[هذه هي حقيقة مقالة عبد الله البخاري في الشيخ مقبل وطلابه ودعوته]
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد:
فإن مما يجلب الدهشة ويزيد العجب ما قامت به الحزبية في بلاد الحرمين ونجد حيث استطاعت أن تقتحم كل المعاقل وتتسلل عبر كل منفذ حتى أخرجت أناسا أقوالهم كاذبة ومناهجهم فاسدة وأعمالهم تحارب دعوة المصلحين المجددين.
قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف"(ص20)في صدد الكلام على استهداف الحزبيين وأهل البدع دعوة التوحيد:"وكان أنكأهم وأشدهم تأثيرا أهل البدع الحاقدون إذ استطاعوا بمكرهم وكيدهم وتلفعهم بلباس السنة أن يقتحموا كل معقل ، ويتسللوا إلى كل منفذ من المدارس والجامعات والمساجد وغيرها ،فاستطاعوا أن يكونوا جيلا يحمل فكرهم كلا أو جزءاً عن قصد وعن غير قصد .
فتحرك هذا الجيل الذي دربوه وصنعوه على أعينهم يدعو إلى فكرهم، ويدافع عنه بنشاط هنا وهناك في الجامعات والمدارس وغيرها...".اهـ
فتحرك هذا الجيل الذي دربوه وصنعوه على أعينهم يدعو إلى فكرهم، ويدافع عنه بنشاط هنا وهناك في الجامعات والمدارس وغيرها...".اهـ
وقد ظهر أثر الكثير منهم في الدراسات الإسلامية دعاة ومدرسين ومفتين يحملون ألقابا إسلامية كبيرة، وشهادات أكاديمية عالية، وهم من أجهل الناس، وأبعدهم عن حقيقة الإسلام.
فتنكر الكثير منهم لدعوة الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب، والبعض يصفها بأنها هي السبب في الطائفية والعنصرية، والبعض الآخر يكيد لها الليل والنهار ويعمل على محاربتها ويدعو إلى مخالفتها، والتقليل من شأن مكانتها مما أدى إلى إضعافها .
ولم تقتصر محاربتهم لدعوة الإمام المجدد المصلح محمد بن عبد الوهاب في بلاد الحرمين ونجد فحسب ؛بل تعدى حربهم إلى دعوة غيره من العلماء المصلحين فوجد فيهم من يرمي العلامة الألباني –رحمه الله- بالإرجاء ويطعن في علميته ويقلل من شأنه .
ووجد من أفعال وأعمال هؤلاء من يلبسون مسوح السلفية في الظاهر واحترام العلماء وهم في الباطن يكنون لهم شتى صنوف العداوة والبغضاء .
وظهرت مواقف هؤلاء تجاه الدعوة التجديدية التي قامت في البلاد اليمنية التشويه والطعن لها والتحقير والكبر والازدراء بما لا يفعله إلا جاهل لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم وما جاءت به الرسل.
وإن من أبعد الناس وأجهلهم عن حقائق الإيمان، وأقلهم إحساسا بآداب الأمة وتاريخها من لا يعرف حق العلماء المصلحين المجددين ومن هؤلاء المجددين العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله-.
فإن الدعوة السلفية التجديدية في اليمن شاع نورها وذاع من دار الحديث بدماج على يد العلامة الشيخ الوالد مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-.
وتعتبر دار الحديث بدماج من أكبر المراكز السلفية في العالم الإسلامي بما حباها الله وأعطاها من ميراث النبوة وبما أعطاها الله من نور البصيرة وقوة المنهج وحسن الاختيار الذي اتخذه الشيخ العلامة مقبل بن هادي-رحمه الله- في وضع اللبنة والنواة في تحصيل العلم على الطريقة السلفية القديمة التي أنجبت الرجال وتخرج منها الطلاب الأفذاذ الجهابذة الذين نفع الله بهم البلاد والعباد .
قال الشيخ العلامة المجدد باني الدعوة السلفية في الديار اليمنية -رحمه الله-:"إننا نحمد الله سبحانه وتعالى لقد حصل لليمن من الخير الكبير بل قد حصل لها القسط الأكبر من خلال دعوة أهل السنة.
فاليمن ما كانت تعلم ولا تعرف وتعمل به إلا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أخر القرن الثالث ثم دخل الهادي ونشر بدعة التشيع ولم يزل التشيع سائدا إلى أن ظهرت دعوة أهل السنة في الأزمنة الأخيرة وانتشر بسببها الخير الكثير وتفقه المسلمون في اليمن وفي غيرها وأصبح الناس يغبطون أهل هذه البلاد على الخير الذي وصل إليهم ويتمنون أن ينتموا إليهم وأن يأتوا لطلب العلم عندهم".إهـ كما في"غارة الأشرطة".
فاليمن ما كانت تعلم ولا تعرف وتعمل به إلا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أخر القرن الثالث ثم دخل الهادي ونشر بدعة التشيع ولم يزل التشيع سائدا إلى أن ظهرت دعوة أهل السنة في الأزمنة الأخيرة وانتشر بسببها الخير الكثير وتفقه المسلمون في اليمن وفي غيرها وأصبح الناس يغبطون أهل هذه البلاد على الخير الذي وصل إليهم ويتمنون أن ينتموا إليهم وأن يأتوا لطلب العلم عندهم".إهـ كما في"غارة الأشرطة".
وطارت أخبار هذه الدعوة السلفية التجديدية وعرف تاريخها ومكانتها القاصي والداني والعالم والجاهل، وأصبحت دماج دار الحديث في اليمن تضرب إليها أكباد الإبل في الرحلة إلى طلب العلم من أنحاء بلاد العالم.
إلا أن هذا الدعوة التجديدية الإصلاحية السلفية التي هيأها الله في البلاد اليمنية على يد العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي لم تعجب بعض مشايخ بلاد الحرمين ونجد فوجد فيهم من يتجنى عليها ويصفها بالأوصاف القبيحة، ويكيل عليها الاتهامات الباطلة ويكن لهم شتى صنوف العداوة والبغضاء .
ووجد فيهم من يناصر كل من يحارب هذه الدعوة ومن يناوئها، ويقفون معه ويمدونه بالمال، ويرسلون الجهال للصد عما جاء به وعظم ذلك في نفوسهم، وخصَّوا مركزه وطلابه بالعداوة وسلم منهم كل مبتدع وحزبي .
وهذا يعتبر والله أزمة كبيرة وشرخ في الدعوة السلفية في السعودية في غاية الخطورة الذي تعد سلبياته على السلفيين في المملكة تخريب وقضاء على الدعوة السلفية في خارجها .
ومعلوم أن من دعا إلى الكتاب والسنة على طريقة السلف الصالح ومنهجهم يجب مناصرته وموالاته وعلى هذا مضى سائر علماء الأمة من الصحابة فمن بعدهم قال تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}سورة الحديد:(25)
لأنهم لا يدعون الناس إلا بما في الكتاب والسنة من أصول الدين وفروعه ويثبتون من الأحكام ما أثبت الكتاب والسنة وينفون ما نفاه الكتاب والسنة وحكمهم وإلزامهم إنما هو بطاعة الله ورسوله وليس بطاعتهم ورأيهم .
فلا يترك الحق والدين والتزام ذلك، وموالاة أهله لما فيه من طاعة الآمر والناهي، ومن تركه لذلك فقد استكبر على الله ورد الحق استصغارا واحتقارا لداعي إليه قال تعالى في الذين كذبوا الرسل :{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا }.
وأخر من سمعناه يتكلم في هذه الدعوة السلفية التجديدية ويكيل لها الاتهامات الباطلة ويصفها بأنها تحمل فكر الخوارج وأنها دعوة غير موثوقة بها لا في شيخها العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله- ولا في طلابها ، لا في عهده، و لا من بعد عهده الدكتور /عبد الله بن عبد الرحيم البخاري.
وهو بهذا يعتبر جاهلاً بالأحكام الشرعية، والأقوال السلفية ويسلك وادياً مُهلكا وطريقا ضالاً عن طريقة أهل الهدى.
لقد افترى واجترأ على الدعوة السلفية التجديدية في البلاد اليمنية بمسبة وشماتة وتضليل بما يعرفك أن مشايخ هذا الرجل من أكابر المعادين للدين، ومن رؤوس المخالفين .
ومشايخه في هذا الباب الذين عرف عنهم مثل هذا الكلام الذي تفوه به على تهور ووقاحة أهل البدع الخرافيين، والحدديين .
فإن كان هذا عندك الدين والهدى *** لقد فتحت للدين أعينه الرمد
فما افتراه هذا الرجل عن الشيخ مقبل وطلابه من أنهم يحملون فكر الخوارج وأنهم غير موثوق بهم ؛فشهادة الحال والمقال والحس كافية في بيان كذبه وإبطال أقواله .
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن أهل البدع ينسبون أهل التوحيد والسنة إلى بدعة الخوارج وطريقتهم فالداء قديم ورثه عبد الله بن عبد الرحيم البخاري قال تعالى{كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
ولأهل البدع ورثة وأتباع وعصابة وأشياع يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، ويستكبرون على ورثة الرسل و أعلام الهدى.
ولم يتوقف البخاري عند هذا الحد بل لقد اتخذ طريقة في التعامل مع هذه الدعوة وحملتها وهذه الطريقة جعلتهم من باب مجهول الحال التي هي طريقة التوقف فيهم ولذلك قال:كنا لا نحسن بهم الظن ولا نسيء فيهم وحكم على شيخين من طلاب دماج بأنهم من المجهولين.
حيث قال:"
ما كل من جاءنا كان من دماج على أنه سني كل نظن الناس هكذا أفكارها متأثرة بشيخها أنهم خوارج في هذا الفكر في ذلك العهد نحن ما أحسنا الظن بكل من جاء ولاأسأنا الظن بكل من جاء نتوقف في أمره ما ندري أيش يكون."حيث قال:"
وهذه الطريقة التي هي طريقة التوقف والكف وعدم إصدار الأحكام في أمر من ليس معه وجعله من مجهولي الحال هي أصل من أصول كثير من فرق الخوارج قديما وحديثا .
ولذلك فهو يقصد كما يقصد فرق الخوارج التوقف في أمر مجهول الحال من غير جماعتهم.
وكان من مذهب الخوارج التوقف في أمر مجهول الحال من غير جماعتهم من المسلمين ولا يحكمون عليه بالكفر ولا بالإسلام .
وعبد الله البخاري يتوقف في دعوة الشيخ العلامة مقبل بن هادي والوادعي-رحمه الله- ولا يقيم لها وزنا، ويسلك فيها مسلك الخوارج وأصولهم قديما وحديثا .
ومن عادة أهل الجهل والنفاق نسبة أهل العلم والإيمان إلى السفه والجهالة فهل لك عقل تميز به وعلم تتوصل به ما كان عليه الخوارج .
قف واعتبر يا من أنعم الله عليه بالعافية وتأمل كلام عبد الله البخاري الذي يطعن به على الشيخ مقبل ودعوته وطلابه بمقولته هذه يدلك على أن عبد الله البخاري لا يعرف الحق ولا أهله ولا يعرف السبيل ولا يهتدي إليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه :أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد العدني
تعليق