تويت
نظرات في التهم المنسوبة إلى فضيلة الشيخ سليم الهلالي
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أمّا بعد:
وفي هذه الأزمان المتأخرة: اتهموا الإمام ابن باز بالعمالة للكفار والتأكل من السلاطين ، واتهموا الإمام الألباني بالعمالة لليهود وخدمة مصالحهم في فلسطين ، واتهموا الإمام الوادعي بالتكفير والخروج على الحكام وتحريم الأكل بالملاعق !! واتهموا الشيخ ربيع المدخلي بنحو ثلاثين كذبة وادعوا عليها الدليل !! واتهموا الشيخ يحيى الحجوري بالحسد والكذب وتحريم أكل الخيار الأخضر !! وكلّ هذا لإفلاسهم عن العلم والصدق ، والأدلة والبراهين ، لكنّ الله عزّ وجل قد ضمن النصرة لعباده المؤمنين ﴿إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾ ولئن ظهر أهل البدع فترة بالسيف والسلطان ، فلن يظهروا على أهل السنة أبدا بالحجة والبرهان.
ولمّا ظهر الانحراف المنهجي على علي الحلبي وأعوانه من أهل الشام: كان فضيلة الشيخ سليم الهلالي لهم بالمرصاد ، فناصحهم وبيّن لهم ، وأدّبهم وزجرهم ، وصبر عليهم وعلى كيدهم ، فلمّا رأوا ضرره عليهم وعلى منهجهم: افتروا عليه من الكذب والأباطيل من جنس ما فعل أسلافهم بالأئمة السابقين ، فادعوا عليه أنّه سرق أموالهم ، وأخذ الدور والأراضي ، وأنّه كذب وحلف اليمين الغموس ، بل وله تعلّق بالنساء !!! بل وسعوا بسفك دمه عند السلطان ، فزعموا أنّه يريد لنفسه تنظيما سرّيا سلفيا عالميا !! على طريقة الماسونية العالمية !! وسعوا في نشر هذه الأباطيل السعي الحثيث دون حجج ولا براهين.
وقد نظرت في هذه التهم ، فرأيت مدارها على طرفين:
المدعو أسامة عطايا الكذاب الذي يكتب في البيضاء.
وموقع (الكل سلفيون) بإشراف علي الحلبي ، الذين كتبوا في موقعهم مقالا عنوانه (الصندوق الأسود) بمعرف يكتب به أكثر من شخص ، وقد زكاهم أبو هنيّة -نائب المشرف العام- بلفظ الإفراد قائلا: ((وأنت المعروف معرفة جيدة بثقتك وأمانتك لدى الإدارة))أهـ
وقد قارنت بين كلام هؤلاء وذاك ، فجدت كلامهم طافحا بالتناقضات ، سواء في نفسه أومقارنة بقرينه ، ودونك -أيها السلفي- بيان لتناقضاتهم الفاضحة ، في دعاويهم الطالحة ، ليتبيّن لك كذبهم ودجلهم ، فـ(التناقض أول مقامات الفساد) و (لا أدل على الكذب من التناقض) .
قال أسامة عطايا في ردّه الهزيل على شريط "الأجوبة الهلالية" ما نصّه: ((وافق بعدها بمدة زيارة محمد موسى نصر لجمعية إحياء التراث وطلب منهم الدعم!! فأخبرهطارق العيسى أو أحد موظفيه أنه بعث إليهم دعماً ضخماً فأنكر ذلك محمد موسى وجنجنونه!!)) أهـ
فأسامة يزعم أنّ محمد نصر هو الذي طلب الدّعم من الجمعيّة ، أمّا (الكلّ) فقالوا في "الصندوق الأسود": ((ذهب فضيلة الشيخ المقرئ محمد بن موسىآل نصر -وفقه الله- إلى الكويتمشاركاً فيإحدى الدورات التي تُعقد هناك، فقدَّر اللهُ أن بعض مَن يعمل في (جمعية إحياءالتراث) سأل فضيلته عنالدَّعم الذي تقدمه الجمعية لـ(مركز الإمام الألباني…
فتعجب الشيخ نصر -وهو نائب مدير المركز- قائلاً: (أي دعم، لا أعلم شيئاً عنذلك!).))أهـ
فهل محمد نصر هو الذي طلب الدعم ؟؟! أو أنّ الجمعيّة هي التي سألته عن الدّعم ؟؟! وإذا سألوه -هم- فكيف ستكون صيغة السؤال يا ترى ؟؟! (ماذا تفعلون بما نرسل إليكم؟؟!) أم ماذا !! وهل ذهب لزيارة الجمعية كما زعم أسامة ، أو ذهب للمشاركة في بعض الدورات كما زعم أصحاب (الصندوق) ؟!! فهذا التناقض الأوّل.
وقال أسامة عطايا: (واجتمع أعضاء المركز به وهو ينكر ويكذب ويزعم أنه لم تصله هللة من إحياءالتراث!!فأبلغوا طارق العيسى بذلك . . فاتصل طارق العيسى بسليمالهلالي وهدده إذا لم يرجع المبلغ أن يكاتب الخارجية الكويتية فتخاطب الديوانالملكي الأردني لاسترداد المال! فخنع سليم ورد لهم المال واعترف أمام أصحابهبفعلته!!)أهـ
قلت: يزعم عطايا أنّ الشيخ -حفظه الله- قد اعترف بسرقته !! -حاشاه- بمجرّد اتصال من العيسى -هذا- أمّا (قصّة الاعتراف) التي رواه (الكلّ) في (صندوقهم) فمغايرة تماما لما رواه عطايا ، حيث قالوا: ((ثم سافر الهلالي للكويت لـ(يقلععيني) رئيس الجمعية -كما زعم!- ولكن حصل العكس -ولله الحمد-، فاعترف أمام رئيسالجمعية بجميع اختلاساته المالية، والتي تُقدر بـ(تسعون ألفاً وتسع مئة وثلاثوخمسون ديناراً وعشرة فلوس!!))أهـ
ففي كلامهم أنّه سافر إلى الكويت واعترف هناك !! وفي كلام عطايا أنّه لم يسافر بل اتصل به العيسى فاعترف له !! وهذا التناقض الثاني.
ثمّ تتفق الروايات على أنّه -حفظه الله- قد اعترف تحت التهديد ، حيث قالوا في "الصندوق": ((واعتراف الهلالي ليس بالأمر السهل؛ولكنه هُدد بإيصال أمره للجهات العليا في الأردن، أو برفع أمره للمحكمة))أهـ
وهذه كذبة مفضوحة ، ويدلّ على هذا أنّهم يزعمون بأن الشيخ -حفظه الله- كان يستلم هذه الأموال على حسابه الخاص ، قال عطايا عن الشيخ سليم الهلالي -حفظه الله-: ((كان عنده حسابان: حساب يطلع عليه المحاسب وحساب آخر خاص به، وكلاهما باسمه لأن مركزالإمام الألباني باسمه كما هو معلوم))أهـ وقال (الكلّ): ((وكانت الأموال تحوَّل على حساب (سري للغاية!)، خاص باسم (سليم الهلالي) ، بَدَل أنتُحوَّل على حساب المركز المعهود، والذي هو باسمَي (محمد نصر وسليم الهلالي)، لأنحساب المركز لا يصرف منه شيء إلا بإمضاء (محمد نصروسليم الهلالي)، أما الحساب (السري!) فهو حساب شخصي لـ(سليم الهلالي) يُصرف بإمضائه -فقط-.))أهـ
قلت: لو كان الشيخ سليم الهلالي -حفظه الله- قد استلم مالا على حسابه الشخصي: لما استطاع أحدٌ أن يهدّده برفع أمر للسلطات ، لأنّه قد استلم المال بطريقة قانونية ، فلا يمكن للقانون الوضعي مقاضاته أبدا ، فإن دخول المال كان قانونيا أودعه مستعمل في حساب جارٍ بكامل إرادته واختياره !! فكيف يزعمون أنّهم هدّدوه برفع أمره إلى السلطات !!
ثمّ لاحظ أنّه -حفظه الله- أردني ، والجمعية كويتية ، فهل للكويت سلطة على الأراضي الأردنية لتعتقل فيها وتحاكم ؟!! ولو فرضنا أنّهم اعتقلوه وحاكموه فما هي التهمة ؟!! هل سيتهم باستلام أموال بطريقة قانونية لا غبار عليها عند أصحاب القوانين الوضعيّة ؟!!
فظهر بهذا كذبهم ودجلهم -والحمد لله- ثمّ تأمّل قول عطايا: ((وكلاهما [أي: الحسابان] باسمه لأن مركزالإمام الألباني باسمه كما هو معلوم))أهـ؛ وقارنه بقولهم في "الصندوق": ((حساب المركز المعهود، والذي هو باسمَي (محمد نصر وسليم الهلالي).)) أهـ؛ يظهر لك التناقض الثالث.
وقال عطايا: ((فبحثوا عنه فرأوا سيارته أمام مطعم الهنيني فدخلوا عليه المطعم (كفشوه) وطلبوا منهأن يوقع الورقة فوقعها !!!!)) أهـ؛ ما أسهل هذه الرواية وما أقصرها ، وما أطول رواية (الكلّ) وما أصعبها ، قالوا في "الصندوق": ((فوجدوه سائباً عند الإشارة الضوئية قرب مستشفى الأمير حمزة، ولم ينتبه لهم،فتابعوه حتى وصل عند مطعم (الهنيني) ودخل فيه، وهو قريب جداً مِن بيت الهلالي فيمنطقة طارق(!) فانتظروه وما خرج، فصعد إليه هشام العارف ومعه آخر، فوجداه يأكل (الدجاج)، ويشرب (الكوكتيل)، فبادره أحدهم قائلاً: (شيخ ويكذب)! فلم يحرك ساكناً،وكعادته يسود وجهه في مِثْلِ هذه المواقف المخزية (!)
فأخذوه إلى بيته، ورفض أن يمضِعلى الورقة، و(جرى على سننه المعروف في حدة الخُلق والشراسة، وغير ذلك مما يشاهدهالحاضرون)؛ ففتح الباب وأشار إلى فضيلة الشيخ خالد العنبري بيده أن يخرج من بيته،فزجره المشايخ، وكانوا جميعاً على موقف واحد، وكان أشدهم عليه فضيلة الشيخ حسينالعوايشة –جزاه الله خيراً-، وهددوه إذا لم يمض على الورقة فسوف يكتبون فيه بياناًوينشرونه في (الإنترنت) بالإجماع، فاختارفيهذه (المرحلة) الستر على نفسه))أهـ
فانظر -رعاك الله- إلى هذه التناقضات:
(الكلّ) يزعمون أنّهم وجدوه عند الإشارة الضوئية ، و (عطايا) يزعم أنّهم وجدوه في المطعم!! وهذا التناقض الرابع.
(الكلّ) يزعمون أنّه وقّع الورقة في البيت ، و(عطايا) يزعم أنّه وقّعها في المطعم!! وهذا الخامس.
(الكلّ) يزعمون أنّه وقع بعد التهديد ، وعطايا يزعم أنّه وقع مباشرة لما طلبوا منه التوقيع!! وهذا السادس.
لمّا لم يجد الحلبي وأعوانه ملاذا و لا معاذا ، ولم يستطيعوا التخلص من هذا العالم السلفي الذي وقف حجر عثرة في طريقهم ، تحصنوا بحصن الكذب والزور ، وأعانهم عليه قوم آخرون ، فكيف يريدوننا أن نصدّقهم في الشيخ سليم الهلالي -حفظه الله- وهو سلفي وهم مبتدعة ؟!! فتصديقه فيهم أولى من تصديقهم فيه.
وكيف نصدّق (عطايا) وقد أوفدت الدولة لجنة تحقيق إلى المركز فلم تجد أي اختلاس ، مع ما هو معروف عن مثل هذه اللّجنات من التساهل في قبول الأخبار والشهادات ، وقد كان أعضاء المركز وأصحاب الحادثة حاضرين معها ، ولم يستطيعوا إقناعها بوجود الاختلاس ، فكيف نصدّق (عطايا) وهو بعيد عن الوقائع ، ولسنا على تساهل تلك اللّجنة في قبول الشهادات ؟؟! وكيف إذا كان (عطايا) ساقط العدالة بما يعرفه طلاب العلم ، وكذبه وكتمه للشهادة معروف مشهور ، وتكذيب الشيخ محمد المدخلي له منشور في كثير من الشبكات ؟!! وكيف نصدّق (أصحاب الصندوق) وهم يكتبون باسم مستعار ، وتزكية (أبي هنية) لهم لا تسمن ولا تغني من جوع؟!! ولن نغترّ أبدًا بما نشره البعض من وثائق لا تدل على شيء ، فغاية ما في تلك الوثائق أنّها مراسلات من وإلى الشيخ -حفظه الله- لا تدل -بالضرورة- على صدق كاتبها فيما يزعم ، ولا على التفسيرات التي لفّت حولها ، هذا لو كانت أصليّة!! وإلاّ فما أسهل تزويرها.
فلن نصدّق (عطايا) وأسياده فيما يدّعون ، ولن نصدّق الحلبي في زعمه أنّه لا يحبّ الكلام في هذا الموضوع حتى لا يضحك النّاس عليه !! وأنّ زوجه وأولاده لا يعلمون شيئا هذا الأمر!! مع أنّ كلّ هذه التهم خرجت من موقعه (الكلّ سلفيون) بل هو نفسه يهجو الشيخ حفظه الله من أندونيسيا !! لكنّ الله ناصر عبده ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾
هذا مقالي الأوّل في الدفاع عن فضيلة الشيخ المحدث أبي أسامة سليم الهلالي -حفظه الله- وسيأتي بعده -إن شاء الله- الكثير الكثير ، بما يشفي العليل ، ويروي الغليل ، ويفضح الدخيل ، ويقطع قول كلّ مفترٍ ضليل ، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ، والله أعلم.
كتبه:
أبو العباس ياسر بن مسعود الجيجلي
تعليق