صد عدوان البرمكي المشين (2)
(الدلائل الجلية على أن الأذان الأول من المسائل الاجتهادية)
بسم الله الرحمن الرحيم
((لا يقدم قول الواحد من الخلفاء الأربعة على غيرهم فى أصح الروايتين))
(المسودة-ص:305)
قال الإمام الوادعي: ((ليس كل صاحب بدعة مبتدع ، فعثمان رضي الله عنه أمر بالأذان الأول من الزوراء وكان عبدالله بن عمر إذا دخل مسجدا يؤذن فيه بالأذان الأول تركه وقال : (إنه مسجد بدعة) ومع هذا فهو لا يقول إن عثمان مبتدع ، بل عثمان اجتهد ومن بعد عثمان إذا ظهرت الأدلة وقلد عثمان على هذا فهو يعد مبتدعا لأن التقليد نفسه بدعة)) "غارة الأشرطة" (2/99)
قال البرمكي الحدّادي: (لقد اتفق أهل العلم قاطبة على سنية أذان عثمان -رضي الله عنه-) أهـ
قال الإمام الوادعي: ((فعرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة))أهـ (إجابة السائل – ص:333)
قال البرمكي: ((فلا حاجة إلى فهم ابن حزم الظاهري وفهم يحيى الحجوري!))أهـ
قال الإمام الوادعي: ((وأما حديث "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ" فأحسن من تكلم عليه فيما اطلعت عليه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد رحمه الله تعالى الشهير بابن حزم)) (إجابة السائل – ص:333)
لا تزال الحدّاديّة الظالمة تواصل الاعتداء على علماء الأمة وأئمتها ، وتهوّل من مسائل الخلاف السائغ ، وتبني عليها أحكاما غليظة من الذم والتقديع والتقريع والتبديع ، غير ملتفتين في ذلك إلى أقوال العلماء وتوجيهاتهم ، وهذا البرمكي أظهر دليلا على ذلك ، لما أبانه من جهل وهذيان وظلم وبهتان على صفحات (الوحلين) و (الأشري).
فاتهم الناصح الأمين بالتهم الباطلة ظلما وعدوانا ، فما زاد ذلك الناصحَ الأمينَ إلاّ رفعة ، ولا زاد الحدّاديّة إلا ضعة وسقوطا ، وقد بينت ضلال هذا المخلوق في ما مضى -بحمد الله- من ردود عليه ، تجدها مجموعة ضمن (التوضيحات السلفية للتلبيسات البرمكية) في شبكة العلوم السلفية.
وقد تبيّن -بحمد الله- في الجزء الأول بطلان ما رمى به البرمكي الناصح الأمين ، من الطعن في أمير المؤمنين عثمان بن عفان الشهيد رضي الله عنه وأرضاه ، كما تبيّن أيضا -والفضل لله وحده- كون البرمكي -هذا- حدّاديا ينخر في أهل السنّة باسم السنّة ، ومن الأدلة على ذلك:
-قوله بأن الترحم على أهل البدع جريمة شنعاء ، وهذا قول الحدّادية ، أمّا أهل السنّة فيعتقدون جواز الترحم على المسلم سواء كان سلفيا أو مبتدعا؛ راجع: (الصارم المسلول على البرمكي المخذول) وهو منشور في شبكة العلوم السلفية.
-إنكاره النقل عن أهل البدع فيما برعوا فيه من العلوم ، كإنكاره النقل عن ابن الحاج بدعوى أنه قبوري ، وكذلك سيد سابق والهيتمي وغيرهم ، وقد ذكرت شيئا من كلام العلماء ونقلهم عن هؤلاء في (الصارم المسلول على البرمكي المخذول)
وفي الجزء الأول من (صد عدوان البرمكي المشين)
- تبديعه للشيخ يحيى الحجوري بلا حجة ، ودون أن يكون له من العلماء سلف ، راجع (إبطال مزاعم البرمكي حول المجمل والمفصل)
- تبديعه للشيخ يحيى الحجوري بلا حجة ، ودون أن يكون له من العلماء سلف ، راجع (إبطال مزاعم البرمكي حول المجمل والمفصل)
واليوم يظهر البرمكي حدّادية غالية أشدّ من الأولى ، فهو يبدع بمسائل الخلاف السائغ ، وقد صرح البرامكة في (الوحلين) في تعليقاتهم على مقال برمكيهم الكبير بتبديع الشيخ يحيى حفظه الله ، فالحمد لله الذي أظهرما في قلوبهم ، وأبان للناس حداديتهم وانحرافهم.
قال البرمكي الحدّادي: [وانظروا إلى قول الحجوري في أحكام جمعته ص (315):
(أما من تابعه –يعني عثمان- على ذلك الْخَطأ بعد بيان الْحُجة فهو فِي ذلك مبتدع، لا عذر له فِي مُخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.)
قلت-البرمكي-: فو الله إن هذا الكلام لا يُطاق على أهل العلم والتوحيد، ففيه التبديع والتجهيل والتحقير، والرمي لهم بالعظائم، فهذا حكم على علماء الأمة كلهم عن بكرة أبيهم بأنهم مبتدعة؛ لأنهم عند الحجوري لا عذر لهم في مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه!!
والحمد لله أن عثمان –رضي الله عنه- سَلِم من هذا التبديع! ولا عجب أن يصدر هذا التبديع من رجل قد أجرم قبلُ ورمى الصحابة بالإرجاء!] أهـ
قلت: انظر يا دكتور إلى قول العلامة الإمام مقبل الوادعي -رحمه الله-: ((ليس كل صاحب بدعة مبتدع ، فعثمان رضي الله عنه أمر بالأذان الأول من الزوراء وكان عبدالله بن عمر إذا دخل مسجدا يؤذن فيه بالأذان الأول تركه وقال : (إنه مسجد بدعة) ومع هذا فهو لا يقول إن عثمان مبتدع ، بل عثمان اجتهد ومن بعد عثمان إذا ظهرت الأدلة وقلد عثمان على هذا فهو يعد مبتدعا لأن التقليد نفسه بدعة)) "غارة الأشرطة" (2/99)
فكل هذه الألفاظ الشنيعة والأوصاف الفظيعة ، التي أطلقها البرمكي الحدّادي ، تقع أول ما تقع على هذا البحر الإمام المجدد الوادعي -رحمه الله- فأقول هنا كما قلت في الجزء الأول: (وهذه وحدها كافية لقصم ظهور البرامكة ، واستئصال شرهم ، وإبادة خضراءهم ، لكن: لمن كان له قلب . . .)
أما قوله: [ورمى الصحابة بالإرجاء!]أهـ
فأقول: فرية والله عظيمة ، وتهمة جسيمة ، فالشيخ -حفظه الله- لا يطعن في أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بل كلامه أتى في معرض التأريخ لبدعة الإرجاء ، فذكر أنّها أوّل ما دخلت على بعض الصحابة الذين تأوّلوا في شرب الخمر ثمّ تابوا إلى الله عز وجلّ لما تبيّن لهم الحقّ رضي الله عنهم.
ومعلوم أنّ هؤلاء الصحابة -رضي الله عنهم- لمّا استحلوا الخمر إنّما استحلّوها متأوّلين لقول الله تعالى: ((ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا... الآية)) إذ أنّهم لو لم يكونوا متأوّلين لكانوا قد كفروا بالاستحلال -وحاشاهم رضي الله عنهم-
ومعلوم أنّ التأويل الخاطئ لكلام الله عز وجلّ لا يكون إلاّ بشبهة ، ومحال أن يكون تأويل باطل بلا شبهة ، فإذا نظرنا في هذه الشبهة التي تأوّل بها هؤلاء الصحابة -رضي الله عنهم- وجدناها نفس الشبهة التي دخلت على المرجئة ، لكنّ صحابة -رسول الله صلى الله عليه وسلّم- لما كانوا قد تربّوا تربية سليمة على يد خير البشريّة ، أدى هذا إلى تراجعهم عن خطئهم ، لما علّمهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وغيره ممن هو أعلم منهم ، أمّا المرجئة الضلال فقد تمسكوا بهذه الشبهة حتى أدّت بهم إلى أقوال غاية في البطلان.
وعلى هذا: فلا يجوز لأحد أن يتّهم الشيخ يحيى بالطعن في الصحابة الكرام ، بل يحبّهم ويترضى عليهم ، ويسير على نهجهم.
قال ابن أبي العز في "شرح الطحاوية" (ص:259) ط/دار الإمام مالك : " وأراد الشيخ -رحمه الله- بقوله: (لا نقول لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله) مخالفة للمرجئة ، وشبهتهم كانت قد دخلت لبعض الأوّلين ، فاتفق الصحابة على قتلهم إن لم يتوبوا ، فإن قدامة بن عبد الله شرب الخمر بعد تحريمها هو وطائفة ، وتأوّلوا قوله تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات) . . ."أهـ
قال الحدّادي: [والآن إليكم أيها القراء نقل أهل العلم لإجماع أهل السنة قاطبة عدا الروافض على سنية أذان عثمان رضي الله عنه]
قلت: وليس كلّ إجماع ينقل يكون إجماعا صحيحا معتبرا لا تحلّ مخالفته ، فما أكثر الإجماعات التي نقلت وفي المسائل خلاف مشهور ، مما دعى العلماء إلى نقد وتتبع هذه الإجماعات ، ومن ذلك كتبَ شيخ الإسلام كتابه العظيم (نقد مراتب الإجماع) بيّن فيه أخطاء ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) وهو من هو في الفقه والحديث !! ومع هذا لم يسلم من ادعاء الإجماع في مسائل فيها خلاف ، قال الإمام أحمد في كلمته المشهورة: ((من ادعى الإجماع فقد كذب!! وما يدريه لعلهم اختلفوا)) فأيّ مسألة يثبت فيها أكثر من قول لأهل العلم فلا إجماع فيها ولو نقله من نقله.
قال الإمام الألباني -رحمه الله-: ((وذلك لأمرين: الأول: أن الاجماع بالمعنى الأصولي لا يمكن تحققه في غير المسائل التي علمت من الدين بالضرورة، كما حقق ذلك العلماء الفحول، كابن حزم في (أصول الاحكام) والشوكاني في (إرشاد الفحول) والأستاذ عبد الوهاب خلاف في كتابه (أصول الفقه) وغيرهم، وقد أشار إلى ذلك الإمام أحمد في كلمته المشهورة في الرد على من أدعى الاجماع ، ورواها عنه ابنه عبد الله بن أحمد في (المسائل).
الثاني: أنني سبرت كثيرا من المسائل التي نقلوا الإجماع فيها، فوجدت الخلاف فيها معروفا! بل رأيت مذهب الجمهور على خلاف دعوى الإجماع فيها، ولو شئت أن أورد الأمثلة على ذلك لطال الكلام وخرجنا به عما نحن بصدده.
فحسبنا الآن أن نذكّر بمثال واحد، وهو نقل النووي الإجماع على أن صلاة الجنازة لا تكره في الأوقات المكروهة! مع أن الخلاف فيها قديم معروف، وأكثر أهل العلم على خلاف الإجماع المزعوم)) أهـ (أحكام الجنائز-ص:173)
قلت: فهذا إجماع نقله الإمام النووي صاحب (المجموع) الذي يعد من أكبر مراجع الفقه ، وصاحب (المنهاج) الذي يعدّ أحسن شرح على (صحيح مسلم) كما قال الإمام الألباني في شريط (من هو الكافر ومن هو المبتدع) ؛ ومع هذا فإن نقله للإجماع غير مقبول إذا ثبت أنّ في المسالة خلافا.
قال الإمام الألباني: ((لا يمكن إثبات صحة الإجماع في هذه المسألة وإن نقله البيهقي في "سننه" (4/124) وغيره مثل الحافظ ابن حجر في "الفتح" ولكن هذا كأنه أشار لعدم ثبوته حين قال : (10/260) في بحث خاتم الذهب :
( فقد نقل الإجماع على إباحته للنساء ) ويأتي قريبا ما يبطل هذا الإجماع وذلك لأنه لا يستطيع أحد أن يدعي أنه إجماع معلوم من الدين بالضرورة وغير هذا الإجماع مما لا يمكن تصوره فضلا عن وقوعه ولهذا قال الإمام أحمد رضي الله عنه :
((من ادعى الإجماع فهو كاذب [وما يدريه ؟] لعل الناس اختلفوا))
رواه ابنه عبد الله في "مسائله" (ص: 390) . . .)) (آداب الزفاف – ص:166)
قلت: وهذا الإمام البيهقي إمام أهل السنّة في وقته ، وذاك الحافظ ابن حجر صاحب (فتح الباري) أحسن شرح على (صحيح البخاري) كما قال الإمام الألباني في شريط: (من هو الكافر ومن هو المبتدع) ومع هذا فنقلهما للإجماع مردود لثبوت الخلاف في المسألة.
قلت: وهذا الإمام البيهقي إمام أهل السنّة في وقته ، وذاك الحافظ ابن حجر صاحب (فتح الباري) أحسن شرح على (صحيح البخاري) كما قال الإمام الألباني في شريط: (من هو الكافر ومن هو المبتدع) ومع هذا فنقلهما للإجماع مردود لثبوت الخلاف في المسألة.
قال الإمام الألباني: ((فهذه آثار صحيحه عن الصحابة تدل على أن العمل بالخمس والست تكبيرات استمر إلى ما بعد النبي صلى الله عليه وسلم خلافا لمن ادعى الإجماع على الأربع فقط، وقد حقق القول في بطلان هذه الدعوى ابن حزم في "المحلى" (5/124-125).))أهـ (أحكام الجنائز-ص:114)
وقال (ص:174): ((ومما سبق تعلم بطلان الإجماع الذي ذكره ابن قدامة في (المغني) (2/569) على وصول ثواب القراءة إلى الموتى، وكيف لا يكون باطلا، وفي مقدمة المخالفين الإمام الشافعي رحمه الله تعالى.
وهذا مثال آخر من أمثلة ما ادعِيَ فيه الإجماع وهو غير صحيح، وقد سبق التنبيه على هذا قريبا.))أهـ
قلت: فإذا كان ابن قدامة والنووي وابن حجر والبيهقي يرد نقلهم للإجماع إذا ثبت الخلاف ، فكيف لا يردّ نقل البرمكي الحدّادي للإجماع في مسألة خالف فيها علماء أجلاء ، وعلى رأسهم الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ، وتلميذه نافع ، ومن المعاصرين الإمام المجدد مقبل الوادعي وتلميذه الشيخ يحيى الحجوري ؟؟!
وهذا لأن الإجماع هو: ((اتفاق مجتهدي هذه الأمة بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم على حكم شرعي.))
وهذا تعريف الإمام ابن عثيمين ، وقال عقبه: ((فخرج بقولنا: "اتفاق" ؛ وجود خلاف ولو من واحد، فلا ينعقد معه الإجماع.))أهـ (الأصول من علم الأصول)
فعلم من هذا أنّ كلّ مسألة وقع فيها خلاف ، فلا يسلم لمن ادعى الإجماع فيها ، بل تكون من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف ، ولو اتفق عليها الخلفاء الأربعة ، فضلا عن أن تكون اجتهادا لأحدهم رضي الله عنهم.
قال الإمام الشوكاني: ((وذهب الجمهور أيضا إلى أن إجماع الخلفاء الأربعة ليس بحجة لأنهم بعض الأمة وروي عن أحمد أنه حجة وذهب بعض أهل العلم إلى أنه حجة لما ورد مما يفيد ذلك كقوله صلى الله عليه وسلم: (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين)) وقوله: ((اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)) وهما حديثان صحيحان ونحو ذلك وأجيب: بأن الحديثين دليلان على أنهم أهل للاقتداء بهم لا على أن قولهم حجة على غيرهم)) (إرشاد الفحول – ص:177)
إذا علمت هذا؛ فاعلم أنّ هناك من العلماء من لا يرى سنيّة الأذان الأول يوم الجمعة.
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله – ((: وقد أنكر عطاءٌ الأذان الأول ، وقال :إنما زاده الحجاج، قال :وإنما كان عثمان يدعو الناس دعاء . خرّجه عبد الرزاق.
وقال عمرو بن دينار :إنما زاد عثمان الأذان بالمدينة ، وأما مكة فأول من زاده الحجاج.
قال :ورأيت ابن الزبير لا يؤذن له حتى يجلس على المنبر ، ولا يؤذن له إلا أذان واحد يوم الجمعة خرّجه عبد الرزاق أيضاً.
وروى مصعب بن سلام ، عن هشام بن الغاز ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : إنما كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا قعد على المنبر أذن بلالٌ ، فإذا فرغ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من خطبته اقام الصلاة ، والأذان الأول بدعة .
وروى وكيع في (( كتابه )) عن هشام بن الغاز ، قال :سألت نافعاً عن الأذان يوم الجمعة ؟ فقالَ : قالَ ابن عمر : بدعةٌ ، وكل بدعة ظلالة ، وإن رآه الناس حسناً.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم :لم يكن في زمان النَّبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا أذانان : أذان حين يجلس على المنبر ، وأذان حين تقام الصَّلاة.. قال :وهذا الأخير شيء أحدثه الناس بعد.. خرّجه ابن أبي حاتمٍ.
وقال سفيان الثوري : لا يؤذن للجمعة حتى تزول الشمس ، وإذا أذن المؤذن قام الإمام عى المنبر فخطب ، وإذا نزل أقام الصلاة ، قال : والأذان الذي كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبي بكر وعمر أذان وأقامة ، وهذا الأذان الذي زادوه محدثٌ.
وقال الشافعي -فيما حكاه ابن عبد البر- : أحب إلي أن يكون الأذان يوم الجمعة حين يجلس الإمام على المنبر بين يديه ، فإذا قعد أخذ المؤذن في الأذان ، فإذا فرغ قام فخطب ، قال : وكان عطاءٍ ينكر أن يكون عثمان أحدث الأذان الثاني ، وقال : إنما أحدثه معاوية . قال الشافعي : وأيهما كان ، فالأذان الذي كان على عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وهو الذي ينهى الناس عنده عن البيع . . . .إلى أن قال:
وقال القاضي أبو يعلى : المستحب أن لا يؤذن إلا أذان واحد ، وهو بعد جلوس الإمام على المنبر ، فإن أذن لها بعد الزوال وقبل جلوس الإمام جاز ، ولم يكره ؛ ثم ذكر حديث السائب بن يزيد هذا.
وقال القاضي أبو يعلى : المستحب أن لا يؤذن إلا أذان واحد ، وهو بعد جلوس الإمام على المنبر ، فإن أذن لها بعد الزوال وقبل جلوس الإمام جاز ، ولم يكره ؛ ثم ذكر حديث السائب بن يزيد هذا.
ونقل حرب عن إسحاق بن راهويه :أن الأذان الأول للجمعة محدث ، أحدثه عثمان ، رأى أنه لا يسمعه إلا أن يزيد في المؤذنين ، ليعلم الأبعَدِين ذلك ، فصار سنة ، لأن على الخلفاء النظر في مثل ذلك للناس ؛ وهذا يفهم منه أن ذلك راجع إلى رأي الإمام ، فإن احتاج إليه لكثرة الناس فعله ، وإلا فلا حاجة إليه .)) "فتح الباري" (5/451–454)
وسئل الإمام الوادعي هل الآذان الأول يوم الجمعة بدعة ؟
فأجاب:إن البخاري روى في صحيحه من حديث السائب بن يزيد رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان له مؤذن يؤذن أذانا واحدا أو بهذا المعنى: ذكره البخاري في كتاب الجمعة فلما أن كثر الناس وهو من حديث السائب بن يزيد رحمه الله تعالى أمر عثمان مناديا آخر ينادي من على الزوراء وهي مكان في سوق والذي فعله عثمان رضي الله عنه من أجل أن يحضر الناس ويتأهبوا لصلاة الجمعة فهذا اجتهاد من عثمان رضي الله تعالى عنه وقد قال ابن عمر كما في مصنف ابن أبي شيبة أن الأذان الأول يوم الجمعة بدعة .
وأما حديث "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ" فأحسن من تكلم عليه فيما اطلعت عليه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد رحمه الله تعالى الشهير بابن حزم قال: إما أن نأخذ بسنن الخلفاء الراشدين كلها فهذا لا سبيل إليه لأنهم قد اختلفوا وإما أن نردها كلها فهذا ضلال مبين لأن من سننهم ما هو موافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإما أن نأخذ من سننهم ما كان موافقا لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: وهذا هو قولنا؛ ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه "التوسل والوسيلة" ما معناه: (ليس لأحد سنة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وهكذا يذكره الحاكم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية يذكره عن يحيى بن آدم أنه قال: (لا سنة لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.)
وإنما كان يقال : سنة أبي بكر وعمر من أجل أن يعلم أن تلك السنن كان يعمل بها في عهد أبي بكر وعمر ورب العزة يقول في كتابه الكريم {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ويقول {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}
وأما حديث ((اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر))
فهذا أيضا ليس داخلا في الموضوع لأن عثمان هو أول من ابتدأ به ثم الذي نعتقده أن الحديث ضعيف لأنه من رواية ربعي بن حراش عن حذيفة وهو لم يسمعه من حذيفة وأيضا مولى ربعي مبهم لا يعرف.
فعرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة وترتب على هذا أمر آخر وهو الركوع بين الأذانين ربما استدل مستدلون بحديث ((بين كل أذانين صلاة)) ولكن قد عرفت أن الأذان الأول لم يثبت.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا صعد المنبر ابتدأ خطبته إما التسليم فقد وردت فيه أحاديث لا يخلوا حديث منها عن مقال لكن هي بمجوع طرقها صالحة للحجية برتبة الحسن فعرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة ولا ينبغي أن يفعله المسلم وإنما اجتهد عثمان والاجتهاد قد يصيب وقد يخطئ والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ)).
يقول ((وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة)) بل يقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته)) رواه الطبراني وابن أبي عاصم من حديث أنس وقال الحافظ المنذري : إن سنده حسن.)) أهـ (إجابة السائل – ص: 333)
وسئل -رحمه الله- : هل كل صاحب بدعة مبتدع ؟ وما التلازم بين البدعة والمبتدعة؟
فاجاب: لا؛ وليس كل صاحب بدعة مبتدع ، فعثمان رضي الله عنه أمر بالأذان الأول من الزوراء وكان عبدالله بن عمر إذا دخل مسجدا يؤذن فيه بالأذان الأول تركه وقال : إنه مسجد بدعة ومع هذا فهو لا يقول إن عثمان مبتدع ، بل عثمان اجتهد ومن بعد عثمان إذا ظهرت الأدلة وقلد عثمان على هذا فهو يعد مبتدعا لأن التقليد نفسه بدعة.))أهـ "غارة الأشرطة" (2/99)
ومن أراد الوقوف على المزيد من أقوال أهل العلم فليرجع إلى كتاب "أحكام الجمعة" للشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله- ولولا خشية الإطالة لنقلتها جميعا.
قال البرمكي الحدّادي: [الحجوري كما هو معلوم أوَّل حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه- تأويلاً عجيباً فهو يظن أن المقصود من الحديث (طريقتهم في فهم الكتاب والسنة؛ لأنه ليس لأحد سنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كانوا الخلفاء الراشدين)! كذا قال في شرحه للامية شيخ الإسلام ص (34).]أهـ
قلت: قال الإمام المفسر محمد الأمين الشنقيطي في تفسير سورة محمد من "أضواء البيان": ((لأن سنة الخلفاء الراشدين هي المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتقديم سنته على كل شيء، فعلينا جميعا أن نعمل بمثل ما كانوا يعملون لنكون متبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنتهم.))أهـ
قال ابن حزم -رحمه الله-: ((فكل أحد دون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطئ ويصيب. فإن قال قائل : قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" قلنا : سنة الخلفاء رضي الله عنهم هي اتباع سنته عليه السلام , وأما ما عملوه باجتهاد فلا يجب اتباع اجتهادهم في ذلك . وقد صح عن أبي بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وابن الزبير , وخالد بن الوليد , وغيرهم : القود من اللطمة والحنفيون , والمالكيون , والشافعيون , لا يقولون بذلك .)) أهـ "المحلى" (11/3596-357)
وقد نقلت هذين القولين في الجزء الأوّل ، لكنّ الحدّادي لا يرعوي.
قال البرمكي الحدّادي: [فجعل علي –رضي الله عنه- فعل عمر –رضي الله عنه- سنةً ووصفه بذلك.
فماذا صنع الحجوري بهذا الأثر!؟ الذي هو حجة دامغة عليه وعلى حزبه!
قال الحجوري في أحكام الجمعة وهو من زيادات طبعته الجديدة (448-449):
(تنبيه: أُشكل على بعضهم في هذه المسألة قول علي رضي الله عنه حين جلد شارب الخمر أربعين، قال: جلد النبِي صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سنة وهذا أحب إلَي. أخرجه مسلم رقم (4432).
والْجَواب: هو ما تقدم أن السنة لغة هي الطريقة، وأنها إذا تعارضت طريقة رسول الله مع غيره وجب الأخذ بطريقة رسول الله، وإذا لَم يكن إلا طريقة ذلك الصحابي ولا معارض لَهَا من قول غيره فقوله سنة متبعة، ولِهَذا فإن تقرير علي تقرير جميل؛ إذ أبان أن فعل عمر سنة وأخذ بسنة رسول الله، ونَحن نقول لِهَؤلاء الْمُحتجين بقول علي افعلوا كما فعل علي رضي الله عنه وهذا لا يعنِي أن السنتين متساويتان وأنه يَجوز ترك سنة رسول الله لقول أو فعل غيره، فتأمل هذا تنجُ من الْخَلط بين هدي رسول الله المأمور به كل مسلم وبين اجتهاد غيره بعده.).]أهـ
قلت: كلام الشيخ يحيى لا غبار عليه؛ قال الإمام الوادعي: ((وهكذا يذكره الحاكم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية يذكره عن يحيى بن آدم أنه قال: (لا سنة لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.)
قلت: كلام الشيخ يحيى لا غبار عليه؛ قال الإمام الوادعي: ((وهكذا يذكره الحاكم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية يذكره عن يحيى بن آدم أنه قال: (لا سنة لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.)
وإنما كان يقال : سنة أبي بكر وعمر من أجل أن يعلم أن تلك السنن كان يعمل بها في عهد أبي بكر وعمر ورب العزة يقول في كتابه الكريم {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ويقول {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} . . )) أهـ (إجابة السائل– ص: 333)
ولا تناقض بين ما نقله الحدّدي من أقوال الناصح الأمين ، فهو حيث قال: (لا سنة لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: لا شرع لأحد.
وحيث قال: (سنة أبي بكر) أي طريقته؛ ففرق بين المعنيين.
بتر مزعوم:
ادعى الحدّادي على الناصح الأمين أنّه قد بتر كلام شيخ الإسلام ، فما أشنع هذه التهم وما أبطلها ، فالشيخ يحيى حفظه الله لم يبتر شيئا من كلام أهل العلم ، فلما نقل كلام شيخ الإسلام اقتصر على موضع الشاهد ، ووضع نقاطا تدل على حذف شيء من الكلام اختصارا ودفعا للتشويش على القارئ ، وهذا لا شيء فيه كما هو ظاهر.
بل الجرم كلّ الجرم فيما فعله الحدّادي من بتر شنيع لكلام الناصح الأمين وغيره من أهل العلم على ما بيّنته في الجزء الأول من (صد عدوان البرمكي المشين) والجرم كل الجرم في البتر الفاحش الفضيع مع عبد الرحمن ابن مرعي لكلام الناصح الأمين الذي نقله للشيخ عبيد حول الجامعة الإسلامية ، على ما بينه الشيخ يحيى حفظه الله في (التوضيح لما جاء في التقريرات العلمية والنقد الصحيح)
قال الشيخ يحيى: ((فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذر جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين. والحمد لله يوجد مدرسون سلفيون، ويوجد طلاب سلفيون تجلس معهم إن شاء الله، وما لا يدرك كله لا يترك جله، ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل، ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك، الجهل الذي أنت فيه ببراءتك من الحزبية؛ الحزبية بدعة، وأنت على سنة...)) أهـ
أتدري أيها القارئ ماذا نقل الحزبيون للشيخ عبيد ؟!! نقلوا -فقط- ما تحته خطّ!! أليس هذا من البتر الفاحش ، ومن ابتغاء الفتنة ، واشعال نار العداوة والبغضاء ؟؟!
لماذا يجني الحزبيون على كلام الشيخ يحيى ويحرفونه ويعبثون به؟
هل هذا هو صنيع أهل السنة أم صنيع المبتدعة أهل الأهواء كالكوثري وحسن السقاف؟
هل هذا صنيع من يحب الصفاء والنقاء؟ أو من يحب العبث والتحريف والكذب؟
هل هذا صنيع من يحب الصفاء والنقاء؟ أو من يحب العبث والتحريف والكذب؟
قال الشيخ يحيى حفظه الله وهو يخاطب عبيدا الجابري: ((ولكن لعله التبس عليكم الكلام بسبب الحذف والتقطيع الذي حصل لكلامي المفصل في مقالي الذي قلت في سياقه: فيها سلفيون غرباء فنُقل الكلام في أول التقريرات العلمية، وحذفت عباراتي الموضحة المتظافرة مع غيرها؛ من أن الجامعة فيها سلفيون وحزبيون، ومن ذلك جوابي على السؤال الأخير من أسئلة بعض إخواننا من أهل جدة، على قوله: ما نصيحتكم لمن يريد الالتحاق بالجامعة الإسلامية؟
قلت: الجامعة الإسلامية فيها سلفيون وحزبيون، وقلنا بعده بأسطر من أسئلة أهل جدة الذي نقل منه الشيخ عبيد أو نقل له:
فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذر جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين. والحمد لله يوجد مدرسون سلفيون، ويوجد طلاب سلفيون تجلس معهم إن شاء الله، وما لا يدرك كله لا يترك جله، ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل، (ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك)، الجهل الذي أنت فيه ببراءتك من الحزبية؛ الحزبية بدعة، وأنت على سنة...
فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذر جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين. والحمد لله يوجد مدرسون سلفيون، ويوجد طلاب سلفيون تجلس معهم إن شاء الله، وما لا يدرك كله لا يترك جله، ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل، (ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك)، الجهل الذي أنت فيه ببراءتك من الحزبية؛ الحزبية بدعة، وأنت على سنة...
فجاء الكلام مبتورًا التقط منه في التقريرات من كلمة (ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير منها)، وحذف الموضح له قبله؛ من إثبات وجود السلفيين فيها من المدرسيين والطلاب، ونصيحتي للسائل المذكور أنه إذا درس في الجامعة الإسلامية يكون على حذر من المجالسين للحزبيين، ويجلس مع السلفيين، هذا الحذف مما جعلني أستغرب ما صدر في البيان الأول المسمى بـ (التقريرات العلمية) وكان هذا الجواب قبل مدة نحو سنتين أو أكثر، ولم يختلف عنه جوابي قبل صدور تقريرات الشيخ عبيد بنحو اسبوع كما ذكرت التفصيل فيه في التنبيه السديد!!.)) أهـ (التوضيح . . .)
لعله قد اتضح للقارئ خبث هذا الحزب ، وتبيّن مكر الحدّادية الأفاكين ، وسيأتي –إن شاء الله- المزيد من بيان حالهم ، ولن تتوقف إن شاء الله الردود عليهم حتّى يعودوا إلى الحق ، ويرجعوا عن تحزّبهم ، ويتركوا الطعن في علماء الأمّة وقد بدأ يتّضح أن المرعيّة من فروع الحدّادية ، كما أنّ البكرية -أيضا- من فروعها ، وقد قال الشيخ محمد الإمام عن المرعيّة أنّها (بكريّة جديدة) "أسئلة أصحاب قصيعر" بل اعترف بهذا ابن مرعيّ نفسه ، في اجتماع المشايخ ، فقال : "لا أنكر أنّه بعد فتنة البكري ، أتاني أناس فقالوا: سقط البكري فقم أنت الآن" (مختصر البيان) وفعلا قد قام ، فالمتمعنّ –جيّدا- في هذه الأحداث ، يلاحظ جليّا العلاقة بين البكرية والمرعيّة ، ويزداد يقينا حينما يعلم أن البكري كان (حدادي اليمن) ، كما كان فالح (حدادي المملكة) ، إذا علمت هذا: فاعلم أنّ ابن مرعي والوصابي يحاضران عند البكري في مسجده ، بل هو الآن عندهم (من علماء أهل السنّة) ، فلا تكن غبيا أيها السَلَفيّ ، الدوائر تدار حولك!
كتبه:
ياسر الجيجلي
ياسر الجيجلي
تعليق