بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبه أستعين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين و الصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين وآله وصحبه وسلم أجمعينأما بعد :
فإن البغي أمره عظيم ووقعه على النفوس أليم وقد أباح الله لمن ظلم أن يرد الظلم عن نفسه بالمثل فقال سبحانه وتعالى{ لاَّ يُحِبُّ الله الجهر بالسوء مِنَ القول إِلاَّ مَن ظُلِمَ } [ النساء : 148 ] وقال : { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } [ الشورى : 40 ]
بل وعد من انتصر بعد ظلمه ثم بغي عليه بالنصر والتأييد فقال سبحانه وتعالى : { ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [ الحج : 60]
فيا ويل الباغي من هذه الآية إن لم يعتبر ورحم الله من قال :
ولو علموا ما يعقب البغي قصروا *** ولكنهم لم يفكروا في العواقب
وجراحات اللسان أشد وأنكى من جراحات السنان وأحسن من قال :
جراحات السنان لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسان
وقال سبحانه وتعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر: 97-99].
هذا فإنه مما لا يخفى على كل سلفي غيور ما تمر به الدعوة السلفية بدماج الأبية خاصة وفي اليمن الميمون عامة من ظلم البعيد وبخس القريب وبغي العنيد ونعي البليد متخذين في ذلك أساليب عدة على قاعدة الماسونية (الغاية تبرر الوسيلة ) فتحريش وتشويه وتحذير { وما الله بغافل عما يعمل الظالمون }
ومن أواخر أؤلئك النواب – نواب إبليس – حزب العدني عبد الرحمن – قطع الله دابره وأبتر حزبه وقد فعل – فبغى وفتن وافتتن به كثير ممن كان يرجى نفعه وما كان من أسود السنة في تلك الدار وعلى رأسهم الإمام العلم الناصح الأمين الصابر المحتسب يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله وأبقاه ذخراً للإسلام والمسلمين – إلا أن أدانوا هذا الحزب المهين وبينوا بواره وهتكوا ستاره حتى ظهر لكل ذي لب أنه حزب حقود حسود رام أمراً فخيب الله سعيه
ورد الله كائدنا **** فلم تقديره فينا
قال سبحانه وتعالى : { وَلاَ يَحِيقُ المكر السيىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ } [ فاطر : 43 ] وقال : {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [ الأنفال :30]
وما كان من أسياده إلا أن تنادو من هنا وهناك لعلهم يلمون شيئاً من أشلائه الممزقة ويساندون من حزبه من به شيء من الرمق وجانبوا في ذلك السبل الشرعية وسعو سعياً حثيثاً في اتساع رقعة الخلاف وتقدمهم في ذلك الوصابي فما أصاب بل اندحر واندحر كيده وتبعه الجابري فما جبر كسر حزب كسير حقير بل أصبح هو المكسور المحقور لما جلب على الدعوة السلفية النقية الزكية من ويلات الفتن فكان هو أول من يتجرع من كأس فتنته التي أشعلها فاحترق وما انجبر
وهكذا البخاري فما لبث أن تبخر ففلت وانفلت مكره
وكان من آخر هؤلاء ذلك الشيخ الذي كنا نأمل أن يكون في معزل عن هذه الأمور لما كان يبلغنا عن صلاحه واعتنائه بالصيام لكن { وَمَن يُرِدِ الله فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ الله شَيْئاً } [ المائدة : 41 ]
فما كان من ابن هادي – هداه الله – إلا أن ينجر وراء تلك الحملات التشويهية فيصبح أحد رواد شركتها وذلك – والله – رهان خاسر لا نرضاه له
ومن العجب والعجائب جمة : أن لا تسمع إلا ( سفيه ، حدادي ، سليط اللسان ، فاحش القول ، أشد من فالح ، انسلخ من السنة ... ) والقائمة تطول
فإذا دفع الشيخ عن نفسه الظلم والبغي عندها تقوم قيامة النوكى الحمقى المغفلين : هذا يتكلم في العلماء هذا حدادي هذا و هذا
أفمن رد عن نفسه البغي والظلم : حدادي { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } ربنا جل في علاه يقول : { وَلَمَنِ انتصر بَعْدَ ظُلْمِهِ فأولئك مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } [ الشورى : 41 ] . وأنتم تقولون : بل عليه سبيل وتسمونه بأقبح الأوصاف { أفَلاَ تَذَكَّرُونَ }
{أم لكم سلطان مبين } ؟!!
ولقد أحسن من قال :
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم *** وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
فإن كنتم لا تفهمون هذه النقطة مع وضوحها وعليها أدلة كثيرة لقد أحسن من قال :
علي فحص المعاني من مكامنها *** وما علي إذا لم تفهم البقر
ولسان حال شيخنا وطلابه البررة مع أؤلئك الماكرين :
أراك على شفا خطر مهول *** بما أودعت رأسك من فضول
طلبت على (تسننا) دليلا *** متى احتاج النهار إلى دليل
والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو عيسى علي بن رشيد العفري - وفقه الله -
تعليق