بسم الله الرحمن الرحيم
هل من تعليق؟
قال سائل: شيخنا الفاضل، بلغنا في تسجيل صوتي قديم لكم ورد فيه قولكم عن الشيخ مقبل: "ومواقفه -رحمه الله- تلك التي ما كانت تسر سنيا، وما كان يوافقه عليها أحد من العلماء لا الشيخ ابن باز، ولا ابن عثيمين، ولا ربيع، ولا غيرهم، صحيح؟ سبه وشتمه على بلد التوحيد وللملك فهد -رحمه الله- وغيره، رجل صالح، تاب قبل أن يموت بشهرين، ولذلك ما كل من جاءنا كان من دماج على أنه سني، كلهم... قد نظن أن الناس هكذا أفكارها متأثرة بشيخها أنهم خوارج في هذا الفكر، في ذلك العهد ما أحسنا الظن بكل من جاء, ولا أسأنا الظن بكل من جاء نتوقف في أمره"، نرجو التوضيح حفظكم الله.
فأجاب فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى ورعاه-:
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فمعلوم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، بعثه الله جل وعلا بشيرا ونذيرا، بشيرا لمن آمن به ونذيرا لمن صد عنه وعن سنته، وما مات عليه الصلاة والسلام إلا وقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وتحمل هذا الدين عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منه أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، فقاموا بتبليغ هذا الدين لمن بعدهم، وحملوه بأمانة تامة، مع إخلاص لله جل وعز فيما بلغوه وأدوه، وتحمله عنهم التابعون وأئمة الهدى، فنقلوه إلى من بعدهم، وهكذا حمل هذا الدين وهذه السنة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على مر الأزمان رجال أمناء صادقين، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فتوالت القرون وفيها من يبين الحق للخلق ويظهر السنة ويوضحها ويذب عنها ويدحض الشبه، فهذا الإمام أحمد، وهذا الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وهذا الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-، وغيره من أبنائه وأحفاده، إلى أيامنا هذه، فقام بهذه الدعوة جمع من العلماء الأجلاء الناصحين الصادقين -نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، وكان من هؤلاء العلماء الصالحين الصادقين الناصحين الصادعين بالحق بصدق: الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله وغفر له-، فقد قام بحق في دعوة الناس وبيان السنة لهم في تلك الديار -أعني الديار اليمنية-، وتأثر به خلق كثير لا يحصون، في بلده هناك وفي غير هذا البلد أيضا.
ولا يفهم من هذه الكلمة التي ذكرت أبدا اعتقادنا لها أو تصديقنا إياها، وإن كان فيها من إيهام فنبرأ إلى الله جل وعز منه، وإن كان أورثت معنى فاسدا فنعوذ بالله من هذا المعنى الفاسد، وإلا فثناؤنا على الشيخ -رحمه الله- في حياته، وبعد مماته فيما كتبنا وفيما سجل عنا بين ظاهر، فقد تكلمنا مرارا وتكرارا [1]، قد أحبينا هذا الرجل في الله جل وعز في حياته وبعد مماته، وتعظيمنا له لا لشيء، ولكن لتعظيمه للسنة، وثباته عليها -رحمه الله-، ومما كنت قد قلته في كتابتي في الرد على أبي الحسن المأربي (الفتح الرباني) -وقد طبع قديما- لما قال هذا الرجل وحاول أن يظهر أن أنه يعني أقام، ونصح، وبين، لو سألت الناس جبال اليمن، ووديانها، وشعابها، وسهولها، وصخورها، ومدنها، وبواديه، والرجال والنساء، والصغار والكبار، والقبائل والعشائر، كل هؤلاء سيجيبون بأن أبا الحسن ما كان داعية فتنة يوما من الأيام بل حقن الله الدماء... إلى غير ذلك مما قاله، ومما فاه به ردا على بعض المشايخ الذين أجبته على هذا الكلام، فكان مما قلته في (الفتح الرباني) مجيبا إياه، قلت: "هذا الكلام منه من أبشع وأفظع أنواع المبالغات!! والسؤال هنا: ماذا أبقى المأربي لحامل الدعوة في البلاد اليمانية المحدث الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله-؟ ولو أن هذا الوصف قاله الشيخ مقبل -رحمه الله- عن نفسه -وحاشاه منه- لقيل: إن الشيخ مبالغ، وهناك من يقول: إن الشيخ يشهد بأياديه البيضاء النقية على اليمن جميعاً القاسي والداني، فما المأربي أسبغ على نفسه هذه الهالات العجيبة الغريبة، والتي لا تصدر من نفس مريضة بحب الشهرة والتشبع بما لم تعط".[2] هذا الذي نعتقده في الشيخ وبيناه مرارا وتكرارا، وفي تسجيل في غير مرة، بينا فيه مكانة الشيخ -رحمه الله- ومنزلته عند الناس. ومما أذكره أنه في سنة أظن 1408هـ لما جاء الشيخ الألباني -رحمه الله- للمدينة -وكنت في مجلس- جاء أحد اليمنيين وسأل الشيخ -رحمه الله-، قال: بلغنا يا شيخ أنك ستأتي اليمن، وأن الشيخ مقبل -رحمه الله- في ذاك الوقت كان حيا- لما بلغه هذا بكى أو ظرفت عيناه، فقال الشيخ الألباني -رحمه الله-: ما حدثت نفسي أو ليست بصحيحة هذه الإشاعة، ثم سأل عن الشيخ مقبل -رحمه الله-: كيف هو؟ فأجابه: هو في دعواه وفي دعوته ولله الحمد، قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: نعم الطالب كان، ونعم الشيخ هو. فهذه سمعتها من فم الشيخ الألباني -رحمه الله- إلى أذني.
ومعلوم أن هذه المكانة العالية العلية التي تدل على منزلة الشيخ -رحمه الله- وإمامته وتقدمه في العلم، ومعلوم أن الشيخ من كبار أهل العلم في هذا العصر، وقلنا هذا مرارا وتكرارا؛ أن من علماء هذا العصر الأفذاذ هو الشيخ مقبل -رحمه الله-، ومع هذه المكانة فقل أن يسلم أحد من أن يقع في سهو أو في غلط، وليس العجب –كما قال ابن معين- ممن يحدث ويخطئ، وإنما العجب ممن يحدث فيصيب, ولا يكاد يسلم من الغلط أحد، وقرر هذا الإمام الشافعي -رحمه الله- وغيره من أئمة أهل السنة. فالشيخ -رحمه الله- كانت له بعض العبارات التي قالها -رحمه الله- في وقت مضى وعفا الله عنا وعنه بها إن شاء الله، هذه العبارات أخذها عليه بعض أهل العلم، منهم من أجابه ومنهم من كان يكاتبه ويناصحه، وما كانت منه -رحمه الله- مرضية عند أهل العلم، وخشي في ذاك الوقت أن يستغلها أهل الأهواء والبدع من التكفيريين ومن القطبيين ومن نحا نحوهم، وفعلا كان من استغل بعض هذه العبارات من الشيخ -رحمه الله- في بعض كلاماته التي صدرت منه سواء في حق هذه البلاد بلاد التوحيد بلاد السعودية، أو في بعض المشايخ أيضا، فاستغلها بعض أهل الأهواء وتترأسوا بكلمات الشيخ قدحا ونيلا، فالشيخ في هذا -رحمه الله- غلطه أهل العلم في هذا ولم يوافقوه، ولذا قلنا أن هذه الفكرة مخالفة للسنة، مخالفة للهدي، وأنا أعرف بعض الأشخاص كانوا قد وردوا إلينا وجاؤوا المدينة ممن درس في اليمن عند الشيخ -رحمه الله- كان يردد كلمات الشيخ -رحمه الله-، فمن هذا المنطلق كانت الناس ما هي متوقفة في كل من جاء؛ كما قلنا: ما نسيء الظن ولا نحسنه في كل من أتى، فمن تترأس بمثل هذه العبارة بين له الحق؛ فإن كان رجع إلى الحق فالحمد لله، وإلا خشي عليه. ومن فضل الله جل وعز علينا وعلى الشيخ وعلى الأمة أن الشيخ -رحمه الله- قد أبان موقفه من هذه البلاد قبل موته -رحمه الله-، وهذا يدل على صلاحه -رحمه الله- وصدقه، أن الله قد هيأ له أسباب الخير والرجوع قبل وفاته ولله الحمد والمنة، ونشر هذا في شريط مسجل بعنوان (مشاهداتي في المملكة) أو نحو هذا والحمد لله، ولم يأذن لأحد أن ينشر ما كان قد كتبه في كتبه تلك: كتاب (المخرج من الفتنة) وغيرها. ومعلوم أن كتبا عدة عن الشيخ كانت قد منعت لما فيها من مثل هذه العبارات، فالحمد لله على توفيقه أن الشيخ قد رجع وأناب، وهو مع هذا الفعل -كما قلنا- أنه أخطأ لكنه دائر بين الأجر والأجرين إن شاء الله، وأما من تبعه على مثل هذا الغلط فليس له نصيب من الأجر أبدا؛ لأنه الحق أحق بأن يتبع.
ونخلص من هذا أننا نبرأ إلى الله مما قد أوهمته هذه العبارة من معنى فاسد، فحاشا الشيخ من مثل هذه العبارات، ونستغفر الله جل وعلا إن كانت أوهمت هذا المعنى الفاسد، فهذا المعنى هو المراد، وما زلنا معظمين للشيخ مقرين بفضله وإمامته، بل إني كنت أقول -وكثير من الإخوة يسمعون غير مرة-: يعد تخرج الشيخ من الجامعة مفخرة من مفاخر الجامعة، وقلت غير مرة: إن الشيخ ربيعا -حفظه الله- والشيخ مقبل -رحمه الله- يعتبران شامة في جبين الجامعة، فلهما أيادي بيضاء على الدنيا، وكذلك هناك جمع من العلماء الذين تخرجوا ونفع الله بهم وأحيى الله بهم البلاد والعباد، فهم كثر ومنهم الشيخان -رحمه الله الشيخ مقبلا وحفظه شيخنا ربيعا-، فهذا المعنى هو المراد، وهذا الذي نعتقده في الشيخ وندين الله عز وجل به، ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كان هذا الجواب في يوم السبت الخامس عشر من شهر ذي القعدة عام 1431 من هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد صلاة الظهر.
فأجاب فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى ورعاه-:
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فمعلوم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، بعثه الله جل وعلا بشيرا ونذيرا، بشيرا لمن آمن به ونذيرا لمن صد عنه وعن سنته، وما مات عليه الصلاة والسلام إلا وقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وتحمل هذا الدين عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منه أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، فقاموا بتبليغ هذا الدين لمن بعدهم، وحملوه بأمانة تامة، مع إخلاص لله جل وعز فيما بلغوه وأدوه، وتحمله عنهم التابعون وأئمة الهدى، فنقلوه إلى من بعدهم، وهكذا حمل هذا الدين وهذه السنة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على مر الأزمان رجال أمناء صادقين، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فتوالت القرون وفيها من يبين الحق للخلق ويظهر السنة ويوضحها ويذب عنها ويدحض الشبه، فهذا الإمام أحمد، وهذا الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وهذا الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-، وغيره من أبنائه وأحفاده، إلى أيامنا هذه، فقام بهذه الدعوة جمع من العلماء الأجلاء الناصحين الصادقين -نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، وكان من هؤلاء العلماء الصالحين الصادقين الناصحين الصادعين بالحق بصدق: الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله وغفر له-، فقد قام بحق في دعوة الناس وبيان السنة لهم في تلك الديار -أعني الديار اليمنية-، وتأثر به خلق كثير لا يحصون، في بلده هناك وفي غير هذا البلد أيضا.
ولا يفهم من هذه الكلمة التي ذكرت أبدا اعتقادنا لها أو تصديقنا إياها، وإن كان فيها من إيهام فنبرأ إلى الله جل وعز منه، وإن كان أورثت معنى فاسدا فنعوذ بالله من هذا المعنى الفاسد، وإلا فثناؤنا على الشيخ -رحمه الله- في حياته، وبعد مماته فيما كتبنا وفيما سجل عنا بين ظاهر، فقد تكلمنا مرارا وتكرارا [1]، قد أحبينا هذا الرجل في الله جل وعز في حياته وبعد مماته، وتعظيمنا له لا لشيء، ولكن لتعظيمه للسنة، وثباته عليها -رحمه الله-، ومما كنت قد قلته في كتابتي في الرد على أبي الحسن المأربي (الفتح الرباني) -وقد طبع قديما- لما قال هذا الرجل وحاول أن يظهر أن أنه يعني أقام، ونصح، وبين، لو سألت الناس جبال اليمن، ووديانها، وشعابها، وسهولها، وصخورها، ومدنها، وبواديه، والرجال والنساء، والصغار والكبار، والقبائل والعشائر، كل هؤلاء سيجيبون بأن أبا الحسن ما كان داعية فتنة يوما من الأيام بل حقن الله الدماء... إلى غير ذلك مما قاله، ومما فاه به ردا على بعض المشايخ الذين أجبته على هذا الكلام، فكان مما قلته في (الفتح الرباني) مجيبا إياه، قلت: "هذا الكلام منه من أبشع وأفظع أنواع المبالغات!! والسؤال هنا: ماذا أبقى المأربي لحامل الدعوة في البلاد اليمانية المحدث الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله-؟ ولو أن هذا الوصف قاله الشيخ مقبل -رحمه الله- عن نفسه -وحاشاه منه- لقيل: إن الشيخ مبالغ، وهناك من يقول: إن الشيخ يشهد بأياديه البيضاء النقية على اليمن جميعاً القاسي والداني، فما المأربي أسبغ على نفسه هذه الهالات العجيبة الغريبة، والتي لا تصدر من نفس مريضة بحب الشهرة والتشبع بما لم تعط".[2] هذا الذي نعتقده في الشيخ وبيناه مرارا وتكرارا، وفي تسجيل في غير مرة، بينا فيه مكانة الشيخ -رحمه الله- ومنزلته عند الناس. ومما أذكره أنه في سنة أظن 1408هـ لما جاء الشيخ الألباني -رحمه الله- للمدينة -وكنت في مجلس- جاء أحد اليمنيين وسأل الشيخ -رحمه الله-، قال: بلغنا يا شيخ أنك ستأتي اليمن، وأن الشيخ مقبل -رحمه الله- في ذاك الوقت كان حيا- لما بلغه هذا بكى أو ظرفت عيناه، فقال الشيخ الألباني -رحمه الله-: ما حدثت نفسي أو ليست بصحيحة هذه الإشاعة، ثم سأل عن الشيخ مقبل -رحمه الله-: كيف هو؟ فأجابه: هو في دعواه وفي دعوته ولله الحمد، قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: نعم الطالب كان، ونعم الشيخ هو. فهذه سمعتها من فم الشيخ الألباني -رحمه الله- إلى أذني.
ومعلوم أن هذه المكانة العالية العلية التي تدل على منزلة الشيخ -رحمه الله- وإمامته وتقدمه في العلم، ومعلوم أن الشيخ من كبار أهل العلم في هذا العصر، وقلنا هذا مرارا وتكرارا؛ أن من علماء هذا العصر الأفذاذ هو الشيخ مقبل -رحمه الله-، ومع هذه المكانة فقل أن يسلم أحد من أن يقع في سهو أو في غلط، وليس العجب –كما قال ابن معين- ممن يحدث ويخطئ، وإنما العجب ممن يحدث فيصيب, ولا يكاد يسلم من الغلط أحد، وقرر هذا الإمام الشافعي -رحمه الله- وغيره من أئمة أهل السنة. فالشيخ -رحمه الله- كانت له بعض العبارات التي قالها -رحمه الله- في وقت مضى وعفا الله عنا وعنه بها إن شاء الله، هذه العبارات أخذها عليه بعض أهل العلم، منهم من أجابه ومنهم من كان يكاتبه ويناصحه، وما كانت منه -رحمه الله- مرضية عند أهل العلم، وخشي في ذاك الوقت أن يستغلها أهل الأهواء والبدع من التكفيريين ومن القطبيين ومن نحا نحوهم، وفعلا كان من استغل بعض هذه العبارات من الشيخ -رحمه الله- في بعض كلاماته التي صدرت منه سواء في حق هذه البلاد بلاد التوحيد بلاد السعودية، أو في بعض المشايخ أيضا، فاستغلها بعض أهل الأهواء وتترأسوا بكلمات الشيخ قدحا ونيلا، فالشيخ في هذا -رحمه الله- غلطه أهل العلم في هذا ولم يوافقوه، ولذا قلنا أن هذه الفكرة مخالفة للسنة، مخالفة للهدي، وأنا أعرف بعض الأشخاص كانوا قد وردوا إلينا وجاؤوا المدينة ممن درس في اليمن عند الشيخ -رحمه الله- كان يردد كلمات الشيخ -رحمه الله-، فمن هذا المنطلق كانت الناس ما هي متوقفة في كل من جاء؛ كما قلنا: ما نسيء الظن ولا نحسنه في كل من أتى، فمن تترأس بمثل هذه العبارة بين له الحق؛ فإن كان رجع إلى الحق فالحمد لله، وإلا خشي عليه. ومن فضل الله جل وعز علينا وعلى الشيخ وعلى الأمة أن الشيخ -رحمه الله- قد أبان موقفه من هذه البلاد قبل موته -رحمه الله-، وهذا يدل على صلاحه -رحمه الله- وصدقه، أن الله قد هيأ له أسباب الخير والرجوع قبل وفاته ولله الحمد والمنة، ونشر هذا في شريط مسجل بعنوان (مشاهداتي في المملكة) أو نحو هذا والحمد لله، ولم يأذن لأحد أن ينشر ما كان قد كتبه في كتبه تلك: كتاب (المخرج من الفتنة) وغيرها. ومعلوم أن كتبا عدة عن الشيخ كانت قد منعت لما فيها من مثل هذه العبارات، فالحمد لله على توفيقه أن الشيخ قد رجع وأناب، وهو مع هذا الفعل -كما قلنا- أنه أخطأ لكنه دائر بين الأجر والأجرين إن شاء الله، وأما من تبعه على مثل هذا الغلط فليس له نصيب من الأجر أبدا؛ لأنه الحق أحق بأن يتبع.
ونخلص من هذا أننا نبرأ إلى الله مما قد أوهمته هذه العبارة من معنى فاسد، فحاشا الشيخ من مثل هذه العبارات، ونستغفر الله جل وعلا إن كانت أوهمت هذا المعنى الفاسد، فهذا المعنى هو المراد، وما زلنا معظمين للشيخ مقرين بفضله وإمامته، بل إني كنت أقول -وكثير من الإخوة يسمعون غير مرة-: يعد تخرج الشيخ من الجامعة مفخرة من مفاخر الجامعة، وقلت غير مرة: إن الشيخ ربيعا -حفظه الله- والشيخ مقبل -رحمه الله- يعتبران شامة في جبين الجامعة، فلهما أيادي بيضاء على الدنيا، وكذلك هناك جمع من العلماء الذين تخرجوا ونفع الله بهم وأحيى الله بهم البلاد والعباد، فهم كثر ومنهم الشيخان -رحمه الله الشيخ مقبلا وحفظه شيخنا ربيعا-، فهذا المعنى هو المراد، وهذا الذي نعتقده في الشيخ وندين الله عز وجل به، ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كان هذا الجواب في يوم السبت الخامس عشر من شهر ذي القعدة عام 1431 من هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد صلاة الظهر.
بل هذه فلسفة
هل من تعليق؟
تعليق