الوضع المأساوي الجديد لمسجد الرحمن
أما بعد:
فهذه أيضا براهين واضحة وأدلة ساطعة تدل على مدى الإنهيار والضياع الذي حصل لمسجد الرحمن بعد انتزاعه من أهل السنة وزحزحة الشيخ عبد الرقيب الكوكباني من إمامته.
البرهان الأول: نفور طلاب العلم من المسجد وانتقال الساكنين من أهل السنة عنه.
إنّ من سمات البقاع الطيبة والأماكن الخيرة إقبال الصالحين عليها ووفودهم إليها ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على سكنى المدينة كما جاء في مسلم عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (( وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ))
وكما في قصة القاتل مئة نفس حين أرشده العالم إلى سكنى البلاد التي فيها الصالحون حيث قال: ((اذهب إلى أرض كذا وكذا فإن فيها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء)) أخرجه الشيخان عن أبي سعيد
لأن ذلك أدعى لاستقامته وبعده عن الشر.
ولقد كان المسجد على مدى سنوات عديدة يفد إليه طلاب العلم من أماكن شتى ومناطق متفرقة حتى إن كثيراً منهم سكن بجوار المسجد فأصبح المسجد يتلألأ بهم والحارة تسكن وتطمئن بوجودهم.
ولا يشك عاقل ولا يرتاب لبيب أن مثل هذا الخير يثير حفيظة الأعداء(1) ويغيظ صدورهم ويزعزع عروشهم ويضعف قوتهم ويهدِّم أفكارهم ويكسّر قواعدهم وأصولهم فمن البديهي أن يسعى هؤلاء جادين في إطاحة مثل هذا الخير وليس هذا مثيراً للعجب والغرابة.
ولكن الذي يثير العجب ويدعو إلى الغرابة ويضحك ويبكي هو أن تتضافرَ الجهود وتُحاكَ المؤامرات وتُدبّرَ المكائد وتَصدرَ الخيانات من قوم شابت لحاهم في السنة(2) وكنا نحسبهم دروعا وأنصارا فكانوا..!!
ولكن للأعادي!!
وحسبي قول الشاعر:
وإخوان حسبتهم دروعــــا ******* فكانــــــوها ولكن للأعادي!
حسبتهم سهاما صـائبــــات******* فكـــانوها ولكن في فؤادي!
وقالوا قد صفت منا قلـوب ******* لقد صدقوا ولكن من ودادي!
((تشابهت قلوبهم)) ((ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)) فقد أصبح المسجد خاويا على عروشه
فبعد أن انتُزع المسجد ظلما وعدوانا من أهل السنة و تحت دون أي مبرر(3) وفقد طلاب العلم بغيتهم المنشودة من الدروس العلمية والتصفية والتربية التي تفيأوا ظلالها عدد سنين نفروا عنه وانتقلوا إلى غيره(4) واصبح الخمول والكأبة يدبان في أرجائه.
و كان كما قيل:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا******* أنيس ولم يسمر بمكة سامر.
ولا شك ان نفور الصالحين من مكان من الأمكنة سبب لضعف الخير فيه ووجود الصالحين سبب لحلول الخير فيه كما قال الله عزوجل ((الذين ان مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور))
البرهان الثاني: هوان القائمين عليه عند العامة وتجرؤهم عليهم وتسيير المسجد على مقتضى أهوائهم.
اعلم أيها الطالب للحق أن للمساجد حرمات وحدود حدها الله جل وعلا وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم ولها سلاطين يقومون عليها ويديرونها ولها حقوق علينا
قال تعالى (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار))
قال العلامة السعدي: هذان مجموع أحكام المساجد، فيدخل في رفعها، بناؤها، وكنسها، وتنظيفها من النجاسة والأذى، وصونها من المجانين والصبيان الذين لا يتحرزون عن النجاسة، وعن الكافر، وأن تصان عن اللغو فيها، ورفع الأصوات بغير ذكر الله.
{ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } يدخل في ذلك الصلاة كلها، فرضها، ونفلها، وقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، وغيره من أنواع الذكر، وتعلم العلم وتعليمه، والمذاكرة فيها، والاعتكاف، وغير ذلك من العبادات التي تفعل في المساجد، ولهذا كانت عمارة المساجد على قسمين: عمارة بنيان، وصيانة لها، وعمارة بذكر اسم الله، من الصلاة وغيرها، وهذا أشرف القسمين، ولهذا شرعت الصلوات الخمس والجمعة في المساجد، وجوبا عند أكثر العلماء، أو استحبابا عند آخرين. ثم مدح تعالى عمارها بالعبادة فقال: { يُسَبِّحُ لَهُ } إخلاصا { بِالْغُدُوِّ } أول النهار { وَالآصَالِ } آخره أ.ه. كلامه رحمه الله.
فمتى وكلت المساجد الى غوغاء الناس ودهمائهم ضيعت حقوقها وانتهكت حرماتها وتعديت حدودها وافتُئت على سلاطينها
وهذا هو حال المسجد اليوم فقد أصبح أمره مؤسف وحاله مبكي فأمر تسيير المسجد موكل إلى عوام الناس مما أدى إلى الاخلال بحقوقها وأحكامها من اضطراب أوقات الصلوات وتخفيفها إلى مرحلة تخل بطمأنينتها وخشوعها و من عدم انتظام الإمامة فيها ومن نزع المهابة من المسجد ومن القائمين عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون
البرهان الثالث: تهدُم الجهد الذي دام سبع سنوات في أعمار المسجد بالعلم والسنة.
إن السعي في اقامة الخير وإرساء قواعده ليس بالأمر الهين بل إن من انبرى للقيام بهذا العمل العظيم فلابد له من أن يعد العدة من التسلح بالعلم الشرعي ولبس لامة الصبر والتحلي بثبات القدم ورباطة الجأش لأن حكمة الله اقتضت معاداة من جاء بالخير ودعا إليه والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر.
وهذا ماحدث فعلا فقد دامت فترة الإعمار سبع سنوات يتخللها بين الحين والآخر محاولات للتخريب والإعاقة لكنها تُواجه بالصمود والثبات فتبوء بالفشل لأن العدو ظاهر وكيده مفضوح.
ولكننا فوجئنا بأن من كانوا يحمون ظهورنا ونحمي ظهورهم وجّهوا سهامهم إلينا وحرفوا مقاتلتهم قِبَلَنا فجاءونا على حين غرة منا فكشف الله لنا أمرهم وفضحهم شر فضيحة وانقلبت الدائرة عليهم ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))
فقد جنوا على الخير الذي كان قائما في المسجد على قدم وساق وكان يجني ثماره الكثير من الناس فكان نتيجة جنايتهم توقف هذا الخير في المسجد وحرمان أهل المسجد منه نسأل الله السلامة والعافية.
تعليق:
أبي محمد أحمد بن محمد الوحيشي
(1)من المبتدعة من الاخوان المسلمين واذنابهم من السروريين وجماعة التبليغ والصوفية والشيعة وغيرهم فهؤلاء هم أعداء السنة في كل زمان ومكان
(2)كما هو الحال عند الصوملي وغيره ممن يحمل راية التوقف
(3)لما عجز الصوملي عن إثبات أي حجة في إخراج الشيخ عبد الرقيب الكوكباني من المسجد صار ينكر أنه فعل هذه الفعلة الشنعاء.
(4) لقد أصبح الآن جميع طلاب العلم ممن كان يحضر عند الشيخ عبد الرقيب في مسجد الرحمن يحضرون مسجد السنة بسعوان القائم عليه الشيخ الفاضل السلفي الأثري محمد بن مانع أطال الله في عمره وسلمه من كل سوء ومكروه والقائم على التدريس فيه الشيخ عبد الرقيب الكوكباني حفظ الله الجميع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد اّلا إلاه إلّا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد:
فهذه أيضا براهين واضحة وأدلة ساطعة تدل على مدى الإنهيار والضياع الذي حصل لمسجد الرحمن بعد انتزاعه من أهل السنة وزحزحة الشيخ عبد الرقيب الكوكباني من إمامته.
البرهان الأول: نفور طلاب العلم من المسجد وانتقال الساكنين من أهل السنة عنه.
إنّ من سمات البقاع الطيبة والأماكن الخيرة إقبال الصالحين عليها ووفودهم إليها ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على سكنى المدينة كما جاء في مسلم عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (( وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ))
وكما في قصة القاتل مئة نفس حين أرشده العالم إلى سكنى البلاد التي فيها الصالحون حيث قال: ((اذهب إلى أرض كذا وكذا فإن فيها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء)) أخرجه الشيخان عن أبي سعيد
لأن ذلك أدعى لاستقامته وبعده عن الشر.
ولقد كان المسجد على مدى سنوات عديدة يفد إليه طلاب العلم من أماكن شتى ومناطق متفرقة حتى إن كثيراً منهم سكن بجوار المسجد فأصبح المسجد يتلألأ بهم والحارة تسكن وتطمئن بوجودهم.
ولا يشك عاقل ولا يرتاب لبيب أن مثل هذا الخير يثير حفيظة الأعداء(1) ويغيظ صدورهم ويزعزع عروشهم ويضعف قوتهم ويهدِّم أفكارهم ويكسّر قواعدهم وأصولهم فمن البديهي أن يسعى هؤلاء جادين في إطاحة مثل هذا الخير وليس هذا مثيراً للعجب والغرابة.
ولكن الذي يثير العجب ويدعو إلى الغرابة ويضحك ويبكي هو أن تتضافرَ الجهود وتُحاكَ المؤامرات وتُدبّرَ المكائد وتَصدرَ الخيانات من قوم شابت لحاهم في السنة(2) وكنا نحسبهم دروعا وأنصارا فكانوا..!!
ولكن للأعادي!!
وحسبي قول الشاعر:
وإخوان حسبتهم دروعــــا ******* فكانــــــوها ولكن للأعادي!
حسبتهم سهاما صـائبــــات******* فكـــانوها ولكن في فؤادي!
وقالوا قد صفت منا قلـوب ******* لقد صدقوا ولكن من ودادي!
((تشابهت قلوبهم)) ((ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)) فقد أصبح المسجد خاويا على عروشه
فبعد أن انتُزع المسجد ظلما وعدوانا من أهل السنة و تحت دون أي مبرر(3) وفقد طلاب العلم بغيتهم المنشودة من الدروس العلمية والتصفية والتربية التي تفيأوا ظلالها عدد سنين نفروا عنه وانتقلوا إلى غيره(4) واصبح الخمول والكأبة يدبان في أرجائه.
و كان كما قيل:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا******* أنيس ولم يسمر بمكة سامر.
ولا شك ان نفور الصالحين من مكان من الأمكنة سبب لضعف الخير فيه ووجود الصالحين سبب لحلول الخير فيه كما قال الله عزوجل ((الذين ان مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور))
البرهان الثاني: هوان القائمين عليه عند العامة وتجرؤهم عليهم وتسيير المسجد على مقتضى أهوائهم.
اعلم أيها الطالب للحق أن للمساجد حرمات وحدود حدها الله جل وعلا وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم ولها سلاطين يقومون عليها ويديرونها ولها حقوق علينا
قال تعالى (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار))
قال العلامة السعدي: هذان مجموع أحكام المساجد، فيدخل في رفعها، بناؤها، وكنسها، وتنظيفها من النجاسة والأذى، وصونها من المجانين والصبيان الذين لا يتحرزون عن النجاسة، وعن الكافر، وأن تصان عن اللغو فيها، ورفع الأصوات بغير ذكر الله.
{ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } يدخل في ذلك الصلاة كلها، فرضها، ونفلها، وقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، وغيره من أنواع الذكر، وتعلم العلم وتعليمه، والمذاكرة فيها، والاعتكاف، وغير ذلك من العبادات التي تفعل في المساجد، ولهذا كانت عمارة المساجد على قسمين: عمارة بنيان، وصيانة لها، وعمارة بذكر اسم الله، من الصلاة وغيرها، وهذا أشرف القسمين، ولهذا شرعت الصلوات الخمس والجمعة في المساجد، وجوبا عند أكثر العلماء، أو استحبابا عند آخرين. ثم مدح تعالى عمارها بالعبادة فقال: { يُسَبِّحُ لَهُ } إخلاصا { بِالْغُدُوِّ } أول النهار { وَالآصَالِ } آخره أ.ه. كلامه رحمه الله.
فمتى وكلت المساجد الى غوغاء الناس ودهمائهم ضيعت حقوقها وانتهكت حرماتها وتعديت حدودها وافتُئت على سلاطينها
وهذا هو حال المسجد اليوم فقد أصبح أمره مؤسف وحاله مبكي فأمر تسيير المسجد موكل إلى عوام الناس مما أدى إلى الاخلال بحقوقها وأحكامها من اضطراب أوقات الصلوات وتخفيفها إلى مرحلة تخل بطمأنينتها وخشوعها و من عدم انتظام الإمامة فيها ومن نزع المهابة من المسجد ومن القائمين عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون
البرهان الثالث: تهدُم الجهد الذي دام سبع سنوات في أعمار المسجد بالعلم والسنة.
إن السعي في اقامة الخير وإرساء قواعده ليس بالأمر الهين بل إن من انبرى للقيام بهذا العمل العظيم فلابد له من أن يعد العدة من التسلح بالعلم الشرعي ولبس لامة الصبر والتحلي بثبات القدم ورباطة الجأش لأن حكمة الله اقتضت معاداة من جاء بالخير ودعا إليه والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر.
وهذا ماحدث فعلا فقد دامت فترة الإعمار سبع سنوات يتخللها بين الحين والآخر محاولات للتخريب والإعاقة لكنها تُواجه بالصمود والثبات فتبوء بالفشل لأن العدو ظاهر وكيده مفضوح.
ولكننا فوجئنا بأن من كانوا يحمون ظهورنا ونحمي ظهورهم وجّهوا سهامهم إلينا وحرفوا مقاتلتهم قِبَلَنا فجاءونا على حين غرة منا فكشف الله لنا أمرهم وفضحهم شر فضيحة وانقلبت الدائرة عليهم ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))
فقد جنوا على الخير الذي كان قائما في المسجد على قدم وساق وكان يجني ثماره الكثير من الناس فكان نتيجة جنايتهم توقف هذا الخير في المسجد وحرمان أهل المسجد منه نسأل الله السلامة والعافية.
تعليق:
أبي محمد أحمد بن محمد الوحيشي
(1)من المبتدعة من الاخوان المسلمين واذنابهم من السروريين وجماعة التبليغ والصوفية والشيعة وغيرهم فهؤلاء هم أعداء السنة في كل زمان ومكان
(2)كما هو الحال عند الصوملي وغيره ممن يحمل راية التوقف
(3)لما عجز الصوملي عن إثبات أي حجة في إخراج الشيخ عبد الرقيب الكوكباني من المسجد صار ينكر أنه فعل هذه الفعلة الشنعاء.
(4) لقد أصبح الآن جميع طلاب العلم ممن كان يحضر عند الشيخ عبد الرقيب في مسجد الرحمن يحضرون مسجد السنة بسعوان القائم عليه الشيخ الفاضل السلفي الأثري محمد بن مانع أطال الله في عمره وسلمه من كل سوء ومكروه والقائم على التدريس فيه الشيخ عبد الرقيب الكوكباني حفظ الله الجميع.
تعليق