هل الشيخ ربيع عند الدكتور عبد الله البخاري معصوم ؟!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر أمري واحلل عقدة من لساني
قال الدكتور عبدالله البخاري في افترائه على أهل السنة : ((من لم يبال بكلام الشيخ فلا تبالوا به)) _يعني بالشيخ الشيخ ربيع - .بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر أمري واحلل عقدة من لساني
وكررها قائلا :
((من لم يبال بكلام الشيخ لا تبالوا به ولا كرامة خذوها مني من لم يأخذ بنصيحة الشيخ ولم يبال به لا تبالون به ولاكرامة فهمت؟؟؟؟)) .
هكذا تقيأ الدكتور خريج !! الجامعة الإسلامية ، وكأنه لم يقرأ ويتأمل الحرب الدائرة التي شنها فالح الحربي للدعوة إلى تقليده وأخذ كلامه .
فكأنه يقف في صف فالح الحربي ضد الشيخ ربيع - شعر بذلك أم لم يشعر -.
أين ذهب عقل هذا الدكتور بمثل هذا الكلام الخطير!! والذي يدل دلالة واضحة بأن الشيخ ربيعا معصوما - وحاشاه من ذلك - فهو ممن يحارب التقليد ويبغض ذلك ويحذر منه أشد التحذير وممن يحارب الغلو .
ووالله ثم والله لو أن الشيخ ربيعا وصله مثل هذا الكلام لزجر قائله ولما ارتضاه . فكيف يرتضيه وهو القائل في نصيحة أخوية إلى الشيخ فالح - :
((وقد استدل أئمة السنة والإسلام بهذه الآيات ونظائرها على تحريم التقليد على من يستطيع أن يفهم نصوص الكتاب والسنة سواء كان من أهل الاجتهاد أو من أهل الإتباع.
وقرروا أن التقليد إنما يجوز للعاجز عن إدراك الحق من الكتاب والسنة وأن التقليد كالميتة أصلها حرام وإنما يجوز للمضطر أكلها)).
سبحان الله !! من لم يبال بكلام الشيخ (ربيع) لا تبالوا به ولا كرامة، هكذا وبكل وقاحة وسوء أدب وكأنه تخرج من عند الصوفية .
فلا أدري !! هل نحن نسمع كلام الحبيب الجفري ؟!!!
فلا علم !!
ولا أدب !!
ولا احترام لأهل العلم !!
وإنما زج بالطلاب للدعوة إلى التقليد ، وعدم الأخذ بالأدلة .
هذا هو تلميذ الشيخ العلامة محمد الجامي - رحمه الله- الذي حارب التقليد وحذر منه فعظم الله أجر العلامة الجامي في تلميذه العاق ، بل عظم الله أجر معلميه من أهل السنة الذين علموه السنة وحذروه من التقليد ، وحثوا على دروسه كي يعلم الطلاب الاتِّباع فإذا هو يدعوهم ويعلمهم التقليد ، فاللهم سلم سلم .
ثم بعد ذلك ترى الحمقى والمغفلين يرفعون وينشرون ترجمة الدكتور المذعور ليغطوا عيوبه وأخطاءه، فوالله لو زكاه كل علماء الدنيا ، لما نفعه إلا التوبة النصوح من أخطائه الفادحة والتي طعن فيها في الدعوة السلفية .
ومع هذا فتذكيرا له ولأمثاله الحمقى نذكرهم بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح والتي فيها الحذر من التقليد والدعوة إليه :
قال تعالى : ((اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)) [لأعراف:3] .
وقال سبحانه : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام: 153] .
وقال تعالى في ذم المقلدين : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ } [البقرة: 170]
وقال تعالى : {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ } [الزخرف: 23]
والشافعي - رحمه الله - يقول: (إذا قلت قولاً يخالف حديث رسول الله ?، فاعلموا أن عقلي قد ذهب).
ويقول: (إذا قلت قولاً خالف حديث رسول الله ? فاعلموا أني راجع عنه في حياتي وبعد موتي).
وقال له رجل: أصح هذا الحديث؟ قال: نعم، قال: أتقول به؟ فتغير وجه الشافعي - رحمه الله - ، ثم قال: (أترى على وسطي زناراً، أم تراني أعبد كنيسة؟!، أقول: صح الحديث وتقول: تعمل به!، كيف لا أعمل به بعد أن ثبت عن رسول الله ?؟! .)
والإمام مالك - رحمه الله - قال: (كل يؤخذ من قوله ويرد، إلا رسول الله ?)، وفي رواية: (إلا صاحب هذا القبر)، وأشار إلى قبر رسول الله ?.
وأبو حنيفة - رحمه الله - يقول: (لا يحل لأحدٍ أن يأخذ أو يقول عنا ما لم يعلم من أين أخذنا).
وقال الإمام أحمد - رحمه الله - : (لا تقلدني ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، وخذوا من حيث أخذنا.)
ولقد علمت أن أئمة الإسلام حرموا على الناس أن يقلدوهم، وأن منهم من يقول لا يجوز لأحد أن يأخذ بقولي حتى يعلم من أين أخذت.
وقالوا :(إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل)، كل ذلك منهم محاربة للتقليد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (واتفقوا كلهم على أنه ليس أحد معصوماً في كل ما يأمر به وينهى عنه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولهذا قال غير واحد من الأئمة : كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . .....) إلى أن قال : ( لكن من الناس من قد يعجز عن معرفة الأدلة التفصيلية في جميع أموره ، فيسقط عنه ما يعجز عن معرفته لا كل ما يعجز عنه من التفقه ويلزمه ما يقدر عليه ، وأما القادر على الاستدلال فقيل: يحرم عليه التقليد مطلقاً ، وقيل : يجوز مطلقاً ، وقيل : يجوز عند الحاجة ، كما إذا ضاق الوقت عن الاستدلال ، وهذا القول أعدل الأقوال) . مجموع فتاوى شيخ الإسلام (20/210-212) .
ويقول الشيخ العلامة الجهبد مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله – في كتابه المقترح :
(ولا يجوز لمسلم أن يقلد في دين الله، حتى ولا العامي يسأل عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والعامي ممن يشمله قول الله تعالى: ((اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)) [لأعراف:3] . ومما يشمله قوله تعالى: ((وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)) [الحشر: 7] وممن يشمله قوله تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [النور: 63] فهل العامي ممن تشمله هذه الأدلة أو ممن لا تشمله؟ فلماذا يقولون العامي يقلد؟ العامي ممن يشمله قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)) [الأحزاب: 36] ) .
ويقول الشيخ يحيى – حفظه الله وكبت حاسديه - في كشف التلبيس والكذب في قول الصوفية - :
(وقد ألف أهل العلم كُتباً مستقلة في التحذير من تقليد الأئمة، فإن ذلك قد أدى بهم إلى الفرقة، والتنافر، وأدى فيهم إلى البغضاء والشحناء، وأدى في الناس إلى التعصب الشديد، حتى إن منهم من يرى أن يكذب على المذهب الآخر، وممكن أن يؤول بعض الأدلة، من أجل نصرة مذهبه. فالشوكاني قد ألف القول المفيد في أدلة الاجتهاد وتحريم التقليد ) .
وقال - حفظه الله - :
(وقد ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله عند قول الله سبحانه وتعالى: ((وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)) [الزخرف:23]، ما معناه: أن التقليد أصل من أصول الكفر، فالكفار ساروا على التقليد، وعاشوا على التقليد، فلم يتخلصوا من الكفر بسببه) .
وقد قال ابن القيم – رحمه الله - : (أجمع أهل العلم أن المقلد ليس بعالم).
وقال سليمان بن طرخان: (من أخذ قول كل عالم، فقد جمع الشر كله).
وقال الطحاوي: (لا يقلد إلا غبي، أو عصبي).
ويقول ابن الجوزي في «صيد الخاطر»: (مثل المقلد كمثل إنسان له سراج فيطفئه، ويمشي في الظلمة).
فمما تقدم نستفيد أن التقليد محرم . فالتقليد ليس بعلم ، وهو آفة الحق وعدو الدين في كل زمان ، وهو عمى وضياع .
تعليق