• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تذكير الشاني ببيان أنه ليس من الطعن قول الشيخ ربيع المدخلي:سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (تذكير الشاني ببيان أنه ليس من الطعن قول الشيخ ربيع المدخلي:سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رسالة:
    تذكير الشاني

    ببيان أنه ليس من الطعن
    قول الشيخ ربيع المدخلي:
    سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني.
    وهي قد كتبت من نحو سنة ونصف من تاريخ نشرها الليلة على الشبكة.
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله أسامة بن محمد; الساعة 10-08-2010, 02:23 AM.

  • #2
    تذكيــــــر الشــــــــــاني



    ببيان أنه ليس من الطعن


    قول الشيخ ربيع المدخلي:




    "سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني"


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، ورضي الله عن الصحب ومن والاه، واتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
    فقد عاب بعض القاصرين المَعِيبين على الشيخ العلامة، والحبر الفهامة، إمام السلفيين، ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- قوله:

    « سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني»

    وكان هذا القول في سياق دفاع الشيخ ربيع عن الشيخ الألباني -رحمه الله- في شريط له على حد ما كنت قرأته من كلام الشيخ ربيع في رده -الذي ليس بحوزتي الآن- على هذا العائب، وتجلية للأمر، وإحقاقًا للحق، وإنصافًا للخلق أقول:
    إن جل بل كل من يطعنون في الشيخ ربيع اليوم مدعين الانتساب إلى مذهب الشيخ الألباني أو الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين -رحمهم الله- ليسوا في العير ولا في النفير، ولا هم منهم في قبيل ولا دبير، فلا هم على طريقة ربيع ولا هم على طريقة الألباني ولا ابن باز ولا ابن عثيمين، وكيف يكونون على طريقة هؤلاء العلماء وهم الذين زكوا الشيخ ربيعًا؟!
    وكيف يكونون على طريقة هؤلاء والشيخ ربيع على طريقتهم واعتقادهم ومنهجهم؟!
    إذن فإن مثل هذه الطعون مع دعوى الانتساب إلى هؤلاء الأجِلّة مما يؤكد خبث هؤلاء العائبين والطاعنين على الشيخ ربيع، الذي جند نفسه للدفاع عن مذهب السلف، وأصول السلف، واعتقاد السلف، في زمن عز فيه النصير لهذا المذهب، واشتدت فيه غربة السنة وأهلها -إي وربي- فهذه الطعون فيه -حفظه الله- تدل على أن وراء الأكَمَة ما وراءها من التعصب على المذهب السلفي، ونصرة المذاهب الباطلة، والآراء العاطلة، والتحزب على علماء المنهج السلفي وطلابه، والصد عن منهج السلف الصالح فمن قصد الشيخ ربيعًا بالطعن فإنما قصد المنهج السلفي نفسه وقصد سائر حملة هذا المنهج.
    وإن كانت مثل تلك الطعون إنما يعود وبالها على أصحابها إلا أنهم صدوا جِبِلاًّ كثيرًا عن الدخول في هذا المذهب السلفي النقي الصافي، وأخرجوا منه جبلاً كثيرًا بشبهاتهم وشهواتهم، وثبَّتوا المبطل على باطله، وأفسدوا فطر كثيرٍ من الناس، وصرنا إلى زمان أصبحت السنة فيه بدعة، والبدعة فيه سنة، والحق باطلاً، والباطل حقًا، وكَثُر أصحاب الأهواء والجهالات -لا كثرهم الله- وقل أنصار المذهب السلفي، ولا يخفى أن كثيرًا من الناس إنما يغتر بالكثرة ويستوحش من القلة، ولا يخفى أن لكل ناعق أتباعًا بغض النظر عما ينعق به.
    وهؤلاء على كثرتهم وكثرة كلامهم لم ينصروا سنة ولم يكسروا بدعة، وحالوا بين الناس وبين العلماء فحرموهم الخير الكثير، والعلم الوفير، وجنوا عليهم جناية عظيمة ولو خُلِّي بين هؤلاء وبين العلماء لكان لهم شأن آخر، ولكن لله في خلقه شئون، وهو -سبحانه- أعلم حيث يجعل رسالته، وعلمه، وفضله.
    ومع كثرة الأحزاب واجتماعها على أهل السنة تجد الله -سبحانه وتعالى- مؤيدًا لأهل السنة، وناصرًا لهم، ومظهرًا مذهبهم على سائر المذاهب، وهذه سنته –سبحانه– فيمن نصر دينه.
    وهذا أمر لا يخفى -والله– إلا على من أعمى الله بصيرته فلا يرى الأمور على ما هي عليه، فنصرة المذهب السلفي وظهوره على غيره مع قلة أنصار ذلك المذهب آية من آيات الله، وإنها لكافية في بقاء وثبات السلفي على مذهبه، بل كافية في دخول أعداء ذلك المذهب من مبتدعة وكافرين في هذا المذهب السلفي ولكن الأمر لله من قبلُ ومن بعدُ، يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، وهو العليم الحكيم، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وإن الله -سبحانه– يؤيد هذا الدين في كل عصر بطائفة من الصالحين، يتقدمهم أهل الحديث ينصرون هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز به الإسلام والسنة ومذهب السلف، وذلاً يذل به الكفر والبدعة ومذاهب الخلف، ومن هؤلاء العلماء الأفاضل، والنبلاء الأماثل، الشيخ الإمام، والعلم الهمام، والمجاهد الصابر، والمحدث النحرير، ناصر السنة، وقامع البدعة، ناصر التوحيد، وداحر الشرك العلامة المجتهد أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله، وسدد على طريق السنة خطاه- وقد أدرك هذا الشيخ جماعة من كبار أهل العلم وعلى رأسهم الشيخ ابن باز والشيخ الألباني، والشيخ ابن عثيمين والشيخ مقبل -رحمهم الله تعالى- وغير هؤلاء كثير.
    ومعلوم أن كثرة العلماء العاملين بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة سبب عظيم لنشر السنة وقمع البدعة، وإعزاز أهل السنة وشد عضدهم، وإذلال أهل البدعة وكسر شوكتهم، ففي زمن اجتماع هؤلاء حيي كثير من السنن المجهولة والمهجورة، ومات كثير من البدع، ومن سنن الله في عباده أنه فضل بعضهم على بعض، ومن ذلك أنه فضل بعض أهل العلم على بعض، فمنهم من فاق في باب من أبواب العلم وغلب عليه حتى صار عَلَمًا على هذا العلم، ومنهم من فاق في باب آخر من أبواب العلم وغلب عليه حتى صار عَلَمًا على هذا العلم، وهكذا ثالث ورابع إلى آخر ما شاء الله من ذلك.
    وقد كان هؤلاء الأئمة المذكورون مشتركين في علوم الدين، لكن غلب على بعضهم مالم يغلب على بعضهم الآخر مع اشتراك جميعهم في أصل تلك العلوم، وليكن كلامنا هنا عن الشيخ الألباني والشيخ ربيع، فكل منهما له خدمة للسنة والتوحيد والحديث والذب عن السنة وأهل السنة، والرد على أهل البدع، ورد بدعهم، وشبههم وكشفها وهتك أستارها، وبيان عوارها والدعوة إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، ولكن لا يخفى على طلاب العلم فضلاً عن العلماء أن الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- قد فاق جميع أهل عصره بما فيهم الشيخ ربيع -حفظه الله- في علم الحديث والسنة، وخدمة الحديث والسنة، وتقريب ذلك إلى الأمة بمؤلفات في ذلك لا يعرف مثلها لغيره من أهل عصره -رحمه الله- وهو في ذلك أخذ بحظ وافر من بيان عقيدة التوحيد والرد على المخالفين، ومناظرة بعضهم، وإحياء كثير من السنن المهجورة والمجهولة وإماتة كثير من البدع والمنكرات فملأ الأرض علمًا -رحمه الله تعالى- وفي المقابل نجد الشيخ ربيعًا -حفظه الله- قد فاق جميع أهل عصره بما فيهم الألباني -رحمه الله- من جهة تأليفه وتصنيفه المؤلفات والمصنفات والردود المستقلة الكثيرة التى ترد على أهل الأهواء أهواءهم، والتي تبين منهج السلف الصالح وأصول السنة بجلاء ووضوح وفاصل أهل الأهواء في معركة حامية الوطيس لا تزال قائمة إلى اليوم بما لا يعرف مثله للشيخ الألباني -رحمه الله- على التفصيل الذي أبنت لك عن وجهة، وكل ميسر لما خلق له، فلو كان الشيخ الألباني -رحمه الله- في مقام الشيخ ربيع –حفظه الله- اليوم لما استطاع أن يؤلف المؤلفات الحديثية التي خدمت سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خدمة عظيمة، وعنيت بها عناية جليلة؛ ذلك لأن التصنيف والتأليف في هذا العلم يحتاج إلى جمع همة المؤلف والمصنف على ما يريد تأليفه وتصنيفه، فلو كانت همته تفرقت هنا وهناك في أبواب العلوم الأخرى بنفس الدرجة لما استطاع أن يقوم بما قام به من تلك الخدمة الجليلة لعلم الحديث.
    وإن كان -رحمه الله- لا يكاد يترك مخالفًا في مسالة من مسائل الشرع إلا ورد عليه، وهذا مبثوث بكثرة في بطون كتبه -رحمه الله- فكثير من ردوده -رحمه الله- تابع لمؤلفاته وتعليقاته، بل أكثرها في نظري كذلك، بخلاف مؤلفاته الحديثية فإنها أو أكثرها على سبيل الاستقلال لا على سبيل التبعية كما هو الشأن في أكثر ردوده كما سبق، وإن كان هذا لا يمنع من وجود مؤلفات له في الردود على سبيل الاستقلال.
    وفي المقابل تجد الشيخ ربيعًا قد أكثر من المؤلفات والمصنفات في الردود على سبيل الاستقلال، لا على سبيل التبعية وإن كان هذا لا يمنع من وجود مؤلفات له في الحديث وغيره متضمنة للردود على سبيل التبعية.
    إذا علمت ما ذكر فاعلم أن أهل العلم يعترف بعضهم للأخر بتقدمه في العلم الذي تقدم فيه وبرَّز فيه.
    فتجد الشيخ ربيعًا يثني على جهود الألباني -رحمه الله- في خدمة الحديث النبوي ثناءً بالغًا ولم لا؟!
    ومعلوم أن أهل العلم والفضل هم الذين يقدرون غيرهم من أهل العلم والفضل قدرهم.
    وبالمثل تجد الشيخ الألباني -رحمه الله- يثني على جهود الشيخ ربيع في باب الرد على المخالف ثناءً بالغًا، فيصفه بحامل راية الجرح والتعديل وبحق في هذا العصر وأن الذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدًا، وأن العلم معه أو كما قال -رحمه الله-.
    ولاشك في أن التصحيح والتضعيف والتحقيق في باب الحديث النبوي فرض كفائي، فمن قام به فقد رفع الحرج عن الباقين؛ لأن الفرض الكفائي إذا قام به من يكفي رُفع الحرج عن الباقين، وإلا أثموا جميعًا، ومعلوم قيام الشيخ الألباني -رحمه الله- بهذا الواجب في زمرة القائمين به، غير أن له قصب السبق والتقدم في هذا على غيره من أهل عصره ممن شاركه في هذا الباب من أبواب العلم، فأقول فيه كما قال ابن القيم في شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في القصيدة النونية المسماة بـ(الكافية الشافية ...) حيث قال:

    فالله يجزيه الذي هو أهله ..... من جنة المأوى مع الرضوان

    وفي المقابل تجد الشيخ ربيعًا -حفظه الله- قد قام في زمرة القائمين بالفرض الكفائي في باب الرد على المخالف، غير أن له الحظ الأكمل، والنصيب الأوفر، والمكيال الأوفى، واليد الطـولى في ذلك على غيره من أهل عصره ممن شاركه في هذا الباب من أبواب العلم على الوجه الذي بينته لك، والتفصيل الذي كشفت لك عنه، فكن منه على ذُكر.
    فأقول فيه أيضًا ما قاله ابن القيم -رحمه الله- في شيخ الإسلام –رحمه الله-:

    فالله يجزيه الذي هو أهله ..... من جنة المأوى مع الرضوان.

    فالشيخ الألباني قد قام بفرض كفائي يشكر عليه، والشيخ ربيع المدخلي قد قام -ولا يزال- بفرض كفائي يشكر عليه، فنحن نشكرهما ولا نَكْفُرُهما، ولا نَكْفُر أحدًا منهما، ونبغض من يكفرهما؛ لأن كلاً قام –فيما نحسب- بما أوجب الله عليه من ذلك، واعلم أنه قد يكون المفضول من العلوم فاضلاً باعتبار ما، ومن المعلوم أن العلوم تتفاضل، وليست في درجة واحدة، ولا رتبة واحدة، ولا منزلة واحدة.
    يوضح ذلك حديثُ ابن عباس -رضي الله عنهما- المتفق عليه في بعثه معاذًا -رضي الله عنه- إلى اليمن، فأمره -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالأفضل فالأفضل، والأولى فالأولى، والأوجب فالأوجب، بل أسماء الله تتفاضل، فمن أسمائه الاسم الأعظم، وإن كانت كل أسمائه -سبحانه- حسنى، وسور القرآن تتفاضل، فالفاتحة أعظم سورة فيه كما في الحديث، والآيات تتفاضل، فآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله كما في الحديث، وإن كان جميعه كلام الله، وإن كان كله عظيمًا، والرسل تتفاضل فليسوا سواءً في الرتبة، قال -تعالى-:
    {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} وعلوم الرسل تتفاضل، فالقرآن أعظم الكتب المنزلة من عند الله، وأصحاب الأنبياء يتفاضلون فأصحاب النبي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خير من سائر أصحاب الأنبياء، والصحابة يتفاضلون في العلم وهذا معلوم، وكذلك العلماء يتفاضلون في كل عصر، وقد قال–تعالى-: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)} بل علم الرجل الواحد يتفاضل من زمن إلى زمن، قال -تعالى- لنبيه محمدٍ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}
    وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}
    والتفاضل في العلم يعلمه كل طالب علم من نفسه، وأنه يزيد علمًا فوق علم، وعلما بعد علم، إلى ما شاء الله له.
    إذا علم هذا فما كان من العلوم مفضولاً قد يكون فاضلاً باعتبارٍ ما كمسيس الحاجة إليه في وقت من الأوقات لتحقيق مصلحة أو دفع مفسدة.
    فالتفاضل بين هذه الأمور كلها قائم، وإن كانت كلها فاضلة.
    ولو نظرنا في حال الألباني -رحمه الله- لوجدنا أن الله –عز وجل- قد أوجده في زمن قد خيمت فيه ظلمات الشرك والبدع في أكثر الأقطار الإسلامية، فدعا إلى التوحيد ونبذ الشرك، ودعا إلى مذهب السلف الصالح ورد البدع والمحدثات، وقام بنفض الغبار عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وجاهد وجد في إحيائها وبيان صحيح السنة من سقيمها، فعرف الناس مالم يكونوا يعرفونه من قبل، وصاروا يميزون بين الحديث الصحيح والضعيف، ويقفون عند الأدلة، فأحيا في الناس ما لم يحيه غيره، فقد كان الناس قبل -إلا من رحم الله- لا يميزون بين الشرك والتوحيد ولا بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف، ولا بين السنة والبدعة، فقد كانت البدع قد عششت، وباضت، وفرخت، فجاء الله بهذا العَلَم المجدد للدين، فأحيا من الدين ما كان دارسًا، وكل الناس اليوم أو جلهم عالة على الألباني -رحمه الله- وعيال على كتبه وتصانيفه خصوصًا في علم الحديث، فلله دره، لقد أحيا الدليل في الناس وشن حربًا على المذهبية الصماء البكماء العمياء التي كانت سببًا كبيرًا في الصد عن اتباع الدليل والأثر.
    ولا يكاد يطمئن قلب طالب علم اليوم إلا بعد أن يعرف حكم الألباني على الحديث صحة وضعفًا، وإن كان لا يلزم من هذا قبول غيره من أهل العلم لكل أحكامه على جميع الأحاديث، فلا نزال نسمع من يخالف الألباني -رحمه الله- في حكمه على بعض الأحاديث كشيخنا العلامة -مقبل بن هادى الوادعي -رحمه الله تعالى-، والمقصود هنا أن الشيخ الألباني -رحمه الله– قد خدم دين الإسلام، كتابًا وسنة ومذهب السلف الصالح خدمة جليلة لا ينكرها إلا جاهل مُفْرط في الجهل، أو مكابر معاند، أو منافق، أو كافر.
    وهو -رحمه الله- إلى الآن لم يخلف بعده مثله في بابه، فهذا الشيخ ربيع -حفظه الله– فضلاً عن غيره- مع إمامته وتقدمه في علم الحديث في هذا العصر تجده يعزو الحكم على بعض الأحاديث إلى الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-، وليس هذا عجزًا منه –حفظه الله– عن القيام بتحقيق مثل تلك الأحاديث؛ لأن إمامته في هذا الباب -أيضًا- تدفع عنه هذا العجز، فإن للرجل كلامًا متينًا على الأحاديث التي يتكلم عليها يدل على ذكائه وعلمه وتبحره في هذا الفن وإتقانه له وإمامته في ذلك، ولكن هذا لا يمنع من أن يستفيد من غيره من العلماء كالشيخ الألباني -رحمه الله– لسبب أو لآخر لا يعود على الشيخ بوصفه بالعجز في تحقيق مثل تلك الأحاديث -وحاشاه من ذلك- إذ يُتصور أن يكون الشيخ بحث الحديث وعلم صحته ولكنه عزا تصحيحه للألباني إذ وافقه على تصحيحه، مراعاة لجانب إمامة الشيخ الألباني وتقدمه على غيره في علم الحديث، ولجلالة الشيخ الألباني في هذا الباب عند الموافق والمخالف –في الجملة– لمنهج الشيخ ربيع –حفظه الله– فيُتصور أنّ الشيخ ربيعًا يراعي جانب المخالف في هذا فيعزو إلى من اتفق عليه الموافق والمخالف لربيع، ويتصور أن الشيخ ربيعًا لم يتفرغ لبحث وتحقيق مثل تلك الأحاديث بعينها فاطلع على كلام الشيخ الألباني وتحقيقه للحديث فاكتفي به إذ لم يكن عنده ما يدفع حكم الألباني عليه، ويكون هذا من باب قبول خبر الثقة، وقد يتصور غير ذلك مما يليق بمنصب الشيخ ربيع في علم الحديث ولا يعود على الشيخ ربيع -حفظه الله– في هذا الباب بالطعن، وعلى كل حال، فالشيخ الألباني -رحمه الله- قد كفى كثيرين في باب الحكم على الأحاديث صحةً وضعفًا.
    ولا شك أن خدمة الحديث والسنة، والدعوة إلى التوحيد والسنة، والدعوة إلى الدليل، والدعوة إلى نبذ الشرك، وترك العمل بالأحاديث الضعيفة والموضوعة -إذ إن لها عظيم الأثر السيء في الأمة- والدعوة إلى نبذ العصبية المذهبية والتقليد، كل ذلك هو من صلب السلفية وصميمها.
    فقد كان الشيخ الألباني -رحمه الله- عالمًا سلفيًا في معتقده ومنهجه وأحكامه، وهو من جملة أفراد قليلين دعوا إلي المذهب السلفي بقوة ودندنوا حول رد الناس إلى مذهب السلف، وهذا واضح للعميان -فضلاً عن البصراء- في مؤلفات الشيخ -رحمه الله- وفي كتبه وأشرطته، فما أكثر ذكره لخطبة الحاجة التي فيها حثُّ المؤمنين على القول السديد وأن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة، وأن كل بدعة ضلالة، وأن كل ضلالة في النار!!
    وما أكثر ذكره لحديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهى الجماعة التي هي على مثل ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأصحابه-رضي الله عنهم-.
    فكل هذا وغيره مما فيه نصرة الشيخ الألباني -رحمه الله- للمذهب السلفي، مما يدل على أن هذا الرجل علم على رأسه نارٌ في نصرة هذا المذهب، فرحمه الله، ورضي عنه وأرضاه، وجعل الفردوس الأعلى داره ومأواه.
    وليعلم أنى لست ها هنا بصدد ترجمة للشيخ الألباني -رحمه الله- ولكن لابد من الإشارة -على الأقل- إلى أن الرجل كان ضاربًا في الفقه وأصوله بسهم قوي جدًا، أما الحديث فلا تسل عن إمامته وتقدمه على غيره فيه في عصره وإلى الآن، وأما ذكاؤه فلا تسل عن فِرَط ذكائه وأما سنيته فلا تسل عنها، وحسبك أن تعرف أن كل صاحب هوى عدو للألباني، وأن الألباني عدو لكل صاحب هوى وأما مؤلفاته وتصانيفه فلا تسل عن كثرتها وعن مدى القبول الذي كتب لها في حياته وبعد موته، وقد أقر الله عينه بذلك في حياته، ونرجو من الله -سبحانه وتعالى- أن يديم بها النفع وأن يجزيه على ما قدم وأخر للإسلام والسنة ومذهب السلف خير الجزاء.
    إن كثيرًا من السلفيين اليوم -أو أكثرهم حسنة من حسنات الشيخ الألباني -رحمه الله- وإن مكتبة ليس فيها كتب الشيخ الألباني -رحمه الله– لمكتبة قاصرة ناقصة.
    إن كبار العلماء في عصر الألباني قد استفادوا من كتب الألباني ومن مؤلفاته ومصنفاته وأشرطته -فضلاً عن طلبة العلم– ومن هؤلاء العلماء الذين استفادوا من علم الألباني الشيخ ربيع -حفظه الله-، وما أعظم فرح السلفيين وسعادتهم بتزكية الشيخ الألباني -رحمه الله- للشيخ ربيع -حفظه الله-!! تلك الدندنة بتلك التزكية من الشيخ الألباني للشيخ ربيع، إن دلت على قدر وعلو كعب من زكاه الألباني وهو الشيخ ربيع، فإنها تدل -أيضًا- على قدر الألباني -رحمه الله- الذي اعتمد السلفيون تزكيته له، وسُرُّوا بها، وسعدوا بها؛ ذلك لأنه إن كان عظم قدر المزكي يدل على عظم قدر التزكية، فإن هذه التزكية وعظم قدرها يدل على عظم قدر المزكِّي عند هؤلاء السلفيين، وإلا لما كان لمثل هذه التزكية كبير قدر.
    وكيف لا تدل على عظم قدر صاحبها، ألا وهو الشيخ الألباني –رحمه الله- وقد صُدِّرت في بعض كتب الردود للشيخ ربيع -حفظه الله- والظاهر إقراره لمثل هذه التزكية لكتبه وردوده، إن لم تكن من تصديره لها بنفسه، فإنها في صدر كتبه تلك المنشورة على مسمع ومرأًى منه -حفظه الله-.
    فالألباني إذن رجل عظيم القدر، يعتد أهل العلم بتزكيته كما يعتدون بتجريحه، ولم لا، والألباني كان مشتغلاً بعلم الحديث جرحًا وتعديلاً، وَمَنْ هذا الذي يُعْتَدُّ بكلامه في الجرح والتعديل إن لم يعتد بجرح وتعديل أهل الحديث عمومًا وهم أهل هذا الشأن، وبجرح وتعديل الشيخ الألباني خصوصًا وهو إمام هذا الزمان في هذا العلم؟!
    وهذا مضبوط بضوابطه وقواعده العلمية والحديثية عند أهل العلم، بل لعل تزكية الشيخ الألباني للشيخ ربيع تعتبر أعظم التزكيات له في نظري بعد تزكية أقواله وأعماله ومصنفاته التي خدمت المنهج السلفي له –حفظه الله-.
    فمن أعظم أسباب ذيوع صيت الشيخ ربيع واعتماد كلامه، تزكية العلامة الإمام الجبل أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- له -حفظه الله-.
    فإن كان هذا شأن السلفيين وشأن ربيع مع الألباني، فهل يتصور حينئذ أن يكون قول الشيخ ربيع –حفظه الله– وهو في سياق الثناء على الألباني –رحمه الله-: سلفيتنا أقوى أو أفضل من سلفية الألباني، هل يتصور والشأن ما ذكر أن الشيخ ربيعًا -حفظه الله- يطعن بهذه العبارة في سلفية الألباني -رحمه الله-؟! اللهم لا إلا عند من يضيق صدره عن فهم كلام أهل العلم وتقديره قدره، ووزنه وزنه، ومن فهم الكلام بدون نظر إلى سياقه من سباقه ولحاقه فقد ساء فهمه، ومثل هذا لا يعتد بفهمه في صدوره ولا وروده.
    فأهل السنة يزكي بعضهم بعضًا، لا أنهم يطعن بعضهم في بعض، وأهل السنة عمومًا لهم مودة ومحبة في قلوب سائر إخوانهم من أهل السنة مصداق قول الله –تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} فما الظن بمحبة أهل السنة لكبار علمائهم؟! إنها –والله– مودة عظيمة ومحبة كبيرة، لا يعرف قدرها من حُرمها، فاللهم إنا نسألك أن تكتب لنا مودة ومحبة في قلوب عبادك المؤمنين، وأن تكتب مودتهم ومحبتهم في قلوبنا.
    ومما يحسن ذكره هنا أن الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا -حفظه الله-([1]) قد اعتبر الشيخين ابن عثيمين، والوادعي، مجددين في الفقه، واعتبر الشيخ الألباني مجددًا في الحديث، واعتبر الشيخ ربيعًا مجددًا للدين كله.
    ولما كان الكلام هنا متعلقًا بالشيخ ربيع، أقول:
    أما كون الشيخ الألباني مجددًا في الحديث فهذا مما لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان، وهو من أوضح من شمس النهار، بل هو أوضح من أن يقام الدليل على صحته.

    وليس يصح في الأذهان شيء ..... إذا احتاج النهار إلى دليل

    أما كون الشيخ ربيع مجددًا للدين كله، فهذا من الكلام الذي لا تتسع له صدور أهل الجهالات والبدع والأهواء.
    والذي يظهر لي أن سلفية الشيخ الألباني سلفية قوية، وأن تجديد الألباني للدين وقوة سلفيته أعلى من تجديد الشيخ ربيع للدين وأقوى من سلفيته باعتبار، يظهر ذلك من رد الشيخ الألباني لكثير من الناس في عصره عن الشرك والبدع والمحدثات، وعن العمل بالضعيف والموضوع من الأحاديث ولا ينكر عموم الذيوع والانتشار لدعوة الألباني إلا جاحد، وقد كان في زمن قد فشا فيه الشرك فضلاً عن البدع والمحدثات، فكونه نقل كثيرًا من الناس إلى ما نقلهم إليه من ترك هذه الأمور المنكرة، ومن ترك التقليد والتعصب المذهبي والحزبي يدل على مدى هذا التجديد الذي قد حاز الألباني مرتبته -رحمه الله تعالى-.
    أليس نشره لسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وذبه عنها، ودفاعه عنها، وذبه عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ونشره له، وبيانه صحيحه من سقيمه، أليس هذا كله من تجديده للدين، ومن قوة سلفيته -رحمه الله تعالى-؟!.
    أليس دفاعه الدائم عن التوحيد وذمه للشرك والصوفية والقبورية دليلاً على تجديده لهذا الدين وعلى قوة سلفيته -رحمه الله تعالى-.؟!
    أليس جهاده لأهل الأهواء ببيان محدثاتهم وبدعهم في كتبه وأشرطته ومناظراته للمخالف دليلاً على تجديده للدين، وعلى قوة سلفيته –رحمه الله تعالى-؟!
    أليس نصرته للمذهب السلفي ورده على المقلدة والمتمذهبة، والمتحزبة، والمتعصبة للآراء والأهواء، أليس هذا دليلاً على تجديده للدين وعلى قوة سلفيته -رحمه الله تعالى-؟!
    بلى، والله إنه لدال على تجديده -وأيّ تجديد-؟!
    وعلى قوة سلفيته وأي قوة؟!.
    إن سلفية الألباني –رحمه الله- في نظري أقوى من سلفية الشيخ ربيع -حفظه الله- باعتبار، وأن سلفية الشيخ ربيع -حفظه الله- أقوى من سلفية الألباني -رحمه الله- باعتبار، ومزيد بيان ذلك هو أننا لو أخذنا مثالاً يدل على ذلك قلنا: إن خدمة الألباني -رحمه الله– للحديث النبوي ولسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبيان صحيح الحديث من سقيمه، وتأليفه المؤلفات المطولات في ذلك، ورده على من خالف سنته -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أو ركن إلى العمل بضعيف الحديث وسقيمه، أو تقديم الإجماع -فضلاً عن الآراء- على حديثه وسنته صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
    أقول: إن هذا مما فاق الألباني فيه غيره من أهل عصره ومن بعدهم إلى الآن.
    أليس هذا من قوة السلفية؟! بلى.
    فإذا قلتُ ذلك دل على أن سلفية الألباني -رحمه الله تعالى- أقوى من سلفية غيره في هذا الباب بلا منازع، إلا أن يدعي مدعٍ أن هذا ليس من السلفية، وهذا لا يقوله إلا جاهل مفرط في الجهل، أو صاحب هوى قد أعماه هواه عن رؤية الحق، وقد برأ الله الشيخ ربيعًا منهما -ولله الحمد والمنة– فإن الشيخ ربيعًا كبير بشيخه الألباني -رحمه الله تعالى- وما أشبه حال الألباني وتقدمه في مثل هذه السلفية بهذا الاعتبار على أهل عصره ومن بعدهم.
    أقول: ما أشبه حاله ذلك معهم بقول القائل:

    كأنك شمس والملوك كواكب ..... إذا ظهرت لم يبد منهن كوكب

    ومعلوم أن التشبيه لا يقتضى المماثلة من كل الوجوه، فتنبه.
    فإذا أضفت إلى قوة سلفية الألباني على سلفية غيره بهذا الاعتبار فشو البدع والمحدثات والشركيات في زمن الألباني، وكيف أنه نقل الناس نقلة كبيرة من مخالفة الشرع إلي موافقته علمت قدر سلفيته -رحمه الله-، وتجديده لهذا الدين، وأن سلفيته –رحمه الله– بهذا الاعتبار -في الجملة- أقوى من سلفية غيره فتفطن، إلا أن يزعم زاعم أن غير الشيخ الألباني خدم حديث النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خدمة أكثر من خدمة الألباني، وهذا مما برأ الله علماء عصره، ومن بعدهم إلى الآن –بما فيهم الشيخ ربيع– منه، فلا يزال العلماء بما فيهم الشيخ ربيع يدينون بالفضل والسبق في هذا للشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- ولا أعرف عالمًا يعتد بوفاقه وخلافه، لا ابن باز، ولا ابن عثيمين، ولا الوادعي، ولا المدخلي ولا غيرهم، يذهب إلى غير ذلك، وإن كان خطأ الشيخ الألباني -رحمه الله- في هذا الباب واردًا بل واقعًا بالفعل، ولقد قال شيخنا الشيخ العلامة مقبل بن هادى الوادعي -رحمه الله- فيه: حسبه أن يكون إمام عصره أما أن يناطح الأوائل فـلا إذ كان يُعرَض على الشيخ مقبل –رحمه الله- في بعض الأحيان كلام الشيخ الألباني –رحمه الله- على بعض الأحاديث المعلة عند بعض الأئمة الأوائل والتي يحسنها أو يصححها مخالفًا في ذلك هؤلاء الأئمة، فكان الشيخ مقبل في بعض الأحيان يخالف حكم الشيخ الألباني على تلك الأحاديث، مع استفادته- بإقراره هو واعترافه- من كتب الشيخ الألباني -رحمه الله- وقد كان الشيخ الألباني -رحمه الله- يدندن في كثير من المواضع من كتبه بقوله:
    وقد قيل: كم ترك الأول للأخر!! فياله من إمام مجتهد لم يُر مثله في بابه، ولم ير هو مثل نفسه.
    فهذا المثال الذي ذكرته يبرهن على ما ذكرت، وأن التفاضل في قوة السلفية بين الشيخين أمر نسبى اعتباري، لا عام مطلق في جميع الوجوه والاعتبارات، وأن التفاضل بين الشيخين في التجديد نسبى اعتباري، لا عام مطلق، وأن التفاضل في الأمرين ليس عامًا مطلقا في جميع الوجوه والاعتبارات.
    ولقد أشاد الشيخ ربيع -حفظه الله- بخدمة العلامة الألباني لحديث رسول الله وسنته أيما إشادة، وأن هذه الخدمة منه عجزت أو تعجز عنها جامعات الدنيا أو كما قال –حفظه الله- فإني أكتب ها هنا من ذاكرتي وحافظتي.
    وتتجلى قوة سلفية الشيخ ربيع وتجديده لهذا الدين في أنه أخذ بقوة بيان منهج السلف الصالح، وأصولهم، وعقائدهم، وحمل حملة شديدة على أهل الأهواء منقطعة النظير في هذا العصر وقد لاحق أهل الأهواء في كل مكان أمكنه ملاحقته إياهم فيه، وشنع عليهم، ورسخ عقيدة الولاء والبراء، والحب في الله، والبغض في الله، وتمييز الصف السلفي عن الصف الخلفي بقوة، وألف المؤلفات والمصنفات التي ترد على رءوس أهل الأهواء والبدع حتى إن الألباني نفسه -رحمه الله- قد اطلع من خلال بعض ما كتبه الشيخ ربيع عن بعض رءوس أهل الأهواء كسيد قطب، اطلع على ما جعله يثني به على الشيخ ربيع -حفظه الله- بما يدل دلالة واضحة على أن الشيخ ربيعًا له تميز على غيره من علماء عصره بما فيهم الألباني -رحمه الله تعالى- وتفرد في هذا الباب بما لم يسبق إلى مثله، وللشيخ ربيع أن يدندن بما كان يدندن به الشيخ الألباني -رحمه الله- من قوله:
    كم ترك الأول للأخر!! فهذا الشيخ -أعنى ربيعًا -حفظه الله- قد جند نفسه لنصرة مذهب السلف، والرد على الزائغين والمبتدعين، والذين قاموا عن بَكرة أبيهم -وخصوصا بعد موت الأئمة ابن باز والألباني وابن عثيمين والوادعي- قاموا على أهل السنة قومة رجل واحد، ورموهم عن قوس واحدة، وأخذ هؤلاء الجبناء في إظهار المزيد مما عندهم من التحزب والباطل، والمكر، والكذب، والترويج لبدعهم وحزبياتهم بعد موت هؤلاء الأئمة، ولكن خيب الله سعيهم، فأبقى لهم ما يخزيهم من أهل العلم الذين يردون عليهم باطلهم، وتحزبهم، وبدعهم، ويبينون فساد مناهجهم، فبددوا دياجير أهوائهم، وأبانوا عن عوراتهم، وكشفوا تلبيساتهم، وعلى رأس هؤلاء الإمام العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- الذي شحذ سكين السنة لنحر تلك الأهواء، وأحمى سيف السنة لحصد تلك البدع، وقام عليهم كالنار المحرقة، فأخزاهم في معاقلهم وعقر دارهم، وكشف سوآتهم للناس، وفاصل هؤلاء المتحزبة والمبتدعة هو وإخوانه من أهل العلم وصار ربيع المدخلي محنة لأهل الأهواء، وصار الطعن فيه علامة على أهل البدع والأهواء، وصارت محبته والثناء عليه علامة على أهل السنة، فامتاز الفريقان، فريق أهل السنة مع ربيع وإخوانه السادة العلماء، وفريق البدعة مع الجهلة من أشباه العلماء الذين تزيوا بزي السلفية، والسلفية منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، أولئكم الذين أخذوا يقعدون القواعد الباطلة والأصول الخبيثة المنافحة عن أهل الأهواء الطاعنة في السنة وأهلها، الهادمة لبنيان الدين الآتية على قواعده وأصوله بالهدم والنقض، فنصر الله بهذا الشيخ مذهب السلف الصالح، وصار أنصار هذا المذهب هم الحاكمين على سائر الطوائف والفرق في كل صُقع من أصقاع الأرض، وقد يسر الله لهم سبيل ذلك، وهيأ أسبابه وذلك بتيسير وسائل النشر المقروءة والمسموعة وخصوصًا تلك الشبكة العنكبوتية ذات النشر السريع، فأمكن اجتثاث تلك الأصول والقواعد في أسرع وقت ممكن، ووقع أهل الأهواء في حَيص بَيص، وفرق الشيخ حملتهم على أهل السنة وجعلها شذر مذر، وجعله الله سببًا لإذلال هؤلاء الماكرين المخادعين، الكاذبين، الأدعياء، أصحاب التلبيس والغش والخيانة لعباد الله، إذ صدوا كثيرًا من الناس عن العلماء والمنهج السلفي النقي، فرد الله كيدهم في نحورهم ولا يزال مدده وفضله على أهل السنة وتوفيقه لهم وإعانته إياهم ونصرته إياهم على خصومهم موصولاً –ولله الحمد والمنة– وتفطن من تفطن من ولاة الأمور المسلمين إلى مكائد أهل الأهواء وفسادهم، وخطورتهم على الدين، وقد حصل -ولله الحمد- بسبب تلك الردود القوية على أهل الأهواء تأمين للمجتمعات والدول الإسلامية إلى حد كبير، فجزى الله الشيخ ربيعًا خيرًا على بذل نفسه لجهاد هؤلاء المتهوكين الحيارى، وصار بعض هؤلاء الأدعياء ينصح أولياءه من أهل الأهواء بضبط الألفاظ خصوصًا في هذا الزمان لقطع السبيل على المتربصين بهم، كذا قال!! وأقول:
    حقًا إنه زمن عصيب حيث إنه لا تبزغ بدعة في المشرق أو في المغرب إلا تتبعها الربيع بمنجل السنة الحاد لاستئصال شأفتها، ووأدها في حينها ما أمكنه ذلك، فصاروا يخافون من سطوته ومن جولته، ومن ردوده الشافية لصدور أهل السنة، الغائظة لأهل الأهواء، ولم لا!؟ وليس لهم من رده ملجأ ولا محيص، وهذه سنة الله في نصر أوليائه، ودحر وإخزاء وإقصاء أعدائه أعداء السنن، وأعداء أهل العلم، وأعداء المنهج السلفي، فلم يرجع هؤلاء الزائغون في حربهم لربيع ولا بخفي حنين، ولا يزال السلفيون يتأكدون يومًا بعد يومٍ، وحينًا بعد حين ببعد أدعياء السلفية عن المنهج السلفي، ويتأكدون من صحة ما هم عليه من المذهب السلفي، وصحة نهج هؤلاء العلماء الذين يدعون إليه، وعلى رأسهم إمام السلفيين في هذا العصر ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- ولا شك في أن هذه القومة من أهل السنة وفي مقدمتهم الشيخ ربيع على أهل الأهواء والتشريد بهم والتنكيل لم تكن بهذا الحد وتلك الدرجة، وتلك المنزلة في عهد الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-.
    فسلفية ربيع بهذا الاعتبار أقوى من سلفية الألباني، وكيف يستغرب مثل هذا مع أن الشخص الواحد تختلف قوة سلفيته من وقت إلى آخر باعتبار زيادة العلم والإيمان والبصيرة بمنهج السلف، وبدع أهل الأهواء!؟ وقد مر بك نحو هذا، ولا بأس بالتذكرة هنا، فقد قال –تعالى-: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} وقال:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}.
    وقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)} وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَدِينًا}.
    فليست سلفية الشيخ ربيع نفسه أول أمره، وأيام كان داخلاً مع الإخوان وإن كان دخوله معهم كان بشروط كسلفيته اليوم بعد أن تركهم وابتعد عنهم، وأعلنها حربًا شعواء عليهم وعلى غيرهم من الفرق الزائغة.
    ولو جاء عالم نبيل، سلفي نحرير، يعرف قدر الشيخ ربيع المدخلي، وإمامته في الدين، ونصرته لدين رب العالمين، ونصرة سنة خاتم النبيين، ونصرة مذهب السلف الصالحين، ويعرف تقدمه في ذلك وحقه من غير هضم، وأثنى عليه بما هو أهله، ونصر مذهبه، ودافع عنه، غير أنه قال مثلاً:سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ ربيع؛ لأنه ناصح أناسًا بدت منهم أخطاء عقائدية أو منهجية، وناصحهم سنوات، وصبر عليهم سنوات من غير إغلاظ عليهم، ومن غير تشديد النكير عليهم، ومن غير مفاصلة معهم من أول الأمر، أما نحن فلا صبر لنا على مثل هؤلاء، ولا يسعنا سلوك خطة الشيخ في هذا، وهو وإن كان مجتهدًا وجهبذا نحريرًا إلا أننا سنسلك مسلك البتر المبكر لتلك الأعضاء الفاسدة في جسد الأمة حتى لا يستشري الداء في سائر الجسد، ومسلكنا هذا أوفق لمذهب السلف حيث إنهم كانوا يعاجلون هؤلاء المبتدعة الذين تظهر منهم أشياء مخالفة لمذهب السلف، ولا يمهلون، وهذا هو شأن كمال الذب عن الدين، إذ لا يسعنا ترك هؤلاء دون مفاصلة مبكرة حتى لا يتطاير شررهم، ويعظم خطرهم بتسريب ما هم عليه إلى أتباعهم، والشيخ ربيع وإن كان إمامًا مجتهدًا له أجر اجتهاده إلا أننا نرى أن السبيل الأقوم هو التشهير بهؤلاء من أول الأمر، ولو كانت مخالفتهم لمنهج السلف دون غيرهم ممن استفحل شرهم فقد، قال –تعالى-:
    {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَالْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)} فسنشن حربًا لا هوادة فيها على هؤلاء الذين دبت فيهم بعض مقالات أهل الأهواء، فإن رجعوا -فالحمد لله- ورجوعهم أحب إلينا، وإن لم يرجعوا تأكد لنا اتباعهم للهوى، فكان ما فعلناه بهم من التنكيل والتشهير هو اللائق بهم حتى يحذرهم الناس ولا يغتروا بهم، وهذا من كمال النصح لعباد الله، ومن كمال النهي عن المنكر والإفساد في الأرض، فتشديد النكير على أهل الأهواء بمجرد طرق السمع بمقالة من مقالاتهم الفاسدة هو سبيل السلف الصالح، أقول:
    لو جاء مثل هذا العالم، وقال مثل هذه المقالة بنحو هذا السياق الذي ذكرته، أيكون مثل هذا العالم طاعنًا في الشيخ ربيع العالم المجتهد؟! حاشا، وكلا، فكذلك قول الشيخ ربيع لعبارته تلك التي ذكرناها لك لا تدل بأي نوع من أنواع الدلالة على طعنه في الشيخ الألباني -رحمه الله- ووالله، إنني أنا العبد الفقير كاتب هذا المقال لأرى –أحيانًا– من بعض إخواننا قوة في الحق فأغبطهم عليها وأحمدها لهم وأستضعف نفسي، فرحم الله رجلاً نصر المذهب السلفي، وأحب أهله، وقَدَرَهُمْ قدرهم، وأنزلهم منازلهم، وأحب أهل العلم، ووالاهم، ووقرهم، وحفظ مكانهم، وكان دائرًا في فلك السلفيين، وفلك العلم وأهله، ولقد سمعت الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا –حفظه الله–([2]) يقول:
    قلت له أي للشيخ ربيع -حفظه الله-: «كن محمديًا ولا تكن موسويًا».
    فالذي قال هذا هو الذي وصف الشيخ ربيعًا -حفظه الله- بأنه مجدد للدين كله، وقد سمعت هذا والذي قبله منه بواسطة مجموعة من الأشرطة المسجلة معه-حفظه الله-([3]).
    ومما يدل على قوة سلفية الشيخ الألباني -رحمه الله- قول الشيخ ربيع: سلفيتنا أقوى أو قال: أفضل من سلفية الألباني، وجه ذلك أن صيغة أفعل التفضيل تدل على المشاركة وزيادة، ولو كانت سلفية الألباني ضعيفة لعاد هذا بالذم على سلفية ربيع وتأمل قول الشاعر:

    ألم تر أن السيف ينقص قدره ..... إذا قلت إن السيف أمضى من العصا

    وخلاصة ما سبق أن سلفية الشيخ الألباني أقوى من سلفية الشيخ ربيع باعتبار، وأن سلفية الشيخ ربيع أقوى من سلفية الألباني باعتبار، فإن قيل: فأيتهما أقوى -في الجملة- عندك؟!
    قلت: أَراني -أنا العبد الفقير طويلب العلم- أميل إلى أن سلفية الشيخ ربيع أقوى في الجملة؛ لما أبنته لك من جهاد الشيخ ربيع، وإحيائه للأصول السلفية بقوة فائقة في الجملة، وتمييزه للصف السلفي عن الصف الخلفي من أدعياء السلفية فضلاً عن غيرهم تمييزًا فائقًا، إلى غير ذلك وكل هذا بدوره يقوي عقيدة الولاء والبراء، تلك العقيدة التي تقوي التوحيد والإيمان، ولاشك في كون ذلك مما يجعل المذهب السلفي أظهر على كل من خالفه، وسببًا لنصره ودحر أعدائه -وهذا هو الواقع لدى البصير- والحمد لله.
    هذا ما ظهر لي في هذا المضيق الذي يحتمل بسطًا أكثر من ذلك، وأما مراتب الناس ودرجاتهم عند الله، فحقيقة علم ذلك عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

    تم تحريره في يوم الخميس الموافق الخامس والعشرين من شهر الله المحرم لسنة ثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية([4]).



    وكتب


    أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة


    أبو عبد الله.






    1- رحم الله الشيخ، فلقد كان هذا المقال مكتوبًا في حياته.

    1- رحم الله الشيخ.

    2- رحم الله الشيخ.

    4- تم النظر فيه ومراجعته وإضافة وتعديل أحرف يسيرة في ليلة الثلاثاء الموافق التاسع والعشرين من شهر شعبان لسنة إحدى وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام، (مؤلفه).
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله أسامة بن محمد; الساعة 01-01-2011, 02:57 AM. سبب آخر: تنسيق في بعض البيات

    تعليق


    • #3
      رحم الله الشيخ الألباني
      وحفظ الله الشيخ ربيعًا المدخلي
      وجزى الله الشيخ أبا بكر خيرًا

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الله أسامة بن محمد مشاهدة المشاركة
        رحم الله الشيخ الألباني

        وحفظ الله الشيخ ربيعًا المدخلي

        وجزى الله الشيخ أبا بكر خيرًا
        آمين
        آمين
        آمين

        تعليق


        • #5
          رحم الله الشيخ الألباني
          وحفظ الله الشيخ ربيعًا المدخلي
          وجزى الله الشيخ أبا بكر خيرًا
          وجزى الله خيرا كل من يدافع على هذا المنهج السلفي القويم

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا على هذا البيان
            ورد الله كيد المبتدعة المتربصين في نحورهم
            ‏ ‏ آمين

            تعليق

            يعمل...
            X