تنبيه خالد الظفيري لما قاله من الكلام تجاه موقفه من فتنة عبد الرحمن العدني
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد:
فإن أهل العلم ورثة الأنبياء أعظم الناس قياما بمنهج النقد القائم على الكتاب والسنة ولهم في ذلك جهودا مهمة لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا تصدهم عن سبيل الله العظائم بل يتكلم أحدهم بالحق الذي عليه ويتكلم في أحب الناس إليه عملا بقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}[النساء:135]، وقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المائدة:8]، ولهم في التعديل والتجريح والتضعيف والتصحيح سعيا مشكورا ما كان من أسباب حفظ الدين وصيانته عن إحداث المفترين .
وإن خصوم الدعوة السلفية حينما أعياهم أمر منهج النقد وثبوته في نفوس أتباعه ورسوخه في قلوب أبنائه أقض ذلك مضاجعهم وسعوا بكل وسيلة إلى دفعه بقواعد فاسدة وبالتشويه على أهله وإطفاء نور دعوتهم .
فوجهوا سهامهم إلى إسقاط منهج النقد لعلمهم أن إسقاط منهج النقد إسقاطٌ لأصل عظيم يبطل مآربهم ويحطم عقائدهم الفاسدة ومناهجهم الباطلة .
لذلك كان من الأمور التي يرتكز عليها خصوم الدعوة السلفية طعنهم في منهج النقد عند أهل السنة والجماعة، والافتراءات على حملته ووصفهم بالأوصاف التي تنفر الناس منهم ومما يقومون به من النقد السلفي البناء .
فقاموا بخداع الناس بالدعوة فاظهروا تأييدهم للمنهج السلفي ودسوا فيه من القواعد الباطلة الفاسدة بمختلف الأساليب .
ووضعوا قواعد تخدم باطلهم وأفهموا الناس مقصدا غير ما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من النور والهدى فكان منهجا أجوفا خالٍ مما كان عليه سلف الأمة وأئمة الإسلام .
ووجهوا سهامهم على النقد المفسر القائم على العلم والبصيرة وزعموا أن الجرح والتعديل مبني على أغراض شخصية وخلافات قائمة بين الخصوم .
إن من المؤسف حقا أن ينخدع أفاضل رجال الدعوة السلفية بأساليب لخصوم يظهرون السلفية ويطعنون في دماج وينتقصون من شيخها .
ويغمضّون العين عن أعمالهم التي فعلوها بالأمس القريب مع الشيخ الفاضل يحيى الحجوري من تهييج أهل الحجاز بطريقة مضللة.
لقد صدرت هذه الصيحات من كبار كتاب سحاب ومن الذين يكتبون فيها الكتابات العظيمة الرائعة في رد الباطل وإظهار الحق بأوضح الصور إلا أنه أصاب بعض هؤلاء الفتور في الآونة الأخيرة وكان من ذلك الفتور أن ألبسوا الذين يردون الباطل بالحق بلباس أهل الأغراض الشخصية والمطامع الدنيوية .
ومن هؤلاء الذين سقطوا في هذه المكيدة واللطمة القاسية لأهل الحق الدكتور خالد الظفيري المشرف العام لشبكة سحاب حيث نزّل مقالا بزعم النصيحة لرواد شبكة سحاب وهي تصب في المنافحة والمدافعة عن عبد الرحمن العدني وأنصاره، والكيل على خصومه بالتهم التي لم تقم على دليل حيث إنه اتهم الرادين على عبد الرحمن العدني وأنصاره بأن ردودهم ردودا شخصية وخلافات .
فقال في مقاله "تنبيه وتوجيه":((أنّ هناك موضوعات تتعلق بمشاكل خاصة أو خلافات شخصية فيما بين الزوار، وهؤلاء بدورهم ينقلون مشاكلهم إلى شبكة سحاب السلفية على هيئة ردود ترى فيها ما لا يسر.
وإذا نظرت إلى الطرفين المتنازعين تجد أنهم ينتسبون إلى السلفية، ويحيلون الناس إلى علماء السلفية.
لذا أوّد من الأخوة الكرام التنبيه على أمور مهمة في هذا الجانب:
أولاً: أن يقطع المتنازعون دابر الخلاف، ويسدوا الخرق قبل أن يتسع على الراقع، ولا يوسعوا دائرة المشاكل، بل يبادروا إلى حلها، فالخلاف شرّ، "وخيركم الذي يبدأ بالسلام"
ثانياً: أن تجعل مراقبة الله -سبحانه- نصب عينيك في خلافك مع الآخرين، فلا تجعل الخلاف الشخصي خلافاً منهجياً، وتلبس صاحبك ثوب الابتداع، مع كونه لم يخالفك في مسائل تستحق ذلك.
ثالثاً: أن ترجع في خلافك إلى أهل العلم وأهل الرأي الرشيد؛ ليحلّوا الخلاف فيما بينكم، فتستريحوا من الفتن وتهتموا بدعوتكم، (والصلح خير)
رابعاً: أن لا تجعل من شبكات الأنترنت وخاصة شبكة سحاب السلفية مسرحاً لنقل هذا الخلاف والتشفي من صاحبك، فهذا ما لا نسمح بنشره، وإن رأت إدارة سحاب أي عضو يكثر من نقل مثل هذه الموضوعات فليس له إلا الاستبعاد من سحاب.
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
كتبه :أخوكم
أبو عبدالله المدني)).إهـ
أليس هذا الصنيع من الظفيري ما هو إلا ردا موجها إلى خصوم عبد الرحمن العدني باسم التنبيه والتوجيه .
إن هذه الكلام القائم على صب اللوم والتشويه لردود الناصحين لعبد الرحمن العدني لمن خصومة أهل الباطل الذين لا يلتزمون بمنهج النقد الصحيح .
بل هو سبيل خصوم السلفيين الذين يصورون النصائح والردود التي يقوم بها السلفيون في نقد الباطل والرد على أهل الأخطاء على أنها بغيا وظلما .
وإن هذه الدعوى التي ليس لها خطام ولا زمام لا تصب إلا في صالح أولئك الذين يريدون إسقاط النقد السلفي من دون حجة ولا كتاب منير .
وما ادعاه من الكلام في التعليق على نصيحة الشيخ العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله- بأنه موقفه لم يكن في صف فلان أو فلان وإليكم كلامه:((جزى الله شيخنا خيرا على هذه النصيحة وللعلم فالأخوة في إدارة سحاب من بداية حصول هذه الفتنة وهم يحذفون مقالات الطرفين المتعلقة بذلك النزاع أو التي نظن أنها تشعل الفتن ويؤسفنا حقا أن يتهم بعض الكتاب سحابا أنها في صف فلان أو فلان فموقفنا واضح والحمد لله وهذا موقفنا من كل خلاف يحصل في العالم بين السلفيين فلا نكون نحن من يشعله أو ينشره فتنبهوا بارك الله فيكم)) ا. هـ كلامه
ما هذا الكلام الذي يروج له الأخ خالد الظفيري إلا كالذي يقول بلسانه ما ليس في قلبه وقامت الشواهد كلها تدل على أن تصرفات الأخ خالد الظفيري تصب في صالح الخصوم ضد أهل الحق الذين قالوا وبينوا ونصحوا لله تعالى .
وكلام الأخ خالد الظفيري قائم على التمويهات والمغالطات، وذلك واضح من زعمه أن هذه الردود تتعلق بمشاكل خاصة وأغراض شخصية ثم يقول بعد هذا:"ويؤسفنا حقا أن يتهم بعض الكتاب سحابا أنها في صف فلان أو فلان فموقفنا واضح والحمد لله" .
ألا ترى أن في دعواك هذه طعنـا بمن رد على عبد الرحمن العدني وأنصاره فهل تستطيع أن تثبت هذه الدعوى، وكلامك هذا لا يعجز عنه أحد ومن القول الذي يمكن كل أحد أن يقابله بمثله.
وباب النقد مفتوح وعلماء السلف كانوا إذا سمعوا الخطاء والغلط وجهوا إليه النقد وسلطوا النقد على النصوص بالحجج والبراهين ويؤلفون فيها المؤلفات في مناقشتها ونقدها، ولا يعرف أحد من علماء وأئمة النقد مثل هذا الأسلوب الذي يقوله خالد الظفيري.
وقول الدكتور الظفيري المشرف العام لسحاب:"وإذا نظرت إلى الطرفين المتنازعين تجد أنهم ينتسبون إلى السلفية، ويحيلون الناس إلى علماء السلفية"
إن هذا الأسلوب في رد الجرح المفسر والنقد القائم على البينات بالحجج والبراهين الواضحة ليجعل القلب يرجف خوفا من أن ينطوي عليه خداع الجماعات التي تلبس مناهجها المنحرفة وعقائدها الباطلة لباس السلفية، وهم يحاربون السلفيين باسم السلفية و ينهالون عليهم طعنا وحربا مسعرة كحال خصوم الدعوة السلفية السابقين واللاحقين ومنهم عبد الرحمن العدني وأشباهه وأنصاره .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه :أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد العـدني
تعليق