بسم الله الرحمن الرحيم
- الإخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فمن باب الذب عن رجلٍ وهب نفسه ووقته وجهده وماله لإخوانه وطلابه يؤدي أمانة مناطة في عنقه ، فثابر وصابر محتسبا في ذلك الأجر عند الله وحده - نحسبه - ، رأيتُ أن يذّكر من كان له قلب وقليل من فكر يُعمِله في معرفة كل شنشنة تستجد من هنا أو هناك ممن فُتِنَ وتعصب لغيره !! فهي كليمات ننقلها لوالدنا الوادعي - رحمه الله - مزبورة في مقدمة كتابه النافع الماتع كتاب « الشفاعة » ، هذا الكتاب كغيره من كتب العقيدة عليه مدار معرفة السني من البدعي فيما يحويه من نقولات معصومة وآثار محققة مرسومة .
فكان من المُلفت في هذه المقدمة أن يهتم الشيخ - رحمه الله - بملاحظات وفوائد طلابه ويجعل ذلك في صلب مؤلفه ثم يشير إلى هذا الصنيع في مقدمته ، فأي مزية وأي تواضع وأي خلق نلحظه من هذا الجبل الشامخ ، هنا دروس ودروس في مفهوم الأمانة العلمية وفي مفهوم التواضع وفي مفهوم تربية النفس على الصبر والمصابرة وفي مفهوم السياسة الشرعية بالإشارة والتصريح من تأليف بين الأقران وتمييز بينهم كل حسب درجته ، فنسأل الله أن يغفر له ولوالديه ويرحمه ويجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم آمين .
وفوق ماذكرت نلاحظه يستثني الشيخ - رحمه الله - ولده وتلميذه البار به وبإخوانه ذِكرا ، بل وزاده وصفاً وتشريفاً منه له بقرينة التكليف ، وهي رسالة واضحة وضوح وصيته المعلومة ووضوح مقدماته لكتب تلميذه بفضل يحيى وعلمه ومنزلته من قبل أن يعرفه زيد أو عبيد ، ويعلم الله أنه قام بهذه المهمة خير قيام ، فذب عن السنة وحارب دونها ، وعَلَمَ وتواضع ، وناصح وبَيّنَ وسامح ، فكلما كان مُغرقاً في هكذا تكليف كلما كان شرف ذلك كله يرفعه ، وإن عابه من عاب أو شانه مُبطِل ؛ فجزاه الله خيراً وبارك له في علمه وعمله.
..........
مقدمة الطبعة الثالثة
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد : فمما من الله به علي ويسر لي تأليف « الشفاعة » ، فقرت بها أعين إخواننا أهل السنة ، وغص بها المبتدعة ، وقد وفقني الله لذكر الأحاديث بأسانيدها والفضل في هذا لله ، فإن الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ، كما قال عبدالله بن المبارك - رحمه الله - ورضي عنه. والكتاب يعد ردا على المبتدعة ففي المقدمة الجمع بين الآيات وبيان الشفاعة المقبولة والشفاعة غير المقبولة ، وفي أثناء الكتاب أيضا رد على الذين يطلبون الشفاعة من غير من يملكها كالصوفية والغلاة من الشيعة والرافضة من أهل البيت وغيرهم . وقد يسر الله قراءة « الشفاعة » في ( دار الحديث ) بدماج ، فأبدى إخواننا الأفاضل - وأخص بالذكر منهم مُدرِسهم الشيخ يحيى بن علي الحجوري- ملاحظاتهم وفوائدهم القيمة ، فأضيفت إلى الكتاب ، فجزاهم الله خيرا. والله أسأل أن يجزي الأخوين الفاضلين : سعيد بن عمر حبيشان وحسين بن محمد مناع اللذين قاما برص الكتاب ، وكذا الأخ الفاضل محمد بن عبد الله السياغي خيرا ، وأن يدفع عنا وعنهم كل سوء ومكروه وأن يعيذنا وإياهم من الحزبية المساخة ... إنه على كل شيء قدير.
أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي
- عنوان الكتاب : الشفاعة .
- الطبعة : الثالثة .
- الناشر : دار الآثار للنشر والتوزيع .
تعليق