وضع الإصر
عن
أهل العصر
بالرد على
دجال مصر
عن
أهل العصر
بالرد على
دجال مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نصر السنة وأعز أهلها، وخذل البدعة وهزم أحزابها، والصلاة والسلام على رسول الله الذي أخبر وبشر برفع أقوام بالكتاب رفعة لا يبلغها السحاب، وبوضع آخرين به وضعًا هو دون التراب، صلى الله عليه وعلى جميع الآل الذين جمعوا بين النسب الشريف، وشأو وشرف التقى والصلاح والعلم والإيمان المنيف، ورضي الله عن الصحب أجمعين الذين إجماعهم حجة، والذين مخالفهم ضال مضل، ولو صلى وصام وقام وحج ألف حجة، ورضي الله عن التابعين لهم بإحسان الذين قاموا بالإسلام خير قيام، فبدد الله بهم -كما بدد بأسلافهم- دياجير الشرك والكفر والبدعة ورفع لهم الذكر، وأعلى لهم المقام، ورضي الله عن من تلاهم من أهل الإسلام وعلمائه الذين أقضوا من أهل الأهواء المضجع، فلم يهنأ لهم مقام ولا مهجع، ورضي الله عن أئمتنا وشيوخنا الذين رفع الله بهم للسنة وأهلها أعلى راية، ونكس بهم للبدعة وأهلها كل لواء وغاية، رحم الله منهم السالف، وحفظ الله منهم كل تالٍ وخالف، أما بعد:
فإنه قد جاءني ابن أخت لي -عليها من الله عظيم الرحمة، وله من الله وافر الحفظ والعافية والنعمة- جاءني بمقاطع صوتية للمدعو محمد بن حسان المصري من دروسه في السيرة وغيرها، ورغب إلي في الرد عليه رجاء أن أروي غليله وأن أشفي عليله، وكان قد اغتر به وبنظرائه من قبلُ لما يَدَّعونه -كذبًا وزورًا- من اتباع السلف، فجادلته كما جادله غيري من إخواننا، وبينت له كذب ادعاء القوم في ذلك، وأبنت له عما هم عليه من البدع والمهالك، فما كان له من حجة تُرتضى ولا سيف يُنتضى، فتمادى في جداله وتحسين الظن بهم والتماس الأعذار لهم، حتى هجرته وتركته، حتى إنه دخل علي ذات ليلة غرفتي في بيتي بعدها باكيًا، فما استشرفتُ له ولا رحمتُه، ثم منّ الله عليه بعدُ عن قريب بترك القوم والأخذ في معرفة ما هم عليه من المذاهب الردية، ومعرفة خبيئتهم وطويتهم الخبيثة غير الطيبة وغير الرضية، فلاذ منهم بالفرار بعدما جرى عليه من الأقدار، وازداد فيهم وفي حقيقة ماهم عليه بصيرة يومًا بعد يوم، وانقشع ما به من آثار التلبيس والاغترار والغَيم، والله وحده هو المسئول أن يثبتنا وإياه على الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، حتى نلقاه وننال نرضاه.
هذا، وإن كان ابن أختي هذا -وفقه الله- قد نفعه البيان والهجر، فإن زوجًا لأخت أخرى لي -حفظها الله- قد بينتُ له قديمًا ما حضرني مما عليه محمد بن حسان المصري من الضلال، فإذا به يهون من أخطائه ولو كانت كذا وكذا من الأخطاء، وغبي عليه أن خلاف مثله متعلق بأصول أهل السنة ومنهجهم، فأرسلت إليه برسالة شفوية عن طريق أحد أشقائي، أحذره فيها من التمادي في مثل هذا وإلا هجرناه، فتمادى في ما هو فيه فهجرناه، وما شقينا بهجره ولا بهجر أمثاله ولا بهجر من هو أشد منه نصرة ودفاعًا عن أمثال هذا الضال -أعني محمد بن حسان دجال مصر- حتى إنه أتى ذات مرة لعيادتي وأنا مريض فلم آذن بدخوله علي في العائدين.
ولقد أخبرت أنه حضر الكلمة التي ألقيتها عند المقابر بخصوص فتنة الخوارج، والتي نشرت على شبكة العلوم السلفية بعنوان: "الحجة الساطعة في فتنة الخوارج الواقعة" ولا أعلم أنه حرّك ساكنًا تجاه المذهب السلفي وأهله.
ذكرتُ هذا إبطالاً لقاعدة: لا نترك أحدًا حتى يتركنا، وإعمالاً لقاعدة الولاء والبراء المبنية على الكتاب والسنة -محتسبين في ذلك الأجر من الله تعالى- وإعلامًا لمن يخرج منهم البهت والبغي علينا من المعلقين في شبكة سحاب أو غيرها أنهم ليسوا أعزة علينا ما داموا بغاة، ولا يكفي حذف ما حُذف من البهت والبغي حتى يتوب أصحاب البهت والبغي ومن أعانهم على بهتهم وبغيهم، على أنهم ما حذفوا بغيهم علينا قديمًا -رد الله سيف بهتهم وبغيهم عليهم-.
وما أشبه الليلة بالبارحة!! وما أشبه البغاة بعضهم ببعض!!
فإني بالأمس قد سئلت عن ابن رسلان فقلت:
ليس محققًا للمنهج السلفي -وهذا أقل ما يمكن أن يقال فيه- ثم إذا به بعدُ قد هاج وماج، وإذا به كالثور الهائج والموج المضطرب، ونضح من جب سبه المشحون بسبٍ محض كالمجنون، فلم ينفعه ذلك، ونُشرت صحائف فضائحه، ورُدَّ عليه من كل حدب وصوب على شبكة الاتصال العالمية، وألزمه السلفيون الحجة، وألقموه الحجر، وانقطع -قطع الله دابر البغاة المعتدين- ولولا أن الأمر يتعلق بالدين لما باليت بذكره هاهنا، ولكنها طعنة غائرة، ولطمة على الطريق عابرة، كما كان يقول شيخنا الوادعي -رحمه الله- ويعجبني قول الشيخ ربيع -حفظه الله-: "وليس كل ما في سحاب أطلع عليه" حتى لا يحتج المحتج مدّعيًا أنه كان ما ينشر في سحاب يطلع عليه الشيخ ويسكت عنه ويقره، وهل يقر الشيخ ربيع ما نشر في شبكة سحاب من ادعاء نسبة تزلفي بقصد ذمي بذلك من قائله؟!
أعاذ الله الشيخ من أن يقر مثل هذا، ووالله إنا لندافع عن الشيخ -حفظه الله- تدينًا، قاصدين الذب عن المنهج السلفي وحملته، ولقد امتُحنا بحبنا للشيخ ربيع -حفظه الله- وحب منهجه السلفي، حتى إن خصومنا ينسبوننا إليه مدّعين أننا مداخلة، ونحن -ولله الحمد- سلفيون لا مداخلة ولا غير مداخلة، وعلى كل حال أقول:
إن مدخليًا كان صاحب سنة *** فليشهد الثقلان أني مدخلي
وإني لعظيم التوقير وشديد الإجلال للشيخ ربيع -حفظه الله- ومن ذلك تلقيبي له بإمام السلفيين، وتعظيمه وإجلاله في أوساط السلفيين، وأثني عليه، وأذب عنه نظمًا ونثرًا -ولله الحمد- بما قد لا يكون بعضه لبعض طلابه، ولا تكاد تسنح لي فرصة لإدخال الشيخ ربيع في كتابتي إلا أدخلته فيها -حفظه الله- من باب الثناء عليه، والذب عنه في زمن تكالب فيه أهل الأهواء على السلفيين، وعلى رأسهم الشيخ -حفظه الله- نقول هذا تحدثًا بنعمة الله علينا، وقد قال لله لنبيه:
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
بل إنني لا أدعو دعوة لوالديَّ إلا دعوت للشيخ بمثلها أو زيادة عليها، فكيف يأتي كاذب ويذمنا بما نُمدح به، وبما يرجى الخير لفاعله؟!
سارت مشرقة وسرت مغربًا *** شتان بين مشرق ومغرب
هذا، وقد ثبت في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن عمر بن الخطاب استأذن على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وعنده نسوة عالية أصواتهن، فلما سمعن صوت عمر ابتدرن الحجاب، فضحك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال عمر -رضي الله عنه-: أضحك الله سنك يا رسول الله ما أضحكك؟ فقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لعمر: عجبت من هؤلاء النسوة اللاتي كن عندي لما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب، فأقبل عمر عليهن وقال: يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟! فقلن: إنك أفظ وأغلظ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إيه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما رآك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك"
قوله: "إيه يا ابن الخطاب" أي زد من توقير رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وها نحن نوقر أتباع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فلعنة الله على البغاة الكاذبين.
فإن اعتُرِض علينا بحديث: إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة، قلنا:
"اللعانين" في الحديث من صيغ أو أمثلة المبالغة أي: كثيري اللعن، ثم إن الذي يظهر -أيضًا- أن هذه الكثرة والمبالغة في اللعن محمولة على لعن ما لا يجوز لعنه، كبهيمة عجماء مثلاًَ، فقد ثبت في الصحيح أن امرأة لعنت ناقة لها، فقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "لا تصحبنا ناقة ملعونة"
وكلعن من لا يجوز لعنه من الناس -أيضًا- وإلا، فقد ثبت لعن الله لمن يستحق اللعن،ولعن أنبياء الله لمن يستحق اللعن، ولعن الملائكة لمن يستحق اللعن، ولعن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لمن يستحق اللعن، فمن ذلك قوله -تعالى- عن الشيطان: {لَّعَنَهُ اللّهُ}
وقوله عن بني إسرائيل: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ}
وقوله عنهم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}
وقال -تعالى-:
{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}
وقال -تعالى-: {فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ}
وقال -تعالى-:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً}
وقال:
{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً}
وقال -عز وجل-:
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}
وقال -عز وجل- في قوم عاد: {وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ}
وقال في قوم فرعون: {وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ}
وقال -عز وجل-:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ}
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}
وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً}
إلى غير ذلك من الآيات التي فيها لعن الله لبعض عبيده.
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
"لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "لعن الله اليهود إن الله لما حرم عليهم الشحوم جملوها -أي أذابوها- وباعوها وأكلوا ثمنها"
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
"لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من غير منار الأرض، لعن الله من آوى محدثًا" مسلم من حديث علي -رضي الله عنه-.
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
"لعن الله في الخمر عشرة ..." وذكرهم.
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
"أيما امرأة باتت مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح"
وقال:"لعن الله السارق يسرق الحبل فتقطع يده ويسرق البيضة فتقطع يده"
وقال: "لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه"
وقال -لما رأى دابة وُسمت في وجهها-: "لعن الله من فعل هذا"
وقال كما في حديث عوف بن مالك الأشجعي في مسلم برقم [66-(1855)]: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا قلنا: يا رسول الله: أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه والٍ، فرآه يأتي شيئًا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعنَّ يدًا من طاعة"
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- "لعن الله زوارات القبور"
وقال أيضًا-: "لعن الله الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة ..." الحديث.
قلت: ومن باب الشيء بالشيء يذكر، فقد ذكر الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في كلمته العظيمة المفرغة: "الأحداث والمظاهرات والخروج على الحكام" ذكر حديث أم سلمة -رضي الله عنها- الذي رواه مسلم -رحمه الله- في صحيحه، والذي فيه:
"إنه يكون عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: ألا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال: لا ما صلَّوا"
هذا لفظ ما أورده الشيخ، ثم قال: فما دام يصلي فلا يجوز الخروج عليه، ما قال: ما أقاموا الصلاة، قال: لا ما صلوا.
قلت: أما عدم وروده في حديث أم سلمة فنعم، وأما عدم وروده مطلقًا فلا؛ لما قد علمت من ورود هذا اللفظ بزيادة "فيكم" مكررًا مرتين في حديث عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- فجزى الله خيرًا من نبه الشيخ على هذا، وشكر الله للشيخ على هذه الكلمة العظيمة الدالة على علمه ورسوخه وفقهه للواقع.
أقول: فالآيات والأحاديث كثيرة في لعن من يستحق اللعن، أما الإكثار من اللعن مع عدم اقتضاء المقام لذلك، فهذا هو الذي ينال صاحبه الذم، وتفوته الفضيلة المذكورة في الحديث السالف الذكر؛ يدل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم -رحمهما الله- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه قال: "يا معشر النساء تصدقن فإني أُريتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة: ولم يا رسول الله؟! فقال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير..." الحديث.
ومعلوم أن غالب النساء يكثرن اللعن بغير موجب لذلك، فأمثال هؤلاء النسوة هن اللاتي يستحققن الذم والوعيد وفوات الفضيلة من الشهادة والشفاعة يوم القيامة، ولو كن مسلمات، لا من أوقع لعنه في محله.
وتأمل كيف أن النبي ذكر من خصال نساء أهل النار الإكثار من اللعن، لا مجرد اللعن، فلعن الله من بغى علينا بغيًا، لعنة تدخل معهم في قبورهم، ولقد جاء في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال في رجل:
"لقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه في قبره" لعنة الله على الكاذبين.
فيا أيها الكاذب إنه كان يمكنني أن أدندن بذكر المذهب السلفي ولا أذكر الشيخ ربيعًا ولا غير الشيخ ربيع من علماء السنة المعاصرين، ولكني أعتقد أن نصرة علماء السنة والدندنة بالثناء عليهم والتعريف بهم من أعظم أسباب ووسائل نصرة المذهب السلفي، وقد مدح الله أنبياءه ورسله وسماهم.
ثم إن مدح أهل العلم في الكتاب والسنة والآثار والتراجم جلي لا يخفى، وليس كلام مثل هذا الكاذب مانعًا لنا يومًا ولا ساعة من الثناء على الشيخ ربيع ولا على غيره من علماء السنة، فإن الأمر دين ولا يُدفع الصدق بالكذب، إنني -والله يشهد ويعلم- كتبت بعض الكتابات المنشورة على شبكة العلوم السلفية -حرسها الله، وحفظها من كيد الأعادي- أثنيت فيها ولا أزال أثني في تلك الكتابات المنشورة على الشيخ ربيع -حفظه الله- وأدافع عنه، ومن دوافع ذاك الثناء في تلك الكتابات هو قصد توطيد وتعميق وتثبيت الصلة وتقوية وسائل الإصلاح بين السلفيين والتقريب بينهم -والله يعلم المفسد من المصلح- ولم أكن أفصحت ولا صرحت بذلك من قبل، وها أنا أفصح به اليوم.
فمعلوم أن الشيخ ربيعًا -حفظه الله- يخالف الشيخ يحيى الحجوري شيخ دار الحديث السلفية بدماج وغيره في الحكم على بعض الناس، فأردت بثنائي ودفاعي عن الشيخ ربيع -حفظه الله- في تلك الكتابات- فيما أردت من تكبير الخير والمساحة التي تتعلق بالشيخ ربيع في تلك الشبكة السلفية -بارك الله فيها وفي جميع القائمين عليها والكاتبين فيها- إصلاحًا وتأليفًا مُبَطنًا بين قلوب السلفيين، وما نقم القائمون على شبكة العلوم السلفية مني شيئًا من ذلك، ولا علّق أحدهم بتعليق ساقط، ولا بتعليق للباطل والكذب والبغي والسفه لاقط.
أما ثناء المثني على ردي على علي الحلبي، والذي هو بعنوان: "إتحاف الأنام في الرد على علي الحلبي دجال الشام" ثم إتباعه ذلك بنكوصه عن هذا الثناء بلا حجة مقبولة في طعنه في ردي على الحلبي، فهو من بهته كبهت اليهود، ولو كان عنده حجة لذكرها، إلا ما كان من تشدقه –فض الله شدقيه- بإعادة ما ذكرناه من قول مروان بن محمد الطاطري -رحمه الله- علينا بغيًا وعدوًا، إذ قال الطاطري -رحمه الله-:
(ثلاثة لا يؤتمنون: الصوفي والقصاص والمبتدع يرد على المبتدع)
فلو كان عند هذا الباغي ما يطعن به على أمانتي في هذا الرد لذكره، ولكن هيهات أن تحمل جعبة المفلسين غير الإفلاس.
وأما قول الكاذب في شبكة سحاب عن ردي أو كتابي الهدية -أيًا ما كان يقصد-: إنه إنشائي، قاصدًا بذلك ذمي، فهو فساء في هواء صادر وفائح من غِمر وراء الستر، فليقل كذاب ما شاء، فما ضر وصف الروضة بالمزبلة!!
فما عندنا إلا كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بفهم السلف الصالح، بعبارة سهلة ولفظ بين واضح، ما عندنا إلا آية أو حديث أو أثر، ولو شئت أن أجعل ردودي وكلامي كالأحاجي والألغاز وأن أعجز القارئ لفعلت، ولكن ما أرسل الله الرسل إلا بالبينات، وما كان عليهم إلا البلاغ المبين، ولا بأس بأن يكتب الكاتب كلامًا حقًا يوافق ما دل عليه الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح -رضي الله عنهم- وإن لم يكن الكلام نصًا صريحًا لآية أو حديث أو أثر، فلا يزال علماء الإسلام يكتبون كلامًا حقًا عقب النصوص من الكتاب والسنة والآثار، وإلا، فعلى كتب العلماء قديمًا وحديثًا من تفسير قرآن وفقه وشرح حديث وغير ذلك العفاء!!
هذا، وإن جل كتاباتي من ذاكرتي وحافظتي -ولله الحمد- أسأل الله أن يحفظ علينا قلوبنا وعقولنا، ويدفعني إلى ذلك ظروف صحية ملازمة، حتى إنه ليشق علي الإتيان بالمرجع وإن كان على مقربة مني -نسأل الله العافية- ويدفعني إلى ذلك أيضًا اطراد الأدلة ووضوحها بخصوص ما نكتب، فقد تكالب أهل البدع والأهواء على المنهج السلفي وأهله، وقديمًا قيل:
تكاثرت الظباء على خراش *** فما يدري خراش ما يصيد
قلت: أما اليوم فتكاثرت على أهل السنة الكلاب والذئاب البشرية بدلاً من الظباء، حتى إنني لأكتب المسودات ولا أبيضها، إذ إنني لا أنشط لذلك من جهة، ولا يسعفني الوقت -أيضُا- من جهة أخرى.
ولقد قال الشيخ يحيى -حفظه الله- عن كتاب الهدية: "لو أنه هذبه ونشره ..." ومع ذلك فهو باق على حاله إلى اليوم، شأنه شأن كتاباتي الأخرى غالبًا، وعلى كل حال فالمعتبر والمهم هم المعنى، أما الناحية الصناعية من تنسيق أو ترتيب ونحو ذلك فيغتفر فيها ما لايغتفر في الإخلال بالمعنى، الله نسأل حسن قبول الأقول والأعمال.
ولهذا استغني بمعنى الحديث والأثر عن لفظه ونصه، والله أسأل أن يجعلنا من أهل البيان مع اقتضاء المقام لذلك، لا من أهل الإجمال والإلغاز والتعمق والتنطع.
و أما قول القائل في سحاب: "من أراد أن يمرض قلبه فليطلع على كتاب الهدية"
قلت: العنوان بكامله:
"الهدية في الذب عن دار الحديث السلفية بأرض دماج الأبية"
ومضمون الهدية يؤخذ من العنوان، فإن كان هذا القائل قد مرض قلبه فنقول له ولأمثاله:
ومن يك ذا فم مر مريض *** يجد مرُا به الماء الزلالا
وأمرك في الدلالة على الهدية كما قيل:وإذا أراد الله نشر فضيـلة طويت *** أتـاح الله لسـان حسـود
لولا اشتغال النار في جذل الغضا *** ما كان يعرف طيب نشر العود
فكيف إذا كانت الهدية منشورة ومرئية غير مستورة ولا مطوية ولا مخفية؟!
قلت: وقصارى ما يعاب علينا في الهدية أو غيرها شدة العبارة على المخالف في بعض المواضع، وعذرنا في هذا هو ما نعتقده من اقتضاء المقام لذلك ألا وهو عظم أمر المخالفة، وعظم أمر البغي على دار الحديث السلفية بدماج، ومع ذلك فإنه يسعنا الرجوع عن بعض العبارات -رجاء الإصلاح- فهل يسع المخالف العود عن مخالفته وطعنه وبغيه على دار الحديث السلفية بدماج؟! والعود أحمد.
ومما يجمل ويحسن ويناسب ذكره هنا هو أن أحد الإخوة اليمنيين يدعى سمير العدني -الله أعلم بحاله الآن، ونرجو أن يكون بخير- قد قص علي رؤيا رآها في منامه نهارًا ذات يوم، كان ينام بجواري في المسجد القديم الذي كان أعلى المكتبة الخاصة بدار الحديث السلفية بدماج في هذا الوقت، فقال: "رأيت أنك كتبت كتابًا واشتهر وأثنى عليه الشيخ مقبل غير أن فيه بعض الألفاظ ..."
ولم يحفظ الأخ وصف هذه الألفاظ ولم يضبطها، فأخذت أُذّكِّره ببعض الألفاظ كلفظ الأعجمية رجاء أن يتذكر، فلم يستطع التذكر، غير أنه قال: هي نحو هذا أو قريب من هذا أو بهذا المعنى، أو كما قال.
فلما كتبت الهدية فسَّرت تلك الرؤيا بها، وقد نُشِرت النسخة الجديدة المعدلة التي تحاشيت فيها بعض الألفاظ الشديدة التي ذكرتها في النسخة القديمة، متذكرًا تلك الرؤيا -وهي وإن كان لا يبنى عليها حكم شرعي، إلا أنه يمكن أن يستأنس بها في حذف بعض العبارات الشديدة في حق بعض من ذكر لا كلهم- وقد أثنى على الهدية الشيخ يحيى الحجوري وخليفة الشيخ مقبل -رحمه الله- ثم قال: "لو أنه -يعنيني- هذبها ونشرها ..." إلى آخر قوله -حفظه الله-.
قلت: وفي هذه الرؤيا بشارة للشيخ يحيى -حفظه الله- بأنه الشيخ مقبل الثاني، ولا أقول: مقبل الصغير؛ لأنه هو الذي أثنى على الهدية في الواقع، فيستأنس بذلك على أنه على خط شيخه الوادعي -رحمه الله-.
ثم إن ثناءه -حفظه الله- عليها، كان في خضم فتنة الوصابي والعدني، فلو كانت الحجة في الرؤى لاحتججنا بهذه الرؤيا على من يطعن في دار الحديث السلفية بدماج بدعوى تغيرها عما كانت عليه أيام الشيخ مقبل -رحمه الله- بالاحتجاج أو الاستئناس بروية رآها مجهول، وإنما نحن نذب عن الدار من واقع الدار نفسها، مستأنسين بمثل تلك الرؤيا -ولله الحمد- لا محتجين بالرؤى على سبيل الاستقلال، شأن أهل الهوى والضلال، ولو أردت أن أسرد ما رأيت وما رؤي لي من الرؤى الصالحة التي إحداها أحب إلي مما طلعت عليه الشمس لجمعت ونشرت الآن من ذلك الشيء الكثير، الذي تقر به عيون المحبين، وتسخن به عيون الحاسدين الحاقدين، ولكننا نستغني في الوقت الذي نستبشر فيه بتلك الرؤى في محاججة المخالفين بالحجة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومن مذهب السلف الصالح -رضي الله عنهم- فإن ذلك هو الحجة القاطعة القامعة لكل مبطل، وما كان من الرؤى الصالحة فإنما يذكر على سبيل الاستئناس لا الاحتجاج والاعتماد، فلا ينبغي لعاقل أن يغتر بما يروجه أهل الأهواء من الرؤى لتثبيت الناس على الاقتداء بهم والاغترار بهم.
هذا، وإن زلزلة الحجة للمبطلين أشد وقعًا عليهم من زلازل اليابان التي قتل فيها قرابة ثلاثين ألف شخص في هذه الأيام -نسأل الله العافية، ولا عافي أهل الأهواء-.
وأما قول أحد المعلقين في شبكة سحاب بخصوص ردودي: إنها ردود على أناس قد فُرِغ منهم، أو كما قال، فهو قول جاهل، لعله لا يدري كوعه من بوعه من كرسوعه، فقوله هذا -على أنه- غير مسلم على إطلاقه، قول باطل، ويلزم من هذا القول تسفيه أهل العلم خلفًا عن سلف كابرًا عن كابر قديمًا وحديثًا الذين لاكت ألسنتهم أهل الأهواء جميعًا من جهمية ومرجئة وخوارج ورافضة وغيرهم، إذ لا يزال أهل العلم في كل عصر ومصر يتكلمون في فرق الزيغ والضلال، ولم يكتفوا بكلام من قبلهم محجمين عن الطعن فيهم بدعوى سبق من قبلهم بالكلام فيهم مثلاً، وقد عُرف من صنيع أهل العلم قديمًا وحديثًا أنه ما بزغت ضلالة ولا نبتت بدعة إلا رماها أهل العصر عن قوس واحدة، وهذا في منتهى الوضوح ولكن للبصراء لا للعميان، كما يلزم من قوله -أيضًا- الطعن في السلف الصالح من أهل القرون المفضلة الذين تتبعوا أهل الأهواء والضلال طعنًا وتشريدًا وتنكيلاً مع تفرق جماعاتهم في مختلف الأمصار وشتى الأقطار في العصر الواحد، وكتب الجرح والتعديل وغيرها شاهدة بكلام أهل العلم في الرواة وغيرهم جرحًا وتعديلاً، ولو اجتمع من اجتمع منهم في العصر الواحد ولم يعب أحدهم على الآخر، هذا مع كثرة هؤلاء المجتمعين منهم في العصر الواحد في تلك الأزمان السالفة التي كثر فيها أهل العلم، فكيف يُنكَر على من تكلم في أهل الأهواء في هذا العصر مع قلة المتكلمين فيهم وكثرة المغترين بهم؟!
بل يلزم من قول هذا القائل -أيضًا- تسفيه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ أكثر من الكلام في الخوارج وغيرهم من المنافقين والكافرين.
فيلزم من قول هذا القائل الطعن على طريقة القرآن التي فيها الإكثار من ذكر مقالات المشركين والمنافقين والكافرين والظالمين والرد عليها بشتى العبارات وشتى ألوان الحجج.
ومعلوم بطلان هذه اللوازم، وهذا البطلان بدوره يدل على بطلان الملزوم، وهذا يدل على وهاء مقالة هذا القائل، بل يدل على فسادها وبطلانها.
ولقد كنت شرعت من عدة سنوات في جمع مقالات المشركين وغيرهم من أهل الكفر التي ذكرها الله في كتابه ابتداءً من أول المصحف إلى نحو نصف القرآن، فجمعت في ذلك الحين من ذلك شيئًا كثيرًا، فهل كانت تلك الكثرة نقصًا أو عيبًا في كلام الله؟! معاذ الله.
إنه لا يقول مثل هذه المقالة إلا من كان أضل من حمار أهله، ولولا وجود مثل تلك التعليقات في تلك الشبكة المذكورة لما بالينا بردها لتهافتها وسقوطها، وبهذا وغيره تعلم أن في تلك الشبكة دخنًا ما، وليست تلك الشبكة ولا غيرها فوق النقد، فليُعلم، وإن عادوا عدنا، والصلح خير.
هذا ما ذكرته استطرادًا، وما استقصيت المقال بشأن شبكة سحاب، فلقد بغت عليّ قديمًا وحديثًا، وصبرت عليها صبرًا طويلاً، ولا يمنعني فتنة الخوارج المنتشرة في كثير من الأقطار الإسلامية اليوم رد ما ذكرت من البغي، فالباطل كله مردود على أهله كائنًا من كان صاحبه، ومعذرة لشبكة العلوم السلفية، فإن لصاحب الحق مقالاً.
وها أنا اعود إلى متابعة الكتابة فيما قصدت في الأصل إليه، ألا وهو الرد على محمد بن حسان المصري في مقاطع كلامية له، ذاك الرجل المفتون الذي تسنم أمواج التلبيس كعدو الله إبليس، والذي نفخ في الثائرين الهائجين الخارجين على حاكم البلاد المصرية في هذه الأيام، وشارك وزج بنفسه وزوجه وأولاده في الفتنة، وبارك هذا الخروج، وطلب من حاكم البلاد أن يتنحى، وما كان له ذلك، ثم إنه هو وأمثاله شر على الإسلام وأهله من الحكام الظالمين، ولم يكتف بذلك حتى وقف بجانب الثوار الخارجين في بلاد ليبيا المجاورة يساندهم ويؤيدهم، ويطلب من حاكم تلك البلاد التنحي أيضًا، ولم ترعه الأشلاء الممزقة، من القتلى الذين بلغوا الآلاف المؤلفة التي لا يحصيها إلا الله،ونقول له ولأمثاله:
إن حاكم ليبيا لا يخرج عن أحد حالين، إما أن يكون كافرًا وإما أن يكون مسلمًا، فإن كان كافرًا لم يجز الخروج عليه إلا مع القدرة، وهي مفقودة هاهنا والواقع شاهد صدق، وإن كان مسلمًا لم يجز الخروج عليه لإجماع أهل السنة على عدم جواز الخروج على الحاكم الجائر الفاسق ما دام مسلمًا، وليس عند المخالف لهذا الإجماع دليل ولا شبهة دليل على مخالفته إلا ما يجدونه من أقوال لا يُستدل بها، فالقواعد فضلاً عن الأقوال يستدل لها لا يستدل بها.
ولكن أرباب الثورة والفتنة من الخوارج القعدية وغير القعدية الذين امتلأت قلوبهم غيظًا وحنقًا وغلاً على حكام المسلمين لا يرضون إلا بإشعال فتيل الفتنة، وإنفاذ حرارة غضبهم، ولهيب قلوبهم المتوقدة، بدعوتهم أهل الفتنة إلى التمادي في فتنتهم وتحسينه في قلوبهم، وتزيينه في أعينهم.
وهل شقي المسلمون في كل عصر ومصر إلا بأمثال هؤلاء؟!
عاملهم الله بعدله، وجازاهم بما يستحقون، وأخزاهم في المحيا والممات ويوم يقوم الأشهاد.
أما أهل السنة فإنهم تتوقد قلوبهم غيرة على مذهب السلف من أن يحيف عليه حائف، أو يجور عليه جائر من أمثال هؤلاء الخوارج الذين سعَّروا البلاد وأوقدوا نار الحروب والفتن بين العباد ملأ الله قلوبهم وبطونهم وقبورهم نارًا، وهمهم الأكبر -أعني أهل السنة، حرسهم الله- هو نصرة الدين ونصرة أهله، والحفاظ على دين الناس وأنفسهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم، متبعين في ذلك كله سبيل السلف الصالح -رضي الله عنهم- ولو أصابهم ما أصابهم.
فاللهم إني أسألك شهادة في سبيلك تغفر بها ذنبي، وتستر بها عيبي، وتدخلني بها جنتك، وتعيذني بها من نارك، وهذا أوان الشروع في المقصود في الرد على دجال العصر محمد بن حسان المصري، أراح الله البلاد والعباد من شره وشر أمثاله.
إذ لا يزال يتقلب ويتمعك ويتمرغ في الفتنة فاتنًا ومفتنونًا، وكذلك نظراؤه الأبعدون.
تم الفراغ من هذه المقدمة في ليلة الأربعاء الموافق الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر لسنة اثنتين وثلاثين وأربعمائةوألف من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام.
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
أبو عبد الله
يتبع إن شاء الله
تعليق