بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد:
فمن عجائب الخزي والمهانة التي تعرض لها عبد الرحمن العدني في وادي حضرموت، وهذا يعد (الموقف الرابع) وهناك مواقف أخرى لكن هذه أهمها، فمن أسوأها ما حصل له في مدينة ساه، ويتلخص ذلك في ثلاثة مواقف وخاتمة:
الموقف الأول: وصل إليها ظهرا مسبوقا، وبعد الصلاة لو نظرت إلى حاله -لبكيت عليه بدافع العواطف- الفقيه توقع تزاحم الشباب والناس عليه مثل كل مرة، أخبرني بعض من حضر الموقف من طلاب العلم: (أنه لم يأته أحد إلا اثنان أو ثلاثة، وقال: والله حاله يُرثى له)، أين السلفيون؟! الجواب: السلفيون في هذه البلد لا زالوا سلفيين، لم تصل إليهم ريح فتنتك ياعبد الرحمن، فهم بحمد الله على ثبات ووفاق، ولا نعلم فيها إلا مرعيا واحدا، ولا بأس عليه لأنه أحمق، من قبل ومن بعد.
فخرج عبد الرحمن من المسجد كغيره ممن نزل يصلي فيه على الطريق، وما شعر الناس بحضوره ولا وجدوا من يرتب لهم ومن يعلن لهم، فما عرف كثير من الناس به إلا بعد ذهابه من ساه، فيا لها من مهانات تجرعها عبد الرحمن في الوادي.
الموقف الثاني: وعلى مائدة الطعام وقد نزل على بعض العوام، لم يجد عبد الرحمن أحدا من طلاب العلم والدعاة والشباب الذين كان يراهم، فما تمالك نفسه فقال أين فلان وفلان؟!-ظنهم حصاد فتنته- فاتصلوا على بعضهم: الفقيه يسأل عنك، وأخبرني خطيب مسجد الصيقة أنهم اتصلوا عليه، فقالوا له: الفقيه يسأل عنك فقال لهم: (أنا مشغول ولن آتي) فيا لها من طامة، فجن جنون عبد الرحمن، حتى في (ساه) لا يوجد لنا أتباع.
فالخلاصة يا عبد الرحمن أنه لا محط لك في الوادي فلا تكن ثقيلا أشعبيا
وصدق شاعرنا السلفي التريمي حين قال:
ها قد رجعت بلا خفين يا عدني *** من النزول الذي خططت من زمن
وبؤت بالذل مما كنت تأمله *** فما أتاكم سوى حزبيُّ أو حسني
فاربط متاعك وارحل عن مساجدنا *** واعكف على المال في الفيوش أو عدن
ولما هجره أهل السنة في الوادي كان كثيرا ما يدندن في كلماته: الأخوة والمحبة والألفة والاجتماع.....أنين أهل الأهواء من أهل السنة وهكذا كانت كلمته في ساه كما أخبرني من حضر.
الموقف الثالث: وبعد صلاة العصر قال لي بعض الإخوة ممن حضر الموقف: (انتظر عبد الرحمن قليلا، يظن أنه سيقوم أحد من أهل البلد يرحب به ويقدم له، لكن للأسف لم يجد بدا هذا الفقيه إلا أن قام متجرعا لتلك الصدمة كسالفاتها التي لم يكن يتوقعها، فتكلم قليلا بغير تقديم ولا ترحيب).
قال لي الأخ: (وبعد الكلمة لما رأى أنه لا يأتيه أحد قام بنفسه يدور على الناس ويسلم عليهم حتى خرج مهانا أو شبه مهان) وقد حاول بعض المرعيين مع خطيب المسجد أن يستقبل الفقيه أو.....فأبى!!.
الخاتمة: أظن وبعد هذه المهانات التي حصلت له في الوادي أن هذه الزيارة هي الأخيرة لوادي حضرموت، وخروج نهائي، ولعله لا يفكر في زيارة أخرى إلا في ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى: للتجارة والبيع والشراء مثل ما يفعل أخوه الأكبر عبد الله مرعي، فما نسمع إلا من العوام قالوا: عبد الله جاء الوادي وينزل عند عوام ونحوهم ويصلي في مساجد الحزبيين وغيرهم ثم يسافر من غير أن يشعر به أحد، هذا كان قبل فتنتهم أما الآن فمن باب أولى.
الحالة الثانية: أن يرضى عنه بقية الحسنيين ويتفقون اتفاقا تاما، لأن الحسنيين على خلاف في أمر عبد الرحمن.
الحالة الثالثة: أن يتوب إلى الله تعالى من فتنته ويحسن التوبة بالاصلاح والبيان.
وأظنه سيعتب على من أزه على هذه الورطة التي لطم بها لطمة، لعل الله أن يجعلها له عبرة ولغيره، (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير).
كتبه: أبو إسحاق الشبامي
بمدينة تريم بوادي حضرموت
الأحد26/ربيع الثاني/1431هـ.
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد:
فمن عجائب الخزي والمهانة التي تعرض لها عبد الرحمن العدني في وادي حضرموت، وهذا يعد (الموقف الرابع) وهناك مواقف أخرى لكن هذه أهمها، فمن أسوأها ما حصل له في مدينة ساه، ويتلخص ذلك في ثلاثة مواقف وخاتمة:
الموقف الأول: وصل إليها ظهرا مسبوقا، وبعد الصلاة لو نظرت إلى حاله -لبكيت عليه بدافع العواطف- الفقيه توقع تزاحم الشباب والناس عليه مثل كل مرة، أخبرني بعض من حضر الموقف من طلاب العلم: (أنه لم يأته أحد إلا اثنان أو ثلاثة، وقال: والله حاله يُرثى له)، أين السلفيون؟! الجواب: السلفيون في هذه البلد لا زالوا سلفيين، لم تصل إليهم ريح فتنتك ياعبد الرحمن، فهم بحمد الله على ثبات ووفاق، ولا نعلم فيها إلا مرعيا واحدا، ولا بأس عليه لأنه أحمق، من قبل ومن بعد.
فخرج عبد الرحمن من المسجد كغيره ممن نزل يصلي فيه على الطريق، وما شعر الناس بحضوره ولا وجدوا من يرتب لهم ومن يعلن لهم، فما عرف كثير من الناس به إلا بعد ذهابه من ساه، فيا لها من مهانات تجرعها عبد الرحمن في الوادي.
الموقف الثاني: وعلى مائدة الطعام وقد نزل على بعض العوام، لم يجد عبد الرحمن أحدا من طلاب العلم والدعاة والشباب الذين كان يراهم، فما تمالك نفسه فقال أين فلان وفلان؟!-ظنهم حصاد فتنته- فاتصلوا على بعضهم: الفقيه يسأل عنك، وأخبرني خطيب مسجد الصيقة أنهم اتصلوا عليه، فقالوا له: الفقيه يسأل عنك فقال لهم: (أنا مشغول ولن آتي) فيا لها من طامة، فجن جنون عبد الرحمن، حتى في (ساه) لا يوجد لنا أتباع.
فالخلاصة يا عبد الرحمن أنه لا محط لك في الوادي فلا تكن ثقيلا أشعبيا
وصدق شاعرنا السلفي التريمي حين قال:
ها قد رجعت بلا خفين يا عدني *** من النزول الذي خططت من زمن
وبؤت بالذل مما كنت تأمله *** فما أتاكم سوى حزبيُّ أو حسني
فاربط متاعك وارحل عن مساجدنا *** واعكف على المال في الفيوش أو عدن
ولما هجره أهل السنة في الوادي كان كثيرا ما يدندن في كلماته: الأخوة والمحبة والألفة والاجتماع.....أنين أهل الأهواء من أهل السنة وهكذا كانت كلمته في ساه كما أخبرني من حضر.
الموقف الثالث: وبعد صلاة العصر قال لي بعض الإخوة ممن حضر الموقف: (انتظر عبد الرحمن قليلا، يظن أنه سيقوم أحد من أهل البلد يرحب به ويقدم له، لكن للأسف لم يجد بدا هذا الفقيه إلا أن قام متجرعا لتلك الصدمة كسالفاتها التي لم يكن يتوقعها، فتكلم قليلا بغير تقديم ولا ترحيب).
قال لي الأخ: (وبعد الكلمة لما رأى أنه لا يأتيه أحد قام بنفسه يدور على الناس ويسلم عليهم حتى خرج مهانا أو شبه مهان) وقد حاول بعض المرعيين مع خطيب المسجد أن يستقبل الفقيه أو.....فأبى!!.
الخاتمة: أظن وبعد هذه المهانات التي حصلت له في الوادي أن هذه الزيارة هي الأخيرة لوادي حضرموت، وخروج نهائي، ولعله لا يفكر في زيارة أخرى إلا في ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى: للتجارة والبيع والشراء مثل ما يفعل أخوه الأكبر عبد الله مرعي، فما نسمع إلا من العوام قالوا: عبد الله جاء الوادي وينزل عند عوام ونحوهم ويصلي في مساجد الحزبيين وغيرهم ثم يسافر من غير أن يشعر به أحد، هذا كان قبل فتنتهم أما الآن فمن باب أولى.
الحالة الثانية: أن يرضى عنه بقية الحسنيين ويتفقون اتفاقا تاما، لأن الحسنيين على خلاف في أمر عبد الرحمن.
الحالة الثالثة: أن يتوب إلى الله تعالى من فتنته ويحسن التوبة بالاصلاح والبيان.
وأظنه سيعتب على من أزه على هذه الورطة التي لطم بها لطمة، لعل الله أن يجعلها له عبرة ولغيره، (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير).
كتبه: أبو إسحاق الشبامي
بمدينة تريم بوادي حضرموت
الأحد26/ربيع الثاني/1431هـ.
تعليق