• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

::السيل الغامر في الرد على محمود لطفي عامر:: لأبي عبد الله أبي بكر بن ماهر بن جمعة المصري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ::السيل الغامر في الرد على محمود لطفي عامر:: لأبي عبد الله أبي بكر بن ماهر بن جمعة المصري

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
    فقد كتب المدعو محمود لطفي عامر المصري في هذه الأيام مقالاً في موقعه، متعلقًا بفتنة الخوارج القائمة إلى اليوم في ديار مصر، مؤرخًا له بالتاريخ النصراني 21/2/2011، وقد خبط فيه خبط عشواء، وركب فيه متن عمياء، فأردت أن أعلق عليه تعليقًا مختصرًا، يكشف عواره، ويبين باطله، وهاكم نص مقاله.
    « الثورة القادمة بعد الثورة القائمة
    اتفق الجميع بعد أحداث 25 يناير على حرية التعبير أيًّا كان مضمون هذا التعبير فأرجو أن يُنشر ما سأكتبه الآن على النحو التالي:
    ماذا أقصد من عنوان المقال؟ إنني تابعتُ بآذان صاغية غالبية من تكلم بعد أحداث 25 يناير، سواء كانوا مشايخ على اختلاف مشاربهم أو شباب الفيسبوك أو مفكرين ليبراليين أو علمانيين في مصر أو خارجها وخلصت بالنتيجة التالية:
    هناك حشود تتجمع على مستوى مصر شمالاً وجنوباً تحمل دعوات منسوبة للإسلام وإن اختلفت مسمياتها ترمي إلى تأكيد إسلامية مصر وتدافع عن المادة الثانية من الدستور، ذلك الدستور الذي نص عليه النظام السابق والذي كفّروه تارة أو أسقطوه دون تكفير تارة أخرى، وفي مقابل هؤلاء حشود شباب 25 يناير ذلك الشباب الذي جمعه الفيسبوك على خلفية علمانية ربما تكون متطرفة أو دون ذلك، الحشود الأولى تنادي بإسلامية الدولة، والحشود الثانية تنادي بمدنية الدولة أو علمانيتها، وكلٌ له عزيمته وعقيدته وسعيه لتنفيذ ما ينادي به، فكيف سيكون الحال إذا التقى الجمعان من هذه الحشود في ميدان التحرير؟! إنني قد حذرت من قبل من صدام قد وقع، وها أنا أحذر من صدام سيكون أشد فهل يفقه العقلاء ليتداركوا الأمر قبل استفحاله؟ وتلك مشكلة كبرى ستواجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
    وقد يتساءل البعض الآن فما المخرج من هذا الاحتمال الذي ذكرته في هذا المقال؟
    المخرج أن يجتمع نخبة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونخبة أخرى من المفكرين المشهود لهم على المستوى العام بالاعتدال ويعقد هؤلاء جميعاً اجتماعاً مشتركاً بمشيخة الأزهر وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ولا مانع بل يجب مشاركة كلٌ من تلك الحشود في هذا الاجتماع، فتنتدب الجماعات الإسلامية على اختلاف مسمياتها خلاصة مفكريها بدون تدخل غريب عنهم وكذلك الحال مع شباب 25 حيث ينتدبون عنهم نخبة منهم لتشارك في هذا الاجتماع ويُضاف لهؤلاء نخبة من الكنيسة المصرية ويعطى كل هؤلاء فرصة لتقديم ما عندهم من اقتراحات وتصورات عملية لنتجاوز هذه المحنة والتي إن استمرت وطال أمدها سيدفع الكل الثمن غالياً ولن ينجو منها أحد مُحبٌ أو مُبغض مُخلص أو منافق مُحق أو مبطل صالح أم فاسد عادل أم ظالم مسلمٌ أو غير مسلم، اكتفي بهذا التحذير والله المستعان»
    أقول: إن الذي يعنيني في المقام الأول هو الرد على قوله:
    «المخرج أن يجتمع نخبة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونخبة أخرى من المفكرين المشهود لهم على المستوى العام بالاعتدال ويعقد هؤلاء جميعاً اجتماعاً مشتركاً بمشيخة الأزهر وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ولا مانع بل يجب مشاركة كلٌ من تلك الحشود في هذا الاجتماع، فتنتدب الجماعات الإسلامية على اختلاف مسمياتها خلاصة مفكريها بدون تدخل غريب عنهم وكذلك الحال مع شباب 25 حيث ينتدبون عنهم نخبة منهم لتشارك في هذا الاجتماع ويُضاف لهؤلاء نخبة من الكنيسة المصرية ويعطى كل هؤلاء فرصة لتقديم ما عندهم من اقتراحات وتصورات عملية لنتجاوز هذه المحنة والتي إن استمرت وطال أمدها سيدفع الكل الثمن غالياً ولن ينجو منها أحد مُحبٌ أو مُبغض مُخلص أو منافق مُحق أو مبطل صالح أم فاسد عادل أم ظالم مسلمٌ أو غير مسلم، اكتفي بهذا التحذير والله المستعان» إلى آخره
    فأقول: إن المخرج الحق من هذه الفتنة ومن غيرها من الفتن هو الاعتصام بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، إذ لا مخرج غيره، ولا هدى سواه، قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}
    وقال له -أيضًا-: { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ * هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ}
    وقال -أيضًا-: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}
    وقال -أيضًا: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
    وقال: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}
    إلى غير ذلك من الآيات الدالة على الاعتصام بالكتاب والسنة وسلوك سبيل المؤمنين، أما ما ذكره من المخرج فليس هو بمخرج شرعي وإنما هو مدخل إلى الفتن، ولقد قال -عز وجل-: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}
    ومعلوم أن سبب نزول هذه الآية كان واقعًا في عهد الصحابة الذين كانوا في زمن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهو إذاعة بعض صحابة النبي لخبر تطليق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نساءه، حتى أن بعض الصحابة أخذوا يبكون عند منبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لهذا الخبر، ولم يكن ذلك الخبر صحيحًا، فلما أُخبر عمر بذلك جاء إلى المسجد فوجد الصحابة على حالهم ذاك من البكاء، وأخبروه أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- طلق نساءه فأتى عمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واستأذن عليه ليتثبت من الخبر، فلما أذن له قال للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: أطلقت نساءك؟
    قال: "لا" فقال: الله أكبر.
    فقد عاب الله على هؤلاء الصحابة الإذاعة بهذا الخبر لكونه غير صحيح، ودلهم على ما كان ينبغي لهم في هذا الأمر، وهو أنهم لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم، وفي هذا منقبة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأنه من أهل الاستنباط، فالواجب في أمور الأمن والخوف هو ردها إلى الكتاب والسنة وإلى أولي الأمر الذين يعلمونها باستنباطهم إياها من الكتاب والسنة، فليس كل فاضلٍ عدلٍ تقيٍ رضًا، ولو كان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هو من أولي الأمر والاستنباط، وإذا كان هذا هو الشأن في بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حينئذً فكيف بمن بعدهم ممن لا يدانيهم في فضلهم ومنزلتهم ولو كانوا عدولاً أتقياء؟!
    وكيف بمن يرد الأمر إلى أناس مغموصٍ عليهم في الفسوق أو الابتداع أو الجهل أو الكفر الصريح، ثم مَن هؤلاء المفكرون المشهود لهم على المستوى العام بالاعتدال -لو كنت صادقًا-؟!
    فإنا لا نعلم المعتدل المستقيم غير المعوج إلا السني السلفي، وتأمل كيف ينفي المانع من مشاركة كلٍ من تلك الحشود في الاجتماع لإيجاد المخرج!!
    ولقد قال -تعالى-: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}
    وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}
    وقال -عز وجل لنبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
    فالذين أُمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في هذه الآية بالعفو عنهم والاستغفار لهم ومشاورتهم هم أصحابه -رضي الله عنهم- لا المنافقون ولا الفاسقون ولا أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا غيرهم من سائر الكفرة، ومعلوم أن الأمر بمشاورة الصحابة هنا متعلق بما لا نص فيه عند النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن الله -عز وجل- ومع هذه المشاورة فقد أمره ربه -عز وجل- أن يتوكل على الله إذا عزم على الأمر، فكيف يأتي آتٍ لينفي أي مانعٍ -إذ إن "لا" في قوله:"لا مانع" نافية للجنس- من مشاركة حشود الجهل والضلال في الاجتماع لإيجاد المخرج من فتنة الخوارج الواقعة مع تعلقها بالدين؟!
    بل كيف يوجب مشاركة تلك الحشود في ذلك الاجتماع؟!
    قوله:«فتنتدب الجماعات الإسلامية على اختلاف مسمياتها خلاصة مفكريها بدون تدخل غريب عنهم»
    قلت: لقد طاش كلامك القديم في فرقة الإخوان بكلامك هنا، ثم إن الصواب أن يقال:
    الفِرق بدلاً من الجماعات، فإنها فرق زيغٍ وضلال، ثم إن تلك الفرق كلها غرباء عن السنة ومذهب السلف الصالح -رضي الله عنهم- فهم وأعوانهم وأولياؤهم جميعًا غرباء عن منهج الحق، منهج أهل السنة والجماعة.
    ثم إن معنى قوله: «خلاصة مفكريها»
    أنهم أرباب الضلالة ورءوس البدعة في تلك الفرق، فقد أوجبْتَ مشاركة شر القوم وأخبثهم في مثل هذا الاجتماع.
    فأي سلفية هذه التي تتشدق بها في مواضع كثيرة؟!
    وأي مخرج يكون بمشاركة أمثال هؤلاء؟!
    ولقد ذكّرني قولك هذا بترحم إمام الضلالة يوسف القرضاوي على بابا الفاتيكان الهالك، وثنائه عليه بأنه كان مخلصًا لدينه، مع أن هذا في الحقيقة هو عين القدح فيه لا المدح له.
    فتأمل -رحمك الله- كيف مدَحه بما يذم به، وتأمل -أيضًا- هذا التشابه بين الرجلين مع الفارق بينهما!!
    ولقد ذكرني قوله: «خلاصة مفكريها»
    بقول الله -عز وجل- في بعض المفكرين: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}
    ولقد كان شيخنا الوادعي -رحمه الله تعالى- يحكي عن أبي محمد بن حزم -رحمه الله- قوله: ما نصر الله الإسلام بمبتدع.
    ثم تأمل كيف يوجب مشاركة نخبة من شباب 25 -على حد تعبيره- في هذا الاجتماع لبحث وإيجاد المخرج، مع أنه القائل فيهم: «ذلك الشباب الذي جمعه الفيسبوك!! على خلفية علمانية!!»
    أما قوله:«خلفية علمانية ربما تكون متطرفة أو دون ذلك»
    فعجب عجاب، إذ إن كل من حاد عن وسطية أهل السنة فهو متطرف قائم على طرف الضلال!! وإن كان هذا التطرف دركات!!
    ثم زاد الطين بلة حيث قال:
    «ويضاف لهؤلاء نخبة من الكنيسة المصرية»
    قلت: قد قال الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
    وقال -عز وجل-: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}
    وقال -عز وجل-: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
    فقوله: {خَيْرٍ } نكرة في سياق النفي تفيد العموم، وقال -عز وجل: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}
    وقد قيل: وكل إناءٍ بالذي فيه ينضح.
    ولا شك في أن أمر الحكم والولاية هو من أمور الدين التي يجب على حكام المسلمين إخضاعه للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، كما يجب قطع الطريق على أعداء السنن وأعداء الإسلام معًا، فأهل البدعة ينضحون بالبدعة، وأهل الكفر ينضحون بالكفر، وأمثال هؤلاء يفسدون في الأرض ولا يصلحون، ولا يشيرون بما فيه صلاح الدين وصلاح أهله.
    وأين ذهبت أدلة الحذر من الأهواء وأهلها، كقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "وإياكم ومحدثات الأمور"
    وقوله: "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم"؟!
    أين ذهب ذلك وأمثاله من الأدلة؟!
    وأين ذهبت آثار السلف في مجانبة أهل الأهواء والتنكيل بهم وتشريدهم وقهرهم وإذلالهم وإقصائهم وإبعادهم؟!
    وأين ذهبت أدلة الولاء للإسلام وأهله، والبراء من الكفر وأهله؟!
    وأين ذهبت أدلة الحب في الله والبغض في الله؟!
    إنه لا يجوز تولي المسلمين لأهل الكفر بأي نوع من أنواع التولي؛ لأنهم غير مؤتمنين على الدين، وكيف يتولى المؤمن من يرى الحق باطلاً والباطل حقًا، أو من لا يتناهى عن المنكر مع العلم بأنه منكر؟!
    قال -تعالى-: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
    فتولي الكافرين هو من سنن أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين، ومن كان هذا حاله فإنه لا يستشار؛ لأنه غير مؤتمن، وقد قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "المستشار مؤتمن" الحديث صححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع، وصححه شيخنا الوادعي -رحمه الله- في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (ج5/صـ350) الناشر مكتبة صنعاء الأثرية، الطبعة الثانية لسنة1425هـ حيث أورده من رواية أبي داود عن أبي هريرة، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وعزاه إلى الترمذي وابن ماجه، وأورده في رواية مطولة للبخاري في الأدب المفرد.
    وقد روى البخاري في صحيحه في كتابه الاعتصام برقم (7363) بسنده عن عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
    "كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أحدثُ، تقرؤونه محضًا لم يُشَبْ، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل عليكم"
    قلت: واستشارتهم في هذا الأمر الديني، ألا وهو أمر الحكم والولاية والمخرج من فتنة الخوارج هو من جنس سؤالهم عما لا يجوز للمسلمين سؤالهم عنه، وهو من جنس توليهم أيضًا.
    وقد قال -تعالى-: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ}
    وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}
    وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
    وقال: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
    وقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً}إلى غير ذلك من الآيات الدالة على وجوب تولي المؤمنين وتحريم تولي الكافرين.
    ولا شك أن إشراك المبتدعة والكفار في النظر في أمور المسلمين الدينية هو نوع من التولي المذموم، بل هو من أعظم أنواع ذاك التولي، وإذا كان لا يجوز إشراك المرأة المسلمة في الولايات العامة ولو كانت من أمهات المؤمنين، فكيف يجوز تولي الكافر بإشراكه في النظر في أمر الحكم والولاية في بلاد الإسلام أو في تقرير ذلك، وهو ليس بمسلم فضلاً عن أن يكون من أهل الحل والعقد الخبراء الأمناء العدول الذين يناط بهم تسيير دفة أمور المسلمين؟!
    إن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، قال -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
    وقال -تعالى-: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}
    وإن الكفار بعضهم أولياء بعض، قال -تعالى-: {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}
    ومن تولى الكافرين بأي نوع من أنواع التولي، فإن به شبهًا من الكافرين الذين يتولون غيرهم من الكافرين، قال -عز وجل-: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
    وفي هذه الآيات أيضًا عدم تناهي هؤلاء عن المنكر، فكيف يُرجى منهم المخرج من الفتنة وهم أهل فتنة؟!
    والخلاصة أنه لا يجوز للمسلمين اتخاذ المبتدعة ولا الكفار ظهارةً ولا بطانة.
    قوله:«ويعطى كل هؤلاء فرصة لتقديم ما عندهم من اقتراحات وتصورات عملية لنتجاوز هذه المحنة»
    قلت: إذا كان هؤلاء جميعًا هم سبب الداء والبلاء الواقع في البلاد اليوم، فكيف يتصور صدور الدواء منهم؟!
    فأمرك كما قيل: وداوني بالتي كانت هي الداء، وكما قيل:

    المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار

    وكما قيل: طبيب يداوي والطبيب مريض.
    إن أمثال هؤلاء يزيدون البلاء بلاءً والمحنة محنًا، وكيف يتصور تجاوز المحنة باقتراحاتهم وتصوراتهم وهم السبب في البلاء والمحنة الحاصلة، وكيف تسلم اقتراحاتهم وتصوراتهم وهي مبنية على أصولٍ باطلة، وما بني على باطل فهو باطل أو أشد بطلانًا.
    إن جمعه هذا بين المذاهب المختلفة والملل المتباينة يتمشى مع أصول أهل التقريب بين المذاهب المختلفة والملل المتباينة والسنة والبدعة والحق والباطل والعلم والجهل -شاء أم أبى- ومثل هذا الجمع والتقريب والتزاوج لا يتولد منه إلا وليد مشئوم لا يمكن به تجاوز المحنة وإنما بمثله يطول أمدها –والعياذ بالله- عافانا الله وسائر المسلمين من مثل هذا المخرج المضل .
    إن مثل هذا الجمع بين الأخلاط المتباينة أقبح وأفدح وأبشع وأشنع من (المُخَضَّرِيَّةِ) التي كان يحدثنا عنها شيخنا الوادعي -رحمه الله- وجعل جنة الفردوس مأواه.
    قوله:«هذه المحنة، والتي إن استمرت وطال أمدها سيدفع الكل الثمن غاليًا، ولن ينجو منها أحد محب أو مبغض، مخلص أو منافق، محق أو مبطل، صالح أم فاسد، عادلٌ أم ظالم، مسلم أو غير مسلم، أكتفي بهذا التحذير والله المستعان»
    أقول: دعك من الإرجاف، فقد قال الله لنبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}
    إن كلامك هذا هو كالتألي على الله -عز وجل- وإلا، فأين أنت من قوله -تعالى-: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
    وقوله -تعالى-: {أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}
    وقوله -تعالى-: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
    وقوله –تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }
    أين أنت من هذه الآيات وأمثالها الدالة على إنجاء المؤمنين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟!
    وأين أنت من قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه"؟!
    إن هذا الحديث فيه دليل على نجاة الناهين عن الظلم، الآخذين على يد الظالم.
    وأين أنت من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ قال: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن يستقوا من الماء صعدوا إلى أعلاها ومروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا"
    أقول: أين أنت من هذا الحديث الذي فيه دلالة على نجاة الناهي عن المنكر، الآخذ على يد صاحبه؟!
    إن الهالك في هذه المحنة هو من كان سببًا فيها، وقد قال -تعالى-:
    {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}
    وقال -تعالى- عن ثمود قوم صالح الذين أرادوا تبييته وأهله وإهلاكهم:
    {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}
    أما أهل السنة فهم في عافية -ولله الحمد- ما داموا ناهين عن المنكر.
    فالمخرج من هذه الفتنة وغيرها ليس ما اقترحه هو، وإنما هو بالاعتصام بالكتاب والسنة، وسلوك سبيل المؤمنين، ونبذ الفُرقة والاختلاف، وحَمْلُ أهل الحل والعقد من أولياء الأمور العدول، والعلماء العدول، والخبراء العدول، حملُهم للناس على الدينونة بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وأمرهم إياهم بالمعروف، ونهيهم إياهم عن المنكر، وأمر المبطل بالتوبة من باطله والرجوع عنه، إلى غير ذلك مما يوجبه دين الإسلام، فإن أخذ الناس بهذا المخرج فهذا ما نرجوه ونحمده لهم، وإلا، فعلى نفسها براقش تجني، ولسنا حينئذٍ مفوضين في دين الله -تعالى- بحيث نركض ونسعى لنبحث للناس عن مخرج لم ينزل الله به سلطانًا، ومن لم يكن له في الكتاب والسنة مخرج فلا جعل الله مخرجًا، أما مخرجك هذا فقد يتمشى مع السياسة العصرية، وأما أن يتمشى مع شرع الله فلا وألف لا، والسلام على من اتبع الهدى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليمًا .


    وكتب:


    أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري


    أبو عبد الله



    في ليلة الاثنين، الموافق الخامس والعشرين، من


    شهر ربيع الأول، لسنة اثنتين وثلاثين


    وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية،


    على صاحبها الصلاة


    والسلام.

  • #2
    جزى الله خيرا الشيخ الفاضل أبا بكر على بيانه ونصحه وتحذيره من هذا المنحرف

    وهكذا أهل السنة مهما كثرت الفتن فإنهم لا يتركون أهل البدع والأهواء

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرًا

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيكم على ردكم على هؤلاء المهرجين المتشبيعين المغفلين الحمقى

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة خالد بن محمد الغرباني مشاهدة المشاركة
          جزى الله خيرا الشيخ الفاضل أبا بكر على بيانه ونصحه وتحذيره من هذا المنحرف

          وهكذا أهل السنة مهما كثرت الفتن فإنهم لا يتركون أهل البدع والأهواء

          .................................................. ....

          تعليق

          يعمل...
          X