(1)_ جواب عن الشبهة التي تدور في الساحة حول موقف الشيخ ربيع من الحزبية الجديدة
للأخ الفاضل
أبوحاتم يوسف بن العيد الجزائري حفظه الله
تفريغ المادة الصوتية
_...عما يتعلّق بمحاضرة أمس وأنّ من الشّبه التي تدور في الساحة وربّما اغتّر غير واحد من النّاس ، أنّ ما حصل من الفتنة التي في اليمن من تحزّب هؤلاء القوم الذين تصدّوا لأهل السنّة بدمّاج وعادوهم وعقدوا الولاء والبراء على أفكارهم وعلى ما يدعون إليه من آراء باطلة ومن تعصّبات للباطل ، فلمّا بيّن أهل السنة بدمّاج حال هؤلاء نصحا لهم ونصحا للإسلام والمسلمين ، قام من تعصّب لهم ومن دافع عنهم وشهّر أمرهم ووسّع دائرة الخلاف ، والأمر في ذلك أهون من هذا، إذ أنّ أهل السنّة بدمّاج أعلم بهؤلاء ، كيف وهم من طلاّب شيخ تلك الدّار" الشّيخ يحيى حفظه الله" فهو أعلم بهم ، وهو أعلم بحالهم ، وهو الذّي باشر سماع ورؤية أفكار هؤلاء وتعصّب هؤلاء، فصبر عليهم ونصح، فلمّا أَبَوْا إلّا العناد وإلاّ ركوب أهوائهم بيّن حالهم وطردهم لكي لا تعمّ الفتن من جرّاء تلك الأفكار الباطلة وتلك التعصّبات الباطلة ، فكلّ من قام بعد ذلك دفاعا عنهم إنّما يدافع بباطل ، وإنّما يدافع عن أهل الباطل سواء علم ذلك أم لم يعلمه ، وأهل السنّة لديهم موازين يسيرون عليها، وميزانهم الردّ عند الإختلاف إلى الكتاب والسنّة وإلى الحق، فإذا وجد كالشّيخ ربيع مثلا من يدافع عن هؤلاء أو غيره من أهل العلم ، نحن نردّ هذا الخلاف إلى الكتاب والسنّة على مامرّ ذكره أمس من الأدلّة ، وأنّه عند الردّ إلى الخلاف لايجوز لأيّ أحد أن يذهب إلى قول طائفة من أهل العلم وإن عظمت وإن كبر علمها بمجرّد إحسان الظنّ لا لكونه وافق الدّليل ، فيتبع قوله لا لكونه علم الدّليل على قوله ولكن لكونه عالما بارزا وأنّ مثله لا يخفى عنه ذلك.
الله عزّ وجلّ لم ينط قبول الحقّ ولم يعلّق قبول الحقّ بأحد وإنّما علقه باتّباع الدّليل، وإن كان هؤلاء أعلم النّاس ومن أولياء الله تعالى، يقول تعالى:( اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء). فكيفما كانت مرتبة هؤلاء الأولياء مع تقواهم وعلمهم ، الردّ إنمّا يكون للكتاب والسنّة وللحقّ ، ولذلك عدّ أهل العلم من الضّلال ومن الإنحراف القول بقول القائل من غير النظر في دليله، إذ الواجب النّظر في الأدلّة لا إلى من قال، إذ العلماء إنّما هم أدلّة على الحقّ وليسوا هم الحقّ، العلماء إنّما هم وسائل وأدلّة يوصل بها إلى الحقّ وليسوا هم الحقّ نفسه كما ذكر ذلك الإمام الصنعاني وغيره ، وإذا رجعت إلى حقيقة ما حصل تجد الأدلّة القائمة والشهادات المتواترة والأدّلة الصادعة والبيّنات الواضحات على انحراف هؤلاء القوم الذين ثاروا على أهل السنّة، وتجد في المقابل أنّ من دافع إنمّا يدافع عن حسن ظنّ ، ولا يتعدّى دفاعه وتعديله عمّا يسمّى بالتعديل المبهم والتوثيق الإجمالي.
والتوثيق الإجمالي: كأن يأتي من يجرّح شخصا بالأدلّة والبراهين أو يجرّح جماعة بالأدلّة والبراهين ، ثم يأتي من يعدّل هذه الجماعة أو هذا الشخص بتوثيق عام فيقول: هذا سنّي، نظرت فلم أجد إلاّ كونه سنيّا، هذا رأيته خالصا مثل الذّهب ، هذا مثله لا يَرُدُّ الأدلّة كما سبق ذكره من الأدلّة ، ولذلك ضبط العلماء المسألة بأنّ الجرح المفسّر المدلّل المبرهن عليه من أهله من أهل الشأن مقدّم على تعديل المعدّلين وإن كانوا هم الكثرة وإن كانوا هم الأعلم ، لأنّ كثرتهم وعلمهم لا ينقض الدّليل، وإنمّا ينقض الدّليل دليل مثله، إمّا يبيّنوا وهم هذا الإستدلال وإمّا أن يبيّنوا خطأه ، ولذلك ذكر ابن الوزير رحمه الله وغيره من الأئمّة أنّ الذي يردّ به الجرح المفسّر هو التعديل الجامع لشرائط المعارضة، فإذا أتى مثلا من جرّح شخصا لكونه قتل فلانا، كيف يردّ هذا الجرح؟ لا يردّ إلاّ ببيان وهم هذا الشخص أو ببيان خطئه بهذا النقل، فيأتي مثلا المعدّل بتعديل جامع لشرائط المعارضة فيقول: هذا الذي جرّحته بقتل فلان ، أنا رأيت المقتول اليوم مثلا، فهذا يدلّ على وهم ذلك المجرّح، ولابدّ أن يكون ذلك مفصّلا مع أدلّة هذا المجرّح، فإذا جرّحه بعشرة أدلّة لا بدّ أن ينقض له تلك الأدلّة كلّها.
وإذا رأينا في هذه الفتنة الحاصلة، لم نر من تعرّض إلى هذا كليّا ولاردّ شيئا ممّا أقامه أهل السنّة هناك على ضلال هؤلاء وهاته الفرقة ، وإنّما تجد من يخرج عن محّل النزاع ويذهب إلى أمور خارجة عن هذه المسألة ويقول أنت فعلت كذا وقلت كذا.
المسألة ومحلّ النّزاع هو قول فلان وفعل فلان، ناقشني في هذه المسألة، إن بيّنت وهمي فيها أوخطئي فيها ، كان لك القول بعد ذلك ، وإلاّ فما عليك إلاّ الإنقياد للدّليل ، إذ هذا الذي أمرنا باتّباعه.
ــــــــــــــــ
(1)_ الكلمة هي إجابة عن سؤال وجه للأخ الفاضل أبو حاتم يوسف بن العيد الجزائري حفظه الله بعد أن ألقى محاضرة عن الفتنة الواقعة في اليمن.
الله عزّ وجلّ لم ينط قبول الحقّ ولم يعلّق قبول الحقّ بأحد وإنّما علقه باتّباع الدّليل، وإن كان هؤلاء أعلم النّاس ومن أولياء الله تعالى، يقول تعالى:( اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء). فكيفما كانت مرتبة هؤلاء الأولياء مع تقواهم وعلمهم ، الردّ إنمّا يكون للكتاب والسنّة وللحقّ ، ولذلك عدّ أهل العلم من الضّلال ومن الإنحراف القول بقول القائل من غير النظر في دليله، إذ الواجب النّظر في الأدلّة لا إلى من قال، إذ العلماء إنّما هم أدلّة على الحقّ وليسوا هم الحقّ، العلماء إنّما هم وسائل وأدلّة يوصل بها إلى الحقّ وليسوا هم الحقّ نفسه كما ذكر ذلك الإمام الصنعاني وغيره ، وإذا رجعت إلى حقيقة ما حصل تجد الأدلّة القائمة والشهادات المتواترة والأدّلة الصادعة والبيّنات الواضحات على انحراف هؤلاء القوم الذين ثاروا على أهل السنّة، وتجد في المقابل أنّ من دافع إنمّا يدافع عن حسن ظنّ ، ولا يتعدّى دفاعه وتعديله عمّا يسمّى بالتعديل المبهم والتوثيق الإجمالي.
والتوثيق الإجمالي: كأن يأتي من يجرّح شخصا بالأدلّة والبراهين أو يجرّح جماعة بالأدلّة والبراهين ، ثم يأتي من يعدّل هذه الجماعة أو هذا الشخص بتوثيق عام فيقول: هذا سنّي، نظرت فلم أجد إلاّ كونه سنيّا، هذا رأيته خالصا مثل الذّهب ، هذا مثله لا يَرُدُّ الأدلّة كما سبق ذكره من الأدلّة ، ولذلك ضبط العلماء المسألة بأنّ الجرح المفسّر المدلّل المبرهن عليه من أهله من أهل الشأن مقدّم على تعديل المعدّلين وإن كانوا هم الكثرة وإن كانوا هم الأعلم ، لأنّ كثرتهم وعلمهم لا ينقض الدّليل، وإنمّا ينقض الدّليل دليل مثله، إمّا يبيّنوا وهم هذا الإستدلال وإمّا أن يبيّنوا خطأه ، ولذلك ذكر ابن الوزير رحمه الله وغيره من الأئمّة أنّ الذي يردّ به الجرح المفسّر هو التعديل الجامع لشرائط المعارضة، فإذا أتى مثلا من جرّح شخصا لكونه قتل فلانا، كيف يردّ هذا الجرح؟ لا يردّ إلاّ ببيان وهم هذا الشخص أو ببيان خطئه بهذا النقل، فيأتي مثلا المعدّل بتعديل جامع لشرائط المعارضة فيقول: هذا الذي جرّحته بقتل فلان ، أنا رأيت المقتول اليوم مثلا، فهذا يدلّ على وهم ذلك المجرّح، ولابدّ أن يكون ذلك مفصّلا مع أدلّة هذا المجرّح، فإذا جرّحه بعشرة أدلّة لا بدّ أن ينقض له تلك الأدلّة كلّها.
وإذا رأينا في هذه الفتنة الحاصلة، لم نر من تعرّض إلى هذا كليّا ولاردّ شيئا ممّا أقامه أهل السنّة هناك على ضلال هؤلاء وهاته الفرقة ، وإنّما تجد من يخرج عن محّل النزاع ويذهب إلى أمور خارجة عن هذه المسألة ويقول أنت فعلت كذا وقلت كذا.
المسألة ومحلّ النّزاع هو قول فلان وفعل فلان، ناقشني في هذه المسألة، إن بيّنت وهمي فيها أوخطئي فيها ، كان لك القول بعد ذلك ، وإلاّ فما عليك إلاّ الإنقياد للدّليل ، إذ هذا الذي أمرنا باتّباعه.
ــــــــــــــــ
(1)_ الكلمة هي إجابة عن سؤال وجه للأخ الفاضل أبو حاتم يوسف بن العيد الجزائري حفظه الله بعد أن ألقى محاضرة عن الفتنة الواقعة في اليمن.
تعليق