عبث فركوس
بقواعد الاستدلال وثوابت المنهج المحروس
تأليف
أبي حاتم سعيد بن دعاس
المشوشي اليافعي
أذن بنشره
العلامة يحيى بن علي الحجوري
أيده الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور, نحمده سبحانه على كمال عدله, وعظيم إحسانه وحكمته, حيث قال: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا<, وقال: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً.
ولم يترك عباده هملاً وسدى كما قال: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ, وقال: يَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى.فأقام على عباده الحجة, وأوضح لهم المحجة في كتابه, وسنة نبيه , بما فيه غنية وكفاية, كما قال: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ.
فمن تمسَّك بالوحي اهتدى, ومن عدلَ عنهُ زلَّ وضلَّ, كما قال نبي الهدى , كما في حديث زيد بن أرقم: «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله». أخرجه مسلم رقم (3009).
وجعل لمن استمسك بهداه, ووحيه, وشرعه مقالاً, كما قال نبيِنا : «إن لصاحب الحق مقالا» أخرجه البخاري برقم (2183) ومواضع أخرى, ومسلم برقم (4194).
وضمن له الغلبة والنصرة, ولو كان مع المبطل الكثرة, كما قال تعالى: بلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ, وقال جل جلاله: إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا, وقال سبحانه: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ.
قال البقاعي في "مصرع التصوف" (ص/268): فإن الله تعالى قد ضمن النصرة, ولو كان مع المبطل الكثرة.اهـ وذكر آيات عدةً في ذلك, وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ.
وصلى الله على نبينا محمد, الذي تركنا على البيضاء, ليلها كنهارها, فلا يعدلُ عنها إلا هالك, وعلى آله وصبحه, وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين, وبعد:
فقد يسَّر الله بفضله وتوفيقه أَنْ رددْتُ على فتوى فركوس –هداه الله-, التي اشتملت على إجازة الاختلاط في أماكن الدراسة, والعمل, ونحو ذلك, وناقشت ما استدل به من الأدلة النقليَّة التفصيليَّة, والقواعدِ الشرعيَّة الكليَّة, استدلالاً خاطئاً, وكشفتُ تلبيسه, وما ألقاه من شبهات في إباحة الاختلاط.
وغرَّ بفتواه الواهية كثيراً من الشباب السلفي في الجزائر وغيرها, حتى كانت عليهم (كَرَاغِيَةِ البَكْرِ), حيث انخرط المساكينُ, وهم يحسبون أنهم على بصيرةٍ وسدادٍ, وهم في الواقع كـ(عَيْرٌ عَارَهُ وَتَدُه).
وكنت أحسِبُ قبلُ, أنها فتوى من فركوس, زلَّ بها قلَمُهُ, وجانبَ الصَّوابَ فيها فهمُهُ, ولو بدتْ له دلائلُ الحقِّ آبَ إليه, ولمْ يعدْل عنهُ, ولكنه قابلَ ما كان يجْدرُ به الانتفاع والاسترشاد به, بالتمادي في باطله, وبثِّ شبُهاته, والمجادلةِ عن انحرافهِ في قضيَّة الاختلاطِ, والتهجُّمُ على منْ أبانَ خطأهُ, بألفاظٍ نابيةٍ, وعباراتٍ فاحشةٍ, فيما سماه بـ"تَقويمِ الصِّراطِ", كـ(الشَّقِيِّ قِيْلَ لَهُ هَلُمَّ إِلَى السَّعَادَةِ فَقَالَ حَسْبِي مَا أَنَا فِيْهِ).
وكًلُّ فِي الهَوى ليْثٌ
وفِيمَا نَالَهُ فَسْلُ
غير أن الواقعَ أنه تبنَّى هذه الآبدة بشبهاتٍ, ومغالطاتٍ, واستدلالاتٍ, تدلُّ على انحرافِ سيره.
وكنتُ أرى زيداً كما قيلَ سيِّداً
إذا أنَّهُ عبدٌ القَفا واللهَازِمِ
فاستعنتُ بالله على كتابةِ ردِّ موجزٍ لتوضيحِ تماديه, إجهازاً على بقايا غرائب استدلالاته, وتبديداً لبقاياً غبار نضاله, عسى أن يُعيدَ فركوس –هداه الله- النظر فيما يناضل عنه, سميته "تَمادي فَركوس في مخالفةِ الحقِّ وبرهانهِ المنقولِ والمحسوس" جزاءاً وفاقاً.
ولكن كأنَّكَ (تَضْرِبُ فِي حَدِيْدٍ بَارِدٍ), و(تَنْفُخُ فِي رَمَادٍ).
وقبل نشْرهِ على الشبكةِ, بالرغم من طول مدَّة تجهيزه, بما يقربُ من سنة, وإرجاء نشره, إذ بنا نفاجئ, بصدور منشور, من قِبَلِ إدارة موقع فركوس, اللسان الناطق عنه, وشاشة عرض أراءه وأفكاره, بعنوان: "تَوضيحُ إِدارةِ المَوقعِ لطبيعةِ زيارةِ أبي محمد عبدالحميد الحجوري اليمني ومُجريات لقائه مع أبي عبد المعز محمد علي فركوس" بتاريخ (1/ربيع ثاني/1431هـ).
(عَادَتْ فِيْهِ لِعِتْرِهَا لَمِيْسُ), حيث أعاد فيه فركوس كرَّته, تعزيزاً لتهجماته التي زبرها في "تقويض الصراط", بإضافةِ الإِفسادِ إلى من ناقشَ خطأَهُ, ووضَّحَ زلَّتهُ, نقاشاً علميَّاً عارِياً عن عباراتِ التخشينِ, كما يَجِدُهُ المُنصِفُ في رسالة "دَرءِ البَلاءِ".
وإِعادةِ مَحْورِ انحرافه في إباحة الاختلاطِ في هذا المَنشُورِ, ولكنْ بِعبارةٍ شاحبةٍ, أرهَقَتها الرُّدودُ العِلميَّةِ, التي عجزَ فركوس عن مُنازَلَتِها بالرَّدِّ العلميِّ, والنَّقد التفصيلي, ولجأ في "التقويض" و"التوضيح" إلى الدعاوى العريضةِ, كدعوى خروجِ الرُّدودِ عن الإنصاف والسَّداد, من غير أن يقيمَ برهاناً على دعواهُ, وإعادة الاستدلال بعُكاز الضرورة, الذي غالطَ به, فأرادَ أن يَسُلَّ نفسَهُ من عدادِ دُعاةِ الاختلاط, واستَخَفَّ به آخرينَ فأطاعوه. قَد صَادَهُم فَركوسُ في فِخَاخِه
بَل بعضُهم قد صَارَ من أفرَاخِه
وزادوا الطِّينَ بليَّةً, حيث أضافوا شيئاً من ذلك إلى أخينا أبي محمد عبدالحميد الحجوري –وفقه الله-.
فلما رأيتُ تجلُّدَهُ وتَمادِيه في باطله, بادرت إلى نشر رسالة "تَمادي فركُوس", حتى يعلم أهل الإنصاف حقيقة فركوس في نِضاله المريرِ عن بلية الاختلاط, خارجاً عما يدَّعيهِ من سلوك سبيل الأدب, و ملأَ الدنيا به عَويْلاً من التزام أصول الحوار, وإنما هو كما قيل: (كَلَامٌ كالعَسَلِ وَفِعلٌ كَالأَسَلِ).
بقواعد الاستدلال وثوابت المنهج المحروس
تأليف
أبي حاتم سعيد بن دعاس
المشوشي اليافعي
أذن بنشره
العلامة يحيى بن علي الحجوري
أيده الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور, نحمده سبحانه على كمال عدله, وعظيم إحسانه وحكمته, حيث قال: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا<, وقال: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً.
ولم يترك عباده هملاً وسدى كما قال: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ, وقال: يَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى.فأقام على عباده الحجة, وأوضح لهم المحجة في كتابه, وسنة نبيه , بما فيه غنية وكفاية, كما قال: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ.
فمن تمسَّك بالوحي اهتدى, ومن عدلَ عنهُ زلَّ وضلَّ, كما قال نبي الهدى , كما في حديث زيد بن أرقم: «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله». أخرجه مسلم رقم (3009).
وجعل لمن استمسك بهداه, ووحيه, وشرعه مقالاً, كما قال نبيِنا : «إن لصاحب الحق مقالا» أخرجه البخاري برقم (2183) ومواضع أخرى, ومسلم برقم (4194).
وضمن له الغلبة والنصرة, ولو كان مع المبطل الكثرة, كما قال تعالى: بلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ, وقال جل جلاله: إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا, وقال سبحانه: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ.
قال البقاعي في "مصرع التصوف" (ص/268): فإن الله تعالى قد ضمن النصرة, ولو كان مع المبطل الكثرة.اهـ وذكر آيات عدةً في ذلك, وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ.
وصلى الله على نبينا محمد, الذي تركنا على البيضاء, ليلها كنهارها, فلا يعدلُ عنها إلا هالك, وعلى آله وصبحه, وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين, وبعد:
فقد يسَّر الله بفضله وتوفيقه أَنْ رددْتُ على فتوى فركوس –هداه الله-, التي اشتملت على إجازة الاختلاط في أماكن الدراسة, والعمل, ونحو ذلك, وناقشت ما استدل به من الأدلة النقليَّة التفصيليَّة, والقواعدِ الشرعيَّة الكليَّة, استدلالاً خاطئاً, وكشفتُ تلبيسه, وما ألقاه من شبهات في إباحة الاختلاط.
وغرَّ بفتواه الواهية كثيراً من الشباب السلفي في الجزائر وغيرها, حتى كانت عليهم (كَرَاغِيَةِ البَكْرِ), حيث انخرط المساكينُ, وهم يحسبون أنهم على بصيرةٍ وسدادٍ, وهم في الواقع كـ(عَيْرٌ عَارَهُ وَتَدُه).
وكنت أحسِبُ قبلُ, أنها فتوى من فركوس, زلَّ بها قلَمُهُ, وجانبَ الصَّوابَ فيها فهمُهُ, ولو بدتْ له دلائلُ الحقِّ آبَ إليه, ولمْ يعدْل عنهُ, ولكنه قابلَ ما كان يجْدرُ به الانتفاع والاسترشاد به, بالتمادي في باطله, وبثِّ شبُهاته, والمجادلةِ عن انحرافهِ في قضيَّة الاختلاطِ, والتهجُّمُ على منْ أبانَ خطأهُ, بألفاظٍ نابيةٍ, وعباراتٍ فاحشةٍ, فيما سماه بـ"تَقويمِ الصِّراطِ", كـ(الشَّقِيِّ قِيْلَ لَهُ هَلُمَّ إِلَى السَّعَادَةِ فَقَالَ حَسْبِي مَا أَنَا فِيْهِ).
وكًلُّ فِي الهَوى ليْثٌ
وفِيمَا نَالَهُ فَسْلُ
غير أن الواقعَ أنه تبنَّى هذه الآبدة بشبهاتٍ, ومغالطاتٍ, واستدلالاتٍ, تدلُّ على انحرافِ سيره.
وكنتُ أرى زيداً كما قيلَ سيِّداً
إذا أنَّهُ عبدٌ القَفا واللهَازِمِ
فاستعنتُ بالله على كتابةِ ردِّ موجزٍ لتوضيحِ تماديه, إجهازاً على بقايا غرائب استدلالاته, وتبديداً لبقاياً غبار نضاله, عسى أن يُعيدَ فركوس –هداه الله- النظر فيما يناضل عنه, سميته "تَمادي فَركوس في مخالفةِ الحقِّ وبرهانهِ المنقولِ والمحسوس" جزاءاً وفاقاً.
ولكن كأنَّكَ (تَضْرِبُ فِي حَدِيْدٍ بَارِدٍ), و(تَنْفُخُ فِي رَمَادٍ).
وقبل نشْرهِ على الشبكةِ, بالرغم من طول مدَّة تجهيزه, بما يقربُ من سنة, وإرجاء نشره, إذ بنا نفاجئ, بصدور منشور, من قِبَلِ إدارة موقع فركوس, اللسان الناطق عنه, وشاشة عرض أراءه وأفكاره, بعنوان: "تَوضيحُ إِدارةِ المَوقعِ لطبيعةِ زيارةِ أبي محمد عبدالحميد الحجوري اليمني ومُجريات لقائه مع أبي عبد المعز محمد علي فركوس" بتاريخ (1/ربيع ثاني/1431هـ).
(عَادَتْ فِيْهِ لِعِتْرِهَا لَمِيْسُ), حيث أعاد فيه فركوس كرَّته, تعزيزاً لتهجماته التي زبرها في "تقويض الصراط", بإضافةِ الإِفسادِ إلى من ناقشَ خطأَهُ, ووضَّحَ زلَّتهُ, نقاشاً علميَّاً عارِياً عن عباراتِ التخشينِ, كما يَجِدُهُ المُنصِفُ في رسالة "دَرءِ البَلاءِ".
وإِعادةِ مَحْورِ انحرافه في إباحة الاختلاطِ في هذا المَنشُورِ, ولكنْ بِعبارةٍ شاحبةٍ, أرهَقَتها الرُّدودُ العِلميَّةِ, التي عجزَ فركوس عن مُنازَلَتِها بالرَّدِّ العلميِّ, والنَّقد التفصيلي, ولجأ في "التقويض" و"التوضيح" إلى الدعاوى العريضةِ, كدعوى خروجِ الرُّدودِ عن الإنصاف والسَّداد, من غير أن يقيمَ برهاناً على دعواهُ, وإعادة الاستدلال بعُكاز الضرورة, الذي غالطَ به, فأرادَ أن يَسُلَّ نفسَهُ من عدادِ دُعاةِ الاختلاط, واستَخَفَّ به آخرينَ فأطاعوه. قَد صَادَهُم فَركوسُ في فِخَاخِه
بَل بعضُهم قد صَارَ من أفرَاخِه
وزادوا الطِّينَ بليَّةً, حيث أضافوا شيئاً من ذلك إلى أخينا أبي محمد عبدالحميد الحجوري –وفقه الله-.
فلما رأيتُ تجلُّدَهُ وتَمادِيه في باطله, بادرت إلى نشر رسالة "تَمادي فركُوس", حتى يعلم أهل الإنصاف حقيقة فركوس في نِضاله المريرِ عن بلية الاختلاط, خارجاً عما يدَّعيهِ من سلوك سبيل الأدب, و ملأَ الدنيا به عَويْلاً من التزام أصول الحوار, وإنما هو كما قيل: (كَلَامٌ كالعَسَلِ وَفِعلٌ كَالأَسَلِ).
تعليق