بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً حمداً والشكر لله شكراً شكراً والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:
رغوة كل يوم يظنها الرائي لن تنقشع لكثرة الزوبعة الإعلامية وأتباعها الذين هم تبع كل ناعق يبغونها عوجاً ولكن الله أكد أنه لا يصلح عمل المفسدين في كتابه الكريم .
رجوعاً قليلاً للوراء إلى المحطات الهامة في تاريخنا يجب أن نقف أمامها بتمعن وتفكير كبيرين لأن كل شيء مرتبط مع بعضه ويكمل بعضه بعضاً .
ترى بجلاء واضح وبضوء لاغبش فيه كيف تنفذ القرارات الماسونية اليهودية خطوة بخطوة وبنفس كبير جداً حتى لو انتظروا السنين العديدة مهما يكن ذلك الخطة تنفذ تنفذ.
((أمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واطعنوا في أمرائكم تستميلوا قلوب الناس))
هذه القاعدة استخدمتها السبئية اليهودية في خلافة الصحابي الكبير عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قال فيه نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:(ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم )
حتى قتله الخوارج في بيته رضي الله عنه وانتهبوا ماله ولا تزال آثار هذه الحادثة باقية إلى اليوم , والعجب الكبير أن هذه الحادثة كانت تدرس عندنا –إبان الحكم الشيوعي الماركسي – بأنها ثورة على الظلم – سبحانك ربي هذه بهتان عظيم .
ويزداد العجب الكبير أن هذه الحادثة وغيرها ممن ييأيدها أقنوم ومنظر الخوارج في هذا العصر سيد قطب –شيخ الإسلام عند أتباعه فالحمد الله الذي عافانا مما ابتلاهم .
لنضرب مثلاً بأواخر الخلافة العثمانية – أو ما يسميها الغرب الصليبي تركة الرجل المريض أو المسألة الشرقية أحياناً,كيف كان حال المسلمين من تشتت وانحراف في العقيدة كير ,وبالتالي كانت النفوس مهيأة لقبول أي شخص ينقذهم من هذا الذل (أي شخص ) فلم ينظروا إلى هويته وعقيدته.
بدأت جمعية الإتحاد والترقي الذي كان الدعم الماسوني لهذه الجمعية يتجلى في أوضح صوره .
كانت هذه الجمعية ترفع شعار إحياء الخلافة الإسلامية والمساواة وتحرير الأراضي المحتلة الذي كان يقود حملة التحرير هذا اليهودي الأصل العلماني الكبير مصطفى كمال أتاتورك وحصلت بعض المهازل وليست المعارك حتى خرج من هذه المعارك وأحدهم يسميه بخالد بن الوليد وآخر يشيد به كمنقذ للأمة.
وما أن مسك الحكم حتى أخذ بمحاربة الدين الإسلامي حرباً كبيرة مثل الثورة الشيوعية البلشفية أو أشدو كشف عن هويته ولم يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة هذا كله حصل بعد الحرب العالمية الأولى التي كان من إحدى بنودها القضاء على كابوس الخلافة الإسلامية ونفذ لهم أتاتورك – الذي كان صنيعة الاستخبارات البريطانية –هذه الشروط بحذافيرها وزاد عليها لارحمه الله .
وقف العرب مع الصليبين البريطانيين في الحرب العالمية الأولى ووعدوهم بأن يعطى لهم الاستقلال وتخلوا عن إخوانهم المسلمين – الأتراك – على مافيهم –هم أفضل من عباد الصليب والأيام أثبتت ذلك فيما بعد .
وانظر – أخي السلفي – إلى هذا التحالف الهش كيف كان العربي يقاتل التركي وهذا حصل بعد سنوات من الجد والعمل وإذكاء الروح القومية يعني فصلهم عن أساسهم الأصيل وهو الدين الإسلامي الذي يسبب رعباً كبيراً لأوروبا.
الساسة الصليبيين كانوا متيقنين من هزيمة الرجل المريض – كانوا يتناقشون كيف حصة كل شخص من هذه الغنيمة وهو ما أخرج أخيراً باسم (( معاهدة سايكس بيكو ))في تقسيم البلاد العربية بين بريطانيا وفرنسا .
هذه نتيجة حتمية وطبيعية لأننا ركنا إلى الذين ظلموا وصدقناهم , وبعدها أرسوا القواعد الديمقراطية والأحزاب وجعلنا فرقاً وأحزاباً يأكل بعضنا بعضاً.
وانتشرت الدعاية القومية وبدأ اسم الإسلام يختفي من الإعلام وحصلت النكبة الكبيرة وهي قيام دولة بني صهيون وقام العرب للقتال ولكن أنى للمريض أن يحارب وأنى للقومية أن تحارب فحصلت هزيمة كبيرة للجيوش العربية .
كل هذه الأحداث والعرب في سباتهم العميق يصرخون ليل نهار قومية ... قومية .... لار جعية ,وأكثر مؤامراتهم الدنيئة على الدول الإسلامية خصوصاً الدولة السعودية حرسها الله لأنها تعتبر أفضل البلدان الإسلامية.
إن كل الدعوات الجاهلية التي تعصف بالأمة هو مخطط يهودي – صليبي الهدف منه أبعاد الأمة عن دينها أكبر وقت ممكن الذي يمثل القوة الحقيقية للمسلمين وذلك عن طريق الاستيلاء على المؤسسات ومراكز صنع القرار وتشويه الصالحين وتنشئة جيل مثقف كما يدعون الذي يجعل الدين له زاوية ضيقة في حياة المسلم أو إبعاده إن استطاعوا وكذلك استمالة ضعاف النفوس , قال الإمام الوادعي رحمه الله في كتابه غارة الأشرطة صــ36ـــــ :
((لقد انتهى الحال بجما عبدا لناصر لا رحمه الله إلى أن قال : إن الأزهري تسلية دجاجة ,وذلك حينما قيل له :كيف تخرجون هذا القانون سيعارضه الأزهريون ؟ فقال : لا ,فإن الأزهري تسلية دجاجة .))
ومنذ ظهر مفهوم الثورة ونحن في نكسات وأزمات وتشتت كبير فالله لا يصلح عمل المفسدين .
وإلى أن جاءت نكبة 67م وهكذا دواليك ودم المسلم أرخص الدماء والتطاحن على أشده،وما حصل عندنا - بعد استيلاء الماركسيين على الحكم وفرض الاشتراكية بالقوة على الشعب المسلم وحصل الإعلان بالكفر البواح في الإذاعات ووسائل الإعلام الأخرى ، ويتفاخرون في ذلك وكأنه شربة ماء .
إن ما عاناه – أهلنا- في جنوب اليمن من ويلات ذلك الحكم الكافر –آثاره باقية حتى اليوم- لتدل دلالة واضحة على وحشية القوم-ولكن الله جعل بأس الرفاق الشيوعيين فيما بينهم في انقلابات دموية مستمرة حتى حصلت الكارثة الكبيرة حرب 13 يناير الحرب بين أجنحة الحزب المتنافرة وقتلوا ودمروا ما بنوه خلال 18 عاماً في أيام قليلة وأوصلوا البلاد إلى حافة الهاوية فما كان من المدبر علي سالم البيض – بيض الله عينيه –كما قال الإمام الوادعي رحمه الله – أن جرى خلف الوحدة وتحققت الوحدة مع الرضا بالديمقراطية والدستور الكفري – لقد تمسك به المدبر – حتى بعد سقوط الشيوعية في مهدها – لهو دلالة واضحة على أن القوم لا زال الشر يتغلغل في قلوبهم ولو أن الحكومة – وفقها الله – استمعت لنصائح العلماء الصادقين لكان خيراً لها حيث كان هذه النظام –سيزول بإذن الله لأن عهد حضانة الأطفال انتهى كما قال سيدهم سيد الكرملين ، ولله الحكمة البالغة .
قال الإمام الوادعي رحمه الله في كتابه أيضاً غارة الأشرطة :
((ولكن يا أيها الحكومة اليمنية أنت رفعت الشيعة بعد أن كانوا في الحضيض وأنت رفعت الشيوعية بعد أن كانوا في الحضيض ، وقد تدهورت الشيوعية في روسيا ، فإذا علي سالم البيض بيض الله عيونه ، إذا هو يريد أن يقيم شيوعية لنا جديدة في صنعاء ))
إن هذا الكلام لهو يتأكد صحة يوماً بعد يوم يدل دلالة واضحة على فقه علماء أهل السنة بالواقع جيداً رحمهم الله .
إن هؤلاء المجرمين نسأل الله أن ينتقم منهم –سفاكين للدماء – لازالت الاشتراكية تعشعش في قلوبهم وأعمالهم خير دليل.
واليوم يصيحون –مهتمين بمصالح الأمة –أخزاهم الله بعد ما كانوا سفاكي دماء نهابي الأموال منتهكي الأعراض ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ولقد سمعت أكثر من شخص منهم يتهدد أهل السنة بالقتل والتعذيب من الآن –مستهينا بمشاعر الحقد الكراهية –يستحلون دماء المسلمين قبل وصلوهم للسلطة ، نسأل الله أن لا يمكن لهم ويجعل بأسهم فيما بينهم.
كل هذه الحقائق التاريخية والنكسات ومحاربة الدين – يتعامى عنها – المثقفون –أصحاب الحقيقة والحوار البناء زعموا-ويجعلوها أمراً حتمياً لابد منه طبقاً للظروف في ذلك الوقت بكلام فلسفي لاطائل ولا فائدة منه – ويخرجوا عن النهج العلمي الذي يدعونه –ليوافق أهوائهم .
إن الأحداث التي تمر بها البلاد الإسلامية وأخص بالذكر منها – البلاد اليمنية حرسها الله من عبث وتهديد للاستقرار والأمن من دعاة الخروج على ولاة الأمور – وعلى رأسهم الإخوان المسلمين – الذين يتسلق على ظهورهم كل من يريد السلطة وهم يجروا وراء سراب كما قال الإمام الوادعي رحمه الله في غارة الأشرطة صـــ128ــ :
((وكم من شخص تدفعونه دفعاً إلى أن يصل الوزارة أو الرئاسة ثم يغلق الباب في وجوهكم،ولن ننسى كلمة الضايع حسن الترابي لاجزاه الله خيراً ،إذ قال وقد سئل عن الإخوان المسلمين وهو في كلية الشريعة بصنعاء :هل أنت منهم ؟ قال : لا،اتخذناهم سلماً فلما انتهينا منهم تركناهم ،وهكذا جمال عبدا لناصر وما أكثر الناس الذي اتخذوكم سلالم ))
وانسياقهم وراء الشعارات الجاهلية ليدل على أنه لاهم لهم إلا التجميع ولو على حساب الدين،لقد حصل تجمع أكبر من هذا لو يذكركم مراجعكم أثناء الحماس القومي وانتهى وأصبح نكبة على الأمة الإسلامية ، كل هذا يتغافل عنه زعماء الإخوان المسلمين ولا يستفيدوا من التجارب – تحالفوا مع أصناف الشر من بعثي وناصري وعلماني واشتراكي ، ويريدوا أن يقيموا دولة الإسلام والآن يريدوا دولة مدنية لا دينية وينساقوا خلف كل مشبوه ويرموا أهل الحق بالفواقر ولا حول ولا قوة إلا بالله .
نسأل الله أن يرد المسلين إلى دينهم رداً جميلاً ويمكن لعباده الصالحين إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .
حمل الملف على شكل pdf الحجم 6 ميقا
أو من المرفقات على شكل word
تعليق