• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معالم دعوة أهل السنة والجماعة ( الحلقة الثالثة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معالم دعوة أهل السنة والجماعة ( الحلقة الثالثة )

    قال الشيخ أبو بكر عبد الرزاق النهمي حفظه الله :
    6-ودعوة أهل السنة إصلاح للمجتمع
    وتسعى لإصلاح المجتمع إصلاحا شاملا ، فهي تحذر الناس من الأفكار الإرهابية ، الدخيلة ، كفكر الخوارج ، والجهمية والمعتزلة والشيعة ومن المنكرات والمعاصي ، تحذرهم من الشرك بالله وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم والأذية للناس وبالأخص أذية الجار قال تعالى (وعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا بالوالدين إحسانا وبذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) .وتعطي كل ذي حق حقه وتحذرهم الزنا والخمر والربا وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وتحذرهم السحر والشعوذة وأكل مال اليتيم والظلم والغش والخداع والكذب والسرقة وتحذرهم من السب والشتم وتحث الناس على بر الوالدين والإحسان إليهما وصلة الرحم فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) (1).
    وتحث الناس على الصدق والعفاف والأمانة كما في حديث هرقل أنه قال لأبي سفيان : ماذا يأمركم ؟ قلت يقول ( عبدوا الله و لا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ) (2).
    ويأمرون بالإحسان إلى الجار وتدعو إلى مكارم الأخلاق والرفق واللين والتجاوز عن المعسر وترغب في التيسير على المعسرين كما قال عليه الصلاة والسلام لما بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) (3).
    وتحث على العفو والصفح عن المسئ وتصلح المشاكل بين الناس بالطرق الشرعية بعيدا عن الأعراف والعادات القبلية المخالفة للشرع كالهجر(1) وغيره ، فدعوة أهل السنة تسعى لإصلاح المجتمع إصلاحا شاملا ، تصفية وتربية .
    وما أحسن ما ذكره شيخ الإسلام في العقيدة الوسطية (ص257) شرح الهراس ! فقال بعد أن ذكر أصول أهل السنة : ( ثم هم مع هذه الأصول ،
    ------------------------------------------------------------------------
    (1) أخرجه البخاري (2766) ومسلم (89).
    (2) أخرجه البخاري (7) عن عبدا لله بن عباس رضي الله عنه.
    (3) أخرجه البخاري(3038) عن أي موسى .
    (4) والهجر : هو الذبح عند الخصومة لإرضاء خصمه بذلك ، وله أسماء متعددة عندهم وهو محرم فإن الله يقول ( قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين oلا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) ويقول –عليه الصلاة والسلام – ( لعن الله من ذبح لغير الله ) أخرجه مسلم (1978) عن علي رضي الله عنه . ونظر رسالة الشيخ الفاضل : محمد بن عبدا لله الإمام ( حكم الإسلام في الهجر ) .


    يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا ويحافظون على الجماعات ، ويدينون بالنصية للأمة ، ويعتقدون معنى قوله – عليه الصلاة والسلام – ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وشبك بين أصابعه (1) ، وقوله – عليه الصلاة والسلام – ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) . (2)
    ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضاء بمر القضاء ، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله – عليه الصلاة والسلام –( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) .
    ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ، ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره ، فإنما هم فيه متبعون الكتاب والسنة ، وطريقتهم هي : دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم ). أه
    قال الله عزوجل في صفة عبادة المؤمنين الصالحين المصلحين : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجدا وقيما * والذين يقولون لبنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غرابا * إنها ساءت مستقرا ومقاما * والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما * والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب واءمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا * والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما * والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا * والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما * أولئك يجزرون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما * خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما * قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما )
    ------------------------------------------------------------------------------------------------- .
    (1) أخرجه البخاري(2446) ومسلم(2585) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .
    (2) أخرجه البخاري(6011) ومسلم (2589) عن النعمان بن بشير رضي الله عنه .





    7-والداعية السني يبدأ بنفسه
    والمتكلم منهم يحس أنه يبدأ بنفسه قبل غيره ، في وعظه وإرشاده وفي ترغيبه وترهيبه ، يجعلون نصب أعينهم قوله تعالى( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) .
    وقوله تعالى ( يأيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر عند مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .ويقول الله تعالى إخبارا عن شعيب –عليه السلام – ( قال ياقوم أرءيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) .
    وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه ) (1)
    وبوب له النووي( عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله ) . أه
    فهذه عقوبة الذي يأمر بالمعروف ثم هو يخالف ، أو ينهى عن المنكر ثم يقع في المنكر الذي حذر منه .
    وما أحسن قول الشاعر في هذا الباب :
    يأيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم
    ابدأ بنفسك فاننها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
    فهناك يقبل ما تقول ويقتدى *** بالعلم منك وينفع التعليم
    تصف الدواء لذي السقام *** كيما يصح به وأنت سقيم
    وأراك تلقح بالرشاد عقولنا *** نصحا وأنت من الرشاد عديم
    لاتنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم
    وقال آخر :
    مواعظ الواعظ لن تقبلا *** حتى يعيها قلبه أولا
    ياقوم من أظلم من واعظ *** خلف ما قد قاله في الملا
    أظهر بين الناس إحسانه *** وخاف الرحمن لما خلا
    -----------------------------------------------------------------------------------
    (1)أخرجه البخاري (3267) ومسلم (2989)






    8- أهل السنة لا يسكتون عن الباطل
    وأهل السنة لا يسكتون عن الباطل ، فهم الذين بينوا أحوال الفرق الضالة وهم الذين تصدوا للشيعة وهم الذين تصدوا للخوارج وهم الذين بينوا ترهات المعتزلة وهم الذين كشفوا أباطيل الجهمية وهم الذين حذروا من فتنة الحزبية المقيتة وبينوا خطورتها على الأمة الإسلامية وهم الذين بينوا ماعليه الإخوان المسلمون (1) من المخالفة للكتاب والسنة ، وهم الذين كشفوا أصحاب الجمعيات الحزبية ، الذين أفسدتهم الدنيا وصدق نبينا وهو الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام إذ يقول ( لكل أمة فتنة وفتنة أمتي في المال ) أخرجه الترمذي عن كعب بن عياض رضي الله عنه ، ويقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ( ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه ) .(2)
    فأهل السنة هم الذين يفضحون دعاة الدنيا الذين يتسترون بالدعوة للتسلق للأموال على حساب دين الله فبينوا حقيقة الإخوان المسلمين وبينوا حقيقة أصحاب جمعية الحكمة (3) وكشفوا عوارهم وكشفوا حقيقة السرورية (4)أصحاب جمعية الإحسان وبينوا ماهم عليه .
    --------------------------------------------------------------------------------------
    (1) وهم الذين يسمون في اليمن : (التجمع اليمني للإصلاح ) .
    (2) أخرجه الترمذي(2381) عن كعب ابن مالك .
    (3) وهم أتباع عبدا لرحمن عبد الخالق ،وهو رجل مصري عاش في الكويت واندس بين أهل السنة حتى فرق دعوتهم بالمال في الكويت والسودان واليمن .
    لقد أحسن فيه القول شيخنا الو ادعي عليه رحمة الله فقال ( عبدا لرحمن عبدا لخالق فرق دعوة أهل السنة بديناره ، لا بأفكاره ) وقد رد عليه الشيخ ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله في كتابه : ( جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات ) . وتكلم عليه الشيخ ابن باز رحمه الله ، نقله الشيخ ربيع في كتابه المتقدم (ص131 ) حوار مع الشيخ : عبدا لرحمن عبد الخالق ، وفي كتابه ( النصر العزيز على الرد الوجيز ) نقل كلام بعض أهل العلم في عبدا لرحمن عبد الخالق ، ونظر رسالة العلماء يقولون : ( تفنيد الدعاوى السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق ) لابن أحمد السلفي وكذا شيخنا مقبل بن هادي الو ادعي في كتابه ( تحفة المجيب ) (ص201) فقال فيه ما أظنك إلا عميلا لأمريكا فهي التي تريد أن تفرق كلمة الدعاة إلى الله .
    (4) وهي نسبة إلى محمد سرور زين العابدين الذي يقيم حاليا في بريطانيا ( بين ظهراني الكفار ) وهذا الرجل عنده انحرافات منها : التكفير والخروج على الحكام ، التنظيم السري ، والبيعة والطعن في العلماء واحتقارهم وقد بين حقيقتهم شيخنا مقبل رحمه الله في كتابه القيم (تحفة المجيب عن أسئلة الحاضر والغريب ) (ص108) بعنوان ( هذه السرورية فاحذروها






    وتصدى أهل السنة لجماعة الجهاد فقد سماهم شيخنا الوالد المحدث : مقبل بن هادي الو ادعي رحمه الله جماعة الفساد . كما في كتابه ( الباعث على شرح الحوادث ) وذلك لما يقومون به من التفجيرات والتلغيمات ، فأهل السنة يحذرون من هذه الجماعة لما يرتكبوته من المفاسد والتشويه بالإسلام وما يسببونه من الضرر بالمسلمين وفتح الباب للكفار لضرب المسلمين .
    وتصدى أهل السنة لفتنة أبي الحسن المصري وأتباعه من ذوي أطماع جمعية البر ، وجمعية التقوى وغيرها من ذوي اللعاب السيال لالتهام الأموال ولم يسكتوا عنهم فبينوا ما عليه أبوا لحسن وأتباعه من المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة .
    وهكذا يستمر أهل السنة يدافعون عن الحق ويردون على أهل الباطل باطلهم ، فلله درهم ! كم صنم حطموه وكم باطل زهقوه وكم بدعة أماتوها وكم سنة أحيوها وكم منم مبطل أحرقه الله بسببهم وليس بالنار، إنما جعلوه ميتا وهو حي ، ولو أغدقت أمواله من الجمعية ، لكن ترى عليهم أثر الذلة والحقارة في دعوتهم التي حرمت الصيانة والعفة والثبات على السنة ففشلت ولقد صدق الشاعر إذ يقول :
    ليس من مات فاستراح بميت *** إنما الميت ميت الأحياء
    إنما الميت من يعش كئيبا *** كاسفا باله قليل الرجاء
    لذلك فالحزبيون لا يرضون عن أهل السنة لأنهم ينفرون عن الحزبية ، ولا يرضى عنهم أهل البدع لأنهم ينكرون عليهم بدعهم ويحاربونها ، ولا يرضى عنهم أصحاب المعاصي لأنهم لا يوافقونهم عليها ويحذرون منها ، ولا ترضى عنهم بعض الحكومات لأنهم لا يرضون بأنصاف الحلول .
    ومن آذاهم يصبرون عليه ولا يؤذونه ولا ينتقمون لأنفسهم لكنهم قد يدعون الله عليه فنسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

    9- منهج أهل السنة معصوم من الخطإ

    ومن معالم دعوة أهل السنة : أن منهجهم معصوم من الخطإ لأنه كتاب الله وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال تعلى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون[COLOR) أه="Red"] )
    .
    قال ابن كثير في تفسير هذه الآية ( قرر تعلى أنه هو الذي أنزل عليه الذكر وهو القران وهو الحافظ له من التغيير والتبديل ).
    وقال تعالى ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) . قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية ( أي ليس للبطلان إليه سبيل لأنه منزل من رب العلمين ولهذا قال ( تنزيل من حكيم حميد ) أي : حكيم في أقواله وأفعاله ، حميد بمعنى : محمود أي : في جميع ما يأمر به وينهى عنه ، الجميع محمودة عواقبه وغاياته ) . أه
    وقال تعالى ( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) .
    وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال ( كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أريد حفظه ، فنهتني قريش ، وقالوا : أتكتب كل شئ تسمعه ورسول الله - عليه الصلاة والسلام – بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟ ! فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله – عليه الصلاة والسلام – فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال : ( اكتب ، فوالدي نفسي بيده ! ما يخرج منه إلا حق ) .
    أما أفراد أهل السنة فليسوا معصومين ، فقد يقعون في الخطإ إلا أنه ينبغي أن يعلم : أن ما كان عندهم من الخطإ فهو عند غيرهم أكثر وأعظم ، وما كان عند غيرهم من الخطإ فهو عندهم أقل وأخف ، وما كان عند غيرهم من خير ، إن صح التعبير بذلك فهو عند أهل السنة بالحق وأحسن تفسيرا .
    [/COLOR]
يعمل...
X