرع الله.وإذا كان الإخوة المسيحيون يتأذون من هذا المصطلح، فليغير أو يحذف، فإن الله لم يتعبدنا به
وقال الزنداني : موقفنا من إخواننا المسيحيين في مصر والعالم العربي موقف واضح وقديم ومعروف لهم ما لنا وعليهم ما علينا وهم شركاء في الوطن, وأخوةٌ في الكفاح الوطني الطويل لهم كل حقوق المواطن المادي منها والمعنوي, المدني منها والسياسي, ومن قال غير ذلك فنحن براء منه ومما يقول ويفعل. (نقلاً من رسالة أخوية للحاشدي)
سئل فضيلة العلامة العثيمين: عن وصف الكافر بأنه أخ؟
فأجاب بقوله:لا يحل للمسلم أن يصف الكافر أيّاً كان نوع كفره سواءكان نصرانياً، أم يهودياً، أم مجوسياً،أم ملحداًلا يجوز له أن يصفه بالأخ أبداً،فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير. فإنه لا أخوة بين المسلمين وبين الكفار أبداً، الأخوة هي الأخوة الإيمانية كما قال الله عز وجل:(إنما المؤمنون إخوة(. وإذا كانت قرابة النسب تنتفي باختلاف الدين فكيف تثبت الأخوة مع اختلاف الدين وعدم القرابة؟ قال الله عز وجل عن نوح وابنه لما قال نوح،عليه الصلاة والسلام،:(رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)فلا أخوة بين المؤمن والكافر أبداً،بل الواجب على المؤمن ألا يتخذ الكافر ولياً كما قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق).فمن هم أعداء الله؟ أعداء الله هم الكافرون. قال الله تعالى: (من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين)وقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(مجموع فتاوى ورسائل عثيمين)
وسئل رحمه الله: أنا مقيم في الأردن في منزل معظم سكانه من الإخوة المسيحيين نأكل ونشرب مع بعضهم فهل صلاتي وعيشي معهم باطل أرجو من الشيخ إفادة حول هذا؟
فقال: قبل الإجابة على سؤاله أود أن أذكر له ملاحظة أرجو أن تكون جرت على لسانه بلا قصد وهي قوله أعيش مع الإخوة المسيحيين فإنه لا أخوة بين المسلمين وبين النصارى أبداً الإخوة هي الإخوة الإيمانية كما قال الله عز وجل إنما المؤمنون أخوة وإذا كانت قرابة النسب تنفى مع اختلاف الدين فكيف تثبت الإخوة مع اختلاف الدين وعدم القرابة قال الله عز وجل عن نوح وابنه لما قال نوح عليه الصلاة والسلام{ رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } فلا أخوة بين المؤمن والكافر أبداً بل الواجب على المؤمن أن لا يتخذ الكافر ولياً كما قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} فمن هم أعداء الله أعداء الله هم الكافرون قال الله{مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} وقال سبحانه وتعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} فلا يحل للمسلم أن يصف الكافر أياً كان نوع كفره سواء كان نصرانياً أم يهودياً أم مجوسياً أم ملحداً دهرياً لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبداً فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير ولا يعني ذلك حينما نقول هذا أنه لو كان أخاً لك في النسب حقيقة أن أخوته تنتفي أعني أخوته النسبية بل إن أخوته النسبية ثابتة إذا كان أخاً لك مثل أن يكون من أولاد أمك أو أولاد أبيك لكن أخوة تكون أخوة ربط بينك وبينه هذه لا تجوز أبداً وأما الجواب على سؤاله فإن الذي ينبغي للإنسان أن يبتعد عن مخالطة غير المسلمين يبتعد عنهم لأن مخالطتهم تزيل الغيرة الدينية من قلبه وربما تؤدي إلى مودتهم ومحبتهم وقد قال الله تعالى { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْإِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. (فتاوى نور على الدرب)
و قال العلامة الفوزان:سمعت بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في إذاعة عربية يقول عن النصارى:إنهم إخواننا !ويا لها من كلمة خطيرة!!وكما أن الله سبحانه حرم موالاة الكفار أعداء العقيدة الإسلامية؛فقد أوجب سبحانه موالاة المؤمنين ومحبتهم؛قال تعالى:{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}وقال تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }وقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }فالمؤمنون إخوة في الدين والعقيدة، وإن تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم؛قال تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }فالمؤمنون من أول الخليقة إلى آخرها مهما تباعدت أوطانهم وامتدت أزمانهم إخوة متحابون؛يقتدي آخرهم بأولهم،ويدعوا بعضهم لبعض، ويستغفر بعضهم لبعض . (كتب العقيدة )
وقال حسن البناء:وليست حركة الإخوان موجَّهة ضد عقيدة من العقائد أو دين أو طائفة من الطوائف, إذ أن الشعور الذي يهيمن على القائمين بِها أن القواعد الأساسيَّة للرسالات جميعاً قد أصبحت مهددة الآن بالإلحادية وعلى الرجال المؤمنين بِهذه الأديان أن يتكاتفوا ويوجِّهوا جهودهم إلى إنقاذ الإنسانية من هذا الخطر, ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانب النُّزلاء في البلاد الإسلامية ولا يضمرون لهم سوءاً, حتى اليهود المواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق الطيبة (نقله السيسي في كتابه"قافلة الإخوان)". (1/211)
وقال الغزالي :فإننا نحب أن نمد أيدينا وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إلى كل دعوة تؤاخى بين الأديان وتقرب بينها وتنتزع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق. إننا نقبل مرحبين على كل وحدة توجه قوى المتدينين إلى البناء لا الهدم وتذكرهم بنسبهم السماوي الكريم،..إلى أن قال بل ستبقى الأديان كما هي،وسنستفيد الكثير من هذا التعاون. وفى حدوده الواسعة نحب أن نقرر ما يلي:
أن ما يقدسه أتباع دين ما، لا يكره عليه أتباع دين آخر. فاليهود لا يرغمون على الإيمان بعيسى ، والنصارى لا يرغمون على الإيمان بمحمد. ومهما اعتبر المعتنقون لدين أن ما لديهم حق وأن ما لدى غيرهم باطل، فلا مجال لإقحام هذا فى ميدان الحياة العامة، واستغلاله فى إيقاع المظالم والاضطهادات... والأديان من مصادرها الثابتة تحترم هذه القاعدة كل الاحترام ومن الإنصاف كذلك ألا نكلف أتباع دين ما بأن ينزلوا عن تعليم من تعاليم كتابهم، أو وصية من وصايا نبيهم ليكون هذا التنازل عربون المودة لغيرهم، وإلا كان هذا التكليف معناه تغليب دين، ونصر أمة على أمة!.. ومحور التفاهم يدور على الاحترام المتبادل لا الاستهانة...هذه أسس نضعها لإقامة تعاون مشترك بين أهل الأديان السماوية ونحب أن نقول في صراحة إن هناك أسسا أخرى لجمع المنتسبين إلى الأديان في صعيد واحد وهذه الأسس معروفة بل مطبقة فعلا فى أكثر من قطر من أقطار العالم الرحب وهى تجمع بين اليهودي والنصراني والمسلم على أنهم جميعا أخوة سواء...إننا نستريح من صميم قلوبنا إلى قيام اتحاد بين الصليب والهلال .(كتاب من هنا نعلم للغزالي)
وقال القرضاوي:المسيحيين واليهود الموجودين الآن يعتبرون من أهل الكتاب ماداموا متمسكين بدينهم وطقوسه ولهم مالنا وعليهم ما علينا .(فتاوى القرضاوي)
قال العلامة العثيمين:من اعتقد أنه يجوز لأحد أن يتدين بما شاء وأنه حر فيما يتدين به فإنه كافر بالله - عز وجل - لأن الله تعالى يقول : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } . ويقول : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } . فلا يجوز لأحد أن يعتقد أن دينًا سوى الإسلام جائز يجوز للإنسان أن يتعبد به بل إذا اعتقد هذا فقد صرح أهل العلم بأنه كافر كفرًا مخرجًا عن الملة (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)
قال العلامة ابن باز:الدين الحق هو دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وسائر المرسلين , وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : نحن معاشر الأنبياء ديننا واحد رواه البخاري في صحيحه , أما ما سواه من الأديان الأخرى سواء كانت يهودية أو نصرانية أو غيرهما فكلها باطلة , وما فيها من حق فقد جاءت شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم به أو ما هو أكمل منه , لأنها شريعة كاملة عامة لجميع أهل الأرض , أما ما سواها فشرائع خاصة نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي أكمل الشرائع وأعمها وأنفعها للعباد في المعاش والمعاد كما قال الله سبحانه يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم
{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }الآية , وقد أوجب الله على جميع المكلفين من أهل الأرض اتباعه والتمسك بشرعه , كما قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر صفة محمد عليه الصلاة والسلام {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
وقال رحمه الله: الواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس أن يدخلوا في دين الله الذي هو الإسلام وأن يلتزموه , وأنه لا يسوغ لأحد الخروج عن ذلك لا إلى يهودية ولا إلى نصرانية ولا إلى غيرهما , بل المفروض على جميع المكلفين من حين بعث الله نبيه ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة هو الدخول في الإسلام والتمسك به , ومن اعتقد أنه يسوغ له الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى كليم الرحمن عليه الصلاة والسلام فهو كافر بإجماع أهل العلم , يستتاب وتبين له الأدلة فإن تاب وإلا قتل , عملا بما تقدم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل
وقال القرضاوي:نتحدث عن علم ولكن ليس من أعلام المسلمين علم أعلام المسيحية وهو الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة ومن حقنا أو من واجبنا أن نُقدِّم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم, وبعضهم أصدقاءٌ لنا.... نُقدِّم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحبر الأعظم.. نُقدِّم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تُذكر وتُشكر له.. وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه.... فكان مُخلصاً لدينه, وناشطاً من أعظم النشطاء في نشر دعوته, والإيمان برسالته, وكان له مواقف سياسية يعني تُسجَّل له في حسناته.... لا نستطيع إلاَّ أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويُثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية, وما خلَّف من عمل صالح, أو أثر طيِّب, ونُقدِّم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم، ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما, ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيراً .(مسجل بصوته وهو موجود)
قال العلامة ابن باز: لا يقول : غفر الله له ، ولا رحمه الله إذا كان الميت كافرا ، فلا يدعو للميت إذا كان كافرا ، ولكن يدعو للحي بالهداية
قال رحمه الله:في كلامه على النصارى فاتخاذه صاحبا وصديقا وجليسا وأكيلا فلا يجوز;لأن الله قطع بيننا وبينهم المحبة والموالاة،فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }وقال سبحانه:{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ }ومعنى (يوادون)أي يحبون.سورةالمجادله22
فالواجب على المسلم البراءة من أهل الشرك وبغضهم في الله. (فتاوى نور على الدرب)
وقال العلامة ابن عثيمين بعد أن ذكر المقدمة:أما بعد فقد بلغني أن بعض الناس ولاسيما النساء كانوا يدعون الله تعالى بالمغفرة و الرحمة لامرأة نصرانية ماتت في هذا الشهر جمادى الأولى سنة 1418 ه بحادث وربما يبكين على موتها، الدعاء بالمغفرة والرحمة لغير أموات المسلمين حرام مخالف لسبيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين آمنوا لقوله تعالى{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم}وكل من بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يؤمن بها فهو من أصحاب الجحيم سواء كان من المشركين الوثنيين أم من اليهود والنصارى أم من غيرهم؛لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم(والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة-يعني:أمة الدعوة- يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)أخرجه مسلم وإذا كان الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يستغفر لعمه أبي طالب مع أنه كان يدافع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وينصره فكيف بمن دونه وبمن لم يعرف منه نصر للمسلمين ولا دين الإسلام؟ ،فالواجب على المسلم ألا تحمله العاطفة على الوقوع فيم حرم الله عليه،وأن يتوب إلى الله تعالى مما وقع فيه من المخالفة وأن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا؛وأن يتبرأ من أعداء الله تعالى كفعل إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين استغفر لأبيه قال الله تعالى{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}وليعلم أن من مات على غير الإسلام فإنه لا ينفعه ما عمل من خير عام أو خاص{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِه} الآية وقالت(عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه قال لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)رواه مسلم ،عن سلمة بن يزيد الجعفي قال انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلنا : يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقرى الضيف وتفعل وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال لا) رواه أحمد وقال الهيثمي:رجاله رجال الصحيح. وإذا كان لاينفعه عمله فعمل غيره من باب أولى،وعلى هذا فلايحل الصدقة عنه ولا الأضحية ولا غيرها من القربات.أسأل الله أن يوفقنا جميعاًلما فيه رضاه واجتناب سخطه إنه سميع الدعاء.كتبه محمد الصالح العثيمين في 15جمادى الأولى سنة 1418ه . (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين )(25/498-500)
قلت:هذا الكلام من هذا الإمام على بعض العوام فكيف بمن يعده العوام إمام –ولكن إمام ضلال-يثني على من كان مجداً في تنصير المسلمين .
قال القرضاوي: من جهتنا نحن المسلمين مستعدون للتقارب, المهم أيضاً أن يكون عند الآخرين مثل هذه الروح فيعاملوننا بمثل ما نعاملهم به, ويقتربون منا بقدر ما نقترب منهم وقال:(هذه الآيات التي تنهى عن موادة الكفار ليست على إطلاقها ولا تشمل كل يهودي أو نصراني أو كافر ) (الحلال والحرام للقرضاوي)
وقال: أهل الذمة من أهل الكتاب لهم وضع خاص، والعرب منهم لهم وضع أخص، لاستعرابهم وذوبانهم في أمة العرب، وتكلمهم بلغة القرآن، وتشربهم للثقافة الإسلامية، واشتراكهم في المواريث الثقافية والحضارية للمسلمين بصورة أكبر من غيرهم، فهم مسلمون بالحضارة والثقافة، وإن كانوا مسيحيين بالعقيدة والطقوس، وهذا ما قلته منذ سنوات للدكتور لويس عوض حين زار قطر واشترك في ندوة في "نادي الجسرة" الثقافي، وطلب مني التعقيب عليها...
وقال القرضاوي: إن التسامح الديني والفكري له درجات ومراتب:
الدرجة الدنيا من التسامح:أن تدع لمخالفك حرية دينه وعقيدته،ولا تجبره بالقوة على اعتناق دينك أو مذهبك بحيث إذا أبى حكمت عليه بالموت أوالعذاب أو المصادرة أو النفي،أوغيرذلك من ألون العقوبات والاضطهادات فتدع له حرية الاعتقاد ولكن لا تمكنه من ممارسة واجباته الدينية التي تفرضها عليه عقيدته،والامتناع مما يعتقد تحريمه عليه
والدرجة الوسطى من التسامح:أن تدع له حق الاعتقاد بما يراه من ديانة ومذهب،ثم لا تضيق عليه بترك أمر يعتقد وجوبه أو فعل أمر يعتقد حرمته فإذا كان اليهودي يعتقد حرمة العمل يوم السبت، فلا يجوز أن يكلف بعمل في هذا اليوم؛لأنه لا يفعله إلا وهو يشعر بمخالفة دينه...ويحرم إحضار يهودي في سبته،وإذا كان النصراني يعتقد بوجوب الذهاب إلى الكنيسة يوم الأحد،فلا يجوز أن يمنع ذلك في هذا اليوم
والدرجة التي تعلو هذه في التسامح:ألا تضيق على المخالفين فيما يعتقدون حله في دينهم أو مذهبهم، وإن كنت تعتقد أنه حرام في دينك أو مذهبك...
ولا يتهموا بكثير من التعصب أو قليل؛ ذلك لأن الشيء الذي يحله دين من الأديان ليس فرضًا على أتباعه أن يفعلوه فإذا كان دين المجوسي يبيح له الزواج من أمه أو أخته فيمكنه أن يتزوج من غيرهما ولا حرج،وإذا كان دين النصراني يحل له أكل الخنزير...(فتاواه)
قال العلامة العثيمين:معاملة غير المسلمين على سبيل الموادة والمحبة والولاية محرمة لا تجد كما قال الله تعالى:{لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } و لقوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }ولقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} فالواجب على المسلم كراهة أعداء الله الذين هم أعداء له في الحقيقة وهم كل كافر أي كان نوع كفره سواء أن كان يهودياً أم نصرانياً أم مجوسياً أم دهرياً لا يؤمن بشيء فإن الواجب على المسلم بغضهم وكلما ابتعد عنهم كان أسلم لدينه وأصلح لقلبه لكن إذا ابتلي بهم بأن كانوا له شركاء في العمل فإنه لا حرج عليه أن يأكل معهم إذا لم يمكنه الإنفراد وفي هذه الحال ينبغي بل يجب عليه أن يدعوهم إلى الإسلام ويبين لهم محاسنه وما يدريك لعل الله يفتح على قلوبهم فيهديهم فإن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وكم من شخص يستبعد حصول الهداية لهؤلاء ولكن تأتي هدايتهم بأيسر ما يكون وإذا أخلص الإنسان الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وسلك طريق الحكمة في ذلك فإنه يوشك أن يوفق وأن يهدي الله على يديه خلقاً كثيراً نعم. (فتاوى نور على الدرب)
وقال رحمه الله:لا شك أن الذي يواد الكفار أكثر من المسلمين قد فعل محرما عظيما، فإنه يجب أن يحب المسلمين، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، أما أن يود أعداء الله أكثر من المسلمين، فهذا خطر عظيم، وحرام عليه، بل لا يجوز أن يودهم، ولو أقل من المسلمين لقوله تعالى:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ }وكذلك أيضا من أثنى عليهم ومدحهم وفضلهم على المسلمين في العمل وغيره، فإنه قد فعل إثما، وأساء الظن بإخوانه المسلمين،وأحسن بمن ليسوا أهلا لإحسان الظن، والواجب على المؤمن أن يقدم المسلمين على غيرهم في جميع الشئون في الأعمال وفي غيرها، وإذا حصل من المسلمين تقصير، فالواجب عليه أن ينصحهم، وأن يحذرهم، وأن يبين لهم مغبة الظلم؛ لعل الله أن يهديهم على يده. (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)
و في خطبة جمعة حول التدخين وفي الخطبة الثانية قال: (أيها الإخوة قبل أن أدع مقامي هذا أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية: العرب كانوا معلقين كل آمالهم على نجاح (بيريز) وقد سقط (بيريز) وهذا مما نحمد لإسرائيل، نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد من أجل مجموعة قليلة يسقط واحد والشعب هو الذي يحكم، ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس النسب التي تعرفها في بلادنا 99,99% ما هذا؟! إنَّها الكذب، والغش والخداع، لو أن الله عَرَضَ نفسَه على الناس ما أخذ هذه النسبة!! نحيي إسرائيل على ما فعلت ...وجعل يكررها)!. (مسجل بصوته وهو موجود)
سئل فضيلة العلامة العثيمين رحمه الله عن هذاالقول، فأجاب:(نعوذ بالله،هذا يجب عليه أن يتوب،وإلا فهو مرتد ،لأنه جعل المخلوق أعلى من الخالق، فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يقبل عنه ذلك وإلا وجب على حكام المسلمين أن يضربوا عنقه). ا هـ
وسئل رحمه الله: عن حكم مودة الكفار، وتفضيلهم على المسلمين؟
فأجاب بقوله : لا شك أن الذي يواد الكفار أكثر من المسلمين قد فعل محرما عظيما، فإنه يجب أن يحب المسلمين، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، أما أن يود أعداء الله أكثر من المسلمين، فهذا خطر عظيم، وحرام عليه، بل لا يجوز أن يودهم، ولو أقل من المسلمين لقوله تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ } وكذلك أيضا من أثنى عليهم ومدحهم وفضلهم على المسلمين في العمل وغيره، فإنه قد فعل إثما، وأساء الظن بإخوانه المسلمين، وأحسن بمن ليسوا أهلا لإحسان الظن، والواجب على المؤمن أن يقدم المسلمين على غيرهم في جميع الشئون في الأعمال وفي غيرها، وإذا حصل من المسلمين تقصير، فالواجب عليه أن ينصحهم، وأن يحذرهم، وأن يبين لهم مغبة الظلم؛ لعل الله أن يهديهم على يده.
وقال مصطفى السباعي أحد زعماء الإخوان المسلمين:(فليس الإسلام دينًا معاديًا للنصرانية، بل هو معترف بها مقدّس لها..والإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي،ولا يعطي للمسلم حقًّا في الدولة أكثر من المسيحي، والدستور سينص على مساواة المواطنين جميعًا، في الحقوق والواجبات، ثمّ أقترح أربع مواد:(1) الإسلام دين الدولة الإسلامية، (2) الأديان السماوية محترمة ومقدسة، (3) الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية، (4) لا يحال بين مواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة. ا هـ (نقلاً من كتاب القطبية)
في فتاوى الجنة الدائمة فتوى رقم ( 19402):الدعوة إلى (وحدة الأديان) والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد، دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجر أهله إلى ردة شاملة، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه:{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُو} وقوله جل وعلا:{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}سابعا: وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله،والله جل وتقدس يقول:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}ويقول جل وعلا:{وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُون}َ
وسئل العلامة عبد العزيز بن باز:هل يكفر من يدخل كنائس النصارى،ويحترمهم، ويقول لهم:يا سماحة البابا،ويا قداسة البابا،ويقول لهم:يا صاحب السيادة لخام اليهود ،ويقول إنه ليس بيننا وبين اليهود أية عداوة دينية،بل القرآن حث على حبهم ومصافاتهم ، أنبئونا عن ذلك جزاكم الله خيرا؟
فأجاب :(هذا جهل كبير، فلا يجوز هذا الكلام ، لكنه لا يكون ردة عن الإسلام عندما يسلم عليه أو يدخل عليه إنما معصية أما إذا قال:ليس بين الإسلام وبين اليهود شيء ،فهذا كفر وردة، والله سبحانه وتعالي يقول : {لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالذِينَ أَشْرَكُوا} ، فبيننا وبينهم عداوة عظيمة، فمن يقول : إن الدين واحد ولا بيننا وبينهم عداوة ، فهذا جاهل مركب ، وضال مضل كافر، فالذي بيننا وبينهم العداوة، واليهود من أكفر الناس وأضلهم وأخبثهم وأشدهم عداوة للمسلمين )
وقال العلامة العثيمين: بعد مجيء محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- صار النصارى مثل اليهود بعد مجيء عيسى، يعني: قامت عليهم الحجة، فهم مغضوب عليهم ملعونون، كما لعن اليهود وغضب عليهم، قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (لعنة الله على اليهود والنصارى) ومع الأسف أنه يوجد الآن بيننا وفي بيوتنا خدم ومربيات كما يزعمون من أمة غضب الله عليها ولعنها والعياذ بالله! وإني لأعجب كيف تتردى أحوال المسلمين إلى هذه الحال، يربون أعداءهم بالمال وبالحفاوة، إلى حد أن وصل ضعف الدين ونقص العقل فصار الواحد يقول: إخواننا اليهود والنصارى -نعوذ بالله- إذا رأيت أن يكونوا إخوانك فأنت مثلهم. يقول: أصحاب الأديان الثلاثة السماوية، دين اليهود والنصارى هل هو قائم الآن؟ لا منسوخ. والذي نسخه هو الذي شرعه، رضيه لعباده ديناً في وقته وبعد مجيء الرسول عليه الصلاة والسلام لا يرضى إلا الإسلام، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ إذاً هي ليست ديانة قائمة الآن، لا قائم من هذه الأديان الثلاثة إلا دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. (جلسات رمضانية)
وقال الزنداني في كتاب توحيد الخالق:ثمرة هذا الإيمان هي الشعور بوحدة البشرية ووحدة دينها ووحدة رسلها ووحدة معبودها
وقال :الإيمان بالكتب السابقة ينقي روح المؤمن من التعصب الذميم ضد الديانات وضد المؤمنين بالديانات
قال العلامة النجمي رحمه الله:هل بقي لليهود والنصاري دين صحيح مع أن مافي كتبهم من الحق منسوخ بشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما فيها من الباطل فهو باطل وقد قرر الله في كتابه بطلان كل دين سوى الإسلام وردَّه وأخبر بعدم قبوله فقال الله تعالى{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }فمن لم يؤمن بهذه الحقيقة فهو كافر وقد قال علماء السنة: من لم يكفر الكافر فهو كافر، لأنه كذب الله في خبره عن أهل الكتاب أنهم كفار،ولا أدري كيف عمي المقررون لوحدة الأديان عن الحقائق الإيمانية الثابتة بالأدلة القرآنية. (مقدمته للصبح الشارق)
وقال شيخنا العلامة يحيي بن علي الحجوري بعد أن ذكر كلام الزنداني هذا:هذا كلام خطير جداً،معناه أن روح المؤمن ترضى بالديانات كلها ولا تتعصب لدين الإسلام وأن الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين تعصب مذموم عنده وهذه دعوة جلية واضحة إلى وحدة الأديان،...وقال حفظه الله:وقد تناكد هذا الرجل وأمثاله من المدسوسين فصحح طريقة اليهود والنصارى بقوله ماداموا على الطريق الصحيح ووالله إن هذا القول يتضمن تكذيب كلام رب العالمين فهو سبحان يقول هم ضالون،والزنداني يقول هم على الطريق الصحيح،...وله كلام كثير في رده على الزنداني فليرجع الصبح الشارق على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق وقد قال عنه العلامة النجمي أنه رداً مفحماً
تنبيه:قال العلامة العثيمين :الذي نرى أن نسمي النصارى بالنصارى كما سماهم الله عز وجل وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين، كانوا يسمونهم: اليهود والنصارى؛ لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ولو باللفظ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم .(لقاءات الباب المفتوح)
وقال رحمه الله:خلاصة القول أن نسبة النصارى إلى المسيح عيسى ابن مريم نسبة يكذبها الواقع، لأنهم كفروا ببشارة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وهو محمد،صلى الله عليه وسلم، وكفرهم به كفر بعيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام. (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)
وقال العلامة ابن باز:الأولى أن يقال لهم نصارى كما سماهم الله سبحانه وتعالى,قال تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ}الآية(مجموع فتاوى ومقالات ابن باز)
وقال العلامة الفوزان: ويسمّون بالنصارى، أما أن يسمّوا بالمسيحيين كما عليه النّاس الآن فهذا غلط، لأنه لا يقال: المسيحيون إلاّ لمن اتبع المسيح عليه السلام، أما الذي لم يتبعه فإنه ليس مسيحيًّا، وإنما هو نصراني، فاسمهم في الكتاب والسنّة: النصارى،كما أن اليهود نفروا من الاسم الخاص بهم في الكتاب والسنّة وهو اليهود فسموا أنفسهم إسرائيل، وإسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام فليسوا هم إسرائيل،وإنما هم اليهود. هذا هو اللفظ الموضوع لهم، الذي رُبطت به اللعنة والغضب من الله سبحانه وتعالى بسبب كفرهم بالله وعنادهم وتعنتّهم،فهم اليهود نعم، يُقال:بنو إسرائيل كما سمّاهم الله بذلك لأنهم من ذرية يعقوب عليه السلام في الغالب ،وفيهم أناس يهود ليسوا من ذرية إسرائيل، لكن الغالب عليهم أنهم من بني إسرائيل وعلى كل حال؛ لا يجوز أن يُقال:إسرائيل وإنما يُقال:اليهود،أو يقال:بنوا إسرائيل. (إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد)
وفي الأخير نسأل الله السلامة والعافية
كتبه :
أبو صهيب عبد العليم بن علي بن شرف المُشرع الصِلوي
اليمن ـ بيت الفقيه ـ مسجد الغرباء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعز الإسلام وأهله وأذل الباطل وحزبه والصلاة والسلام على من بعثه الله محذراً البشر من اليهود والنصارى وكل من كفر ومن سلك طريقه عليه الصلاة والسلام يسعد يوم المفر
أما بعد:فإنه مما يؤسف ويدهش أن يوجد في المسلمين بل وممن يدعي العلم والصلاح من يدافع عن أعداء الدين ومن أولئك كثير من زعماء الإخوان المسلمين فأحببنا في هذا البحث المختصر ذكر بعضه والكلام على هذا يطول ونقل كلام العلماء عليه كثير ونحن أردنا الاختصار مع أن نقل هذا الكلام كافٍ لقبحه وسفهه
قال حسن البنا:أقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية؛لأن القرآن حضَّ على مصافاتهم ومصادقتهم,والإسلامُ شريعةٌ إنسانيةٌ قبل أن يكون شريعةً قوميةً,وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً...(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ)"(1/410)
وقال القرضاوي وقال: إنَّ العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط لا من أجل الدين . وقال:إنَّ مودَّة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها وقال: المعركة بيننا وبين اليهود ليست معركة من أجل العقيدة بل من أجل الأرض. وقال:لا نُقاتل الكفار لأنهم كفار,وإنما نُقاتلهم لأنهم اغتصبوا أرضنا وديارنا وأخذوها بغير حقٍّ. (نظرات في كتابات القرضاوي)
وقال:جهادنا مع اليهود ليس لأنَّهم يهود، ولا نرى هذا نحن لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة؛ إنما نقاتلهم من أجل الأرض، ولا نقاتل الكفار لأنهم كفار؛وإنما لأنهم اغتصبوا أرضنا وديارنا، وأخذوها بغير حق. (رسالة أخوية)
وقال عمرو خالد:(ليست مشكلتنا مع الديانة اليهودية الديانة اليهودية مثل بقية الديانات بل هي ديانة ثانوية نحن نحترمهم مشكاتنا أنهم أخذوا أرضنا اخذوا مقدساتناذبحوا إخواننا...(مسجل بصوته) قلت :انظر أخا الإسلام إلى هذه العبارات والكلمات مسقاها واحد وهو الود للأعداء والمحبة لهم إذا كان هؤلاء الشيوخ فكيف ينشأ الطلاب، وحسبنا الله ونعم الوكيل
سئل سماحة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله عن هذا الكلام:ما حكم الشرع فيمن يقول : إن خصومتنا مع اليهود ليست دينية،وقد حث القرآن على مصافاتهم ومصادقتهم ،وجعل بيننا وبينهم اتفاقا...ماحكم الشرع في هذه المقولة يا شيخنا؟
فأجاب رحمه الله :(هذه مقالة باطلة خبيثة، اليهود من أعدى الناس للمؤمنين ، هم من أشر الناس ، بل هم أشد الناس عداوة للمؤمنين مع الكفار،كما قال تعالي:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ َأشْرَكُوا}،فاليهود والوثنيون هم أشد الناس عداوة للمؤمنين وهذه المقالة مقالة خاطئة، ظالمة، قبيحة، منكرة . . والدعوة إلى الله بالحسنى ليست خاصة باليهود ولا بغيرهم ، بل الدعوة إلى الله مع اليهود ومع الوثنيين ومع الشيوعيين ومع غيرهم،يقول الله جل وعلا{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَِ الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}،هذا عام للكفار ولغير الكفار قال تعالى:{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}،ليس خاصا بهم،ولكن من باب التنبيه على أنهم وإن كانوا يهودا أو نصارى فإنهم يجادلون بالتي هي أحسن ، لأن هذا أقرب إلى دخولهم في الإسلام وإلى قبولهم الحق،إلا إذا ظلموا...{إلا من ظلم}،الظالم له ما يستحق من الجزاء فالحاصل :أن الدعوة بالتي هي أحسن عامة لجميع الكفار ولجميع المسلمين،الدعوة بالتي هي أحسن ليست خاصة باليهود ولا بالنصارى ولا بغيرهم فهذا الكلام الذي نقلته عن هذا الشخص، هذا غلط نسأل الله للجميع الهداية.
وسئل العلامة الفوزان عن هذا فقال: هذا الكلام فيه خلط وتضليل، اليهود كفار،وقد كفَّرهم الله تعالى ولعنهم، وكفّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعنهم، قال تعالى :{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيل }
وقال صلى الله عليه وسلم:(لعنة الله على اليهود والنصارى )وقال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }
وقال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } فعداوتنا لهم دينية ولا يجوز لنا مصادقتهم،ولا محبتهم؛لأن القرآن نهانا عن ذلك،كما في الآية التي سبق ذكرها (الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجَْدِيدَة)
وقال القرضاوي:أنا أقول إخواننا المسيحيين, البعض ينكر عليَّ هذا، كيف اقول (إخواننا)؟! (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجهٍ آخر
وقال:من هنا نقول : إنه لا ضرورة للتمسك بلفظ "الجزية" الذي يأنف منه إخواننا النصارى في مصر وأمثالهم في البلاد العربية والإسلامية، والذين امتزجوا بالمسلمين.
وقال: ليست عبارة "أهل الذمة" عبارة ذم أو تنقيص،بل هي عبارة توحي بوجوب الرعاية والوفاء، تدينًا وامتثالا لشرع الله.وإذا كان الإخوة المسيحيون يتأذون من هذا المصطلح، فليغير أو يحذف، فإن الله لم يتعبدنا به
وقال الزنداني : موقفنا من إخواننا المسيحيين في مصر والعالم العربي موقف واضح وقديم ومعروف لهم ما لنا وعليهم ما علينا وهم شركاء في الوطن, وأخوةٌ في الكفاح الوطني الطويل لهم كل حقوق المواطن المادي منها والمعنوي, المدني منها والسياسي, ومن قال غير ذلك فنحن براء منه ومما يقول ويفعل. (نقلاً من رسالة أخوية للحاشدي)
سئل فضيلة العلامة العثيمين: عن وصف الكافر بأنه أخ؟
فأجاب بقوله:لا يحل للمسلم أن يصف الكافر أيّاً كان نوع كفره سواءكان نصرانياً، أم يهودياً، أم مجوسياً،أم ملحداًلا يجوز له أن يصفه بالأخ أبداً،فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير. فإنه لا أخوة بين المسلمين وبين الكفار أبداً، الأخوة هي الأخوة الإيمانية كما قال الله عز وجل:(إنما المؤمنون إخوة(. وإذا كانت قرابة النسب تنتفي باختلاف الدين فكيف تثبت الأخوة مع اختلاف الدين وعدم القرابة؟ قال الله عز وجل عن نوح وابنه لما قال نوح،عليه الصلاة والسلام،:(رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)فلا أخوة بين المؤمن والكافر أبداً،بل الواجب على المؤمن ألا يتخذ الكافر ولياً كما قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق).فمن هم أعداء الله؟ أعداء الله هم الكافرون. قال الله تعالى: (من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين)وقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(مجموع فتاوى ورسائل عثيمين)
وسئل رحمه الله: أنا مقيم في الأردن في منزل معظم سكانه من الإخوة المسيحيين نأكل ونشرب مع بعضهم فهل صلاتي وعيشي معهم باطل أرجو من الشيخ إفادة حول هذا؟
فقال: قبل الإجابة على سؤاله أود أن أذكر له ملاحظة أرجو أن تكون جرت على لسانه بلا قصد وهي قوله أعيش مع الإخوة المسيحيين فإنه لا أخوة بين المسلمين وبين النصارى أبداً الإخوة هي الإخوة الإيمانية كما قال الله عز وجل إنما المؤمنون أخوة وإذا كانت قرابة النسب تنفى مع اختلاف الدين فكيف تثبت الإخوة مع اختلاف الدين وعدم القرابة قال الله عز وجل عن نوح وابنه لما قال نوح عليه الصلاة والسلام{ رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } فلا أخوة بين المؤمن والكافر أبداً بل الواجب على المؤمن أن لا يتخذ الكافر ولياً كما قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} فمن هم أعداء الله أعداء الله هم الكافرون قال الله{مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} وقال سبحانه وتعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} فلا يحل للمسلم أن يصف الكافر أياً كان نوع كفره سواء كان نصرانياً أم يهودياً أم مجوسياً أم ملحداً دهرياً لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبداً فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير ولا يعني ذلك حينما نقول هذا أنه لو كان أخاً لك في النسب حقيقة أن أخوته تنتفي أعني أخوته النسبية بل إن أخوته النسبية ثابتة إذا كان أخاً لك مثل أن يكون من أولاد أمك أو أولاد أبيك لكن أخوة تكون أخوة ربط بينك وبينه هذه لا تجوز أبداً وأما الجواب على سؤاله فإن الذي ينبغي للإنسان أن يبتعد عن مخالطة غير المسلمين يبتعد عنهم لأن مخالطتهم تزيل الغيرة الدينية من قلبه وربما تؤدي إلى مودتهم ومحبتهم وقد قال الله تعالى { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْإِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. (فتاوى نور على الدرب)
و قال العلامة الفوزان:سمعت بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في إذاعة عربية يقول عن النصارى:إنهم إخواننا !ويا لها من كلمة خطيرة!!وكما أن الله سبحانه حرم موالاة الكفار أعداء العقيدة الإسلامية؛فقد أوجب سبحانه موالاة المؤمنين ومحبتهم؛قال تعالى:{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}وقال تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }وقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }فالمؤمنون إخوة في الدين والعقيدة، وإن تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم؛قال تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }فالمؤمنون من أول الخليقة إلى آخرها مهما تباعدت أوطانهم وامتدت أزمانهم إخوة متحابون؛يقتدي آخرهم بأولهم،ويدعوا بعضهم لبعض، ويستغفر بعضهم لبعض . (كتب العقيدة )
وقال حسن البناء:وليست حركة الإخوان موجَّهة ضد عقيدة من العقائد أو دين أو طائفة من الطوائف, إذ أن الشعور الذي يهيمن على القائمين بِها أن القواعد الأساسيَّة للرسالات جميعاً قد أصبحت مهددة الآن بالإلحادية وعلى الرجال المؤمنين بِهذه الأديان أن يتكاتفوا ويوجِّهوا جهودهم إلى إنقاذ الإنسانية من هذا الخطر, ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانب النُّزلاء في البلاد الإسلامية ولا يضمرون لهم سوءاً, حتى اليهود المواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق الطيبة (نقله السيسي في كتابه"قافلة الإخوان)". (1/211)
وقال الغزالي :فإننا نحب أن نمد أيدينا وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إلى كل دعوة تؤاخى بين الأديان وتقرب بينها وتنتزع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق. إننا نقبل مرحبين على كل وحدة توجه قوى المتدينين إلى البناء لا الهدم وتذكرهم بنسبهم السماوي الكريم،..إلى أن قال بل ستبقى الأديان كما هي،وسنستفيد الكثير من هذا التعاون. وفى حدوده الواسعة نحب أن نقرر ما يلي:
أن ما يقدسه أتباع دين ما، لا يكره عليه أتباع دين آخر. فاليهود لا يرغمون على الإيمان بعيسى ، والنصارى لا يرغمون على الإيمان بمحمد. ومهما اعتبر المعتنقون لدين أن ما لديهم حق وأن ما لدى غيرهم باطل، فلا مجال لإقحام هذا فى ميدان الحياة العامة، واستغلاله فى إيقاع المظالم والاضطهادات... والأديان من مصادرها الثابتة تحترم هذه القاعدة كل الاحترام ومن الإنصاف كذلك ألا نكلف أتباع دين ما بأن ينزلوا عن تعليم من تعاليم كتابهم، أو وصية من وصايا نبيهم ليكون هذا التنازل عربون المودة لغيرهم، وإلا كان هذا التكليف معناه تغليب دين، ونصر أمة على أمة!.. ومحور التفاهم يدور على الاحترام المتبادل لا الاستهانة...هذه أسس نضعها لإقامة تعاون مشترك بين أهل الأديان السماوية ونحب أن نقول في صراحة إن هناك أسسا أخرى لجمع المنتسبين إلى الأديان في صعيد واحد وهذه الأسس معروفة بل مطبقة فعلا فى أكثر من قطر من أقطار العالم الرحب وهى تجمع بين اليهودي والنصراني والمسلم على أنهم جميعا أخوة سواء...إننا نستريح من صميم قلوبنا إلى قيام اتحاد بين الصليب والهلال .(كتاب من هنا نعلم للغزالي)
وقال القرضاوي:المسيحيين واليهود الموجودين الآن يعتبرون من أهل الكتاب ماداموا متمسكين بدينهم وطقوسه ولهم مالنا وعليهم ما علينا .(فتاوى القرضاوي)
قال العلامة العثيمين:من اعتقد أنه يجوز لأحد أن يتدين بما شاء وأنه حر فيما يتدين به فإنه كافر بالله - عز وجل - لأن الله تعالى يقول : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } . ويقول : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } . فلا يجوز لأحد أن يعتقد أن دينًا سوى الإسلام جائز يجوز للإنسان أن يتعبد به بل إذا اعتقد هذا فقد صرح أهل العلم بأنه كافر كفرًا مخرجًا عن الملة (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)
قال العلامة ابن باز:الدين الحق هو دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وسائر المرسلين , وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : نحن معاشر الأنبياء ديننا واحد رواه البخاري في صحيحه , أما ما سواه من الأديان الأخرى سواء كانت يهودية أو نصرانية أو غيرهما فكلها باطلة , وما فيها من حق فقد جاءت شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم به أو ما هو أكمل منه , لأنها شريعة كاملة عامة لجميع أهل الأرض , أما ما سواها فشرائع خاصة نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي أكمل الشرائع وأعمها وأنفعها للعباد في المعاش والمعاد كما قال الله سبحانه يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم
{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }الآية , وقد أوجب الله على جميع المكلفين من أهل الأرض اتباعه والتمسك بشرعه , كما قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر صفة محمد عليه الصلاة والسلام {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
وقال رحمه الله: الواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس أن يدخلوا في دين الله الذي هو الإسلام وأن يلتزموه , وأنه لا يسوغ لأحد الخروج عن ذلك لا إلى يهودية ولا إلى نصرانية ولا إلى غيرهما , بل المفروض على جميع المكلفين من حين بعث الله نبيه ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة هو الدخول في الإسلام والتمسك به , ومن اعتقد أنه يسوغ له الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى كليم الرحمن عليه الصلاة والسلام فهو كافر بإجماع أهل العلم , يستتاب وتبين له الأدلة فإن تاب وإلا قتل , عملا بما تقدم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل
وقال القرضاوي:نتحدث عن علم ولكن ليس من أعلام المسلمين علم أعلام المسيحية وهو الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة ومن حقنا أو من واجبنا أن نُقدِّم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم, وبعضهم أصدقاءٌ لنا.... نُقدِّم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحبر الأعظم.. نُقدِّم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تُذكر وتُشكر له.. وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه.... فكان مُخلصاً لدينه, وناشطاً من أعظم النشطاء في نشر دعوته, والإيمان برسالته, وكان له مواقف سياسية يعني تُسجَّل له في حسناته.... لا نستطيع إلاَّ أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويُثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية, وما خلَّف من عمل صالح, أو أثر طيِّب, ونُقدِّم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم، ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما, ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيراً .(مسجل بصوته وهو موجود)
قال العلامة ابن باز: لا يقول : غفر الله له ، ولا رحمه الله إذا كان الميت كافرا ، فلا يدعو للميت إذا كان كافرا ، ولكن يدعو للحي بالهداية
قال رحمه الله:في كلامه على النصارى فاتخاذه صاحبا وصديقا وجليسا وأكيلا فلا يجوز;لأن الله قطع بيننا وبينهم المحبة والموالاة،فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }وقال سبحانه:{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ }ومعنى (يوادون)أي يحبون.سورةالمجادله22
فالواجب على المسلم البراءة من أهل الشرك وبغضهم في الله. (فتاوى نور على الدرب)
وقال العلامة ابن عثيمين بعد أن ذكر المقدمة:أما بعد فقد بلغني أن بعض الناس ولاسيما النساء كانوا يدعون الله تعالى بالمغفرة و الرحمة لامرأة نصرانية ماتت في هذا الشهر جمادى الأولى سنة 1418 ه بحادث وربما يبكين على موتها، الدعاء بالمغفرة والرحمة لغير أموات المسلمين حرام مخالف لسبيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين آمنوا لقوله تعالى{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم}وكل من بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يؤمن بها فهو من أصحاب الجحيم سواء كان من المشركين الوثنيين أم من اليهود والنصارى أم من غيرهم؛لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم(والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة-يعني:أمة الدعوة- يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)أخرجه مسلم وإذا كان الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يستغفر لعمه أبي طالب مع أنه كان يدافع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وينصره فكيف بمن دونه وبمن لم يعرف منه نصر للمسلمين ولا دين الإسلام؟ ،فالواجب على المسلم ألا تحمله العاطفة على الوقوع فيم حرم الله عليه،وأن يتوب إلى الله تعالى مما وقع فيه من المخالفة وأن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا؛وأن يتبرأ من أعداء الله تعالى كفعل إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين استغفر لأبيه قال الله تعالى{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}وليعلم أن من مات على غير الإسلام فإنه لا ينفعه ما عمل من خير عام أو خاص{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِه} الآية وقالت(عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه قال لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)رواه مسلم ،عن سلمة بن يزيد الجعفي قال انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلنا : يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقرى الضيف وتفعل وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال لا) رواه أحمد وقال الهيثمي:رجاله رجال الصحيح. وإذا كان لاينفعه عمله فعمل غيره من باب أولى،وعلى هذا فلايحل الصدقة عنه ولا الأضحية ولا غيرها من القربات.أسأل الله أن يوفقنا جميعاًلما فيه رضاه واجتناب سخطه إنه سميع الدعاء.كتبه محمد الصالح العثيمين في 15جمادى الأولى سنة 1418ه . (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين )(25/498-500)
قلت:هذا الكلام من هذا الإمام على بعض العوام فكيف بمن يعده العوام إمام –ولكن إمام ضلال-يثني على من كان مجداً في تنصير المسلمين .
قال القرضاوي: من جهتنا نحن المسلمين مستعدون للتقارب, المهم أيضاً أن يكون عند الآخرين مثل هذه الروح فيعاملوننا بمثل ما نعاملهم به, ويقتربون منا بقدر ما نقترب منهم وقال:(هذه الآيات التي تنهى عن موادة الكفار ليست على إطلاقها ولا تشمل كل يهودي أو نصراني أو كافر ) (الحلال والحرام للقرضاوي)
وقال: أهل الذمة من أهل الكتاب لهم وضع خاص، والعرب منهم لهم وضع أخص، لاستعرابهم وذوبانهم في أمة العرب، وتكلمهم بلغة القرآن، وتشربهم للثقافة الإسلامية، واشتراكهم في المواريث الثقافية والحضارية للمسلمين بصورة أكبر من غيرهم، فهم مسلمون بالحضارة والثقافة، وإن كانوا مسيحيين بالعقيدة والطقوس، وهذا ما قلته منذ سنوات للدكتور لويس عوض حين زار قطر واشترك في ندوة في "نادي الجسرة" الثقافي، وطلب مني التعقيب عليها...
وقال القرضاوي: إن التسامح الديني والفكري له درجات ومراتب:
الدرجة الدنيا من التسامح:أن تدع لمخالفك حرية دينه وعقيدته،ولا تجبره بالقوة على اعتناق دينك أو مذهبك بحيث إذا أبى حكمت عليه بالموت أوالعذاب أو المصادرة أو النفي،أوغيرذلك من ألون العقوبات والاضطهادات فتدع له حرية الاعتقاد ولكن لا تمكنه من ممارسة واجباته الدينية التي تفرضها عليه عقيدته،والامتناع مما يعتقد تحريمه عليه
والدرجة الوسطى من التسامح:أن تدع له حق الاعتقاد بما يراه من ديانة ومذهب،ثم لا تضيق عليه بترك أمر يعتقد وجوبه أو فعل أمر يعتقد حرمته فإذا كان اليهودي يعتقد حرمة العمل يوم السبت، فلا يجوز أن يكلف بعمل في هذا اليوم؛لأنه لا يفعله إلا وهو يشعر بمخالفة دينه...ويحرم إحضار يهودي في سبته،وإذا كان النصراني يعتقد بوجوب الذهاب إلى الكنيسة يوم الأحد،فلا يجوز أن يمنع ذلك في هذا اليوم
والدرجة التي تعلو هذه في التسامح:ألا تضيق على المخالفين فيما يعتقدون حله في دينهم أو مذهبهم، وإن كنت تعتقد أنه حرام في دينك أو مذهبك...
ولا يتهموا بكثير من التعصب أو قليل؛ ذلك لأن الشيء الذي يحله دين من الأديان ليس فرضًا على أتباعه أن يفعلوه فإذا كان دين المجوسي يبيح له الزواج من أمه أو أخته فيمكنه أن يتزوج من غيرهما ولا حرج،وإذا كان دين النصراني يحل له أكل الخنزير...(فتاواه)
قال العلامة العثيمين:معاملة غير المسلمين على سبيل الموادة والمحبة والولاية محرمة لا تجد كما قال الله تعالى:{لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } و لقوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }ولقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} فالواجب على المسلم كراهة أعداء الله الذين هم أعداء له في الحقيقة وهم كل كافر أي كان نوع كفره سواء أن كان يهودياً أم نصرانياً أم مجوسياً أم دهرياً لا يؤمن بشيء فإن الواجب على المسلم بغضهم وكلما ابتعد عنهم كان أسلم لدينه وأصلح لقلبه لكن إذا ابتلي بهم بأن كانوا له شركاء في العمل فإنه لا حرج عليه أن يأكل معهم إذا لم يمكنه الإنفراد وفي هذه الحال ينبغي بل يجب عليه أن يدعوهم إلى الإسلام ويبين لهم محاسنه وما يدريك لعل الله يفتح على قلوبهم فيهديهم فإن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وكم من شخص يستبعد حصول الهداية لهؤلاء ولكن تأتي هدايتهم بأيسر ما يكون وإذا أخلص الإنسان الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وسلك طريق الحكمة في ذلك فإنه يوشك أن يوفق وأن يهدي الله على يديه خلقاً كثيراً نعم. (فتاوى نور على الدرب)
وقال رحمه الله:لا شك أن الذي يواد الكفار أكثر من المسلمين قد فعل محرما عظيما، فإنه يجب أن يحب المسلمين، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، أما أن يود أعداء الله أكثر من المسلمين، فهذا خطر عظيم، وحرام عليه، بل لا يجوز أن يودهم، ولو أقل من المسلمين لقوله تعالى:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ }وكذلك أيضا من أثنى عليهم ومدحهم وفضلهم على المسلمين في العمل وغيره، فإنه قد فعل إثما، وأساء الظن بإخوانه المسلمين،وأحسن بمن ليسوا أهلا لإحسان الظن، والواجب على المؤمن أن يقدم المسلمين على غيرهم في جميع الشئون في الأعمال وفي غيرها، وإذا حصل من المسلمين تقصير، فالواجب عليه أن ينصحهم، وأن يحذرهم، وأن يبين لهم مغبة الظلم؛ لعل الله أن يهديهم على يده. (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)
و في خطبة جمعة حول التدخين وفي الخطبة الثانية قال: (أيها الإخوة قبل أن أدع مقامي هذا أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية: العرب كانوا معلقين كل آمالهم على نجاح (بيريز) وقد سقط (بيريز) وهذا مما نحمد لإسرائيل، نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد من أجل مجموعة قليلة يسقط واحد والشعب هو الذي يحكم، ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس النسب التي تعرفها في بلادنا 99,99% ما هذا؟! إنَّها الكذب، والغش والخداع، لو أن الله عَرَضَ نفسَه على الناس ما أخذ هذه النسبة!! نحيي إسرائيل على ما فعلت ...وجعل يكررها)!. (مسجل بصوته وهو موجود)
سئل فضيلة العلامة العثيمين رحمه الله عن هذاالقول، فأجاب:(نعوذ بالله،هذا يجب عليه أن يتوب،وإلا فهو مرتد ،لأنه جعل المخلوق أعلى من الخالق، فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يقبل عنه ذلك وإلا وجب على حكام المسلمين أن يضربوا عنقه). ا هـ
وسئل رحمه الله: عن حكم مودة الكفار، وتفضيلهم على المسلمين؟
فأجاب بقوله : لا شك أن الذي يواد الكفار أكثر من المسلمين قد فعل محرما عظيما، فإنه يجب أن يحب المسلمين، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، أما أن يود أعداء الله أكثر من المسلمين، فهذا خطر عظيم، وحرام عليه، بل لا يجوز أن يودهم، ولو أقل من المسلمين لقوله تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ } وكذلك أيضا من أثنى عليهم ومدحهم وفضلهم على المسلمين في العمل وغيره، فإنه قد فعل إثما، وأساء الظن بإخوانه المسلمين، وأحسن بمن ليسوا أهلا لإحسان الظن، والواجب على المؤمن أن يقدم المسلمين على غيرهم في جميع الشئون في الأعمال وفي غيرها، وإذا حصل من المسلمين تقصير، فالواجب عليه أن ينصحهم، وأن يحذرهم، وأن يبين لهم مغبة الظلم؛ لعل الله أن يهديهم على يده.
وقال مصطفى السباعي أحد زعماء الإخوان المسلمين:(فليس الإسلام دينًا معاديًا للنصرانية، بل هو معترف بها مقدّس لها..والإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي،ولا يعطي للمسلم حقًّا في الدولة أكثر من المسيحي، والدستور سينص على مساواة المواطنين جميعًا، في الحقوق والواجبات، ثمّ أقترح أربع مواد:(1) الإسلام دين الدولة الإسلامية، (2) الأديان السماوية محترمة ومقدسة، (3) الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية، (4) لا يحال بين مواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة. ا هـ (نقلاً من كتاب القطبية)
في فتاوى الجنة الدائمة فتوى رقم ( 19402):الدعوة إلى (وحدة الأديان) والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد، دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجر أهله إلى ردة شاملة، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه:{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُو} وقوله جل وعلا:{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}سابعا: وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله،والله جل وتقدس يقول:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}ويقول جل وعلا:{وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُون}َ
وسئل العلامة عبد العزيز بن باز:هل يكفر من يدخل كنائس النصارى،ويحترمهم، ويقول لهم:يا سماحة البابا،ويا قداسة البابا،ويقول لهم:يا صاحب السيادة لخام اليهود ،ويقول إنه ليس بيننا وبين اليهود أية عداوة دينية،بل القرآن حث على حبهم ومصافاتهم ، أنبئونا عن ذلك جزاكم الله خيرا؟
فأجاب :(هذا جهل كبير، فلا يجوز هذا الكلام ، لكنه لا يكون ردة عن الإسلام عندما يسلم عليه أو يدخل عليه إنما معصية أما إذا قال:ليس بين الإسلام وبين اليهود شيء ،فهذا كفر وردة، والله سبحانه وتعالي يقول : {لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالذِينَ أَشْرَكُوا} ، فبيننا وبينهم عداوة عظيمة، فمن يقول : إن الدين واحد ولا بيننا وبينهم عداوة ، فهذا جاهل مركب ، وضال مضل كافر، فالذي بيننا وبينهم العداوة، واليهود من أكفر الناس وأضلهم وأخبثهم وأشدهم عداوة للمسلمين )
وقال العلامة العثيمين: بعد مجيء محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- صار النصارى مثل اليهود بعد مجيء عيسى، يعني: قامت عليهم الحجة، فهم مغضوب عليهم ملعونون، كما لعن اليهود وغضب عليهم، قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (لعنة الله على اليهود والنصارى) ومع الأسف أنه يوجد الآن بيننا وفي بيوتنا خدم ومربيات كما يزعمون من أمة غضب الله عليها ولعنها والعياذ بالله! وإني لأعجب كيف تتردى أحوال المسلمين إلى هذه الحال، يربون أعداءهم بالمال وبالحفاوة، إلى حد أن وصل ضعف الدين ونقص العقل فصار الواحد يقول: إخواننا اليهود والنصارى -نعوذ بالله- إذا رأيت أن يكونوا إخوانك فأنت مثلهم. يقول: أصحاب الأديان الثلاثة السماوية، دين اليهود والنصارى هل هو قائم الآن؟ لا منسوخ. والذي نسخه هو الذي شرعه، رضيه لعباده ديناً في وقته وبعد مجيء الرسول عليه الصلاة والسلام لا يرضى إلا الإسلام، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ إذاً هي ليست ديانة قائمة الآن، لا قائم من هذه الأديان الثلاثة إلا دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. (جلسات رمضانية)
وقال الزنداني في كتاب توحيد الخالق:ثمرة هذا الإيمان هي الشعور بوحدة البشرية ووحدة دينها ووحدة رسلها ووحدة معبودها
وقال :الإيمان بالكتب السابقة ينقي روح المؤمن من التعصب الذميم ضد الديانات وضد المؤمنين بالديانات
قال العلامة النجمي رحمه الله:هل بقي لليهود والنصاري دين صحيح مع أن مافي كتبهم من الحق منسوخ بشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما فيها من الباطل فهو باطل وقد قرر الله في كتابه بطلان كل دين سوى الإسلام وردَّه وأخبر بعدم قبوله فقال الله تعالى{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }فمن لم يؤمن بهذه الحقيقة فهو كافر وقد قال علماء السنة: من لم يكفر الكافر فهو كافر، لأنه كذب الله في خبره عن أهل الكتاب أنهم كفار،ولا أدري كيف عمي المقررون لوحدة الأديان عن الحقائق الإيمانية الثابتة بالأدلة القرآنية. (مقدمته للصبح الشارق)
وقال شيخنا العلامة يحيي بن علي الحجوري بعد أن ذكر كلام الزنداني هذا:هذا كلام خطير جداً،معناه أن روح المؤمن ترضى بالديانات كلها ولا تتعصب لدين الإسلام وأن الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين تعصب مذموم عنده وهذه دعوة جلية واضحة إلى وحدة الأديان،...وقال حفظه الله:وقد تناكد هذا الرجل وأمثاله من المدسوسين فصحح طريقة اليهود والنصارى بقوله ماداموا على الطريق الصحيح ووالله إن هذا القول يتضمن تكذيب كلام رب العالمين فهو سبحان يقول هم ضالون،والزنداني يقول هم على الطريق الصحيح،...وله كلام كثير في رده على الزنداني فليرجع الصبح الشارق على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق وقد قال عنه العلامة النجمي أنه رداً مفحماً
تنبيه:قال العلامة العثيمين :الذي نرى أن نسمي النصارى بالنصارى كما سماهم الله عز وجل وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين، كانوا يسمونهم: اليهود والنصارى؛ لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ولو باللفظ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم .(لقاءات الباب المفتوح)
وقال رحمه الله:خلاصة القول أن نسبة النصارى إلى المسيح عيسى ابن مريم نسبة يكذبها الواقع، لأنهم كفروا ببشارة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وهو محمد،صلى الله عليه وسلم، وكفرهم به كفر بعيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام. (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)
وقال العلامة ابن باز:الأولى أن يقال لهم نصارى كما سماهم الله سبحانه وتعالى,قال تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ}الآية(مجموع فتاوى ومقالات ابن باز)
وقال العلامة الفوزان: ويسمّون بالنصارى، أما أن يسمّوا بالمسيحيين كما عليه النّاس الآن فهذا غلط، لأنه لا يقال: المسيحيون إلاّ لمن اتبع المسيح عليه السلام، أما الذي لم يتبعه فإنه ليس مسيحيًّا، وإنما هو نصراني، فاسمهم في الكتاب والسنّة: النصارى،كما أن اليهود نفروا من الاسم الخاص بهم في الكتاب والسنّة وهو اليهود فسموا أنفسهم إسرائيل، وإسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام فليسوا هم إسرائيل،وإنما هم اليهود. هذا هو اللفظ الموضوع لهم، الذي رُبطت به اللعنة والغضب من الله سبحانه وتعالى بسبب كفرهم بالله وعنادهم وتعنتّهم،فهم اليهود نعم، يُقال:بنو إسرائيل كما سمّاهم الله بذلك لأنهم من ذرية يعقوب عليه السلام في الغالب ،وفيهم أناس يهود ليسوا من ذرية إسرائيل، لكن الغالب عليهم أنهم من بني إسرائيل وعلى كل حال؛ لا يجوز أن يُقال:إسرائيل وإنما يُقال:اليهود،أو يقال:بنوا إسرائيل. (إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد)
وفي الأخير نسأل الله السلامة والعافية
كتبه :
أبو صهيب عبد العليم بن علي بن شرف المُشرع الصِلوي
اليمن ـ بيت الفقيه ـ مسجد الغرباء
تعليق