• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

احذر أصدقائك كما تحذر أعدائك لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احذر أصدقائك كما تحذر أعدائك لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    قالوا قديماً
    طعنات العدو ولا غدر الصديق

    عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن زوج تشيبني قبل المشيب ومن ولد يكون علي ربا ومن مال يكون علي عذابا
    ومن خليل ماكر عينه تراني وقلبه ترعاني إن رأى حسنة دفنها ، وإذا رأى سيئة أذاعها »
    الحديث جود أسناده العلامة الألباني - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة

    قال شراح الحديث:
    {اللّهم إني أعوذ بك من خليل ماكر } أي : إنسان يظهر المحبة والوداد وهو في باطن الأمر محتال مخادع :
    {عيناه ترياني} أي : ينظر إلي بهما نظر الخليل لخليله خداعاً ومداهنة .
    { وقلبه يرعاني } أي :يراعي إيذائي وهو له بالمرصاد .
    { إن رأى حسنة }أي : علم مني بفعل حسنة فعلتها { دفنها } ،أي سترها وغطاها كما يدفن الميت .
    { وإن رأى سيئة } أي :علم مني بفعل سيئة زللت بها { أذاعها } نشرها وأظهر خبرها بين الناس .

    رحم الله من قال :
    إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً * مني وإن سمعوا من صالح دفنوا

    الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :
    الماكر والمخادع شخصية معقدة انه يسعى لتحقيق اهدافه ويبرر ايه وسائل يستخدمها فى سبيل تحقيقها قد يسعى هذا الشخص ان يدفعك للخطا او يوقع بك لكنه اساسا – لايقصد الاضرار بك فتحقيق هدفه الاساسى هو مسعاه الاول فاذا كان الاضرار بك ضرورة ملحقة لتحقيق هدفه فاذا لايتردد فى ذلك المخادع الماكر يقول لك نصف الحق فقط0 وقد يخلط نصف الحق مع الباطل كلامه غير واضح فالاجزاء التى يخفيها من كلامه هى التى ترتبط بتحقيق اهدافه الخفية والمخادع الماكرقد يستخدم اساليب الرباء فيظهر متدينا تقيا لكى يخفى عن الناس حقيقته وهو بذلك يتمادى فى الظهور بالتدين احيانا نسميه (ذو الوجهين ) او بالعاميه ( ابو وشين ) واحيانا تصف اسلوبه باسلوب ( الحيه ) او ( الثعبان ) واحيانا تصفه ( بالثعلب ) فهو يظهر صديقا لك ولكن صداقته وسيلةتجاه غاية اخرى يخفيها فيكون دائما من الصعب عليك ان تثق به ؟ والماكر يتفنن كيف يكسب الناس متى اراد فان قصد ان يحول نظر الناس عنك ويثير الراى العام ضدك فانه يقدر يتحقق له ذلك ان كنت انت لا تقدر ان تقوم بدور تكسب به الغير والماكر قد يعطى وعدا ولا ينفذه وهو عندما اعطى الوعد ما كان يقصد تنفيذه فمجرد اعطاء الوعد لعبة سياسية لايقصدها وهو يسلك بذلك طريقا غير مسئول ورغم ذلك فهو جبان لا يريد مواجهتك بسهولة متى ارغمته على ذلك والمخادع متشعب الاتجاهات فهو يلومك اليوم لما مدحك به بالامس ليس معنى ذلك انه نسى مافعل لكنه يقصد ان يعطيك رسائل غير واضحة وهناك المخادع الماكر الذى يسرق منك فكرتك وياخذها لنفسه فهو يجلس معك فى هدوء وتؤده ويستمع منك لافكارك وفجاة يقول لك ( تمام ) هذه فكرتك وتظن انه صادق ثم ياخذ فكرتك وينسبها لنفسه وياخذ من وراء ذلك المدح والتقدير الذى يطلبه لذاته وانت قد تحس بان ذلك الشخصالذى يجلس معك ليستمع الى رايك صديق لك فهو مهتم بك وبفكرك وقد يمر بك وقت قبل ان تعلم ان تدرك ان هذه خدعة واخطر من هذا ذلك المخادع الذى يتقن لعب ( المناورات) الرخيصة فيقصد بك الاذى ويحاول الايقاع بك فى مشكلة او خطا وقد تكون المشكلة فقط انه يريد ان يقلل من تقدير جهدك او يخفى قدرا كبيرا من الصواب الذى تعمله والنجاح الذى تحققه ولكنه قد يتمادى الى اكثر من ذلك بان يهدف بك ضرورا كبيرا وهناك نوعية الماكر الذى يفضل ان يحقق هدفه عن طريق الالاعيب الذكية عن ان يكون جريئا يحصل على هدفه بقوة فهو يهوى الالاعيب ويحس بالنجاح متى حقق اهدافه بحركاته الملتوبة او خدعه ونوع من انواع المكرهو ذاك الذى يمدحك باسراف ولكنه يشيع مذمتك من وراء ظهرك فهو يظهر لك صديقا عزيزا ولكنه هو نفس الشخص الذى يروى عنك حكايات كاذبة ويطعنك بها من حيث لاتدرى ولكن ليس كل من يمدحك منافق وليس المدح عيبا بل هو ضرورة من ضروريات الحياة ولكن المشكلة فى النفاق والخداع الذى يتحقق من وراء المدح ليس الماكر دائما نشيطا فيغلب على الماكر صفة الكسل والخمول ولكن الماكر من خلال مكره يصور لك ان يعمل بجد واجتهاد وانه يبذل الجهد الكبير فى العمل والواقع انه يبلغكبما يعلمه غيره وليس ما يحققه هو وهذه صورة تتكرر كثيرا عندما يجمع معلومات من الاخرين عن علمهم ويصور لك انه هو الذى حقق هذا كله مشاعر الماكر والمخادع المخادع الماكر يريد ان يحقق اهدافه ايا كانت وباية طريقة وهولايتورع ان يستخدم اسوا الاساليب فى سبيل تحقيق اهدافه فهو شخصية معقدة يهمه جدا ان تعرفه كما يريد هو انك تعرفه ويحاول ان تعرف عنه فكرة وخداعه فهو يبذل الجهد الرهيب لكى تراه انسانا عاديا خدوما وهو عادة جبان لايريد المواجهة ولايحبها ولو كشفته لتراجع بسهولة ولكنه دائما يجد المبررات التى تغطى موقفه والماكر لا صديق له يظهر صديقا لاخرين حسب مصالحه ولكن صداقته ظاهرية فقط يهتم دائما بالمناورات والحركات الملتوية واحيانا ترى المكر فى عينه والمخادع متى احس انه متروك ومهمل فهو يشتغل غيظا ويفسد كل شى فالثعلب ذكى قد يحتاج منك الى وقت لكى تكتشفه مشاعرمن يتعامل مع الماكروالمخادع قد تتعامل مع الماكروالمخادع وتظنه صديقا حميما مخلصا جدا لك وقد تشاركه باسرارك او اسرار امور معينه وعندما يحصل منك على كل مايريد تتغير معاملته فتكتشفه ولكن متاخرا وقد تكتشفه على مراحل فكلما كان المخادع قديرا على اخفاء حقيقة ذاته وخداعه متى اراد ذلك فقد يستمر خداعه لك طويلا وقد تتحسس ذلك من خلال اساليبه فهو يقول كلاما قد تحس بان بعضه كاذب وهو يبدى فكرة وفى اليوم التالى يبدى فكرة مناقضه لها تماما وهو يجلس معك عندما يحتاج اليك ويبتعد عنك عندما لايكون محتاجا لك وهو يبلغك اليوم بمعلومات تظن انها حقيقية ولكنك قد تكتشف انها غير ذلك وقد يكون الماكر ماهرا لدرجة انك تستمر لفترة طويلة مخدوعا رغم احساسك بشى غير مريح فى التعامل معه لكنك تواصل الفريق معه لانك لم تضع يدك بعد على شى كما ان له القدرة على اقناعك بوجهة نظره والتى تكون احيانا غير منطقية وقد تكشف المخادع بعد ان يكون قد ورطك فى مشكلة خطيرة وقد ظهرت حيل الخداع العديدة خاصا فيمن يلجاون لجمع المال بسرعة (من جمعيات أو احتيالات)ولعلها ظاهرة العصر فى بلادنا فكم من اناس عاشوا مخدوعين سنينا طويلة حتى اكتشفوا الخداع واساليبه ومن المظاهر السيئة استغلال الدين وسيلة للخداع فانت ترى الشخص متدينا وتعتقد انه مخلصا جدا لدينه وفى جدا لايمانه ويطول بك المقام عندما تكتشف ان تدين ذلك الشخص هو مجرد قشرة يخفى بها مكائد وامور خطيرة

    والماكرشخص يعرف كيف يبنى العلاقة بطريقة تجعلك دوما مخدوعا احمى نفسك فى تعاملاتك المستقبلية معه لتكن معك دائما مستنداتك التى تكشف الحق متى لزم او اكتب البيان ودع من تتعامل معه ان يوقع عليه فلا ينكث العهد وبذلك انت تساعده على عدم التراجع وان كانت هناك اخبار كاذبةمن مصدر معين واجه صاحبها المخادع قد يريد انه يحس بانه أعلم منك وافضل فيشن ضدك حملة شعواء فلا تحاربه بل دافع عن نفسك باظهار الحقيقة فينكشف وحده وان كانت المشكلة فى ان تصريحاتك يستخدمها ذاك الثعلب بطرق ملتوية تصريحاتك دعها تكتب على ورق ولها تفاصيلها التى تتفادى اللعب لعدم الوضوح والمخادع الماكر لديه طاقة كبت يستخدمها فى الهدم والتخريب وقد يكون الافضل ان تجد كل وسيلة للابتعاد عنه فسياتى الوقت ليظهر الواقع على حقيقته ويكتشفون المخادع واساليبه وتظهر براءتك أما الحق فلن يغني دفاعي عنه شيئاً .. فهو قد إختاره رب العالمين ليسمي نفسه به .
    وأهل الحق الذين آمنوا ونصروا ربهم .. يدافع عنهم ذو القوة المتين وينصرهم وإن رغمت أنوف كل من في الأرض .. فلا معنى أبداً لدفاعي .
    أما الماكرين .. فكفيل بهم المنتقم الجبار خير الماكرين هو قد كتب ذلك على نفسه



    من هو وما هو الصديق؟؟

    الصديق : من صدقك في كل شيء الصديق : هو توأمك في السراء والضراء الصديق : هو الساعد الأيمن لا يخذلك الصديق : تجده في الضراء قبل السراء الصديق : درعك في غيابك الصديق : صدق التعامل والمعاملة الصديق : رفيق درب الصديق : عشرة عمر الصديق : احترام ذات الصديق : أخ لم تلده أمك الصديق : قنديلك في الظلمات الصديق : كنز الأسرار الصديق : حب , تقدير واحترام الصديق : غطاء وستر

    الصديق : الصديق : الصديق : الصديق : الصديق :الصديق : الصديق : الصديق : الصديق : الصديق


    ولكن ماذا لو انقلبت كل هذه الموازين إلى مكر وكيد وخداع فما أكبرها من طعنات وما أثقلها من جروح لتكون خيبة أمل صدمة حياة لتكون سواد , ظلام , فقد ثقة فوا أسفاه على كل ما فات فوا أسفاه على الثقة فوا أسفاه على كل شيء طعنات العدو أهون واخف وطأة من غدر الصديق لينزف الجرح مهما اندمل لينزف الجرح عسى أن يتغير الدم من بقايا المسمى صديق ليكون دما جديدا بدون صداقه ولا ثقة فما اكبر غدر الصديق وما أهون طعنات العدو


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    لا يكون العبد عبداً لله خالصاً مخلصاً دينه لله كله، حتى لا يكون عبداً لما سواه، ولا فيه شعبة ولا أدنى جزء من عبودية ما سوى الله، فإذا كان يرضيه ويسخطه غير الله فهو عبد لذلك الغير، ففيه من الشرك بقدر محبته ...

    وكذلك الذين يحبون العبد كأصدقائه، والذين يبغضونه كأعدائه؛ فالذين يحبونه يجذبونه إليهم، فإذا لم تكن المحبة منهم له لله كان ذلك مما يقطعه عن الله. والذين يبغضونه يؤذونه ويعادونه فيشغلونه بأذاهم عن الله، ولو أحسن إليه أصدقاؤه الذين يحبونه لغير الله أوجب إحسانهم إليه محبته لهم وانجذاب قلبه إليهم ولو كان على غير الاستقامة، وأوجب مكافأته لهم فيقطعونه عن الله وعبادته.

    فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل؛ فيكون حبه لله ولما يحبه الله، وبغضه لله ولما يبغضه الله، وكذلك موالاته ومعاداته، وإلا فمحبة المخلوق تجذبه، وحب الخلق له سبب يجذبهم به إليه، ثم قد يكون هذا أقوى وقد يكون هذا أقوى، فإذا كان هو غالباً لهواه، لم يجذبه مغلوب مع هواه، ولا محبوباته إليها؛ لكونه غالباً لهواه ناهياً لنفسه عن الهوى، لما في قلبه من خشية الله ومحبته التي تمنعه عن انجذابه إلى المحبوبات.

    وأما حُب الناس له فإنه يوجب أن يجذبوه هم بقوتهم إليهم، فإن لم يكن فيه قوة يدفعهم بها عن نفسه من محبة الله وخشيته وإلا جذبوه وأخذوه إليهم ...

    فالغالب على الناس في المحبة من الطرفين أنه يقع بعض الشر بينهم، والمعصوم من عصمه الله ...

    وقد يحبونه لعلِمه أو دينه أو إحسانه أو غير ذلك؛ فالفتنة في هذا أعظم؛ إلا إذا كانت فيه قوة إيمانية، وخشية، وتوحيد تام؛ فإن فتنة العلم والجاه والصور فتنة لكل مفتون. وهم مع ذلك يطلبون منه مقاصدهم إن لم يفعلها وإلا نقص الحب. أو حصل نوع بغض، وربما زاد أو أدّى إلى الانسلاخ من حبه فصار مبغوضاً بعد أن كان محبوبا.

    فأصدقاء الإنسان يحبون استخدامه واستعماله في أغراضهم حتى يكون كالعبد لهم، وأعداؤه يسعون في أذاه وإضراره، وأولئك يطلبون منه انتفاعهم وإن كان مضراً له، مفسداً لدينه، لا يفكرون في ذلك. وقليل منهم الشكور. فالطائفتان في الحقيقة لا يقصدون نفعه، ولا دفع ضرره، وإنما يقصدون أغراضهم به، فإن لم يكن الإنسان عابداً لله متوكلا عليه، مواليا له ومواليا فيه، ومعاديا، وإلا أكلته الطائفتان وأدى ذلك إلى هلاكه في الدنيا والآخرة. وهذا هو المعروف من أحوال بني آدم وما يقع بينهم من المحاربات والمخاصمات والاختلاف والفتن. قوم يوالون زيدا ويعادون عمرا. وآخرون بالعكس؛ لأجل أغراضهم فإذا حصلوا على أغراضهم ممن يوالونه وما هم طالبونه من زيد انقلبوا إلى عمرو، وكذلك أصحاب عمرو كما هو الواقع بين أصناف الناس.

    وكذلك " الرأس " من الجانبين يميل إلى هؤلاء الذين يوالونه، وهم إذا لم تكن الموالاة لله أضرّ عليه من أولئك؛ فإن أولئك إنما يقصدون إفساد دنياه: إما بقتله، أو بأخذ ماله، وإما بإزالة منصبه، وهذا كله ضرر دنيوي لا يعتد به إذا سلم العبد، وهو عكس حال أهل الدنيا ومحبيها الذين لا يعتدون بفساد دينهم مع سلامة دنياهم. فهم لا يبالون بذلك. وأما " دين العبد " الذي بينه وبين الله فهم لا يقدرون عليه. وأما أولياؤه الذين يوالونه للأغراض فإنما يقصدون منه فساد دينه بمعاونته على أغراضهم وغير ذلك، فإن لم يفعل انقلبوا أعداء. فدخل بذلك عليه الأذى من " جهتين " :

    من جهة مفارقتهم .

    ومن جهة عداوتهم .

    وعداوتهم أشد عليه من عداوة أعدائه؛ لأنهم قد شاهدوا منه، وعرفوا ما لم يعرفه أعداؤه. فاستجلبوا بذلك عداوة غيرهم فتتضاعف العداوة. وإن لم يحب مفارقتهم احتاج إلى مداهنتهم ومساعدتهم على ما يريدونه وإن كان فيه فساد دينه. فإن ساعدهم على نيل مرتبة دنيوية ناله مما يعملون فيها نصيباً وافراً وحظاً تاماً من ظلمهم وجورهم، وطلبوا منه أيضاً أن يعاونهم على أغراضهم ولو فاتت أغراضه الدنيوية. فكيف بالدينية إن وجدت فيه أو عنده، فإن الإنسان ظالم جاهل لا يطلب إلا هواه. فإن لم يكن هذا في الباطن يحسن إليهم ويصبر على أذاهم. ويقضي حوائجهم لله، وتكون استعانته عليهم بالله تامة، وتوكله على الله تام. وإلا أفسدوا دينه ودنياه، كما هو الواقع المشاهد من الناس ممن يطلب الرئاسة الدنيوية؛ فإنه يطلب منه من الظلم والمعاصي ما ينال به تلك الرئاسة ويحسّن له هذا الرأي، ويعاديه إن لم يقم معه، كما قد جرى ذلك مع غير واحد. وذلك يجري فيمن يحب شخصاً لصورته فإنه يخدمه ويعظمه ويعطيه ما يقدر عليه ويطلب منه من المحرم ما يفسد دينه.

    وفيمن يحب صاحب "بدعة" لكونه له داعية إلى تلك البدعة يحوجه إلى أن ينصر الباطل الذي يعلم أنه باطل. وإلا عاداه ولهذا صار علماء الكفار وأهل البدع مع علمهم بأنهم على الباطل ينصرون ذلك الباطل؛ لأجل الأتباع والمحبين ويعادون أهل الحق ويهجنون طريقهم.

    فمن أحب غير الله، ووالى غيره؛ كره محب الله ووليه. ومن أحب أحداً لغير الله؛ كان ضرر أصدقائه عليه أعظم من ضرر أعدائه؛ فإن أعداءه غايتهم أن يحولوا بينه وبين هذا المحبوب الدنيوي، والحيلولة بينه وبينه رحمةً في حقه، وأصدقاؤه يساعدونه على نفي تلك الرحمة وذهابها عنه،
    فأي صداقة هذه! ويحبون بقاء ذلك المحبوب ليستعملوه في أغراضهم وفيما يحبونه، وكلاهما ضرر عليه. قال تعالى: ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴾. قال الفضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد: هي المودات التي كانت لغير الله، والوصلات التي كانت بينهم في الدنيا ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾. فالأعمال التي أراهم الله حسرات عليهم: هي الأعمال التي يفعلها بعضهم مع بعض في الدنيا كانت لغير الله، ومنها الموالاة والصحبة والمحبة لغير الله. فالخير كله في أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    باختصار
    الفتاوى ( 10 / 598-606 )
    رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر هداي إلي، وانصرني على من بغى علي، اللهم اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي ، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني واسلل سخيمةقلبي . (السخيمة، والسخمة بالضم: الحقد، وسخم بصدره تسخيما أغضبه. انتهى.

    قال الحسن رحمه الله

    من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه، [خذلاناً من الله عز وجل].
    (الرسالة المغْنية ص62 وجامع العلوم والحكم ص116

  • #2
    ذو الوجهين وذو اللسانين



    جزاك الله خيرا

    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
    " تجد من شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بحديث وهؤلاء بحديث " (متفق عليه).


    عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
    " من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة ". (1)



    الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد :إن من أبغض أخلاق المرء وصفاته أن يكون ذا وجهين أو ذا لسانين، حيث يقابلك بوجه طليق ويعطيك لساناً حلواً ثم تدبر عنه فيطعنك في ظهرك ويتكلم عليك كلاماً قبيحاً سيئاً، وفيه يقول الشاعر:


    لا خير في ود امرىء متلـــون

    حلو اللسان وقلبه يتلهـــــب


    يلقاك يقسم أنه بك واثـــــق

    وإذا توارى عنك فهو العقــرب


    يعطيك من طرف اللسان حلاوة

    ويروغ منك كما يروغ الثعلـب


    من صفات ذي الوجهين أن يلعب على جميع الحبال، فهو كالحرباء يتلون في معاملته مع الآخرين، فيخاطب هؤلاء بلغة، وهؤلاء بلغة أخرى، ولا يكون صادقاً ولا مخلصاً ولا نقي السريرة في معاملته هذه، وإنما هدفه المصلحة الذاتية، لذا يلجأ إلى النفاق والكذب والخداع والمراوغة.
    وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: " لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أميناً عند الله ".

    إن الرجل إذا دخل على متعاديين، وجامل كل واحد منهما وكان صادقاً لم يكن منافقاً ولا ذا لسانين، فإن الواحد قد يصادق متعاديين.

    ولكن لو نقل كلام كل واحد منهما إلى الآخر فهو ذو لسانين، وهو شر من النميمة، إذ يصير نماماً بأن ينقل من أحد الجانبين فقط، فإذا نقل من الجانبين فهو شر من النمام.

    وإن لم ينقل كلاماً، ولكن حسن لكل واحد منهما ما هو عليه من المعاداة مع صاحبه فهذا ذو لسانين، وكذلك إذا وعد كل واحد منهما بأن ينصره، أو أثنى على أحدهما فإذا خرج من عنده ذمه فهو ذو لسانين. إنه ينبغي على المسلم أن يسكت أو يثني على المحق من المتعاديين في غيبته وفي حضوره.
    قيل لابن عمر - رضي الله عنه -: " إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قلنا غيره، فقال: " كنا نعد هذا نفاقاً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رواه الطبراني).

    فلو استغنى الإنسان عن الدخول على الظلمة، ولكن إذا دخل يخاف إن لم يمدح بغير الحق أن يلحقه أذى فمدح بغير الحق فهو نفاق، لأنه هو الذي أحوج نفسه إلى ذلك. وإن كان مستغنياً عن الدخول لو قنع بالقليل، وترك المال والجاه، فدخل لضرورة الجاه والغنى،، أثنى عليه بما لا يستحق فهو ذو وجهين.

    وأما إذا ابتلي بالدخول على الظالمين لضرورة، وخاف إن لم يثن فهو معذور، فإن اتقان الشر جائز. قال أبو الدرداء، - رضي الله عنه -: " إنا لنكشر(2) في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم".

    وقالت عائشة - رضي الله عنها -: استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " ائذبوا له، فبئس رجل العشيرة، هو "، ثم دخل أَلان له القول " فلما خرج قلت: يا رسول الله قلت فيه ما قلت ثم ألنت له القول، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " يا عائشة إن شر الناس الذي يكرم أتقاء شره " (متفق عليه).

    إن الحديث السالف الذكر ورد في الإقبال والتبسم، أما الثناء بغير الحق فهو كذب ولا يجوز إلا لضرورة أو إكراه، بل لا يجوز الثناء ولا التصديق ولا تحريك الرأس في معرض التقرير على كل كلام باطل، بل ينبغي أن ينكر بلسانه فإن لم يستطع ينكر بقلبه. (3)

    إن صاحب اللسانين مذموم عند الناس، وسرعان ما يكتشف أمره ويفتضح بينهم، وقد قالوا في الأمثال: " حبل الكذب قصير " وقديماً قال الشاعر:

    ومهما تكن عند امرىء من خليقة

    وإن خالها تخفى على الناس تعلم

    إن الإنسان العاقل هو الذي يخطط للمستقبل، وينظر إلى الأمام، ويعلم أنه لا يصح إلا الصحيح، وأنه إن كسب محبة الآخرين بالنفاق والمراوغة والتعامل بلسانين، فإن هذه المحبة لا يمكن أن تدوم لأنها لم تبن على أساس سليم. وصدق الله - تعالى - حينما قال: " أفمن أسّس بُنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين " (التوبة: الآية 109).

    وأخيراً نود أن نؤكد على أن التعامل بوجهين أو بلسانين يختلف عن القاعدة السالفة الذكر وهو التكيف والمرونة ومخاطبة الناس كل وفق ما يحب، فالتعامل بوجهين فيه كذب ونفاق ومكر وخديعة، في حين أن تلك الصفات السيئة لا توجد في قاعدة التكيف والمرونة.
    _________________
    (1) رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود بسند حسن.

    (2) لنكشر: أي نبتسم ونضحك.

    (3) أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، ج 3، دار قتيبة، بيروت، 1992، ص 232

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا يا أهل السنة بالمحويت وبارك الله فيكم على هذه الفوائد الطيبة .

      تعليق

      يعمل...
      X