الاستعانة بالقوي المتين في الدفاع عن
أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري الناصح الأمين
أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري الناصح الأمين
الحمد لله حمدا كثيرا كما يحب ربنا ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد : 7]
وقال تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [غافر:51]
وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } [الحج : 38]
عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنْ النَّارِ )) حديث حسن رواه احمد 6/449 ، وابن أبي الدنيا في الصمت 239/240.
وقال ابن حجر الهيتمي في كتابه: الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/239) {..عَدُّ الْغِيبَةِ الْمُحَرَّمَةِ كَبِيرَةٌ هُوَ مَا جَرَى عَلَيْهِ كَثِيرُونَ وَيَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّ السُّكُوتَ عَلَيْهَا - رِضًا بِهَا - كَبِيرَةٌ أَيْضًا عَلَى أَنَّهُ يَأْتِي أَنَّ تَرْكَ إنْكَارِ الْمُنْكَرِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ مِنْ الْكَبَائِرِ ، وَالْغِيبَةُ مِنْ عَظَائِمِ الْمُنْكَرَاتِ كَمَا يَأْتِي فَظَهَرَ مَا ذَكَرْته فِي التَّرْجَمَةِ ، ثُمَّ رَأَيْت الْأَذْرَعِيَّ صَرَّحَ بِهِ حَيْثُ قَالَ : وَأَمَّا السُّكُوتُ عَلَى الْغِيبَةِ - رِضًا بِهَا - مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى دَفْعِهَا فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ حُكْمُهُ حُكْمَهَا ، نَعَمْ لَوْ لَمْ يُمْكِنْهُ دَفْعُهَا فَيَلْزَمُهُ عِنْدَ التَّمَكُّنِ مُفَارَقَةُ الْمُغْتَابِ ، وَتَبِعَهُ الزَّرْكَشِيُّ فَقَالَ : وَالْأَشْبَهُ أَنَّ السُّكُوتَ عَلَى الْغِيبَةِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى دَفْعِهَا كَبِيرَةٌ . انْتَهَى
وَالْعَجَبُ أَنَّهُ أَطْلَقَ أَنَّ تَرْكَ النَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ مِنْ الْكَبَائِرِ ، وَقَضِيَّتُهُ أَنْ يَكُونَ السُّكُوتُ عَنْ النَّهْيِ عَنْهَا مِنْ الْكَبَائِرِ إذْ هِيَ مِنْ أَقْبَحِ الْمُنْكَرَاتِ لَا سِيَّمَا غِيبَةُ الْأَوْلِيَاءِ وَأَهْلِ الْكَرَامَاتِ ، وَأَقَلُّ الدَّرَجَاتِ أَنَّهُ إنْ لَمْ يَثْبُتْ إجْمَاعٌ أَنْ يُفْصَلَ بَيْنَ غِيبَةٍ وَغِيبَةٍ ، فَإِنَّ مَرَاتِبَهَا وَمَفَاسِدَهَا وَالتَّأَذِّي بِهَا يَخْتَلِفُ اخْتِلَافًا كَثِيرًا بِحَسَبِ خِفَّتِهَا ، وَثِقَلِهَا وَإِيذَائِهَا ، وَقَدْ قَالُوا إنَّهَا ذِكْرُ الْإِنْسَانِ بِمَا فِيهِ سَوَاءٌ كَانَ فِي دِينِهِ أَوْ دُنْيَاهُ أَوْ نَفْسِهِ أَوْ خُلُقِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ وَلَدِهِ أَوْ زَوْجَتِهِ أَوْ خَادِمِهِ أَوْ مَمْلُوكِهِ أَوْ عِمَامَتِهِ أَوْ ثَوْبِهِ أَوْ مَشْيِهِ أَوْ حَرَكَتِهِ وَبَشَاشَتِهِ وَخَلَاعَتِهِ .} انتهى باختصار
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه )) صحيح الترغيب والترهيب - 2331 .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( انصر أخاك ظالما أو مظلوما )) رواه البخاري – 2443 .
فمن منطلق هذه الآيات الكريمة والأحاديث المباركة أحببت بعد توفيق من الله وفضل أن اكتب هذا المقال المتواضع في الدفاع عن والدنا وشيخنا أبي عبد الرحمان يحيى بن علي الحجوري الناصح الأمين.
فقد كثر في هذه الآونة الأخيرة الطعن فيه وهمزه ولمزه ورميه بالعظائم وهذا نذير شؤم على أهل السنة خاصة والمسلمين عامة فالوقيعة في أهل الحديث والأثر وباء ومرض فتاك وعلامة وسيمة أهل البدع قبحهم الله وهتك أستارهم, والعجيب والغريب الذي يجعل الحليم حيرانا أن الطعون والأخطاء التي يزعمون أن الشيخ قالها يأخذونها من بعض المواقع الخربة من بينها موقع ( الوحيين ) الذي نسميه ( الوحلين ) والذي يشرف عليه أولئك السفهاء والأنذال الهمج الرعاع أتباع الحزبي عبد الرحمان العدني عامله الله بما يستحق وموقع ( الأثري ) بهتانا وزورا بل هو موقع ( الأشرّي ) فقد جمع من الشر ما لا يعلمه إلا الله والمشرفون عليه هم الحدادية أتباع ذالك الزائغ فالح الذي ذهب فلاحه وخاب وخسر بطعنه في العلماء.
وهذه الطائفة أتت على الأخضر واليابس فأفسدت وعثّ فسادها وهؤلاء الخفافيش الذين يجمعون الطعونات عندنا فيا الجزائر - وأكثر هذه الطعونات لشيطان من شياطين الإنس اسمه عبد الرحمن بن أحمد البرمكي - هم أصحاب الجمعيات والجامعيين الذين يدرسون ويعملون في الاختلاط المحرم وهم مستترون وراء دعاتهم ومشايخهم المزعومين الذين ميعوا الدعوة السلفية عندنا في الجزائر وأخروها بعدما كانت على خير وانتشار عظيم بفضل من الله ثم العلماء الربانيين الصادقين الأتقياء الذين جمعوا بين العلم والعمل وعلى رأسهم الشيخ الألباني وابن باز وابن عثيمين والإمام الوادعي والشيخ يحيى النجمي ومحمد أمان الجامي ومحمد ألبنا وغيرهم من الأموات رحم الله الجميع ومن الأحياء الشيخ ربيع المدخلي وصالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان و يحيى بن علي الحجوري وزيد المدخلي وصالح السحيمي ومحمد بن هادي والعباد وغيرهم حفظ الله الجميع.
فما إن ظهرت هذه الشلة المتميعة المختفية وراء دعاتها بدأ شرها يستطير وينتشر ويكثر لا كثره الله, ومن شرورهم التزهيد في العلماء بطريقة ماكرة لا يتفطن لها إلا من وفقه الله وعرف مكائد الحزبية الجديدة التي شعارها المنهج الأوسع والأفيح الذي يحمل رايته علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي في الآونة الأخيرة.
ومن شرورهم الطعن في من وضع له القبول عند أهل السنة ومنهم شيخنا ووالدنا يحيى بن علي الحجوري خليفة الشيخ مقبل في دار الخير والصفاء والمنهج الواضح الخالي من البدع صغيرها قبل كبيرها ومن الشهوات دار الحديث دماج معقل السلفيين ومنارتهم في هذا الزمان رغم أنوف الحاقدين الحاسدين فهي تأوي آلاف الطلاب من جميع أقطار العالم عزاب ومتزوجين سلفيين ليس عندهم اختلاط ولا جمعيات ولا انتخابات ولا تصوير بالكاميرا ولا شهادات دنيوية بل كفاهم الله بالشهادة العظمى شهادة التوحيد لا اله إلا الله وكفى بها شهادة التي أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يختم لي ولهم وسائر المؤمنين بهذه الكلمة الطيبة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فماذا تنقمون من هذا لا الرجل الفاضل القوال بالحق الذي لا تأخذه في الله لومة لائم بالله عليكم فلماذا الحسد والغيرة التي أبغضها دين الله ونهى عنها فاتقوا الله عز وجل فإن لحوم العلماء مسمومة كما ذكر ذلك بن العساكر فارحموا أنفسكم فلا تكونوا مفلسين.
فالشيخ يحيى مقيم على دروسه في دار الحديث ليلا نهارا يشرح ويعلق على عدت كتب ويألف ويحقق ويقدم ويرد على المبطلين ويجيب على أسئلة السائلين من داخل اليمن وخارجها بارك الله له في وقته وفي عمره وعلمه وفتح عليه مطمئن مرتاح البال عزيز شامخ الرأس.
وأنتم هنا في الجزائر تتجارون وتلهفون وراء المستضعفين متسترين تلبسون عليهم بهذه الطعونات المجموعة من تلك المستنقعات لا تستطعون أن تجاهروا بها لأنها الحزبية المقيتة المبنية على الجبن والتستر والخفاء والكذب والمكر والتلبيس فأربعوا على أنفسكم فأنا لكم ناصح وإن شددت عليكم القول من أجل الأخذ على أيديكم وإنتشالكم من هذا العمل المنكر وأذكر نفسي الأمّارة بالسوء وإياكم بفضل العلماء والعاقبة الوخيمة التي تترتب من وراء الطعن فيهم.
قال الله تعالى : { .. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء .. } [فاطر: 28] ( العلماء الربانيين العاملين بعلمهم )
وقال تعالى : { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران : 18]
وقال تعالى : { .. يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [المجادلة : 11]
وعن أبي الدرداء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( من سلك طريقا يلتمس فيه علما .. قال في آخر الحديث أن العلماء ورثة الأنبياء ثم ذكر أن العالم يستغفر له كل من في الأرض حتى الحتان في البحر )) وأنتم تطعنون فيهم وتلمزونهم وتنفرون المستضعفين فإنا لله وإنا إليهم راجعون .
ومن الآثار التي ذكرت في فضل العلماء ما قاله الحافظ الذهبي وكفى بهذا الأثر فضلا قال رحمه الله : (( وَنَحْنُ لاَ نَدَّعِي العِصْمَةَ فِي أَئِمَّةِ الجَرحِ وَالتَّعدِيلِ، لَكِنْ هُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ صَوَاباً، وَأَنْدَرُهُمْ خَطَأً، وَأَشَدُّهُم إِنصَافاً، وَأَبْعَدُهُمْ عَنِ التَّحَامُلِ.
وَإِذَا اتَّفَقُوا عَلَى تَعدِيلٍ أَوْ جَرْحٍ، فَتَمَسَّكْ بِهِ، وَاعضُضْ عَلَيْهِ بِنَاجِذَيْكَ، وَلاَ تَتَجَاوَزْهُ، فَتَنْدَمَ، وَمَنْ شَذَّ مِنْهُم، فَلاَ عِبْرَةَ بِهِ.
فَخَلِّ عَنْكَ العَنَاءَ، وَأَعطِ القَوسَ بَارِيَهَا، فَوَاللهِ لَوْلاَ الحُفَّاظُ الأَكَابِرُ، لَخَطَبَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلَى المَنَابِرِ، وَلَئِنْ خَطَبَ خَاطِبٌ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ، فَإِنَّمَا هُوَ بِسَيفِ الإِسْلاَمِ، وَبِلِسَانِ الشَّرِيعَةِ، وَبِجَاهِ السُّنَّةِ، وَبِإِظهَارِ مُتَابَعَةِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُوْلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الخِذْلاَنِ )). سير أعلام النبلاء 11/82 .
والشيخ يحيى حفظه الله نحسبه والله حسيبه من أهل هذا الشأن علم الجرح والتعديل وهو من أحد علمائه بلا منازع بعد الشيخ مقبل الوادعي والشيخ ربيع المدخلي حامل هذه الراية العظيمة ، فاعرفوا لأهل الحق فضلهم وكفوا ألسنتكم فمن الآثار السيئة والعواقب الوخيمة التي تترتب من جراء هذا الجرم العظيم ، ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه قال : قال الله " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " الحديث.
فلا تعرضوا أنفسكم لهذا الوعيد الشديد وذكر ابن عساكر أن لحوم العلماء مسمومة ومن قال في أهل العلم بالثلب أبتلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب فماذا بقي للعبد إذا مات قلبه فلا حول ولا قوة إلا بالله ، والطعن في العلماء وتنقصهم من علامة أهل البدع والزيغ فلا تأدوا بأنفسكم إلى التهلكة والطعن في العلماء طعن في الدين والشريعة لأنهم هم حملتها ، قال الحسن البصري : (( لولا العلماء لصار الناس كالبهائم )) .
والطعن في العلماء من القذف المحرم ومن الأذى والبهتان فلا تعرضوا أنفسكم للهلاك والدمار والزيغ والانحراف وبادروا بالتوبة من هذا الفعل الشنيع والجرم القبيح وصونوا أعراض الأفاضل عن الهمز واللمز والسب والشتم وأصلحوا ما أفسدتم بنشر مزايا العلماء وفضائلهم واعرفوا لأهل الفضل فضلهم فهو الواجب على كل عاقل لبيب ودعوكم من بنيات الطريق فإنه الجبن والحسد والهوى والتميع ؛ شق عليهم الطريق وعسرت عليهم الاستقامة وصعب عليهم الذب عن الدين ورد كيد أهل البدع ونصرة الحق وقمع الباطل ولا تكونوا مغفلين فأين ردود هؤلاء الدعاة ( دعاة الجزائر ) على أهل الباطل وأين كلامهم في المخالفين لمنهج السلف سواء ظاهرين مخالفين أو مخذلين متسترين ؛أين ردودهم على أبي الحسن المأربي وعلي الحلبي وحسن مشهور ومحمد حسان وأبي إسحاق الحويني والمغراوي وعدنان عرعور الذي نزل قريبا في الجزائر بل لمزوا وتنقصوا شيخنا الفاضل أبو محمد عبد الحميد الحجوري بعد رجوعه من زيارته إلى الجزائر .
نحن أهل السنة لم نعرف الحق من الباطل والسنة من البدعة والشرك من التوحيد وعلماء السوء من علماء الحق إلا بالجرح والتعديل الذي ضاق منه هؤلاء الدعاة والمشائخ ذرعا ، بضاعتهم التي تروج الآن هو حثهم لطلبة العلم بعدم الانشغال بكتب الردود والنقد والإقبال على العلم وكتب الردود كلها آيات وأحاديث وكلام السلف فيها تمييز للحق من الباطل وللخبيث من الطيب والصادق من الكاذب وأهل السنة من أهل البدعة وهي التي توضح لطالب العلم الطريق الصحيح والمنهج القويم الذي يجب السير عليه وتوقظه من الغفلة كي لا تتخطفه شبهات أهل البدع والحزبيين والمتميعين .
فالقرآن فيه الرد على الكفار والمنافقين قال تعالى { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ؛ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ؛ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ ؛ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ؛ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } سورة المسد .
وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها التحذير من الكفار المنافقين والخوارج المارقين وعلماء السوء والدعاة الذين هم على أبواب جهنم والدجال وحديث ذو الخويصرة التميمي الخارجي المارق.
لا يخفى عليكم فطالب العلم إذا ترك النظر في كتب الردود أصبح فريسة لهؤلاء فأفيقوا رعاكم الله من هذه الغفلة التي أوهنت الصف وخدمت أهل البدع والمتميعين وما أكثرهم لا كثرهم الله.
واختم هذا المقال بأن الطعن في العلماء منقبة لهم وليست منقصة وهي سنة الله في خلقه فإن الله إذا أحب عبده ابتلاه ليزيده في الرفعة والمكانة ، قال تعالى { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [الأنعام : 165].
وعن أبي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ! أي الناس أشد بلاء ؟ قال { الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة ، زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة ، خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة } صححه المحدث الألباني - المصدر: الإيمان لابن تيمية -78
وعن أبي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال { الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل . يبتلى العبد على حسب دينه . فإن كان في دينه صلبا ، اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ، ابتلى على حسب دينه . فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئه } حسنه المحدث الوادعي - المصدر: الصحيح المسند -377
وعن أبو سعيد الخدري قال : .. قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء قلت : يا رسول الله ثم من ؟ قال : ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر ، حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء . حسنه المحدث الوادعي - المصدر: الصحيح المسند 414
فالله المستعان تعجب من أناس ففي الوقت الذي يطعنون فيه طعنا فاحرا في علماء الراسخين تجدهم لا يقبلون أي نقد علمي أو كلمة حق في أحد دعاة أو مشايخ الاختلاط المحرم في المدارس والجامعات وأماكن العمل والجمعيات والانتخابات بحجة الضرورة المزعومة وهكذا يخون الأمين ويؤتمن الخائن في زمن الغربة وإلى الله المشتكى.
قال الإمام الوادعي في مقدمة " كتاب ضياء السالكين في آداب وأحكام المسافرين" للشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري : فقد قرئ علي شطر رسالة ((السفر)) لأخينا في الله الشيخ الفاضل، التقي الزاهد، المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فوجدتها رسالة مفيدة، فيها فوائد تشد لها الرحال، اشتملت على فوائد حديثية من جرح وتعديل وتصحيح وتضعيف، وعلى فوائد فقهية من استنباط أحكام، وتفسير غريب، وتوضيح مبهم، شأنه في رسائله الأخرى، وإني لأرجو أن ينفع الله به وبمؤلفاته الإسلام والمسلمين.
والأخ الشيخ يحيى هو ذلك الرجل المحبوب لدى إخوانه لما يرون فيه من حسن الاعتقاد، ومحبة السنة، وبغض الحزبية المساخة، ونفع إخوانه المسلمين بالفتاوى التي تعتمد على الدليل.
أسأل الله أن يحفظه، وأن يدفع عنه كل سوء ومكروه، وأن يعيذنا وإياه من فتنة المحيا والممات، إنه على كل شيء قدير. أهـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
كتبه - ليلة الاربعاء 14 جمادى الاولى 1431 هـ - أبو أويس عبد الحكيم التبسي الجزائري.
والله المستعــان
والله المستعــان
تعليق