القول المتين
في علامات
أهل البدع والحزبيين
لأبي اليمان
عدنان بن حسين المصقري عفا الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
وبعد:
فاعلم رحمك الله أنه من أكبر النعم وأجل العطايا هو طلب العلم الشرعي علم الكتاب والسنة وهو معرفة الله ومعرفة نبيه دين الإسلام بالأدلة أنى أحمد الله عز وجل الذي سهل لي طلب العلم ويسر لي أسبابه وأحمد الله عز وجل الذي حفظ لنا ديننا وحبب إلينا علمائنا ، الذين هم ورثة الأنبياء وحماة الشريعة وحملة الدين فلله الحمد في الأولى والآخرة وله الحمد مل السماوات ومل ما شاء ونسأله الثبات على دينه والدفاع عن سنة نبيه إنه سميع قريب .
ومن فضل الله علينا أن هيأ لنا أئمة ناصحين وعلماء راسخين في العلم يذبون هن سنة نبيه كل شائبة وبدعة ويردون على كل مبطل من الناس كائنا من كان.
قال الإمام أحمد بن حنبل في خطبته المشهورة في كتابه في الرد على الزنادقة والجهمية: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله تعالى الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتنة المضلين. اهـ من إعلام الموقعين - (ج 1 / ص 9).
قال ابن القيم في مدارج السالكين - (ج 3 / ص 195)
فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جدًا سموا غرباء فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات فأهل الإسلام في الناس غرباء والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء وأهل العلم في المؤمنين غرباء وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ولكن هؤلاء هم أهل الله حقًا فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز و جل فيهم ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم كما قيل:
فليس غريبا من تناءت دياره ... ولكن من تنأين عنه غريب. اهـ
وأني لأشكر الله عز وجل أولا وأخرا ثم أشكر شيخي الناصح الأمين المحدث يحي بن على الحجوري فله الفضل بعد الله عز وجل في تعليمي وتبصيري فو الله أني منذ أن رأيته عرفت أن الله وفقه وأراد به الخير فله الحمد وكما قال مجاهد كما في مقدمة سنن الدرامي ما أدري أي النعمتين علي أعظم أن هداني للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء.
وسنده صحيح.
وقد يقول قائل: لماذا هذا التحامل على المسلمين والتشدد في الدين فأقول يا أخي حفظك الله إنك لو قرأت كتاب الله وتدبرته وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعملت بهما وقرأت سيرة السلف الصالح عرفت أن المنهج الحق والإسلام الذي أراده الله منا هو الصفاء والنقاء والتصفية والتربية والولاء والبراء لهذا الدين وعدم المداهنة فيه والسير على نهج السلف الصالح من دون إفراط ولا تفريط ومن دون غلو ولا تميع، وكما كان يقول شيخنا مقبل رحمة الله وأسكنه في جنة عدن " ما قامت دعوتنا إلا بالتميز "
وهذا من الدفاع عن الدين وحملته ، واعلموا عباد الله علم اليقين أنه لا يوفق للسلفية إلا من كان صاحب حقٍ وشجاعةٍ وصبرٍ ويقينٍ وبعدٍ عن حظوظ النفس وشهوتها وشبهات الشيطان وأتباعه، ولا يصبر على هذا الدين والمنهج إلا من لم يكن صاحب مصالح أو حب للظهور، والمنافقون في كل زمن ومكان لا يصبرون على هذا الدين لما يرو فيه من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات" رواه مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وإليك أدلة تعرف بها أن التميز والبعد عن أهل الخصومات والأهواء واجب محتم على كل إنسان ليسلم دينه ومنهجه، والله المستعان.
فصل في البعد عن أهل الأهواء
ﭧ ﭨ ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ [ النساء: ]
و ﭧ ﭨ ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ [الأنعام: ]
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠﮡﮢﮣﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ [ آل عمران 7 ] اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"
قال الإمام البخاري رحمه الله حدثنا عبد الله بن مسلمه ثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها به (ح)
وقال الإمام مسلم حدثنا عبد الله بن مسلمه به (ح).
وقال أحمد بن حنبل (6 /48) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل قال انا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة به.بلفظ: فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله عز و جل فاحذروهم.
وقال أحمد بن حنبل: (ج 6 / ص 256) 26240)
حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا يزيد بن إبراهيم عن بن أبى مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة به.
وقال أبو داود (2 /609) 4598) حدثنا القعنبي ثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها به.
وقال الترمذي (5 / 223) 2994 ) .
حدثنا عبد بن حميد أخبرنا أبو داود الطيالسي حدثنا يزيد بن إبراهيم حدثنا ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة به.
وروى الإمام الدرامي قال السنن (1 /120): أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب قال قال أبو قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون. وصححه شيخنا يحي .
وروى عن سلام بن أبي مطيع أن رجلا من أهل الأهواء قال لأيوب السختياني يا أبا بكر أسالك عن كلمة قال فولى أيوب وجعل يشير بإصبعة ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة .
وعن يحي بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره .
وروى الآجري عن سعيد بن عامر قال سمعت جدتي أسماء تحث قالت دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء فقالا يا أبا بكر نحدثك قال لا قال: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عزوجل قال: لتقومن عني أو لأقومن فقام الرجلان فخرجا . وسنده صحيح .
وروى الآجري رحمه الله بسنده إلى أبي الجوزاء أنه ذكر أصحاب الأهواء فقال: والذي نفس أبي الجوزاء بيده لان تمتلئ داري قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني وجل منهم ولقد دخلوا في هذه الآية هانتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم .
وروي بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) وهو في الصحيح المسند لشيخنا مقبل وروى الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وأما أن تجد منه ريحا طيبه ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة )) .
وروى الدرامي بسند صحيح عن مجاهد رحمه الله في قوله تعالى ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ الأنعام: ١٥٣قال: هي البدع والشبهات .
وروى الآجري في الشريعة عن سفيان الثوري قال : اتقوا هذه الأهواء المضلة .....إلخ.
وروي عن أيوب في سنن الدارمي : (100)
أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال : إن أهل الأهواء أهل الضلالة ولا أرى مصيرهم الا النار فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولا أو قال حديثا فيتناهى به الأمر دون السيف وان النفاق كان ضروبا ثم تلا ﴿ ومنهم من عاهد الله ﴾ ﴿ ومنهم من يلمزك في الصدقات ﴾ ﴿ ومنهم الذين يؤذون النبي ﴾ فاختلف قولهم واجتمعوا في الشك والتكذيب وان هؤلاء اختلف قولهم واجتمعوا في السيف ولا أرى مصيرهم إلا النار قال حماد ثم قال أيوب عند ذا الحديث أو عند الأول وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب يعني أبا قلابة. وسنده صحيح .
وروى الآجري في الشريعة أيضا عن يحي بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره .
وسنده صحيح .
وروى الدارمي (391) قال : أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب قال قال أبو قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون .
و إسناده صحيح
وقال : 393 - أخبرنا أبو عاصم أنا حيوة بن شريح حدثني أبو صخر عن نافع عن بن عمر : انه جاءه رجل فقال أن فلانا يقرأ عليك السلام قال بلغني انه قد أحدث فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام.
وقال : 392 - أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال : رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق بن حبيب فقال لي ألم أرك جلست إلى طلق بن حبيب لا تجالسنه
وروى الدارمي (1 /120)
وقال : 391 - أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب قال قال أبو قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون. وإسناده صحيح
وروى الدارمي - (ج 1 / ص 120)
وقال : 394 - أخبرنا مخلد بن مالك ثنا عبد الرحمن بن مغراء حدثنا الأعمش قال : كان إبراهيم لا يرى غيبة للمبتدع.
وإسناده صحيح.
وروى الدارمي (1 /121)
وقال : 398 - أخبرنا سعيد عن سلام بن أبي مطيع : أن رجلا من أهل الأهواء قال لأيوب يا أبا بكر أسألك عن كلمة قال فولى وهو يشير بأصبعه ولا نصف كلمة وأشار لنا سعيد بخنصره اليمنى
وإسناده صحيح .
وروى الدارمي (1 /121)
وقال : 399 - أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن كلثوم بن جبر : أن رجلا سأل سعيد بن جبير عن شيء فلم يجبه فقيل له فقال: ازا يشان .
وإسناده صحيح
وقال : 401 - أخبرنا أحمد ثنا زائدة عن هشام عن الحسن وبن سيرين انهما قالا : لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم .
وإسناده صحيح.
وهناك رسالة بعنوان (تحذير أولي الألباب من الدراسة عند أهل البدع والارتياب) وهي رسالة طيبة أوفت بالمقصود في بابها فجزى الله كاتبها خيرًا.
وقال الإمام مالك رحمه الله: بئس القوم أهل البدع لا نسلم عليهم .
فبهذه الأدلة القاطعة يجب على كل مسلم يريد الله والدار الآخرة ويريد أن يسلم دينه من الشك والتخبط أن يعرف أهل الحق من أهل الباطل وأهل السنة من أهل البدعة وأهل التوحيد من أهل الشرك وأهل العلم من أهل الجهل وبما أنه قد طلب مني شيخي أن اكتب شيئا يتبصر به مريد الحق ويعر ف المسلم علامات أهل البدع الذين هجرهم واجب والبعد عنهم محتم ، فذكرت بعض علامات أهل البدع والله المستعان على كل مقصود.
تنبيه
أشكر الله أولا وآخرا الذي هداني لهذا وللسنة وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله ،
ثم أشكر شيخي يحي بن علي الحجوري دُرة اليمن ومحدث الزمن وقامع أهل الفتن على تشجيعه لي وأشكر والداي الذين أعانوني على طلب العلم ثم أشكر أخانا الفاضل المتعاون عزة على كتابة هذه الرسالة على الجهاز فجزاهم الله خيرًا.
تعريف العلامة
العلامة هي الآية الدالة على شيء وذكرت هنا العلامات ما هو مجمع عليها عند أهل السنة ولو وجدت علامة واحدة في رجل عرفت حاله بها ثم أتبعته بالكلام بصفات أهل البدع والصفة هي النعت للشخص ولا يشترط من وقوع صفة الحكم بالبدعة ولكنها تحذر ويبتعد عنها وهي علامات لمرض فيه بلا شك وهي موصلة إلى ضلاله وشر والله المستعان وعليه التكلان .
[ولأهل البدع علامات منها:
1- أنهم يتصفون بغير الإسلام، والسنة بما يحدثونه من البدع القولية، والفعلية، والعقيدية.
2- أنهم يتعصبون لآرائهم، فلا يرجعون إلى الحق وإن تبين لهم.
3- أنهم يكرهون أئمة الإسلام والدين.
علامات أهل السنة
وإحدى علامات أهل السنة حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها وبغضهم لأئمة البدع الذين يدعون إلى النار ويدلون أصحابهم على دار البوار وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونورها بحب علماء السنة فضلا منه جل جلاله .
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أسكنه الله وإيانا الجنة حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل المزكي حدثنا أحمد بن سلمة قرأ علينا أبو رجاء قتيبة بن سعيد كتاب الإيمان له فكان في آخره فإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وشعبة وابن المبارك وأبا الأحوص وشريكا ووكيعا ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي فاعلم أنه صاحب سنة قال أحمد بن سلمة رحمه الله فألحقت بخطي تحته ويحيى وأحمد بن حنبل واسحق بن رهوايه فلما انتهينا إلى هذا الموضع نظر إلينا أهل نيسابور وقال هؤلاء القوم يبغضون يحيى بن يحيى قال رجل صالح إمام المسلمين واسحق ابن إبراهيم إمام وأحمد بن حنبل أكبر من سميتهم كلهم وأنا ألحقت بهؤلاء الذين ذكر قتيبة رحمه الله أن من أحبهم فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون وبهديهم يهتدون ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يعدون وفي إتباعهم آثارهم يجدون جماعة آخرين منهم محمد بن إدريس الشافعي وسعيد بن جبير والزهري والشعبي والتيمي ومن بعدهم كالليث بن سعد والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة الهلالي وحماد بن سلمة وحماد بن زيد ويونس بن عبيد وأيوب وابن عوف ونظرائهم ومن بعدهم مثل يزيد بن هارون وعبد الرزاق وجرير بن عبد الحميد ومن بعدهم محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل البخاري بن الحجاج القشيري وأبي داود السجستاني وأبي زرعة الرازي وأبي حاتم وابنه ومحمد بن مسلم بن واره ومحمد بن أسلم الطوسي وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الذي كان يدعى إمام الأئمة والمقري كان إمام الأئمة في عصره ووقته وأبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل البستي وجدي من قبل أبي أبو سعيد يحيى بن منصور الزاهد الهروي وعدي بن حمدويه الصابوني وولديه سيفي السنة أبي عبد الله الصابوني وأبي عبد الرحمن الصابوني وغيرهم من أئمة السنة المتمسكين بها ناصرين لها داعين إليها والين عليها وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم لم يخالف فيها بعضهم بعضا بل أجمعوا عليها كلها واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز و جل بمجانبتهم ومهاجرتهم قال الأستاذ الإمام رحمه الله وأنا بفضل الله عز و جل متبع لآثارهم مستضيء بأنوارهم ناصح لإخواني وأصحابي أن لا يزلقوا عن منارهم ولا يتبعوا غير أقوالهم ولا يشتغلوا بهذه المحدثات من البدع التي اشتهرت فما بين المسلمين وظهرت وانتشرت ولو جرت واحدة منها على لسان واحد في عصر أولئك الأئمة لهجروه وبدعوه ولكذبوه وأصابوه بكل سوء ومكروه ولا يغرن إخواني حفظهم الله كثرة أهل البدع ووفور عددهم فإن ذلك من إمارات اقتراب الساعة إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه و سلم إن من علامات الساعة واقترابها أن يقل العلم ويكثر الجهل والعلم هو السنة والجهل هو البدعة ومن تمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمل بها واستقام عليها ودعا إليها كان أجره أوفر وأكثر من أجر من جرى على هذه الجملة في أوائل الإسلام والملة إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه و سلم قال له أجر خمسين فقيل خمسين منهم قال بل منكم إنما قال صلى الله عليه و سلم ذلك لمن يعمل بسنته عند فساد أمته.
قصيدة ابن أبي داود - (ج 1 / ص 63)
ولا تك من قوم تلهوا بدينهم ... فتطعن في أهل الحديث وتقدح
وقد ذم ابن أبي داود رحمهما الله جميع الفرق المبتدعة فقال فيما رواه الخطيب في الجامع(2 39 ).
وقلت لصاحبي اهجره مليا فعن رسم ابن حنبل لا محيد
إذا ما كان سلكك حنبليًا فبورك نظم سلكك يا سعيد
هي سعادة الدنيا والآخرة أن يحيا المرء ويموت على السنة وهذا فيه ذم للفرق المبتدعة كلها الأمر بهجرتهم حتى يتوبوا.
وقد قال ابن أبي داود رحمهما الله في أهل الرأي قولا صريحا ذكرته في أصول السنة ها هنا وأهل الرأي تعبير عن جماعة من الفرق. الجهمية والمعتزلة والمرجئة والخوارج .
وقال إبرهيم بن عامر الرحيلي :
ولهذا عد العلماء قديماً أن الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة أهل البدع والزنادقة، الذين يريدون إبطال الشريعة بجرح رواتها. لانتصار للصحب والآل من وقال أبو زرعة: ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقه).
322 - قال أبو محمد في اعتقاد سهل بن عبد الله التستري :
وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبدًا قال أبو محمد وبه أقول أنا وقال أبو علي بن حبيش المقري وبه أقول: قال شيخنا ابن المظفر وبه أقول .
وقال شيخنا يعني المصنف وبه أقول .
وقال الطريثيتي وبه أقول هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم.
اعتقاد أهل السنة - (ج 1 / ص 178)
والمرجئة والمبتدعة ضلال .
والقدرية المبتدعة ضلال .
فمن أنكر منهم أن الله عز و جل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر.
وأن الجهمية كفار .
وأن الرافضة رفضوا الإسلام.
والخوارج مراق.
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرًا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر.
ومن شك في كلام الله عز وجل فوقف شاكا فيه يقول لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي .
ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي .
قال أبو محمد وسمعت أبي يقول: وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار .
وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشهبة .
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة.
وعلامة المرجئية تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة .
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء.
يقول البربهاري - أيضًا - في " شرح السنة " ص : ( 115 ) :
(( وإذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعلم أنه صاحب قول سوء وهوى )).
وقال في (ص 115- 116) : " وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو يريد غير الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى،مبتدع" .
قال قتيبة بن سعيد : (( إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع )) من مقدمة شعار أصحاب الحديث " (ص: 7 ) .
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية - (ج 1 / ص 98)
وقال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني في اعتقاده المشهور وعلامة أهل البدع شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة اعتقادا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل من العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير العاطلة وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة بل أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء شرح الفتوى الحموية - (ج 1 / ص 585)
وهذا الكلام -أيضا- منقول عن أبي عبيد -رحمه الله- وعن الإمام أحمد أن من علامة أهل البدع تسمية أهل السنة بألقاب افتروها من عند أنفسهم، وضرب لذلك أمثلة فالروافض تسمي أهل السنة نواصب. والنواصب أو الناصبة هم الذين يبغضون عليا وآل البيت هذا ضابط النصب بمعناه العام. كتب المناهج والفرق - (1 /75).
بلوغ الأماني في الرد على مفتاح التيجاني. (1 /136).
وقال الحاكم أبو عبد الله (معرفة علوم الحديث ص(4) : " وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية ". اهـ
محبة الرسول بين الاتباع والابتداع - (ج 1 / ص 430)
ويوضح ذلك أن كل مبتدع يريد أن ينصر بدعته وأن يدعو لها وأن يكثر سواد أهلها، ولا يتم له ذلك إلا بمخالفة السنة وأهلها والوقيعة فيهم والعداوة والبغض لهم، وكما قيل : علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر . وباستعراض تاريخ الإسلام نجد أن أهل الأهواء والبدع كانوا من أكبر أسباب تفرق المسلمين إلى شيع وأحزاب. فأول من فارق جماعة المسلمين أهل البدع من الخوارج ثم تبعهم المبتدعة على ذلك، وليس الأمر قاصرا على ذلك بل ربما تعداه إلى حمل السيف على أهل السنة كما فعل الخوارج وغيرهم.
الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (ج 1 / ص 146)
وقال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى: (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر ، وعَلاَمةُ الزنادِقَة تَسْميَتُهُم أَهلَ الأَثَرِ حَشوية ، يُريدونَ إِبْطالَ الآثار ، وَعَلامَةُ الجهمية تَسْميَتُهم أهلَ السنة مُشبهة ، وَعَلامَةُ القَدَرية تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُجْبِرَة ، وعَلامَةُ المرجئَة تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُخالفة وَنُقصانية ، وَعَلامَةُ الرافضَة تَسْمِيَتُهِم أَهلَ السُّنَّة ناصِبَة ، ولا يَلْحقُ أَهل السنة إِلَّا اسْم وَاحِد ، ويَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذهِ الأَسْماء .
وقيل للإِمام أَحمد بن حنبل رحمه الله : ذكروا لابن قتيلة بمكة أَصحاب الحديث ، فقال : أَصحاب الحديث قومُ سوء! فقام أَحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول : (زنْديق ، زنْديق ، زنْديق ؛ حتى دَخَلَ البَيْت) .
الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (ج 1 / ص 147)
والله تعالى حفظ أَهل الحديث وأَهل السنة من كلِّ هذه المعايب التي نسبت إِليهم ، وهم ليسوا إِلَّا أَهل السنة السنية ، والسِّيرة المرضية ، والسبيل السوية ، والحجة البالغة القوية ، وقد وفَّقهم الله لاتباع كتابه ، والاقتداء بسُنة نبيِّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشرح صدورهم لمحبته، ومحبة أَئمة الدِّين ، وعلماء الأُمة العاملين ومن أَحب قوما فهو منهم ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَب » .
فمن أَحب رسولَ اللهِ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه- رضي الله عنهم- والتابعين لهم ، وأتباع التابعين من أَئمة الهدى ، وعلماء الشريعة ، وأَهل الحديث والأثر من القرون الثلاثة الأُولى المفضلة ، ومن تبعهم إِلى يومنا هذا ؛ فاعلم أَنه صاحب سنة . الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (ج 1 / ص 145)
ولأَهل السنة والجماعة: جهود محمودة في الردِّ على أَهل الأَهواء والبدع ، حيث كانوا دائما لهم بالمرصاد ، وأَقوالهم في أَهل البدع كثيرةٌ جدا ، نذكر منها ما تيسر :
قال الإمام أَحمد بن سنان القطان رحمه الله تعالى : ( لَيْسَ في الدنيا مُبْتَدع ؛ إِلا وهو يُبْغضُ أَهلَ الحَديث ، فإِذا ابْتَدَعَ الرجُلُ نُزِعَتْ حَلاوَةُ الحَديثِ من قَلْبِه)
ذكر بعض فضائل أهل الحديث
روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء" وعن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه في صحيح مسلم .
وروى أبو داود قال حدثنا وهب بن بقيه عن خالد عن محمد بن عمر وعن أبي سلمه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقه وتفرق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقه "
قال شيخنا مقبل رحمه الله هذا حديث حسن والحديث أخرجه الترمذي وقال حديث أبي هريرة رضي الله عنه حديث حسن صحيح وأخرجه ابن ماجه.
وقال الإمام الدارمي أخبرنا يعلى بن حدثنا عبد الملك عن عطاء ( أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) قال أولي العلم والفقه وطاعة الرسول إتباع الكتاب و السنة " وحسن هذا السند شيخنا يحيى.
وروى الإمام أحمد عن معاوية بن قرأه عن أبيه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولن تزل طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة " وأخرجه الترمذي وقال الشيخ مقبل هذا حديث صحيح. ورواه له بن أبي شيبه .
وقال الشيخ مقبل بعد هذا والطائفة المنصورة قد قال البخاري رحمه الله أنهم أهل العلم وقال أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم "
وروى الحديث بسند صحيح الإمام أحمد عن أبي هريرة بلفظ " لا يزال لهذا الأمر أو على هذا الأمر عصابة على الحق ولا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله " وهو في الجامع الصحيح للشيخ مقبل رحمه الله.
وعند أبي داود عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ».
قال الإمام الوادعي هذا حديث صحيح على شرط مسلم .
وأخرج مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يـأتي أمر الله وهم كذلك ".
وروى عن المغيرة بن شعبة قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرين " ورواه البخاري رحمه الله عنه.
وأخرج البخاري أيضا عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس". ورواه الإمام مسلم عن معاوية به.
وروى الإمام مسلم عن عقبة رضي الله عنه قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك"
فكل هذه الأحاديث دالة على فضائل أهل الحديث على غيرهم وأن المعتصمين بالله يعلمون أن الله أنزل أليهم كتابه وسنة نبيه اللذين بهما العصمة ، ومن تمسك بهما نجا ومن حاد عنهما هلك فكلٌ من عند الله وإلى الله وأهل الحديث هم أهل السنة والجماعة الذين عملوا بالقران والسنة ومن لم يكن معهم فهو من أهل البدعة ومن حاربهم فهو مبتدع صاحب هوى.
العلامة الثانية
البعد عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء
ومن علامة أهل الزيغ والعناد والبدعة والفساد البعد عن علماء الأمة والنأي عن أهل السنة الذين يفتون بالدليل ويقولون الحق في كل زمان ومكان. وقد روى الشيخان عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب الناس ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالًا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " وفي رواية: "فأفتوا برأيهم" .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول ﷺ قال: « إن العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر » والحديث ثابت بشواهده .
ويقول تعالى ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﴾ النحل: ٤٣.
ويقول الله تعالى ﴿ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﴾ الآية.
ويقول الله عز وجل ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ طه: ١١٤
﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [طه: ١١٤].
فعُلم من هذه الأدلة أن البعد عن العلماء سبيل المجرمين وأن مخالفة قول العلماء من الضلال المبين.
والله تعالى يقول: ﴿ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾.
ولا فرق بين المعرض عن العلماء ورثة الأنبياء حقًا والمعرض عن رسول الله لأنهم ورثتهم.
ويقول الله عز وجل: ﴿ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ [ فصلت: ١٣] .
فانظروا أيها الناس وأعلموا أن المعرض ربما يعتقد أنه على حق وهو معرض عنه فيكون سببا لجهله أو بدعته أو فسقه المؤدي به إلى غضب ربه والعياذ بالله.
فلا تعرض عن العلماء الذين يبصرون الناس وإن رأيت المعرضين فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغًا، وإلا فاعرض عنهم الجاهليين واهجرهم هجرا جميلًا.
واهجر ولو كل الورى في ذاته لا في رضاك وطاعة الشيطان
ويقول الله تعالى ﴿ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ [ المائدة: ٤٩].
وقال تعالى ﴿ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ [ العنكبوت: ٥١] وفق الله المسلمين خير ودفع عنهم كل سوء .
ويقول الله تعالى ﴿ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼالنساء الآيه: ٨٣]
ويقول الإمام البربهاري رحمه الله: وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس "
العلامة الثالثة
البعد عن العلم مع التزهيد فيه
قال الله ﴿ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ [ المائدة: ٤٩].
وﭧ ﭨ ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ [ محمد: ٣٨ ] .
وهذه العلامة قريبة من الأولى، إلا أن هذه أشد، لأنهم أولا يتحدثون عن العلماء ثم عن العلم ثم يزهدون فيه طلابهم وذويهم قاتلهم الله.
يقول الله عز وجل ﴿ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ طه: ١١٤.
ويقول أيضا ﴿ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﭼ محمد: ١٧ ]
ويقول الله: ﴿ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ التوبة: ١٢٤ ]... الخ.
ويقول: ﴿ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﭼ [ المجادلة: ١١]
فمن تراه بعيدا عن الحق وأهله وبعيدًا عن العلم الذي أنزله الله مبصرًا للناس وهاديًا للخلق وهاديًا إلى الحق ترى أحدهم لا يحب العلم ولا يدل عليه ولا يصبر عليه ولا يسأل فيما أشكل عليه ولو سقنا الأدلة على حرص الصحابة قريبهم وبعيدهم أعرابيهم وغيره على حرصهم على العلم وسؤالهم رسول الله ﷺ لكان مجلدًا مستقلًا (1) ولكن إذا أراد الله بعبد شرًا أبعده عن العلم فيرى نفسه كبيرهم وهو صغير وعالمًا وهو جهول وأهلا وهو لا يدري فقه صلاته ولا فقه حيض امرأته .
وقد سألني أحد طلبة القرضاوي والشعراوي إلى متى ستجلسون عند أبي هريرة ؟ فيا للعجب منكم ! أرغم الله أنفك وأنف من رباك على قلة أدبك مع الحديث وأهله.
فقلت له: نسأل الله أن يثبتنا على الحديث حتى الموت وأن يلهمنا الصبر في طلبه.
وهذا ديدنهم وطعنهم في الصحابة واضح بين فلا حول ولا قوة إلا بالله .
كما قال الله: ﴿ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﴾ فصلت: ٢٦ .
وقال البربهاري رحمه الله: إذا سمعت الرجل يطعن على أهل الأثر ولا يقبلها أو ينكر شيئا عن أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام فإنه رجل رديء القول والمذهب وإنما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
العلامة الرابعة
الخروج على ولاة الأمور
فمن الأدلة على وجوب طاعتهم وشق عصاهم:
قال الله عز وجل: ﴿ ولو ردوه إلى الرسول والى الأمر منهم ﴾.
وقال تعالى:﴿ يبغونكم الفتنة ﴾ ..
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ .
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، وأطيعوا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته.
ثم روى عن مجاهد في قوله: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، قال: أولو الفقه منكم.
وعن مجاهد في قوله:"أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، قال: أولو الفقه والعلم.
وعن ابن أبي نجيح:"وأولي الأمر منكم"، قال: أولو الفقه في الدين والعقل.
وعن ابن عباس قوله:"أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، يعني: أهل الفقه والدين.
وعن مجاهد:"وأولي الأمر منكم"، قال: أهل العلم.
وعن عطاء بن السائب في قوله:"أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، قال: أولو العلم والفقه.
وعن عطاء:"وأولي الأمر منكم"، قال: الفقهاء والعلماء.
وعن الحسن في قوله:"وأولي الأمر منكم"، قال: هم العلماء.
وعن أبي العالية في قوله:"وأولي الأمر منكم"، قال: هم أهل العلم، ألا ترى أنه يقول: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [سورة النساء: 83]اهـ
وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ (59).
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله: (3 / 492): فأمرهم بطاعتهم، وأوصى الرّاعي بالرعية، وأوصى الرعية بالطاعة،.
ومن الأحاديث في الباب ما :
قال الإمام البخاري رحمه الله: (7137)
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ : «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعْ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي وَإِنَّمَا الإمام جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى الله وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ». [أخرجه ومسلم (1835)].
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (7200)
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: «بَايَعْنَا رَسُولَ الله ﷺ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُومَ أَوْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي الله لَوْمَةَ لَائِمٍ».وأخرجه مسلم (1709).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (3455)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». وأخرجه مسلم (1842).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (3603)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ الله فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ: «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ».
وأخرجه مسلم (1843).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (3792)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لِلْأَنْصَارِ: «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي وَمَوْعِدُكُمْ الْحَوْضُ».وأخرجه مسلم (1845).
وقال الإمام البخاري رحمه الله:(3606)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ الله الْحَضْرَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ يَا رَسُولَ الله صِفْهُمْ لَنَا: قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ »قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ».
وأخرجه مسلم (1847)
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1847).
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ» إ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ».
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (6530) و (7053)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ الْجَعْدِ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».
وأخرجه مسلم (1849).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (693 )
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ».
وقال الإمام مسلم (1836):
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ كِلَاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ قَالَ سَعِيدٌ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1837)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي «أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ وَأَنْ أُصَلِّيَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا فَإِنْ أَدْرَكْتَ الْقَوْمَ وَقَدْ صَلَّوْا كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ وَإِلَّا كَانَتْ لَكَ نَافِلَةً».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1838)
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُهَا تَقُولُ حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قَوْلًا كَثِيرًا ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ» حَسِبْتُهَا قَالَتْ: «أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ الله فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا».
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (7144)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ الله حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ الله ـ وهو ابن عمر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ».
وأخرجه مسلم (1839).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (4340)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا فَأَوْقَدَ نَارًا وَقَالَ ادْخُلُوهَا فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا وَقَالَ آخَرُونَ إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: «لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» وَقَالَ لِلْآخَرِينَ: « لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ».وأخرجه مسلم (1840).
وقال الإمام البخاري رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « َإِنَّمَا الإمام جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى الله وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ ». وأخرجه مسلم (1841).
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1844).
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا و قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ».
فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي .
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1846).
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ يَا نَبِيَّ الله أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ.
وقال الإمام مسلم رحمه الله:
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ».
وبنحوه عن جندب رواه مسلم (1850).
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1848).
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَاصِمٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ جَاءَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الله بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً فَقَالَ إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ. أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُهُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».أخرجه مسلم (1851).
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1852).
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ ابْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ و قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: «إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1853).
حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1854).
حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1855).
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ قِيلَ يَا رَسُولَ الله أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/561).
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ نَحْوًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ فَقُلْنَا مَا بَعَثَ إِلَيْهِ السَّاعَةَ إِلَّا لِشَيْءٍ سَأَلَهُ عَنْهُ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ أَجَلْ سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ وَقَالَ مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/565).
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ قَالُوا بَلَى نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله قَالَ: «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ قَالُوا بَلَى نَشْهَدُ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَأَنَّ مِنْ طَاعَةِ الله طَاعَتَكَ قَالَ فَإِنَّ مِنْ طَاعَةِ الله أَنْ تُطِيعُونِي وَإِنَّ مِنْ طَاعَتِي أَنْ تُطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ أَطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/566).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي سُلَيمُ بْنُ عَامِرٍ قَال سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ».
قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ مُنْذُ كَمْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ سَمِعْتُهُ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وقال الإمام .
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/567).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ حَدَّثَهُ أَنَّ الْحَارِثَ الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا فَقَالَ عِيسَى إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بِهَا وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ وَإِمَّا أَنْ آمُرَهُمْ فَقَالَ يَحْيَى أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي أَوْ أُعَذَّبَ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَامْتَلَأَ الْمَسْجِدُ وَتَعَدَّوْا عَلَى الشُّرَفِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِالله كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ فَقَالَ هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ أَوْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ الله قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم- وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَالْجِهَادُ وَالْهِجْرَةُ وَالْجَمَاعَةُ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ» فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ الله وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: «وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ فَادْعُوا بِدَعْوَى الله الَّذِي سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ الله».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/570).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ: رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ الله قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/574).
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ حَدَّثَهُ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- أَنَّهُ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِيًا وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ وَثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ رَجُلٌ نَازَعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رِدَاءَهُ فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ الله وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/575).
وقال الإمام النسائي رحمه الله:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ الله قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامًا يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَصَلُّوا مَعَهُمْ وَاجْعَلُوهَا سُبْحَةً».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/576).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَقَ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- وَنَحْنُ تِسْعَةٌ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعَةٌ أَحَدُ الْعَدَدَيْنِ مِنْ الْعَرَبِ وَالْآخَرُ مِنْ الْعَجَمِ فَقَالَ: «اسْمَعُوا هَلْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله.
(3170ـ3169).
وقال الإمام النسائي رحمه الله:
أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر»ٍ.
وعن أبي أمامة مثله وهما في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله وبوب عليهما بقوله ﷺ (باب الإنكارعلى الأمير المسلم إذا خالف شرع الله بدون خروج لقتاله).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدُ الله مَعَ الْجَمَاعَةِ».
وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (3175).
وقال ابن أبي عاصم رحمه الله في السنة: (ج 2 / ص 467)
ثنا أبو موسى ، حدثنا عبد الله بن حمران ، ثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن عمر بن الحكم ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : أتاه رجل رحمه الله: يعني النبي صلى الله عليه وسلم : وهو يقسم تبرا يوم حنين ، فقال : يا محمد اعدل . فقال : « ويحك إن لم أعدل ، عند من يلتمس العدل ؟ » ثم قال : « يوشك أن يأتي قوم مثل هذا ، يسألون كتاب الله وهم أعداؤه ، يقرءون كتاب الله ، محلقة رءوسهم ، إذا خرجوا فاضربوا أعناقهم »
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (3174).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ وَحَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ ثُمَّ قَرَأَ ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ.
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله.
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: الْخَوَارِجُ هُمْ كِلَابُ النَّارِ.
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله.
فصل في أقوال السلف والعلماء في طاعة ولاة الأمور
قال الطحاوي رحمه الله (ص 421- شرح الطحاوية) : « ونرى الصلاة خلف كل بَرٍّ وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم.
وفي قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للفيروز أبادي (124) قال: وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ.
وفي العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام- (359) قال: شُهُودِ الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ مَعَ الْأُمَرَاءِ أَيًّا كَانُوا ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : « صَلُّوا خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ » .
وفي الإبانـة عن أصول الديانة لابن بطة (11- 31 ).وَمِنَ النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » .
ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وفاجر كما روى أن عبد الله بن عمر رضى الله عنهم كان يصلي خلف الحجاج .
وقال الإمام أحمد - إمام أهل السنة: (( أصول السنّة عندنا: التمسّك بما كان عليه أصحاب رسول الله ﷺ والاقتداء بهم.....، والسمع والطاعة للأئمة ... البَرّ …والفاجر؛ ومن وَليَ الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة ... ماضٍ، وليس لأحد أن يطعن عليهم، وينازعهم...، ومن خرج على إمام المسلمين- وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقرُّوا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضى، أو بالغلبة- فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ).
من كتاب " أصول اعتقاد أهل السنة" للّلالكائي: ( 1/ 156- 161).
قال أبو القاسم اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (167)
ثم السمع والطاعة للائمة وأمراء المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة بإجماع الناس ورضاهم . لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلة إلا وعليه أمام برًا كان أو فاجرًا فهو أمير المؤمنين .
والغزو مع الأمراء ماض إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك وقسمة الفيء وإقامة الحدود للأئمة الماضية ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة قد بريء من دفعها إليهم وأجزأت عنه برًا كان أو فاجرًا .
وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه جائزة قائمة ركعتان من أعادها فهو مبتدع تارك للإيمان مخالف وليس له من فضل الجمعة شيء إذا لم ير الجمعة خلف الأئمة من كانوا برهم وفاجرهم والسنة أن يصلوا خلفهم لا يكون في صدره حرج من ذلك .
ومن خرج علي أمام من أئمة المسلمين وقد اجتمع عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأي وجه كانت برضا كانت أو بغلبة فهو شاق هذا الخارج عليه العصا وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية
ولا يحل قتال السلطان وألا الخروج عليه لأحد من الناس فمن عمل ذلك فهو مبتدع على غير السنة.
قال أبو بكر بن الخلال في السنة (96 )
وأخبرني علي بن عيسى ، قال : سمعت حنبلًا يقول في ولاية الواثق : اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله ، أبو بكر بن عبيد ، وإبراهيم بن علي المطبخي ، وفضل بن عاصم ، فجاءوا إلى أبي عبد الله ، فاستأذنت لهم ، فقالوا : يا أبا عبد الله ، هذا الأمر قد تفاقم وفشا ، يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك ، فقال لهم أبو عبد الله : « فما تريدون ؟ قالوا : أن نشاورك في أنا لسنا نرضى بإمرته ، ولا سلطانه ، فناظرهم أبو عبد الله ساعة ، وقال لهم : « عليكم بالنكرة بقلوبكم ، ولا تخلعوا يدا من طاعة ، ولا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، انظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر » ، ودار في ذلك كلام كثير لم أحفظه ومضوا ، ودخلت أنا وأبي على أبي عبد الله بعدما مضوا ، فقال أبي لأبي عبد الله : نسأل الله السلامة لنا ولأمة محمد ، وما أحب لأحد أن يفعل هذا ، وقال أبي : يا أبا عبد الله ، هذا عندك صواب ، قال : لا ، هذا خلاف الآثار التي أمرنا فيها بالصبر » ، ثم ذكر أبو عبد الله قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن ضربك فاصبر ، وإن . . . وإن فاصبر » ، فأمر بالصبر .
وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : ( لو كان لي دعوة مستجابة ما صَيَّرتها إلا في الإمام، قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟، قال : متى صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد ) . كما في حلية الأولياء : ( 8/91 ) .
وقال الإمام أحمد مملياً ابنه عبدالله : ( وإني أسأل الله - عز وجل - أن يطيل بقاء أمير المؤمنين، وأن يثبته، وأن يمده منه بمعونة، إنه على كل شيء قدير ) . كتاب " السنة " لعبدالله : (1/140 ).
وقال الإمام أحمد : ( لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان ) .كما في " مجموع الفتاوى " : (28/391)، و"كشاف القناع " : (2/37) .
وقال الحسن بن علي بن خلف البربهاري أبو محمد في شرح السنة (ص 51) (107) : وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله يقول فضيل بن عياض لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان قيل له يا أبا علي فسر لنا هذا قال إذا جعلتها في نفسي لم تعدني وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين.
وقال الطحاوي في عقيدة أهل السنَّة والجماعة: ( ولا نرى الخروجَ على أئمَّتِنا ووُلاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا نَنْزِعُ يداً مِن طاعتهم، ونرى طاعتَهم مِن طاعة الله عزَّ وجلَّ فريضة، ما لم يأمروا بمعصيةٍ، وندعو لهم بالصّلاح والمعافاة ). العقيدة مع شرحها لابن أبي العزّ (ص540).
ونقل ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية (ص 84 ) عن - الأشعري - (20) في الإبانة:
ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وفاجر كما روى أن عبد الله بن عمر رضى الله عنهم كان يصلي خلف الحجاج.
وأن المسح على الخفين سنة في الحضر والسفر خلافا لقول من أنكر ذلك.
ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة .
وندين بإنكار الخروج بالسيف وترك القتال في الفتنة ... ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وغيرهما خَلْفَ كلّ بَرٍّ وفاجر، وكذلك سائر الصلوات الخمس سنّة بالجماعات، كما روي عن عبد الله بن عمر أنه كان يصلي خَلْفَ الحجاج. ...ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم، وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة، وندين بترك الخروج عليهم وترك القتال في الفتنة...
وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية - (3 / 391)ط المعارف.
ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه و سلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته.
وذكر الإمام الشوكاني- رحمه الله تعالى-:" إذا كانت الإمامة الإسلامية مختصة بواحد، والأمور راجعة إليه، مربوطة به ، كما كان في أيام الصحابة والتابعين وتابعيهم؛ فحكم الشرع في الثاني الذي جاء بعد ثبوت ولاية الأول : أن يقتل إذا لم يتب عن المنازعة.
وأما بعد انتشار الإسلام، واتساع رقعته، وتباعد أطرافه؛ فمعلوم أنه قد صار في كل قطر أو أقطار الولاية إلى إمام أو سلطان، وفي القطر الآخر أو الأقطار كذلك، ولا ينفذ لبعضهم أمر ولا نهي في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته؛ فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين، ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره و نواهيه؛ وكذلك صاحب القطر الآخر، فإذا قام من ينازعه في القطر الذي قد ثبتت فيه ولا يته ، وبايعه أهله، كان الحكم فيه: أن يقتل إذا لم يتب؛ ولا تجب على أهل القطر الآخر طاعته، ولا الدخول تحت ولايته لتباعد الأقطار.
فاعرف هذا؛ فإنه المناسب للقواعد الشرعية، والمطابق لما تدل عليه الأدلة، ودع عنك ما يقال في مخالفته، فإن الفرق بين ما كانت عليه الولاية الإسلامية في أول الإسلام، وما هي عليه الآن أوضح من شمس النهار، ومن أنكر هذا فهو مباهت،…لا يستحق أن يخاطب بالحجة لأنه لا يعلقها". انتهى باختصار من " السيل الجرّار": (4/ 512). وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-: (( الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان؛ له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا. لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصلح إلا بالإمام الأعظم ). " الدرر السنّية" : ( 7/239).
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب النجدي في الأصول الستة :
الأصل الثاني: أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه، فبين الله هذا بياناً شافياً تفهمه العوام ، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه ، ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين ، وصار الاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون.
الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، فبين الله هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به. الجامع الفريد (324).
وقال الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: ننصح الجميع بلزوم السمع والطاعة ، والحذر من شق العصا والخروج على ولاة الأمور مما يروا من المنكرات العظيمة، لأن هذا من دين الخوارج، وهذا غلط، هذا خلاف ما أمر به النبي ﷺ فلا يجوز لأحد شق العصا، والخروج، والذي يدعو إلى ذلك- الشرع أن - يُقتل والواجب على ولاة الأمور إن عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذ على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة بين المسلمين.ا هـ. راجع كتاب:" الفتاوى المهمة في تبصير الأمة " .
وقال الإمام الوادعي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتاب كما في (تحفة المجيب) (381):
فهل يرفع الله أهل العلم أم أصحاب الثورات والانقلابات وقد جاء في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل: متى السّاعة؟ فقال: « إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر السّاعة». رئيس حزب وهو جاهل؟؟.
ومن الأمثلة على هذه الفتن الفتنة التي كادت تدبر لليمن من قبل أسامة بن لادن إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني بها مسجدًا في بلد كذا. فيقول: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي إن شاء الله بقدر إمكانياتنا. وإذا قيل له: نريد مدفعًا ورشاشًا وغيرهما. فيقول: خذ هذه مائة ألف أو أكثر وإن شاء الله سيأتي الباقي. ثـم بعد ذلك لحقه الدبور، فأمواله في السودان في مزارع ومشروعات من أجل الترابي ترّب الله وجهه، فهو الذي لعب عليه.
وكان هناك شخص مصري من أخصائه جاسوس عليه، وعليه لحية ما شاء الله، والحكومات تبحث عن المال أين يودعه فقال لهم: إن الأموال في بنك في تركيا، ثم يذهبون ويأخذون الأموال.
فأنصح كل سني بأن يصبر على الفقر وعلى الأذى حتى من الحكومات، وإيـاك أن تحــدثك نفسك وتقول: سنقوم بثورة وانقلاب، تسفك دماء المسلمين، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابًا عظيمًا﴾.
وأقول: إن المجتمع الذي نعيش فيه محتاج إلى تربية، ومحتاج إلى ألف شخص مثل الشيخ ابن باز، وألف شخص مثل الشيخ الألباني، يربونهم على العلم الصحيح وعلى التوحيد وعلى الدعوة إلى الله برفق ولين، وهذان العالمان الفاضلان يتنكر لهما الحزبيون، ائتوني بحزبي لا يبغض هذين الرجلين، حتى ولو جاءوا إلى الشيخ ابن باز وقالوا له: ياشيخ بارك الله فيك الحمد لله لم يبق بيننا وبين أن نصل للحكم الإسلامي إلا الانتخابات. ثم تنتهي الانتخابات فإذا هم في أسفل سافلين.اهـ
والأحاديث والآثار في تحريم الخروج على الولاة الأمر من المسلمين ولو كانوا عصاة ظالمين وطاعتهم في المعروف وعدم التشهير بهم والحماس عليهم ونزع اليد من طاعتهم وبيعة غيرهم في بلدهم وتحريم هذا أدلته معروفة صحيحة صريحة.
ومن العجيب أن ترى في هذا الزمان من يخرج منهم وهذا حال أهل البدع من الإخوان المسلمين والسروريين وغيرهم من الأحزاب الهالكة، وتراهم وإن قالوا: نريد نصرة الدين أو صلاح المسلمين فوالله ما يريدون إلا عرضًا من الدنيا ونيلًا للرئاسة وحصول الفتن والبلاء بالأمة.
وإلا فلماذا يطلب كبارهم الإمارة بل وينافس عليها وربما قاتل والله المستعان.
ومن أعمالهم: الدعاء عليهم على المنابر والتشهير بهم ولو علموا الحكم الصحيح وقد علموا وعقلوا لما عملوا .
وقد قال البربهاري رحمه الله في كتاب شرح السنة ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي وقد شق عصا المسلمين " وخالف الآثار فميتته ميتة جاهلية ، وقال أيضا وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله لقول فضيل ابن عياض لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان "
ومنها
الولاء والبراء في بدعتهم
فمن رأيته يوالى من كان من جماعته الخارجه عن أهل السنة ويعادي من لم يكن كذلك فاعلم أنه مبتدع ضال وليس من هذا من كان من أهل السنة وإنما بمعنى من كانت جماعتة مخترعة جديدة أو من كان منتميًا إلى رجل أو جماعة محدثة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » متفق عليه من حديث أنس وأنفرد به البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
عدم تبديع المبتدعة والهدنة معهم
وهذا الأمر فشا كثيرًا ولا نقصد باب الاجتهاد ولكن نقصد ما كان من باب الهوى ممن كان جاهلًا بأمر المبتدع أو لم يصله أقوال العلماء فيه وأحسن به الظن فلا يبدع، ولكن من عاند.
وعجبًا !! من هذا الصنف ممن رأيته معارضا للعلماء يبدعون رجلًا وقد تبين إعراضه عن أهل السنة بل وربما قدح في أهل الحديث وتكلم فيه علماء السنة العاملون فاعلم أن هذا الساكت الذي يقول ما تبين لي – زعم – من أشر أهل البدع فانه لا يزال مريضًا مذبذبًا في كل فتنة شاكًا تائهًا متعبًا لأهل الحق .
فلا بد من التسليم لكلام الله وكلام رسوله ومن الرجوع لأهل العلم والتسليم لهم وارجع إلى الفصل .
ولذا جعل العلماء الواقفة شر أهل البدع أي الذين لم يتكلموا بالحق في فتنة خلق القران.
وقد قال الإمام البربهاري رحمه الله: ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي .
وقال الإمام أحمد: ومن قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق وإنما هو كلام الله فهو مبتدع فإنما هو كلام الله غير مخلوق .أصول أهل السنة .
الإجمال في الأقوال
ليس من النصيحة والبيان
ونقصد بهذا الإجمال فيما يحتاج إلى تفصيل ولا ينبغي فيه الإجمال وهذا عند أهل العلم من علامات أهل البدع .
وحاول المفتون أبو الحسن تسهيل هذا الأمر وان المجمل يحمل على المفصل وقد رد عليه العلامة ربيع وفنذ شبهه وأظهر خيانته وأبان الله به الحق ودحض به باطله فجزاه الله خيرا وحفظه الله للمسلمين.
فالإجمال في الأحكام التي يفصل فيها أهل السنة ويبينون فيها من الأمور الباطلة ولا يتنبه لهذا إلا موفق فالحكم على الجماعات الإسلامية أنها على خير أو أنها كل منها على فراغ أو ثغرة أو قول بعضهم : الجماعة الفلانية فيها خير للمسلمين...الخ.
هذا ضلال وخيانة وإنما هو في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر يرجع إلى النصيحة لله ورسوله وأرادة النجاه والخوف من الله وحده ، فالإجمال غالبًا يتستر به الذي يريد أن يرضي أهل السنة وغيرهم من أهل الأهواء عياذًا بالله العظيم .
إتباع المتشابه
قال البخاري رحمه الله حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولوا الألباب " قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم " أخرجه مسلم بهذا السند .
فمن هذا الحديث يعرف البصير السني أهل البدعة من أهل السنة والمسلم من الشاك المكذب ترى مبتدع يبتعد عن الأدلة الصريحة المحكمة إلى أدلة متشابهه لا أنه يريد الدليل والحق ولكن الهوى .
الألـفـة ومجـالـسة المبتدعة أو الدراسة عندهم
لقول الله تعالى ﴿ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﴾ [ النساء: ١٤٠].
وقال الله تعالى ﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖ﴾.الفرقان: ٢٧ - ٢٩
وقال تعالى ﴿ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ النساء: ١٤٠]
وقال تعالى ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾ النساء ٣٨ .
وقال تعالى ﴿ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﴾. [ الأنعام: ٦٨]
قال الإمام البخاري رحمه الله ثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي برده عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما ان يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ».
وقال الإمام البربهاري رحمه الله: إذا رأيت الرجل جالسا مع رجل من أهل الأهواء فحذره وعرفه فإن جلس معه بعدما علم فإنه صاحب هوى .
فليستحي على نفسه من يجيز مجالسة المبتدع ومن يتساهل في هذا أو من يقول بجواز الدراسة عند أهل البدع وليعلم القائل بهذا أنه أقرب إلى البدعة من السنة بل بعيد من السنة ومتى أجاز السلف الدراسة عند أهل البدع لا سيما وقد كفا الله أهل السنة في كل خير وفيهم المحدث الفقيه والمفسر الأصولي والشاعر اللغوي والخطيب والبليغ ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " قال البخاري وهم أهل العلم قال أحدهم أهل الحديث وهل العلم ألا الحديث "
فمجالسة المبتدعة مرض القلب وارتباك في المعتقد وشك في السنة ولازال أهل العلم والسلف والخلف يحذرون وينأون عن هذا ويحكون على المجالس أنه كالمجالس .
ولتعلموا أن الواجب قبول الحق من كل من أدلى به حتى من كافر أو الشيطان ولا يجوز طلب الحق عند غير المتمسكين أهل السنة الناصحين .
وقد رأينا بعض من يدعي التمسك بالسنة يدرسون عند المبتدعة فما أفلحوا لا في العلم ولا اتقوا لا في دين ولا دنيا .
ولم يكفهم أهل السنة فعند أهل السنة من الخير المبارك ما ليس عند غيرهم والله.
والذي يقول فما الحكم في زمن أفتقد أهل السنة ؟ نقول وقعت في الحفرة وزلت بقولك ورددت حديث رسولك وظننك بالله ظن السوء وأين تذهب بحديث رسولك صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي حتى تقوم الساعة ظاهرين على الحق ....." فهم في كل زمان لا يغيبون سلفًا عن سلف.
مخالفة أصل من أصول الدين
قال الله تعالى ﴿ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﴾ [ المائدة: ٣]
وقال عزو جل ﴿ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ آل عمران: ١٩
وقال ﴿ أفغير دين الله يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ﴾ وقال تعالى ﴿ والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ﴾
وقال تعالى ﴿ إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا – أولئك هم الكافرون حقا و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا ﴾
ويقول عز وجل ﴿ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذب ....﴾.
ولذا قال الإمام أحمد ومن السنن التي من خالف شيئا منها لم يكن من أهلها ثم ذكر أصول السنة، والدين.
فالدين كامل شامل لا يحتاج إلى تأصيل ولا تقعيد ولا ابتداع وإنما يحتاج إلى قناعة به ويقين بأنه الحق من ربنا "
فالإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام ومن ابتغى الحق في غيرها أهانه الله ومن لم يقنع بها لا قنعه الله ومن لم يكتف بالكتاب والسنة فلا كفاه الله في دينه ولا دنياه .وما ضل قول وابتدعوا في الدين إلا بإدخالهم في الدين أصولا ليست منه كالمعتزلة والجهمية والأشاعرة والماتريدية وكذلك الإخوان المسلمون وجماعة التبليغ والسرورية القطبية .
التأويل الباطل المخالف للدليل الصحيح
قال تعالى: ﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ﴾.
وقال تعالى ﴿ فلا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ﴾ وقال تعالى ﴿ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله ﴾ وما ضل أكثر أهل البدع إلا بتأويلهم النصوص عن ظواهرها كالمعتزلة والمشبهة والجهمية والمعطلة والخوارج والقدرية وما تفرع عنهم في هذا الزمان .
ومعنى التأويل هنا إخراج النص عن ظاهره.
التكتل والتجمع سريًا في أمور الدين
قال عمر بن عبد العزيز كما في سنن الدارمي رقم (307) أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال قال عمر بن عبد العزيز : إذا رأيت قوما ينتجون بأمر دون عامتهم فهم على تأسيس الضلالة .
ومن حيث أن الدين كامل شامل رحمة ميسر محاسنه كثيرة وشرائعه محكمة ولا شئ منه يستحي من ظهوره وانتشاره فلماذا التكتل والإسرار؟؟ فهذا كلام السلف رحمه الله حق .
وترى هذا كثيرا في زماننا وبخاصة عند الإخوان المسلمين تراهم يتجمدون من حين لآخر ويتكتلون ويخافون لا أحد يعرف هذا يأتي من هنا وذاك ممن هذا المكان وهذا بعد هذا الخ كلامهم من التهوسات والوساوس التي الم يبارك الله فيها .
المغالاة في الأشخاص والتعصب لهم بالهوى
قال تعالى ﴿ يا آيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم والوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقير فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾.
وقال تعالى ﴿ يا آيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ﴾ ...إلخ.
وقال الله عز وجل ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾
الكلام في توحيد الحاكمية قبل توحيد الالوهية
قال الله عز وجل ﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ﴾
وقال الله عز وجل ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا اله إلا انا فاعبدون ﴾
وقال الله عز وجل ﴿ فاعلم انه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ﴾
وقال الله عز وجل ﴿ ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾.
وهكذا ترى أهل البدع يفردون توحيد الحاكمية توحيدًا وهذا من قلة علمهم وتوحيدهم فتراهم لا يهمهم إلا الدنيا و لا يفكرون في أمر الدين أو توحيد الألوهية .
وكما قال شيخنا مقبل رحمه الله فيهم: ما همهم الدين ما هم حول الدين ".
فترى الإخوان المسلمين وأصحاب البيعات. ومن ابتعد عن السنة وحارب أهلها يطيش فكره في الدنيا ويتزعزع اعتقاده فتراهم بهذه الفكرة يحاولون الخروج عن الحكام ويهيجون الناس علي حكام المسلمين واشترك في هذا الرافضة والإخوان المسلمين والسروريين لا بارك الله فيهم أجمعين وكما قال السلف رحمهم الله ما ابتدع رجل بدعة إلا رأى السيف .
لمز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: ﴿محمّدٌ رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلا من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفّار وعد الله الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات منهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا﴾ الفتح (29)
قال الامام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا محمّد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: « خير النّاس قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم ثمّ يجيء أقوامٌ تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته».
رواه مسلم رقم (2533).
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى (2534):
وحدّثني إسماعيل بن سالم أخبرنا هشيمٌ أخبرنا أبو بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « خير أمّتي القرن الّذين بعثت فيهم ثمّ الّذين يلونهم والله أعلم أذكر الثّالث أم لا قال ثمّ يخلف قومٌ يحبّون السّمانة يشهدون قبل أن يستشهدوا ».
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى(2651):
حدّثنا آدم حدّثنا شعبة حدّثنا أبوجمرة قال سمعت زهدم بن مُضرّب قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما قال قال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: « خيركم قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم ».
رواه مسلم رقم (2535).
قال الامام مسلم رحمه الله تعالى (2536):
حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد واللّفظ لأبي بكر قالا حدّثنا حسينٌ وهو ابن عليّ الجُعفيّ عن زائدة عن السّدّيّ عن عبد الله البهيّ عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رجلٌ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أيّ النّاس خيرٌ؟ قال: « القرن الّذي أنا فيه ثمّ الثّاني ثمّ الثّالث».
هذا فيه فضل الصحابة رضوان الله عليهم. ومما في الباب ما أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيدٍ الخدرىّ قال قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- « يأتي على النّاس زمانٌ يبعث منهم البعث فيقولون انظروا هل تجدون فيكم أحدًا من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فيوجد الرّجل فيفتح لهم به ثمّ يبعث البعث الثّاني فيقولون هل فيهم من رأى أصحاب النّبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيفتح لهم به ثمّ يبعث البعث الثّالث فيقال انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النّبىّ - صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ثمّ يكون البعث الرّابع فيقال انظروا هل ترون فيهم أحدًا رأى من رأى أحدًا رأى أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فيوجد الرّجل فيفتح لهم به ».
قال النووي رحمه الله: ( 8 / 314): اتّفق العلماء على أنّ خير القرون قرنه صلى الله عليه وآله وسلم، والمراد أصحابه، وقد قدّمنا أنّ الصّحيح الّذي عليه الجمهور أنّ كلّ مسلم رأى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولو ساعة فهو من أصحابه، ورواية ( خير النّاس ) على عمومها، والمراد منه جملة القرن، ولا يلزم منه تفضيل الصّحابيّ على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ولا أفراد النّساء على مريم وآسية وغيرهما، بل المراد جملة القرن بالنّسبة إلى كلّ قرن بجملته. قال القاضي: واختلفوا في المراد بالقرن هنا، فقال المغيرة: قرنه أصحابه، والّذين يلونهم أبناؤهم، والثّالث أبناء أبنائهم: وقال شهر: قرنه ما بقيت عين رأته، والثّاني ما بقيت عين رأت من رآه، ثمّ كذلك. وقال غير واحد: القرن كلّ طبقة مقترنين في وقت، وقيل: هو لأهل مدّةٍ بعث فيها نبيّ طالت مدّته أم قصرت. وذكر الحربيّ الاختلاف في قدره بالسّنين من عشر سنين إلى مائة وعشرين. ثمّ قال: وليس منه شيء واضح، ورأى أنّ القرن كلّ أمّة هلكت فلم يبق منها أحد. وقال الحسن وغيره: القرن عشر سنين، وقتادة سبعون، والنّخعيّ أربعون، وزُرارة بن أبي أوفى مائة وعشرون، وعبد الملك بن عُمير مائة، وقال ابن الأعرابيّ: هو الوقت. هذا آخر نقل القاضي، والصّحيح أنّ قرنه صلى الله عليه وآله وسلم الصّحابة، والثّاني التّابعون، والثّالث تابعوهم.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى ﴿ محمّدٌ رسول الله.. ﴾: ( 7 / 360)
يخبر تعالى عن محمد صلوات الله عليه ، أنه رسوله حقا بلا شك ولا ريب، فقال: ﴿ محمّدٌ رسول الله ﴾، وهذا مبتدأ وخبر، وهو مشتمل على كل وصف جميل، ثم ثنى بالثناء على أصحابه فقال: ﴿ والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم ﴾، كما قال تعالى: ﴿ فسوف يأتي الله بقومٍ يحبّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين ﴾ [المائدة: 54] وهذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديدا عنيفًا على الكفار، رحيما برًّا بالأخيار، غضوبًا عَبوسًا في وجه الكافر، ضحوكا بشوشًا في وجه أخيه المؤمن، كما قال تعالى: ﴿ يا أيّها الّذين آمنوا قاتلوا الّذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلظةً ﴾ [التوبة: 123]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسّهر" ، وقال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه . كلا الحديثين في الصحيح.
وقوله: ﴿ تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلا من الله ورضوانًا ﴾: وصفهم بكثرة العمل وكثرة الصلاة، وهي خير الأعمال، ووصفهم بالإخلاص فيها لله، عز وجل، والاحتساب عند الله جزيل الثواب، وهو الجنة المشتملة على فضل الله، وهو سعة الرزق عليهم، ورضاه تعالى عنهم وهو أكبر من الأول، كما قال: ﴿ ورضوانٌ من الله أكبر ﴾ [التوبة: 72].
وقوله: ﴿ سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ﴾: قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما :﴿ سيماهم في وجوههم ﴾ يعني: السمت الحسن.
وقال مجاهد وغير واحد: يعني: الخشوع والتواضع.
وقال: وقال مالك، رحمه الله: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون: "والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا". وصدقوا في ذلك، فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة، وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد نوَّه الله بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة؛ ولهذا قال هاهنا: ﴿ ذلك مثلهم في التّوراة ﴾، ثمّ قال: ﴿ ومثلهم في الانجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ﴾: ﴿ أخرج شطأه ﴾ أي: فِراخه، ﴿ فآزره ﴾ أي: شده ﴿ فاستغلظ ﴾ أي: شب وطال، ﴿ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ﴾ أي: فكذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم آزروه وأيدوه ونصروه فهم معه كالشطء مع الزرع، ﴿ ليغيظ بهم الكفّار ﴾.
ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمه الله، في رواية عنه-بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة، قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه الآية. ووافقه طائفة من العلماء على ذلك. والأحاديث في فضائل الصحابة والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة ، ويكفيهم ثناء الله عليهم، ورضاه عنهم.
فمن لمز أصحاب رسول الله سواء جملة أو تفصيلا برجعية أو فسق أو طعن في واحد منهم فاعلم أنه قليل الأدب مع الله ومع نبيه سفيه الحلم مريض القلب وهذا تراه عند الرافضة والشيعة والإخوان المسلمين والسرورية.
فمن قال: إلى متى تبقون عند أبي هريرة ، أو يقولون الرجوع إلى حالهم رجعية وقد سمعت هذا من بعضهم والله حسيبهم .
قال الطحاوي في عقيدته وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بغير الحق فهو على غير السبيل "
وقال شيخ الإسلام في الواسطية ومن طعن في خلافة أحد من الصحابة فهو أضل من حمار أهله " .
وقال القحطاني في نونيته " ومن ذكرهم – أي الصحابة رضوان الله عليهم "بالسوء فهو على غير السبيل ".
وقال البربهاري قال بن عينه من نطق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة فهو صاحب هوى "
كثرة الجدل وعلم الكلام
فان أهل السنة قديمًا وحديثا يبتعدون عن الجدل وعلم الكلام وينهون عن المراء وينئون عنه لكونه شكًا في الدين ويسبب المرض في القلب فهاهو الإمام البربهاري يقول في شرح السنة ص (86): واعلم رحمك الله أنه ما كانت زندقة قط ولا كفر ولا شك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأصحاب الكلام والجدل والمراء والخصومة .
وقد قال الإمام البخاري رحمه الله باب ترك البدع والخصومات في الدين .
وقال الإمام مالك لما جاءه الرجل يجادل قال أنا على يقين من أمرى فاذهب إلى شاك قبلك فجادله "
حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل وصححه الإمام الوادعي رحمه الله في مسند أبي أمامة في مسنده.
اتباع الهوى
قال الإمام أبو محمد الحسن بن على البربهاري في كتاب شرح السنة "
85 - واعلم أن أصول البدع أربعة أبواب يتشعب من هذه الأربعة اثنان وسبعون هوى ثم يصير كل واحد من البدع يتشعب حتى تصير كلها إلى ألفين وثمان مائة كلها ضلالة وكلها في النار إلا واحدة وهو من آمن بما في هذا الكتاب واعتقده من غير ريبة في قلبه ولا شكوك فهو صاحب سنة وهو الناجي إن شاء الله * واعلم أن الناس لو وقفوا عند محدثات الأمور ولم يجاوزوها بشيء ولم يولدوا كلاما مما لم يجيء فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عن أصحابه لم تكن بدعة .
معارضة السنة وردها بمتشابه القران ومجمله
قال عمر بن الخطاب إن ناسا يجادلون بشبه القران فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله عز وجل .
قلب الحقائق
الإعراض عن كتب السلف والحديث وأخذ كتب الحركيين
الاهتمام بالمناصب والوصول إلى الحكم
مشابهة أهل البدع كالصوفية
قال الإمام البربهاري رحمه الله " وأحذر ان تجلس مع من يدعو إلى الشوق والمحبة ومن يخلو مع النساء وطريق المذهب فإن هولاء كلهم على ضلاله " وقال رحمه الله " وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذرهم فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر .
القصص والإفراط فيها
رميهم أهل السنة بالباطل
قال الإمام البربهاري رحمه الله وإن سمعت الرجل يقول فلان مشبه وفلان يتكلم في التشبيه فاتهمه واعلم أنه جهمي وإذا سمعت الرجل يقول فلان ناصبي فاعلم أنه رافضي وإذا سمعت الرجل يقول تكلم في التوحيد واشرح لي التوحيد فاعلم أنه خارجي معتزلي أو يقول فلان مجبر أو يتكلم بالإجبار أو التكلم بالعدل فاعلم أنه قدري لان هذه أسماء محدثة أحدثتها أهل الأهواء "
قلت هذه البهت رمي بها أهل السنة فيقصدون بالتشبيه أن أهل السنة يثبتون الأسماء والصفات "
ويقصدون بالناصبي أي ............. أهل البيت " ينصبون العداء لأهل البيت "
ويقصدون بالتوحيد أي أن أهل السنة لا يخرجون على الحكام
ويقصدون فلا ن مجبر أي أن أهل السنة يثبتون القدر خيره وشره .
وقال الإمام أبو حاتم الرازي وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء " أخرجه اللالكائي في السنة بسند صحيح إن شاء الله .
قلت كذلك إذا رأيت الرجل يقول أهل السنة مدخلية أو متشدد ومقبلية أو حدادية أو غلاة فإن أهل السنة هم أهل السنة لا ينتمون إلى غيرها وعد هذا الرامي بالألقاب مبتدعا ضالا والله المستعان .
عدم الاطمئنان إلى السنة والشك فيها
ولا شك أن السنة من عند الله قال الله عز وجل " ويعلمهم الكتاب والحكمة " قال المفسرون أي الكتاب والسنة وقال الإمام البربهاري رحمه الله " وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القران فلا شك أنه رجل قد احتوى على الزندقة فقم من عنده ودعه "
فالسنة من عند الله كما أن القران من عند الله لقوله صلى الله عليه وسلم " إني أتيت القران ومثله معه " وقوله كما جاء عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا ألفين أحدكم متكًأ على أريكتة يقول ماجاءني من القران فنعم ألا إني أوتيت القران ومثله معه " والحديث صححه الوادعي في الصحيح المسند فالسنة تبين القران وتدل عليه وتفسره ولذا قال الله عز وجل " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "
علامات الفرق المبتدعة
واليك ذكر بعض علامات الفرق التي من كانت فيه فاعلم أنه من تلك الفرق فان هذه العلامات دونت في كتب العلماء وأكثروا منها لكونها فاضحة لهم فان المبتدع لا يعرف بقرون او لبس او لون وإنما يتظاهر بالسنة ولباس السنة حتى يظن من لا علم عنده انه منهم وهو من أهل النفاق والبدع عند التمحيص قال الله تعالى في المنافقين " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنده " وقال تعالى " فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم " الآية..
علامة الرافضة
1- انتقاصهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
2- انتقاصهم لأحد الصحابة رضي الله عنهم كمعاوية وعمر بن العاص رضي الله عنهم.
3- تفضيل علي رضي الله عنه على أبي بكر وعمر وعثمان.
4- زيارتهم لقبر علي – زعموا – والسجود لقبره والدعاء عنده .
5- قولهم بخلق القران مع ما سبق .
6- تأويل بعض صفات الله.
7- الخروج على الحكام .
علامة الجهمية
2- الجهمية: نسبة إلى الجهم بن صفوان الذي قتله سالم أو سلم بن أحوز سنة 121هـ.
مذهبهم في الصفات التعطيل، والنفي، وفي القدر القول بالجبر، وفي الإيمان القول بالإرجاء وهو أن الإيمان مجرد الإقرار بالقلب وليس القول والعمل من الإيمان ففاعل الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان فهم معطلة، جبرية، مرجئة وهم فرق كثيرة.
1- القول بخلق القران .
2- إنكار أسماء الله وصفاته
3- القول...................... الحكام .
4- ...............................الجنة
5- ...............................النار.
6- .............................الصراط والميزان ألخ.
علامة المعتزلة
7- المعتزلة: أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري، وقرر أن الفاسق في منزلة بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر، وهو مخلد في النار، وتابعه في ذلك عمرو ابن عبيد. ومذهبهم في الصفات التعطيل كالجهمية، وفي القدر قدرية ينكرون تعلق قضاء الله وقدره بأفعال العبد، وفي فاعل الكبيرة أنه مخلد في النار وخارج من الإيمان في منزلة بين منزلتين الإيمان والكفر، وهم عكس الجهمية في هذين الأصلين.
ومن علاماتهم .
1- القول بأن الإنسان هو المختار في كل ما يفعل وهو الخالق لفعله.
2- القول بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمنًا ولا كافرًا وإنما بمنولة بين المنزلتين في الدنيا ومخلد في النار يوم القيامة.
3- أنهم أصلوا أصولًا خمسة تعتبر من أسنى سماتهم. وهي:
4- التوحيد ويقصدون به ....
علامة الكرامية
8- الكرامية: أتباع محمد بن كرام المتوفى سنة 255هـ يميلون إلى التشبيه، والقول بالإرجاء وهم طوائف متعددة.
9- من علات الأشاعرة
وههم أتباع أبي الحسن الأ شعري واسمه علي بن أسماعيل ـ 270).
ومن علاماتهم وعقائدهم
1- موافقتهم لأهل الكلام ومخالفتهم لأهل الخق في إثبات وجود الله عز وجل سبحانه .
2- التوحيد عندهم هو نفي التعدد ونفي الشبيهوفسروا الإله بأنه الخالق ولم يفرقوا بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية .
3- إنكارهم صفة الوجه واليدين والصفات الخبرية .
4- أول واجب عندهم هو النظر والقصد إليه.
5- تأويل الصفات الخبرية والنتأخرون منهم غالبًا فوضوا معانيها .
6- وهن في التكفير مضطربون أحيانًا يكفرون وتارة يقولون لا نكفر إلا من كفرنا, مع أنهم يكفرون من يثبت علو الله.
7- قولهم كلام الله نفسي لا حقيقة.
8- التوفيق عندهم خلق القدرة على الطاعة والخذلان خلق القدرة على المعصية.
9- حصرهم دلائل النبوة في المعجزات التي هي من الخوارق موافقة للمعتزلة.
10- نفوا الحكمة التعليل في أفعال الله مطلقا.
ووافقوا أهل السنة في الرؤية وفي الصحابة وصاحب الكبيرة والإيمان وأمور الآخرة والله أعلم .
علامة السالمية
8- السالمية: أتباع رجل يقال له: ابن سالم يقولون بالتشبيه.
علامة القدرية
4- القدرية: وهم الذين يقولون بنفي القدر عن أفعال العبد، وأن للعبد إرادة وقدرة مستقلتين عن إرادة الله وقدرته، وأول من أظهر القول به معبد الجهني في أواخر عصر الصحابة تلقاه عن رجل مجوسي في البصرة.
وهم فرقتان غلاة، وغير غلاة، فالغلاة ينكرون علم الله، وإرادته، وقدرته، وخلقه لأفعال العبد وهؤلاء انقرضوا أو كادوا. وغير الغلاة يؤمنون بأن الله عالم بأفعال العباد، لكن ينكرون وقوعها بإرادة الله، وقدرته، وخلقه، وهو الذي استقر عليه مذهبهم.
من علامات الخوارج
1- الخوارج: وهم الذين خرجوا لقتال علي بن أبي طالب بسبب التحكيم.
ومن علاماتهم:
1- التبرؤ من عثمان، وعلي.
2-والخروج على الإمام إذا خالف السنة.
3- وتكفير فاعل الكبيرة، وتخليده في النار، وهم فرق عديدة.
علامة الرافضة
الرافضة: وهم الذين يغلون في آل البيت ويكفرون من عداهم من الصحابة، أو يفسقونهم، وهم فرق شتى فمنهم الغلاة الذين ادعوا أن عليّاً إله ومنهم دون ذلك.
وأول ما ظهرت بدعتهم في خلافة علي بن أبي طالب حين قال له عبدالله بن سبأ : أنت الإله فأمر علي ـ رضي الله عنه ـ بإحراقهم وهرب زعيمهم عبدالله بن سبأ إلى المدائن.
ومذهبهم في الصفات مختلف: فمنهم المشبه، ومنهم المعطل، ومنهم المعتدل.
وسموا رافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حين سألوه عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فترحم عليهما فرفضوه وأبعدوا عنه. وسموا أنفسهم شيعة لأنهم يزعمون أنهم يتشيعون لآل البيت وينتصرون لهم ويطالبون بحقهم في الإمامة.
ومن علاماتهم:
1- القول بخلق القران .
2- تأويل صفات الله عز وجل .
3- الخروج على الحكام .
4- الطعن في أحد من الصحابة رضي الله عنهم.
علامة النواصب
وهم الذين نصبوا العداء لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1- الطعن في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
علامة الصوفية
وهم الذين يبتدعون أورادًأ وعقائد باطلة.
1- التبرك بآثار الصالحين .
2- اعتقاد أن أحد الأولياء يقدر على نفع أحد أو ضره أو التصرف في الكون أو بلوغ درجة لا تجب عليه فيها الصلاة والصوم والزكاة.
علامة المرجئة
1- وهم الذين يقولون بإرجاء العمل عن الإيمان أي تأخيره عنه فليس العمل عندهم من الإيمان، والإيمان مجرد الإقرار بالقلب فالفاسق عندهم مؤمن كامل الإيمان،
2- وإن فعل ما فعل من المعاصي أو ترك ما ترك من الطاعات،
3- وإذا حكمنا بكفر من ترك بعض شرائع الدين فذلك لعدم الإقرار بقلبه لا لترك هذا العمل، وهذا مذهب الجهمية وهو مع مذهب الخوارج على طرفي نقيض.
علامة أهل الكلام
وهو اسم يندرج فيه عدة فرق وعدة طوائف وهم الذين قدموا الكلام على الكتاب والسنة أمثال الجهمية والمعتزلة والأشاعرة مع اختلافهم في خوضهم فمنهم من خاض حتى كفر ومنهم من ابتدع بخوضه، ومن علاماتهم الخوض في علم الكلام، والله المستعان
علامة الإخوان المسلمين
وهم أتباع مؤسسهم حسن البنا كان صوفيًا قبوريًا وكان خارجيًا ثوريًا مع جهله بالهدى ودين الحق.
ومن علاماتهم:
1- دفاعهم عن كبرائهم وساداتهم في الباطل .
2- الخروج عن الحكام والثوارات والانقلابات وتشويه الحكام .
3- دخولهم في البرلمانات وتحليلهم الديمقراطية .
4- ابتداعهم أمورًا كثيرة كالصيام الجماعي والصلوات .
5- عدم تحريمهم للصحيح من الأحاديث والأقوال والمسائل الفقهية والاعتيادية والمنهجية
6- كثرة إيرادهم للقصص العصرية أو الضعيفة .
7- الأناشيد الإسلامية – زعموا – وافتتانهم بها وإفتان المسلمين بها .
علامات جماعات التبليغ
1- طعنهم وانتقاصهم علماء الإسلام كابن تيمية والذهبي وغيرهم من علماء العصر كالألباني رحمه الله وبن باز والوادعي وابن عثيمين رحمهم الله جميعا بحجة أنهم لم يحققوا الدعوة إلى الله.
2- تقليدهم الصوفية .
3- الخروج بفرشهم دعوة إلى بدعتهم ولو كانوا على جهل وفي جهل وبجهل.
4- تزهيدهم عن العلم والعلماء ومراكز العلم .
5- تحديثهم بالأحاديث الضعيفة وربما المكذوبة والكذب فيهم أصل أصيل .
6- إنشادهم للأناشيد والتوشيحات المفتنة.
علامات الغلاة والحدادية
1- طعنهم في من زل من علماء الإسلام كابن حجر والنووي والخطابي وغيرهم في مسألة اعتقاديه كالتبرك أو تأويل بعض الصفات مع ماقدموه من الخير للمسلمين وظهور إخلاصهم وصدقهم وحبهم النفع للمسلمين ورسوخ أقدامهم في العلم وخدمة المسلمين .
2- تحريقهم كتب العلماء المسبوق وصفهم .
3- تشددهم في الهجر.
4- إسهابهم في الجرح بلا ورع ولا علم.
قال في الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (ج 1 / ص 145)
ولأَهل السنة والجماعة: جهود محمودة في الردِّ على أَهل الأَهواء والبدع، حيث كانوا دائما لهم بالمرصاد، وأَقوالهم في أَهل البدع كثيرةٌ جدا ، نذكر منها ما تيسر :
قال الإمام أَحمد بن سنان القطان رحمه الله تعالى: ( لَيْسَ في الدنيا مُبْتَدع ؛ إِلا وهو يُبْغضُ أَهلَ الحَديث ، فإِذا ابْتَدَعَ الرجُلُ نُزِعَتْ حَلاوَةُ الحَديثِ من قَلْبِه)
وقال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى : (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر ، وعَلاَمةُ الزنادِقَة تَسْميَتُهُم أَهلَ الأَثَرِ حَشوية ، يُريدونَ إِبْطالَ الآثار ، وَعَلامَةُ الجهمية تَسْميَتُهم أهلَ السنة مُشبهة ، وَعَلامَةُ القَدَرية تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُجْبِرَة ، وعَلامَةُ المرجئَة تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُخالفة وَنُقصانية ، وَعَلامَةُ الرافضَة تَسْمِيَتُهِم أَهلَ السُّنَّة ناصِبَة ، ولا يَلْحقُ أَهل السنة إِلَّا اسْم وَاحِد ، ويَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذهِ الأَسْماء .
والله تعالى حفظ أَهل الحديث وأَهل السنة من كلِّ هذه المعايب التي نسبت إِليهم ، وهم ليسوا إِلَّا أَهل السنة السنية ، والسِّيرة المرضية ، والسبيل السوية ، والحجة البالغة القوية ، وقد وفَّقهم الله لاتباع كتابه ، والاقتداء بسُنة نبيِّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشرح صدورهم لمحبته ، ومحبة أَئمة الدِّين ، وعلماء الأُمة العاملين ومن أَحب قوما فهو منهم ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَب » (1)
فمن أَحب رسولَ اللهِ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه- رضي الله عنهم- والتابعين لهم ، وأتباع التابعين من أَئمة الهدى ، وعلماء الشريعة ، وأَهل الحديث والأثر من القرون الثلاثة الأُولى المفضلة ، ومن تبعهم إِلى يومنا هذا ؛ فاعلم أَنه صاحب سنة .
وقيل للإِمام أَحمد بن حنبل رحمه الله : ذكروا لابن قتيلة بمكة أَصحاب الحديث ، فقال : أَصحاب الحديث قومُ سوء! فقام أَحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول : (زنْديق ، زنْديق ، زنْديق ؛ حتى دَخَلَ البَيْت) .
محبة الرسول بين الاتباع والابتداع - (ج 1 / ص 430)
ويوضح ذلك أن كل مبتدع يريد أن ينصر بدعته وأن يدعو لها وأن يكثر سواد أهلها ، ولا يتم له ذلك إلا بمخالفة السنة وأهلها والوقيعة فيهم والعداوة والبغض لهم ، وكما قيل : علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر . وباستعراض تاريخ الإسلام نجد أن أهل الأهواء والبدع كانوا من أكبر أسباب تفرق المسلمين إلى شيع وأحزاب . فأول من فارق جماعة المسلمين أهل البدع من الخوارج ثم تبعهم المبتدعة على ذلك ، وليس الأمر قاصرا على ذلك بل ربما تعداه إلى حمل السيف على أهل السنة كما فعل الخوارج وغيرهم .
بلوغ الأماني في الرد على مفتاح التيجاني - (ج 1 / ص 136)
وقال الحاكم أبو عبد الله: (معرفة علوم الحديث ص ) 4" وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية " اهـ
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية - (ج 1 / ص 98)
وقال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني في اعتقاده المشهور وعلامة أهل البدع شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة اعتقادا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل من العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير العاطلة وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة بل أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء وهذا الكلام -أيضا- منقول عن أبي عبيد -رحمه الله- وعن الإمام أحمد أن من علامة أهل البدع تسمية أهل السنة بألقاب افتروها من عند أنفسهم، وضرب لذلك أمثلة فالروافض تسمي أهل السنة نواصب. والنواصب أو الناصبة هم الذين يبغضون عليا وآل البيت هذا ضابط النصب بمعناه العام. كتب المناهج والفرق - (ج 1 / ص 75)
يقول البربهاري - أيضًا - في " شرح السنة " ص : ( 115 ) :
(( وإذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأعلم أنه صاحب قول سوء وهوى )) .
وقال في (ص 115- 116) : " وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو يريد غير الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى،مبتدع" قال قتيبة بن سعيد : ((إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع )) .
مقدمة شعار أصحاب الحديث " (ص: 7 ) .
قال الإمام أحمد رحمه الله :في اعتقاد أهل السنة - (ج 1 / ص 178).
والمرجئة والمبتدعة ضلال .
والقدرية المبتدعة ضلال .
فمن أنكر منهم أن الله عز و جل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر .
وأن الجهمية كفار .
وأن الرافضة رفضوا الإسلام .
والخوارج مراق .
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر .
ومن شك في كلام الله عز و جل فوقف شاكا فيه يقول لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي .
ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي .
قال أبو محمد وسمعت أبي يقول: وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار .
وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشهبة .
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة.
وعلامة المرجئية تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة .
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء .
322 - قال أبو محمد .
وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار.
وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداقال أبومحمد وبه أقول أنا وقال أبو علي بن حبيش المقري وبه أقول :
قال شيخنا ابن المظفر وبه أقول .
وقال شيخنا يعني المصنف وبه أقول .
وقال الطريثيتي وبه أقول هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم.
وقد قال ابن أبي داود رحمهما ا لله في أهل الرأي قولا صريحا ذكرته في أصول السنة ها هنا وأهل الرأي تعبير عن جماعة من الفرق. الجهمية والمعتزلة والمرجئة والخوارج .
وقال إبرهيم بن عامر الرحيلي الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال ولهذا عد العلماء قديماً أن الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة أهل البدع والزنادقة، الذين يريدون إبطال الشريعة بجرح رواتها. لانتصار للصحب والآل من
وقال أبو زرعة: ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقه).
والموضوع له تتمة لازلت في إتمامه نسأل الله العون وحسن القصد
والحمد لله رب العالمين
في علامات
أهل البدع والحزبيين
لأبي اليمان
عدنان بن حسين المصقري عفا الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
وبعد:
فاعلم رحمك الله أنه من أكبر النعم وأجل العطايا هو طلب العلم الشرعي علم الكتاب والسنة وهو معرفة الله ومعرفة نبيه دين الإسلام بالأدلة أنى أحمد الله عز وجل الذي سهل لي طلب العلم ويسر لي أسبابه وأحمد الله عز وجل الذي حفظ لنا ديننا وحبب إلينا علمائنا ، الذين هم ورثة الأنبياء وحماة الشريعة وحملة الدين فلله الحمد في الأولى والآخرة وله الحمد مل السماوات ومل ما شاء ونسأله الثبات على دينه والدفاع عن سنة نبيه إنه سميع قريب .
ومن فضل الله علينا أن هيأ لنا أئمة ناصحين وعلماء راسخين في العلم يذبون هن سنة نبيه كل شائبة وبدعة ويردون على كل مبطل من الناس كائنا من كان.
قال الإمام أحمد بن حنبل في خطبته المشهورة في كتابه في الرد على الزنادقة والجهمية: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله تعالى الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتنة المضلين. اهـ من إعلام الموقعين - (ج 1 / ص 9).
قال ابن القيم في مدارج السالكين - (ج 3 / ص 195)
فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جدًا سموا غرباء فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات فأهل الإسلام في الناس غرباء والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء وأهل العلم في المؤمنين غرباء وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ولكن هؤلاء هم أهل الله حقًا فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز و جل فيهم ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم كما قيل:
فليس غريبا من تناءت دياره ... ولكن من تنأين عنه غريب. اهـ
وأني لأشكر الله عز وجل أولا وأخرا ثم أشكر شيخي الناصح الأمين المحدث يحي بن على الحجوري فله الفضل بعد الله عز وجل في تعليمي وتبصيري فو الله أني منذ أن رأيته عرفت أن الله وفقه وأراد به الخير فله الحمد وكما قال مجاهد كما في مقدمة سنن الدرامي ما أدري أي النعمتين علي أعظم أن هداني للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء.
وسنده صحيح.
وقد يقول قائل: لماذا هذا التحامل على المسلمين والتشدد في الدين فأقول يا أخي حفظك الله إنك لو قرأت كتاب الله وتدبرته وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعملت بهما وقرأت سيرة السلف الصالح عرفت أن المنهج الحق والإسلام الذي أراده الله منا هو الصفاء والنقاء والتصفية والتربية والولاء والبراء لهذا الدين وعدم المداهنة فيه والسير على نهج السلف الصالح من دون إفراط ولا تفريط ومن دون غلو ولا تميع، وكما كان يقول شيخنا مقبل رحمة الله وأسكنه في جنة عدن " ما قامت دعوتنا إلا بالتميز "
وهذا من الدفاع عن الدين وحملته ، واعلموا عباد الله علم اليقين أنه لا يوفق للسلفية إلا من كان صاحب حقٍ وشجاعةٍ وصبرٍ ويقينٍ وبعدٍ عن حظوظ النفس وشهوتها وشبهات الشيطان وأتباعه، ولا يصبر على هذا الدين والمنهج إلا من لم يكن صاحب مصالح أو حب للظهور، والمنافقون في كل زمن ومكان لا يصبرون على هذا الدين لما يرو فيه من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات" رواه مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وإليك أدلة تعرف بها أن التميز والبعد عن أهل الخصومات والأهواء واجب محتم على كل إنسان ليسلم دينه ومنهجه، والله المستعان.
فصل في البعد عن أهل الأهواء
ﭧ ﭨ ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ [ النساء: ]
و ﭧ ﭨ ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ [الأنعام: ]
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠﮡﮢﮣﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ [ آل عمران 7 ] اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"
قال الإمام البخاري رحمه الله حدثنا عبد الله بن مسلمه ثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها به (ح)
وقال الإمام مسلم حدثنا عبد الله بن مسلمه به (ح).
وقال أحمد بن حنبل (6 /48) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل قال انا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة به.بلفظ: فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله عز و جل فاحذروهم.
وقال أحمد بن حنبل: (ج 6 / ص 256) 26240)
حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا يزيد بن إبراهيم عن بن أبى مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة به.
وقال أبو داود (2 /609) 4598) حدثنا القعنبي ثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها به.
وقال الترمذي (5 / 223) 2994 ) .
حدثنا عبد بن حميد أخبرنا أبو داود الطيالسي حدثنا يزيد بن إبراهيم حدثنا ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة به.
وروى الإمام الدرامي قال السنن (1 /120): أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب قال قال أبو قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون. وصححه شيخنا يحي .
وروى عن سلام بن أبي مطيع أن رجلا من أهل الأهواء قال لأيوب السختياني يا أبا بكر أسالك عن كلمة قال فولى أيوب وجعل يشير بإصبعة ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة .
وعن يحي بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره .
وروى الآجري عن سعيد بن عامر قال سمعت جدتي أسماء تحث قالت دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء فقالا يا أبا بكر نحدثك قال لا قال: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عزوجل قال: لتقومن عني أو لأقومن فقام الرجلان فخرجا . وسنده صحيح .
وروى الآجري رحمه الله بسنده إلى أبي الجوزاء أنه ذكر أصحاب الأهواء فقال: والذي نفس أبي الجوزاء بيده لان تمتلئ داري قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني وجل منهم ولقد دخلوا في هذه الآية هانتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم .
وروي بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) وهو في الصحيح المسند لشيخنا مقبل وروى الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وأما أن تجد منه ريحا طيبه ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة )) .
وروى الدرامي بسند صحيح عن مجاهد رحمه الله في قوله تعالى ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ الأنعام: ١٥٣قال: هي البدع والشبهات .
وروى الآجري في الشريعة عن سفيان الثوري قال : اتقوا هذه الأهواء المضلة .....إلخ.
وروي عن أيوب في سنن الدارمي : (100)
أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال : إن أهل الأهواء أهل الضلالة ولا أرى مصيرهم الا النار فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولا أو قال حديثا فيتناهى به الأمر دون السيف وان النفاق كان ضروبا ثم تلا ﴿ ومنهم من عاهد الله ﴾ ﴿ ومنهم من يلمزك في الصدقات ﴾ ﴿ ومنهم الذين يؤذون النبي ﴾ فاختلف قولهم واجتمعوا في الشك والتكذيب وان هؤلاء اختلف قولهم واجتمعوا في السيف ولا أرى مصيرهم إلا النار قال حماد ثم قال أيوب عند ذا الحديث أو عند الأول وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب يعني أبا قلابة. وسنده صحيح .
وروى الآجري في الشريعة أيضا عن يحي بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره .
وسنده صحيح .
وروى الدارمي (391) قال : أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب قال قال أبو قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون .
و إسناده صحيح
وقال : 393 - أخبرنا أبو عاصم أنا حيوة بن شريح حدثني أبو صخر عن نافع عن بن عمر : انه جاءه رجل فقال أن فلانا يقرأ عليك السلام قال بلغني انه قد أحدث فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام.
وقال : 392 - أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال : رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق بن حبيب فقال لي ألم أرك جلست إلى طلق بن حبيب لا تجالسنه
وروى الدارمي (1 /120)
وقال : 391 - أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب قال قال أبو قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون. وإسناده صحيح
وروى الدارمي - (ج 1 / ص 120)
وقال : 394 - أخبرنا مخلد بن مالك ثنا عبد الرحمن بن مغراء حدثنا الأعمش قال : كان إبراهيم لا يرى غيبة للمبتدع.
وإسناده صحيح.
وروى الدارمي (1 /121)
وقال : 398 - أخبرنا سعيد عن سلام بن أبي مطيع : أن رجلا من أهل الأهواء قال لأيوب يا أبا بكر أسألك عن كلمة قال فولى وهو يشير بأصبعه ولا نصف كلمة وأشار لنا سعيد بخنصره اليمنى
وإسناده صحيح .
وروى الدارمي (1 /121)
وقال : 399 - أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن كلثوم بن جبر : أن رجلا سأل سعيد بن جبير عن شيء فلم يجبه فقيل له فقال: ازا يشان .
وإسناده صحيح
وقال : 401 - أخبرنا أحمد ثنا زائدة عن هشام عن الحسن وبن سيرين انهما قالا : لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم .
وإسناده صحيح.
وهناك رسالة بعنوان (تحذير أولي الألباب من الدراسة عند أهل البدع والارتياب) وهي رسالة طيبة أوفت بالمقصود في بابها فجزى الله كاتبها خيرًا.
وقال الإمام مالك رحمه الله: بئس القوم أهل البدع لا نسلم عليهم .
فبهذه الأدلة القاطعة يجب على كل مسلم يريد الله والدار الآخرة ويريد أن يسلم دينه من الشك والتخبط أن يعرف أهل الحق من أهل الباطل وأهل السنة من أهل البدعة وأهل التوحيد من أهل الشرك وأهل العلم من أهل الجهل وبما أنه قد طلب مني شيخي أن اكتب شيئا يتبصر به مريد الحق ويعر ف المسلم علامات أهل البدع الذين هجرهم واجب والبعد عنهم محتم ، فذكرت بعض علامات أهل البدع والله المستعان على كل مقصود.
تنبيه
أشكر الله أولا وآخرا الذي هداني لهذا وللسنة وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله ،
ثم أشكر شيخي يحي بن علي الحجوري دُرة اليمن ومحدث الزمن وقامع أهل الفتن على تشجيعه لي وأشكر والداي الذين أعانوني على طلب العلم ثم أشكر أخانا الفاضل المتعاون عزة على كتابة هذه الرسالة على الجهاز فجزاهم الله خيرًا.
تعريف العلامة
العلامة هي الآية الدالة على شيء وذكرت هنا العلامات ما هو مجمع عليها عند أهل السنة ولو وجدت علامة واحدة في رجل عرفت حاله بها ثم أتبعته بالكلام بصفات أهل البدع والصفة هي النعت للشخص ولا يشترط من وقوع صفة الحكم بالبدعة ولكنها تحذر ويبتعد عنها وهي علامات لمرض فيه بلا شك وهي موصلة إلى ضلاله وشر والله المستعان وعليه التكلان .
[ولأهل البدع علامات منها:
1- أنهم يتصفون بغير الإسلام، والسنة بما يحدثونه من البدع القولية، والفعلية، والعقيدية.
2- أنهم يتعصبون لآرائهم، فلا يرجعون إلى الحق وإن تبين لهم.
3- أنهم يكرهون أئمة الإسلام والدين.
علامات أهل السنة
وإحدى علامات أهل السنة حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها وبغضهم لأئمة البدع الذين يدعون إلى النار ويدلون أصحابهم على دار البوار وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونورها بحب علماء السنة فضلا منه جل جلاله .
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أسكنه الله وإيانا الجنة حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل المزكي حدثنا أحمد بن سلمة قرأ علينا أبو رجاء قتيبة بن سعيد كتاب الإيمان له فكان في آخره فإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وشعبة وابن المبارك وأبا الأحوص وشريكا ووكيعا ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي فاعلم أنه صاحب سنة قال أحمد بن سلمة رحمه الله فألحقت بخطي تحته ويحيى وأحمد بن حنبل واسحق بن رهوايه فلما انتهينا إلى هذا الموضع نظر إلينا أهل نيسابور وقال هؤلاء القوم يبغضون يحيى بن يحيى قال رجل صالح إمام المسلمين واسحق ابن إبراهيم إمام وأحمد بن حنبل أكبر من سميتهم كلهم وأنا ألحقت بهؤلاء الذين ذكر قتيبة رحمه الله أن من أحبهم فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون وبهديهم يهتدون ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يعدون وفي إتباعهم آثارهم يجدون جماعة آخرين منهم محمد بن إدريس الشافعي وسعيد بن جبير والزهري والشعبي والتيمي ومن بعدهم كالليث بن سعد والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة الهلالي وحماد بن سلمة وحماد بن زيد ويونس بن عبيد وأيوب وابن عوف ونظرائهم ومن بعدهم مثل يزيد بن هارون وعبد الرزاق وجرير بن عبد الحميد ومن بعدهم محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل البخاري بن الحجاج القشيري وأبي داود السجستاني وأبي زرعة الرازي وأبي حاتم وابنه ومحمد بن مسلم بن واره ومحمد بن أسلم الطوسي وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الذي كان يدعى إمام الأئمة والمقري كان إمام الأئمة في عصره ووقته وأبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل البستي وجدي من قبل أبي أبو سعيد يحيى بن منصور الزاهد الهروي وعدي بن حمدويه الصابوني وولديه سيفي السنة أبي عبد الله الصابوني وأبي عبد الرحمن الصابوني وغيرهم من أئمة السنة المتمسكين بها ناصرين لها داعين إليها والين عليها وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم لم يخالف فيها بعضهم بعضا بل أجمعوا عليها كلها واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز و جل بمجانبتهم ومهاجرتهم قال الأستاذ الإمام رحمه الله وأنا بفضل الله عز و جل متبع لآثارهم مستضيء بأنوارهم ناصح لإخواني وأصحابي أن لا يزلقوا عن منارهم ولا يتبعوا غير أقوالهم ولا يشتغلوا بهذه المحدثات من البدع التي اشتهرت فما بين المسلمين وظهرت وانتشرت ولو جرت واحدة منها على لسان واحد في عصر أولئك الأئمة لهجروه وبدعوه ولكذبوه وأصابوه بكل سوء ومكروه ولا يغرن إخواني حفظهم الله كثرة أهل البدع ووفور عددهم فإن ذلك من إمارات اقتراب الساعة إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه و سلم إن من علامات الساعة واقترابها أن يقل العلم ويكثر الجهل والعلم هو السنة والجهل هو البدعة ومن تمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمل بها واستقام عليها ودعا إليها كان أجره أوفر وأكثر من أجر من جرى على هذه الجملة في أوائل الإسلام والملة إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه و سلم قال له أجر خمسين فقيل خمسين منهم قال بل منكم إنما قال صلى الله عليه و سلم ذلك لمن يعمل بسنته عند فساد أمته.
قصيدة ابن أبي داود - (ج 1 / ص 63)
ولا تك من قوم تلهوا بدينهم ... فتطعن في أهل الحديث وتقدح
وقد ذم ابن أبي داود رحمهما الله جميع الفرق المبتدعة فقال فيما رواه الخطيب في الجامع(2 39 ).
وقلت لصاحبي اهجره مليا فعن رسم ابن حنبل لا محيد
إذا ما كان سلكك حنبليًا فبورك نظم سلكك يا سعيد
هي سعادة الدنيا والآخرة أن يحيا المرء ويموت على السنة وهذا فيه ذم للفرق المبتدعة كلها الأمر بهجرتهم حتى يتوبوا.
وقد قال ابن أبي داود رحمهما الله في أهل الرأي قولا صريحا ذكرته في أصول السنة ها هنا وأهل الرأي تعبير عن جماعة من الفرق. الجهمية والمعتزلة والمرجئة والخوارج .
وقال إبرهيم بن عامر الرحيلي :
ولهذا عد العلماء قديماً أن الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة أهل البدع والزنادقة، الذين يريدون إبطال الشريعة بجرح رواتها. لانتصار للصحب والآل من وقال أبو زرعة: ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقه).
322 - قال أبو محمد في اعتقاد سهل بن عبد الله التستري :
وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبدًا قال أبو محمد وبه أقول أنا وقال أبو علي بن حبيش المقري وبه أقول: قال شيخنا ابن المظفر وبه أقول .
وقال شيخنا يعني المصنف وبه أقول .
وقال الطريثيتي وبه أقول هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم.
اعتقاد أهل السنة - (ج 1 / ص 178)
والمرجئة والمبتدعة ضلال .
والقدرية المبتدعة ضلال .
فمن أنكر منهم أن الله عز و جل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر.
وأن الجهمية كفار .
وأن الرافضة رفضوا الإسلام.
والخوارج مراق.
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرًا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر.
ومن شك في كلام الله عز وجل فوقف شاكا فيه يقول لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي .
ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي .
قال أبو محمد وسمعت أبي يقول: وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار .
وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشهبة .
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة.
وعلامة المرجئية تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة .
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء.
يقول البربهاري - أيضًا - في " شرح السنة " ص : ( 115 ) :
(( وإذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعلم أنه صاحب قول سوء وهوى )).
وقال في (ص 115- 116) : " وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو يريد غير الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى،مبتدع" .
قال قتيبة بن سعيد : (( إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع )) من مقدمة شعار أصحاب الحديث " (ص: 7 ) .
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية - (ج 1 / ص 98)
وقال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني في اعتقاده المشهور وعلامة أهل البدع شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة اعتقادا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل من العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير العاطلة وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة بل أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء شرح الفتوى الحموية - (ج 1 / ص 585)
وهذا الكلام -أيضا- منقول عن أبي عبيد -رحمه الله- وعن الإمام أحمد أن من علامة أهل البدع تسمية أهل السنة بألقاب افتروها من عند أنفسهم، وضرب لذلك أمثلة فالروافض تسمي أهل السنة نواصب. والنواصب أو الناصبة هم الذين يبغضون عليا وآل البيت هذا ضابط النصب بمعناه العام. كتب المناهج والفرق - (1 /75).
بلوغ الأماني في الرد على مفتاح التيجاني. (1 /136).
وقال الحاكم أبو عبد الله (معرفة علوم الحديث ص(4) : " وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية ". اهـ
محبة الرسول بين الاتباع والابتداع - (ج 1 / ص 430)
ويوضح ذلك أن كل مبتدع يريد أن ينصر بدعته وأن يدعو لها وأن يكثر سواد أهلها، ولا يتم له ذلك إلا بمخالفة السنة وأهلها والوقيعة فيهم والعداوة والبغض لهم، وكما قيل : علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر . وباستعراض تاريخ الإسلام نجد أن أهل الأهواء والبدع كانوا من أكبر أسباب تفرق المسلمين إلى شيع وأحزاب. فأول من فارق جماعة المسلمين أهل البدع من الخوارج ثم تبعهم المبتدعة على ذلك، وليس الأمر قاصرا على ذلك بل ربما تعداه إلى حمل السيف على أهل السنة كما فعل الخوارج وغيرهم.
الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (ج 1 / ص 146)
وقال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى: (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر ، وعَلاَمةُ الزنادِقَة تَسْميَتُهُم أَهلَ الأَثَرِ حَشوية ، يُريدونَ إِبْطالَ الآثار ، وَعَلامَةُ الجهمية تَسْميَتُهم أهلَ السنة مُشبهة ، وَعَلامَةُ القَدَرية تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُجْبِرَة ، وعَلامَةُ المرجئَة تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُخالفة وَنُقصانية ، وَعَلامَةُ الرافضَة تَسْمِيَتُهِم أَهلَ السُّنَّة ناصِبَة ، ولا يَلْحقُ أَهل السنة إِلَّا اسْم وَاحِد ، ويَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذهِ الأَسْماء .
وقيل للإِمام أَحمد بن حنبل رحمه الله : ذكروا لابن قتيلة بمكة أَصحاب الحديث ، فقال : أَصحاب الحديث قومُ سوء! فقام أَحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول : (زنْديق ، زنْديق ، زنْديق ؛ حتى دَخَلَ البَيْت) .
الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (ج 1 / ص 147)
والله تعالى حفظ أَهل الحديث وأَهل السنة من كلِّ هذه المعايب التي نسبت إِليهم ، وهم ليسوا إِلَّا أَهل السنة السنية ، والسِّيرة المرضية ، والسبيل السوية ، والحجة البالغة القوية ، وقد وفَّقهم الله لاتباع كتابه ، والاقتداء بسُنة نبيِّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشرح صدورهم لمحبته، ومحبة أَئمة الدِّين ، وعلماء الأُمة العاملين ومن أَحب قوما فهو منهم ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَب » .
فمن أَحب رسولَ اللهِ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه- رضي الله عنهم- والتابعين لهم ، وأتباع التابعين من أَئمة الهدى ، وعلماء الشريعة ، وأَهل الحديث والأثر من القرون الثلاثة الأُولى المفضلة ، ومن تبعهم إِلى يومنا هذا ؛ فاعلم أَنه صاحب سنة . الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (ج 1 / ص 145)
ولأَهل السنة والجماعة: جهود محمودة في الردِّ على أَهل الأَهواء والبدع ، حيث كانوا دائما لهم بالمرصاد ، وأَقوالهم في أَهل البدع كثيرةٌ جدا ، نذكر منها ما تيسر :
قال الإمام أَحمد بن سنان القطان رحمه الله تعالى : ( لَيْسَ في الدنيا مُبْتَدع ؛ إِلا وهو يُبْغضُ أَهلَ الحَديث ، فإِذا ابْتَدَعَ الرجُلُ نُزِعَتْ حَلاوَةُ الحَديثِ من قَلْبِه)
ذكر بعض فضائل أهل الحديث
روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء" وعن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه في صحيح مسلم .
وروى أبو داود قال حدثنا وهب بن بقيه عن خالد عن محمد بن عمر وعن أبي سلمه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقه وتفرق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقه "
قال شيخنا مقبل رحمه الله هذا حديث حسن والحديث أخرجه الترمذي وقال حديث أبي هريرة رضي الله عنه حديث حسن صحيح وأخرجه ابن ماجه.
وقال الإمام الدارمي أخبرنا يعلى بن حدثنا عبد الملك عن عطاء ( أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) قال أولي العلم والفقه وطاعة الرسول إتباع الكتاب و السنة " وحسن هذا السند شيخنا يحيى.
وروى الإمام أحمد عن معاوية بن قرأه عن أبيه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولن تزل طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة " وأخرجه الترمذي وقال الشيخ مقبل هذا حديث صحيح. ورواه له بن أبي شيبه .
وقال الشيخ مقبل بعد هذا والطائفة المنصورة قد قال البخاري رحمه الله أنهم أهل العلم وقال أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم "
وروى الحديث بسند صحيح الإمام أحمد عن أبي هريرة بلفظ " لا يزال لهذا الأمر أو على هذا الأمر عصابة على الحق ولا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله " وهو في الجامع الصحيح للشيخ مقبل رحمه الله.
وعند أبي داود عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ».
قال الإمام الوادعي هذا حديث صحيح على شرط مسلم .
وأخرج مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يـأتي أمر الله وهم كذلك ".
وروى عن المغيرة بن شعبة قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرين " ورواه البخاري رحمه الله عنه.
وأخرج البخاري أيضا عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس". ورواه الإمام مسلم عن معاوية به.
وروى الإمام مسلم عن عقبة رضي الله عنه قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك"
فكل هذه الأحاديث دالة على فضائل أهل الحديث على غيرهم وأن المعتصمين بالله يعلمون أن الله أنزل أليهم كتابه وسنة نبيه اللذين بهما العصمة ، ومن تمسك بهما نجا ومن حاد عنهما هلك فكلٌ من عند الله وإلى الله وأهل الحديث هم أهل السنة والجماعة الذين عملوا بالقران والسنة ومن لم يكن معهم فهو من أهل البدعة ومن حاربهم فهو مبتدع صاحب هوى.
العلامة الثانية
البعد عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء
ومن علامة أهل الزيغ والعناد والبدعة والفساد البعد عن علماء الأمة والنأي عن أهل السنة الذين يفتون بالدليل ويقولون الحق في كل زمان ومكان. وقد روى الشيخان عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب الناس ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالًا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " وفي رواية: "فأفتوا برأيهم" .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول ﷺ قال: « إن العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر » والحديث ثابت بشواهده .
ويقول تعالى ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﴾ النحل: ٤٣.
ويقول الله تعالى ﴿ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﴾ الآية.
ويقول الله عز وجل ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ طه: ١١٤
﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [طه: ١١٤].
فعُلم من هذه الأدلة أن البعد عن العلماء سبيل المجرمين وأن مخالفة قول العلماء من الضلال المبين.
والله تعالى يقول: ﴿ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾.
ولا فرق بين المعرض عن العلماء ورثة الأنبياء حقًا والمعرض عن رسول الله لأنهم ورثتهم.
ويقول الله عز وجل: ﴿ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ [ فصلت: ١٣] .
فانظروا أيها الناس وأعلموا أن المعرض ربما يعتقد أنه على حق وهو معرض عنه فيكون سببا لجهله أو بدعته أو فسقه المؤدي به إلى غضب ربه والعياذ بالله.
فلا تعرض عن العلماء الذين يبصرون الناس وإن رأيت المعرضين فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغًا، وإلا فاعرض عنهم الجاهليين واهجرهم هجرا جميلًا.
واهجر ولو كل الورى في ذاته لا في رضاك وطاعة الشيطان
ويقول الله تعالى ﴿ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ [ المائدة: ٤٩].
وقال تعالى ﴿ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ [ العنكبوت: ٥١] وفق الله المسلمين خير ودفع عنهم كل سوء .
ويقول الله تعالى ﴿ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼالنساء الآيه: ٨٣]
ويقول الإمام البربهاري رحمه الله: وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس "
العلامة الثالثة
البعد عن العلم مع التزهيد فيه
قال الله ﴿ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ [ المائدة: ٤٩].
وﭧ ﭨ ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ [ محمد: ٣٨ ] .
وهذه العلامة قريبة من الأولى، إلا أن هذه أشد، لأنهم أولا يتحدثون عن العلماء ثم عن العلم ثم يزهدون فيه طلابهم وذويهم قاتلهم الله.
يقول الله عز وجل ﴿ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ طه: ١١٤.
ويقول أيضا ﴿ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﭼ محمد: ١٧ ]
ويقول الله: ﴿ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ التوبة: ١٢٤ ]... الخ.
ويقول: ﴿ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﭼ [ المجادلة: ١١]
فمن تراه بعيدا عن الحق وأهله وبعيدًا عن العلم الذي أنزله الله مبصرًا للناس وهاديًا للخلق وهاديًا إلى الحق ترى أحدهم لا يحب العلم ولا يدل عليه ولا يصبر عليه ولا يسأل فيما أشكل عليه ولو سقنا الأدلة على حرص الصحابة قريبهم وبعيدهم أعرابيهم وغيره على حرصهم على العلم وسؤالهم رسول الله ﷺ لكان مجلدًا مستقلًا (1) ولكن إذا أراد الله بعبد شرًا أبعده عن العلم فيرى نفسه كبيرهم وهو صغير وعالمًا وهو جهول وأهلا وهو لا يدري فقه صلاته ولا فقه حيض امرأته .
وقد سألني أحد طلبة القرضاوي والشعراوي إلى متى ستجلسون عند أبي هريرة ؟ فيا للعجب منكم ! أرغم الله أنفك وأنف من رباك على قلة أدبك مع الحديث وأهله.
فقلت له: نسأل الله أن يثبتنا على الحديث حتى الموت وأن يلهمنا الصبر في طلبه.
وهذا ديدنهم وطعنهم في الصحابة واضح بين فلا حول ولا قوة إلا بالله .
كما قال الله: ﴿ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﴾ فصلت: ٢٦ .
وقال البربهاري رحمه الله: إذا سمعت الرجل يطعن على أهل الأثر ولا يقبلها أو ينكر شيئا عن أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام فإنه رجل رديء القول والمذهب وإنما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
العلامة الرابعة
الخروج على ولاة الأمور
فمن الأدلة على وجوب طاعتهم وشق عصاهم:
قال الله عز وجل: ﴿ ولو ردوه إلى الرسول والى الأمر منهم ﴾.
وقال تعالى:﴿ يبغونكم الفتنة ﴾ ..
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ .
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، وأطيعوا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته.
ثم روى عن مجاهد في قوله: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، قال: أولو الفقه منكم.
وعن مجاهد في قوله:"أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، قال: أولو الفقه والعلم.
وعن ابن أبي نجيح:"وأولي الأمر منكم"، قال: أولو الفقه في الدين والعقل.
وعن ابن عباس قوله:"أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، يعني: أهل الفقه والدين.
وعن مجاهد:"وأولي الأمر منكم"، قال: أهل العلم.
وعن عطاء بن السائب في قوله:"أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، قال: أولو العلم والفقه.
وعن عطاء:"وأولي الأمر منكم"، قال: الفقهاء والعلماء.
وعن الحسن في قوله:"وأولي الأمر منكم"، قال: هم العلماء.
وعن أبي العالية في قوله:"وأولي الأمر منكم"، قال: هم أهل العلم، ألا ترى أنه يقول: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [سورة النساء: 83]اهـ
وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ (59).
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله: (3 / 492): فأمرهم بطاعتهم، وأوصى الرّاعي بالرعية، وأوصى الرعية بالطاعة،.
ومن الأحاديث في الباب ما :
قال الإمام البخاري رحمه الله: (7137)
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ : «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعْ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي وَإِنَّمَا الإمام جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى الله وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ». [أخرجه ومسلم (1835)].
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (7200)
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: «بَايَعْنَا رَسُولَ الله ﷺ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُومَ أَوْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي الله لَوْمَةَ لَائِمٍ».وأخرجه مسلم (1709).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (3455)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». وأخرجه مسلم (1842).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (3603)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ الله فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ: «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ».
وأخرجه مسلم (1843).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (3792)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لِلْأَنْصَارِ: «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي وَمَوْعِدُكُمْ الْحَوْضُ».وأخرجه مسلم (1845).
وقال الإمام البخاري رحمه الله:(3606)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ الله الْحَضْرَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ يَا رَسُولَ الله صِفْهُمْ لَنَا: قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ »قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ».
وأخرجه مسلم (1847)
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1847).
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ» إ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ».
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (6530) و (7053)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ الْجَعْدِ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».
وأخرجه مسلم (1849).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (693 )
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ».
وقال الإمام مسلم (1836):
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ كِلَاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ قَالَ سَعِيدٌ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1837)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي «أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ وَأَنْ أُصَلِّيَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا فَإِنْ أَدْرَكْتَ الْقَوْمَ وَقَدْ صَلَّوْا كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ وَإِلَّا كَانَتْ لَكَ نَافِلَةً».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1838)
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُهَا تَقُولُ حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قَوْلًا كَثِيرًا ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ» حَسِبْتُهَا قَالَتْ: «أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ الله فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا».
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (7144)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ الله حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ الله ـ وهو ابن عمر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ».
وأخرجه مسلم (1839).
وقال الإمام البخاري رحمه الله: (4340)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا فَأَوْقَدَ نَارًا وَقَالَ ادْخُلُوهَا فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا وَقَالَ آخَرُونَ إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: «لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» وَقَالَ لِلْآخَرِينَ: « لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ».وأخرجه مسلم (1840).
وقال الإمام البخاري رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « َإِنَّمَا الإمام جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى الله وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ ». وأخرجه مسلم (1841).
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1844).
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا و قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ».
فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي .
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1846).
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ يَا نَبِيَّ الله أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ.
وقال الإمام مسلم رحمه الله:
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم- أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ».
وبنحوه عن جندب رواه مسلم (1850).
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1848).
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَاصِمٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ جَاءَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الله بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً فَقَالَ إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ. أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُهُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».أخرجه مسلم (1851).
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1852).
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ ابْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ و قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: «إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1853).
حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1854).
حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا».
وقال الإمام مسلم رحمه الله: (1855).
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ قِيلَ يَا رَسُولَ الله أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/561).
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ نَحْوًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ فَقُلْنَا مَا بَعَثَ إِلَيْهِ السَّاعَةَ إِلَّا لِشَيْءٍ سَأَلَهُ عَنْهُ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ أَجَلْ سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ وَقَالَ مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/565).
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ قَالُوا بَلَى نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله قَالَ: «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ قَالُوا بَلَى نَشْهَدُ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَأَنَّ مِنْ طَاعَةِ الله طَاعَتَكَ قَالَ فَإِنَّ مِنْ طَاعَةِ الله أَنْ تُطِيعُونِي وَإِنَّ مِنْ طَاعَتِي أَنْ تُطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ أَطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/566).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي سُلَيمُ بْنُ عَامِرٍ قَال سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ».
قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ مُنْذُ كَمْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ سَمِعْتُهُ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وقال الإمام .
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/567).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ حَدَّثَهُ أَنَّ الْحَارِثَ الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا فَقَالَ عِيسَى إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بِهَا وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ وَإِمَّا أَنْ آمُرَهُمْ فَقَالَ يَحْيَى أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي أَوْ أُعَذَّبَ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَامْتَلَأَ الْمَسْجِدُ وَتَعَدَّوْا عَلَى الشُّرَفِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِالله كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ فَقَالَ هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ أَوْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ الله قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم- وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَالْجِهَادُ وَالْهِجْرَةُ وَالْجَمَاعَةُ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ» فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ الله وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: «وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ فَادْعُوا بِدَعْوَى الله الَّذِي سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ الله».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/570).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ: رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ الله قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/574).
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ حَدَّثَهُ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- أَنَّهُ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِيًا وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ وَثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ رَجُلٌ نَازَعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رِدَاءَهُ فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ الله وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/575).
وقال الإمام النسائي رحمه الله:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ الله قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامًا يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَصَلُّوا مَعَهُمْ وَاجْعَلُوهَا سُبْحَةً».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (4/576).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَقَ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- وَنَحْنُ تِسْعَةٌ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعَةٌ أَحَدُ الْعَدَدَيْنِ مِنْ الْعَرَبِ وَالْآخَرُ مِنْ الْعَجَمِ فَقَالَ: «اسْمَعُوا هَلْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ».
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله.
(3170ـ3169).
وقال الإمام النسائي رحمه الله:
أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر»ٍ.
وعن أبي أمامة مثله وهما في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله وبوب عليهما بقوله ﷺ (باب الإنكارعلى الأمير المسلم إذا خالف شرع الله بدون خروج لقتاله).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدُ الله مَعَ الْجَمَاعَةِ».
وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (3175).
وقال ابن أبي عاصم رحمه الله في السنة: (ج 2 / ص 467)
ثنا أبو موسى ، حدثنا عبد الله بن حمران ، ثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن عمر بن الحكم ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : أتاه رجل رحمه الله: يعني النبي صلى الله عليه وسلم : وهو يقسم تبرا يوم حنين ، فقال : يا محمد اعدل . فقال : « ويحك إن لم أعدل ، عند من يلتمس العدل ؟ » ثم قال : « يوشك أن يأتي قوم مثل هذا ، يسألون كتاب الله وهم أعداؤه ، يقرءون كتاب الله ، محلقة رءوسهم ، إذا خرجوا فاضربوا أعناقهم »
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله (3174).
وقال الإمام الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ وَحَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ ثُمَّ قَرَأَ ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ.
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله.
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: الْخَوَارِجُ هُمْ كِلَابُ النَّارِ.
وهو في الجامع الصحيح للإمام الوادعي رحمه الله.
فصل في أقوال السلف والعلماء في طاعة ولاة الأمور
قال الطحاوي رحمه الله (ص 421- شرح الطحاوية) : « ونرى الصلاة خلف كل بَرٍّ وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم.
وفي قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للفيروز أبادي (124) قال: وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ.
وفي العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام- (359) قال: شُهُودِ الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ مَعَ الْأُمَرَاءِ أَيًّا كَانُوا ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : « صَلُّوا خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ » .
وفي الإبانـة عن أصول الديانة لابن بطة (11- 31 ).وَمِنَ النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » .
ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وفاجر كما روى أن عبد الله بن عمر رضى الله عنهم كان يصلي خلف الحجاج .
وقال الإمام أحمد - إمام أهل السنة: (( أصول السنّة عندنا: التمسّك بما كان عليه أصحاب رسول الله ﷺ والاقتداء بهم.....، والسمع والطاعة للأئمة ... البَرّ …والفاجر؛ ومن وَليَ الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة ... ماضٍ، وليس لأحد أن يطعن عليهم، وينازعهم...، ومن خرج على إمام المسلمين- وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقرُّوا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضى، أو بالغلبة- فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ).
من كتاب " أصول اعتقاد أهل السنة" للّلالكائي: ( 1/ 156- 161).
قال أبو القاسم اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (167)
ثم السمع والطاعة للائمة وأمراء المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة بإجماع الناس ورضاهم . لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلة إلا وعليه أمام برًا كان أو فاجرًا فهو أمير المؤمنين .
والغزو مع الأمراء ماض إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك وقسمة الفيء وإقامة الحدود للأئمة الماضية ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة قد بريء من دفعها إليهم وأجزأت عنه برًا كان أو فاجرًا .
وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه جائزة قائمة ركعتان من أعادها فهو مبتدع تارك للإيمان مخالف وليس له من فضل الجمعة شيء إذا لم ير الجمعة خلف الأئمة من كانوا برهم وفاجرهم والسنة أن يصلوا خلفهم لا يكون في صدره حرج من ذلك .
ومن خرج علي أمام من أئمة المسلمين وقد اجتمع عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأي وجه كانت برضا كانت أو بغلبة فهو شاق هذا الخارج عليه العصا وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية
ولا يحل قتال السلطان وألا الخروج عليه لأحد من الناس فمن عمل ذلك فهو مبتدع على غير السنة.
قال أبو بكر بن الخلال في السنة (96 )
وأخبرني علي بن عيسى ، قال : سمعت حنبلًا يقول في ولاية الواثق : اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله ، أبو بكر بن عبيد ، وإبراهيم بن علي المطبخي ، وفضل بن عاصم ، فجاءوا إلى أبي عبد الله ، فاستأذنت لهم ، فقالوا : يا أبا عبد الله ، هذا الأمر قد تفاقم وفشا ، يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك ، فقال لهم أبو عبد الله : « فما تريدون ؟ قالوا : أن نشاورك في أنا لسنا نرضى بإمرته ، ولا سلطانه ، فناظرهم أبو عبد الله ساعة ، وقال لهم : « عليكم بالنكرة بقلوبكم ، ولا تخلعوا يدا من طاعة ، ولا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، انظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر » ، ودار في ذلك كلام كثير لم أحفظه ومضوا ، ودخلت أنا وأبي على أبي عبد الله بعدما مضوا ، فقال أبي لأبي عبد الله : نسأل الله السلامة لنا ولأمة محمد ، وما أحب لأحد أن يفعل هذا ، وقال أبي : يا أبا عبد الله ، هذا عندك صواب ، قال : لا ، هذا خلاف الآثار التي أمرنا فيها بالصبر » ، ثم ذكر أبو عبد الله قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن ضربك فاصبر ، وإن . . . وإن فاصبر » ، فأمر بالصبر .
وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : ( لو كان لي دعوة مستجابة ما صَيَّرتها إلا في الإمام، قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟، قال : متى صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد ) . كما في حلية الأولياء : ( 8/91 ) .
وقال الإمام أحمد مملياً ابنه عبدالله : ( وإني أسأل الله - عز وجل - أن يطيل بقاء أمير المؤمنين، وأن يثبته، وأن يمده منه بمعونة، إنه على كل شيء قدير ) . كتاب " السنة " لعبدالله : (1/140 ).
وقال الإمام أحمد : ( لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان ) .كما في " مجموع الفتاوى " : (28/391)، و"كشاف القناع " : (2/37) .
وقال الحسن بن علي بن خلف البربهاري أبو محمد في شرح السنة (ص 51) (107) : وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله يقول فضيل بن عياض لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان قيل له يا أبا علي فسر لنا هذا قال إذا جعلتها في نفسي لم تعدني وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين.
وقال الطحاوي في عقيدة أهل السنَّة والجماعة: ( ولا نرى الخروجَ على أئمَّتِنا ووُلاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا نَنْزِعُ يداً مِن طاعتهم، ونرى طاعتَهم مِن طاعة الله عزَّ وجلَّ فريضة، ما لم يأمروا بمعصيةٍ، وندعو لهم بالصّلاح والمعافاة ). العقيدة مع شرحها لابن أبي العزّ (ص540).
ونقل ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية (ص 84 ) عن - الأشعري - (20) في الإبانة:
ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وفاجر كما روى أن عبد الله بن عمر رضى الله عنهم كان يصلي خلف الحجاج.
وأن المسح على الخفين سنة في الحضر والسفر خلافا لقول من أنكر ذلك.
ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة .
وندين بإنكار الخروج بالسيف وترك القتال في الفتنة ... ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وغيرهما خَلْفَ كلّ بَرٍّ وفاجر، وكذلك سائر الصلوات الخمس سنّة بالجماعات، كما روي عن عبد الله بن عمر أنه كان يصلي خَلْفَ الحجاج. ...ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم، وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة، وندين بترك الخروج عليهم وترك القتال في الفتنة...
وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية - (3 / 391)ط المعارف.
ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه و سلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته.
وذكر الإمام الشوكاني- رحمه الله تعالى-:" إذا كانت الإمامة الإسلامية مختصة بواحد، والأمور راجعة إليه، مربوطة به ، كما كان في أيام الصحابة والتابعين وتابعيهم؛ فحكم الشرع في الثاني الذي جاء بعد ثبوت ولاية الأول : أن يقتل إذا لم يتب عن المنازعة.
وأما بعد انتشار الإسلام، واتساع رقعته، وتباعد أطرافه؛ فمعلوم أنه قد صار في كل قطر أو أقطار الولاية إلى إمام أو سلطان، وفي القطر الآخر أو الأقطار كذلك، ولا ينفذ لبعضهم أمر ولا نهي في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته؛ فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين، ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره و نواهيه؛ وكذلك صاحب القطر الآخر، فإذا قام من ينازعه في القطر الذي قد ثبتت فيه ولا يته ، وبايعه أهله، كان الحكم فيه: أن يقتل إذا لم يتب؛ ولا تجب على أهل القطر الآخر طاعته، ولا الدخول تحت ولايته لتباعد الأقطار.
فاعرف هذا؛ فإنه المناسب للقواعد الشرعية، والمطابق لما تدل عليه الأدلة، ودع عنك ما يقال في مخالفته، فإن الفرق بين ما كانت عليه الولاية الإسلامية في أول الإسلام، وما هي عليه الآن أوضح من شمس النهار، ومن أنكر هذا فهو مباهت،…لا يستحق أن يخاطب بالحجة لأنه لا يعلقها". انتهى باختصار من " السيل الجرّار": (4/ 512). وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-: (( الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان؛ له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا. لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصلح إلا بالإمام الأعظم ). " الدرر السنّية" : ( 7/239).
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب النجدي في الأصول الستة :
الأصل الثاني: أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه، فبين الله هذا بياناً شافياً تفهمه العوام ، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه ، ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين ، وصار الاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون.
الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، فبين الله هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به. الجامع الفريد (324).
وقال الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: ننصح الجميع بلزوم السمع والطاعة ، والحذر من شق العصا والخروج على ولاة الأمور مما يروا من المنكرات العظيمة، لأن هذا من دين الخوارج، وهذا غلط، هذا خلاف ما أمر به النبي ﷺ فلا يجوز لأحد شق العصا، والخروج، والذي يدعو إلى ذلك- الشرع أن - يُقتل والواجب على ولاة الأمور إن عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذ على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة بين المسلمين.ا هـ. راجع كتاب:" الفتاوى المهمة في تبصير الأمة " .
وقال الإمام الوادعي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتاب كما في (تحفة المجيب) (381):
فهل يرفع الله أهل العلم أم أصحاب الثورات والانقلابات وقد جاء في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل: متى السّاعة؟ فقال: « إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر السّاعة». رئيس حزب وهو جاهل؟؟.
ومن الأمثلة على هذه الفتن الفتنة التي كادت تدبر لليمن من قبل أسامة بن لادن إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني بها مسجدًا في بلد كذا. فيقول: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي إن شاء الله بقدر إمكانياتنا. وإذا قيل له: نريد مدفعًا ورشاشًا وغيرهما. فيقول: خذ هذه مائة ألف أو أكثر وإن شاء الله سيأتي الباقي. ثـم بعد ذلك لحقه الدبور، فأمواله في السودان في مزارع ومشروعات من أجل الترابي ترّب الله وجهه، فهو الذي لعب عليه.
وكان هناك شخص مصري من أخصائه جاسوس عليه، وعليه لحية ما شاء الله، والحكومات تبحث عن المال أين يودعه فقال لهم: إن الأموال في بنك في تركيا، ثم يذهبون ويأخذون الأموال.
فأنصح كل سني بأن يصبر على الفقر وعلى الأذى حتى من الحكومات، وإيـاك أن تحــدثك نفسك وتقول: سنقوم بثورة وانقلاب، تسفك دماء المسلمين، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابًا عظيمًا﴾.
وأقول: إن المجتمع الذي نعيش فيه محتاج إلى تربية، ومحتاج إلى ألف شخص مثل الشيخ ابن باز، وألف شخص مثل الشيخ الألباني، يربونهم على العلم الصحيح وعلى التوحيد وعلى الدعوة إلى الله برفق ولين، وهذان العالمان الفاضلان يتنكر لهما الحزبيون، ائتوني بحزبي لا يبغض هذين الرجلين، حتى ولو جاءوا إلى الشيخ ابن باز وقالوا له: ياشيخ بارك الله فيك الحمد لله لم يبق بيننا وبين أن نصل للحكم الإسلامي إلا الانتخابات. ثم تنتهي الانتخابات فإذا هم في أسفل سافلين.اهـ
والأحاديث والآثار في تحريم الخروج على الولاة الأمر من المسلمين ولو كانوا عصاة ظالمين وطاعتهم في المعروف وعدم التشهير بهم والحماس عليهم ونزع اليد من طاعتهم وبيعة غيرهم في بلدهم وتحريم هذا أدلته معروفة صحيحة صريحة.
ومن العجيب أن ترى في هذا الزمان من يخرج منهم وهذا حال أهل البدع من الإخوان المسلمين والسروريين وغيرهم من الأحزاب الهالكة، وتراهم وإن قالوا: نريد نصرة الدين أو صلاح المسلمين فوالله ما يريدون إلا عرضًا من الدنيا ونيلًا للرئاسة وحصول الفتن والبلاء بالأمة.
وإلا فلماذا يطلب كبارهم الإمارة بل وينافس عليها وربما قاتل والله المستعان.
ومن أعمالهم: الدعاء عليهم على المنابر والتشهير بهم ولو علموا الحكم الصحيح وقد علموا وعقلوا لما عملوا .
وقد قال البربهاري رحمه الله في كتاب شرح السنة ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي وقد شق عصا المسلمين " وخالف الآثار فميتته ميتة جاهلية ، وقال أيضا وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله لقول فضيل ابن عياض لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان "
ومنها
الولاء والبراء في بدعتهم
فمن رأيته يوالى من كان من جماعته الخارجه عن أهل السنة ويعادي من لم يكن كذلك فاعلم أنه مبتدع ضال وليس من هذا من كان من أهل السنة وإنما بمعنى من كانت جماعتة مخترعة جديدة أو من كان منتميًا إلى رجل أو جماعة محدثة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » متفق عليه من حديث أنس وأنفرد به البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
عدم تبديع المبتدعة والهدنة معهم
وهذا الأمر فشا كثيرًا ولا نقصد باب الاجتهاد ولكن نقصد ما كان من باب الهوى ممن كان جاهلًا بأمر المبتدع أو لم يصله أقوال العلماء فيه وأحسن به الظن فلا يبدع، ولكن من عاند.
وعجبًا !! من هذا الصنف ممن رأيته معارضا للعلماء يبدعون رجلًا وقد تبين إعراضه عن أهل السنة بل وربما قدح في أهل الحديث وتكلم فيه علماء السنة العاملون فاعلم أن هذا الساكت الذي يقول ما تبين لي – زعم – من أشر أهل البدع فانه لا يزال مريضًا مذبذبًا في كل فتنة شاكًا تائهًا متعبًا لأهل الحق .
فلا بد من التسليم لكلام الله وكلام رسوله ومن الرجوع لأهل العلم والتسليم لهم وارجع إلى الفصل .
ولذا جعل العلماء الواقفة شر أهل البدع أي الذين لم يتكلموا بالحق في فتنة خلق القران.
وقد قال الإمام البربهاري رحمه الله: ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي .
وقال الإمام أحمد: ومن قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق وإنما هو كلام الله فهو مبتدع فإنما هو كلام الله غير مخلوق .أصول أهل السنة .
الإجمال في الأقوال
ليس من النصيحة والبيان
ونقصد بهذا الإجمال فيما يحتاج إلى تفصيل ولا ينبغي فيه الإجمال وهذا عند أهل العلم من علامات أهل البدع .
وحاول المفتون أبو الحسن تسهيل هذا الأمر وان المجمل يحمل على المفصل وقد رد عليه العلامة ربيع وفنذ شبهه وأظهر خيانته وأبان الله به الحق ودحض به باطله فجزاه الله خيرا وحفظه الله للمسلمين.
فالإجمال في الأحكام التي يفصل فيها أهل السنة ويبينون فيها من الأمور الباطلة ولا يتنبه لهذا إلا موفق فالحكم على الجماعات الإسلامية أنها على خير أو أنها كل منها على فراغ أو ثغرة أو قول بعضهم : الجماعة الفلانية فيها خير للمسلمين...الخ.
هذا ضلال وخيانة وإنما هو في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر يرجع إلى النصيحة لله ورسوله وأرادة النجاه والخوف من الله وحده ، فالإجمال غالبًا يتستر به الذي يريد أن يرضي أهل السنة وغيرهم من أهل الأهواء عياذًا بالله العظيم .
إتباع المتشابه
قال البخاري رحمه الله حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولوا الألباب " قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم " أخرجه مسلم بهذا السند .
فمن هذا الحديث يعرف البصير السني أهل البدعة من أهل السنة والمسلم من الشاك المكذب ترى مبتدع يبتعد عن الأدلة الصريحة المحكمة إلى أدلة متشابهه لا أنه يريد الدليل والحق ولكن الهوى .
الألـفـة ومجـالـسة المبتدعة أو الدراسة عندهم
لقول الله تعالى ﴿ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﴾ [ النساء: ١٤٠].
وقال الله تعالى ﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖ﴾.الفرقان: ٢٧ - ٢٩
وقال تعالى ﴿ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ النساء: ١٤٠]
وقال تعالى ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾ النساء ٣٨ .
وقال تعالى ﴿ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﴾. [ الأنعام: ٦٨]
قال الإمام البخاري رحمه الله ثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي برده عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما ان يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ».
وقال الإمام البربهاري رحمه الله: إذا رأيت الرجل جالسا مع رجل من أهل الأهواء فحذره وعرفه فإن جلس معه بعدما علم فإنه صاحب هوى .
فليستحي على نفسه من يجيز مجالسة المبتدع ومن يتساهل في هذا أو من يقول بجواز الدراسة عند أهل البدع وليعلم القائل بهذا أنه أقرب إلى البدعة من السنة بل بعيد من السنة ومتى أجاز السلف الدراسة عند أهل البدع لا سيما وقد كفا الله أهل السنة في كل خير وفيهم المحدث الفقيه والمفسر الأصولي والشاعر اللغوي والخطيب والبليغ ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " قال البخاري وهم أهل العلم قال أحدهم أهل الحديث وهل العلم ألا الحديث "
فمجالسة المبتدعة مرض القلب وارتباك في المعتقد وشك في السنة ولازال أهل العلم والسلف والخلف يحذرون وينأون عن هذا ويحكون على المجالس أنه كالمجالس .
ولتعلموا أن الواجب قبول الحق من كل من أدلى به حتى من كافر أو الشيطان ولا يجوز طلب الحق عند غير المتمسكين أهل السنة الناصحين .
وقد رأينا بعض من يدعي التمسك بالسنة يدرسون عند المبتدعة فما أفلحوا لا في العلم ولا اتقوا لا في دين ولا دنيا .
ولم يكفهم أهل السنة فعند أهل السنة من الخير المبارك ما ليس عند غيرهم والله.
والذي يقول فما الحكم في زمن أفتقد أهل السنة ؟ نقول وقعت في الحفرة وزلت بقولك ورددت حديث رسولك وظننك بالله ظن السوء وأين تذهب بحديث رسولك صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي حتى تقوم الساعة ظاهرين على الحق ....." فهم في كل زمان لا يغيبون سلفًا عن سلف.
مخالفة أصل من أصول الدين
قال الله تعالى ﴿ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﴾ [ المائدة: ٣]
وقال عزو جل ﴿ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ آل عمران: ١٩
وقال ﴿ أفغير دين الله يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ﴾ وقال تعالى ﴿ والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ﴾
وقال تعالى ﴿ إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا – أولئك هم الكافرون حقا و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا ﴾
ويقول عز وجل ﴿ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذب ....﴾.
ولذا قال الإمام أحمد ومن السنن التي من خالف شيئا منها لم يكن من أهلها ثم ذكر أصول السنة، والدين.
فالدين كامل شامل لا يحتاج إلى تأصيل ولا تقعيد ولا ابتداع وإنما يحتاج إلى قناعة به ويقين بأنه الحق من ربنا "
فالإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام ومن ابتغى الحق في غيرها أهانه الله ومن لم يقنع بها لا قنعه الله ومن لم يكتف بالكتاب والسنة فلا كفاه الله في دينه ولا دنياه .وما ضل قول وابتدعوا في الدين إلا بإدخالهم في الدين أصولا ليست منه كالمعتزلة والجهمية والأشاعرة والماتريدية وكذلك الإخوان المسلمون وجماعة التبليغ والسرورية القطبية .
التأويل الباطل المخالف للدليل الصحيح
قال تعالى: ﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ﴾.
وقال تعالى ﴿ فلا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ﴾ وقال تعالى ﴿ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله ﴾ وما ضل أكثر أهل البدع إلا بتأويلهم النصوص عن ظواهرها كالمعتزلة والمشبهة والجهمية والمعطلة والخوارج والقدرية وما تفرع عنهم في هذا الزمان .
ومعنى التأويل هنا إخراج النص عن ظاهره.
التكتل والتجمع سريًا في أمور الدين
قال عمر بن عبد العزيز كما في سنن الدارمي رقم (307) أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال قال عمر بن عبد العزيز : إذا رأيت قوما ينتجون بأمر دون عامتهم فهم على تأسيس الضلالة .
ومن حيث أن الدين كامل شامل رحمة ميسر محاسنه كثيرة وشرائعه محكمة ولا شئ منه يستحي من ظهوره وانتشاره فلماذا التكتل والإسرار؟؟ فهذا كلام السلف رحمه الله حق .
وترى هذا كثيرا في زماننا وبخاصة عند الإخوان المسلمين تراهم يتجمدون من حين لآخر ويتكتلون ويخافون لا أحد يعرف هذا يأتي من هنا وذاك ممن هذا المكان وهذا بعد هذا الخ كلامهم من التهوسات والوساوس التي الم يبارك الله فيها .
المغالاة في الأشخاص والتعصب لهم بالهوى
قال تعالى ﴿ يا آيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم والوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقير فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾.
وقال تعالى ﴿ يا آيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ﴾ ...إلخ.
وقال الله عز وجل ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾
الكلام في توحيد الحاكمية قبل توحيد الالوهية
قال الله عز وجل ﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ﴾
وقال الله عز وجل ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا اله إلا انا فاعبدون ﴾
وقال الله عز وجل ﴿ فاعلم انه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ﴾
وقال الله عز وجل ﴿ ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾.
وهكذا ترى أهل البدع يفردون توحيد الحاكمية توحيدًا وهذا من قلة علمهم وتوحيدهم فتراهم لا يهمهم إلا الدنيا و لا يفكرون في أمر الدين أو توحيد الألوهية .
وكما قال شيخنا مقبل رحمه الله فيهم: ما همهم الدين ما هم حول الدين ".
فترى الإخوان المسلمين وأصحاب البيعات. ومن ابتعد عن السنة وحارب أهلها يطيش فكره في الدنيا ويتزعزع اعتقاده فتراهم بهذه الفكرة يحاولون الخروج عن الحكام ويهيجون الناس علي حكام المسلمين واشترك في هذا الرافضة والإخوان المسلمين والسروريين لا بارك الله فيهم أجمعين وكما قال السلف رحمهم الله ما ابتدع رجل بدعة إلا رأى السيف .
لمز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: ﴿محمّدٌ رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلا من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفّار وعد الله الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات منهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا﴾ الفتح (29)
قال الامام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا محمّد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: « خير النّاس قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم ثمّ يجيء أقوامٌ تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته».
رواه مسلم رقم (2533).
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى (2534):
وحدّثني إسماعيل بن سالم أخبرنا هشيمٌ أخبرنا أبو بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « خير أمّتي القرن الّذين بعثت فيهم ثمّ الّذين يلونهم والله أعلم أذكر الثّالث أم لا قال ثمّ يخلف قومٌ يحبّون السّمانة يشهدون قبل أن يستشهدوا ».
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى(2651):
حدّثنا آدم حدّثنا شعبة حدّثنا أبوجمرة قال سمعت زهدم بن مُضرّب قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما قال قال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: « خيركم قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم ».
رواه مسلم رقم (2535).
قال الامام مسلم رحمه الله تعالى (2536):
حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد واللّفظ لأبي بكر قالا حدّثنا حسينٌ وهو ابن عليّ الجُعفيّ عن زائدة عن السّدّيّ عن عبد الله البهيّ عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رجلٌ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أيّ النّاس خيرٌ؟ قال: « القرن الّذي أنا فيه ثمّ الثّاني ثمّ الثّالث».
هذا فيه فضل الصحابة رضوان الله عليهم. ومما في الباب ما أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيدٍ الخدرىّ قال قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- « يأتي على النّاس زمانٌ يبعث منهم البعث فيقولون انظروا هل تجدون فيكم أحدًا من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فيوجد الرّجل فيفتح لهم به ثمّ يبعث البعث الثّاني فيقولون هل فيهم من رأى أصحاب النّبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيفتح لهم به ثمّ يبعث البعث الثّالث فيقال انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النّبىّ - صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ثمّ يكون البعث الرّابع فيقال انظروا هل ترون فيهم أحدًا رأى من رأى أحدًا رأى أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فيوجد الرّجل فيفتح لهم به ».
قال النووي رحمه الله: ( 8 / 314): اتّفق العلماء على أنّ خير القرون قرنه صلى الله عليه وآله وسلم، والمراد أصحابه، وقد قدّمنا أنّ الصّحيح الّذي عليه الجمهور أنّ كلّ مسلم رأى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولو ساعة فهو من أصحابه، ورواية ( خير النّاس ) على عمومها، والمراد منه جملة القرن، ولا يلزم منه تفضيل الصّحابيّ على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ولا أفراد النّساء على مريم وآسية وغيرهما، بل المراد جملة القرن بالنّسبة إلى كلّ قرن بجملته. قال القاضي: واختلفوا في المراد بالقرن هنا، فقال المغيرة: قرنه أصحابه، والّذين يلونهم أبناؤهم، والثّالث أبناء أبنائهم: وقال شهر: قرنه ما بقيت عين رأته، والثّاني ما بقيت عين رأت من رآه، ثمّ كذلك. وقال غير واحد: القرن كلّ طبقة مقترنين في وقت، وقيل: هو لأهل مدّةٍ بعث فيها نبيّ طالت مدّته أم قصرت. وذكر الحربيّ الاختلاف في قدره بالسّنين من عشر سنين إلى مائة وعشرين. ثمّ قال: وليس منه شيء واضح، ورأى أنّ القرن كلّ أمّة هلكت فلم يبق منها أحد. وقال الحسن وغيره: القرن عشر سنين، وقتادة سبعون، والنّخعيّ أربعون، وزُرارة بن أبي أوفى مائة وعشرون، وعبد الملك بن عُمير مائة، وقال ابن الأعرابيّ: هو الوقت. هذا آخر نقل القاضي، والصّحيح أنّ قرنه صلى الله عليه وآله وسلم الصّحابة، والثّاني التّابعون، والثّالث تابعوهم.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى ﴿ محمّدٌ رسول الله.. ﴾: ( 7 / 360)
يخبر تعالى عن محمد صلوات الله عليه ، أنه رسوله حقا بلا شك ولا ريب، فقال: ﴿ محمّدٌ رسول الله ﴾، وهذا مبتدأ وخبر، وهو مشتمل على كل وصف جميل، ثم ثنى بالثناء على أصحابه فقال: ﴿ والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم ﴾، كما قال تعالى: ﴿ فسوف يأتي الله بقومٍ يحبّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين ﴾ [المائدة: 54] وهذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديدا عنيفًا على الكفار، رحيما برًّا بالأخيار، غضوبًا عَبوسًا في وجه الكافر، ضحوكا بشوشًا في وجه أخيه المؤمن، كما قال تعالى: ﴿ يا أيّها الّذين آمنوا قاتلوا الّذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلظةً ﴾ [التوبة: 123]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسّهر" ، وقال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه . كلا الحديثين في الصحيح.
وقوله: ﴿ تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلا من الله ورضوانًا ﴾: وصفهم بكثرة العمل وكثرة الصلاة، وهي خير الأعمال، ووصفهم بالإخلاص فيها لله، عز وجل، والاحتساب عند الله جزيل الثواب، وهو الجنة المشتملة على فضل الله، وهو سعة الرزق عليهم، ورضاه تعالى عنهم وهو أكبر من الأول، كما قال: ﴿ ورضوانٌ من الله أكبر ﴾ [التوبة: 72].
وقوله: ﴿ سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ﴾: قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما :﴿ سيماهم في وجوههم ﴾ يعني: السمت الحسن.
وقال مجاهد وغير واحد: يعني: الخشوع والتواضع.
وقال: وقال مالك، رحمه الله: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون: "والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا". وصدقوا في ذلك، فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة، وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد نوَّه الله بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة؛ ولهذا قال هاهنا: ﴿ ذلك مثلهم في التّوراة ﴾، ثمّ قال: ﴿ ومثلهم في الانجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ﴾: ﴿ أخرج شطأه ﴾ أي: فِراخه، ﴿ فآزره ﴾ أي: شده ﴿ فاستغلظ ﴾ أي: شب وطال، ﴿ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ﴾ أي: فكذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم آزروه وأيدوه ونصروه فهم معه كالشطء مع الزرع، ﴿ ليغيظ بهم الكفّار ﴾.
ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمه الله، في رواية عنه-بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة، قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه الآية. ووافقه طائفة من العلماء على ذلك. والأحاديث في فضائل الصحابة والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة ، ويكفيهم ثناء الله عليهم، ورضاه عنهم.
فمن لمز أصحاب رسول الله سواء جملة أو تفصيلا برجعية أو فسق أو طعن في واحد منهم فاعلم أنه قليل الأدب مع الله ومع نبيه سفيه الحلم مريض القلب وهذا تراه عند الرافضة والشيعة والإخوان المسلمين والسرورية.
فمن قال: إلى متى تبقون عند أبي هريرة ، أو يقولون الرجوع إلى حالهم رجعية وقد سمعت هذا من بعضهم والله حسيبهم .
قال الطحاوي في عقيدته وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بغير الحق فهو على غير السبيل "
وقال شيخ الإسلام في الواسطية ومن طعن في خلافة أحد من الصحابة فهو أضل من حمار أهله " .
وقال القحطاني في نونيته " ومن ذكرهم – أي الصحابة رضوان الله عليهم "بالسوء فهو على غير السبيل ".
وقال البربهاري قال بن عينه من نطق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة فهو صاحب هوى "
كثرة الجدل وعلم الكلام
فان أهل السنة قديمًا وحديثا يبتعدون عن الجدل وعلم الكلام وينهون عن المراء وينئون عنه لكونه شكًا في الدين ويسبب المرض في القلب فهاهو الإمام البربهاري يقول في شرح السنة ص (86): واعلم رحمك الله أنه ما كانت زندقة قط ولا كفر ولا شك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأصحاب الكلام والجدل والمراء والخصومة .
وقد قال الإمام البخاري رحمه الله باب ترك البدع والخصومات في الدين .
وقال الإمام مالك لما جاءه الرجل يجادل قال أنا على يقين من أمرى فاذهب إلى شاك قبلك فجادله "
حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل وصححه الإمام الوادعي رحمه الله في مسند أبي أمامة في مسنده.
اتباع الهوى
قال الإمام أبو محمد الحسن بن على البربهاري في كتاب شرح السنة "
85 - واعلم أن أصول البدع أربعة أبواب يتشعب من هذه الأربعة اثنان وسبعون هوى ثم يصير كل واحد من البدع يتشعب حتى تصير كلها إلى ألفين وثمان مائة كلها ضلالة وكلها في النار إلا واحدة وهو من آمن بما في هذا الكتاب واعتقده من غير ريبة في قلبه ولا شكوك فهو صاحب سنة وهو الناجي إن شاء الله * واعلم أن الناس لو وقفوا عند محدثات الأمور ولم يجاوزوها بشيء ولم يولدوا كلاما مما لم يجيء فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عن أصحابه لم تكن بدعة .
معارضة السنة وردها بمتشابه القران ومجمله
قال عمر بن الخطاب إن ناسا يجادلون بشبه القران فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله عز وجل .
قلب الحقائق
الإعراض عن كتب السلف والحديث وأخذ كتب الحركيين
الاهتمام بالمناصب والوصول إلى الحكم
مشابهة أهل البدع كالصوفية
قال الإمام البربهاري رحمه الله " وأحذر ان تجلس مع من يدعو إلى الشوق والمحبة ومن يخلو مع النساء وطريق المذهب فإن هولاء كلهم على ضلاله " وقال رحمه الله " وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذرهم فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر .
القصص والإفراط فيها
رميهم أهل السنة بالباطل
قال الإمام البربهاري رحمه الله وإن سمعت الرجل يقول فلان مشبه وفلان يتكلم في التشبيه فاتهمه واعلم أنه جهمي وإذا سمعت الرجل يقول فلان ناصبي فاعلم أنه رافضي وإذا سمعت الرجل يقول تكلم في التوحيد واشرح لي التوحيد فاعلم أنه خارجي معتزلي أو يقول فلان مجبر أو يتكلم بالإجبار أو التكلم بالعدل فاعلم أنه قدري لان هذه أسماء محدثة أحدثتها أهل الأهواء "
قلت هذه البهت رمي بها أهل السنة فيقصدون بالتشبيه أن أهل السنة يثبتون الأسماء والصفات "
ويقصدون بالناصبي أي ............. أهل البيت " ينصبون العداء لأهل البيت "
ويقصدون بالتوحيد أي أن أهل السنة لا يخرجون على الحكام
ويقصدون فلا ن مجبر أي أن أهل السنة يثبتون القدر خيره وشره .
وقال الإمام أبو حاتم الرازي وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء " أخرجه اللالكائي في السنة بسند صحيح إن شاء الله .
قلت كذلك إذا رأيت الرجل يقول أهل السنة مدخلية أو متشدد ومقبلية أو حدادية أو غلاة فإن أهل السنة هم أهل السنة لا ينتمون إلى غيرها وعد هذا الرامي بالألقاب مبتدعا ضالا والله المستعان .
عدم الاطمئنان إلى السنة والشك فيها
ولا شك أن السنة من عند الله قال الله عز وجل " ويعلمهم الكتاب والحكمة " قال المفسرون أي الكتاب والسنة وقال الإمام البربهاري رحمه الله " وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القران فلا شك أنه رجل قد احتوى على الزندقة فقم من عنده ودعه "
فالسنة من عند الله كما أن القران من عند الله لقوله صلى الله عليه وسلم " إني أتيت القران ومثله معه " وقوله كما جاء عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا ألفين أحدكم متكًأ على أريكتة يقول ماجاءني من القران فنعم ألا إني أوتيت القران ومثله معه " والحديث صححه الوادعي في الصحيح المسند فالسنة تبين القران وتدل عليه وتفسره ولذا قال الله عز وجل " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "
علامات الفرق المبتدعة
واليك ذكر بعض علامات الفرق التي من كانت فيه فاعلم أنه من تلك الفرق فان هذه العلامات دونت في كتب العلماء وأكثروا منها لكونها فاضحة لهم فان المبتدع لا يعرف بقرون او لبس او لون وإنما يتظاهر بالسنة ولباس السنة حتى يظن من لا علم عنده انه منهم وهو من أهل النفاق والبدع عند التمحيص قال الله تعالى في المنافقين " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنده " وقال تعالى " فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم " الآية..
علامة الرافضة
1- انتقاصهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
2- انتقاصهم لأحد الصحابة رضي الله عنهم كمعاوية وعمر بن العاص رضي الله عنهم.
3- تفضيل علي رضي الله عنه على أبي بكر وعمر وعثمان.
4- زيارتهم لقبر علي – زعموا – والسجود لقبره والدعاء عنده .
5- قولهم بخلق القران مع ما سبق .
6- تأويل بعض صفات الله.
7- الخروج على الحكام .
علامة الجهمية
2- الجهمية: نسبة إلى الجهم بن صفوان الذي قتله سالم أو سلم بن أحوز سنة 121هـ.
مذهبهم في الصفات التعطيل، والنفي، وفي القدر القول بالجبر، وفي الإيمان القول بالإرجاء وهو أن الإيمان مجرد الإقرار بالقلب وليس القول والعمل من الإيمان ففاعل الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان فهم معطلة، جبرية، مرجئة وهم فرق كثيرة.
1- القول بخلق القران .
2- إنكار أسماء الله وصفاته
3- القول...................... الحكام .
4- ...............................الجنة
5- ...............................النار.
6- .............................الصراط والميزان ألخ.
علامة المعتزلة
7- المعتزلة: أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري، وقرر أن الفاسق في منزلة بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر، وهو مخلد في النار، وتابعه في ذلك عمرو ابن عبيد. ومذهبهم في الصفات التعطيل كالجهمية، وفي القدر قدرية ينكرون تعلق قضاء الله وقدره بأفعال العبد، وفي فاعل الكبيرة أنه مخلد في النار وخارج من الإيمان في منزلة بين منزلتين الإيمان والكفر، وهم عكس الجهمية في هذين الأصلين.
ومن علاماتهم .
1- القول بأن الإنسان هو المختار في كل ما يفعل وهو الخالق لفعله.
2- القول بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمنًا ولا كافرًا وإنما بمنولة بين المنزلتين في الدنيا ومخلد في النار يوم القيامة.
3- أنهم أصلوا أصولًا خمسة تعتبر من أسنى سماتهم. وهي:
4- التوحيد ويقصدون به ....
علامة الكرامية
8- الكرامية: أتباع محمد بن كرام المتوفى سنة 255هـ يميلون إلى التشبيه، والقول بالإرجاء وهم طوائف متعددة.
9- من علات الأشاعرة
وههم أتباع أبي الحسن الأ شعري واسمه علي بن أسماعيل ـ 270).
ومن علاماتهم وعقائدهم
1- موافقتهم لأهل الكلام ومخالفتهم لأهل الخق في إثبات وجود الله عز وجل سبحانه .
2- التوحيد عندهم هو نفي التعدد ونفي الشبيهوفسروا الإله بأنه الخالق ولم يفرقوا بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية .
3- إنكارهم صفة الوجه واليدين والصفات الخبرية .
4- أول واجب عندهم هو النظر والقصد إليه.
5- تأويل الصفات الخبرية والنتأخرون منهم غالبًا فوضوا معانيها .
6- وهن في التكفير مضطربون أحيانًا يكفرون وتارة يقولون لا نكفر إلا من كفرنا, مع أنهم يكفرون من يثبت علو الله.
7- قولهم كلام الله نفسي لا حقيقة.
8- التوفيق عندهم خلق القدرة على الطاعة والخذلان خلق القدرة على المعصية.
9- حصرهم دلائل النبوة في المعجزات التي هي من الخوارق موافقة للمعتزلة.
10- نفوا الحكمة التعليل في أفعال الله مطلقا.
ووافقوا أهل السنة في الرؤية وفي الصحابة وصاحب الكبيرة والإيمان وأمور الآخرة والله أعلم .
علامة السالمية
8- السالمية: أتباع رجل يقال له: ابن سالم يقولون بالتشبيه.
علامة القدرية
4- القدرية: وهم الذين يقولون بنفي القدر عن أفعال العبد، وأن للعبد إرادة وقدرة مستقلتين عن إرادة الله وقدرته، وأول من أظهر القول به معبد الجهني في أواخر عصر الصحابة تلقاه عن رجل مجوسي في البصرة.
وهم فرقتان غلاة، وغير غلاة، فالغلاة ينكرون علم الله، وإرادته، وقدرته، وخلقه لأفعال العبد وهؤلاء انقرضوا أو كادوا. وغير الغلاة يؤمنون بأن الله عالم بأفعال العباد، لكن ينكرون وقوعها بإرادة الله، وقدرته، وخلقه، وهو الذي استقر عليه مذهبهم.
من علامات الخوارج
1- الخوارج: وهم الذين خرجوا لقتال علي بن أبي طالب بسبب التحكيم.
ومن علاماتهم:
1- التبرؤ من عثمان، وعلي.
2-والخروج على الإمام إذا خالف السنة.
3- وتكفير فاعل الكبيرة، وتخليده في النار، وهم فرق عديدة.
علامة الرافضة
الرافضة: وهم الذين يغلون في آل البيت ويكفرون من عداهم من الصحابة، أو يفسقونهم، وهم فرق شتى فمنهم الغلاة الذين ادعوا أن عليّاً إله ومنهم دون ذلك.
وأول ما ظهرت بدعتهم في خلافة علي بن أبي طالب حين قال له عبدالله بن سبأ : أنت الإله فأمر علي ـ رضي الله عنه ـ بإحراقهم وهرب زعيمهم عبدالله بن سبأ إلى المدائن.
ومذهبهم في الصفات مختلف: فمنهم المشبه، ومنهم المعطل، ومنهم المعتدل.
وسموا رافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حين سألوه عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فترحم عليهما فرفضوه وأبعدوا عنه. وسموا أنفسهم شيعة لأنهم يزعمون أنهم يتشيعون لآل البيت وينتصرون لهم ويطالبون بحقهم في الإمامة.
ومن علاماتهم:
1- القول بخلق القران .
2- تأويل صفات الله عز وجل .
3- الخروج على الحكام .
4- الطعن في أحد من الصحابة رضي الله عنهم.
علامة النواصب
وهم الذين نصبوا العداء لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1- الطعن في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
علامة الصوفية
وهم الذين يبتدعون أورادًأ وعقائد باطلة.
1- التبرك بآثار الصالحين .
2- اعتقاد أن أحد الأولياء يقدر على نفع أحد أو ضره أو التصرف في الكون أو بلوغ درجة لا تجب عليه فيها الصلاة والصوم والزكاة.
علامة المرجئة
1- وهم الذين يقولون بإرجاء العمل عن الإيمان أي تأخيره عنه فليس العمل عندهم من الإيمان، والإيمان مجرد الإقرار بالقلب فالفاسق عندهم مؤمن كامل الإيمان،
2- وإن فعل ما فعل من المعاصي أو ترك ما ترك من الطاعات،
3- وإذا حكمنا بكفر من ترك بعض شرائع الدين فذلك لعدم الإقرار بقلبه لا لترك هذا العمل، وهذا مذهب الجهمية وهو مع مذهب الخوارج على طرفي نقيض.
علامة أهل الكلام
وهو اسم يندرج فيه عدة فرق وعدة طوائف وهم الذين قدموا الكلام على الكتاب والسنة أمثال الجهمية والمعتزلة والأشاعرة مع اختلافهم في خوضهم فمنهم من خاض حتى كفر ومنهم من ابتدع بخوضه، ومن علاماتهم الخوض في علم الكلام، والله المستعان
علامة الإخوان المسلمين
وهم أتباع مؤسسهم حسن البنا كان صوفيًا قبوريًا وكان خارجيًا ثوريًا مع جهله بالهدى ودين الحق.
ومن علاماتهم:
1- دفاعهم عن كبرائهم وساداتهم في الباطل .
2- الخروج عن الحكام والثوارات والانقلابات وتشويه الحكام .
3- دخولهم في البرلمانات وتحليلهم الديمقراطية .
4- ابتداعهم أمورًا كثيرة كالصيام الجماعي والصلوات .
5- عدم تحريمهم للصحيح من الأحاديث والأقوال والمسائل الفقهية والاعتيادية والمنهجية
6- كثرة إيرادهم للقصص العصرية أو الضعيفة .
7- الأناشيد الإسلامية – زعموا – وافتتانهم بها وإفتان المسلمين بها .
علامات جماعات التبليغ
1- طعنهم وانتقاصهم علماء الإسلام كابن تيمية والذهبي وغيرهم من علماء العصر كالألباني رحمه الله وبن باز والوادعي وابن عثيمين رحمهم الله جميعا بحجة أنهم لم يحققوا الدعوة إلى الله.
2- تقليدهم الصوفية .
3- الخروج بفرشهم دعوة إلى بدعتهم ولو كانوا على جهل وفي جهل وبجهل.
4- تزهيدهم عن العلم والعلماء ومراكز العلم .
5- تحديثهم بالأحاديث الضعيفة وربما المكذوبة والكذب فيهم أصل أصيل .
6- إنشادهم للأناشيد والتوشيحات المفتنة.
علامات الغلاة والحدادية
1- طعنهم في من زل من علماء الإسلام كابن حجر والنووي والخطابي وغيرهم في مسألة اعتقاديه كالتبرك أو تأويل بعض الصفات مع ماقدموه من الخير للمسلمين وظهور إخلاصهم وصدقهم وحبهم النفع للمسلمين ورسوخ أقدامهم في العلم وخدمة المسلمين .
2- تحريقهم كتب العلماء المسبوق وصفهم .
3- تشددهم في الهجر.
4- إسهابهم في الجرح بلا ورع ولا علم.
قال في الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (ج 1 / ص 145)
ولأَهل السنة والجماعة: جهود محمودة في الردِّ على أَهل الأَهواء والبدع، حيث كانوا دائما لهم بالمرصاد، وأَقوالهم في أَهل البدع كثيرةٌ جدا ، نذكر منها ما تيسر :
قال الإمام أَحمد بن سنان القطان رحمه الله تعالى: ( لَيْسَ في الدنيا مُبْتَدع ؛ إِلا وهو يُبْغضُ أَهلَ الحَديث ، فإِذا ابْتَدَعَ الرجُلُ نُزِعَتْ حَلاوَةُ الحَديثِ من قَلْبِه)
وقال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى : (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر ، وعَلاَمةُ الزنادِقَة تَسْميَتُهُم أَهلَ الأَثَرِ حَشوية ، يُريدونَ إِبْطالَ الآثار ، وَعَلامَةُ الجهمية تَسْميَتُهم أهلَ السنة مُشبهة ، وَعَلامَةُ القَدَرية تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُجْبِرَة ، وعَلامَةُ المرجئَة تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُخالفة وَنُقصانية ، وَعَلامَةُ الرافضَة تَسْمِيَتُهِم أَهلَ السُّنَّة ناصِبَة ، ولا يَلْحقُ أَهل السنة إِلَّا اسْم وَاحِد ، ويَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذهِ الأَسْماء .
والله تعالى حفظ أَهل الحديث وأَهل السنة من كلِّ هذه المعايب التي نسبت إِليهم ، وهم ليسوا إِلَّا أَهل السنة السنية ، والسِّيرة المرضية ، والسبيل السوية ، والحجة البالغة القوية ، وقد وفَّقهم الله لاتباع كتابه ، والاقتداء بسُنة نبيِّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشرح صدورهم لمحبته ، ومحبة أَئمة الدِّين ، وعلماء الأُمة العاملين ومن أَحب قوما فهو منهم ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَب » (1)
فمن أَحب رسولَ اللهِ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه- رضي الله عنهم- والتابعين لهم ، وأتباع التابعين من أَئمة الهدى ، وعلماء الشريعة ، وأَهل الحديث والأثر من القرون الثلاثة الأُولى المفضلة ، ومن تبعهم إِلى يومنا هذا ؛ فاعلم أَنه صاحب سنة .
وقيل للإِمام أَحمد بن حنبل رحمه الله : ذكروا لابن قتيلة بمكة أَصحاب الحديث ، فقال : أَصحاب الحديث قومُ سوء! فقام أَحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول : (زنْديق ، زنْديق ، زنْديق ؛ حتى دَخَلَ البَيْت) .
محبة الرسول بين الاتباع والابتداع - (ج 1 / ص 430)
ويوضح ذلك أن كل مبتدع يريد أن ينصر بدعته وأن يدعو لها وأن يكثر سواد أهلها ، ولا يتم له ذلك إلا بمخالفة السنة وأهلها والوقيعة فيهم والعداوة والبغض لهم ، وكما قيل : علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر . وباستعراض تاريخ الإسلام نجد أن أهل الأهواء والبدع كانوا من أكبر أسباب تفرق المسلمين إلى شيع وأحزاب . فأول من فارق جماعة المسلمين أهل البدع من الخوارج ثم تبعهم المبتدعة على ذلك ، وليس الأمر قاصرا على ذلك بل ربما تعداه إلى حمل السيف على أهل السنة كما فعل الخوارج وغيرهم .
بلوغ الأماني في الرد على مفتاح التيجاني - (ج 1 / ص 136)
وقال الحاكم أبو عبد الله: (معرفة علوم الحديث ص ) 4" وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية " اهـ
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية - (ج 1 / ص 98)
وقال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني في اعتقاده المشهور وعلامة أهل البدع شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة اعتقادا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل من العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير العاطلة وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة بل أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء وهذا الكلام -أيضا- منقول عن أبي عبيد -رحمه الله- وعن الإمام أحمد أن من علامة أهل البدع تسمية أهل السنة بألقاب افتروها من عند أنفسهم، وضرب لذلك أمثلة فالروافض تسمي أهل السنة نواصب. والنواصب أو الناصبة هم الذين يبغضون عليا وآل البيت هذا ضابط النصب بمعناه العام. كتب المناهج والفرق - (ج 1 / ص 75)
يقول البربهاري - أيضًا - في " شرح السنة " ص : ( 115 ) :
(( وإذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأعلم أنه صاحب قول سوء وهوى )) .
وقال في (ص 115- 116) : " وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو يريد غير الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى،مبتدع" قال قتيبة بن سعيد : ((إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع )) .
مقدمة شعار أصحاب الحديث " (ص: 7 ) .
قال الإمام أحمد رحمه الله :في اعتقاد أهل السنة - (ج 1 / ص 178).
والمرجئة والمبتدعة ضلال .
والقدرية المبتدعة ضلال .
فمن أنكر منهم أن الله عز و جل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر .
وأن الجهمية كفار .
وأن الرافضة رفضوا الإسلام .
والخوارج مراق .
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر .
ومن شك في كلام الله عز و جل فوقف شاكا فيه يقول لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي .
ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي .
قال أبو محمد وسمعت أبي يقول: وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار .
وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشهبة .
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة.
وعلامة المرجئية تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة .
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء .
322 - قال أبو محمد .
وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار.
وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداقال أبومحمد وبه أقول أنا وقال أبو علي بن حبيش المقري وبه أقول :
قال شيخنا ابن المظفر وبه أقول .
وقال شيخنا يعني المصنف وبه أقول .
وقال الطريثيتي وبه أقول هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم.
وقد قال ابن أبي داود رحمهما ا لله في أهل الرأي قولا صريحا ذكرته في أصول السنة ها هنا وأهل الرأي تعبير عن جماعة من الفرق. الجهمية والمعتزلة والمرجئة والخوارج .
وقال إبرهيم بن عامر الرحيلي الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال ولهذا عد العلماء قديماً أن الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة أهل البدع والزنادقة، الذين يريدون إبطال الشريعة بجرح رواتها. لانتصار للصحب والآل من
وقال أبو زرعة: ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقه).
والموضوع له تتمة لازلت في إتمامه نسأل الله العون وحسن القصد
والحمد لله رب العالمين
تعليق