بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أما بعد :
فهذه الحلقة الأولى من مناقشة المجرم الأفاك المدعو بالبرمكي حامل راية الكذب والبتر والدجل في هذه الفتنة الصماء أشعل فتيلها الحزبي المهين عبد الرحمن العدني ـ عليه من الله ما يستحق ـ ومنهجي في مناقشته :
أورد كلامه بنصه ثم أتعقبه بتبيين عوار كلامه وقد ناقشته في هذه الحلقة في عدة أمور ستراها أيها القارئ وسترى ما يتصف به هذا المدبر من الكذب والدجل فإلى ما قصدناه ـ سالمين مأجورين ـ
قال المدبر : " قد أظهرتُ في الجزء الأول طعن الحجوري في الخليفة الراشد الشهيد المظلوم عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث نسبه للبدعة والإحداث في دين الله تعالى، وأنه ارتكب بدعة ضلالة، وأخذ يعزز كلامه بما سماه (أخطاء الصحابة) فسرد قرابة العشرين واقعة من أخطائهم! على طريقة الروافض -قبحهم الله- وتقوى عليه بقول أهل البدع :
....
فهل يجهل الحجوري أن رمي عثمان بالبدعة والإحداث في الدين هو من توجيه الطعنات لسادة المهاجرين والأنصار الذين شهدوا عثمان وأقروه على فعله.
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ في هذا الكلام عدة فواقر هاك بيانها :
الفاقرة الأولى : زعمه أن شيخنا ـ حفظه الله ـ يطعن في الخليفة الثالث عثمان ـ رضي الله عنه ـ وأنه نسبه إلى الإحداث في دين الله وليس له دليل على ذلك إلا مجرد ما توهمه من اللوازم مع أن شيخنا ـ حفظه الله ـ بين لأمثاله ممن لا يفهم أو يتغافل من أنه لا يلزم من الحكم على الأذان الأول يوم الجمعة رميه بالبدعة بل من عقيدة أهل السنة ـ ومنهم شيخنا ـ إجلال عثمان وأنه من المبشرين بالجنة وأنه ثالث الخلفاء الراشدين وأنه زوج ابنتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يعني هذا عصمته فقد يجتهد ويخطئ وله أجر الاجتهاد والواجب على المسلمين رد ما اختلف فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال سبحانه وتعالى ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء/59]
وقال جل في علاه ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى/10]
فهل يقر الدكتور !! ـ كما يسميه أترابه في الحقد ـ بأن المسلمين جميعاً بما فيهم الخلفاء خاطبون بما دلّت عليه هذه الآية فإن كانت الأخرى فليتحفنا بها لتكون دليلاً مع أدلة أخرى بأنك قريع دهرك وفريد عصرك في .. !!
الفاقرة الثانية : قوله بأن من يعدد بعض ما أخطأ فيه الصحابة للدلالة على أنهم ليسوا معصومين بأنه سائر على طريقة الرافضة ونحن نسأله هل رأيت أن شيخنا ثلبهم وتنقصهم وطعن فيهم أم دلّل على أنهم قد يخطئون مع تحريهم للحق وبحثهم عنه وكذلك للدلالة على نكارة حديث " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وما في معناه من المناكير مع الاعتذار لهم ـ ر ضي الله عنهم ـ بأنهم كانوا يبحثون عن الحق ولا يتجاوزنه إلى غيره
فهذا الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ يقول ـ وهو يتكلم عن عدم جواز التقليد والأخذ بالغرائب ـ : نحن: فنحكي قول ابن عباس في المتعة ، وفي الصرف ، وفي إنكار العول ، وقول طائفة من الصحابة في ترك الغسل من الايلاج ، وأشباه ذلك، ولا نجوز لأحد تقليدهم في ذلك.اهـ ( السير 13:108)
وهكذا شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في كتابه رفع الملام فقد ذكر جملة مما أخطأ فيه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ
وغيرهم كثير ممن ذكر أمثلة عن أخطائهم تدليلا على عدم جواز تقليدهم فهل كل هؤلاء عند البرمكي وأذنابه يسيرون على طريقة الرافضة ـ القيامة القيامة ـ .
الفاقرة الثالثة : قوله بأن شيخنا عزز قوله ببدعية الأذان الأول للجمعة بأهل البدع فهذا ظاهره بأن كل من قال بأن أذان عثمان بدعة من أهل البدع وأن شيخنا لم يجد كلاماً يعزز به قوله إلا كلام أهل البدع فهذا رمي بالبدعة لكل من قال إن الأذان الأول للجمعة بدعة وممن قال بذلك الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ومولاه نافع ـ رحمه الله ـ وعطاء وغيرهم كما ستعرف فهل تعزيز شيخنا يحيى قوله بكلام هؤلاء الجهابذة تعزيز بكلام أهل البدع وننتظر الجواب من الدكتور!! البرمكي ـ كفانا الله شره ـ
الفاقرة الرابعة : من قال بأن الأذان الأول للجمعة بدعة فقد طعن في المهاجرين والأنصار الذين شهدوا فعل عثمان وأقروه وعزّز كلامه بكلام العلامة العثيمين .
وهذا غير صحيح :
أولاً: لما علمت بأن عبد الله بن عمر أنكره وأطلق عليه بأنه بدعة ـ وسيأتي مناقشة قول من يقول بأنه أراد البدعة اللغوية إن شاء الله ـ وهو من المهاجرين وكذلك تلميذه ومولاه نافع من التابعين وعطاء وغيرهم وكان عبد الله بن الزبير لا يؤذن بين يديه إلا الأذان الذي كان على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهل كل هؤلاء أزروا بالمهاجرين والأنصار وطعنوا فيهم وكلام العلامة العثيمين يحمل على أنه لم يطلع على إنكار من ذكر ويحمل أيضاً على الغيرة وإلا فالعلامة العثيمين أرفع من أن يخاطب أمثال هؤلاء الذين حكموا على هذا الأذان بأنه محدث بمثل هذا الخطاب أمّا البرمكي ليس له عذر وقد استفاد من شيخنا في من قال بهذا القول ثم يرميهم بكل فاقرة ـ أيا برمكي عند الله تجتمع الخصوم فلتعد لذلك اليوم ولتفكر بالمخلص ـ
وفي الحقيقة هناك عدة فواقر في كلام هذا الحدث اكتفيت بما ذكرت منها وسيأتي بعضها في المقطع الثاني :
قال البرمكي ـ كفانا الله شره ـ : وهذا هو الجزء الثاني من (صد البغي والعدوان عن الخليفة الراشد عثمان –رضي الله عنه وأرضاه-). ووسمته بـ (التبيان في نقل اتفاق أهل العلم والإيمان على سنية أذان عثمان).
ولهذا أقول: لقد اتفق أهل العلم قاطبة على سنية أذان عثمان -رضي الله عنه- وسيرى القارئ النقل عن أكثر من ستة عشر عالماً، وهم ينقلون إجماع الأمة على سنية هذا الأذان والحجوري أدار ظهره لهذه النقولات للإجماع، وذهب يبدع كل من قال بهذه السنة عدواناً وبغياً مما يؤكد أن هذا الرجل يسير على طريقة مغايرة تماماً لما عليه أهل العلم.
وانظروا إلى قول الحجوري في أحكام جمعته ص (315):
(أما من تابعه –يعني عثمان- على ذلك الْخَطأ بعد بيان الْحُجة فهو فِي ذلك مبتدع، لا عذر له فِي مُخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.)
قلت: فو الله إن هذا الكلام لا يُطاق على أهل العلم والتوحيد، ففيه التبديع والتجهيل والتحقير، والرمي لهم بالعظائم، فهذا حكم على علماء الأمة كلهم عن بكرة أبيهم بأنهم مبتدعة؛ لأنهم عند الحجوري لا عذر لهم في مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه!!
والحمد لله أن عثمان –رضي الله عنه- سَلِم من هذا التبديع! ولا عجب أن يصدر هذا التبديع من رجل قد أجرم قبلُ ورمى الصحابة بالإرجاء!
عجباً ليحيى! مدعي الصفاء والنقاء! يحكم على علماء الأمة بالبدعة بلا ورع ولا خشية، وكأن الأمر من السهولة بمكان، بل وكأن تبديع علماء الأمة عنده كأنه ذباب مرَّ على أنفه فقال بيده هكذا!
طعونات ظالمة! واتهامات آثمة! إلى كل من سبق من العلماء ممن قال بسنية أذان عثمان -رضي الله عنه- من غير حجة ولا برهان، ولا هدى ولا علم ، ولا مصدر لهذه الاتهامات والطعون إلا خيالات الحجوري الناشئة عن منهج حدادي غالٍ! اهـ
ومناقشة هذا الكلام كما يلي :
قوله معنوناً لبغيه وعدوانه على شيخنا ـ أعزّ الله مقامه ـ ( التبيان في نقل اتفاق أهل العلم والإيمان على سنية أذان عثمان)
وهذا يفهم منه أن من قال بأن الأذان الأول للجمعة بدعة ليس من أهل العلم والإيمان وسيأتي من قال بذلك فلا تكن على عجل !
وقوله (ولهذا أقول: لقد اتفق أهل العلم قاطبة على سنية أذان عثمان -رضي الله عنه- وسيرى القارئ النقل عن أكثر من ستة عشر عالماً، وهم ينقلون إجماع الأمة على سنية هذا الأذان والحجوري أدار ظهره لهذه النقولات للإجماع، وذهب يبدع كل من قال بهذه السنة عدواناً وبغياً مما يؤكد أن هذا الرجل يسير على طريقة مغايرة تماماً لما عليه أهل العلم.)
أقول : سيأتي أن هذا الإجماع المدعى هو إجماعي سكوتي كما عبر به بعض من ذكره الدكتور !! وغير من ذكرهم والصواب سيأتي أنّ الخلاف حاصل من زمن الصحابة إلى يومنا هذا كما ستعرفه قريباً ـ إن شاء الله ـ .
وقوله (وذهب يبدع كل من قال بهذه السنة عدواناً وبغياً مما يؤكد أن هذا الرجل يسير على طريقة مغايرة تماماً لما عليه أهل العلم )
أقول في هذا الكلام فاقرتان :
الفاقرة الأولى : أن شيخنا ـ حفظه الله ـ بدع كل من يقول بأن الأذان للجمعة بدعة مع أن شيخنا قيّد ذلك بقيد مهم عليه نور العلم حيث قال : أما من تابعه –يعني عثمان- على ذلك ذلك الْخَطأ بعد بيان الْحُجة فهو فِي ذلك مبتدع، لا عذر له فِي مُخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه "
فكلامه ـ حفظه الله ـ ينصب على من قامت عليه الحجة وتبين له الحكم فهذا العلامة الإمام مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ سئل : ما حكم الأذانين في المسجد يوم الجمعة مع العلم أن الفرق بينهما مدة نصف ساعة ؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ : الأذان الأول ليس بمشروع كما في صحيح البخاري عن السائب بن يزيد قال : كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء .
وقد قال عبد الله بن عمر كما في " مصنف ابن أبي شيبة : إنه بدعة أي الأذان الأول ولسنا نقول : إن عثمان ـ رضي الله عنه ـ مبتدع لكن نقول : اجتهد والدليل يخالف اجتهاده ومن علم الدليل ثم عمل بخلاف الدليل يعد مبتدعاً اهـ (غارة الأشرطة 1/164)
فهل العلامة مقبل بن هادي الوادعي يعد عند البرمكي من أهل العلم والإيمان أم العكس نريد جواباً عن هذه الفاقرة ـ يا برامكة ـ فكلام الشيخ الإمام الوادعي وكلام تلميذه العلامة يحيى بن علي الحجوري ينصب على من علم الدليل ثم عمل بخلاف الدليل بدون شبهة يعد مبتدعاً فهل فهم الجهال هذا أم الأمر كما قيل:
أما بعد :
فهذه الحلقة الأولى من مناقشة المجرم الأفاك المدعو بالبرمكي حامل راية الكذب والبتر والدجل في هذه الفتنة الصماء أشعل فتيلها الحزبي المهين عبد الرحمن العدني ـ عليه من الله ما يستحق ـ ومنهجي في مناقشته :
أورد كلامه بنصه ثم أتعقبه بتبيين عوار كلامه وقد ناقشته في هذه الحلقة في عدة أمور ستراها أيها القارئ وسترى ما يتصف به هذا المدبر من الكذب والدجل فإلى ما قصدناه ـ سالمين مأجورين ـ
قال المدبر : " قد أظهرتُ في الجزء الأول طعن الحجوري في الخليفة الراشد الشهيد المظلوم عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث نسبه للبدعة والإحداث في دين الله تعالى، وأنه ارتكب بدعة ضلالة، وأخذ يعزز كلامه بما سماه (أخطاء الصحابة) فسرد قرابة العشرين واقعة من أخطائهم! على طريقة الروافض -قبحهم الله- وتقوى عليه بقول أهل البدع :
....
فهل يجهل الحجوري أن رمي عثمان بالبدعة والإحداث في الدين هو من توجيه الطعنات لسادة المهاجرين والأنصار الذين شهدوا عثمان وأقروه على فعله.
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ في هذا الكلام عدة فواقر هاك بيانها :
الفاقرة الأولى : زعمه أن شيخنا ـ حفظه الله ـ يطعن في الخليفة الثالث عثمان ـ رضي الله عنه ـ وأنه نسبه إلى الإحداث في دين الله وليس له دليل على ذلك إلا مجرد ما توهمه من اللوازم مع أن شيخنا ـ حفظه الله ـ بين لأمثاله ممن لا يفهم أو يتغافل من أنه لا يلزم من الحكم على الأذان الأول يوم الجمعة رميه بالبدعة بل من عقيدة أهل السنة ـ ومنهم شيخنا ـ إجلال عثمان وأنه من المبشرين بالجنة وأنه ثالث الخلفاء الراشدين وأنه زوج ابنتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يعني هذا عصمته فقد يجتهد ويخطئ وله أجر الاجتهاد والواجب على المسلمين رد ما اختلف فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال سبحانه وتعالى ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء/59]
وقال جل في علاه ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى/10]
فهل يقر الدكتور !! ـ كما يسميه أترابه في الحقد ـ بأن المسلمين جميعاً بما فيهم الخلفاء خاطبون بما دلّت عليه هذه الآية فإن كانت الأخرى فليتحفنا بها لتكون دليلاً مع أدلة أخرى بأنك قريع دهرك وفريد عصرك في .. !!
الفاقرة الثانية : قوله بأن من يعدد بعض ما أخطأ فيه الصحابة للدلالة على أنهم ليسوا معصومين بأنه سائر على طريقة الرافضة ونحن نسأله هل رأيت أن شيخنا ثلبهم وتنقصهم وطعن فيهم أم دلّل على أنهم قد يخطئون مع تحريهم للحق وبحثهم عنه وكذلك للدلالة على نكارة حديث " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وما في معناه من المناكير مع الاعتذار لهم ـ ر ضي الله عنهم ـ بأنهم كانوا يبحثون عن الحق ولا يتجاوزنه إلى غيره
فهذا الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ يقول ـ وهو يتكلم عن عدم جواز التقليد والأخذ بالغرائب ـ : نحن: فنحكي قول ابن عباس في المتعة ، وفي الصرف ، وفي إنكار العول ، وقول طائفة من الصحابة في ترك الغسل من الايلاج ، وأشباه ذلك، ولا نجوز لأحد تقليدهم في ذلك.اهـ ( السير 13:108)
وهكذا شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في كتابه رفع الملام فقد ذكر جملة مما أخطأ فيه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ
وغيرهم كثير ممن ذكر أمثلة عن أخطائهم تدليلا على عدم جواز تقليدهم فهل كل هؤلاء عند البرمكي وأذنابه يسيرون على طريقة الرافضة ـ القيامة القيامة ـ .
الفاقرة الثالثة : قوله بأن شيخنا عزز قوله ببدعية الأذان الأول للجمعة بأهل البدع فهذا ظاهره بأن كل من قال بأن أذان عثمان بدعة من أهل البدع وأن شيخنا لم يجد كلاماً يعزز به قوله إلا كلام أهل البدع فهذا رمي بالبدعة لكل من قال إن الأذان الأول للجمعة بدعة وممن قال بذلك الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ومولاه نافع ـ رحمه الله ـ وعطاء وغيرهم كما ستعرف فهل تعزيز شيخنا يحيى قوله بكلام هؤلاء الجهابذة تعزيز بكلام أهل البدع وننتظر الجواب من الدكتور!! البرمكي ـ كفانا الله شره ـ
الفاقرة الرابعة : من قال بأن الأذان الأول للجمعة بدعة فقد طعن في المهاجرين والأنصار الذين شهدوا فعل عثمان وأقروه وعزّز كلامه بكلام العلامة العثيمين .
وهذا غير صحيح :
أولاً: لما علمت بأن عبد الله بن عمر أنكره وأطلق عليه بأنه بدعة ـ وسيأتي مناقشة قول من يقول بأنه أراد البدعة اللغوية إن شاء الله ـ وهو من المهاجرين وكذلك تلميذه ومولاه نافع من التابعين وعطاء وغيرهم وكان عبد الله بن الزبير لا يؤذن بين يديه إلا الأذان الذي كان على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهل كل هؤلاء أزروا بالمهاجرين والأنصار وطعنوا فيهم وكلام العلامة العثيمين يحمل على أنه لم يطلع على إنكار من ذكر ويحمل أيضاً على الغيرة وإلا فالعلامة العثيمين أرفع من أن يخاطب أمثال هؤلاء الذين حكموا على هذا الأذان بأنه محدث بمثل هذا الخطاب أمّا البرمكي ليس له عذر وقد استفاد من شيخنا في من قال بهذا القول ثم يرميهم بكل فاقرة ـ أيا برمكي عند الله تجتمع الخصوم فلتعد لذلك اليوم ولتفكر بالمخلص ـ
وفي الحقيقة هناك عدة فواقر في كلام هذا الحدث اكتفيت بما ذكرت منها وسيأتي بعضها في المقطع الثاني :
قال البرمكي ـ كفانا الله شره ـ : وهذا هو الجزء الثاني من (صد البغي والعدوان عن الخليفة الراشد عثمان –رضي الله عنه وأرضاه-). ووسمته بـ (التبيان في نقل اتفاق أهل العلم والإيمان على سنية أذان عثمان).
ولهذا أقول: لقد اتفق أهل العلم قاطبة على سنية أذان عثمان -رضي الله عنه- وسيرى القارئ النقل عن أكثر من ستة عشر عالماً، وهم ينقلون إجماع الأمة على سنية هذا الأذان والحجوري أدار ظهره لهذه النقولات للإجماع، وذهب يبدع كل من قال بهذه السنة عدواناً وبغياً مما يؤكد أن هذا الرجل يسير على طريقة مغايرة تماماً لما عليه أهل العلم.
وانظروا إلى قول الحجوري في أحكام جمعته ص (315):
(أما من تابعه –يعني عثمان- على ذلك الْخَطأ بعد بيان الْحُجة فهو فِي ذلك مبتدع، لا عذر له فِي مُخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.)
قلت: فو الله إن هذا الكلام لا يُطاق على أهل العلم والتوحيد، ففيه التبديع والتجهيل والتحقير، والرمي لهم بالعظائم، فهذا حكم على علماء الأمة كلهم عن بكرة أبيهم بأنهم مبتدعة؛ لأنهم عند الحجوري لا عذر لهم في مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه!!
والحمد لله أن عثمان –رضي الله عنه- سَلِم من هذا التبديع! ولا عجب أن يصدر هذا التبديع من رجل قد أجرم قبلُ ورمى الصحابة بالإرجاء!
عجباً ليحيى! مدعي الصفاء والنقاء! يحكم على علماء الأمة بالبدعة بلا ورع ولا خشية، وكأن الأمر من السهولة بمكان، بل وكأن تبديع علماء الأمة عنده كأنه ذباب مرَّ على أنفه فقال بيده هكذا!
طعونات ظالمة! واتهامات آثمة! إلى كل من سبق من العلماء ممن قال بسنية أذان عثمان -رضي الله عنه- من غير حجة ولا برهان، ولا هدى ولا علم ، ولا مصدر لهذه الاتهامات والطعون إلا خيالات الحجوري الناشئة عن منهج حدادي غالٍ! اهـ
ومناقشة هذا الكلام كما يلي :
قوله معنوناً لبغيه وعدوانه على شيخنا ـ أعزّ الله مقامه ـ ( التبيان في نقل اتفاق أهل العلم والإيمان على سنية أذان عثمان)
وهذا يفهم منه أن من قال بأن الأذان الأول للجمعة بدعة ليس من أهل العلم والإيمان وسيأتي من قال بذلك فلا تكن على عجل !
وقوله (ولهذا أقول: لقد اتفق أهل العلم قاطبة على سنية أذان عثمان -رضي الله عنه- وسيرى القارئ النقل عن أكثر من ستة عشر عالماً، وهم ينقلون إجماع الأمة على سنية هذا الأذان والحجوري أدار ظهره لهذه النقولات للإجماع، وذهب يبدع كل من قال بهذه السنة عدواناً وبغياً مما يؤكد أن هذا الرجل يسير على طريقة مغايرة تماماً لما عليه أهل العلم.)
أقول : سيأتي أن هذا الإجماع المدعى هو إجماعي سكوتي كما عبر به بعض من ذكره الدكتور !! وغير من ذكرهم والصواب سيأتي أنّ الخلاف حاصل من زمن الصحابة إلى يومنا هذا كما ستعرفه قريباً ـ إن شاء الله ـ .
وقوله (وذهب يبدع كل من قال بهذه السنة عدواناً وبغياً مما يؤكد أن هذا الرجل يسير على طريقة مغايرة تماماً لما عليه أهل العلم )
أقول في هذا الكلام فاقرتان :
الفاقرة الأولى : أن شيخنا ـ حفظه الله ـ بدع كل من يقول بأن الأذان للجمعة بدعة مع أن شيخنا قيّد ذلك بقيد مهم عليه نور العلم حيث قال : أما من تابعه –يعني عثمان- على ذلك ذلك الْخَطأ بعد بيان الْحُجة فهو فِي ذلك مبتدع، لا عذر له فِي مُخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه "
فكلامه ـ حفظه الله ـ ينصب على من قامت عليه الحجة وتبين له الحكم فهذا العلامة الإمام مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ سئل : ما حكم الأذانين في المسجد يوم الجمعة مع العلم أن الفرق بينهما مدة نصف ساعة ؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ : الأذان الأول ليس بمشروع كما في صحيح البخاري عن السائب بن يزيد قال : كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء .
وقد قال عبد الله بن عمر كما في " مصنف ابن أبي شيبة : إنه بدعة أي الأذان الأول ولسنا نقول : إن عثمان ـ رضي الله عنه ـ مبتدع لكن نقول : اجتهد والدليل يخالف اجتهاده ومن علم الدليل ثم عمل بخلاف الدليل يعد مبتدعاً اهـ (غارة الأشرطة 1/164)
فهل العلامة مقبل بن هادي الوادعي يعد عند البرمكي من أهل العلم والإيمان أم العكس نريد جواباً عن هذه الفاقرة ـ يا برامكة ـ فكلام الشيخ الإمام الوادعي وكلام تلميذه العلامة يحيى بن علي الحجوري ينصب على من علم الدليل ثم عمل بخلاف الدليل بدون شبهة يعد مبتدعاً فهل فهم الجهال هذا أم الأمر كما قيل:
وإن عناءً أن تفهم جاهلا ... فيفهم جهلاً أنه منك أعلم
وقوله (مما يؤكد أن هذا الرجل يسير على طريقة مغايرة تماماً لما عليه أهل العلم)
هذا الكلام من هذا الأبله يعتبر تبديعاً لشيخنا ـ حفظه الله ـ إذ أن الطريقة المغايرة لما عليه أهل العلم هي طريق البدع والضلال فهل يعي البرمكي ما يقول ؟! وهل السير على ما سار عليه الأئمة ممن ذكرهم في الحكم على الأذان الأول يوم الجمعة بدعة يعد مغايرةً لما عليه أهل العلم والإيمان ـ فوا غوثاه واغوثاه ـ
وقوله بعد هراء كهراء البكري والمصري :
طعونات ظالمة! واتهامات آثمة! إلى كل من سبق من العلماء ممن قال بسنية أذان عثمان -رضي الله عنه- من غير حجة ولا برهان، ولا هدى ولا علم ، ولا مصدر لهذه الاتهامات والطعون إلا خيالات الحجوري الناشئة عن منهج حدادي غالٍ! اهـ
أقول : هذا كذب محض من هذا الكذاب الذي لا يستحي أن يكذب فإن الشيخ لم يبدع كل من عمل بالأذان الأول وإنما قيد وضبط كما ضبط التبديع في المسألة شيخه الإمام الوادعي فيما تقدم بيانه فهل سيتورع البرمكي من الكذب ؟!!
وأما رميه لشيخنا بالحدادية فهذا سلاح أهل البدع والأهواء ومن سار على سيرهم قديماً وحديثاً وإنما تجددت الألفاظ ـ مع العلم بأن فرقة الحدادية فرقة مبغوضة وشرها معلوم ـ إلا أن هؤلاء لا يريدون بهذا الإطلاق إلا أهل السنة الصادعين بالحق فهل يا أيها البرامكة ترون أن الإمام الوادعي نشأ تبديعه لمن يقول بالأذان الأول للجمعة بعد بيان الحجة وإزالة الشبهة عن منهج حدادي غال ؟!! أم الأمر نريد يحيى نريد يحيى ـ فهل نسيتم أمر الوقوف بين يدي الله ـ
وقوله : (ولما ردَّ شيخنا عبيدٌ على الحجوري -حرصاً عليه أن يكون من أهل الحق وليس أقرب!- فإذا بالحجوري يزبد ويرغي ويقذف باللهب، وأقام الدنيا ولم يقعدها! لأنه يرى نفسه فوق مستوى النقد بل ويرى أن له الحق المطلق في نقد السلفيين والبول على بياناتهم وتشويههم، ولو بدع علماء الأمة كلهم كما في مسألتنا هذه.)
أقول : أما رد شيخك عبيد (الحزبي المفتري) على شيخنا يحيى في المسألة المذكورة فهذا مما زاده سقوطاً إلى سقوطه ولم يستطع أن يرد بكلمة بعدها ـ أعني بخصوص هذه المسألة ـ أما هراؤه لا يكاد أن يتوقف ـ
وأما قولك بأن شيخنا أزبد وأرغى .. فهذا هراء لا تستطيع أن تقيم عليه دليلا واحداً وإنما رد ردًّا علمياً وأردتم أن تدركوا شيخكم الحزبي المفتري فلم تزيدوه إلا سقوطاً .
وأما قولك بأن شيخنا يرى نفسه فوق النقد فهذا ربما إلماح بأن شيخنا يدعي العصمة وأنا أنصحك أن تخلو بنفسك وتسألها بصدق تنبئك عن كذبك وحقدك .
وقوله بأن شيخنا بدّع علماء الأمة كلها فهذا تقدم بيانه .
وقوله (إن الحجوري يطعن في السلفيين طعنات مستنكرة، وتسمع منه ما تشيب منه مفارق الولدان من التجني والتشويه بالباطل، ثم يحاول تغطية ذلك بقوله: الحق أكبر من الرجال...
كقول الخوارج: لا حكم إلا لله... كلمة حق أريد بها ...
وإذا انتقده السلفيون بحق قال: حسدوني ! وتسلط الشيطان عليهم! والشيخ مقبل أوصى لي بالكرسي!
والمسألة ليست صراعاً على الكراسي، كما يتصوره الحجوري والحجوريون! وإنما هي
مسألة نصح وإصلاح لما فسد من العقائد والأخلاق والفتاوى، فالأمر أكبر من ترأس وزعامة، وإن كان من لوازم النصح ألا يترأس إلا من استوت أهليته ديناً وخلقاً وعلماً.)
أقول : قوله بأنّ شيخنا يطعن في السلفيين المقصود عن هذا المعتدي بالسلفيين عبد الرحمن العدني وعبيد الجابري الحزبيان المفتريان ومن شدّ عضدهما في حرب السلفيين في قعر دارهم ومجتمع قوتهم فهل ترى أن يسكت عن هؤلاء المدبرين ـ وهل أنت إلا منهم ـ
وأما قوله (وإذا انتقده السلفيون بحق قال: حسدوني ! وتسلط الشيطان عليهم! والشيخ مقبل أوصى لي بالكرسي!)
وهذا من سوء ظن هذا الحزبي المفتري بشيخنا فقل بواحد انتقد الشيخ بحق ثم أجاب عليه بهذا الجواب ودون ذلك خرط القتاد .
وقوله (والمسألة ليست صراعاً على الكراسي، كما يتصوره الحجوري والحجوريون! وإنما هي
مسألة نصح وإصلاح لما فسد من العقائد والأخلاق والفتاوى، فالأمر أكبر من ترأس وزعامة، وإن كان من لوازم النصح ألا يترأس إلا من استوت أهليته ديناً وخلقاً وعلماً )
أما قولك أن المسألة ليست صراعاً على الكراسي )
أقول : هذا الحاقد لا يدري ما يخرج من رأسه فهل يا مسكين أو تظن بأنك ستلعب على عقول ـ أهل العقل ـ بهذا الهراء الذي يستحي منها من عنده مسكة عقل وروية وأما حسد الحزبيين لشيخنا على ما أنعم الله به عليه فهذا لا يحتاج إلى دليل وأين أنت من قول سيدك الحزبي المهان عبد الرحمن العدني في شيخنا بأن يقودنا وهو صغير قل بربك ما المراد من هذا الكلام وأين أنت من قول بعضهم الحجوري اليوم هنا وغداً في دماج وأين أنت من قول عبيد الفتنة في توجيهه لقبيلة الوادعة بإخراج شيخنا والاستعانة على ذلك بالدولة فهل هذا نفس سلفي وغير ذلك كثير .
وأنا أقول لك أيها البرمكي
وقوله (وإنما هي مسألة نصح وإصلاح لما فسد من العقائد والأخلاق والفتاوى، فالأمر أكبر من ترأس وزعامة)
ليس معكم في ما تدعون إلا ما سولته لكم أنفسكم من البغي والعدوان وأعانكم علىها قوم آخرون وللكل موقف بين يدي الله .
وقوله (وإن كان من لوازم النصح ألا يترأس إلا من استوت أهليته ديناً وخلقاً وعلماً )
أقول هذا المدبر يطعن بهذا الكلام في المشايخ الذين رضوا بمقام الشيخ بمن فيهم الإمام الوادعي الذي قال : لا ترضوا بنزوله من الكرسي فإنه ناصح أمين فكأنه8 يقول بأن خلّف من ليست له أهلية ديناً وخلقاً وعلماً ـ فضّ الله فاك أيها المفتري الحقود ـ .
قال (وهذه الأسباب وغيرها دفعتني إلى أن أقوم ببعض الواجب الذي عليَّ في حق عثمان رضي الله عنه، وأسأل الله أحسن الجزاء والمثوبة من الله الكريم،
وسيستجيب –إن شاء الله- لهذا الحق أناسٌ مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه! )
قوله ( وهذه الأسباب وغيرها دفعتني ... )
أقول : تبين أنه ما معه إلا الحقد والبغي وأسباب تخيلها بحقده وحسده على الشيخ ؛ فهي التي دفعته على التقول على الشيخ والسعي في إسقاطه وكأنه ما خلق إلا لذلك ونبشرك هيهات هيهات ما تسعى إليه ـ ما دام شيخنا متمسكاً بالكتاب والسنة وقوالا بالحق ـ
وقوله (وسيستجيب –إن شاء الله- لهذا الحق أناسٌ مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه! )
نعم سيستجيب لك من كان على شاكلتك ممن يبهرهم البتر والتشويش على أهل السنة أما أهل الحق فلا يرون الحجة إلا الكتاب والسنة .
قال (والآن إليكم أيها القراء نقل أهل العلم لإجماع أهل السنة قاطبة عدا الروافض على سنية أذان عثمان رضي الله عنه: )
أقول : قوله نقل أهل العلم إجماع أهل السنة عدا الروافض .. )
أقول : انظروا كيف يطلق هذا الرجل إطلاقات عامة بأن كل من قال بأن الأذان الأول للجمعة بدعة روافض فهل يا ترى عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ونافع مولاه وعطاء وابن الأمير والعلامة الوادعي والعلامة الحجوري وغيرهم كلهم روافض عند هذا الفاجر ؟!! نريد جواباً يا أيها البرامكة .
ثم ذكر كلام العلماء في أن أذان عثمان إجماع وكلام بعضهم ليس بصريح خلاف ادعاء هذا الكذاب حيث قال (وسيرى القارئ النقل عن أكثر من ستة عشر عالماً، وهم ينقلون إجماع الأمة على سنية هذا الأذان )
وإليك كلام من ادعى الحقود بأنه نقلوا الإجماع :
ادعاؤه أن أبا بطين نقل الإجماع في سنية الأذان الأول للجمعة ونص كلامه كما نقله المعتوه : جاءفي الدرر السنية في الأجوبة النجدية (8/103):ـ (وما يطلق عليه اسم البدعة مما فعله الصحابة، والأئمة والتابعون، فهو بدعة لغوية، كقول عمر: "نعمت البدعة هذه"، يعني التراويح، وكزيادة عثمان والصحابة، الأذان الأول يوم الجمعة، فهو لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة"، لأن له أصلاً في الشرع. وأيضاً، فهو مما سنه الخلفاء الراشدون، ولهم سنة يجب اتباعها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي").
فهل في كلام هذا الإمام نقل الإجماع على سنية هذا الأذان أم أن غاية ما فيه تفسير حديثه عليه الصلاة والسلام (.. وسنة الخلفاء الراشدين ..) وتوجيه قول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فهل سينتهي كذب هذا الرويبض عند هذا الحد أم سيزيد لننظر !
وهكذا نقل كلام الإمام ابن باز وأنه نقل الإجماع في سنية هذا الأذان فلننظر كلام الإمام ابن باز لنعلم مدى كذب وبهت هذا المدبر قال ـ رحمه الله ـ : ((وتابعه بهذا الصحابة الموجودون في عهده، وكان في عهده علي -رضي الله عنه- وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله -رضي الله عنهم- وغيرهم من أعيان الصحابة وكبارهم، وهكذا سار المسلمون على هذا في غالب الأمصار والبلدان تبعا لما فعله الخليفة الراشد -رضي الله عنه- وتابعه عليه الخليفة الراشد الرابع علي -رضي الله عنه- وهكذا بقية الصحابة).
فهذا الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ يقول : وهكذا سار المسلمون على هذا في غالب الأمصار والبلدان ) فقوله غالب الأمصار كفيل بأن المسألة ليس فيها إجماع وإنما في غالب الأمصار فهل يفهم البرمكي كلام الأئمة أم أصيب بسوء مقصده ـ نسأل الله العافية ـ
أما قول العلامة ابن باز (وتابعه عليه الخليفة الراشد الرابع علي -رضي الله عنه- وهكذا بقية الصحابة)
فهذا حسب علمه وإلا خالفه في ذلك ابن عمر وأطلق عليه أنه بدعة وكذلك عبد الله بن الزبير لم يكن يؤذن بين يديه إلا ما كان على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ثم نقل كلام العلامة العثيمين وليس فيه ادعاء الإجماع من قرب أو من بعد وأما قوله ـ رحمه الله ـ :( أما من أنكره من المُحدَثين، وقال: إنه بدعة وضلل به عثمان ـ رضي الله عنه ـ فهو الضال المبتدع؛.. )
هذا الكلام صحيح بأن من ضلل عثمان وليس معكم في رمي شيخنا بتضليل عثمان وأنه بدعه إلا خيلات نسجتها عنكب الحقد على جبين الحقود ـ نعوذ بالله من شر الحاسد إذا حسد ـ
ثم نقل قول اللجنة الدائمة ـ وفقها الله ـ ((والأذان الأول يوم الجمعة أمر به عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة رضي الله عنهم، وتبعه جماهير المسلمين على ذلك. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم> (
أقول : هذا يدل على أنهم لم يطلعوا على إنكار ابن عمر ولا فعل ابن الزبير .
وليس فيما قالوه أدنى ادعاء للإجماع وإنما يدل دلالة واضحة على وجود الخلاف في ذلك وإن كان في قولهم ولم ينكره أحد من الصحابة متمسك لأمثالك ؛ فهذا حسب علمهم ومن علم حجة على من لم يعلم ـ فهل يعي الأذناب هذا ـ .
قال المدبر : (فهذا سبعة عشر نقلاً عن جهابذة أهل العلم حقاً، وعلى رأسهم أعلم التابعين وسيد المحدثين وشيخ المدينة في زمنه سعيد بن المسيب، وليس فيهم قبوري ولا خرافي ولا أشعري ولا إخواني!!)
نعم صدقت وأنت الكذوب بأن هؤلاء من العلماء لكن لا يعني ذلك أن من نقل عنهم شيخنا ليسوا من العلماء هذا وفيهم الصحابي الجليل عبد الله بن عمر وفيهم نافع مولى ابن وهو من هو وفيهم عطاء بن أبي رباح العلم المشهور وفيهم الإمام محمد بن الأمير الصنعاني وفيهم الإمام مقبل بن هادي الوادعي .
وقوله (وليس فيهم قبوري ولا خرافي ولا أشعري ولا إخواني!!)
أقول : ألم يكن العلامة القاري ماتريدياً ؟! ألم يكن الحافظ عنده تمشعر في العقيدة ؟! فلماذا هذا الإطلاق ثم ألا يجوز النقل ممن وقع في البدعة وهل يمنع ذلك إلا الحدادية ؟!!
ذكر من يرى بدعية الأذان الأول للجمعة أو من يرى أن تركه أولى
الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ
قال ابن أبي شيبة ـ رحمه الله ـ: حدثنا شبابة قال حدثنا هشيم بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال : الأذان الأول يوم الجمعة بدعة .
قال شيخنا ـ حفظه الله ـ : وهذا إسناد صحيح إلى ابن عمر ؛ فشبابة هو ابن سوار
: ثقة حافظ وهشام بن الغز : ثقة ونافع مولى ابن عمر إمام مشهور اهـ
وقال ابن أبي شيبة ـ رحمه الله ـ أيضاً : حدثنا وكيع قال حدثنا هشام بن الغاز قال سألت مولى ابن عمر الأذان الأول يوم الجمعة بدعة فقال : قال ابن عمر : بدعة .
وهذا إسناد صحيح وهو أصرح من الأول في الدلالة .
فإن قلت : قد تقدم أن ابن رجب وأبا بطين يوجهان قول ابن عمر بأن المقصود بالبدعة بدعة لغوية فما الجواب عن هذا ؟
قيل : هذا نافع مولى ابن عمر فهم من كلام شيخه أن المقصود بها البدعة المعنوية التي تضاهي الشرع ومما يؤكد ذلك ما أخرجه وكيع في كتابه فيما نقله الحافظ ابن رجب في الفتح : عن هشام بن الغاز ، قال : سألت نافعاً عن الأذان يوم الجمعة ؟ فقالَ : قالَ ابن عمر : بدعةٌ ، وكل بدعة ضلالة ، وإن رآه الناس حسناً .اهـ
فعلم من هذا أن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أراد بالبدعة ما فهمه مولاه نافع وكذلك العلامة الوادعي والعلامة الإتيوبي والعلامة الحجوري ـ وغيرهم ـ من أنها البدعة المذمومة .
وأما ما ذكره ابن رجب وأبا بطين ـ رحمهما الله ـ اجتهاد منهما .
الإمام نافع مولى ابن عمر التابعي الجليل
تقدم قوله بأن كل بدعة ضلالة ـ فهل سيقول البرامكة أنه حكم على عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ بالضلالة والبدعة ؟!! ـ
ومنهم عطاء بإسناد صحيح وجاء عن عبد الله بن الزبير أنه كان لا يؤذن له إلا الأذان الي كان على عهد النبي ـ صلى الله عليه ـ وسلم ـ
الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ
قال ـ رحمه الله ـ كما في الاستذكار (2/27) : أحب إلي أن يكون الأذان يوم الجمعة حين يجلس الإمام على المنبر بين يديه فإذا قعد أخذ المؤذن في الأذان فإذا فرغ قام الإمام يخطب فذكر المؤذن بلفظ الواحد على نحو رواية بن عبد الحكم .
قال وكان عطاء ينكر أن يكون عثمان أحدث الأذان الثاني ويقول أحدثه معاوية
قال الشافعي وأيهما كان فالأذان الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي وهو الذي ينهى عنده عن البيع اهـ
قول ابن حبيب فيما نقله أبو الوليد وهو قول له
ثم أَمَرَ عُثْمَانُ لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ أَنْ يُؤَذَّنَ عِنْدَ الزَّوَالِ بِالزَّوْرَاءِ وَهُوَ مَوْضِعُ السُّوقِ لِيَرْتَفِعَ مِنْهَا النَّاسُ فَإِذَا خَرَجَ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُونَ عَلَى الْمَنَارِ ثُمَّ إِنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي إمَارَتِهِ نَقَلَ الْأَذَانَ الَّذِي فِي الزَّوْرَاءِ فَجَعَلَهُ مُؤَذِّنًا وَاحِدًا يُؤَذِّنُ عِنْدَ الزَّوَالِ عَلَى الْمَنَارِ فَإِذَا خَرَجَ هِشَامٌ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِذَا فَرَغُوا خَطَبَ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ وَفِعْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ اهـ (المنتقى 1/134)
قول ابن الأمير الصنعاني
قال ـ رحمه الله ـ بعد كلام : ... وأما النداء الذي أراده المصنف هنا وفي البحر ؛ فإنه مخالف للشرع المعلوم والبدعي الذي أحدثه عثمان اهـ المراد حاشية ضوء النهار للجلال (3/103)
قول المبارك فوري ـ رحمه الله ـ صاحب تحفة الأحوذي
قال بعد أن قرر المراد بسنة الخلفاء الراشدين : ( .. فإذا عرفت أنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه و سلم لاح لك أن الاستدلال على كون الأذان الثالث الذي هو من مجتهدات عثمان رضي الله عنه أمرا مسنونا ليس بتام ألا ترى أن بن عمر رضي الله عنه قال الأذان الأول يوم الجمعة بدعة فلو كان هذا الاستدلال تاما وكان الأذان الثالث أمرا مسنونا لم يطلق عليه لفظ البدعة لا على سبيل الإنكار ولا على سبيل غير الإنكار فإن الأمر المسنون لا يجوز أن يطلق عليه لفظ البدعة بأي معنى كان فتفكر اهـ (3/69)
قول العلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ
قال ـ رحمه الله ـ في تعليقه على الترمذي (ج2 ص393): "فائدة" في رواية عند أبي داود في هذا الحديث: كان يؤذن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد، فظن العوام بل كثير من أهل العلم أن هذا الأذان يكون أمام الخطيب مواجهة، فجعلوا مقام المؤذن في مواجهة الخطيب. (قريباً من المنبر) على كرسي أو غيره، وصار هذا الأذان تقليداً صرفاً لا فائدة له في دعوة الناس إلى الصلاة وإعلامهم حضورها، كما هو الأصل في الأذان والشأن فيه، وحرصوا على ذلك، حتى لينكرون على من يفعل غيره، وإتباع السنة أن يكون على المنارة عند باب المسجد ليكون إعلاماً لمن لم يحضر، وحرصوا على إبقاء الأذان قبل خروج الإمام، وقد زالت الحاجة إليه؛ لأن المدينة لم يكن بها (مسجد جامع) إلا المسجد النبوي وكان الناس كلهم يجمعون فيه، وكثروا عن أن يسمعوا الأذان عند باب المسجد، فزاد عثمان الأذان الأول ليعلم من بالسوق ومن حوله حضور الصلاة، أما الآن وقد كثرت المساجد، وبنيت فيها المنارات، وصار الناس يعرفون وقت الصلاة بأذان المؤذن على المنارة فإنا نرى أن يكتفي بهذا الأذان، وأن يكون عند خروج الإمام إتباعاً للسنة اهـ
قول العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ
نقل القرطبي في تفسيره ( 18 / 100 ) عن الماوردي :
فأما الأذان الأول فمحدث فعله عثمان ليتأهب الناس لحضور الخطبة عند اتساع المدينة وكثرة أهلها
وإذا كان الأمر كذلك فالأخذ حينئذ بأذان عثمان من قبيل تحصيل حاصل وهذا لا يجوز لا سيما في مثل هذا الموضع الذي فيه التزيد على شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم دون سبب مبرر وكأنه لذلك كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالكوفة يقتصر على السنة ولا يأخذ بزيادة عثمان كما في " القرطبي "
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : " إنما كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا صعد المنبر أذن بلال فإذا فرغ النبي صلى الله عليه و سلم من خطبته أقام الصلاة والأذان الول بدعة " . رواه أبو طاهر المخلص في " فوائده " ( ورقة 229 / 1 - 2 )
والخلاصة : أننا نرى أن يكتفى بالأذان المحمدي وأن يكون عند خروج الإمام وصعوده على المنبر لزوال السبب المبرر لزيادة عثمان واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم وهو القائل : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " اهـ (الأجوبة النافعة 12ـ22) وانظر (قاموس البدع لمشهور حسن وصاحبه ص475ـ476)
ذكر قول الإمام العلامة مقبل بن هادي الوادعي في المسألة :
سئل ـ رحمه الله كما في قمع المعاند (49ـ50) :
هل الأذان الأول يوم الجمعة مشروع ؟
قال : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
فالأذان الأول لم يكن على عهد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما رواه البخاري من حديث السائب بن يزيد قال : كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء .
وقد عمل في هذا الأذان في عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ ولم ينقل أنه عمل في عهد علي ـ رضي الله عنه ـ فما بعده وقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد الله بن عمر أنه قال : إن الأذان الأول بدعة .؛ فالجمعة لها أذان واحد .
فإن قال قائل : إن الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما في حديث العرباض بن سارية الذي أخرجه أصحاب السنن والإمام أحمد في مسنده وينظر أخرجه النسائي في المجتبى أم لا ذلكم الحديث الذي فيه " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " وقال : إن سنة عثمان من سنن الخلفاء الراشدين ؛ نعم عثمان من الخلفاء الراشدين لكن ليس الحديث كما فهمت فقد قال أبو محمد في كتابه "إحكام الأحكام" قال في سنن الخلفاء الراشدين إما أن نأخذ بها كلها وهذا لا سبيل إليه لأنهم اختلفوا وإما أن نردها كلها فهذا ضلال مبين لأن من سنتهم ما هو موافق لسنة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وإما أن من سننهم ما وافق سنة الرسول فهذا قولنا . اهـ
وسئل ـ رحمه الله ـ : ما حكم الأذانين في المسجد يوم الجمعة مع العلم أن الفرق بينهما نصف ساعة ؟
الجواب : الأذان الأول ليس بمشروع كما في صحيح البخاري عن السائب قال : كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء .
وقد قال عبد الله بن عمر كما في مصنف بن أبي شيبة : إنه بدعة أي الأذان الأول ولسنا نقول : إن عثمان ـ رضي الله عنه ـ مبتدع لكن نقول : اجتهد والدليل يخالف اجتهاده ومن علم الدليل ثم عمل بخلاف الدليل يعد مبتدعاً اهـ (غارة الأشرطة 1/164)
وسئل ـ رحمه الله ـ : يا شيخ هل الأذان الأول يوم الجمعة سنة ؟
قال ـ رحمه الله ـ : إن البخاري روى في صحيحه من حديث السائب بن يزيد ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان له مؤذن يؤذن أذاناً واحداً أو بهذا المعنى ذكره البخاري في كتاب الجمعة فلما أن كثر الناس وهو من حديث السائب بن يزيد مكان في سوق والذي فعله عثمان ـ رضي الله عنه ـ من أجل أن يحضر الناس ويتأهبوا لصلاة الجمعة فهذا اجتهاد من عثمان ـ رضي الله عنه ـ وقد قال ابن عمر كما في مصنف ابن أبي شيبة : إن الأذان الأول يوم الجمعة بدعة .
وأما حديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " فأحسن من تكلم عليه فيما اطلعت عليه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد ـ رحمه الله تعالى ـ الشهير بابن حزم قال : إما أن نأخذ بها كلها وهذا لا سبيل إليه لأنهم اختلفوا وإما أن نردها كلها فهذا ضلال مبين لأن من سنتهم ما هو موافق لسنة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وإما أن من سننهم ما وافق سنة الرسول قال : فهذا قولنا اهـ
ويقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في التوسل والوسيلة ما معناه ليس لأحد سنة مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهكذا يذكره الحكم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية ذكره عن يحيى بن آدم أنه قال : لا سنة لأحد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .
وإنما كان يقال سنة أبي بكر وعمر من أجل أن يعلم أن تلك السنن كان يعمل بها في عهد أبي بكر وعمر ورب العز يقول في كتابه الكريم ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة/3]
ويقول ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف/3]
وأما حديث "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" فهذا أيضاً ليس داخلاً في الموضوع لأن عثمان هو أول من ابتدأ به ثم الذي نعتقده أن الحديث ضعيف لأنه من رواية ربعي بن خراش عن حذيفة وهو لم يسمعه من حذيفة وأيضاً مولى ربعي مبهم لا يعرف ؛ فعرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة وترتب على هذا أمر آخر وهو الركوع بين الأذانين وربما استدل مستدلون بحديث "بين كل أذانين صلاة " ولكن قد عرفت أن الأذان لم يثبت .
والنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان إذا صعد المنبر ابتدأ خطبته أما التسليم فقد وردت فيه أحاديث لا يخلو حديث منها عن ضعف لكن هي بمجموع طرقها صالحة للحجة برتبة الحسن
فعرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة ولا ينبغي أن يفعله المسلم وإنما اجتهد عثمان والاجتهاد قد يصب وقد يخطئ والرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول بعد أن قال "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " يقول : إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة بل يقول الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته " رواه الطبراني وابن أبي عاصم من حديث أنس وقال الحافظ المنذري : إن سنده حسن اهـ (إجابة السائل عن أهم المسائل ص416)
فلخلاف هؤلاء الأئمة وغيرهم كان هذا الإجماع المدعى غير صحيح أما أن يقال أنهم لم يطلعوا على الإجماع فكيف لا يقال أن من نقل الإجماع لم يطلع على هذا الخلاف ومن اطلع منهم على بعض العبارات كقول ابن عمر أنه بدعة أولها إلى البدعة اللغوية مع أن الصواب خلاف هذا التأويل الذي فهمه ابن رجب والعلام أبو بطين وأن الصحيح فيه هو ما فهمه الإمام نافع مولى ابن عمر راويته وكذلك ما فهمه العلامة المباركفوري والعلامة الألباني والعلامة الوادعي والعلامة الحجوري وغيرهم من أنها البدعة المذمومة الموسومة بالضلالة .
و لهذا أنكر هذا الإجماع المدعى جمع من أهل العلم منهم شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري وكذلك العلامة محمد بن علي الاتيوبي الذي كان يلقبه الإمام الوادعي بالبحر لسعة علمه
قال ـ حفظه الله ـ : بعد ما أورد من أنكره كابن عمر وعطاء :
قد ثبت مما سبق أن ما زاده عثمان ـ رضي الله عنه ـ من الأذان ليس محل إجماع فقد ثبت إنكاره عن ابن عمر وغيره فما اقتضاه كلام ابن المنذر ـ رحمه الله ـ من دعوى اتفاق الأمة عليه غير صحيح .
والحاصل أن الأولى اتباع ما كان على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما قال الشافعي ـ رحمه الله ـ فلا ينبغي زيادة الأذان الثالث ـ والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وهو حسبنا ونعم الوكيل ـ اهـ (ذخير العقبى 16/186ـ187)
أقول : هل سيتراجع البرمكي من رمي الشيخ بأنه يستقي من كتب الرافضة في حكمه على هذا الأذان بالبدعة اتباعاً لمن سبقه إلى هذا من أئمة السنة .
ثم عقد الحقود فصلا في تناقضات شيخنا ـ زعماً ـ ومن يرى هذا العنوان العريض يظن أن شيخنا كشيخهم الحقود الحزبي المفتري عبيد الجابري يسئل سؤال فيكون السؤال في واد والجواب في واد آخر شأن كل مضطرب فانظر يا أخي ما هذا التناقض الذي يزعمه البرمكي :
قال : الحجوري كما هو معلوم أوَّل حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه- تأويلاً عجيباً فهو يظن أن المقصود من الحديث (طريقتهم في فهم الكتاب والسنة؛ لأنه ليس لأحد سنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كانوا الخلفاء الراشدين)! كذا قال في شرحه للامية شيخ الإسلام ص (34(
وهذا يوهم أن شيخنا تفرد بهذا التأويل وقد علمت أنه قول الإمام أبي محمد ابن حزم وكذلك الإمام الوادعي وقد تقدم كلامهما وأضيف كلاماً لثلاثة من أئمة العلم الأول ابن الأمير الصنعاني ـ رحمه الله ـ حيث قال :
أما حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ أخرجه أحمد وأبو داود وبن ماجه والترمذي وصححه الحاكم وقال على شرط الشيخين ومثله حديث اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر أخرجه الترمذي وقال حسن وأخرجه أحمد وبن ماجه وبن حبان وله طريق فيها مقال إلا أنه يقوي بعضها بعضا فإنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه و سلم من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها فإن الحديث عام لكل خليفة راشد لا يخص الشيخين
ومعلوم من قواعد الشريعة أنه ليس لخليفة راشد أن يشرع طريقة غير ما كان عليها النبي صلى الله عليه و سلم
ثم هذا عمر رضي الله عنه نفسه الخليفة الراشد سمى ما رآه من تجميع صلاته ليالي رمضان بدعة ولم يقل إنها سنة فتأمل
على أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم خالفوا الشيخين في مواضع ومسائل فدل أنهم لم يحملوا الحديث على أن ما قالوه وفعلوه حجة
وقد حقق البرماوي الكلام في شرح ألفيته في أصول الفقه مع أنه قال إنما الحديث الأول يدل على أنه إذا اتفق الخلفاء الأربعة على قول كان حجة لا إذا انفرد واحد منهم
والتحقيق أن الاقتداء ليس هو التقليد بل هو غيره كما حققناه في شرح نظم الكافل في بحث الاجماع انتهى
والثاني الإمام المباركفوري ـ رحمه الله ـ
قال في تحفة الأحوذي : قلت ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه و سلم اهـ
وقال بعد أن ذكر كلام الصنعاني المتقدم : فإذا عرفت أنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه و سلم لاح لك .. الخ ما تقدم نقله فيما تقدم .اهـ
فهؤلاء أربعة من أئمة العلم وافقوا شيخنا على ما فهمه من الحديث فهل سيعرف البرمكي من يخاطب بمثل هذه الوقاحات؟!!
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : هذه الحلقة الأولى من مناقشة هذا المتعالم الحقود فإن مدّ الله في العمر أردفناها بأخرى ـ وبالله التوفيق ـ
دار الحديث بدماج الأبية
رحم الله بانيها وحفظ خليفته فيها وجعله شوكة في حلوق أهل الأهواء أجمعين
هذا الكلام من هذا الأبله يعتبر تبديعاً لشيخنا ـ حفظه الله ـ إذ أن الطريقة المغايرة لما عليه أهل العلم هي طريق البدع والضلال فهل يعي البرمكي ما يقول ؟! وهل السير على ما سار عليه الأئمة ممن ذكرهم في الحكم على الأذان الأول يوم الجمعة بدعة يعد مغايرةً لما عليه أهل العلم والإيمان ـ فوا غوثاه واغوثاه ـ
وقوله بعد هراء كهراء البكري والمصري :
طعونات ظالمة! واتهامات آثمة! إلى كل من سبق من العلماء ممن قال بسنية أذان عثمان -رضي الله عنه- من غير حجة ولا برهان، ولا هدى ولا علم ، ولا مصدر لهذه الاتهامات والطعون إلا خيالات الحجوري الناشئة عن منهج حدادي غالٍ! اهـ
أقول : هذا كذب محض من هذا الكذاب الذي لا يستحي أن يكذب فإن الشيخ لم يبدع كل من عمل بالأذان الأول وإنما قيد وضبط كما ضبط التبديع في المسألة شيخه الإمام الوادعي فيما تقدم بيانه فهل سيتورع البرمكي من الكذب ؟!!
وأما رميه لشيخنا بالحدادية فهذا سلاح أهل البدع والأهواء ومن سار على سيرهم قديماً وحديثاً وإنما تجددت الألفاظ ـ مع العلم بأن فرقة الحدادية فرقة مبغوضة وشرها معلوم ـ إلا أن هؤلاء لا يريدون بهذا الإطلاق إلا أهل السنة الصادعين بالحق فهل يا أيها البرامكة ترون أن الإمام الوادعي نشأ تبديعه لمن يقول بالأذان الأول للجمعة بعد بيان الحجة وإزالة الشبهة عن منهج حدادي غال ؟!! أم الأمر نريد يحيى نريد يحيى ـ فهل نسيتم أمر الوقوف بين يدي الله ـ
وقوله : (ولما ردَّ شيخنا عبيدٌ على الحجوري -حرصاً عليه أن يكون من أهل الحق وليس أقرب!- فإذا بالحجوري يزبد ويرغي ويقذف باللهب، وأقام الدنيا ولم يقعدها! لأنه يرى نفسه فوق مستوى النقد بل ويرى أن له الحق المطلق في نقد السلفيين والبول على بياناتهم وتشويههم، ولو بدع علماء الأمة كلهم كما في مسألتنا هذه.)
أقول : أما رد شيخك عبيد (الحزبي المفتري) على شيخنا يحيى في المسألة المذكورة فهذا مما زاده سقوطاً إلى سقوطه ولم يستطع أن يرد بكلمة بعدها ـ أعني بخصوص هذه المسألة ـ أما هراؤه لا يكاد أن يتوقف ـ
وأما قولك بأن شيخنا أزبد وأرغى .. فهذا هراء لا تستطيع أن تقيم عليه دليلا واحداً وإنما رد ردًّا علمياً وأردتم أن تدركوا شيخكم الحزبي المفتري فلم تزيدوه إلا سقوطاً .
وأما قولك بأن شيخنا يرى نفسه فوق النقد فهذا ربما إلماح بأن شيخنا يدعي العصمة وأنا أنصحك أن تخلو بنفسك وتسألها بصدق تنبئك عن كذبك وحقدك .
وقوله بأن شيخنا بدّع علماء الأمة كلها فهذا تقدم بيانه .
وقوله (إن الحجوري يطعن في السلفيين طعنات مستنكرة، وتسمع منه ما تشيب منه مفارق الولدان من التجني والتشويه بالباطل، ثم يحاول تغطية ذلك بقوله: الحق أكبر من الرجال...
كقول الخوارج: لا حكم إلا لله... كلمة حق أريد بها ...
وإذا انتقده السلفيون بحق قال: حسدوني ! وتسلط الشيطان عليهم! والشيخ مقبل أوصى لي بالكرسي!
والمسألة ليست صراعاً على الكراسي، كما يتصوره الحجوري والحجوريون! وإنما هي
مسألة نصح وإصلاح لما فسد من العقائد والأخلاق والفتاوى، فالأمر أكبر من ترأس وزعامة، وإن كان من لوازم النصح ألا يترأس إلا من استوت أهليته ديناً وخلقاً وعلماً.)
أقول : قوله بأنّ شيخنا يطعن في السلفيين المقصود عن هذا المعتدي بالسلفيين عبد الرحمن العدني وعبيد الجابري الحزبيان المفتريان ومن شدّ عضدهما في حرب السلفيين في قعر دارهم ومجتمع قوتهم فهل ترى أن يسكت عن هؤلاء المدبرين ـ وهل أنت إلا منهم ـ
وأما قوله (وإذا انتقده السلفيون بحق قال: حسدوني ! وتسلط الشيطان عليهم! والشيخ مقبل أوصى لي بالكرسي!)
وهذا من سوء ظن هذا الحزبي المفتري بشيخنا فقل بواحد انتقد الشيخ بحق ثم أجاب عليه بهذا الجواب ودون ذلك خرط القتاد .
وقوله (والمسألة ليست صراعاً على الكراسي، كما يتصوره الحجوري والحجوريون! وإنما هي
مسألة نصح وإصلاح لما فسد من العقائد والأخلاق والفتاوى، فالأمر أكبر من ترأس وزعامة، وإن كان من لوازم النصح ألا يترأس إلا من استوت أهليته ديناً وخلقاً وعلماً )
أما قولك أن المسألة ليست صراعاً على الكراسي )
أقول : هذا الحاقد لا يدري ما يخرج من رأسه فهل يا مسكين أو تظن بأنك ستلعب على عقول ـ أهل العقل ـ بهذا الهراء الذي يستحي منها من عنده مسكة عقل وروية وأما حسد الحزبيين لشيخنا على ما أنعم الله به عليه فهذا لا يحتاج إلى دليل وأين أنت من قول سيدك الحزبي المهان عبد الرحمن العدني في شيخنا بأن يقودنا وهو صغير قل بربك ما المراد من هذا الكلام وأين أنت من قول بعضهم الحجوري اليوم هنا وغداً في دماج وأين أنت من قول عبيد الفتنة في توجيهه لقبيلة الوادعة بإخراج شيخنا والاستعانة على ذلك بالدولة فهل هذا نفس سلفي وغير ذلك كثير .
وأنا أقول لك أيها البرمكي
وقوله (وإنما هي مسألة نصح وإصلاح لما فسد من العقائد والأخلاق والفتاوى، فالأمر أكبر من ترأس وزعامة)
ليس معكم في ما تدعون إلا ما سولته لكم أنفسكم من البغي والعدوان وأعانكم علىها قوم آخرون وللكل موقف بين يدي الله .
وقوله (وإن كان من لوازم النصح ألا يترأس إلا من استوت أهليته ديناً وخلقاً وعلماً )
أقول هذا المدبر يطعن بهذا الكلام في المشايخ الذين رضوا بمقام الشيخ بمن فيهم الإمام الوادعي الذي قال : لا ترضوا بنزوله من الكرسي فإنه ناصح أمين فكأنه8 يقول بأن خلّف من ليست له أهلية ديناً وخلقاً وعلماً ـ فضّ الله فاك أيها المفتري الحقود ـ .
قال (وهذه الأسباب وغيرها دفعتني إلى أن أقوم ببعض الواجب الذي عليَّ في حق عثمان رضي الله عنه، وأسأل الله أحسن الجزاء والمثوبة من الله الكريم،
وسيستجيب –إن شاء الله- لهذا الحق أناسٌ مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه! )
قوله ( وهذه الأسباب وغيرها دفعتني ... )
أقول : تبين أنه ما معه إلا الحقد والبغي وأسباب تخيلها بحقده وحسده على الشيخ ؛ فهي التي دفعته على التقول على الشيخ والسعي في إسقاطه وكأنه ما خلق إلا لذلك ونبشرك هيهات هيهات ما تسعى إليه ـ ما دام شيخنا متمسكاً بالكتاب والسنة وقوالا بالحق ـ
وقوله (وسيستجيب –إن شاء الله- لهذا الحق أناسٌ مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه! )
نعم سيستجيب لك من كان على شاكلتك ممن يبهرهم البتر والتشويش على أهل السنة أما أهل الحق فلا يرون الحجة إلا الكتاب والسنة .
قال (والآن إليكم أيها القراء نقل أهل العلم لإجماع أهل السنة قاطبة عدا الروافض على سنية أذان عثمان رضي الله عنه: )
أقول : قوله نقل أهل العلم إجماع أهل السنة عدا الروافض .. )
أقول : انظروا كيف يطلق هذا الرجل إطلاقات عامة بأن كل من قال بأن الأذان الأول للجمعة بدعة روافض فهل يا ترى عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ونافع مولاه وعطاء وابن الأمير والعلامة الوادعي والعلامة الحجوري وغيرهم كلهم روافض عند هذا الفاجر ؟!! نريد جواباً يا أيها البرامكة .
ثم ذكر كلام العلماء في أن أذان عثمان إجماع وكلام بعضهم ليس بصريح خلاف ادعاء هذا الكذاب حيث قال (وسيرى القارئ النقل عن أكثر من ستة عشر عالماً، وهم ينقلون إجماع الأمة على سنية هذا الأذان )
وإليك كلام من ادعى الحقود بأنه نقلوا الإجماع :
ادعاؤه أن أبا بطين نقل الإجماع في سنية الأذان الأول للجمعة ونص كلامه كما نقله المعتوه : جاءفي الدرر السنية في الأجوبة النجدية (8/103):ـ (وما يطلق عليه اسم البدعة مما فعله الصحابة، والأئمة والتابعون، فهو بدعة لغوية، كقول عمر: "نعمت البدعة هذه"، يعني التراويح، وكزيادة عثمان والصحابة، الأذان الأول يوم الجمعة، فهو لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة"، لأن له أصلاً في الشرع. وأيضاً، فهو مما سنه الخلفاء الراشدون، ولهم سنة يجب اتباعها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي").
فهل في كلام هذا الإمام نقل الإجماع على سنية هذا الأذان أم أن غاية ما فيه تفسير حديثه عليه الصلاة والسلام (.. وسنة الخلفاء الراشدين ..) وتوجيه قول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فهل سينتهي كذب هذا الرويبض عند هذا الحد أم سيزيد لننظر !
وهكذا نقل كلام الإمام ابن باز وأنه نقل الإجماع في سنية هذا الأذان فلننظر كلام الإمام ابن باز لنعلم مدى كذب وبهت هذا المدبر قال ـ رحمه الله ـ : ((وتابعه بهذا الصحابة الموجودون في عهده، وكان في عهده علي -رضي الله عنه- وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله -رضي الله عنهم- وغيرهم من أعيان الصحابة وكبارهم، وهكذا سار المسلمون على هذا في غالب الأمصار والبلدان تبعا لما فعله الخليفة الراشد -رضي الله عنه- وتابعه عليه الخليفة الراشد الرابع علي -رضي الله عنه- وهكذا بقية الصحابة).
فهذا الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ يقول : وهكذا سار المسلمون على هذا في غالب الأمصار والبلدان ) فقوله غالب الأمصار كفيل بأن المسألة ليس فيها إجماع وإنما في غالب الأمصار فهل يفهم البرمكي كلام الأئمة أم أصيب بسوء مقصده ـ نسأل الله العافية ـ
أما قول العلامة ابن باز (وتابعه عليه الخليفة الراشد الرابع علي -رضي الله عنه- وهكذا بقية الصحابة)
فهذا حسب علمه وإلا خالفه في ذلك ابن عمر وأطلق عليه أنه بدعة وكذلك عبد الله بن الزبير لم يكن يؤذن بين يديه إلا ما كان على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ثم نقل كلام العلامة العثيمين وليس فيه ادعاء الإجماع من قرب أو من بعد وأما قوله ـ رحمه الله ـ :( أما من أنكره من المُحدَثين، وقال: إنه بدعة وضلل به عثمان ـ رضي الله عنه ـ فهو الضال المبتدع؛.. )
هذا الكلام صحيح بأن من ضلل عثمان وليس معكم في رمي شيخنا بتضليل عثمان وأنه بدعه إلا خيلات نسجتها عنكب الحقد على جبين الحقود ـ نعوذ بالله من شر الحاسد إذا حسد ـ
ثم نقل قول اللجنة الدائمة ـ وفقها الله ـ ((والأذان الأول يوم الجمعة أمر به عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة رضي الله عنهم، وتبعه جماهير المسلمين على ذلك. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم> (
أقول : هذا يدل على أنهم لم يطلعوا على إنكار ابن عمر ولا فعل ابن الزبير .
وليس فيما قالوه أدنى ادعاء للإجماع وإنما يدل دلالة واضحة على وجود الخلاف في ذلك وإن كان في قولهم ولم ينكره أحد من الصحابة متمسك لأمثالك ؛ فهذا حسب علمهم ومن علم حجة على من لم يعلم ـ فهل يعي الأذناب هذا ـ .
قال المدبر : (فهذا سبعة عشر نقلاً عن جهابذة أهل العلم حقاً، وعلى رأسهم أعلم التابعين وسيد المحدثين وشيخ المدينة في زمنه سعيد بن المسيب، وليس فيهم قبوري ولا خرافي ولا أشعري ولا إخواني!!)
نعم صدقت وأنت الكذوب بأن هؤلاء من العلماء لكن لا يعني ذلك أن من نقل عنهم شيخنا ليسوا من العلماء هذا وفيهم الصحابي الجليل عبد الله بن عمر وفيهم نافع مولى ابن وهو من هو وفيهم عطاء بن أبي رباح العلم المشهور وفيهم الإمام محمد بن الأمير الصنعاني وفيهم الإمام مقبل بن هادي الوادعي .
وقوله (وليس فيهم قبوري ولا خرافي ولا أشعري ولا إخواني!!)
أقول : ألم يكن العلامة القاري ماتريدياً ؟! ألم يكن الحافظ عنده تمشعر في العقيدة ؟! فلماذا هذا الإطلاق ثم ألا يجوز النقل ممن وقع في البدعة وهل يمنع ذلك إلا الحدادية ؟!!
ذكر من يرى بدعية الأذان الأول للجمعة أو من يرى أن تركه أولى
الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ
قال ابن أبي شيبة ـ رحمه الله ـ: حدثنا شبابة قال حدثنا هشيم بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال : الأذان الأول يوم الجمعة بدعة .
قال شيخنا ـ حفظه الله ـ : وهذا إسناد صحيح إلى ابن عمر ؛ فشبابة هو ابن سوار
: ثقة حافظ وهشام بن الغز : ثقة ونافع مولى ابن عمر إمام مشهور اهـ
وقال ابن أبي شيبة ـ رحمه الله ـ أيضاً : حدثنا وكيع قال حدثنا هشام بن الغاز قال سألت مولى ابن عمر الأذان الأول يوم الجمعة بدعة فقال : قال ابن عمر : بدعة .
وهذا إسناد صحيح وهو أصرح من الأول في الدلالة .
فإن قلت : قد تقدم أن ابن رجب وأبا بطين يوجهان قول ابن عمر بأن المقصود بالبدعة بدعة لغوية فما الجواب عن هذا ؟
قيل : هذا نافع مولى ابن عمر فهم من كلام شيخه أن المقصود بها البدعة المعنوية التي تضاهي الشرع ومما يؤكد ذلك ما أخرجه وكيع في كتابه فيما نقله الحافظ ابن رجب في الفتح : عن هشام بن الغاز ، قال : سألت نافعاً عن الأذان يوم الجمعة ؟ فقالَ : قالَ ابن عمر : بدعةٌ ، وكل بدعة ضلالة ، وإن رآه الناس حسناً .اهـ
فعلم من هذا أن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أراد بالبدعة ما فهمه مولاه نافع وكذلك العلامة الوادعي والعلامة الإتيوبي والعلامة الحجوري ـ وغيرهم ـ من أنها البدعة المذمومة .
وأما ما ذكره ابن رجب وأبا بطين ـ رحمهما الله ـ اجتهاد منهما .
الإمام نافع مولى ابن عمر التابعي الجليل
تقدم قوله بأن كل بدعة ضلالة ـ فهل سيقول البرامكة أنه حكم على عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ بالضلالة والبدعة ؟!! ـ
ومنهم عطاء بإسناد صحيح وجاء عن عبد الله بن الزبير أنه كان لا يؤذن له إلا الأذان الي كان على عهد النبي ـ صلى الله عليه ـ وسلم ـ
الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ
قال ـ رحمه الله ـ كما في الاستذكار (2/27) : أحب إلي أن يكون الأذان يوم الجمعة حين يجلس الإمام على المنبر بين يديه فإذا قعد أخذ المؤذن في الأذان فإذا فرغ قام الإمام يخطب فذكر المؤذن بلفظ الواحد على نحو رواية بن عبد الحكم .
قال وكان عطاء ينكر أن يكون عثمان أحدث الأذان الثاني ويقول أحدثه معاوية
قال الشافعي وأيهما كان فالأذان الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي وهو الذي ينهى عنده عن البيع اهـ
قول ابن حبيب فيما نقله أبو الوليد وهو قول له
ثم أَمَرَ عُثْمَانُ لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ أَنْ يُؤَذَّنَ عِنْدَ الزَّوَالِ بِالزَّوْرَاءِ وَهُوَ مَوْضِعُ السُّوقِ لِيَرْتَفِعَ مِنْهَا النَّاسُ فَإِذَا خَرَجَ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُونَ عَلَى الْمَنَارِ ثُمَّ إِنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي إمَارَتِهِ نَقَلَ الْأَذَانَ الَّذِي فِي الزَّوْرَاءِ فَجَعَلَهُ مُؤَذِّنًا وَاحِدًا يُؤَذِّنُ عِنْدَ الزَّوَالِ عَلَى الْمَنَارِ فَإِذَا خَرَجَ هِشَامٌ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِذَا فَرَغُوا خَطَبَ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ وَفِعْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ اهـ (المنتقى 1/134)
قول ابن الأمير الصنعاني
قال ـ رحمه الله ـ بعد كلام : ... وأما النداء الذي أراده المصنف هنا وفي البحر ؛ فإنه مخالف للشرع المعلوم والبدعي الذي أحدثه عثمان اهـ المراد حاشية ضوء النهار للجلال (3/103)
قول المبارك فوري ـ رحمه الله ـ صاحب تحفة الأحوذي
قال بعد أن قرر المراد بسنة الخلفاء الراشدين : ( .. فإذا عرفت أنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه و سلم لاح لك أن الاستدلال على كون الأذان الثالث الذي هو من مجتهدات عثمان رضي الله عنه أمرا مسنونا ليس بتام ألا ترى أن بن عمر رضي الله عنه قال الأذان الأول يوم الجمعة بدعة فلو كان هذا الاستدلال تاما وكان الأذان الثالث أمرا مسنونا لم يطلق عليه لفظ البدعة لا على سبيل الإنكار ولا على سبيل غير الإنكار فإن الأمر المسنون لا يجوز أن يطلق عليه لفظ البدعة بأي معنى كان فتفكر اهـ (3/69)
قول العلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ
قال ـ رحمه الله ـ في تعليقه على الترمذي (ج2 ص393): "فائدة" في رواية عند أبي داود في هذا الحديث: كان يؤذن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد، فظن العوام بل كثير من أهل العلم أن هذا الأذان يكون أمام الخطيب مواجهة، فجعلوا مقام المؤذن في مواجهة الخطيب. (قريباً من المنبر) على كرسي أو غيره، وصار هذا الأذان تقليداً صرفاً لا فائدة له في دعوة الناس إلى الصلاة وإعلامهم حضورها، كما هو الأصل في الأذان والشأن فيه، وحرصوا على ذلك، حتى لينكرون على من يفعل غيره، وإتباع السنة أن يكون على المنارة عند باب المسجد ليكون إعلاماً لمن لم يحضر، وحرصوا على إبقاء الأذان قبل خروج الإمام، وقد زالت الحاجة إليه؛ لأن المدينة لم يكن بها (مسجد جامع) إلا المسجد النبوي وكان الناس كلهم يجمعون فيه، وكثروا عن أن يسمعوا الأذان عند باب المسجد، فزاد عثمان الأذان الأول ليعلم من بالسوق ومن حوله حضور الصلاة، أما الآن وقد كثرت المساجد، وبنيت فيها المنارات، وصار الناس يعرفون وقت الصلاة بأذان المؤذن على المنارة فإنا نرى أن يكتفي بهذا الأذان، وأن يكون عند خروج الإمام إتباعاً للسنة اهـ
قول العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ
نقل القرطبي في تفسيره ( 18 / 100 ) عن الماوردي :
فأما الأذان الأول فمحدث فعله عثمان ليتأهب الناس لحضور الخطبة عند اتساع المدينة وكثرة أهلها
وإذا كان الأمر كذلك فالأخذ حينئذ بأذان عثمان من قبيل تحصيل حاصل وهذا لا يجوز لا سيما في مثل هذا الموضع الذي فيه التزيد على شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم دون سبب مبرر وكأنه لذلك كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالكوفة يقتصر على السنة ولا يأخذ بزيادة عثمان كما في " القرطبي "
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : " إنما كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا صعد المنبر أذن بلال فإذا فرغ النبي صلى الله عليه و سلم من خطبته أقام الصلاة والأذان الول بدعة " . رواه أبو طاهر المخلص في " فوائده " ( ورقة 229 / 1 - 2 )
والخلاصة : أننا نرى أن يكتفى بالأذان المحمدي وأن يكون عند خروج الإمام وصعوده على المنبر لزوال السبب المبرر لزيادة عثمان واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم وهو القائل : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " اهـ (الأجوبة النافعة 12ـ22) وانظر (قاموس البدع لمشهور حسن وصاحبه ص475ـ476)
ذكر قول الإمام العلامة مقبل بن هادي الوادعي في المسألة :
سئل ـ رحمه الله كما في قمع المعاند (49ـ50) :
هل الأذان الأول يوم الجمعة مشروع ؟
قال : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
فالأذان الأول لم يكن على عهد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما رواه البخاري من حديث السائب بن يزيد قال : كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء .
وقد عمل في هذا الأذان في عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ ولم ينقل أنه عمل في عهد علي ـ رضي الله عنه ـ فما بعده وقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد الله بن عمر أنه قال : إن الأذان الأول بدعة .؛ فالجمعة لها أذان واحد .
فإن قال قائل : إن الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما في حديث العرباض بن سارية الذي أخرجه أصحاب السنن والإمام أحمد في مسنده وينظر أخرجه النسائي في المجتبى أم لا ذلكم الحديث الذي فيه " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " وقال : إن سنة عثمان من سنن الخلفاء الراشدين ؛ نعم عثمان من الخلفاء الراشدين لكن ليس الحديث كما فهمت فقد قال أبو محمد في كتابه "إحكام الأحكام" قال في سنن الخلفاء الراشدين إما أن نأخذ بها كلها وهذا لا سبيل إليه لأنهم اختلفوا وإما أن نردها كلها فهذا ضلال مبين لأن من سنتهم ما هو موافق لسنة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وإما أن من سننهم ما وافق سنة الرسول فهذا قولنا . اهـ
وسئل ـ رحمه الله ـ : ما حكم الأذانين في المسجد يوم الجمعة مع العلم أن الفرق بينهما نصف ساعة ؟
الجواب : الأذان الأول ليس بمشروع كما في صحيح البخاري عن السائب قال : كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء .
وقد قال عبد الله بن عمر كما في مصنف بن أبي شيبة : إنه بدعة أي الأذان الأول ولسنا نقول : إن عثمان ـ رضي الله عنه ـ مبتدع لكن نقول : اجتهد والدليل يخالف اجتهاده ومن علم الدليل ثم عمل بخلاف الدليل يعد مبتدعاً اهـ (غارة الأشرطة 1/164)
وسئل ـ رحمه الله ـ : يا شيخ هل الأذان الأول يوم الجمعة سنة ؟
قال ـ رحمه الله ـ : إن البخاري روى في صحيحه من حديث السائب بن يزيد ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان له مؤذن يؤذن أذاناً واحداً أو بهذا المعنى ذكره البخاري في كتاب الجمعة فلما أن كثر الناس وهو من حديث السائب بن يزيد مكان في سوق والذي فعله عثمان ـ رضي الله عنه ـ من أجل أن يحضر الناس ويتأهبوا لصلاة الجمعة فهذا اجتهاد من عثمان ـ رضي الله عنه ـ وقد قال ابن عمر كما في مصنف ابن أبي شيبة : إن الأذان الأول يوم الجمعة بدعة .
وأما حديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " فأحسن من تكلم عليه فيما اطلعت عليه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد ـ رحمه الله تعالى ـ الشهير بابن حزم قال : إما أن نأخذ بها كلها وهذا لا سبيل إليه لأنهم اختلفوا وإما أن نردها كلها فهذا ضلال مبين لأن من سنتهم ما هو موافق لسنة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وإما أن من سننهم ما وافق سنة الرسول قال : فهذا قولنا اهـ
ويقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في التوسل والوسيلة ما معناه ليس لأحد سنة مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهكذا يذكره الحكم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية ذكره عن يحيى بن آدم أنه قال : لا سنة لأحد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .
وإنما كان يقال سنة أبي بكر وعمر من أجل أن يعلم أن تلك السنن كان يعمل بها في عهد أبي بكر وعمر ورب العز يقول في كتابه الكريم ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة/3]
ويقول ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف/3]
وأما حديث "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" فهذا أيضاً ليس داخلاً في الموضوع لأن عثمان هو أول من ابتدأ به ثم الذي نعتقده أن الحديث ضعيف لأنه من رواية ربعي بن خراش عن حذيفة وهو لم يسمعه من حذيفة وأيضاً مولى ربعي مبهم لا يعرف ؛ فعرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة وترتب على هذا أمر آخر وهو الركوع بين الأذانين وربما استدل مستدلون بحديث "بين كل أذانين صلاة " ولكن قد عرفت أن الأذان لم يثبت .
والنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان إذا صعد المنبر ابتدأ خطبته أما التسليم فقد وردت فيه أحاديث لا يخلو حديث منها عن ضعف لكن هي بمجموع طرقها صالحة للحجة برتبة الحسن
فعرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة ولا ينبغي أن يفعله المسلم وإنما اجتهد عثمان والاجتهاد قد يصب وقد يخطئ والرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول بعد أن قال "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " يقول : إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة بل يقول الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته " رواه الطبراني وابن أبي عاصم من حديث أنس وقال الحافظ المنذري : إن سنده حسن اهـ (إجابة السائل عن أهم المسائل ص416)
فلخلاف هؤلاء الأئمة وغيرهم كان هذا الإجماع المدعى غير صحيح أما أن يقال أنهم لم يطلعوا على الإجماع فكيف لا يقال أن من نقل الإجماع لم يطلع على هذا الخلاف ومن اطلع منهم على بعض العبارات كقول ابن عمر أنه بدعة أولها إلى البدعة اللغوية مع أن الصواب خلاف هذا التأويل الذي فهمه ابن رجب والعلام أبو بطين وأن الصحيح فيه هو ما فهمه الإمام نافع مولى ابن عمر راويته وكذلك ما فهمه العلامة المباركفوري والعلامة الألباني والعلامة الوادعي والعلامة الحجوري وغيرهم من أنها البدعة المذمومة الموسومة بالضلالة .
و لهذا أنكر هذا الإجماع المدعى جمع من أهل العلم منهم شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري وكذلك العلامة محمد بن علي الاتيوبي الذي كان يلقبه الإمام الوادعي بالبحر لسعة علمه
قال ـ حفظه الله ـ : بعد ما أورد من أنكره كابن عمر وعطاء :
قد ثبت مما سبق أن ما زاده عثمان ـ رضي الله عنه ـ من الأذان ليس محل إجماع فقد ثبت إنكاره عن ابن عمر وغيره فما اقتضاه كلام ابن المنذر ـ رحمه الله ـ من دعوى اتفاق الأمة عليه غير صحيح .
والحاصل أن الأولى اتباع ما كان على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما قال الشافعي ـ رحمه الله ـ فلا ينبغي زيادة الأذان الثالث ـ والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وهو حسبنا ونعم الوكيل ـ اهـ (ذخير العقبى 16/186ـ187)
أقول : هل سيتراجع البرمكي من رمي الشيخ بأنه يستقي من كتب الرافضة في حكمه على هذا الأذان بالبدعة اتباعاً لمن سبقه إلى هذا من أئمة السنة .
ثم عقد الحقود فصلا في تناقضات شيخنا ـ زعماً ـ ومن يرى هذا العنوان العريض يظن أن شيخنا كشيخهم الحقود الحزبي المفتري عبيد الجابري يسئل سؤال فيكون السؤال في واد والجواب في واد آخر شأن كل مضطرب فانظر يا أخي ما هذا التناقض الذي يزعمه البرمكي :
قال : الحجوري كما هو معلوم أوَّل حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه- تأويلاً عجيباً فهو يظن أن المقصود من الحديث (طريقتهم في فهم الكتاب والسنة؛ لأنه ليس لأحد سنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كانوا الخلفاء الراشدين)! كذا قال في شرحه للامية شيخ الإسلام ص (34(
وهذا يوهم أن شيخنا تفرد بهذا التأويل وقد علمت أنه قول الإمام أبي محمد ابن حزم وكذلك الإمام الوادعي وقد تقدم كلامهما وأضيف كلاماً لثلاثة من أئمة العلم الأول ابن الأمير الصنعاني ـ رحمه الله ـ حيث قال :
أما حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ أخرجه أحمد وأبو داود وبن ماجه والترمذي وصححه الحاكم وقال على شرط الشيخين ومثله حديث اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر أخرجه الترمذي وقال حسن وأخرجه أحمد وبن ماجه وبن حبان وله طريق فيها مقال إلا أنه يقوي بعضها بعضا فإنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه و سلم من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها فإن الحديث عام لكل خليفة راشد لا يخص الشيخين
ومعلوم من قواعد الشريعة أنه ليس لخليفة راشد أن يشرع طريقة غير ما كان عليها النبي صلى الله عليه و سلم
ثم هذا عمر رضي الله عنه نفسه الخليفة الراشد سمى ما رآه من تجميع صلاته ليالي رمضان بدعة ولم يقل إنها سنة فتأمل
على أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم خالفوا الشيخين في مواضع ومسائل فدل أنهم لم يحملوا الحديث على أن ما قالوه وفعلوه حجة
وقد حقق البرماوي الكلام في شرح ألفيته في أصول الفقه مع أنه قال إنما الحديث الأول يدل على أنه إذا اتفق الخلفاء الأربعة على قول كان حجة لا إذا انفرد واحد منهم
والتحقيق أن الاقتداء ليس هو التقليد بل هو غيره كما حققناه في شرح نظم الكافل في بحث الاجماع انتهى
والثاني الإمام المباركفوري ـ رحمه الله ـ
قال في تحفة الأحوذي : قلت ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه و سلم اهـ
وقال بعد أن ذكر كلام الصنعاني المتقدم : فإذا عرفت أنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه و سلم لاح لك .. الخ ما تقدم نقله فيما تقدم .اهـ
فهؤلاء أربعة من أئمة العلم وافقوا شيخنا على ما فهمه من الحديث فهل سيعرف البرمكي من يخاطب بمثل هذه الوقاحات؟!!
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : هذه الحلقة الأولى من مناقشة هذا المتعالم الحقود فإن مدّ الله في العمر أردفناها بأخرى ـ وبالله التوفيق ـ
دار الحديث بدماج الأبية
رحم الله بانيها وحفظ خليفته فيها وجعله شوكة في حلوق أهل الأهواء أجمعين
تعليق