قال الحاقد عبيد الجابري (وقد أعماه حقده) في إحدى حملاته المسعورة على خليفة الإمام الوادعي شيخنا يحيى الحجوري -حفظه الله-، حيث حمله ذلك الحقد على الطعن في شعبة بن الحجاج -رحمه الله-، فقال عبيد -هداه الله- :
( ... شعبة -رحمه الله- العلماء ما يقبلون جرحه لأن الرجل، متجاوز مُفْرِط في جرحه ...) اهـ.
انظر هراء عبيد الجابري ضمن مقال للشيخ يحيى -حفظه الله- هنا :
ثم تعالوا بنا لننظر كلاما آخر لعبيد الجابري قبل أن يعميه حقده وبغيه، حيث دافع عن شعبة بن الحجاج -رحمه الله- في موطن آخر:
(يقول السائل: كيف يتم التفريق بين الغلو في
الجرح؟
الجرح؟
الجابري: نعم، الغلو في الجرح- والشدة انتهينا منها- لكن الغلو في الجرح؛ أقول: لا يغلو سني في الجرح أبدا لأن هذا دين يدين الله به، ولكن نحن نسمع ما بين الفينة والفينة، هذه الكلمة تردَّد، فالسني يدين الله سبحانه وتعالى بالجرح، إذ هو عنده دين يدين الله به فيذب به عن السنة وأهلها، كما أن التعديل كذلك دين ولهذا فإن أهل السنة أعني الأئمة الحريصون على ألا يجرحوا أحدا ببدعة فضلا عن كفر، إلا وعندهم من البيّنات ما يشهد لهم، ولكن أهل الأهواء يفسرون هذا غلُوًّا، فمادام الدليل قد قام واضحا على أن فلانا من الناس مبتدع ضال منحرف، فكيف يفسر هذا غلوا؟ وأهل السنة متقرِّر عندهم أنهم لا يبدِّعون أحدا فضلا عن تكفيره حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: «أهل السنة أعرف الناس بالحق وأرحمهم بالخلق». لكن أهل الأهواء لا يقِرُّ لهم قرار ولا تنام لهم جفون، ولا تنشرح لهم صدور ولا تطمئن لهم قلوب بالجرح، لأن أئمة السنة وعلماء السنة وأهل السنة يبغضون أهل البدع، فإذا كُشف لهم عن رجل بأنه مبتدع قَوِيَ البغض في نفوسهم، وقويَ الحذر، فحذروه، وإن كانوا من قبل يحسنون به الظن وهذا لا يرضي أهل الأهواء، نعم قد يكون من بعض أهل السنة شيء من القسوة لِما رأى هو أن الأمر يستدعي القسوة، والآخر وإن كان لا يخالفه في أصل المسألة ولكنه يستعمل أحيانا عبارات لينة، وهذا ليس محل خلاف.
وإذا سلمنا على ما ورد في السؤال من حكاية لِقول بعض أهل الأهواء أن بعض أهل السنة يغلو في الجرح، أقول: مِن قديم وُجد من أهل السنة من هو قوي، من هو قوي وليس غاليًا، هو قوي، حرصا على حماية السنة وشدة في الذبِّ عنها وعن أهلها، وما لامه الآخرون، وما قالوا إنه متبَرِّق وعلى سبيل المثال يقولون: «من وثَّقه شعبة فحسبُك به ومن جرحه… بجرحه»، ولم يتهم شعبة رحمه الله بأنه غالٍ متشدد شدة في غير محلها، ولم أعلم أحدا حتى الساعة، رجلا متمكنا في السنة، خالطت بشاشتها قلبه حذر من شعبة ووشى به عند غيره من أهل السنة نعم)
هذا الجواب من عبيد في شريط (ضوابط التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل) اللقاء الثاني، وهو مفرّغ ومنشور في سحاب هنا قبل أكثر من ثمان سنوات.
فنسأل الله العافية والسلامة، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور.
تعليق