بسم الله الرحمن الرحيم
- الإخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال المريضُ : ( يحيى الحجوري كان [ مبغوضا ] في [ دماج ] من [ قبل ] الفتنة من [ كثير ] من الطلاب وذلك لأمور ).
فشيخنا - حفظه الله - الذي لا يعرف قدره وفضله إلا من كان أهلاً للقدر والفضل والمنزلة وعلى رأس هؤلاء الأفاضل شيخه وشيخ إخوانه من طلاب العلم ومشايخ السنة ووالد كل سلفي في اليمن خاصة ، الشيخ مقبل - رحمه الله - ومع ذلك فالتلميذ مبغوض عند كثير من الطلاب من قبل هذه الفتنة !!! يعني عقلا ومنطقا لاتستوي هذه المقدمة مع هذه النتيجة ، بل حتى لو بُترت هذه النتيجة وتم التعامل معها على أنها القالب الرئيس في فهم الفتنة تنزلاً كانت مرفوضة كذلك لتناقضها .. فبغض يحيى من الكثير " كماً " يجعل كل حصيف يسأل : لماذا مازالوا يثنون الركب عنده إذاً ؟ لاسيما وأن الحرج حينها مرفوع طالما والأمر قبل الفتنة .. فتأمل ياهذا قبل أن تكتب .
ثم تأتي علل هذا البغض [ من الكثير قبل الفتنة ] - كما تبرهنها لنا فطنة الكاتب وبصيرته - ، فيسردها كأي سرد هزلي لارائحة له ولاطعم ، ولأن المقام هنا منزه عن هذا الهزل سنقتصر فقط على ماكان حقيقة يصلح له مصطلح " الأمر الجلل " ، ولعل الكاتب شعر بذلك فجعل الجلل في أول الهزل !! فقال واثقا من نفسه : ( أحدها : أنه كان يطيل الدروس ومنها دروس المغرب والذي كان قدر ساعتين أو نحوها ، يبدأ فيها بأن يقوم طفل من الأطفال يسمع له الحجوري شيئا من المتون أو يسأله الحجوري ، ثم يبدأ درس صحيح مسلم ثم " السنن الصغرى " للبيهقي ثم متنا آخر كأخلاق العلماء للآجري ثم الأجوبة عن الأسئلة ، وقد تطول إلى عدة ساعات كما حصل في بعض أيام فتنة أبي الحسن ).
أقول : مع أنه لا يكفينا العجب لكن لانملك سواه ، فعجب والله أن يُبغض يحيى لأمور منها وعلى رأسها " يطيل الوقت في الدروس " ، يعني الأخ يريد مفهوما من منطوقه أن يقول : ياأخي نحن لم نأتي إلى دماج لنتحمل عناء السفر تارة وعناء ضيق العيش أخرى وعناء البُعد عن الأهل والأقارب وربما كان الأهل في مديرية أو مدينة أو محافظة أخرى بل ربما كانوا في دولة أخرى بل قل كانوا في قارة من قارات العالم ثانية ، فلم نتحمل عبء هذا كله لكي تطيل يايحيى في الدرس !! هذا مفهوم منطوقه ، ولسان حاله يقول : أتينا للراحة ، أتينا للهزل والسياحة ، أتينا للتسلية وربما إن وجدنا دنيا وتجارة نضرب في أرض دماج من خيراتها فلا مانع ، أتينا ليقال فلان زار دماج دار الحديث السلفية ، أتينا ليقال فلان طلبع العلم في قلعة السلفية ، فلا تتفضل علينا وتطيل في الدرس ، تتعب نفسك يايحيى وتبذل الأوقات والساعات تراجع لهذا وتستقبل هؤلاء ، وتنصح هؤلاء وتصبر على آخرين ، ثم تأتي إلينا بعد ذلك كله فتطيل الدرس علينا !!!
باطل ، حقيقة هذا كلام باطل لايقوله إلا فارغ بطال ، ينقل الشيخ أحمد النجمي - رحمه الله - عن الغديان - رحمه الله - خلال تواجده في الرياض عام 1384 هـ أنه يقول : " الذي لا يمضي على الأقل 16ساعه من اليوم والليله في المطالعه ماهو طالب علم " فهذه مطالعة فقط ، فضلاً عن مذاكرة مع قرين أو تعلم عند عالم و مستفيد أو تعليم لتلميذ أو جاهل ؛ فلأنه لا يستطيع أن يقولها صريحة : " قم يايحيى من الكرسي " لم يجد مايبرر هذا التخذيل والخذلان سوى بقول : " يطيل الدرس " ، لهذا كان الكثير من الطلاب يبغضون يحيى من قبل الفتنة !! هذه الرسالة التي يريدها الكاتب .
ثم أن مسألة يُسمع للأطفال في بداية جلوسه على الكرسي هذه لاتأخذ من الوقت ربما بضع دقائق لا غير ، فهناك طفل يقرأ الفاتحة وآخر يقول مقطعا من كتاب ما وثالث يُسمع فصل من متن يحفظه كل هذا لا يتجاوز دقائق ربما لو قام الواحد ليصلي نافلة لقرأ الشيخ بداية الدرس قبل أن يسلم !!! لكنه التهويل والفراغ الذي يعيشه الكاتب ..
ومسألة أن هناك درس بجانب درس مسلم كالسنن ثم متن في العقيدة أو الفرائض أو غيره من العلوم لايأخذ وقتا مهولا كما يصوره هذا !!! بل قل أنه أخذ كل ذلك وقتا كما يصوره هذا الفارغ فماذا كان ؟! ياأخي إذا كنت تشكي من مس شيطاني أو صرع يمكنك أن تنصرف ، بل ويمكن للطلاب الكثير الذين تتكلم عنهم ممن يبغض يحيى لهذا الأمر أن ينصرف ليس من المسجد فحسب بل من دماج كلها ، سواء كان قبل أو بعد الفتنة ، فغيركم ممن بقي وطبعا في ميزان الكاتب هم القلة يحبذون أن يسمعوا يحيى يردد قال الله قال رسوله حتى مطلع الشمس !!
والعجيب أن الرجل يختم هذه المسألة بقوله : ( ثم الأجوبة عن الأسئلة ، وقد تطول إلى عدة ساعات كما حصل في بعض أيام فتنة أبي الحسن ) . طبعاً هو لايقصد الأسئلة وإلا لتنبه أخيرا إلى أنه بالفعل متناقض ، والأسئلة لاسيما الخاصة بالزائرين تعلمون كم هي المدة التي يستغرقها الشيخ في الرد عليها وذلك من خلال تحميلها من موقعه أو من أي موقع آخر ، هذا لمن لم يعرف منهجية الشيخ في الرد وشاهد ذلك وعاينه ، فما بالكم بأسئلة الطلاب التي لايستغرق الرد على الواحد منها ثوان معدودة !! إذا مسألة الساعات الطويلة هذه المراد بها ساعات الدرس مجتمعة مع الأسلئة ، كذلك فقد فصل كلامه هذا بفاصلة عن تشبيهها ببعض أيام فتنة المأربي والتي يحق لنا حقيقة أن نقف فيها وقفات ووقفات أخرى لأجل هذا المثال الذي ختم به العلة الأولى لبغض كثير من الطلاب ليحيى بل ومن قبل الفتنة !! لكن لست في هذا المقام ولا في هذه الوقفة .
نسأل الله العافية وهو المستعان .
..
تعليق