• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النصح السار للأخ حمزة السوفي بتصحيح المسار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النصح السار للأخ حمزة السوفي بتصحيح المسار

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كتبت هذه النصيحة لحمزة السوفي في بداية انحرافه ، يوم كنا نريد تداركه ، وأرسلتها إليه مع الأخ ياسر الجيجلي ، وقد حرصت أن تكون سرا ، فأبى أن يقبل النصح كما أخبرني الأخ ياسر ، فرأيت نشرها.


    التحميل من هنا






    النُصْحُ السَّار
    للأَخ حمزة بن عوْن السُّوفِي
    بتصْحِيحِ المَسَـار





    بسم الله الرحمن الرحيم




    إلى الأخ الفاضل : حمزة بن عون السوفي -أصلحني الله وإيَّاه-، سلام عليك ورحمة الله وبركاته أما بعد :
    فقد بلغني من أمرك ما بلغني فوددت أن أتقدَّم إليك مشاركة مع إخواني بنصيحة متواضعة راجياً من المولى -عزَّ وجلَّ- أن ينفعني و إيَّاك بها . فأقول:
    الحمد لله ربّ العامين خالق الخلق أجميع و جامع الناس ليوم لا ريب فيه .
    و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و صحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين و سلم تسلما كثيرا . أما بعد :

    فيقول الله عز وجل : ﴿ يا أيها الناس كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلو أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾ [النساء :135] .
    * قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسيره لهذه الآية العظيمة : (( يأمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوامين بالقسط أي : بالعدل ، فلا يعدلوا عنه يمينا و لا شمالا ، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يصرفهم عنه صارف ، وأن يكونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متناصرين فيه . وقوله ﴿ شهداء لله ﴾ كما قال ﴿ و أقيموا الشهادة لله ﴾ أي : ليكن أداؤها ابتغاء وجه الله ، فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقا ، خالية من التحريف و التبديل و الكتمان ، ولهذا قال ﴿ و لو على أنفسكم ﴾ أي : اشهد الحق و لو عاد ضررها عليك و إذا سئلت عن الأمر فقل الحق فيه ، وإن كان مضرة عليك ، فإن الله سيجعل لمن أطاعه فرجا و مخرجا من كل أمر يضيق عليك . وقوله ﴿ أوِ الوالدين و الأقربين ﴾ أي : و إن كانت الشهادة على والديك و قرابتك ، فلا تراعهم فيها ، بل اشهد بالحق و إن عاد ضررها عليهم ، فإن الحق حاكم على كل أحد ، وهو مقدم على كل أحد . وقوله :﴿ فلا تتِّبعوا الهوى أن تعدلوا ﴾ أي : فلا يحملنكم الهوى والعصبية و بغْضَة الناس إليكم ، على ترك العدل في أموركم و شؤونكم ، بل الزموا العدل على أي حال كان ، كما قال تعالى : ﴿ و لا يجرمنكم شنأن قوم على ألاَّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾ [ المجادلة 8] . و من هذا القبيل قول عبد الله بن رواحة ، لما بعثه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يَخْرُص على أهل خيبر ثمارهم و زروعهم ، فأرادوا أن يرْشوهُ ليرفق بهم ، فقال : و الله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إليَّ ، و لأَنتُم أبغض إلي من أعدادكم من القردة و الخنازير ، وما يحملني حُبي إياه و بغضي لكم على ألا أعدل فيكم . فقالوا : (( بهذا قامت السموات والأرض )) . وسيأتي الحديث مسنداً في سورة المائدة ، إن شاء الله تعالى . وقوله : ﴿و إن تلوا أو تعرضوا ﴾ ، قال مجاهد و غير واحد من السلف : ﴿ تلوا﴾ أي : تحرفوا الشهادة و تغييرها ، و(( الليُّ )) هو التحريف وتعمد الكذب ، قال الله تعالى : ﴿ و إنَّ منهم لفريقاً يلْون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب و ما هو من الكتاب و يقولون هو من عند لله و ما هو من عند الله و يقولون على الله الكذب و هو يعلمون ﴾ [ آل عمران :78] . و(( الإعراض )) هو كتمان الشهادة و تركها ، وقال الله تعالى : ﴿ و من يكتمها فإنَّه آثم قلبه ﴾ [ البقرة : 283] . و قال النبي ـ صلَّى الله علية و سلم ـ : (( خير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يُسألها )) ، ولهذا توعدهم الله بقوله : ﴿ فإنَّ الله كان بما تعملون خبيراً ﴾ أي: و سيجزيكم بذلك . )) اهـ .
    * لقد تضمنة هذه النصيحة الغالية من هذا الحافظ الكبير والإمام الجليل -رحمه الله تعالى- أموراً منها:
    1/ أمره سبحانه وتعالى عباده بالقيام بالعدل و عدم العدول عنه . وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم
    و لله درّ القائل :
    و إذا الفتى عرف الرشاد لنفسه **** هانت عليه ملامة العذَّال .
    2/ ابتغاء وجه الله تعالى عند القيام بالشهادة .
    3/ أن تكون صحيحة عادلة حقًّا ، خالية من التحريف و التبديل و الكتمان .
    4/ قول الحق ونصرة أهله و عدم التخاذل عنه .
    5/ غض النظر عن الضرر الحاصل عند قول الحق و القيام به ونصرة أهله و عدم الإلتفات إلى ما يلقاه ، (( فإن الله سيجعل لمن أطاعه فرجا و مخرجا من كل ضيق عليه )) ، ومحنة الإمام أحمد أعظم شاهد على ذلك .و الله المستعان .
    6/ أن الحق حاكم على كل أحد ، وهو مقدم على كل أحد . لأن الحق أقوى من الرجال .
    7/ البعد عن الهوى والعصبية و بُغضة الناس لك ، فإن هذا داء قاتل و مرض فتاك يفترك بكل من سلك هذا المسلك الزائغ عن الحق سواء كانوا أفرادا أو جماعات .
    8/ الالتزام بالعدل في جميع شؤوننا و أمورنا صغيرة كانت أو كبيرة وعلى أي حالة كنا عليها، فإن هذا أقسط عند الله و أقرب للتقوى .
    9/ البعد عن اللَّي الذي هو التحريف و تعمد الكذب، و هذا تنبيه منه -رحمه الله تعالى- على أن الحق لا ينصر بالكذب و التحريف و البتر والخيانة، بل هذه أمارات واضحة تدل على بعد هؤلاء عن المسلك الصحيح الذي يرضي رب العالمين.
    10 / عدم كتمان الشهادة و الإتيان بها كما أوجب الله سبحانه و تعالى قال تعالى : ﴿ و لا يأبى الشهداء إذا ما دعوا ﴾ . مع مراعاة ما مر معنا آنفا في الأمر الثالث .
    و بعد هذه المقدمة المختصرة وانطلاقا من هذه الآية العظيمة و هذه النصيحة الثمينة أقول :
    إن من العدل المأمور به و بالتزامه في كل حال و مع أي شخصٍ كان ، القيام بالنصيحة و عدم التثاقل في إبدائها للمنصوح الذي هو في حاجة ماسة إليها شعر أو لم يشعر ، فعن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( الدين نصيحة قلنا لمن ؟ قال : لله و كتابه ولرسوله و للأئمة المسلمين و عامتهم )) [ رواه مسلم ]([1])
    قال الخطابي في " المعالم " (10/475) : (( النصيحة : كلمة يعبر بها عن جملة و هي إرادة الخير للمنصوح له و ليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة يحصرها ويجمع معناها غيرها )) .
    مع مراعاة شروطها وآدابها و عدم الالتفات إلى القائم بها ، من حيث صفاته الخَلقية أو الخُلقية إذ العبرة بالحق والدليل . لا بالقصير والطويل و لا بالكبير والصغير و لا بالمتشدد و المتساهل .
    قال ابن رجب رحمه الله تعالى : ((و سواء كان الذي يبين خطأه صغيرا أو كبيرا ، وله أسوة بمن ردَّ من العلماء مقالات ابن عباس -رضي الله عنهما- التي شذَّ بها و أنكرت عليه من العلماء ... )) اهـ "الفرق بين النصيحة والتعيير"
    قال العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي -أعزه الله- : (( أيُّ خطأ يجب أن يبين للناس أن هذا خطأ ، مهما علَت منزلة هذا الشخص الذي صدر منه هذا الخطأ ، لأننا كما قلنا غير مرَّة بأن خطأه ينسب إلى دين الله ...)) .اهـ . " الأجوبة السلفية " (ص 16 ـ 20 ).
    و اعلم أخي -هداك الله- أن الذي ينبغي أن يعلم ويفهم أن الإنسان لا يسلم من الخطأ و الزلل ، لما ثبت من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : (( لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم )) [رواه مسلم ].
    وحديث أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (( كل بني آدم خطاء و خير الخطَّائين التوابون)) . رواه ابن ماجة . وحسنه الإمام الألباني .
    فإذا تقرر هذا و فُهِم فإن الطريق الأقوم لإصلاح هذا الخطأ في بادئ الأمر هو تبادل النصيحة و الصبر على ذلك من كلا الطرفين ، من الناصح بالستر و التحلي بالخلق الحسن و الكلام الذي يرضي رب العالمين و من المنصوح بالتواضع و خفض الجناح و عدم التكبر و العناد ، وهذان الخصلتان الأخيرتان تصدّان صاحبها عن الرجوع إلى الحق والإذعان له ؛ فالواجب على الناصح أن ينصر أخاه ظالما أو مظلوما كما في الحديث ، وعلى المنصوح أن ينصر من يبذل له النصيحة على نفسه الأمارة بالسوء و شيطانه الذي هو حريص على إغوائه و إضلاله .فلينتبه لهذا .
    أخي -هداك الله- لقد ساءنا وساء كل سلفي تبيَّن له القول الحق في حزبية العدني و من تبعه على هذا الباطل ، تذبذبك مؤخرا في هذه الفتنة و تخبطك فيها تخبُّط عشواء ، بعد الجلسة التي كانت بينك وبين العلاَّمة الوالد ربيع بن هادي المدخلي -أعزَّه الله تعالى- بتقاعسك عن نصرة الحق و الذب عنه و عن أهله ، ومقصدي من نصرة الحق هو بيان حزبية عبد الرحمن و عصابته و من اغتر بباطلهم و سار على دربهم أمثال الوصابي و الجابري و فركوس -أصلحهم الله- وإذا بنا نسمع عنكم غير ذلك ، فقد بلغني كغيري من السلفيين الذين يهمهم أمر الدعوة ، والحريصين على بيان الحق و جمع الشمل([2]) ، أنك لما سئلت عن موقفك من العدني اضطربت في الإجابة اضطراباً شديداً ثمَّ كان حاصل ذلك أنك قلت أو كما قلت بأنك لمَّا كنت في دماج -أعزَّها الله و حرسها- كنت ترى بحزبيته أمَّا الآن فقد تغيَّر رأيك بحجة أنك رأيت أموراً لم تكن تعلمها من قبل !! و هذه الأمور لم تفصح عنها فلا ندري أهي أمور شخصية !!؟ أو أمور منهجية !!؟ أو هي أمور ذكرها العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- كقوله عن العدني ( خالص كالذهب ) وعن الجابري ( شابت لحيته في السنَّة ) ، فأنت مطالب بالإجابة عن هذا السؤال و ترجيح أحد هذه الأقوال ، و إلاَّ فهناك قرائن حالية وأخرى مقالية ترجح القول الأول؛ و ذلك :
    ـ أنَّه لمَّا اتَّصل عليك الأخ ياسر -وفقه الله- و طلب منك أن تخبره بموقفك من العدني باختصارٍ قلت : بأنك لمَّا كنت تدافع على دمَّاج و تذب عنها و عن شيخك العلامة يحي بن علي الحجوري -أعزَّه الله- [و هذا لا ينكره إلا جاهل أو مكابر] ، في نفس الوقت كنت تتلقى بعض الأذى و التهويل و ... و ... من بعض الأطراف وذكرت منهم أبا حاتم و أنه تواطئ مع خالد الغرباني فجرَّك هذا الأذى -الذي لو تحملته في سبيل الله وصبرت لكان أنفع لك و لدعوتك- إلى تراجعك عن تحزيب العدني و السكوت عن أمر الوصابي و الجابري. أليس هذا يا حمزة أمر شخصي يخصك أنت !!؟ و ليس لقضية العدني و الوصابي والجابري دخلٌ لا من قريب و لا من بعيد ، إذن لو نفرض أنَّ أبا حاتم والغرباني تراجعا عن الكلام فيك و في عرضك -كما ذكرت- أكنت ستتراجع عن قولك بعدم تحزيب العدني و عصابته الظالمة ، فهذا سؤال يبقى مطروح !! وننتظر منك الإجابة عليه -إن شاء الله- .
    و قلت أو بمعنى كلامك : أنك لمَّا رأيت هذه الأمور التي لم تتبين لك سابقا طلبت من الشيخ المربِّي ربيع المدخلي أن ينصحك ،و قلت: أنك عامل بنصيحته !! .
    فأقول لك : أين أنت من نصيحة شيخك و والدك يحي بن علي الحجوري لمَّا بلغه عنك ما بلغه ، فطلب منك أن تدافع على نفسك و تبين موقفك من هذه الأكاذيب التي نشرت عنك ، وهذا دليل على إحسانه الظن بك ،و أظنه ما زال يحسن الظن بك فأنت تعرفه أفضل منِّي و هو شيخك . فأين أنت من هذا أم أنَّ نصيحة شيخك لم تسعك ، وأخشى أن يكون قولك ((مع عدم المبالات من بعض الجهات )) أن يكون في الناصح الأمين و غيره من مشايخ الدَّار ( و أرجوا أن لا يكون كذلك ) و لكنك مطالب بالبيان والتوضيح أكثر .
    أمر آخر : لقد كنت عازم على الرد على هؤلاء الذين بغوا عليك بالكذب و البتر و التحريف([3]) ، ثم إذا بنا نسمع عنك أنك أخرَّت الرد إلى ما بعد العمرة -نسأل الله أن يتقبل منك- وإلى الساعة الراهنة لم نسمع منك ولو كلمة أخرجتها في بيان هذا كله بل وقع عكس ما كنا نتوقع و جئت قالبا رأس المجن تنكر ما كنت تعرف وتعرف ما كنت تنكر وأنت تعلم بأن هذا هو حق الضلالة كما ثبت عن عثمان --رضي الله عنه- موقوفا عليه . وأزيدك يا أخي -ألهمك الله رشدك- أنَّه كما تعلم لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، فأنت لم تلتزم بهذا كله و هذه قرينة حالية تدل على تخبطك في هذه الفتنة و تغير مسارك ، فأنت مطالب بالبيان والتوضيح و السكوت يضرك !! و إلى متى السُّكوت !!؟ .
    ـ ولقد أخبرني ياسر صبيحة يوم الإثنين أنه أعاد الإتصال بك و سألك عن موقفك من الحزبي الخائن عبد الرحمن العدني([4]) فذكرت أنك لم تحزبه و لو قديماً إنما كنت تقول بأنه فيه حزبية و ظلم ، ثمَّ قال لك هل أنت معه ؟ أجبت بلا !! هل أنت ضدده ؟ أجبت بلا !! إذا أنت متوقف ؟ فأجبت بنفس الإجابة !! فلا ندري أهنالك قسم رابع ؟!! منزلة بين ثلاث منازل !! .الله المستعان . وهذه قرينة مقالية حالية تشعرنا بمدى التغير الذي طرأ عليك هكذا أقول ( طرأ ) لأننا لا نعلم هذا عنك قديماً ، فإن لم تتدارك نفسك بالتوبة والبيان والإصلاح فأنت على منهج شيخك في المصطلح !! ( علي الرازحي -هداه الله-) و هذا الكلام هو لشيخك أبي محمد -حفظه الله- و لعلك سمعت بهذا الاتصال الذي أجراه بعض الإخوة عندكم .
    ـ يـا أبا عبد الله إن الدعوة السلفية المباركة ما انتشرت إلاَّ بالوضوح و عدم السكوت عن الباطل بعد فضل الله عزَّ و جلَّ علينا و على الناس -فله الأمر من قبل ومن بعد- . عكس الدعوات الموجودة في الساحة فلا تتشبه بقوم يحسبون أنفسهم أنهم يحسنون صنعاً .
    فأهل السنة ولله الحمد لا يضرهم من خالفهم على ما هم عليه من الثبات والسنة فإن صاحب الحق تجده دائما مطمئنا ولو كان وحده.
    ولا من خذلهم ممن كان معهم ثم صار ضدهم بعد أن بين الله له ما يتق .فهذان الصنفان من الناس لا يضران دعوة أهل السنة و لله الحمد بل يزيدها وضوحا و نقاءً و جمالا و لكن أكثر الناس لا يفقهون .
    ـ فنصيحتي إليك أن تراجع نفسك و أن لا تهدر جهود شيخك و كذا طلابه وإخوانك ومشايخك الذين عشت معهم سنين عديدة ، ألاّ تهدرها هكذا سدًى بدون تدبر في العواقب التي ستنتج عن هذا الفعل المشين ، وأنت تعلم بأن الشيخ يحي -حفظه الله- بُحَّ صوته في بيان هذا الباطل العظيم والخطر الجسيم المحدق بالدعوة السلفية وعلمائها و في سيرها كذلك ، فهو طيلة أكثر من ست سنوات و هو يبن ، وما يحدث في اليمن الآن من التفرق و التحريش بين المشايخ سببه الوحيد هذه الحزبية المسَّاخة و هذا الحزبي الخائن (العدني) الذي كان دافن الرأس في التراب فلما تمكن لدغ و كذلك من تبعه من أهل التحريش والتحزب كالوصابي و المنعشين له كالجابري الضال والبخاري المذعور وغيرهم . فاللهم سلِّم سلِّم .
    بالله عليك ألم تكن موجوداً لمَّا كان ذلك البطل (شيخك ) -كان الله له- على الكرسي يبين حالهم ومقالتهم و مجزفاتهم ؟!! ، بالله عليك ألَم تقرأ الملازم التي أخرج أكثرها بعد إذن الشيخ -حفظه الله- في الرد على هذه الفتنة وبيانها و على سبيل المثال لا الحصر " مختصر البيان " و غيره من الملازم المفيدة وفي المقابل لم نعلم عنكم ولا ملزمة في هذا الجانب !! .
    بالله عليك ألم تصغ أذناك ويع قلبك تلك الشهادات التي قام بها من عايش الفتنة و عرفها و أنت واحد منهم !! .بالله عيك ألا يزعجك طعنهم في دماج و حربهم عليها ؟!! واشتراكهم مع الرافضة الزنادقة -قاتلهم الله جميعا- على هدم هذا الصرح المرضي و المعقل السلفي شعروا بهذا أو لم يشعروا . ألا يغيظك هذا وأنت قد ترعرعت في أحضانها و ارتويت من ماءها العذب الزلال ؟ أم هي الدنيا الدنيئة ؟!! أم هو تغير مسارٍ مؤدَّاه الركون لأهل الباطل و أهل الدنيا و الاستئناس بهم ، والله عزَّ وجلَّ حذرنا من هذا فقال : ﴿ولا تكن للخائنين خصيماً﴾.
    وقال تعالى :﴿فاستقم كما أمرت و من تاب معك و لاتطغوا إنه بما تعلون بصير(112) ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النَّار و مالكم من دون الله من أولياء ثمَّ لا تنصرون(113)﴾ [ هود :112 ـ113 ] .
    قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- عند تفسيره لهذه الآية : (( يأمر الله رسوله و عباده المؤمنين بالثبات والدَّوام على الاستقامة ، وذلك أكبر العون على النصر على الأعداء و مخالفة الأضداد ، ونهى على الطغيان ، وهو البغي ، فإن مصرَعه حتى ولو كان على مشرك . واعلم أنه بصير بأعمال العبد ، لا يغفل عن شيء ، ولا يخى عليه شيء . وقوله : ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا﴾: قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : لا تدهنوا . وقال العوفي عن ابن عباس : هو الركون إلى الشرك . وقال أبو العالية : لا ترضوا أعمالهم . وقال ابن جريج عن ابن عباس : و لا تميلوا إلى الذين ظلموا و هذا قول حسن ، أي : لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بباقي صنيعهم . ﴿فتمسكم النَّار و مالكم من دون الله من أولياء ثمَّ لا تنصرون﴾.أي : ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ، ولا ناصر يخلصكم من عذابه . )) اهــ .
    ـ أيُّـها الأخ الفاضل انتبه أين تضع رجلك و اعتبر بمن قبلك ممن عادا هذا الخير وحذَّر منه من أصحاب أبي الحسن المصري ، وأصاحب البكري و اليوم أصحاب العدني وهُمْ هُمْ ، فأين هم ؟ ضاعوا و ماعُوا وفتنوا بالدنيا و النعيم الزائل ، فبعضهم في البرلمانات و بعضهم ذهبوا مع أصحاب الجمعيات و بعضهم مع التنظيم الإخواني المجرم ، وبعضهم مع التكفريين و بعضهم مع الرافضة والعياذ بالله و بعضهم أصبح يعدُّ من عوَّام النَّاس ، بعدما كانوا باحثين ومحققين ومدرسين ومؤلفين ، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير من أجل الدرهم والدينار فباؤا بالخسارة والخذلان و التحقير والنسيان. فإنا لله و إنا إليه راجعون .
    ـ أيها الأخ -هداك الله- إنك مطالب اليوم بتصحيح مسارك و بيان دعوتك التي تريد إقامتها في هذا البلد الطيب، فأرضه خصبة للدعوة كما شهد بذلك شيخك أبو محمد -حفظه الله- وقبله مجموعة من العلماء، ولكن هذا السكوت !! و الغموض !! و الخوف من فلان وفلان !! فلان يسجل ... فلان يتلاعب .. ، و لا أريد أن أفتح على نفسي عدت جبهات ... !! وغير ذلك من المقالات الباطلة ، وأنت في الحقيقة قد فتحت على نفسك عدت شبهات ، فالواجب عليك أن تكون صلباً ثابتا ، وتأتيَ البيوت من أبوابها .
    أليس لي و لك عبرة في دعوة العلامة المجاهد مقبل الوادعي -رحمة الله عليه- و كيف كانت بلاده و كيف أصبحت ، أوَنسيت أم تناسيت مقولته المشهورة حين سأل عن سبب انتشار المنهج السلفي فأجاب بعز وفخر تحقيقا و تعليقاً: بالجرح و التعديل والتَّميز . فأين نحن من هذا و أين أنت من هذا مقارنة بما صدر منك الآن .
    أيها الأخ الفاضل، إن سكوت بعض المشايخ اليوم سواء في اليمن أو في الحجاز عن هذا المبطل و عصابته ليس حجة لتغييرك المسار الذين كنت عليه سنين، إذ العبرة كما تعلم بالحق و الدليل، و ما اعتقدته بدليله لا يجوز لك أن تتراجع عنه بالتقليد .
    قال الشوكاني -رحمه الله تعالى- في " شرح الصدور " ص(4-5) : (( و بهذا يتقرر لك أن ليس لأحد من العلماء المختلفين ، أو من التابعين لهم ، والمقتدين بهم ، أن يقول : الحق ما قاله فلان دون فلان ، أو فلان أولى بالحق من فلان ، بل الواجب عليه ـ إن كان ممن له فهم وعلم و تمييز ـ أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله و سنَّة رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ، فمن كان دليل الكتاب و السنَّة معه فهو على الحق ، وهو أولى بالحق . ومن كان دليل الكتاب والسنَّة عليه لا له كان هو المخطئ ، و لاذنب عليه في هذا الخطأ إن كان قد وفَّى الإجتهاد الصحيح بل هو معذور بل مأجور كما ثبت في الحديث الصحيح : (( أنه إذا اجتهد فأصاب فله أجران و إن اجتهد فأخطأ فله أجر .)) . فناهيك بخطأ يؤجر عليه فاعله ، ولكن هذا إنما هو المجتهد نفسه إذا أخطأ ، ولكن لا يجوز لغيره أن يتبعه في خطئه و لا يعذر كعذره ، ولايأجر كأجره ، بل الواجب على من عداه من المكلفين أن يترك الإقتداء به في الخطأ ، ويرجع إلى الحق الذي دلَّ عليه الكتاب والسنّة ، وإذا وقع الرد لما اختلف فيه أهل العلم إلى الكتاب و السنة كان من معه دليل الكتاب و السنة هو الذي أصاب الحق و وافقه ، وإن كان واحداً ، والذي لم يكن معه دليل الكتاب و السنة هو الذي لم يصب الحق بل أخطأه ، وإن كان عدداً كثيراً .فليس لعالم ، ولا لمتعلم ، ولمن لم يفهم ـ و إن كان مقصراً ـ أن يقول : " إن الحق بيد من يُقتَدَى به من العلماء " إن كان دليل الكتاب و السنة بيد غيره ، فإن ذلك جهل عظيم و تعصب شديد و خروج من دائرة الإنصاف بالمرَّةِ ، لأنَّ الحقَّ لا يعرف بالرجال ، بل الرجال يعرفون بالحق ، وليس أحد من العلماء المجتهدين ، والأئمة المحققين بمعصوم ، و من لم يكن معصوماً فإنَّه يجوز عليه الخطأ كما يجوز عليه الصواب، فيصيب تارة و يخطئ أخرى ، ولا يتبيَّن صوابه من خطئه إلا بالرجوع إلى دليل الكتاب و السنة ، فإن وافقهما فهو مصيب ، وإن خالفهما فهو مخطئ ، ولا خلاف في هذه الجملة بين المسلمين أولهم و آخرهم ، سابقهم و لاحقهم، كبيرهم وصغيرهم ، وهذا يعرفه كل من له أدنى حظ من العلم ، وأحقر نصيب من العرفان ... )) اهـ .
    فتأمل -رعاك الله- هل يبقى لأحد من المسلمين -فضلا أن يكون من أهل السنة- احتجاج بقول فلان على أساس أنه فلان و على أساس أنه يُقتَدَى به مع قيام الطرف الآخر بإبراز الحق وإظهاره بناء على نصوص الكتاب و السنة و فهم سلف هذه الأمة (( فماذا بعد الحق إلاَّ الضلال )) . فالله المستعان .
    أيها الأخ إعلم -علمني الله وإياك- أنَّ موقف العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- و بقية المشايخ -أعزهم الله- من العدني وعصابته و من الوصابي و مكره وتحريشه ، ومن الجابري وبغيه و ضلاله ( في أمور لا تخفى عليك و قد بينها شيخك -حفظه الله-) و عدم رجوع هؤلاء إلى جادة الصواب وترك الظلم والصد عن سبيل الله و الله عزَّ وجلَّ يقول : ﴿وتذقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب أليم﴾ لا يعني أن هؤلاء على خير وسنة لأنه من المعلوم عند كل شخصٍ أن الخطأ لا ينقلب صوابا أو يصبح من شرع الله بسبب تزكية حصل عليها المخطئ من العالم الفلاني ، وأن البدعة لا تصبح سنة بحجة أن العالم الفلاني لم يقم بإنكارها مع قيام بعضهم ببيان ما فيها من النكارة الشديدة و على سبيل المثال "المخالفات و الضلالات التي وقع في عبيد الجابري و كذلك الوصابي" والأخطاء التي لم يتراجع عنها فركوس" و كذلك "الأخطاء التي وقعت للشيخ الإمام في كتابه الإبانة " و قد مر معنا آنفا قول الشيخ ربيع -حفظه الله- بأن (( أيّ خطأ يجب أن يبين للناس أن هذا خطأ ، مهما علَت منزلة هذا الشخص الذي صدر منه هذا الخطأ ، لأننا كما قلنا غير مرَّة بأن خطأه ينسب إلى دين الله ...)) .
    قال العلامة المعلمي رحمه الله تعالى:( واعلم أن الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ ابتلاء لغيره، أيتبعون الحق ويدعون قوله، أم يغترون بفضله وجلالته؟ وهو معذور، بل مأجور لاجتهاده وقصده الخير وعدم تقصيره، لكن من اتبعه مغترا بعظمته بدون التفات إلى الحجج الحقيقية من كتاب الله وسنة رسوله فلا يكون معذورا، بل هو على خطر عظيم.
    ولما ذهبت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى البصرة قبل وقعة الجمل؛ أتبعها أمير المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه ابنَه الحسن وعمارَ بن ياسر رضي الله عنهما لينصحا الناس، فكان من كلام عمار لأهل البصرة أن قال:"والله إنها لزوجة نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي؟...) . )) اهـ ."رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله"ص(152-153) .
    و لاحظ قوله : (( أم يغترون بفضله وجلالته )) فهذا هو ما يحدث الآن من بعض السلفيين الذين ما زال موقفهم من الجابري و الوصابي موقف غير مرضي([5]) ، بحجة أن الذين يزكونهم ذووا فضل و منزلة عظيمة ، ونسوا أو تناسوا تلك المجازفات والضلالات التي وقعا فيها و قد بينها شيخك حفظه الله تعالى فلله درُّه . وعلى الله أجره .
    وأعلم -هداك الله- أن أهل البدع -ومنهم العدني و من معه- يفرحون بمثل هذه الأخطاء، بل و يطيرون بها في الآفاق و يصدِّرون بها منتدياتهم التي أسست من أول يوم على الحزبية و المجاهيل ، و إليك كلام الشوكاني في ذلك . قال -رحمه الله تعالى- : (وقد جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه، بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء، ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم، ويجعلونها حجة على بدعتهم، ويضربون بها وجه منْ أنكر عليهم)) «أدب الطلب» ص(43).
    فهم الآن يفرحون بتزكية العلامة المجاهد ريبع المدخلي -حفظه الله- لهم خاصة بعد الإتصال الذي أجروه معه بمناسبة افتتاح مسجد وهذا أمر محدث و لم يطلعوه -حفظه الله- على هذا الفعل ، و قد فرحوا قديما بتزكية عبيد الجابري ونزوله عندهم و لم يغن عنهم ذلك شيئا ، لأنهم يحتاجون إلى توبة نصوح وبيان ما كانوا عليه من الباطل وبإصلاح ما أفسدوه .
    اعلم -أصلحك الله- بأن البطانة تلعب دورا هاماًّ من حيث تأثيرها على الشخص الذي له رئاسة أو عالِم مربٍّ ، وهذا ليس من نفسي و الشيطان بل هو وحي ألقاه جبريل في روع رسول الله صلَّى عليه وسلَّم ، فقد أخرج البخاري في "صحيحه " رقم (7198) من حديث أبي سعيد و أبي هريرة -رضي الله عنهما- أنَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال : (( ما بعث الله من نبيٍّ و لا استخلف من خليفةٍ إلاَّ كانت له بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف و تحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشرِّ و تحضُّه عليه ، فالمعصوم من عصمه الله تعالى )).
    ـ و صحَّ عند أبي داود برقم ( 2932) و غيره من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- : (( إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدقٍ إن نسي ذكَّره و إن ذكر أعانه ، وإذا أراد به غير ذلك جعل الله له وزير سوءٍ إن نسي لم يذكِّره وإن ذكر لم يعنه)) .
    فهذا ليس بمأمون علينا و لا على من هو أجلُّ منَّا من هؤلاء الجلساء و هذه البطانة قال تعالى: ﴿ولا تطع أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون﴾.
    و ما ضرَّ عبيد الجابري فكان من أمره ما هو حاصل له الآن إلاَّ بسبب هؤلاء الهَمَل الذين التفوا به من اتباع ابني مرعي ، وكانت غايتهم الوحيدة تفريق الصف و زعزعة الروابط الموجودة بين أهل العلم والتحريش بينهم . انظر "التوضيح لما جاء من التقريرات و النقد الصحيح" للعلامة يحي الحجوري-حفظه الله- فقد أبان ذلك و أظن أنك اطَّلعت عليه قبلي !! .
    ـ بل هو نفسه ( الجابري) في كتابه "الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل" (ص15-16) ، ذكر هذه الضرر الذي يلحقه أهل الباطل بأهل السنة عن طريق البطانة السيئة .فقال : ((..فإن كثيرا من أهل الأهواء يخفى أمرهم على جمهرة أهل العلم ولا يتمكنون من كشف عوارهم وهتك أستارهم لأسباب منها :
    - البطانة السيئة التي تحول بين هذا العالم الجليل السنّي القوي، وبين وصول ما يهتك به ستر ذلك اللعّاب الماكر الغشّاش الدّسّاس،
    -البطانة السيئة- حال لا يمكن أن يصل إليه شيء حتى أنها تحول بينه وبين إخوانه الذين يحبهم في الله، فلا يستطيع أن يقرأ كل شيء .
    - ومنها أن يكون ذلك العالم ليس عنده وقت، بل وقته كله في العلم والتعليم
    .
    - ومنها أن يكون بعيدا عن هذه الساحة
    ، يكون هذا الشخص مثلا في مصر أو الشام أو المغرب أو مثلا مصر أو مثلا اليمن،وهذا العالم في السعودية لا يدري عما يجري في تلك الساحة، ما بلّغه ثقة بما يجري في تلك الساحة والساحات، فهو جاهل بحاله .
    - ومنها أن يكون هذا العالم قد نمى إلى علمه وتعلق في فكره أن ذلك الرجل ثقة عنده، فما استطاع أن يصل إلى ماكشفه غيره من أهل العلم للأسباب المتقدمة وغيرها،
    لكن نمى إلى علمه سابقا أنه صاحب سنة وأنه يدعو إلى الله، وكان أمامه يظهر السنة والدعوة إلى السنة، ويذكر قصصا من حياته ومصارعته للأفكار الفاسدة والمناهج الكاسدة، ويأتي له بكتب سليمة، وما درى عن دسائسه . فإذًا ماذا نصنع ؟
    نعمل على كلام ذلك العالم الذي أقام الدليل وأقام البينة التي توجب الحذر من ذلك الرجل من كتبه ومن أشرطته ومن شخصه
    . وأما ذلك العالم الجليل فهو على مكانته عندنا لا نجرحه ولا نحط من قدره ولا نقلل من شأنه بل نعتذر له؛ نقول: ما علم، لو علم ما علمنا لكان عليه مثلنا أو أشد منا، والله أعلم..)) اهـ . وذكري لكلامه هذا إنما هو من باب إقامة الحجة على نفسه بنفسه ، وإلا فلا عبرة بكلام من "يطعن في الصحابي كعب بن مالك -رضي الله عنه- " و يبدع كل من قال بقول أهل السنة بـ" أن أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق " ويرميهم بالعظائم" ، و " يفتي بجواز فك السحر عن المسحور عند الساحر ". وبـ " عدم تبديع سيد قطب " ، و بـ " جواز الهجرة إلى برمنجهام و أنها دار هجرة " و.. و .. . و الله المستعان .
    ـ و قبل أن أختم نصيحتي ، هناك أمر لاحظته عند زيارتي لك في الآونة الأخيرة و لاحظه كذلك بعض الإخوة: إقبال غير معهودٍ منك على الدنيا في مقابل ذلك بدأ المجهود العلمي في تناقص ملحوظ من حيث الدروس و غير ذلك ، وهذا ليس طعنا فيك و وقيعة ، وإنما من باب ﴿وما شهدنا إلاَّ بما علمنا ،و ماكنَّا عن الغيب حافظين﴾ ، وليس أننا أيضا نمنعك من طلب الرزق فطلب الرزق باب و الإنغماس في الدنيا و الإشتغال بها أكثر باب آخر ، فهذه همسة تذكيرٍ -لي و لك- في ما يتعلق بأضرار الانهماك في الدنيا الدنيئة -أعاذنا الله وإياك من ميول القلب إلى حطامها الزائل- ﴿إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾
    - اعلـم -علَّمني الله وإيَّاك- أن الدنيا دنيئةٌ ليست بشيء بالنسبة للآخرة([6]) ،و أنها أشبه بالظل تحسب أن له حقيقة ثابتة و هو في تقلص و انقباض فتتبعه لتدركه فلا تلحقه ، و أنها أشبه بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء ﴿حتى إذا جاءه لم يجده شيئا و وجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب﴾ وأشبه بالمنام يرى العبد ما يحب و ما يكره فإذا استيقظ علم أن ذلك لا حقيقة له ، وأشبه بالعجوز شوهاء المنظر والمخبر غدَّارة بالأزواج تزينت للخُطَّاب بكلِّ زينة و سترت كل قبيح فاغتر بها من لم يجاوز بصره ظاهرها فطلب النكاح فقالت لا مهر إلا نقد الآخرة فإننا ضرتان و اجتماعنا غير مأذون فيه و لا مستباح فآثر الخُطَّاب العاجلة و قالوا ما على من واصل حبيبته من جناح فلما كشف قناعها و حل إزارها إذا كل آفة و بلية فمنهم من طلَّق واستراح ومنهم من اختار المقام فما استتمت ليلة عرسه إلاَّ بالعويل والصِّياح ([7]).
    وإن المنهمك فيها المفرط المتجاوز في جمع حطامها ، أضراراً حسية وأخرى معنوية تعود عليه بفساد دينه ودنياه :
    فمن ذلك :
    1/ اشتغال العبد بها حتى يضيع ما أوجب الله عليه من الواجبات و الطاعات والقربات والدعوة إلى الله وطلب العلم و... .
    قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : (( إياكم و ما شغل من الدنيا فإن الدنيا كثيرة الأشغال لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلاَّ أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب . ))([8]) اهـ . فتأمل -رعاك الله- هذا الفهم الصحيح الذي أمرنا أن نسلكه في فهم نصوص الكتاب و السنة فالله الحمد والمنَّة .
    و قال ابن القيم -رحمه الله- في " إغاثة اللهفان " (1/60) : (( ومحب الدنيا لا ينفك من ثلاث : هم لازم و تعب دائم وحسرة لا تنقضي و ذلك أن محبها لا ينال منها شيئا إلا طمحت نفسه إلا ما فوقه كما في الحديث الصحيح عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- : (( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثاً ))([9]) .)) اهـ . وقال بعضهم : من أراد الدنيا فلتهيأ للذل([10]) .
    2/ شتات الشمل ، فيفرق الله عليه شمله فما من شيء كان يحيط فيه إلا فرَّقه الله عليه .
    فعن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول : (( من كانت الدنيا همَّه فرَّق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة )([11]) .
    3/ حب أهلها و التملق إليهم و محاباتهم و اتخادهم أخلاء و عدم انكار منكرهم.
    قال سفيان الثوري -رحمه الله- : (( إني لأعرف حبَّ الرجل للدنيا بتسليمه على أهل الدنيا .))[12] . يريد رحمه الله بذلك حفاوته بهم دون غيرهم ليس لشيء إلا لأنهم حازوا الدينار و الدرهم والجاه.
    و صدق من قال :
    فـكم دقَّت و رقَّت و استرقَّت **** فضول الرزق أعناق الرجال .
    4/ الإكثار من ذكرها و كثرة التحدث عنها .
    قال بعض السلف : من أحب شيئا أكثر من ذكره .
    و قال أيوب السختياني -رحمه الله- : ((ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط)) . وما حال الكثير منَّا إلا كما قال عون بن عبد الله: إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم و إنكم اليوم لتجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم[13].
    ـ و من عظيم توفيق الله للعبد و حبه له أن يحميه من الدنيا ففي مسند أحمد و مستدرك الحاكم([14]) عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- : أن النبي -صلى الله عليه- قال : ((إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا و هو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام و الشراب تخافون عليه)).
    و تأمل أخي -رعاك الله- في هذا الحديث العظيم لعل الله ينفعك به فقد جاء عند ابن حبان و صححه الألباني([15]) عن فضالة ابن عبيد -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلَّى عليه وسلَّم-: ((اللهم من آمن بك و شهد أني رسولك فحبب إليك لقاءك وسهِّل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ، و من لم يؤمن بك و لم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك و لا تسهل عليه قضاءك و أكثر له من الدنيا)) .
    ـ و العبد المسلم إذا رزق القناعة من الدنيا مع التمسك بالإسلام والسنة و الثبات على المنهج السلفي فقد صار من المفلحين ففي صحيح مسلم([16]) عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (( قد أفلح من أسلم و رزق كفافا و قنعه الله بما آتاه )) .
    - و في الآخير أحمد الله عز وحل أن وفقني لكتابة هذه الوريقات سائلا منه سبحانه و تعالى أن ينفعني و إياك بها ، وأن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا و يزقنا اجتنابه . وصلى الله على محمَّد وعلى آله و صحبه أجمعين .
    كتبه :
    أبو عبد الله حسين بن مسعود الجيجلي
    -أصلح الله سريرته-


    ================================================


    1 ـ و جاء عند أحمد: (( الدين نصيحة )) ثلاثا من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ .

    2 ـ انظر " السبل الشرعية لجمع كلمة أهل السنة و الجماعة في هذه الفتنة وغيرها من الفتن " مادة صوتية للشيخ يحي ـ حفظه الله ـ قام بتفريغها كمال بن ثابت العدني ـ وفقه الله ـ.

    3ـ و أنت تعلم أننا وقفنا معك و دافعنا عنك لأننا رأينا أن الحق معك ، أمَّا الآن ما أظن أننا سنسكت عن فعلك هذا الذي أفرح المتميعين عندنا بعدما كانوا يطعنون فيك عند زياراتك لجيجل و إلقائك للدروس ، فهذا لا ينبغي يا أبا عبد الله أن تعين المتميعين المدسوسين علي إخوانك . فلتنتبه !! .

    4 ـ لعلك تذكر لما كنا في مجلس الشيخ أبي محمد عند نزوله إلى مدينتي و في نهاية الحلقة بدأ ذلك الحسني المذبذب المُهَزْهَزْ ( محمد صَفْصَاف ) بالفتنة ، فطلبت من الشيخ أن يقوم بسؤاله عن أبي الحسن ـ أراحنا الله من شره ـ و موقفه منه . ألا تذكر؟!! . فالتعتبر .

    5 ـ و هناك ظاهرة ظهرت في أوساط أهل السنَّة و انتشرت انتشار النار في الهشيم و هي أنك حين تسأله عن فتنة العدني يقول لك : " نحن مع العلماء " ، أو " لم تتبين لي حزبيته بعد " فنقول له : أما قولك " نحن مع العلماء " فهذه المقولة ترجع بنا إلى فتنة أبي الحسن ، وهو أنه لما قام الشيخ يحي ـ حفظه الله ـ يبين ، قام بعضهم يقول : " نحن مع العلماء " أي : يقصدون مشايخ اليمن ، و لما تبين حزبيته للعلماء في اليمن ، وأخذوا بالتحذير منه ، قاموا وقالوا : " نحن مع علماء السعودية " ، ولما أبان علماء المملكة ـ وفقهم الله ـ حزبية هذا الخبيث ، قال بعض الأخوة ( وهو عادل السياغي ـ رحمه الله ـ ) لأحدهم : أما الآن فقد بين العلماء من كل بلاد حزبية أبي الحسن فلا حاجة للمجادلة . فأجاب: لو نزل ملك من السماء يقول لي إن أبا الحسن حزبي ما قبلت ؟ أعوذ بالله من هذا القول الزائغ )), كل هذا كان من أسبابه هذه المقالة. انظر " نحن مع اعلماء أم مع الحق و الدليل " لأخ عادل السياغي ـ رحمه الله تعالى ـ . أما قولهم : " لم تتبن لي حزبيته بعد " فنقول له : قد تبينت لمن هو خير منك و أعلم منك و هو العلا مة يحي بن علي الحجوري ـ حفظه الله ـ (( فالفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم ، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل )) ، فأين هم من هذا ؟!!. ـ نعوذ بالله من الغلو في التقليد ـ .


    6 ـ " شرح رياض الصالحين " (2/345) للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ .

    7 ـ انظر " عِدَةُ الصابرين " ص(191) للإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ .

    8 ـ " الزهد " ص (190) لا بن المبارك.

    9 ـ " صحيح ابن ماجة " برقم (3313).

    10 ـ " المجالسة و جواهر العلم " (8/78) للدينوري .

    11 ـ " صحيح ابن ماجة " رقم (3313).

    12 ـ " الحلية " (7/39) لأبي نعيم.

    13 ـ " صفوة الصفوة " (3/101 ) .

    14 ـ أحمد رقم (23622) ، الحاكم (4/208) .

    15 ـ ابن حبان رقم (208) ، والصحيحة رقم (1338) .

    16 ـ برقم (1054) .


    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين بن مسعود الجيجلي; الساعة 11-04-2011, 12:35 AM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم


    هذه النصيحة كانت في بداية الأمر سرّا ، وقد سلّمتها بنفسي لحمزة عندما سافرت لمناصحته ، لكنه لم يستجب ، وخلاصة ما كان بيني بينه:


    ذكرت له بأن ما صار يقول به في مسألة عبيد والوصابي وفركوس قول باطل ، وأنّ تردده في فتنة العدني لا مسوّغ له ، وأقمت له الدليل على حزبية الجابري ، فلم تأخذه الغيرة على الصحابي الجليل الذي طعن في عبيد ، وكان حمزة خلال النقاش يحاول التفلت والهروب من الموضوع ، ولم تكن له حجة على ما يدّعي ، ولم يستطع دفع الأدلّة التي أوردت عليه ، ولم يوفّق للالتزام بها ، وأبى التحذير من عبيد والوصابي مع علمه أنّهما يطعنان في الصحابة ، وقال: أنا لن أزور فركوس لكن إذا زرته فلن ألام !!



    وقد احتوى كلامه على كثير من المنكرات منها:

    عمله بقاعدة نصحح ولا نهدم
    عمله بقاعدة التثبت البدعي المأربي
    إيثاره التقليد على الدليل
    سيره على منهج الموازنات


    وأمور أخرى سأبيّنها إن شاء الله في مقال بعنوان (الدرّ المكنون في بيان حال حمزة السوفي المفتون) وقد بدأت في كتابته نسأل الله أن ييسر إتمامه.

    وقد اتصلت بشيخنا عبد الحميد الحجوري حفظه الله ، فأبدى أسفه مما صار إليه حال حمزة ، ونقل لي عن الشيخ يحيى حفظه الله أنّه قال: (حمزة أساء لنفسه وأساء لدعوته وأساء إلى من يدافع عنه)

    وقال لي الشيخ عبد الحميد: قبل أن ترجع إلى جيجل اجلس معه مرّة أخرى وقل له يقول لك أبو محمد: لا تضيّع نفسك ولا تضيّع دعوتك.

    فنقلت له هذا فأبى إلاّ الضياع والتضييع ، فليتحمّل عواقبه الوخيمة ، فقد تركه كثير من فضلاء الإخوة السلفيين في وادي سوف ممن كانوا مقرّبين إليه جدّا ، ومن أهل السنّة من رجع إلى جيجل وترك الدراسة عنده ، ومنهم من وعد أنّه سيرجع بعد تسوية بعض أموره هناك ، ومنهم من كان يريد الذهاب إليه فنصحناه بترك هذا ، والحمد لله.

    أذكر هذا الكلام حتى لا يقول قائل: لماذا تتكلمون فيه ولما تنصحونه؟!
    وليعلم أهل السنّة أنّنا قد نصحناه وتكلّفنا في ذلك عناء ، لكنّه أبى فلن نسكت عنه.


    تعليق


    • #3

      أحسن الله إليكما ورفع قدركما
      وجزاكما الله خيراً على النُصح والبيان

      ونعوذ بالله من الحَور بعد الكَور





      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيراً يا أسود السنة ونسأل الله الثبات حتى الممات
        وما أكثر المستوحشين من قلة السالكين
        ورحم الله الإمام ابن القيم إذ يقول وهو يصف حال هؤلاء : كما في : إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 69) :
        "كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن فهو محتاج إلى قوة صبر وقوة يقين بما يصير إليه ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها ولا سيما إن عدم الرفيق واستوحش من الوحدة وجعل يقول : أين ذهب الناس فلي بهم أسوة وهذه حال أكثر الخلق وهي التي أهلكتهم فبالصبر الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فتفرد العبد في طريق طلبه دليل على صدق الطلب اهـ

        ما أحسن هذا الكلام لو تأملناه ـ والله الموفق ـ



        المشاركة الأصلية بواسطة حسين بن مسعود الجيجلي مشاهدة المشاركة
        .. تنكر ما كنت تعرف وتعرف ما كنت تنكر وأنت تعلم بأن هذا هو حق الضلالة كما ثبت عن عثمان --رضي الله عنه- موقوفا عليه .




        ومن باب التنبيه لأخينا حسين الأثر لحذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنهما ـ

        تعليق


        • #5

          جزى الله الأخ حسين والأخ ياسر وبارك الله فيكما على صدعكما بالحق
          ونصحكما لهذا الرجل الزائغ نسأل الله أن يرده للحق

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ياسر بن مسعود الجيجلي مشاهدة المشاركة
            [
            ]الدرّ المكنون في بيان حال حمزة السوفي المفتون)
            قريبا . . . قريبا . . . إن شاء الله.

            تعليق


            • #7
              أخي -هداك الله- لقد ساءنا وساء كل سلفي تبيَّن له القول الحق في حزبية العدني و من تبعه على هذا الباطل ، تذبذبك مؤخرا في هذه الفتنة و تخبطك فيها تخبُّط عشواء ، بعد الجلسة التي كانت بينك وبين العلاَّمة الوالد ربيع بن هادي المدخلي -أعزَّه الله تعالى- بتقاعسك عن نصرة الحق و الذب عنه و عن أهله ، ومقصدي من نصرة الحق هو بيان حزبية عبد الرحمن و عصابته و من اغتر بباطلهم و سار على دربهم أمثال الوصابي و الجابري و فركوس -أصلحهم الله- وإذا بنا نسمع عنكم غير ذلك ، فقد بلغني كغيري من السلفيين الذين يهمهم أمر الدعوة ، والحريصين على بيان الحق و جمع الشمل([2]) ، أنك لما سئلت عن موقفك من العدني اضطربت في الإجابة اضطراباً شديداً ثمَّ كان حاصل ذلك أنك قلت أو كما قلت بأنك لمَّا كنت في دماج -أعزَّها الله و حرسها- كنت ترى بحزبيته أمَّا الآن فقد تغيَّر رأيك بحجة أنك رأيت أموراً لم تكن تعلمها من قبل !! و هذه الأمور لم تفصح عنها فلا ندري أهي أمور شخصية !!؟ أو أمور منهجية !!؟ أو هي أمور ذكرها العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- كقوله عن العدني ( خالص كالذهب ) وعن الجابري ( شابت لحيته في السنَّة ) ، فأنت مطالب بالإجابة عن هذا السؤال و ترجيح أحد هذه الأقوال ، و إلاَّ فهناك قرائن حالية وأخرى مقالية ترجح القول الأول؛


              ولقد أخبرني ياسر صبيحة يوم الإثنين أنه أعاد الإتصال بك و سألك عن موقفك من الحزبي الخائن عبد الرحمن العدني([4]) فذكرت أنك لم تحزبه و لو قديماً إنما كنت تقول بأنه فيه حزبية و ظلم ، ثمَّ قال لك هل أنت معه ؟ أجبت بلا !! هل أنت ضدده ؟ أجبت بلا !! إذا أنت متوقف ؟ فأجبت بنفس الإجابة !! فلا ندري أهنالك قسم رابع ؟!! منزلة بين ثلاث منازل !! .الله المستعان . وهذه قرينة مقالية حالية تشعرنا بمدى التغير الذي طرأ عليك هكذا أقول ( طرأ ) لأننا لا نعلم هذا عنك قديماً ، فإن لم تتدارك نفسك بالتوبة والبيان والإصلاح فأنت على منهج شيخك في المصطلح !! ( علي الرازحي -هداه الله-) و هذا الكلام هو لشيخك أبي محمد -حفظه الله- و لعلك سمعت بهذا الاتصال الذي أجراه بعض الإخوة عندكم

              و أنت تعلم أننا وقفنا معك و دافعنا عنك لأننا رأينا أن الحق معك ، أمَّا الآن ما أظن أننا سنسكت عن فعلك هذا الذي أفرح المتميعين عندنا بعدما كانوا يطعنون فيك عند زياراتك لجيجل و إلقائك للدروس ، فهذا لا ينبغي يا أبا عبد الله أن تعين المتميعين المدسوسين علي إخوانك . فلتنتبه !!
              جزاك الله خيرا أخانا حسين على الصدع بالحق
              كنت قد أرسلت أمس رسالة إلى حمزة السوفي إعتذرت له فيها على عدم الدفاع عنه دعوت الله له أن يسلمه من اعدائه
              ولكن لما تبينت لي الحقائق من أخيناياسر بعد جلساته معه اتضحت الأمور
              فأنا أتراجع عن دفاعي عنه وأستغفر الله وأتوب إليه

              تعليق


              • #8
                إن لله وإن إليه راجعون

                أعظم الله أجورنا في حمزة .
                نسأل الله أن يعافينا من داء التقليد الذي جعل كثيرا من الناس ينتكسون ويتركون ما علموه من الحق بدليله .
                نسأل الله أن يثبتنا على الحق . وأقول لحمزة ـ أصلحه الله ـ :
                لعل وقوعك في هذه الفتنة بسبب عدم صدعك بالحق وخوفك على دعوتك.ـ والله أعلم بالسرائر ـ
                قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين [4 ـ174]:[فمتى كتم الحق أو كذب فيه فقد حادّ الله في شرعه ودينه، وقد أجرى الله سنته أن يمحق بركة علمه ودينه ودنياه إذا فعل ذلك، ومن التزم الصدق والبيان بورك له في علمه ووقته ودينه ودنياه، بالكتمان يُعْزل الحق عن سلطانه، وبالكذب يُقلب عن وجهه، والجزاء من جنس العمل، فجزاء أحدهم أن يعزله عن سلطان المهابة والكرامة والمحبة والتعظيم].
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو وائل بلال التبسي; الساعة 11-04-2011, 08:52 AM.

                تعليق


                • #9
                  [أمَّا الآن ما أظن أننا سنسكت عن فعلك هذا الذي أفرح المتميعين عندنا بعدما كانوا يطعنون فيك عند زياراتك لجيجل و إلقائك للدروس ، فهذا لا ينبغي يا أبا عبد الله أن تعين المتميعين المدسوسين علي إخوانك . فلتنتبه]
                  ـ صدق الأخ حسين. هذا الموقف المشين من حمزة أفرح الحزبيين والمميعين.

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيرا يا أخانا علي على هذا التنبيه المهم ، وسبب ذلك راجع إلى قصوري و قلة علمي و لأنني كذلك كتبتها على عُجالة من أمري ، و أخونا أبو وائل - وفقه الله - نبهني إلى بعض الأمور برسالة أرسلها إلي في الخاص ، فجزاه الله خير الجزاء .
                    قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين [4 ـ174]:[فمتى كتم الحق أو كذب فيه فقد حادّ الله في شرعه ودينه، وقد أجرى الله سنته أن يمحق بركة علمه ودينه ودنياه إذا فعل ذلك، ومن التزم الصدق والبيان بورك له في علمه ووقته ودينه ودنياه، بالكتمان يُعْزل الحق عن سلطانه، وبالكذب يُقلب عن وجهه، والجزاء من جنس العمل، فجزاء أحدهم أن يعزله عن سلطان المهابة والكرامة والمحبة والتعظيم
                    وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : " لا يمنعنَّ رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه ( أو شهده أو سمعه ) " . صحَّحه الألباني-رحمه الله- بمجموع طرقه في " الصحيحة" رقم(168)، و قال عقب تخريجه لهذا الحديث : (و في الحديث : النهي المؤكد عن كتمان الحق خوفا من الناس ، أو طمعا في المعاش .
                    فكل من كتمه مخافة إيذائهم إياه بنوع من أنواع الإيذاء كالضرب و الشتم ،
                    و قطع الرزق ، أو مخافة عدم احترامهم إياه ، و نحو ذلك ، فهو داخل في النهي
                    و مخالف للنبي صلى الله عليه وسلم ، و إذا كان هذا حال من يكتم الحق و هو يعلمه
                    فكيف يكون حال من لا يكتفى بذلك بل يشهد بالباطل على المسلمين الأبرياء
                    و يتهمهم في دينهم و عقيدتهم مسايرة منه للرعاع ، أو مخافة أن يتهموه هو أيضا
                    بالباطل إذا لم يسايرهم على ضلالهم و اتهامهم ؟ ! فاللهم ثبتنا على الحق ،
                    و إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين .)) اهـ .
                    نسأل الله السلامة و العافية .

                    تعليق


                    • #11
                      بالأمس اتصل أحد الإخوة بحمزة فقال له: ياسر وحسين حدادية.

                      وقد أهلك نفسه بهذا.

                      أتبدّعنا يا هذا لأننا نصحناك فلم تقبل؟؟

                      أم تبدعنا تزلفا لفركوس؟؟

                      لقد كنت أتكلم في الجابري والوصابي وفركوس أمام حمزة ، فيوافقني ولا يقول بأني حدادي ، فلما تكلمت فيه صرت حداديا ، فالحدادية عند حمزة هي أن تتكلم فيه.

                      ألم تكن بالأمس القريب تذكر لي أن فركوس طعن في الشيخ ربيع لما جلست معه لتستفيد منه ؟؟

                      فلماذا لم تقل عنه حدادي ، وقلتها في الذي قطع 600 كيلو لينصحك.

                      يا حمزة . . . أنت لا تعرف ماهي الحدادية ، ولا تعرف أصولها ، ولا تعرف في ماذا خالفت أهل السنة ، فلا تحكم على الناس بما لا تعرف.

                      ولي معك موعد آخر إن شاء الله.

                      تعليق


                      • #12
                        جزاكما الله خيرا على الصدع بالحق والسعي في نفي الخبث عن الدعوة السلفية في الجزائر ونسأل الله لحمزة السوفي الهداية ان علم الله فيه خيرا .............الثبات الثبات الثبات

                        تعليق

                        يعمل...
                        X