فضيلة الشيخ: ظهر قبل مدة ليست بالطويلة القول بأنَّ بعض السلفيين تأثروا بعقيدة المرجئة.
فأولاً: ما معنى الإرجاء؟.
وثانيًا: هل ما قالوه عن إخواننا السلفيين صحيح؟. وما هو قصدهم من ذلك أفتونا مأجورين؟!.
وثالثًا: ما ردكم على من يقول إنَّ الألباني -رحمه الله- مرجئ لأنَّه لا يكفر تارك الصلاة تكاسلاً؟!. وهل صحيح أنَّ عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلاً هو قول الأئمة الأربعة، وإذا صح عنهم ذلك القول هل يلزم منه رمي هؤلاء الأئمة بالإرجاء أفتونا مأجورين ؟
الجواب:
أولاً: الإرجاء في اللغة: هو التأخير. والمقصود به اصطلاحًا: هو تأخير العمل عن مسمى الإيْمان.
وتعريفه بأن يقال: الإيْمان: اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، ولا يجعلون العمل داخلاً في مسمى الإيْمان، وهذا خلاف ما ثبت في الكتاب والسنة، والله عز وجل دائمًا يذكر الإيْمان مقرونًا بالعمل الصالح، ولَم يعرف أنَّ النَّبِي ج قبل من أحد من الناس الدخول في الإسلام بدون عمل إلاَّ من أعجلته المنية قبل العمل, كما جاء في الحديث أنَّه: (بينما كان النَّبِي ج في سفر إذ أقبل راكبٌ فقال له النَّبِي ج: أين تريد. قال: أريد رسول الله ج. قال: وجدته، فأسلم الرجل، ومشى معهم وبينما هو يسير دخلت يد بعيره في حفرة جرذوم، فسقط الرجل، فمات فابتدره رجلان من أصحاب النَّبِي ج فنظر إليه النَّبِي ج فأعرض عنه, قال: لقد رأيت الملائكة تعطيه فاكهةً، فقال النَّبِي ج: عمل يسيرًا، وأجر كثيرً)([83]) وكلامًا نحو هذا، ومثل قصة الرجل الذي جاء في أحد فقال: (يا رسول الله, أسلم أو أقاتل قال: أسلم ثُمَّ قاتل، فأسلم، ثُمَّ قاتل فقتل)([84]) وفي روايةٍ: (جاء رجل من بني النبيت قبيل من الأنصار؟!! فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، ثُمَّ تقدم، فقاتل حتى قتل، فقال النَّبِي ج: عمل هذا يسيرًا وأجر كثير)([85]) وكل منهم مات ولَم يصل لله ركعة، ولكنهما حازا خيرًا كثيرًا بسبب إسلامهما.
والذي أريد أن أستشهد به أنَّ كل من أسلم، وتمكن، فلا يقبل إسلامه إلاَّ بالعمل، ومن عاجلته منيته قبل أن يتمكن من العمل لَم يكن عدم العمل مانعًا من دخول الجنة؛ بل يدخل الجنة بعمل القلب واللسان؛ عمل القلب بالتصديق، وعمل اللسان بالنطق، وبالله التوفيق.
ثانيًا: من يقول عن السلفيين أنَّهم مرجئة فقد كذب وافترى؛ السلفيون على موجب الكتاب والسنة، فيبدأون أول ما يبدأون بالتوحيد، ونبذ الشرك، وهذا عمل، والنطق بالشهادة عمل باللسان، واعتقادٌ بالقلب، وإخلاصٌ لله في التعبد، وهذا عمل، ومجانبته الشرك والمشركين فهذا عمل، وحرصهم على تطبيق السنة ونبذ البدعة هذا عمل، وحرصهم على إقامة الصلاة, حرصهم على أداء ما يجب من زكاة وصوم، وغير ذلك كل هذه أعمال، وإنما الحزبيون يحاولون أن يتهموا السلفيين باتِّهامات كاذبة ليشينوهم بِها، وكيدهم في بوار -إن شاء الله-.
ثالثًا: قول الألباني هذا هو قول الأئمة الأربعة مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد في روايةٍ عنه؛ علمًا بأنَّ الثلاثة مالك، والشافعي، وأحمد يرون قتله إن أصرَّ حدًّا. أمَّا أبو حنيفة فهو لا يرى قتله إن أصر؛ بل يقول إنَّه يحبس، ويعزر حتى يعود.
والمهم: أنَّه إذا كان هذا هو قول الأئمة الأربعة؛ فالذي يحكم على الألباني بأنَّه مرجئ لأنَّه لَم يكفر بترك الصلاة؛ فليحكم بالإرجاء على الأئمة كلهم فهل يستطيع ذلك؟!! الجواب: إنَّه لايستطيع إلاَّ أن يكون قد خرج من عقله، فليتق الله قائل هذا القول؛ إنَّ الألباني من أهل السنة، وإن كان قد حصل منه في بعض الأحيان رأيٌ لَم يوافق عليه، فذلك لا يقدح في سنيته، وسلفيته([86]).
***********************************
المصدر:الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية
فأولاً: ما معنى الإرجاء؟.
وثانيًا: هل ما قالوه عن إخواننا السلفيين صحيح؟. وما هو قصدهم من ذلك أفتونا مأجورين؟!.
وثالثًا: ما ردكم على من يقول إنَّ الألباني -رحمه الله- مرجئ لأنَّه لا يكفر تارك الصلاة تكاسلاً؟!. وهل صحيح أنَّ عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلاً هو قول الأئمة الأربعة، وإذا صح عنهم ذلك القول هل يلزم منه رمي هؤلاء الأئمة بالإرجاء أفتونا مأجورين ؟
الجواب:
أولاً: الإرجاء في اللغة: هو التأخير. والمقصود به اصطلاحًا: هو تأخير العمل عن مسمى الإيْمان.
وتعريفه بأن يقال: الإيْمان: اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، ولا يجعلون العمل داخلاً في مسمى الإيْمان، وهذا خلاف ما ثبت في الكتاب والسنة، والله عز وجل دائمًا يذكر الإيْمان مقرونًا بالعمل الصالح، ولَم يعرف أنَّ النَّبِي ج قبل من أحد من الناس الدخول في الإسلام بدون عمل إلاَّ من أعجلته المنية قبل العمل, كما جاء في الحديث أنَّه: (بينما كان النَّبِي ج في سفر إذ أقبل راكبٌ فقال له النَّبِي ج: أين تريد. قال: أريد رسول الله ج. قال: وجدته، فأسلم الرجل، ومشى معهم وبينما هو يسير دخلت يد بعيره في حفرة جرذوم، فسقط الرجل، فمات فابتدره رجلان من أصحاب النَّبِي ج فنظر إليه النَّبِي ج فأعرض عنه, قال: لقد رأيت الملائكة تعطيه فاكهةً، فقال النَّبِي ج: عمل يسيرًا، وأجر كثيرً)([83]) وكلامًا نحو هذا، ومثل قصة الرجل الذي جاء في أحد فقال: (يا رسول الله, أسلم أو أقاتل قال: أسلم ثُمَّ قاتل، فأسلم، ثُمَّ قاتل فقتل)([84]) وفي روايةٍ: (جاء رجل من بني النبيت قبيل من الأنصار؟!! فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، ثُمَّ تقدم، فقاتل حتى قتل، فقال النَّبِي ج: عمل هذا يسيرًا وأجر كثير)([85]) وكل منهم مات ولَم يصل لله ركعة، ولكنهما حازا خيرًا كثيرًا بسبب إسلامهما.
والذي أريد أن أستشهد به أنَّ كل من أسلم، وتمكن، فلا يقبل إسلامه إلاَّ بالعمل، ومن عاجلته منيته قبل أن يتمكن من العمل لَم يكن عدم العمل مانعًا من دخول الجنة؛ بل يدخل الجنة بعمل القلب واللسان؛ عمل القلب بالتصديق، وعمل اللسان بالنطق، وبالله التوفيق.
ثانيًا: من يقول عن السلفيين أنَّهم مرجئة فقد كذب وافترى؛ السلفيون على موجب الكتاب والسنة، فيبدأون أول ما يبدأون بالتوحيد، ونبذ الشرك، وهذا عمل، والنطق بالشهادة عمل باللسان، واعتقادٌ بالقلب، وإخلاصٌ لله في التعبد، وهذا عمل، ومجانبته الشرك والمشركين فهذا عمل، وحرصهم على تطبيق السنة ونبذ البدعة هذا عمل، وحرصهم على إقامة الصلاة, حرصهم على أداء ما يجب من زكاة وصوم، وغير ذلك كل هذه أعمال، وإنما الحزبيون يحاولون أن يتهموا السلفيين باتِّهامات كاذبة ليشينوهم بِها، وكيدهم في بوار -إن شاء الله-.
ثالثًا: قول الألباني هذا هو قول الأئمة الأربعة مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد في روايةٍ عنه؛ علمًا بأنَّ الثلاثة مالك، والشافعي، وأحمد يرون قتله إن أصرَّ حدًّا. أمَّا أبو حنيفة فهو لا يرى قتله إن أصر؛ بل يقول إنَّه يحبس، ويعزر حتى يعود.
والمهم: أنَّه إذا كان هذا هو قول الأئمة الأربعة؛ فالذي يحكم على الألباني بأنَّه مرجئ لأنَّه لَم يكفر بترك الصلاة؛ فليحكم بالإرجاء على الأئمة كلهم فهل يستطيع ذلك؟!! الجواب: إنَّه لايستطيع إلاَّ أن يكون قد خرج من عقله، فليتق الله قائل هذا القول؛ إنَّ الألباني من أهل السنة، وإن كان قد حصل منه في بعض الأحيان رأيٌ لَم يوافق عليه، فذلك لا يقدح في سنيته، وسلفيته([86]).
***********************************
المصدر:الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية
تعليق