[إلى الذين لم يتصوروا حزبية عبد الرحمن العدني على حقيقتها]
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد:
فإن الله قيض لهذه الأمة رجالا يدعون إلى السنة في كل وقت وحين يفرحون إن علت رايتها، ويحزنون إن رأوا في أهلها تراجعا وفتورا، وينصرونها في وقت كربتها، ويقومون بحقها في وقت غربتها،لم يأبهوا بطعن طاعن، ولا بقول مخذل .
يبذلون جاههم لإخوانهم، وينصحون لأمتهم كتابة وتأليفاً، ودعوة بالقلم واللسان، طمعا في الآخرة الباقية، وتقربا إلى ربهم الذي يعطي العطاء الجزيل، ويعظم الأجر والمثوبة.
فمثل هؤلاء حري بأن يؤسف لفراقهم، وقد كان السلف رحمهم الله يتحسرون على فوات مثل هذا الصنف المبارك لانتفاع الأمة بهم على مر العصور والأزمان .
وهؤلاء هم الذين ينصرون دين الله وما بُعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تأخذهم في الله لومة لائم .
وهؤلاء هم أولى الناس بالصلة والمودة لأنهم عساكر الإيمان وجنود السنة والقرآن وطريقهم هو السبيل الأوحد لنصرة الدين ونجاة الأمة من الضياع والانحدار.
وفي هذا الأيام تتعرض الدعوة السلفية في اليمن لهجمات مغرضة من أهل التحزب والفتن يريدون تشويه سمعة علماء اليمن وإطفاء نور دعوتهم وكانت أخر تلك الهجمات الحزبية الشرسة هجمة عبد الرحمن العدني وأنصاره.
لقد أتى على عبد الرحمن العدني وأنصاره حين من الدهر وهم يغمزون دعوة دماج وما يقومون به من التعليم والتدريس ونشر السنة المطهرة، ويشيعون عنهم الإشاعات الكاذبة ويذيعون الإذاعات المغرضة للتنفير من دعوتهم السلفية الأمينة الصادقة، ويرمونهم بما رماهم أهل التحزب والفتن من أمثال أبي الحسن المصري الذي قامت حملته الظالمة في أول ما قامت على مخاصمة أهل دماج والقدح في شيخها الفاضل، ووصفهم بالأوصاف التي تنفر الناس منهم ومما يقومون به من الدعوة إلى الكتاب والسنة على منهج سلف هذه الأمة .
وهذا هو ما يفعله عبد الرحمن العدني وأعوانه تماما فهو يسير على نفس الأصول التي سلكها أهل التحزب والفرقة كما هو معلوم من أفاعيل أبي الحسن المصري تجاه علماء المنهج السلفي من الغمز الشنيع ورميهم بما ليس فيهم.
وعبد الرحمن وأنصاره يرمون خصومهم بالتشدد وأنهم لا يرتضون علماء المملكة مع تركيزهم الشديد على دماج وخاصة الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري-حفظه الله-وبث الدعايا الكاذبة عنهم والتهييج والتحريض عليهم حتى صار عبد الرحمن العدني ومن معه بهذه الاتهامات أكبر عون لخصوم الدعوة السلفية وأهلها في داخل اليمن وخارجها على نفس الأساليب والمكائد والدسائس التي يستخدمها خصوم الدعوة السلفية في اليمن .
وفعلوا أفاعيل لا تقل عن أفاعيل الحزبيين الذين ناصبوا الدعوة السلفية العداء وجاءوا بالإفك فقلبوا الحقائق عن الدعوة السلفية في اليمن ورموهم بالبهتان الذي رماها به أبو الحسن .
فكان قولهم إفكا قبيحا وكذبا ظاهرا لأن المعروف من حال الدعوة السلفية في اليمن أن مصدرها ومنشأها وانطلاقها من دماج وتعتبر دماج اليوم مكانها وبؤرتها ومرجع جميع مراكز الدعوة السلفية إليها فهم الطائفة التي لا يجوز مفارقتهم .
وهي تستحق من الثناء والنصرة لما هم عليه من المنهج السلفي الواضح الذي تركهم عليه الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله- وهي لم تتبدل ولم تتغير.
وفي هذه المقالة أردت بيان حقيقة حزبية عبد الرحمن العدني وأنصاره بكل وضوح وأبيِّن أساليبه التي لا تصدر إلا ممن تأثر بأساليب أصحاب المناهج الفاسدة ولا يخاصم بمثلها إلا من كان حزبيا.
والواقع أن حملة عبد الرحمن على دماج هي في الحقيقة حملة ظالمة، وتنكر للجميل فبدلا من أن يشكر المعروف الذي أُسدي إليه ويعلي شأن دماج، وأن دماج كان لها الأثر الكبير في نشر السنة بالبلاد اليمنية وفي تعليمه ورفع شأنه إذ لم تكن له قيمة ولم يكن معروفا إلا ما كان من انتسابه لطلبة دماج .
ومنازعته للشيخ يحيى بن علي الحجوري مبنية على انتقاص حق الشيخ الفاضل الهمام يحيى الحجوري وهذه بذاتها إساءة ورد وصية الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي- رحمه الله-فعبد الرحمن العدني وأنصاره من أشباه أبي الحسن المصري وكان المفتونون يرون أنهم أحق من الشيخ يحيى الحجوري ونزاعهم إياه نفخت فيه المآرب الحزبية المقيتة وشجعوهم عليه.
إن منازعة عبد الرحمن العدني مع الشيخ يحيى الحجوري هي في حقيقة الأمر مسألة بين شيخ ارتضاه الشيخ العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله- وطالب علم من طلبة دماج ونتيجة هذا النزاع معروفة محدودة وهي بيد الشيخ يحيى الذي له الحق في مركز دماج.
ولن يستطيع عبد الرحمن العدني الوقوف في وجه الشيخ يحيى لمكانة الشيخ يحيى بن علي الحجوري في دماج ولأن الحق هو مع الشيخ يحيى ولم يكن الشيخ يحيى في محل شبهة كما كانت الشبهة المريبة قائمة في عبد الرحمن العدني .
ولكن الملاحظ أن قضية عبد الرحمن أخذت بعدا كبيرا والسبب في ذلك هو صلتها القوية في الدعم الكبير الذي تقوم به الحزبية والتأثيرات المبذولة من الجهات المعادية للدعوة السلفية.
وقد جرى من قبل في قضية أبي الحسن أن الشيخ العلامة ربيع المدخلي-حفظه الله- فا جاءته شراسة الحملة التي واجهه بها أبو الحسن المصري هذا مع مكانة الشيخ العلامة ربيع بين السلفيين وخصمه المغمور الذي لا يكاد يعرفه أحد خارج اليمن .
وما هناك من سبب في معاداة عبد الرحمن العدني الشيخ يحيى الحجوري إلا أنه قال الحق ونصح له للشبهات التي قامت في عبد الرحمن العدني مثلما كانت الشبهات تحوم حول أبي الحسن المصري والتصرفات التي يقوم بها، وكان لا يقدر على دفع تلك الشبهات عن نفسه .
والشيخ يحيى لم يكن ليتعرض لعبد الرحمن بشيء يكرهه وهو الذي يثني عليه ويقدمه .
ولكن أصر عبد الرحمن على عدم التخلي من الشبهات القائمة به فتبنى مركز عدن وقاموا بالترويج له على الرغم من النصائح التي أسديت .
وما كان من الشيخ يحيى الحجوري إلا أن يفند الأمر وحتى لا يغتر من لا يعرف الشبهات وأنها المعبر الذي يغير منه أعداء السنة أول ما يغيرون .
وكان الواجب على عبد الرحمن العدني احترام دماج وشيخها وفاء بالمعروف وردا للجميل ولكن السبب الذي دفع عبد الرحمن العدني لمعاداة الشيخ يحيى الحجوري هو نفس السبب الذي دفع أبي الحسن المصري لمخاصمة الشيخ يحيى الحجوري.
وهو عدم الاعتراف بوصية الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- هو الذي جعل عبد الرحمن يقوم بثورته الظالمة كما أن عدم اعتراف أبي الحسن بمكانة الشيخ مقبل-رحمه الله- ووصيته للشيخ يحيى الحجوري هو الذي جعله يخاصم الدعوة السلفية.
وهذه هي قضية الحزبيين وكل مفتون يناصب العداء اليوم للشيخ يحيى بن علي الحجوري وهذا هو الحق الذي نعلمه وتؤكده الشواهد فإنه ليس أبغض للحزبية اليوم من الشيخ يحيى فهم الذين يرمونه اليوم من جميع الاتجاهات وفي فتنة أبي الحسن حملوا عليه الحملات العظام وبثوا من حوله الجواسيس وكتبة الملازم ومتصيدي العثرات وهو قائم لا يتزعزع .
ولذلك كانت حملة أبي الحسن المصري في الماضي هي حملة عبد الرحمن في الحاضر وكلها تنصب العداء للحق الذي يقوم به الشيخ الهمام يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله-وهي حملة ضد دماج ومنهجها الذي سار عليه علامة اليمن وباني مجدها ومشيد سلفيتها في ربوع اليمن .
ومن هنا الفت النظر لطالب الحق إلى شيء من الأصول الذي سار عليها عبد الرحمن العدني في مخاصمته لدماج من أجل يقارن الطالب للحق في أصول أبي الحسن الذي حارب بها الدعوة السلفية في اليمن وعلى رأسها دماج وشيخها الفاضل .
1- إن عبد الرحمن العدني اتخذ سبيل أهل التحزب الذين استحقوا الطعن والذم من خلال بثه للفرقة والتحزب والاختلاف في أوساط أهل الحق ومفارقتهم أولاً.
واتخذ أساليب ومكائد ممن اشتهروا ببدعة التحزب وعرفوا بها ثانياً.
وهذا الذي اتخذه عبد الرحمن العدني وأنصاره هو سبب الهلاك الذي نبه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:((...فإنما أهلك من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ))متفق عليه من حديث أبي هريرة .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين أسباب الهلاك بشيئين اثنين:
أحدهما:التفرق والاختلاف الذي دل على تحريمه الكتاب والسنة ؛فإن الله سبحانه وتعالى ذم التفرق والتحزب والاختلاف ونهى عنه نهياً شديداً ، وتوعد عليه بالعقاب والخسران فقال الله تعالى:{إن الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعاًَ لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون}[سورة الأنعام: 159].
ثانيها:الاعتبار بمن كان قبلنا من أهل الزيغ والضلال والحذر من مشابهتهم واتخاذ طرقهم وأساليبهم وهذا ما يفعله عبد الرحمن العدني وأنصاره اليوم فاتخذوا طرق وأساليب ومكائد ممن سبقهم من أهل التحزب والضلال سبيلا في محاربة أهل الدعوة السلفية في اليمن والتلصص بجمع المال باسم الدعوة وكأنهم هم القائمون بها والموكلون عليها وهم لا يجمعون إلا لأنفسهم ولمخابئهم كما كان يفعل ذلك من سبقهم من أهل الأصول الفاسدة والتحزب.
وقد رأينا فيهم العلامة البارزة للحزبيين من خلال سعيهم الحثيث والجري والهرولة لتجميع المال باسم الدعوة السلفية لأن منافذ صب المال فتحت لعبد الرحمن العدني ومن معه بسبب مخاصمتهم لدعوة دماج كما فتح لمن قبلهم ممن خاصم الدعوة في البلاد اليمنية وظهر عليهم الغنى .
ومن المقرر عند أهل العلم أن الطرق والأساليب المحدثة لا تذم لمجرد الاسم بل لما فيها من معنى مخالفة السنة وما فيها من اللوازم والآثار الداعية إلى الضلال .
والإسلام لا يأبا أن نقتبس النافع وأن نأخذ الحكمة وأن تسير الدعوة على أحسن حال وأكمل طريق، ولكن يأبا كل الإباء أن نتشبه بما ليس من دين الله على شيء ونتخذ طرق وأساليب أهل الزيغ والانحراف والضلال ونكون مخادعين نعمل أعمال أهل الباطل وننتسب إلى أهل الحق.
ومن هنا كانت أظهر صفة لأهل الحق أنك إذا أردت أن تنسبهم وتعرف سبيلهم فليس لهم اسم ولا طريقة ينتسبون إليها سوء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الطرق والأساليب المخالفة كلها .
ومع هذا الجلاء الواضح النقي الذي عليه أهل الدعوة السلفية بدار الحديث في دماج فإن الخصوم قد استطاعوا أن يخدعوا الكثير من عقال المسلمين وأن يضعوا ستارا كثيفا أمام أعين الغير بتصوير الحق نفسه تصويراً يصد به كل من أراد اعتناقه .
وأعانهم على هذه الخديعة جهل الكثير بأساليب الحزبية وطرقها الماكرة في محاربة الحق وأهله فاستراح كثير إلى هذا التصوير الذي يصور الحق بصورة الباطل والباطل بصورة الحق واطمأنوا إليه وطال عليهم في ذلك الأمد حتى صار من العسير أن يفهم أحد منهم ما عليه هؤلاء من التحزب والفرقة والكيد لأهل الحق .
2- مما اتخذه عبد الرحمن العدني وأنصاره طريقا وسبيلا أن مخاصمتهم قائمة على الأساليب الحزبية القائمة على الكذب والتلبيس وعدم الالتزام بالحق والصدق قولاً وفعلاً كحال أبي الحسن المصري الذي كان يلبس لباس السلفية ويتظاهر بالدعوة إليها ليغدر بها ويمكر بأهلها فاستطاع بهذه المكايد والأساليب الماكرة أن يجتال الكثير.
وهذه طرق وأفاعيل عبد الرحمن العدني وأنصاره التي شاعت عنهم وعرفها الداني لقد سعوا مرارا وتكرارا أن يوغروا صدور علماء نجد والحجاز في الشيخ يحيى الحجوري، ويحرشوا بينهم بحيلهم الشيطانية بالتسجيل المزيف مرة، وتارة بالتحريش والدعايات الكاذبة والاتهامات الباطلة بشتى الأساليب ومختلف الطرق ومنها الكذب والخيانة والبتر لجر كثير من علماء المملكة العربية السعودية للارتماء في هوة الخصومة مع أهل دماج وشيخها الفاضل ومن ثم تكون المصادمة للدعوة السلفية في اليمن.
فكم رددوا من شعارات الفرقة وقالوا من عبارات الفتنة فهم يسعون سعياً حثيثاً منذ زمن يتدرجون في تحقيق هذه الغاية في إشاعة الفرقة والفتنة ليطعنوا في دماج وينتقصوا من شيخها الفاضل ويفتحوا الغارات عليهم وتصويب أنظار الحاقدين ، وهذه طرق وأفاعيل أهل الباطل والفتن من أمثال أبي الحسن المصري .
والمنهج السلفي يصان عن هذه الأساليب الممقوتة فشرف الإسلام أقدس شرف عرفه التاريخ فلم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته أنهم أجازوا الغدر والخيانة والكيد وإشعال الفتن الذي يفعله أهل التحزب اليوم مع أهل الدعوة السلفية بل هذه الأفاعيل قائمة على السياسة الظالمة الفاجرة.
3- مما اتخذه عبد الرحمن العدني وأنصاره طريقا وسبيلا أنهم يجعلون الكثرة هي الحق الذي جاء الأمر بلزومها، ومن ثم يسعون إلى إسقاط الحق الذي قال به خصومهم وتمزيق أهله.
وهذا ما يفعله عبد الرحمن العدني وأعوانه تماما فهو يصور الحق بصورة الكثرة .
ولذلك ذهب يجمع الناس والمشائخ ويستدرجهم ليكونوا عونا له على باطله ليرمي أهل الحق الذين نصحوه لله تعالى بأنهم أهل فرقة على طريقة أبي الحسن المصري وأشباهه .
لذلك كان صنيعهم البحث على من يؤثرون فيه ليجمعوا أكبر عدد من الأصوات ليتكتلوا ضد دماج وشيخها الفاضل، ويستمروا على باطلهم ومغالطته والتمزيق لكل صاحب حق .
وهذا على خلاف ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقد كانوا قلة قليلة يتخطفهم الناس وكانوا هم أهل الحق قال الله تعالى:{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[الأنفال:26]
قال أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوادث" حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة ،فإن المراد بها لزوم الحق وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرا ؛لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم....
وقال ميمون بن مهران :قال ابن مسعود رضي الله عنه :الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك .
وقال نعيم بن حماد :إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ ذكره البيهقي وغيره .
وقال ابن القيم في كتابه"أعلام الموقعين ":واعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، وقد شذ الناس كلهم زمن الإمام أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة وكان الفقهاء والمفتون والخليفة واتباعه هم الشاذين، وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة، ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للحليفة :يا أمير المؤمنين
تكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل ، وأحمد وحده على الحق فلم
يتسع علمه لذلك ،فأخذ بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل ،فلا إله إلا الله ما أشبه الليلة بالبارحة وهي السبيل المهيع لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم ،مضى عليها سلفهم وينتظرها خلفهم:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}[الأحزاب:23]ولا حول ولا قوة إلا بالله .انتهى بتصرف نقلا من كتاب التنبيهات السنية على شرح العقيدة الواسطية"صـ19-20" للشيخ عبد العزيز الرشيد .
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد:
فإن الله قيض لهذه الأمة رجالا يدعون إلى السنة في كل وقت وحين يفرحون إن علت رايتها، ويحزنون إن رأوا في أهلها تراجعا وفتورا، وينصرونها في وقت كربتها، ويقومون بحقها في وقت غربتها،لم يأبهوا بطعن طاعن، ولا بقول مخذل .
يبذلون جاههم لإخوانهم، وينصحون لأمتهم كتابة وتأليفاً، ودعوة بالقلم واللسان، طمعا في الآخرة الباقية، وتقربا إلى ربهم الذي يعطي العطاء الجزيل، ويعظم الأجر والمثوبة.
فمثل هؤلاء حري بأن يؤسف لفراقهم، وقد كان السلف رحمهم الله يتحسرون على فوات مثل هذا الصنف المبارك لانتفاع الأمة بهم على مر العصور والأزمان .
وهؤلاء هم الذين ينصرون دين الله وما بُعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تأخذهم في الله لومة لائم .
وهؤلاء هم أولى الناس بالصلة والمودة لأنهم عساكر الإيمان وجنود السنة والقرآن وطريقهم هو السبيل الأوحد لنصرة الدين ونجاة الأمة من الضياع والانحدار.
وفي هذا الأيام تتعرض الدعوة السلفية في اليمن لهجمات مغرضة من أهل التحزب والفتن يريدون تشويه سمعة علماء اليمن وإطفاء نور دعوتهم وكانت أخر تلك الهجمات الحزبية الشرسة هجمة عبد الرحمن العدني وأنصاره.
لقد أتى على عبد الرحمن العدني وأنصاره حين من الدهر وهم يغمزون دعوة دماج وما يقومون به من التعليم والتدريس ونشر السنة المطهرة، ويشيعون عنهم الإشاعات الكاذبة ويذيعون الإذاعات المغرضة للتنفير من دعوتهم السلفية الأمينة الصادقة، ويرمونهم بما رماهم أهل التحزب والفتن من أمثال أبي الحسن المصري الذي قامت حملته الظالمة في أول ما قامت على مخاصمة أهل دماج والقدح في شيخها الفاضل، ووصفهم بالأوصاف التي تنفر الناس منهم ومما يقومون به من الدعوة إلى الكتاب والسنة على منهج سلف هذه الأمة .
وهذا هو ما يفعله عبد الرحمن العدني وأعوانه تماما فهو يسير على نفس الأصول التي سلكها أهل التحزب والفرقة كما هو معلوم من أفاعيل أبي الحسن المصري تجاه علماء المنهج السلفي من الغمز الشنيع ورميهم بما ليس فيهم.
وعبد الرحمن وأنصاره يرمون خصومهم بالتشدد وأنهم لا يرتضون علماء المملكة مع تركيزهم الشديد على دماج وخاصة الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري-حفظه الله-وبث الدعايا الكاذبة عنهم والتهييج والتحريض عليهم حتى صار عبد الرحمن العدني ومن معه بهذه الاتهامات أكبر عون لخصوم الدعوة السلفية وأهلها في داخل اليمن وخارجها على نفس الأساليب والمكائد والدسائس التي يستخدمها خصوم الدعوة السلفية في اليمن .
وفعلوا أفاعيل لا تقل عن أفاعيل الحزبيين الذين ناصبوا الدعوة السلفية العداء وجاءوا بالإفك فقلبوا الحقائق عن الدعوة السلفية في اليمن ورموهم بالبهتان الذي رماها به أبو الحسن .
فكان قولهم إفكا قبيحا وكذبا ظاهرا لأن المعروف من حال الدعوة السلفية في اليمن أن مصدرها ومنشأها وانطلاقها من دماج وتعتبر دماج اليوم مكانها وبؤرتها ومرجع جميع مراكز الدعوة السلفية إليها فهم الطائفة التي لا يجوز مفارقتهم .
وهي تستحق من الثناء والنصرة لما هم عليه من المنهج السلفي الواضح الذي تركهم عليه الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله- وهي لم تتبدل ولم تتغير.
وفي هذه المقالة أردت بيان حقيقة حزبية عبد الرحمن العدني وأنصاره بكل وضوح وأبيِّن أساليبه التي لا تصدر إلا ممن تأثر بأساليب أصحاب المناهج الفاسدة ولا يخاصم بمثلها إلا من كان حزبيا.
والواقع أن حملة عبد الرحمن على دماج هي في الحقيقة حملة ظالمة، وتنكر للجميل فبدلا من أن يشكر المعروف الذي أُسدي إليه ويعلي شأن دماج، وأن دماج كان لها الأثر الكبير في نشر السنة بالبلاد اليمنية وفي تعليمه ورفع شأنه إذ لم تكن له قيمة ولم يكن معروفا إلا ما كان من انتسابه لطلبة دماج .
ومنازعته للشيخ يحيى بن علي الحجوري مبنية على انتقاص حق الشيخ الفاضل الهمام يحيى الحجوري وهذه بذاتها إساءة ورد وصية الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي- رحمه الله-فعبد الرحمن العدني وأنصاره من أشباه أبي الحسن المصري وكان المفتونون يرون أنهم أحق من الشيخ يحيى الحجوري ونزاعهم إياه نفخت فيه المآرب الحزبية المقيتة وشجعوهم عليه.
إن منازعة عبد الرحمن العدني مع الشيخ يحيى الحجوري هي في حقيقة الأمر مسألة بين شيخ ارتضاه الشيخ العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله- وطالب علم من طلبة دماج ونتيجة هذا النزاع معروفة محدودة وهي بيد الشيخ يحيى الذي له الحق في مركز دماج.
ولن يستطيع عبد الرحمن العدني الوقوف في وجه الشيخ يحيى لمكانة الشيخ يحيى بن علي الحجوري في دماج ولأن الحق هو مع الشيخ يحيى ولم يكن الشيخ يحيى في محل شبهة كما كانت الشبهة المريبة قائمة في عبد الرحمن العدني .
ولكن الملاحظ أن قضية عبد الرحمن أخذت بعدا كبيرا والسبب في ذلك هو صلتها القوية في الدعم الكبير الذي تقوم به الحزبية والتأثيرات المبذولة من الجهات المعادية للدعوة السلفية.
وقد جرى من قبل في قضية أبي الحسن أن الشيخ العلامة ربيع المدخلي-حفظه الله- فا جاءته شراسة الحملة التي واجهه بها أبو الحسن المصري هذا مع مكانة الشيخ العلامة ربيع بين السلفيين وخصمه المغمور الذي لا يكاد يعرفه أحد خارج اليمن .
وما هناك من سبب في معاداة عبد الرحمن العدني الشيخ يحيى الحجوري إلا أنه قال الحق ونصح له للشبهات التي قامت في عبد الرحمن العدني مثلما كانت الشبهات تحوم حول أبي الحسن المصري والتصرفات التي يقوم بها، وكان لا يقدر على دفع تلك الشبهات عن نفسه .
والشيخ يحيى لم يكن ليتعرض لعبد الرحمن بشيء يكرهه وهو الذي يثني عليه ويقدمه .
ولكن أصر عبد الرحمن على عدم التخلي من الشبهات القائمة به فتبنى مركز عدن وقاموا بالترويج له على الرغم من النصائح التي أسديت .
وما كان من الشيخ يحيى الحجوري إلا أن يفند الأمر وحتى لا يغتر من لا يعرف الشبهات وأنها المعبر الذي يغير منه أعداء السنة أول ما يغيرون .
وكان الواجب على عبد الرحمن العدني احترام دماج وشيخها وفاء بالمعروف وردا للجميل ولكن السبب الذي دفع عبد الرحمن العدني لمعاداة الشيخ يحيى الحجوري هو نفس السبب الذي دفع أبي الحسن المصري لمخاصمة الشيخ يحيى الحجوري.
وهو عدم الاعتراف بوصية الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- هو الذي جعل عبد الرحمن يقوم بثورته الظالمة كما أن عدم اعتراف أبي الحسن بمكانة الشيخ مقبل-رحمه الله- ووصيته للشيخ يحيى الحجوري هو الذي جعله يخاصم الدعوة السلفية.
وهذه هي قضية الحزبيين وكل مفتون يناصب العداء اليوم للشيخ يحيى بن علي الحجوري وهذا هو الحق الذي نعلمه وتؤكده الشواهد فإنه ليس أبغض للحزبية اليوم من الشيخ يحيى فهم الذين يرمونه اليوم من جميع الاتجاهات وفي فتنة أبي الحسن حملوا عليه الحملات العظام وبثوا من حوله الجواسيس وكتبة الملازم ومتصيدي العثرات وهو قائم لا يتزعزع .
ولذلك كانت حملة أبي الحسن المصري في الماضي هي حملة عبد الرحمن في الحاضر وكلها تنصب العداء للحق الذي يقوم به الشيخ الهمام يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله-وهي حملة ضد دماج ومنهجها الذي سار عليه علامة اليمن وباني مجدها ومشيد سلفيتها في ربوع اليمن .
ومن هنا الفت النظر لطالب الحق إلى شيء من الأصول الذي سار عليها عبد الرحمن العدني في مخاصمته لدماج من أجل يقارن الطالب للحق في أصول أبي الحسن الذي حارب بها الدعوة السلفية في اليمن وعلى رأسها دماج وشيخها الفاضل .
1- إن عبد الرحمن العدني اتخذ سبيل أهل التحزب الذين استحقوا الطعن والذم من خلال بثه للفرقة والتحزب والاختلاف في أوساط أهل الحق ومفارقتهم أولاً.
واتخذ أساليب ومكائد ممن اشتهروا ببدعة التحزب وعرفوا بها ثانياً.
وهذا الذي اتخذه عبد الرحمن العدني وأنصاره هو سبب الهلاك الذي نبه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:((...فإنما أهلك من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ))متفق عليه من حديث أبي هريرة .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين أسباب الهلاك بشيئين اثنين:
أحدهما:التفرق والاختلاف الذي دل على تحريمه الكتاب والسنة ؛فإن الله سبحانه وتعالى ذم التفرق والتحزب والاختلاف ونهى عنه نهياً شديداً ، وتوعد عليه بالعقاب والخسران فقال الله تعالى:{إن الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعاًَ لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون}[سورة الأنعام: 159].
ثانيها:الاعتبار بمن كان قبلنا من أهل الزيغ والضلال والحذر من مشابهتهم واتخاذ طرقهم وأساليبهم وهذا ما يفعله عبد الرحمن العدني وأنصاره اليوم فاتخذوا طرق وأساليب ومكائد ممن سبقهم من أهل التحزب والضلال سبيلا في محاربة أهل الدعوة السلفية في اليمن والتلصص بجمع المال باسم الدعوة وكأنهم هم القائمون بها والموكلون عليها وهم لا يجمعون إلا لأنفسهم ولمخابئهم كما كان يفعل ذلك من سبقهم من أهل الأصول الفاسدة والتحزب.
وقد رأينا فيهم العلامة البارزة للحزبيين من خلال سعيهم الحثيث والجري والهرولة لتجميع المال باسم الدعوة السلفية لأن منافذ صب المال فتحت لعبد الرحمن العدني ومن معه بسبب مخاصمتهم لدعوة دماج كما فتح لمن قبلهم ممن خاصم الدعوة في البلاد اليمنية وظهر عليهم الغنى .
ومن المقرر عند أهل العلم أن الطرق والأساليب المحدثة لا تذم لمجرد الاسم بل لما فيها من معنى مخالفة السنة وما فيها من اللوازم والآثار الداعية إلى الضلال .
والإسلام لا يأبا أن نقتبس النافع وأن نأخذ الحكمة وأن تسير الدعوة على أحسن حال وأكمل طريق، ولكن يأبا كل الإباء أن نتشبه بما ليس من دين الله على شيء ونتخذ طرق وأساليب أهل الزيغ والانحراف والضلال ونكون مخادعين نعمل أعمال أهل الباطل وننتسب إلى أهل الحق.
ومن هنا كانت أظهر صفة لأهل الحق أنك إذا أردت أن تنسبهم وتعرف سبيلهم فليس لهم اسم ولا طريقة ينتسبون إليها سوء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الطرق والأساليب المخالفة كلها .
ومع هذا الجلاء الواضح النقي الذي عليه أهل الدعوة السلفية بدار الحديث في دماج فإن الخصوم قد استطاعوا أن يخدعوا الكثير من عقال المسلمين وأن يضعوا ستارا كثيفا أمام أعين الغير بتصوير الحق نفسه تصويراً يصد به كل من أراد اعتناقه .
وأعانهم على هذه الخديعة جهل الكثير بأساليب الحزبية وطرقها الماكرة في محاربة الحق وأهله فاستراح كثير إلى هذا التصوير الذي يصور الحق بصورة الباطل والباطل بصورة الحق واطمأنوا إليه وطال عليهم في ذلك الأمد حتى صار من العسير أن يفهم أحد منهم ما عليه هؤلاء من التحزب والفرقة والكيد لأهل الحق .
2- مما اتخذه عبد الرحمن العدني وأنصاره طريقا وسبيلا أن مخاصمتهم قائمة على الأساليب الحزبية القائمة على الكذب والتلبيس وعدم الالتزام بالحق والصدق قولاً وفعلاً كحال أبي الحسن المصري الذي كان يلبس لباس السلفية ويتظاهر بالدعوة إليها ليغدر بها ويمكر بأهلها فاستطاع بهذه المكايد والأساليب الماكرة أن يجتال الكثير.
وهذه طرق وأفاعيل عبد الرحمن العدني وأنصاره التي شاعت عنهم وعرفها الداني لقد سعوا مرارا وتكرارا أن يوغروا صدور علماء نجد والحجاز في الشيخ يحيى الحجوري، ويحرشوا بينهم بحيلهم الشيطانية بالتسجيل المزيف مرة، وتارة بالتحريش والدعايات الكاذبة والاتهامات الباطلة بشتى الأساليب ومختلف الطرق ومنها الكذب والخيانة والبتر لجر كثير من علماء المملكة العربية السعودية للارتماء في هوة الخصومة مع أهل دماج وشيخها الفاضل ومن ثم تكون المصادمة للدعوة السلفية في اليمن.
فكم رددوا من شعارات الفرقة وقالوا من عبارات الفتنة فهم يسعون سعياً حثيثاً منذ زمن يتدرجون في تحقيق هذه الغاية في إشاعة الفرقة والفتنة ليطعنوا في دماج وينتقصوا من شيخها الفاضل ويفتحوا الغارات عليهم وتصويب أنظار الحاقدين ، وهذه طرق وأفاعيل أهل الباطل والفتن من أمثال أبي الحسن المصري .
والمنهج السلفي يصان عن هذه الأساليب الممقوتة فشرف الإسلام أقدس شرف عرفه التاريخ فلم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته أنهم أجازوا الغدر والخيانة والكيد وإشعال الفتن الذي يفعله أهل التحزب اليوم مع أهل الدعوة السلفية بل هذه الأفاعيل قائمة على السياسة الظالمة الفاجرة.
3- مما اتخذه عبد الرحمن العدني وأنصاره طريقا وسبيلا أنهم يجعلون الكثرة هي الحق الذي جاء الأمر بلزومها، ومن ثم يسعون إلى إسقاط الحق الذي قال به خصومهم وتمزيق أهله.
وهذا ما يفعله عبد الرحمن العدني وأعوانه تماما فهو يصور الحق بصورة الكثرة .
ولذلك ذهب يجمع الناس والمشائخ ويستدرجهم ليكونوا عونا له على باطله ليرمي أهل الحق الذين نصحوه لله تعالى بأنهم أهل فرقة على طريقة أبي الحسن المصري وأشباهه .
لذلك كان صنيعهم البحث على من يؤثرون فيه ليجمعوا أكبر عدد من الأصوات ليتكتلوا ضد دماج وشيخها الفاضل، ويستمروا على باطلهم ومغالطته والتمزيق لكل صاحب حق .
وهذا على خلاف ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقد كانوا قلة قليلة يتخطفهم الناس وكانوا هم أهل الحق قال الله تعالى:{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[الأنفال:26]
قال أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوادث" حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة ،فإن المراد بها لزوم الحق وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرا ؛لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم....
وقال ميمون بن مهران :قال ابن مسعود رضي الله عنه :الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك .
وقال نعيم بن حماد :إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ ذكره البيهقي وغيره .
وقال ابن القيم في كتابه"أعلام الموقعين ":واعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، وقد شذ الناس كلهم زمن الإمام أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة وكان الفقهاء والمفتون والخليفة واتباعه هم الشاذين، وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة، ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للحليفة :يا أمير المؤمنين
تكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل ، وأحمد وحده على الحق فلم
يتسع علمه لذلك ،فأخذ بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل ،فلا إله إلا الله ما أشبه الليلة بالبارحة وهي السبيل المهيع لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم ،مضى عليها سلفهم وينتظرها خلفهم:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}[الأحزاب:23]ولا حول ولا قوة إلا بالله .انتهى بتصرف نقلا من كتاب التنبيهات السنية على شرح العقيدة الواسطية"صـ19-20" للشيخ عبد العزيز الرشيد .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه :أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
العـدني
كتبه :أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
العـدني
تعليق