كيف نتعامل مع ما نقله الأشباح الأراذل في منتديات الوحيين المرعية
من المجلس الخاص في شبكة العلوم السلفية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلمبسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فقد اطلع الجواسيس الكتَّاب الأراذل في منتديات الوحلين المرعية، بطريق المكر والخداع، على كلامٍ دار بين إخواننا السلفيين في مجالس خاصة، ثم قاموا بتكليف من قائدهم إبليس اللعين فنشروا في منتدياتهم ما دار في مجالس إخواننا السلفيين وفقهم الله، فظنوا أن ذلك خير لهم، بل هو شر لهم، وفضيحة عليهم، فهؤلاء الغوغاء يظنون أنهم ينتصرون بذلك وما هي إلا زيادة فضيحة لهم، كما قال تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} وكما قيل:
ما يبلغ الأعداء من جاهل * ما يبلغ الجاهل من نفسه.
ومن باب قول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} قمت بكتابة هذه الرسالة العاجلة، والنصيحة الهامة، أوجهها إلى إخواني أهل السنة، أستعرض فيها الموقف الشرعي تجاه ما قام به الأنذال الأراذل أشباه النساء، وإخوان الشياطين، في شوهة الوحلين المرعية، لعل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها من قرأها أو من أحدث في نفسه شيئا من هذا الفعل القبيح، كتبتها تذكيرا ونصحا وتعاونا على البر والتقوى.وهي تشتمل على نصيحتين، الأولى: نصيحة لمن نُقلت إليه هذه الأخبار، والثانية: نصيحة لمن نُقلت عنه هذه الأخبار، وكلا الطرفين من إخواننا أهل السنة الذين تحابوا في الله وتعاونوا على نشر العلم والدفاع عن السنة وبيان سبيل أهل الباطل، ولذلك فإن أعداء الإسلام وأعداء السنة يسعون جادين لإضعاف الصف السلفي بالطريقة المفضلة لإبليس اللعين، وهي التحريش بينهم، لكن نقول لهم: خبتم وخسرتم وفشلتم فأربعوا على أنفسكم، فأهل السنة ليسوا أطفالا يحرش بينهم السفهاء، وصدق الله إذ يقول:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ} فضحوا أنفسهم بما يأتي بيانه، فعلم الناس أنهم كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَفَاتِيحٌ لِلشَّرِّ مَغَالِيقٌ لِلْخَيْرِ" وصدق الله إذ يقول: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} فعاد عاقبة مكرهم على أنفسهم {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
فأقول مستعينا بالله:
(النصيحة الأولى)
أقول:أولاً: نصيحتي لكل من وقف على هذا الفعل القبيح أن لا يلتفت إلى ما ينقله إليه أهل الفساد، لا سيما وقد فضحوا أنفسهم حينما جمعوا بهذا الفعل القبيح بين كبائر وقبائح وعظائم أظهرت ما ينطوي عليه هؤلاء من الشر والفساد والكيد والمكر بالدعوة السلفية وحملتها، فبفعلهم هذا فقط قد جمعوا بين:
1) التجسس 2) النميمة 3) التحريش 4) السرقة 5) الخديعة 6) المكر 7) الخيانة ........
فأنا أنزه كل عاقل أن يصدر عن قول هؤلاء، أو يؤثِّر فيه هؤلاء الأرجاس وهم بهذه الحالة المزرية المخزية.
ثانيا: إن قُلتَ: فماذا تقول في الكلام الذي نُقل؟!.
قلتُ: الجواب على ذلك يتلخص في النقاط الآتية:
1) أن هذا الكلام قيل في مجلس خاص ولم يُنشر ولم يُعلن، وما قاله الشخص في مجالسه الخاصة ليس مثل ما يقوله في المجالس العامة التي تُنشر، فلا مقارنة إذاً.
2) أنا وأنت ربما حصل لنا مثل ذلك، فيقع في نفسك شيءٌ ما على شخص، بناء على كلام بلغك عنه أو موقف شاهدته، فتتكلم عليه في مجلسك الخاص عند من تثق بهم وتودعهم سرك، وأنت لا تحب أن ينشر عنك ذلك الكلام ولا ترغب في أن يصل إليه ذلك الكلام، فإذا نُشر ساءك ذلك، فضع نفسك في هذا الموضع، وسيظهر لك بفعله ذلك أن هذا الناقل هو عدوك وخصمك على الحقيقة، وكما قيل:
من يخبرك بشتم عن أخ * فهو الشاتم لا من شتمك
ذاك شيء لم يواجهك به * إنما اللوم على من أعلمك.
وهكذا إخواننا لغرض شرعي ومصلحة راجحة أخرى، لم يقوموا بنشر ما دار بينهم، وما دار بينهم يدور بين الناس في العادة.
3) أن إظهار النمام الجاسوس لما قيل فيك في السر أعظم إساءة إليك من الذي تكلم عنك، فثِق أنه لا يريد نُصحك بل مراده من هذا الفعل القبيح أمرين لا ثالث لهما: الأول: فضيحتك والتشهير بك وقد يكون فيك بعض ما قيل، الثاني: التحريش بينك وبين الناقل عنه الذي تعرفه وتتفق معه على منهج واحد، فأعظم شيء يسيئه أن يُعرَض عنه ولا يُحصَّل له مطلوبه.
4) أنت لا تشك أن هذا الفعل القبيح، أي الذي به وصل الخبر إليك وأنه كبيرة من كبائر الذنوب، فإن قبلت منه هذه الكبيرة وهذه الوشاية، فأنت معين له على هذا المنكر ومشجع له ولأمثاله من الشياطين الذين يسعون لفساد ذات البين، فهؤلاء لا يجوز قبول أخبارهم والتحدث بها, لأنه مرتكب لكبيرة والموافقة عليها مشاركة لأصحابها في الإثم, قال بعض السلف: الحكيم الذي لا يرضى لنفسه ما نُهي عنه النمام فلا يحكي بنميمته, فإنه يكون به نماما, مغتابا وآتيا بما عنه نهي.
إن العفيف إذا استعان بخائن * كان العفيف شريكه في المأثم.
قال الفضل بن سهل: إنا نرى أن قبول السعاية شر من السعاية فإن السعاية دلالة والقبول إجازة.
5) أن النمام خبره مطروح ومردود لا يجوز قبوله, ولا نقله وإن كان صادقا فيما نقل, فإنه إن كان كاذبا فهو من أهل هذه الآية (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) وإن كان صادقا فهو من أهل هذه الآية (هماز مشاء بنميم) فهو ساقط العدالة مجروح الشهادة، فالواجب عليك أن تبغضه في الله وأن تحْذر منه وتُحَذّر، لأنه مفسد في الأرض لا يؤتمن عليه، لأنه يسعى في قطع ما أمر به أن يوصل، ويكفيه ما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لا يدخل الجنة قتات) متفق عليه عن حذيفة.
فهذه نصيحة لكل من ينقل إليه النمام أخبار غيره أن يُعرض عنه, وأن يزجره, فإنه كما قيل: (من نم لك فقد نم عليك, ومن أخبرك بخبر غيرك أخبر غيرك بخبرك) وقال الشافعي: (من نم لك فقد نم عليك, ومن نقل إليك نقل عنك) وقيل:
يسعى عليك كما يسعى إليك فلا * تأمن غوائل ذي وجهين كياد.
6) ها أنا ذا في هذا الموضع أنقل لك أيضا ما نصحت به أخي الفاضل خالد الغرباني ،عندما نقل إليه هؤلاء الجواسيس بعض ما دار في جلسة خاصة للعلامة ربيع المدخلي وفقه الله، فما نفعهم هذا الفعل بل ضرهم، وما ضر أخانا خالدا وقد يسر الله له زيارة للشيخ العلامة ربيع المدخلي، فمات بغيظهم الجواسيس، فأقول لك أخي الكريم: قل لمن نقل هذا الخبر: (ما وجد الشيطان رسولا غيرك) فإنما هو من جنود إبليس وما ذلك الفعل إلا من كيد الشيطان وإن كيد الشيطان كان ضعيفا, فلذا أقول لك: لا تلتفت لذلك, ولا يُحدث ذلك في نفسك شيئا على إخوانك السلفيين، وأذكرك بموقف يماثل هذا الموقف حصل لوهب بن منبه رحمه الله تعالى, فقد أخرج أبو نعيم في الحلية عن منير مولى الفضل بن أبي عياش قال كنت جالسا مع وهب بن منبه فأتاه رجل فقال إني مررت بفلان وهو يشتمك فغضب فقال: (ما وجد الشيطان رسولا غيرك) فما برحتُ من عنده حتى جاءه ذلك الرجل الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه) فالإعراض عن الواشي، ودفن كلامه، أنفع علاج لإبادته, وبهذا الفعل يغتاظ النمام ويموت بحريق غيظه, فإلى الحمقى والمغفلين، وإلى الجواسيس اللصوص نقول لهم: (موتوا بغيضكم) فأهل السنة أرفع مما تظنون أن يدخلوا معكم في سوق الحمقى والمغفلين.(النصيحة الثانية)
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} في هذه الآية يأمر الله تعالى بالقيام بالعدل في حقوقه وحقوق عباده، وأعظم ذلك القسط في المقالات والقائلين، فيجب الصدع بالحق ولو كان على أقرب قريب وأعظم حبيب، فلذلك رأيت واجبا عليَّ قياماً بهذا الواجب أن أُقدم هذه النصيحة التي أوجهها إلى إخواني المسلمين عامة وإلى الكُتاب في شبكة العلوم السلفية خاصة –وفقهم الله لكل خير، وشكر الله سعيهم في خدمة السنة والدفاع عن حياضها- أُذكِّر نفسي وإخواني بتقوى الله عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، وأن يتق الله الإنسان في لفظه وخطه، فالله جل وعلا يقول: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} يقول سبحانه: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وليتهيأ كل عبد لذلك اليوم العظيم الذي يقف فيه بين يدي الله تعالى { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ليس بينه وبينه ترجمان كما جاء في الصحيحين عن عدي بن حاتم قال: "قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) وليكن خوفنا أولا وآخرا من الله وحده، ولتكن مراقبتنا له وحده فيما نأتي ونذر.
وأيضا يجب علينا ملازمة العدل والإنصاف مع الناس حتى مع أعدائنا فكيف بإخواننا الذين هم أغلى علينا من أقاربنا، وذلك من أسباب التوفيق والصلاح، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فالواجب الإنصاف والعدل مع القريب والبعيد ومع الصديق والعدو، ولا يجوز لك أن يحملك بغضك لشخص أن تُجانب معه العدل والإنصاف، فإن فعلت ذلك حُرمت التوفيق.
وأيضا اعلم أن قضية الجرح والتعديل أمانة ومسؤولية عظيمة عند الله جل وعلا، يجب أن تُعد لها جوابا بين يدي الله تعالى، والجرح والتعديل ليس موكولاً إلى كل أحد، ولكن إلى أهله الذين اصطفاهم الله لذلك وحباهم بالعلم والتقوى وملازمة الإنصاف والعدل، وحسبي وحسبك أن ننقل للناس كلام أهل العلم، وطلاب العلم الموثوق بعلمهم ودينهم في المجروحين أداء للأمانة وتبرئة للذمة، وهذا ما يقوم به إخواننا السلفيون الأقحاح في شبكة العلوم السلفية، التي يحترق منها أهل الباطل بجميع أصنافهم.
وأيضا أنصح نفسي وإخواني بالانتصار لأهل الحق وبالدفاع عنهم لمن أراد أن ينال منهم، أو لمن أخطأ في حقهم بغير حق عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال:"انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا" فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ "تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ" أخرجاه عن أنس رضي الله عنه، وهكذا أ يضا جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" رواه الترمذي وصححه الألباني، وعلينا أن نتأنى وأن نستخدم الرفق ولا نتعجل في الأحكام فمن أخفى شيئا فلا بد وأن يُفضح حينها يبين أهل السنة حاله بكل هدوء وتؤدة
ومهما تكن عند امرئ من خليقة * وإن خالها تخفى على الناس تُعلم
وكما قال بعض السلف: فإنه ما أسر عبد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه، وما أسر أحد سريرة إلا كساه الله رداءها، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.
أما أهل الباطل وأهل التحزب فلا حُرمة لأعراضهم نتقرب إلى الله بهتكها، وبفضل الله وحده فبسبب قيام أهل السنة بواجب الجرح والتعديل هتك الله ستار أهل الباطل، وحمى الله بهم هذا الدين، فهذا من أعظم الجهاد الذي قاموا في دين الله، حتى كما قيل لم يترك لهم صديقا ولا حبيبا إلا ما شاء الله، كما قال بعض السلف: إن قولي بالحق لم يدع لي صديقا، فهم الفرقة الناجية التي جمعت في دعوتها بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكانوا خير الناس لذلك، قال الله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}، وفي هذا القدر كفاية لمن له هداية والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
كتبه أخوك المحب لك: أبو إسحاق الشبامي
أيوب بن محفوظ الدقيل الثلاثاء27 ـ جمادى الأولى ـ 1431 هـ .
اليمن ـ حضرموت ـ تريم ـ الحاوي ـ مسجد السنة
أيوب بن محفوظ الدقيل الثلاثاء27 ـ جمادى الأولى ـ 1431 هـ .
اليمن ـ حضرموت ـ تريم ـ الحاوي ـ مسجد السنة
تعليق