بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
حماقة الحزب الجديد أهلكتهم ودرت بالفوائد على الدعوة السلفية، وكلما زادت الحماقة عند المتحزبة زاد فضحهم ، لا سيما وقد شَيّخُوا لهم قليلا من المجاهيل ، وجعلوهم منبرا للدفاع عن حزبيتهم .والحمق بسكون الميم وضمها قلة العقل وقد حمق من باب ظرف فهو أحمق وحمق أيضا بالكسر حمقا فهو حمق وامرأة حمقاء وقوم ونسوة حمق وحماقى والبقلة الحمقاء الرجلة وأحمقه وجده أحمق وحمقه تحميقا نسبة إلى الحمق وحامقه ساعده على حمقه واستحمقه عده أحمق وتحامق تكلف الحماقة. راجع مختار الصحاح.
قال الراغب :
الجنون عارض يغمر العقل والحمق قلة التنبيه لطريق الحق وكلاهما يكون تارة خلقة وتارة عارضا وقد عظم الحمق بما لم يعظم الجنون .
ونُقل عن عيسى عليه السلام أنه أتي بأحمق ليداويه فقال :
أعيتني مداواة الأحمق ولم تعيني مداواة الأكمه والأبرص .
والفرق بينه وبين الجنون :أن المجنون غرضه الذي يريده ويقصده فاسد أو يكون سلوكه إلى غرضه صوابا والأحمق يكون غرضه الذي يريده صحيحا وسلوكه إليه خطأ
ومحصول الخبر أن الأحمق ينبغي تجنبه وأن تفر منه فرارك من الأسد لأن الطباع سراقة وقد يسرق طبعك منه ومن ثم قيل :
فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا *** إن الصديق على الصديق مصدق
ولأن يعادي عاقلا خــــيرا له *** من أن يكون له صديق أحمق
ولأن يعادي عاقلا خــــيرا له *** من أن يكون له صديق أحمق
وقال وهب : الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه ، وإذا سكت فضحه عيه ، وإذا عمل أفسد ، وإذا ترك أضاع ، لا علمه يعينه ، ولا علم غيره ينفعه ، تود أمه أنها ثكلته ، وتود امرأته أنها عدمته ، ويتمنى جاره منه الوحدة ، ويأخذ جليسه منه الوحشة .
وقيل للفرزدق - وهو صبي - : أيسرك أنك لك مائة ألف وأنك أحمق قال لا لئلا يجني علي حمقي جناية فتذهب بمالي ويبقى حمقي علي .
وقال الماوردي : الأحمق ضال مضل ، إن أونس تكبر ، وإن أوحش تكدر ، وإن استنطق تخلف ، وإن ترك تكلف ، مجالسته مهنة ، ومعاتبته محنة ، ومجاورته تغر ، وموالاته تضر ، ومقارنته غم ، ومفارقته شفاء ، يسيء إلى غيره وهو يظن أنه قد أحسن إليه فيطالبه بالشكر، ويحسن إليه غيره فيظن أنه قد أساء إليه فيرميه بالوزر ، فمساويه لا تنقضي ، وعيوبه لا تتناهى ، ولا يقف النظر منها على غاية إلا لوحت بما وراءها بما هو أدنى منها وأردى وأمر وأدهى .
ومن أمثالهم : الأحمق لا يجد لذة الحكمة كما لا يتنفع بالورد صاحب الزكمة.
وقال الحسن بن علي : إن أحمق الحمق الفجور .
وكان يوسف بن الحسين يقول : إذا أردت أن تعرف العاقل من الأحمق فحدثه بالمحال إن قبل فاعلم أنه أحمق.
وقال أياس بن معاوية :
كل من لم يعرف عيبه فهو أحمق قيل له يا أبا واثلة فما عيبك قال كثرة الكلام.
وقال الأعمش : جواب الأحمق السكوت عنه .
وقال الأحنف بن قيس ثلاثة : لا ينتصفون من ثلاثة حليم من أحمق وبر من فاجر وشريف من دنيء.
وقال أبو جعفر محمد بن علي : لا تصحبن أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
وروى أبو نعيم في ترجمة الشافعي رحمة الله عليه أنه قال :
التصوف مبني على الكسل ولو تصوف رجل أول النهار لم يأت الظهر إلا وهو أحمق .
وعن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أنه قال له ابنه أبو اسحاق : إن بلغك أن رجلا مات فصدق وان بلغك أن فقيرا
أفاد مالا فصدق وان بلغك أن أحمق أفاد عقلا فلا تصدق.
وقيل لأحدهم : أيّ المؤمنين أحمق؟ قال : رجل انحط فى هوى أخيه وهو ظالم فباع آخرته بدنيا غيره.
وقال آخر : فمن أحمق الخلق. قال: رجل اغتاظ في هوى أخيه وهو ظالم له فباع أخرته بدنياه.
وقال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: أخبروني بأحمق الناس؟ قالوا : رجل باع آخرته بدنياه، فقال عمر: ألا أنبئكم بأحمق منه؟ قالوا: بلى، قال: رجل باع آخرته بدنيا غيره.
وسئل إبراهيم بن أدهم : لم لا تتكلم؟ .
فقال: الكلام يظهر حمق الأحمق، وعقل العاقل.
قال بشر بن الحارث : النظر إلى الأحمق سخنة عين.
وقال بعضهم : لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك.
وقال محمد بن الاشعث : إن لكل شئ دولة حتى أن للحمق في العلم دولة.
وقال أبو بكر الصديق : وأحمق الحمق الفجور
وقال ذو النون المصري : الأحمق يغدو ويروح في لا شيء .
وقال ابن القرية : الأحمق : إن تكلم عجل ، وإن حدث ذهل ، وإن حمل على القبيح فعل .
وقال يوسف بن الحسين : إذا أردت أن تعرف العاقل من الأحمق فحدثه بالمحال ، فإن قبل فاعلم أنه أحمق .
وقال الأعمش : جواب الأحمق السكوت عنه .
وقال الأحنف بن قيس : ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة : حليم من أحمق ، وبر من فاجر ، وشريف من دنيء .
فعلا هذا حزب الحمقى ، فكل يوم يظهر حمقهم يعود الكثير، ويستيقظ الكثير، وينتبه الكثير، وهذا من فضل الله :
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]
وقال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ .
قال الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – في كتابه القيم تحذير الساجد: صحيح على شرط مسلم.
والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحيه وسلم تسليما مزيدا.
تعليق