If this is your first visit, be sure to
check out the FAQ by clicking the
link above. You may have to register
before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages,
select the forum that you want to visit from the selection below.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
السبل الشرعية في جمع كلمة أهل السنة والجماعة في هذه الفتنة وغيرها من الفتن / لشيخنا الناصح الأمين
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للسنة فانقادت لإتِّباعها وارتاحت لسماعها وأمات نفوس أهل الطغيان بالبدعة بعد أن تمادت في نزاعها وتغالت في ابتداعها. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العالم بانقياد الأفئدة وامتناعها المطلع على ضمائر القلوب في حالتي افتراقها واجتماعها. وأشهد أن محمد عبده ورسوله الذي انخفضت بحقه كلمة الباطل بعد ارتفاعها واتصلت بإرساله أنوار الهدى وظهرت حجتها بعد انقطاعها صلى الله عليه وسلم ما دامت السماء والأرض هذه في سموها وهذه في اتساعها وعلى آله وصحبه الذين كسروا جيوش المردة وفتحوا حصون قلاعها وهجروا في محبة داعيهم إلى الله الأوطار والأوطان ولم يعاودها بعد وداعها وحفظوا على أتباعهم أقواله وأفعاله وأحواله حتى أمنت بهم السنن الشريفة من ضياعها. أما بعد .. إن من خير ما اشتغل به الصالحون المصلحون هو السعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن ذلك لهو أعظم منزلة يسعى العبد إليها لأنها سبيل الأنبياء والصالحين من عباد الله الأتقياء، والتأسي بالصالحين لهو خير سبيل وكيف لو كان ذلك محبوباً لرب السموات والأرضين، بل لقد أمر الله الودود الحليم سبحانه في محكم التنزيل، ونبيه الروؤف الرحيم صلى الله عليه وسلم في سنته الوضاءة بهذا الخطب العظيم فكل يسعى في تحصيله بقدر طاقته وسبيله، والله هو الموفق والهادي لسبل خيره ورضوانه. ومن أبرز ما يكون معروفاً السعي في إصلاح ذات البين سواء كان بين أخوين أو ابن وأب أو جار وجاره أو بين بنت وأمها أو زوج وزوجته، أو عالم وعالم، أو شيخ وتلميذه، فإن هذا نفعه عظيم وسبيله كريم وفعل حليم يدل على حب الخير للناس كما يحبه لنفسه. وقد توافرت الأدلة على الأمر بذلك من القرآن والسنة وكلام العلماء الناصحين، قال الله سبحانه في كتابه الكريم: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} وقال جل وعز {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وقال المولى العظيم: { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} وقال في محكم التنزيل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. وقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: <أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ> قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: <إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ>. وإن إصلاح ذات البين لمن أعظم الأخلاق التي ندب الله عزوجل لها وحث الرسول عليها صلى الله عليه وسلم، وإنّ أهل السنة والجماعة يدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال أين كانت، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم <أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا> ويندبون إلى أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها، وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. ومن جملة هذه الأحاديث الدالة على حسن الخلق والأمر به: * حديث أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا. * قال أبو ذر لما بلغه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاسمع من قوله، فرجع فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق. * وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: < البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس > رواه مسلم. * وعن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: < اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن > رواه الترمذي وقال حديث حسن. فإننا نرى كثيراً من الناس غير مهتم بمثل هذه الآداب الشرعية، فمثل هذه الصنف من الناس يصدق عليه أن يقال: فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب، ولذا حث السلف رضي الله عنهم في أخذ الآداب، ولكن هل الآداب هي ترك السنن، حتى يقال: فلان هذا صاحب أدب، أو الدعوة إلى تميع الدعوة السلفية بحجة البشاشة في أوجه أهل الأهواء، فهل هذا من الأدب؟ أم من الأدب ترك قواعد السلف وأصولهم لأجل فلان وفلان؟ أو ترك الخطأ وعدم رده وإنكاره؟ أم ماذا الأدب؟ قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره قوله: (إن الله لا يستحي) فالأمر الشرعي ولو كان يتوهم أن في تركه أدباً وحياءً، فإن الحزم كل الحزم اتباع الأمر الشرعي وأن يجزم أن ما خالفه ليس من الأدب في شيء. وإن السبل الشرعية الداعية إلى وصل ذات البين بين أهل السن والجماعة في كل زمان ومكان هو التمسك بالكتاب والسنة على فهم علماء سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين. قال الشيخ يحيى وفقه الله في (سد أبواب الفتن): أيها الناس كونوا جادين في سد أبواب الفتن لا يتأتى لكم ذلك إلا بدلائل من القرآن والسنن، فلا يتأتى ذلك مهما ظن الإنسان بعقله وحذلقته وذكائه ما لم يسر على نور الأدلة الشرعية، فهو لا يسد الفتن في هذه الحالة بل يفتحها على نفسه أعظم فتحٍ. ثم قال: وإن أعظم ما يسد به الفتن في كل زمان هو العمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتالله وبالله لا تنسد الفتنة حتى يقوم الناس بذلك أحسن قيام بالعمل بالكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ كلامه حفظه الله من شريطه سد أبواب الفتن (الوجه: أ). إي والله، لقول صدق نطق بالحق المبين أنه لا سبيل إلى سد سبل الفتن إلى بالاعتصام بالكتاب والسنة، وإنه لا سبيل في لم الشمل إلا على وضوح وصفا أما لفلفة كلفلفة الحزبيين فذك طريق المذلة والهاوية والاختلاف، قال تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} فيبين الله عزوجل لنا أن السبيل لجمع الكلمة هو الاعتصام بكتابه، فمتى حصل التخاذل عن أخذه حصلت الفتنة والفرقة، قال سبحانه في كتابه الكريم: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}وقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث العرباض بن سارية: <فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ>، فهذا هو أعظم سبيل فمن تمسك به نجا ومن تركه ضل وغوى، لقوله: <إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنتي>. ولقد أبان إمام من أئمة الهدى والدين عن سبب حصول الفرقة بين المسلمين، فقال الإمام الآجري في كتابه النافع المتين "الشريعة" (1/5): باب ذكر الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن الفرقة بل الإتباع وترك الابتداع قال محمد بن الحسين رحمه الله: إن الله عز وجل بمنه وفضله أخبرنا في كتابه عمن تقدم من أهل الكتابين اليهود والنصارى أنهم إنما هلكوا لما افترقوا في دينهم، وأعلمنا مولانا الكريم أن الذي حملهم على الفرقة عن الجماعة والميل إلى الباطل الذي نهوا عنه إنما هو البغي والحسد بعد أن علموا ما لم يعلم غيرهم، فحملهم شدة البغي والحسد إلى أن صاروا فرقا فهلكوا، فحذرنا مولانا الكريم أن نكون مثلهم فنهلك كما هلكوا بل أمرنا عز وجل بلزوم الجماعة، ونهانا عن الفرقة، وكذلك حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الفرقة وأمرنا بالجماعة، وكذلك حذرنا أئمتنا ممن سلف من علماء المسلمين كلهم يأمرون بلزوم الجماعة، وينهون عن الفرقة، فإن قال قائل: فاذكر لنا ذلك لنحذر ما تقوله، والله الموفق لنا إلى سبيل الرشاد، قيل له: سأذكر من ذلك ما حضرني ذكره مبلغ علمي الذي علمني الله عز وجل ، نصيحة لإخواني من أهل القرآن وأهل الحديث، وأهل الفقه وغيرهم من سائر المسلمين، والله الموفق لما قصدت له، والمعين عليه إن شاء الله. اهـ المراد قد بين هذا الإمام أعظم سبب لحصول الفرقة والاختلاف وهو الحسد والبغي، وهذه هي عين ما قد رأينا في هذه الفتنة المعاصرة فتنة العدني والوصابي وحزبهم ما حصل من شق الجمع وانصداع الصف، وصدق الله إذ يقول: {لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} وذلك لقوله تعالى {ليميز الله الخبيث من الطيب} ولقوله تعالى {فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} فهذه الدنيا دار بلاء وابتلاء والعاقبة لمن صبر واتقى وثبت على منهج أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن سار على طريقهم حتى يلقى ربه أمنا إن شاء الله تعالى. وإن ممن سعى في شق الصف وجد فيه واجتهد لفساد ذات البين محمد بن عبدالوهاب الوصابي أصلحه الله ورده إلى أهل السنة، فإنه آل سعياً في أن يجعل الحاجز بين الشيخ يحيى الحجوري وبين أخوته مشايخ أهل السنة، فسعى في التحريش غاية السعي وأوغر صدورهم عليه، حتى شاع وذاع عند أهل السنة كلاماً كثيراً وتناقلته الركبان، حتى سأل عنه الناس فوجدوا أن هذه الأخبار هي من فعل أهل الكذب والخيانة والفساد للوصول إلى غاية إبليسية وهي التحريش. ولقد قوبل هذا التحريش بالصبر وعدم المبالاة لأنه همة دنيئة تدل علي خسة الطبع ودناءة الحال، فكان الإعراض عنها هو طبيعة أهل الفضل، ولقد سعى أهل السنة في جمع الكلمة بجميع سبلها وحاولوا بكل طريق شرعي إليها، فكان من ذلك السعي ما ألقي على فضيلة الشيخ يحيى بن علي الحجوري سؤالاً مهم يدل على أن الحزبين يريدوا الفرقة والاختلاف بين أهل السنة بشتى الوسائل، ومن ذلك هذا الأمر الذي سعى فيه الوصابي، لكن الشيخ لم يألو جهداً في جمع الكلمة بسبلها الشرعية، ومن ذلك هذا النصح الثمين لمن عقله ولمن تبصر به بقلب واعي وبفهم صافي عن عين الحسد وغل الصدور. وهذا النصح هو إجابة على سؤال ألقي عليه ضمن أسئلة لزائرين، والسؤال هو: ينشر عنكم بعض المرضى أنكم حزبتم جميع مشايخ أهل السنة في اليمن ويخصون منهم الإمام والبرعي، فما صحة ذلك؟ الجواب:هذا الكلام ما له أساس من الصحة، هذا كذب، هذا كذب، ومن تروجيات المروجين، وتشويشات المشوشين ينقلون إليهم أقاويل مكذوبة وأقاويل من هذه، من أجل يستفزونهم، قال تعالى﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا *سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا﴾الشاهد أن الإستفزاز قديم وليس بجديد سواء لهم أو لغيرهم فقد نقلوا علينا أقاويل كلها أكاذيب ليست بصحيحة من قبل ومن بعد في هذه الفتنة أشد ولا تنسوا ما دبروه وما يدبرونه أنهم ينقلون من فلان إلى فلان لقصد إيغار الصدور وهذا شيئاً معلوم. الشيء الثاني: أننا لم نحزبهم ولله الحمد ونراهم أفاضل ونسأل الله لنا ولهم التوفيق وإنما نخطئهم في هذه الفتنة، بل نعتبرهم مخطئين إلى الصفر، صحيح والله، مخطئين فيها إلى الصفر، لأنهم مشوا فيها بغير ما علمناه وبيناه بالحقائق ولو أن واحداً منهم علم وبين بالحقائق ما علمناه وبيناه لم نكن نخالفه من قبل ولا من بعد، وهذا الذي يسار عليه على طريقة العلماء فيجب السير على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم العلماء، والعلماء المقصود بهم فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم من السابقين واللاحقين، وليس المقصود فلان أو فلان أو أربعة أو عشرة يفصلون عن المتقدمين ويفصلون عن قواعد السلف، القواعد الأساسية الثابتة، ثم يقال هذا هو طريقة العلماء، فإنا لم نرض بمذهبية الشافعي ولا مذهبية مالك ولا مذهبية أبي حنيفة ولا مذهبية الإمام أحمد رحمهم الله، حتى يحصر الحق في مذهب ربما عليه ألوف الناس، ونرى أنه يجب سلوك طريقة السلف رضوان الله عليهم ولو لم نتبع طريقة العلماء ما كنا سلفيين بل نكون مبتدعة، فيجب اتباع طريقة العلماء. فنحن ندعوهم وندعو الجميع إلى اتباع طريقة العلماء وأخذ قواعدهم السلفية وعدم إهدارها على حساب أحد، ولا نقول ذلك أنهم يتعمدون، ولكن في هذه المسألة أخطاؤوا فيها، ووالله مع إشفاقي عليهم وفقهم الله أني أخشى عليهم الإثم، كيف هذا؟ لأن كثيراً من الناس يتبين له الحق في هذه الفتنة ويرى الحزبية الواضحة، والهيلمان على الدعوة السلفية، والضعضعة فيه وتضييع الشباب السلفي، وتضييع جهود شيخنا رحمه الله وجهودنا وجهود من له جهد في ذلك، ثم يأتي بعض الناس زائراً إليهم يمر عليهم وإذا بهم يجلسون معه بمفرده أو مع غيره، ويخذلوه عن الطريق التي هم قد صاروا فيه على تبصر ويبقى ذلك مخذولاً، والله كثيرا من الناس وأظن ما ينكرون هذا وبالأخص الشيخ الإمام والشيخ البرعي والشيخ البرعي أشد في هذا، الله المستعان، فيخذلونهم عن هذا ولا ندري إلا وخرج مريضاً مخذولاً مرتبكاً لا يعرف حيص من بيص، أصبح لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر في هذه الفتنة التي عايشها ولمسها ورأها بل قد يكون هو ممن أوذي فيها من قبل بعض الحزبيين، فمثل هؤلاء يتحملون أوزارهم، هذا هو الصحيح، لأن الحزبية واضحة، ومن معالمها: الهجوم على الدعوة السلفية، الهجوم على المركز الذي نفع الله به الأمة، ما من بلد يذهب فيه الناصحون والدعاة إلا وجدوا ثمرة هذا المركز فيه، علمياً ودعوياً وخيراً فالتغافل عن الخير الموجود فيه لا يجوز ولا يصلح أيضاً التخاذل عن نصرة الخير من أجل ضائع أفسد نفسه وغيره من أجل دنيا ومن أجل مجموعة أراضي ربكهم فيها، وأخونا العمودي جمع عدداً من هؤلاء منهم من ذهب إلى السعودية وأخذ الفيزة ومنهم من صار في مطعم وأخر في دكان ومنهم من اشتغل في سيارة، فهذا المخذول أخذ كتلة من طلابنا وأفسدهم كما افسد أبو الحسن قبله تماماً الذي ما يصدق هذا القول كذاب، والله إنهم أفسدوهم أبو الحسن أفسد أناس كانوا محققين وخطباء ومؤلفين وأناس كانوا في غاية من الثبات فلما لم يقم فيهم بواجب النصح تركوا صيدا للحزبية فلطمهم أبو الحسن وضيعهم، فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً، من حيث الدعوة ومن حيث النفع ومن حيث العلم، فهؤلاء نسيناهم وراحوا مع الحزبيين أضداداً للدعوة السلفية، فلا يجوز التغافل عن نصرة الدعوة السلفية البتة، سواء هنا أو غير هنا يجب القيام بما أوجب الله، فمن أجل ذلك من خذل واحداً عن هذا السير وربكه يحمل وزره، فأنا أخشى على الشيخين حفظهم الله. أما المفتون الذي هو محمد بن عبدالوهاب الوصابي ذاك فارغ صار مفتوناً، وعبيد الجابري ضائع يخبرنا بعض الزوار الأفاضل من السعودية، قال: إيش عند عبيد والله ما بقي معه إلا القائد الذي يقوده، يدخله ويخرجه، هو أعمى البصر والبصيرة عبيد قسم الله ظهره، لا نبالي به، والله ما صرنا نحسب له حساباً، ضائع من الضائعين مفسد من المفسدين. نحن نربأ بالشيخين حفظهم الله أن يدافعوا عن الباطل ونربع بهم حفظهم الله أن يقولا: لماذا الشيخ يحيى ينصحنا على الملأ؟ أنا لكم ناصح والله الدعوة الآن تطحن مخالفيها طحناً، فليفهم هذا هم أو غيرهم، الدعوة تطحن المخالفين لهذا السير الذي نحن عليه طحناً، كباراً كانوا أو صغاراً، هذا هو الواقع، فلا تعرف كبير لحية ولا صغير لحية ولا أبيض لحية أو أسود، تعرف منهجاً سلفياً تربت عليه من أول مهده تعرف قواعد وتعرف علماً ناصعاً، علم الكتاب والسنة والله ما تعبدنا عزوجل بقول زيد أو عبيد، تعبدنا بالكتاب والسنة على فهم السلف . لا يجوز التنازل عن ذلك طرفة عين، فهذه نصيحة لإخواني في الله وأنصحهم ألا يجلسوا مع بعض طلاب العلم ويضعضعونهم ويمرضونهم هذه حقيقة لو أردت أن يشهد عليها ألف لشهدوا عليه، يأتي الزوار من الديس حفظهم الله يمرون على الشيخ فلان وعلى الشيخ فلان والشيخ فلان، محبين زائرين، وبعد الضيافة لهم جزاهم الله خيراً، فإذا بهم يخلونهم عن نصرة الحق بدعوى أنتم إخوان أنتم كلكم سلفيون وليس هناك حزبية، وافعلوا كذا وكذا على خلاف ما نحن عليه إن لم تكن هذا مضادة للخير فماذا تفسر؟ لو كنت أنا أقوم بهذا المقام لغضبوا ولأخذوا في أنفسهم، من أول يوم وتوقيعاتهم ضدي، وكذلك أقوالهم ضدي وأنا أقول حملوا وأصبر على إخواني وأشكر لهم جهدهم الطيب فلهم نفع ولهم كذا لكن يا أخي: في هذا السير وفي هذه الفتنة ليسوا على بصيرة فيها تماماً والله، هم يمشون فيها على غير بصيرة، الرجل حزبي الرجل ، حزبي، عبدالرحمن حزبي خبيث عليه من الله ما يستحق، الرجل فرق الدعوة وضيع شبابنا، كيف تريدون بعد هذا أن يكون إحسانياً يأخذ راتبه من جمعية الإحسان أو من الإخوان المسلمين حتى تقولوا طلع قرن الحزبية، إيش من كلام هذا؟ الرجل يندس تحته مغرضون يفسودن شبابنا وأولادنا وإخواننا ثم يرجمونهم، نحن نربي وهم يرجمون، كيف يرضى بهذا !. لا تغتروا بفلان وفلان، والله الشيخ محمد خائن خان الدعوة السلفية، الشيخ محمد بن عبدالوهاب ضرب الدعوة السلفية من الداخل، وأفسد شبابها وضيع دعوته، فلا نرضى لأنفسنا أن تضيع دعوتكم ولا دعوة غيركم، أما دماج فعليها البرد والسلام إن شاء الله، يفسد واحد يأتي الله بآحاد، وواحد يبيع بيته يزدحم عليه عشرة، هذه حقيقة والله نحن نمشي على الحقيقة حتى نلقى الله عزوجل. اهـ كلامه وفقه الله قال أبوعبدالله العدني كان الله معه وغفر لوالديه: يا عباد الله هل من متأمل صادق ناصح ؟! أم أن القوم قد أغشيت عليهم ظُلَمٌ من الليل، إذا أخرج أحدهم يده لم يكد يراها !؟ هذه السبل لمن أراد جمع الكلمة، هذه طرق الإتلاف. ولكن حال الناس كما قال أبوالحسن علي بن عبدالعزيز الجرجاني رحمه الله في قصيدته من بحر الطويل:
يقولون لي: فيك انقباض وإنما ****رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما أرى الناس من داناهم هان عندهم***ومن أكرمته عزة النفس أكرما وما زلت منحازاً بعرضي جانباً***من الذم أعتد الصيانة مغنما إذا قيل: هذا مشرب، قلت: قد أرى***ولكن نفس الحر تحتمل الظما وما كل برق لاح لي يسنفزني***ولا كل أهل الأرض أرضاه منعما ولم أقض حق العلم إن كان كلما***بدا طمع صيرته لي سلما ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي***لأخدم من لاقيت لكن لأخذما أ أشقى به غرساً وأجنيه ذلة***إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم***ولو عظموه في النفوس تعظما ولكن أذالوه جهاراً ودنسوا***محياه بالأطماع حتى تجهما
اعتنى بمادتها:
أبوعبدالله كمال بن ثابت بن قائد بن حمود ثم العدني غفر الله له ولمشايخه ولوالديه
تعليق