• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسائل منهجية مهمة منتقاة من أشرطة الشيخ ربيع حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسائل منهجية مهمة منتقاة من أشرطة الشيخ ربيع حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه مسائل منهجية هامة منتقاة من أشرطة الشيخ

    ربيع حفظه الله

    السؤال (1) : ما معنى الحزبية ؟([1]) و ما معنى أنَّ فلاناً عنده حزبية ؟ و من هم الحزبيون ؟ و ما هي دعوتهم ؟ و ما هو منهجهم ؟ .
    [ شريط بعنوان : كشف الستار ] .
    الجواب : كل من خالف منهج النبي-صلَّى الله عليه وسلم- و سنته فهو من أحزاب الضلال ، و الحزبية ليس لها شروط ، الله سمَّى الأمم الماضية أحزاباً ، و سمَّى قريشاً لما تجمعوا و انضم إليهم بعض الفرق أحزاباً ، ما عندهم تنظيم و لا عندهم شيء ، فليس من شرط الحزب أن يكون منظماً ، فإذا نظم هذه الحزب زاد سوءاً .
    فالتعصب لفكر معين يخالف كتاب الله تعالى و سنَّة الرسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- و المولاة و المعاداة عليه هذا تحزب ، سواء نظمه أو لم ينظمه ، ما داموا يجتمعون لواحد يخالف الكتاب و السنَّة فهذا تحزّب ، الكفار الذين كانوا يحاربون الرسول –صلى الله عليه وسلم- ما كان عندهم التنظيم الموجود الآن ، ومع ذلك أطلق الله عليهم أحزاباً ، كيف ؟ ، لأنَّهم تحزَّبوا للباطل و حاربوا الحق : ﴿ كدَّبت قبلهم قومُ نوحٍ و الأحزابُ من بعدهم وهمَّت كلُّ أمَّة برسُولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقَّ ﴾ [ غافر :05] .
    سمَّاهم أحزاباً ، عملوا أحزاباً ، جمعت قريش غطفان وقريظة و أصنافاً من القبائل ، ما هم منظمين هذا التنظيم تجمعوا فسماهم الله أحزاباً ، و سميت السورة ( سورة الأحزاب) هل الأحزاب منظمون ؟
    فليس من شرط الحزب أن يكون منظماً ، إذا آمن بفكرة باطلة و خاصم من أجلها و جادل من أجلها و والى و عادى من أجلها ، هذا حزب ، فإذا زاد ذلك تنظيماً و جند الأموال و إلى آخره ،-طبعاً- أمعن في الحزبية و صار من أحزاب الضلال و العياذ بالله .
    * * *
    السؤال (2) : هل صحيح ما يقوله بعض النَّاس أنَّ سبب الشدَّة في ردود السلف على المبتدعة هو انتشار السنَّة في ذلك العصر ؟ .
    [ شريط بعنوان : تقوى الله و الصدق .]
    * الجواب: سبب شدتهم انتشار السنة ، ماذا يقصد بهذا الكلام ؟
    السائل : يقصد أننا لا نتشدد نحن على المبتدعة الآن لقلة السنَّة .
    الشيخ : يعني لقلة السنَّة نحن نموت ! و نميت الدعوة السلفية ! و لا نبين للناس الحق و لا نحذرهم من الباطل !
    في أول العهد أهل البدع قليل لا يضرونهم ، لكن الآن النَّاس غالبهم مبتدعة لم ينج منهم إلاَّ قليل ، فلابدَّ من البيان ، نحن عندنا البيان ، يصفون من يقوم بهذا البيان بالشدَّة ، كما وصفوا أحمد بن حنبل و ابن تيمية و ابن عبد الوهاب وصفوهم بالشدة ، لأنهم ما عندهم أسلحة ، يفقدون الأسلحة في مواجهة أهل السنَّة فيقولون شديدين ، أين الشدَّة ؟
    الشدَّة فيهم هم ، الشدَّة للباطل و من أجل الباطل و فيحرب أهل السنَّة ، الشدَّة فيهم هم ، اقرأ كتبهم و اسمع أشرطتهم و خذ مواقفهم و سترى كيف يشتدُّون من أجل باطلهم ، وكيف يسبُّون و كيف و كيف يكذبون و كيف يفترون و كيف يكيدون و كيف ... وكيف .... إلخ ، فرمتني بدائها و انسلت .
    كان أهل البدع يسبون و يشتمون بالباطل أهل السنَّة و الجماعة فما ارتفعت الأصوات بوصفهم بالشدَّة ، كتب الغزالي و المودودي و أمثالهم مليئة يالسب و الشتم و السخرية و الاستهزاء و التشدد و التنطع و ما أحد يقول هؤلاء عندهم شدة !
    فلما انبرى بعض أهل السنَّة يدافع عن الحق ، قالوا شديدين ، والآن يصانع هؤلاء ، لأنهم ما وجدوا شيئاً يقاومون به أهل الحق فيرجعون إلى مثل هذه الأساليب .
    على كل حال : الحكمة مطلوبة ، و الشدة مطلوبة و لكل مقام مقال ، والله الذي قال لرسوله –صلى الله عليه وسلَّم- أوصاه بالحكم و أوصاه بالصبر قال : ﴿ ياأيها النبيُّ جاهد الكفَّار و المنافقين و اغلظ عليهم و مأواهم جهنَّمُ﴾[التحريم :9] . وأمره بسلِّ السيوف على الكفَّار ، هذا ليس من الشدَّة ، وبرجم الزناة المحصنين و بجلد الآخرين ، و قال : (( و الذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمَّد سرقت لقطعت يدها .))([2]) .
    هذه شدَّة لكنَّها مطلوبة ومحمودة في محلها ، فليست الشدَّة مذمومة مطلقاً و ليس الهدوء و اللين محمود مطلقاً ، فلكلُّ مقام مقال ، ولكل ميدان رجال كما يقال .
    * * *
    السؤال (3) : يقول السائل هل القاعدة التي تقول : (( الجرح المفسِّر مقدَّم على التعديل المبهم )) مجمع عليها عند علماء الجرح والتعديل و هل يمكن تطبيقها على الجماعات الإسلامية ، حيث إن بعض أهل العلم عدلوا هذه الجماعات و بعضهم جرحوها فهل نقدم المجرح على المعدل لأنه عنده زيادة علم ؟
    [ شريط بعنوان : أشئلة في المنهج ]
    الجواب : نعم ، هذا المنهج قائم و مستمر إلى يوم القيامة –إن شاء الله- ، لأنه منهج إسلامي صحيح تقوم عليه حياة المسلمين ، ويقوم عليه دينهم ، ويحمي به دينهم ، وتحمى بها أعراضهم ، وتحمى به أموالهم ، هذا منهج عظيم في الإسلام ، لا يحط من شأنه إلاَّ إنسان منحرف ، فاسد التصور و التفكير .
    فنعم ، هذا المنهج الآن ماش في الجماعات ، وقد يزكي الرجل-وهو فاضل- بناء على الظاهر و لا يعرف حقيقة ما عليه القوم ، فيأتي إنسان يدرس كتبهم و يدرس واقعهم فيجد أن هذا الذي زكاهم قد وقع في خطأ من حيث لا يدري ، فزكاهم بناء على الظاهر .
    هذا شيء حصل للأئمة الكبار ، فكم من إنسان عدله الإمام أحمد فقال تلاميذه الذين لا يضلون إلى مرتبته ، عرفوا ما عند هؤلاء و ما فيهم من قدح و ما فيهم من جرح فأسقطوهم و إن كان قد زكاهم أحمد –رحمه الله- ، وزكَّى الشافعي أناساً و جرحهم آخرون ، وقُدم جرح هؤلاء –المفسر القائم على معرفة الحقيقة- على أقوال الأئمة الذين زكوا بناء على ما ظهر لهم .
    فاليوم يعني قد يأتي إنسان يدعي أنه طلب العلم و يتظاهر يالدين و النسك و الأخلاق الطيبة و يجلس و يمكث عندك أياماً فتبني على الظاهر ، أنا و الله زكيت أناساً في هذا العام ، والله لازموني و ما شاء الله تنسك و كذا و كذا و كذا ... ، ثم ظهر لي جرحهم ، أنا إذا صلَّى معي و زكى و ذكر الله و سافر معي و الخ ، أشهد بما رأيت ، و لا أزكي على الله أحداً ، لكن يأتي إنسان آخر عرفه أكثر مني ، ويبرهن على جرحه بالأدلة و يفسر جرحه ، فيقدم جرحه على تعديلي ، وأنا استسلمت ، قدم الأدلة على جرح هذا الإنسان ، في الواقع الحق معه .
    فجماعة يعني جاءوا عند عالم من العلماء و قالوا : و الله نحن أهل السنَّة ، وندعوا إلى التوحيد و نحارب الشرك و نحارب القبورية و كذا و كذا ، و رأى فيهم الصلاح فكتب لهم إلى من يعاونهم ، فإنهم يدعون إلى كتاب الله –تبارك وتعالى- و سنَّة الرسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- ، ثم راح أناس معهم خالطوهم عاشروهم –من طلاب العلم- فوجدوا أن الحقيقة تختلف تماماً ، وأن هؤلاء أهل بدع و أنهم صوفية و أنهم خرافيون ، و قدموا الأدلة على ما يقولون فيُصَدق و يُقدم على تعديلي أو تعديل هذا العالم ، هذه قاعدة مضطردة مستمرة –إن شاء الله- في الأفراد وفي الجماعات إلى يوم القيامة .
    * * *
    السؤال (4) : هل من منهج السلف جمع أخطاء شخص ما ، و إبرازها في مؤلف يقرؤه النَّاس([3]) ؟
    [ الأجوبة على أسئلة أبي رواحة المنهجية].
    الجواب : سبحان الله ، هذه يرددها أهل الضلال لحماية بدعهم ، وحماية كتبهم ، وحماية مناهجهم ، وحماية مقدسيهم من الأشخاص .
    نعم ، الله ورسوله –صلَّى الله عليه وسلَّم- ذكراً من ضلالاتهم ، الله –عزَّ وجلَّ- ذكر كلام اليهود و النصارى و انتقدهم في كثير من الآيات القرآنية .
    وأهل السنَّة و الجماعة من فجر تاريخنا إلى يومنا هذا تكلَّموا على الجهم بن صفوان ، وبشر المريسي ، وأحصَوا بدعهم و ضلالاتهم ، وجمعوا أقوال أهل الفرق و نقدوها فمن حرم هذا ؟ هذا من الواجبات .
    إذا كان النَّاس سيضِلون ببدعه الكثيرة و جمعتها في مكان واحد و حذرت منها باسمه ، فجزاك الله خيراً ، فأنت بذلك تكون قد أسديت خيراً كبيراً للإسلام و المسلمين .
    * * *
    السؤال (5) : شيخنا من الأمور التي صارت تروج و صارت عطفاً على السلفيين هي أقوام يدعون وجوب النصيحة قبل التحذير فهل من قول منكم شيخنا في هذا الباب ؟
    [ شريط بعنوان : لقاء مع الشيخ ربيع 1422هـ] .
    الجواب :أجبتعلى هذا السؤال سلفاً بارك الله فيك ، وهذه الأصناف ابتلينا بها ، فتجد يشيع الأباطيل و الأكاذيب و الافتراءات على الآخرين بالأعيان و بالعموم ، وإذا وجهت له نصيحة أو نقد أو شيء قال : لماذا ما حذروني و لماذا ما نصحوني و لماذا ما بينوا لي ، علل فاسدة .
    نحن نطلب من هؤلاء أن يتوبوا إلى الله و أن يرجعوا إلى الحق بكل أدب و تواضع ، وأن يتركوا مثل هذه التعاليل ، هب أن هذا أخطأ و ما تكلم ،و ما نصحك ، ارجع إلى الحق و بعدها عاتبه ، أما تشيع في الناس و تتمادى في باطلك و في أخطائك و تقول : لم يفعلوا و فعلوا ، هذا كلام فارغ ، على المؤمن أن يرجع إلى الله –تبارك وتعالى- و يقبل النصيحة الخفية و الواضحة ...
    أنت تنشر أخطاءك في الكتب و في الأشرطة و... و... إلى آخره ، لو كنت تخفي أخطاءك و تعلمها في الظلام بينك وبين الله ، واكتشف هذا الإنسان ينصحك بينك و بينه ، وأما وأنت تنشر أقوالك و أفعالك في العالم ، ثم يأتي مسلم و ينشر يعني يرد عليك ، هذا ليس فيه شيء ، اتركوا هذه التعليلات من كثير من أهل الباطل الذين مردوا على الباطل و العناد .
    * * *
    السؤال (6) : ما رأيك فيمن نصب نفسه في الرد على العلماء و الدعاة ، وترك طلب العلم الشرعي ، و أخذ يجمع في المنشورات التي لا فائدة فيها ؟
    [ شريط بعنوان : وجوب الاعتصام بالكتاب و السنّة ] .
    الجواب :على كل حال هذا خير ممن يظهرون البدع و الضلال مهما كان ، ما دام يحارب البدع و الفتن و الضلال ، وينشر الكتب التي تنفع الناس و تظهر مناهجهم ، هذا أمر طيب .
    لكن ننصحه أن ينفق من وقته ما يقارب عشرين في المائة ، ثلاثين في المائة في هذا الباب ، والبقية في طلب العلم و تحصيل العلم ، الناس كانوا يقرءون كتب الفكر المنحرف كثيراً و كثيراً ، والمكتبات متخمة و مليئة بكتب الضلال و البدع ، و لا يتكلمون بمثل هذا الأسلوب ، فلما أقبل الناس على الكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح ، ووجدوا من الكتب ما يحذرهم من البدع والضلال قالوا : لا تشتغلوا بهذه الأشياء ، لا تشغلوا أنفسكم بهذه الأشياء ، لا تتركوا العلم !
    هذه الردود من العلم ، معرفة الهدى من الضلال ، ومعرفة الخير من الشر هذا و الله من العلم الواقي ، كما يقول حذيفة –رضي الله عنه- : (( كان الناس يسألون رسول الله عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ))([4]) .
    فلابدَّ من معرفة كتب أهل البدع و الضلال يعني عن طريق هذه الكتب التي تنتقدها ، وإلاَّ ما ضاع كثير من الشباب إلاَّ حينما فقدوا مثل هذه الكتب التي تحصنهم ، فهذه الكتب فيها تحصين للشباب .
    و أنا أمثل من يربي و لا يحصن و لا يضع حماية للشباب كمن زرع و تأتي الحيوانات و الحشرات و الثعالب و... و...الخ فتأكل هذا الزرع ، فإذا ما فيه سياج ما فيه حماية ، و هو التحذير من البدع ضاع الناس .
    لهذا نجح السلف إلى حد بعيد حينما استخدموا أسلوب التحذير من أهل البدع ، نجحوا في الحفاظ على السنة و الجماعة ، فلما هدم هذا السور ، وخفت العناية بحماية المجتمع السني من غزو أهل البدع ، غزاهم أهل البدع فاحتووهم ، فانتشرت القبور و الخرافات ... الخ .
    هنا في هذه البلاد كانت فيه حماية جيدة ضد أهل البدع ، فجاء هؤلاء ولبسوا لباس السنَّة فخدعونا ، وما وجدوا حماية ، فأخذوا شبابنا .
    هذه الكتب من يريد الحق و الله يقرأ فيها يجد فيها التمييز بين الحق و الباطل ، ويجد حينها حصانة و حماية من هذه الأمراض ، و كما نحصن و نطعم أطفالنا من الأمراض و نعني بذلك عناية شديدة ، وكذلك يجب أن نعنى بعقول أبنائنا ، فنحميها ، و نحذرها ، و نوعيها حتى تستطيع أن تميز بين الخير و الشر .
    * * *
    السؤال (7) : هناك خطيب يذكر كلام بعض أهل البدع و لا يبين ضلال هذا الذي نقل عنه ، فهل يجوز الاستدلال بكلامهم دون التحذير منهم ؟
    [ شريط بعنوان : معاملة أهل البدع ] .
    الجواب : مثل من أهل الأهواء ؟ .
    السائل : مثل أبي حامد الغزالي مثلاً ، يستدل بكلامه في خطبة جمعة ، و لا ينبِّه الناس على أن هذا الرجل من أهل الأهواء.
    الشيخ : أولاً : لماذا يخطب بكلامه ، ما عنده كتاب الله ؟ ما عنده سنة رسول الله ؟ ما عنده كلام السلف؟ يترك كلام أئمة الإسلام و السلف الصالح ، ويترك كلام ابن تيمية و ابن القيم و غيرهما من الأئمة و يأتي بكلام أهل البدع ؟ هذا خطأ ينصح بتركه و ينصح بطريقة السلف في إهمال أهل البدع و إخماد فتنتهم .
    السؤال (8): كثر الكلام فضيلة الشيخ في هذه الأيام على مسألة: أنَّ الامتحان بالأشخاص بدعة، فما هي قيود هذه المسألة ؟.
    [ شريط بعنوان: هدم قواعد الملبسين ].
    الجواب : السلف يقولون : من علامة بدعة القدرية أن يتكلم أهل الشام في الأوزاعي ، وعلامة الجهمية أن يطعنوا في عبد الله بن المبارك ، و علامة الشيعة أنهم يتكلمون في سفيان الثوري ، و كان الإمام أحمد محنة يميز به بين الحق و الباطل .
    على كل حال ، أهل البدع و الفتن لهم أساليب كثيرة للطعن في أهل السنَّة و تشويههم ، ويجعلون من رموزهم مقاييس لمن يخضع لهم و ينقاد ... و يمتحنون السلفيين في الجامعات و في دار الحديث و في غيرها بالأسماء ، هؤلاء نتركهم ، و هذه ثابتة عند السلفيين .
    ثم إذا رأيت أنا شخصاً يطعن في مالك ، هل أشك في بدعته ؟! أقول : هذا سلفي؟!
    و إذا رأيت إنساناً يتردد على ابن باز و على ابن عثيمينو على... وعلى ... ، نعرف أنَّه من أهل السنَّة إن شاء الله .
    وإذا رأيت إنساناً يهرب ، منذ سنوات في المدينة لما كان فيها ابن باز ما تراه عنده و لا يأتيه أبداً يدل هذا على ماذا ؟ على ماذا يدل؟.
    هذه قرائن يا إخوة ، هذه قرائن يُعرف بها صاحب الحق و صاحب الباطل ، (( آية المنافق ثلاث : إذا حدَّث كذب ، و إذا وعد أخلف ، و إذا اؤتمن خان .))([5]).
    و من شعائر المسلمين : السلام ، التزاور ... إذا رأيته يتحاشى أهل السنَّة و لا يزورهم و لا ... ولا... على ماذا يدل هذا ؟.
    * * *
    السؤال (9) : أحياناً يحصل بين بعض السلفيين خلاف في بعض المسائل ، فما المسائل التي يخرج بها الرجل من السلفية و ما الضابط في ذلك ؟ .
    [ شريط بعنوان : سبيل النصر و التمكين :25 – 03 -1422 ].
    * الجواب :إذا رجعنا إلى أحمد بن حنبل و إخوانه نجد الفرق الكبير بيننا و بينهم ، نحن نضعف عن تطبيق المنهج الذي كانوا يسيرون عليه – رضي الله عنهم و رحمهم – لكن نحن في زمان اشتدَّ فيه الضعف و الانحطاط و محاربة هذه الأحكام و لوكانت صواباً .
    و كم أبطلوا من الأحكام على المستحقين أن يحكم عليهم بالبدع و الضلال المبتدعين الذين عندهم كفريات لا بدع ، إذا قلت فيه : مبتدع ، قامت الدنيا و قعدت ، و هذا دليل على غربة الإسلام وغربة سنَّة ومحمَّد – عليه الصلاَّة والسَّلام -.
    فأحمد بن حنبل يقول للرجل من أئمة الإسلام في الحديث و الفقه و العلم فيتوقف في القول بخلق القرآن فيبدعه ويضلله ، كما حصل للحارث حكم عليه بالبدعة و حذَّر منه – الحارث المحاسبي – و يعقوب بن شيبة و غيرهما ممن توقفوا في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق بدَّعهم و ضللهم ، وأهل الحديث في عصره كلُّهم يؤيِّدونه و لا يخالفونه ، إذا قال مثل هذا الكلام لا يعرضه أحد بل كلهم يقولون هذا حق .
    كما أشار لذلك الذهبي لما ذكر يعقوب بن شيبة ، وذكر عدداً ممن توقفوا في القول بأن القرآن كلام الله ، قال : قد سبقه فلام وفلان وفلان سبق يعقوب بن شيبة ، و في الوقت الذي كان فيه أحمد و يعقوب كان هناك ألف إمام من أئمة الحديث يعني يؤيدونه على هذا المنهج .
    و مع الأسف الشديـد ، الآن الواحد ، الرجل يكون عنده بدع متعددة في كل الجوانب من جوانب الإسلام و مع ذلك يطلقون عليه أنه إمام من أئمة الهدى ، و يدافعون عنه و عن منهجه ، و على رأس ضلالته الرفض ، الطعن في أصحاب محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم- بل الطعن في بعض الأنبياء فتجد المقاومة الشديدة ، وتنشأ الناهج –ومنها منهج الموازنات – وحمل المجمل على المفصل لحماية البدع و الضلال .
    الآن أهل المدينة ما يقومون و لا بعشر الواجب الذي قام به أحمد و إخوانه ، و مع ذلك هم متشددون عند هؤلاء الضعفاء مع الأسف الشديد .
    فأنا أنصح الآن ، هناك لهجة تمزِّق السلفيين : ( هذا متشدِّد ) ، و( هذا متساهل ) و يبثها أهل البدع ليضربوا السلفيين بعضهم ببعض ، فأنا أنصح السلفيين في كلِّ مكان أن يدرسوا منهج السلف و مواقف السلف لتجتمع كلمتهم على هذا المذهب ، ويتركوا التنابز بالألقاب و القيل و القال فيما بينهم ، ويتفقوا أن يقفوا جميعاً صفاً واحداً في مواجهة البدع بالحجَّة والبرهان و العلم و البيان .
    وأنا أعرف الآن أن هناك أناساً يطعنون في أهل المدينة ، فأنصح الجميع أن يتقوا الله – تبارك وتعالى - ، وأن الإسلام لا يطلب منَّا أن نصب الناس كلهم في قالب واحد ، فإذا صدع بالحق شجَّعه – يا أخي- لا تخذله ، و إذا رأيت أخاك ضعيفاً فاصبر عليه ، (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كلٍّ خير ))([6]) .
    إذاكنت مؤمناً ضعيفاً لا تخذل أخاك ، و إذا كان هذا مؤمناً قويًّا فلا يحطم أخاه الضعيف ، فليتماسكوا و ليجعلوا من أنفسهم جماعة واحدة و يتركوا الكلام هذا و يحسموا هذا الباب .
    فأنا أنصح الجميع أن يتقوا الله وأن يتآخوا و يتعاونوا على البر والتقوى ، ومن كان قوياً يقول بالحق فلا يعارض ، يشجع و لا يوصم بالتشدد ، فإن هذا أعظم فرصة لأهل البدع ، كلمة واحدة قالها بعض المشايخ في إنسان مجاهد يدعو إلى الله ويبين ، تعلقوا بها و ضربوا الدعوة السلفية ، فالعبارات التي تسقط من بعض الإخوان (متساهل ) أو ( متشدد) تُترك ، إذا كان أخوك يدعوا و عنده شيء من الضعف فلا تخذله و لا تحطمه ، وإذا تشجع أخوك و قال كلمة و صدع بها فلا تفت في عضده ، هذه نصيحة للجمــيع .
    و على كل حال أنا أرى أن من ارتكب بدعة واضحة مثل القول بخلق القرآن ، دعاء غير الله ، الذبح لغير الله ، هذا يبدع التبديع الغليظ ، وهذه الأمور من المكفرات لكن لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة ، أما التبديع فلا يجوز أن يتردد في الحكم عليه أنه مبتدع ، البدع الواضحة ، القول بخلق القرآن .
    ظهر الآن أناس يقولون : القرآن مخلوق ، وما نبدعهم ؟! قالوا : القرآن مصنوع ، ما نبدعهم ؟! بارك الله فيكم ، و لا يجوز الاختلاف على هذه النوعيات ، أو قال : المولد مشروع ، ويحضر الموالد نبدعه و نهجره ، إذا كان ممن يدعو غير الله إذا كان ممن قامت عليه الحجة نكفره ، وإذا كان إنسان جاهل لابدَّ أن نبين له الحق فإن رجع و إلاَّ كفرناه .
    التبديع ، لا تتردد في تبديعه ، إذا وجد أحداً يسب الصحابة أو يسب صحابيًّا واحد نقول : مبتدع ، شيعي أو رافضي ، ما نتردد في هذا ، و هذه دلالة على الصدق ، و هناك بدع خفية تخفى على كثير حتى على بعض العلماء .
    فهذا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله - : إن كثيراً من السلف و الخلف وقعوا في البدع و يعتذر لهم بأنهم قد أُتوا إما من نصٍّ لم يفهموه من الكتاب و السنَّة ، أو من أثرٍ ضعيف ظنوه صحيحاً ، أو قياسٍ فاسدٍ ظنوه قياساً صحيحاً ، فهؤلاء الذين وقعوا في هذا النوع من البدع الخفية لا نبدعهم ، نبيِّن لهم الحق فإذا أصروا عليه يبدعون ، أنا عندي هذا التفصيل في هذا الأمر ، و نسأل الله أن يفقهنا و إياكم في دينه ، وأن يرزقنا النصح لله و لكتبه ولنبيه و المؤمنين عامة وخاصَّة .

    1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وأما رأس الحزب فإنه:رأس الطائفة التي تتحزب أي تصير حزباً، فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وإن كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم سواء كان على الحق والباطل، فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسولهفإن الله ورسوله أمراً بالجماعة والائتلاف، ونهياً عن التفرقة والاختلاف، وأمرا بالتعاون على البر والتقوى ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمه وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "... ) "جامع الرسائل"(1/75) .
    وذكر الإمام الوادعي رحمه الله في"تحفة المجيب"(ص11) أن مما يخرج به الرجل عن دائرة السنة: الحزبية التي هي ولاء وبراء ضيق .

    2 - رواه البخاري رقم (6887)، 6888)، ومسلم رقم (1688) وغيرهما، كلهم من حديث عائشة – رضي الله عنها-.

    3- وقد سئل العلامة صالح الفوزان ـ أطال الله في عمره و نفعنا بعلمه- عمّا يقوم به بعض طلبة العلم من تتبع أخطاء بعض الدعاة وجمعها وإخراجها في أشرطة بحيث يخصص لكل داعية شريطاً يذكر فيه أخطاءه و هفواته ، هل هذا من المنهج الصحيح ؟ .
    فأجاب – حفظه الله تعالى- : (( إذا كان القصد من هذا بيان الحق و بيان الخطأ فهذا طيِّب ، هذا من الدعوة إلى الله ، أننا نبين الأخطاء لأجل أن لا يقع النَّاس فيها ، أما إذا كان القصد التشهِّي و التشفِّي من الشخص و التنقص للشخص فهذا لا يجوز ، هذا لا يجوز .)) .اهـ .

    3- جزء من حديث طويل عن حذيفة –رضي الله عنه- . أخرجه البخاري برقم(7084)، و مسلم برقم (1847).

    5- أخرجه البخاري برقم (33) ، ومسلم برقم (59) كلهما من حديث أبي هريرة و عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم- .

    6-أخرجه مسلم برقم (2664) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-.


يعمل...
X