[صوتي ومفرغ]أسئلة من حضرموت حول ما يسمى بــ ( الختومات في ليالي رمضان الوترية ) أجاب عنها خليفة الإمام الوادعي رحمه الله

[أبو أنس هشام بن صالح المسوري]

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فضيلة الشيخ المحدث العلامة أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد:
اعتاد الناسُ عندنا في حضرموت, خاصةً الصوفية ومن تأثر بهم من العوام, جعلُ لياليِ الختومات في ليالي رمضان الوترية.
وتبدأ هذه الختومات من الليلة السابعة إلى آخر الشهر, وهذه الختومات تعملُ في غالبِ القرى ومساجدِ الصوفية, ويحصلُ في هذه الختومات أمور كثيرة, منها:
1- أنها أُسِست لقبورِ وأولياءِ الصوفية ــ زعموا ــ حتى إنه يُسمى بختمِ قبرِ كذا وكذا.
2- قبل البدءِ في الختمِ يُؤذنون!!! وبعد الانتهاء منه يُؤذنون مرةً ثانية!!!
3- تأخيرُ صلاةِ العشاءِ جداً في هذه الليلة خاصةً, وفي هذا المسجدِ بالذات.
4- يكون الختم داخل المسجد, فيُضربُ فيه بالدفِ وغيره!!! ويُؤتى بقصائد يتمايلون عليها.!!!
5-اعتقادُ أَنَّ صلاة التراويح في المسجدِ الذي فيه الختم أفضل من غيره حتى يمتلئ المسجد إلى الخارج!!!
6-اجتماع الرجال والنساء داخل المسجد الذي فيه الختم, وهذا العمل يُوجد في بعض مناطق حضرموت.
7-في العصر وبين مغرب وعشاء يُقام سوقٌ حول المسجدِ الذي فيه الختم, ويحصل اختلاط بين الجنسين صغاراً وكبارا.
8-في ليالي الختومات يجتمع عددٌ كبيرٌ من النِساء في بيتٍ حول المسجد الذي فيه الختم, ويفعلن بما يُسمى((بالترازيح)) ويرفعن أصواتهن بأراجيز تسمع من خارج البيت.
9-يدورُ الأطفال في تلك الليلة على البيوت ويسألون أهلها المال والحلويات!!! خاصةً عند من وُلِد له مولودٌ في هذا العام!!! أو وصل له مسافرٌ!!! أو تزوج هو أو أحد أبنائه في هذا العام!!! ويرددون أراجيز أثناء دورانهم على البيوت.
10-وفي ليلة الختومات يُخصص الإفطار في البيوت المجاورة لهذا المسجد!!!
فما حكم هذا التفطير وما حكم حضوره؟
وإذا لم يحضر الشخص وأُرِسل إليه طعامٌ إلى بيته, فهل يأكل منه؟
في بعض المناطق من حضرموت هذه الأشياء تُرِكت والحمدُ لله, والفضل لله ثم بفضل ظهور دعوة أهل السنة والجماعة؛ ولكن بقيت الليلة التي يُخصصَ فيها الختم, فهل يأخذ نفس الحكم؟
ومن العادات أيضاً عندنا في حضرموت في هذا الشهر المبارك:
أنه إذا دخل الشهر, يهنئ الأقارب بعضهم بعضاً بدخوله, ويقولون: (( شهر مبارك)).
وكلُ واحدٍ يذهب إلى بيت قريبه وربما تجتمع القبيلة كلها عند صاحبِ بيتٍ في ليلةٍ, ثم في الليلة الأخرى يُذهبُ عند الأخر!!!
فهل تعلمون لهذا الفعل أصلاً من الكتاب والسنة أو فعل السلف؟
وكيف يُتعامل مع الأقارب في هذين الأمرين, لأن السني إذا ترك هذا الأمر يتهمونه بأنه قطعهم وهجرهم في شهرٍ مباركٍ.

ووفقكم الله

سجلت هذه المادة
ليلة الخميس
4 / رمضان 1432هـ

للتحميل والإستماع من موقع الشيخ ( آرإم )
من هنا

ومن الخزانة العلمية ( إم بي ثري )
من هنا

[أبو عبد الواحد غانم بن مسلم]

أسئلة من حضرموت حول ما يسمى بــ ( الختومات في ليالي رمضان الوترية ) أجاب عنها خليفة الإمام الوادعي رحمه الله



الجواب : اجتمع فيما ذُكِرَ عدةُ محاذير :
المحذور الأول : أن هذه الختومات أسست على غير التقوى من أول يوم ، أسست على حسب ما ذكر في السؤال : على قبور أولياء الصوفية!! ختم قبر كذا ومسجد كذا ، هذه بدعة صوفية وهم لا يتحرون في دين الله عز وجل .
ثانياً : هذه البدعة التي يسمونها بالختم سواء في آخر الشهر أو في أوله أو في وسطه كلها مما لا دليل عليه وكلها مما يدخل في قول النبي صلى الله عليه واله وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»
ثالثاً : الأذان في هذه البدعة قبل وبعد أيضاً : إضافة شرع لم يأذن به الله ، الأذان يكون للنداء للصلاة أما في هذا الموضع فهو من المحدثات!!
رابعاً : تأخير صلاة العشاء عن منتصف الليل : تأخيرٌ لها عن وقتها والله يقول : إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً النساء[103] ووقتها الاختياري إلى منتصف الليل والاضطراري إلى قبل طلوع الفجر الصادق وليس هناك اضطرار عند هؤلاء .
خامساً : الضرب بالدفوف في المساجد !! : من عدم تعظيم شعائر الله ، والله تعالى يقول : فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ، رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ النور [36 ـ 37] إنما بنيت المساجد لذكر الله ، فالضرب بالدفوف فيها لا يجوز وليس هذا من تعظيم شعائر الله ، والمساجد لها أحكام كثيرة ومن تلك الأحكام أن تجنب ما يزعج المصلين قال النبي صلى الله عليه واله وسلم : «لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن فكلكم يناجي ربه» فكيف بالضرب فيها بالدف ؟!! والبيع والشراء فيها لا يجوز!! ولها أحكام تخصها وقد صنف فيها العلماء كالزركشي وغيره.
والضرب بالدف للرجال أصلاً وفصلاً لا يجوز عند جمهور أهل العلم فضلاً أن يكون في المسجد ويتراقصون في بيت من بيوت الله تعالى .
سادساً : لا أصل لاعتقاد أن صلاة التراويح أفضل في مسجد الختم!! إنما هذا من ترويج الصوفية ومن دعاياتهم وتلفيقاتهم وبدعهم وضلالاتهم .
سابعاً : ومن المحاذير المذكورة وجود النساء مع الرجال واختلاط الرجال بالنساء في ذلك السوق أو في مكان الختم وقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم : «إياكم والدخول على النساء» ، قالوا : يا رسول الله أفرأيت الحمو؟!! قال : «الحمو الموت» ، والله تعالى يقول: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ الأحزاب [53]

والسؤال المذكور هنا : حكم حضور تلك الدعوات بعد إزالة ما قد حصل أو بعض ما حصل؟!
ننصحهم بترك ذلك الاجتماع فإن هذا أثره غير شرعي!! فإنه قد قال رجل : يا رسول الله أريد أن أنحر إبلاً ببوانة فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : " هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ " قال : لا ، قال : " فهل كان فيه عيد من أعيادهم ؟ " قال : لا ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : " أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم " فقد استفسر النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذين الأمرين وهذا المذكور الآن كونهم يجتمعون على إثر بدعةٍ الواجب إزالة البدعة وإزالة أثرها وعدم التشبه بأهل الأهواء وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ الحشر[19] والناس بحاجة إلى تعليم دين الله فإنَّ عندهم من الرواسب والآثار ما يحتاجون فيها إلى تعليم وتربية صحيحة صافية نقية لا سيما في تريم والأماكن التي عشعش فيها التصوف وباض فيها وفرَّخ!! وغير ذلك من أماكن الرفض والبدع والمخالفات ولكن برفقٍ ولين .
ومن أعطوه طعاماً وأكل لا تثريب عليه باعتبار أن أصل الطعام ليس محرمًا ، ومن اعتذر لهم أنه لا يريد ذلك حتى يتركوا هذا الفعل الذي يحدثونه تشبهًا بأهل الأهواء فهذا قد يكون زجراً لمن قد ينزجر ، والأولى النصح .
ولا بأس إذا أكل الطعام ونصح ، ويقول لهم : نحن أكلناه باعتبار إهداؤه وننصحكم بترك ذلك وفي مرات أخرى لا نحب أن تفعلوا وإن فعلتم لنا حق أن لا نشارككم ونحن وأنتم مسلمون يجب علينا التقيد بأدلة الشرع .
ثامناً : ما جاء في السؤال أن الأطفال يدورُن في تلك الليلة على البيوت ويسألون أهلها المال والحلويات!!!... ويرددون أراجيز أثناء دورانهم على البيوت!! :
هذا يعتبر من التسول كون الأطفال يذهبون إلى أبيات مخصوصة .. كل هذا من التسول ومن العادات السيئة ويجب تعليم الأولاد العفة والصيانة والبعد عن مثل هذا .
وهذه عادات محرمة باطلة لا تحضر تلك الأماكن لقول الله عزوجل: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ، وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: «لا تشهدني على زور» اللهم إلا أن تكون ناصحاً برفق بأؤلئك الذين يفعلون هذه الأفاعيل وتذكر لهم حديث ثابت بن الضحاك الذي ذكرناه آنفاً ؛ أن هذا الاجتماع ليس بشرعي .
تاسعاً : التهنئة أيضاً في أول الشهر أو في وقت كذا وكذا من الشهر بقولهم : « شهر مبارك » ويذهبون إلى بيت كذا .. هذه مبالغة!! الذي شُرِعَ في رمضان أمور معلومة منها : قيامه ، وصيامه . أما هذا الفعل فهو من البدع .
والأقارب يتعامل معهم بالنصح وبالتعليم .. وبعيدًا عن هذه المخالفات الشرعية ويكون لمن دعاهم الأجر والمثوبة إن شاء الله إن استجابوا لذلك وإن لم يستجيبوا فكما قال الله تعالى : وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا سواء الأقارب أو غيرهم لا يُطاوَعون على مخالفة شرعية .
وما دام قد اجتثت كثير من هذه المخالفات ينبغي أن تجتث ما يليها أيضاً وما هي من آثارها من ذلك الاجتماع والتهاني وذلك التدوير على البيوت وما إلى ذلك لأنها كلها غير شرعية ونسال الله التوفيق .

قام بتفريغ الاجابة الاخ الفاضل ياسر بن عوض بن مسلم